منتدى علوم المنصورة
رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Ezlb9t10


منتدى علوم المنصورة
رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Ezlb9t10

منتدى علوم المنصورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى علوم المنصورةدخول

اهلا بك يا زائر لديك 16777214 مساهمة


رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
+2
hanod
tootibella
6 مشترك

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :





على الرمال الناعمة بمحاذاة الشارع جلست بين الفتاتين
بعدما أعيانا طول الوقوف و الانتظار..

و من حولنا أناس كثر متفرقون .. نسمع بكاء النساء و
الأطفال ..

أرى رغد تفرك يديها ببعضهما البعض بقوة و باستمرار و تهف
عليهما طالبة شيئا من الدفء . لقد كانت ترتجف بردا.. أكاد أسمع اصطكاك أسنانها
بعضها ببعض..

أما دانة فكان وجهها مغمورا تحت ثنايا القميص و مستسلمة
لصمت موحش..

لم تكن الشمس قد أشرقت بعد.. و كان التعب قد أخذ منا ما
أخذ و نرى رجال الشرطة يجولون ذهابا و جيئة و أعيننا متشبثة بهم..

التفت ناحية رغد و سألتها:

" أتشعرين بالبرد؟"

الصغيرة أجابت بقشعريرة سرت في جسدها..

أنا أيضا كنت أشعر بالبرد لا يدفئ جدعي سوى سترتي
الداخلية الخفيفة..

لكن إن تحمّلت أنا ذلك ، فأنّى لفتاة صغيرة تحمّله ؟؟

ألقيت ُ نظرة على مجموعة من رجال الشرطة المتمركزين قرب
السيارات ثم قلت:

" دعانا نذهب إلى السيارة "

و وقفت فوقفت الفتاتان من بعدي و سرت فسارتا خلفي تمسك
كل منهما بالأخرى حتى صرت قرب رجال الشرطة..

نظروا إلى بتشكك.. و سألني أحدهم عما أريد

" أود البقاء في سيارتي فقد قرصنا البرد"

" عد من حيث أتيت يا هذا "

" لكن الجو بارد ٌ جدا لا تتحمل قسوته الفتاتان "

الشرطي نظر إلى الفتاتين و لم يعلّق.

فقال آخر
:

" ابقوا حيث الآخرين"

قلت بإصرار:

" ستموتان بردا! "

ثم أضفت
:

" هل تعتقدون أننا سنهرب ؟ سأعطيك مفتاح السيارة
لتتأكد"

و أدخلت يدي في جيبي و استخرجت ُ مفاتيحي و مددتها إليه...

الشرطي تبادل النظرة مع زملائه ثم همّ بأخذ المفاتيح بما
احتواها.

لقد كانت المفاتيح مضمومة في ميدالية أهدتني إياها رغد
ليلة العيد.. انتزعت مفتاح السيارة من بينها و قدّمته إلى الشرطي و احتفظت بالميدالية و
بقية المفاتيح.

حين أعطيته المفتاح ، سمح لنا بالتوجه إلى السيارة.

عندما فتحت الباب الأمامي الأيمن وقفت الفتاتان عنده
تنظران إلى بعضهما البعض، ثم تنحت رغد جانبا سامحة لدانة بالدخول .. و فتحت هي
الباب الخلفي .

حينما جلسنا في السيارة ، أخذنا الصمت فترة طويلة.. و
بدأت أجسادنا تسترد شيئا من دفئها المفقود...

لم يكن أحدنا يعرف كيف يفكر ، كنا فقط في حالة ذهول و
عدم تصديق .. منتظرين ما يخبئه لنا القدر خلف ظلام الليل..

أسندنا رؤوسنا إلى المقاعد علّها تمتص شيئا من الشحنات
المتعاركة في داخلها..

و من حين لآخر ، ألقي نظرة على الفتاتين أطمئن عليهما..
رغد اضطجعت على المقاعد الخلفية و ربما غلبها النوم...

أطل من خلال النافذة على السماء فأرى خيوط الفجر تتسلل
خلسة.. فيلقي الله في نفسي ذكره..

" الصلاة "

قلت ُ ذلك و التفت إلى دانة التي تجلس إلى جواري ملقية
بثقل رأسها على مسند المقعد. نظرت إلي، ثم أغمضت عينيها.

أما رغد فلم تتحرك.

نظرت إلى الناس فوجدت بعضهم يركعون و يسجدون..على الرمال

قلت :

" سأذهب لأصلي "

فتحت عينيها مجددا ثم أغمضتهما.

" توخيا الحذر ، دقائق و أعود"

و مددت ُ يدي إلى مقبض الباب ففتحته و خرجت.. أغلقت
الباب و مشيت بضع خطى مبتعدا قبل أن أسمع صوب باب ينفتح بسرعة و أسمع من يناديني..

" وليــــد "

التفت إليها فرأيتها تخرج من السيارة مسرعة، تقصدني

أتيت إليها فأبصرت في وجهها الفزع المهول

" إلى أين تذهب ؟ "

قالت لاهثة ، فأجبت مطمئنا :

" سأصلّي مع الناس "

و أشرت إلى الطرف الآخر من الشارع حيث المصلين..

رغد هتفت بسرعة :

" لا تذهب "

قلت :

" سأصلي و أعود مباشرة "

" لا تذهب ! لا تتركني وحدي "

قلت مطمئنا
:

" دانة معك ، لحظة فقط "

رغد حركت رأسها اعتراضا و إصرارا و هي تقول :

" لا تذهب .. ألا يكفي ما نحن فيه ؟ لا تبتعد وليد
أرجوك "

لم أستطع إلا أن أعود أدراجي ، و أتيمم و أؤدي الصلاة
ملتصقا بالسيارة.

ما إن فرغت ُ من ذلك ، حتى سمعنا ضجيجا يقتحم السماء..

نظرنا جميعنا إلى الأعلى فأبصرنا طائرة تخترق سكون الفجر...

صرخ بعض الموجودين :

" قنابل
! "

و هنا .. بدأ الناس يتصايحون و يصرخون و يركضون فارين ..
محدثين ضجة و جلبة شديدين..

رأيتهم جميعا يجرون على الشارع مبتعدين.. فتحت ُ بابي
السيارة بسرعة و هتفت

" هيا بنا "

و أمسكت بيدي الفتاتين و جررتهما ليركضا معي بأسرع ما
أوتينا من قوّة..

" أركضا.. أركضا بسرعة "



اقتحمنا أفواج الهاربين الصارخين المستصرخين .. هذا يدفع
هذا و هذا يسحب هذا و ذاك يصطدم بالآخر .. و آخر يدوس على غيره.. و الحابل مختلط
بالنابل..

نحن نركض و نركض دون التعقيب.. دون أي التفات إلي
الوراء.. و دوي الطائرة يعلو سماءنا.. و يجلجل أرضنا المهتزة تحت أقدامنا الراكضة..الحافية..
أسمع صراخا من كل ناحية.. أسمع صراخ دانة و رغد.. و صراخي أنا أيضا.. و أشد قبضي
عليهما و أطلق ساقي ّ للريح..

يتعثر من يتعثر.. ينزلق من ينزلق.. يتدحرج من يتدحرج..
يقع من يقع و ينكسر ما ينكسر و يداس ما يداس.. لا شيء يستدعيني لأوقف انجراف رجليّ
.. أسابق الزمن.. و أكاد أسبقه
..

كان ذلك من أشد الأوقات هولا و فظاعة.. لن يفوقهما شدة
إلا هول يوم الحشر...

سيارات الشرطة و سيارات أخرى رأيناها تشق الطريق فرارا
سابقة إيانا.. و سمعنا أصوات رشق ناري زادنا رعبا على رعب و صراخا فوق صراخ..

قطعت مسافة لا علم لي بطولها، أسحب الفتاتين خلفي و هما
عاجزتان عن مجاراة خطواتي الواسعة ، تقفزان قفزا بل تطيران طيرانا..



فجأة وقعت رغد أرضا فصرت أسحبها سحبا إلى أن تمكنت ُ من
إيقاف اندفاعي الشديد في الركض..

و أقبل الناس من خلفنا يرتطمون بنا و داسها أحدهم في
طريقه..

صرخت
:

" قومي رغد "

إلا أنها كانت تمسك بقدمها و تتلوى ألما و تصرخ :

" قدمي .. قدمي .. "

جثوت نحوها و أمسكت بقدمها الحافية فإذا بقطعة من الزجاج
مغروسة فيها و الدماء تتدفق من الجرح..

لابد أنها داست عنوة على كسرة الزجاج هذه أثناء جرينا
المبهم..

أمسكت بقطعة الزجاج بين إصبعي و انتزعتها بعنف و رغد
تصرخ بشدة.. بعد ذلك سحبتها من يدها لنستوي واقفين و طرت راكضا ممسكا بالفتاتين..
عنوة..

رغد كانت تصرخ ألما و تركض على أطراف أصابع قدمها
المصابة فيما الدماء تقطر منها و تهتف
:

" لا أستطيع .. آي .. لا أستطيع "

مما أبطأ سرعة انطلاقنا ..

ثم عادت و هوت أرضا من جديد.. و ضغطت على قدمها المصابة
بيدها الحرة ..

" انهضي رغد بسرعة "

" لا أستطيع .. قدمي تؤلمي .. آي.. تؤلمني بشدة ..
لا أستطيع "

" هيا يا رغد لننج ُ بأنفسنا "

" لا أستطيع .. كلا "

لأن أفكر، لا مجال .. ، لأن أتردد .. لا مجال ..، لكي
أنجو بحياتي و حياة شقيقتي و حبيبتي .. سأقدم على أي شيء..

انتشلت صغيرتي من على الأرض بذراعي و حملتها على كتفي..
وجهها إلى ظهري و قدماها إلى أمامي .. منكبة على رأسها..

هتفت
:

" تشبثي بي جيدا "

و أنا أطبق عليها بقوة بإحدى يدي ّ خشية أن تنزلق، فيما
أمسك بشقيقتي باليد الأخرى ، ثم أسابق الريح...



تارة أزيد و تارة أخفف السرعة.. ألتقط بعض الأنفاس و
أسمح لشقيقتي بتنفس الصعداء..

كان الإعياء قد أصابنا و نال منا ما نال حين رفعت بصري
إلى السماء فلم أبصر أية طائرة و أصغيت أذني فلم أسمع أي ضجيج... و تفلت من حولي
فوجدت الناس متهالكين على الشارع و معظمهم مضطجعين هنا أو هناك.. من فرط التعب و
نفاذ الطاقة..

انحرفت يسارا و خرجت عن الشارع إلى الرمال على حافته.. و
هويت جاثيا على الأرض..

حررت رغد و دانة من بين يدي و ارتميت على الرمال منكبا
على وجهي و أخذت أتنفس بقوّة .. تجعل ذرات الرمل و الغبار المتطايرة من حولي تقتحم
فمي مع تيارات الهواء...

أخذت أسعل و أتحشرج.. و قد أغلقت عيني لأحميهما من
الغبار..

لزمت وضعي هذا لدقيقتين دون حراك.. فجسدي كان منهكا جدا
و بحاجة إلى كمية أكبر من الأوكسجين ليطرد غازاته الضارة خارجا..

عندما فتحت عيني ّ و نظرت يمنة و يسرة رأيت الفتاتين
مرتميتين على الرمال مثلي.. دانة متمددة على ظهرتها تتنفس بسرعة ، و رغد جالسة
تمسّد قدمها المصابة و تئن ألما..

لم أجد في جسدي من الطاقة ما يمكنني الآن من النهوض..

الشمس كانت قد أرسلت أول جيوش أشعتها الذهبية الباهتة
لتغزو السماء و تطرد الظلام .. و شيئا فشيئا بدأت تحتل السماء.. وتنير الكون..
وتكشف ما كان خافيا و تفضح ما كان مستورا..

جلست بعدما استرددت بعض قواي.. وأنا أراقب رغد
المتألمة.. المكشوفة الرأس.. يتدلى خمارها ( شماغي ) على كتفيها ...
كان الجرح لا يزال ينزف.. و الدماء سقت الرمال.. كما
لطخت ملابس رغد بل و وجدت بقعا منها على ملابسي أنا أيضا..

فقد كانت تقطر و أنا أحملها..

" دعيني أرى "

قلت ذلك و قرّبت وجهي من قدمها أتأمل الجرح العميق.. و
ما علق به من الرمال و الشظايا و الأتربة..

مسحت ما حولي بنظرة سريعة فلم أجد ما أغطي به هذا الجرح
النازف..

نفس القميص الذي كانت دانة تختمر به ، نزعت أحد كمّيه و
لففته حول قدم رغد ..

كما لففت خمارها حول رأسها بنفسي...


دانة قالت بعد ذلك بانهيار:

" ماذا يحدث برب السماء ؟؟ فليخبرني أحد.. هل هذه
حقيقة؟؟ لماذا فعلوا هذا بنا؟؟ ما حلّ بنوّار؟؟ و سامر ؟؟ "

و أجهشت بكاء و نواحا.. فضممتها إلى صدري أحاول تهدئتها
.. و أبقيتها بين ذراعي مقدارا من الزمن.. بينما رغد تراقبنا..

بعد ذلك رأينا الناس ينهضون و يسيرون في نفس الاتجاه..
فوجا بعد فوج.. و جماعة بعد أخرى..

قلت :

" هيا بنا "

قالت دانة
:

" إلى أين ؟؟ "

" لا أعرف.. سنسير مع الآخرين"

قالت
:

" سنموت في الطريق.. "

قلت :

" لو لم توقفنا الشرطة و تخرجنا من سياراتنا لربما
كنا الآن قد بلغنا مكانا آمنا.. لا أريد العودة للوراء و لا التخلف عن الآخرين..
كما أنهم أخذوا مفتاح سيارتي.. أظننا على مقربة من إحدى المدن "

فقد كانت اللافتة على جانب الطريق تشير إلى ذلك..

نهضت معهما و سرنا على مهل، و رغد تعرج و تستند إلى
دانة... و تتوقف من حين لآخر..

قطعنا مسافة طويلة بلا هدف ... نسير زمنا و نرتاح فترة
.. و تعامدت الشمس فوق رؤوسنا و نحن تائهون في البر..

كنا نشعر بتعب شديد.. و مهما نسير نجد الطريق طويلا .. و
لا تعبره أية سيارات..

توقفنا بعد مدة لنيل قسطا من الراحة.. و أي راحة ؟؟

قالت رغد
:

" أنا عطشى..."

و نظرت إلي باستغاثة..

ماذا بيدي يا رغد ؟؟ لو كانت عيني عينا لسقيتك منها و إن
شربتها كلها و أبقيتني جافا .. أو أعمى.. لكنني مثلك ، يكاد العطش يقتلني و ما
تبقى من طاقتي لا يكفي لقطع المزيد من الطريق..

إننا سنموت حتما إذا بقينا هنا.. أنا أرى الناس ينهارون
من حولي من التعب و العطش و الجوع.. و يتخلّف من يتخلّف منهم بعد مسيرتنا..

يجب أن نسرع و إلا هلكنا..


" هيا بنا "

قالت دانة
:

" أنا متعبة ، دعنا نرتاح قليلا بعد "

قلت بإصرار
:

" كلا .. يجب أن نسرع بالفرار قبل أن يدركنا حتفنا "

و أجبرت الفتاتين على النهوض و السير مجددا و بأسرع ما
أمكنهما ..

قوى رغد يبدو أنها انتهت.. إنها تترنح في السير.. تمشي
ببطء.. تجر قدميها جرا.. تئن و تلهث.. تسير مغمضة العينين متدلية الذراعين.. ثم
أخيرا تقع أرضا..

أسرعت إليها و أمسكت بكتفيها و هززتها و أنا أقول :

" رغد .. رغد تماسكي .."

رغد تدور بعينيها الغائرتين النصف مغلقتين و تنطلق حروف من
فيها الفاغر مع أنفاسها الضعيفة السطحية :

" ماء.. عطشى.. سأموت.. وليد.. لا تتركني "


ثم تغيب عن الوعي..

أخذت أهزها بقوة أكبر و أصرخ :

" رغد .. أفيقي.. أفيقي .. هيا يا رغد تشجعي.. "

فتفتح عينيها لثوان ، ثم تغمضهما باستسلام...


ثم أسمع صوت ارتطام فالتفت ، فأرى شقيقتي تهوي أرضا هي
الأخرى..

أسرع إليها و أوقظها :

" دانة انهضي... هيا قومي سنصل قريبا "

" متعبة.. دعني أرتاح.. قليلا "


و انظر إلى الشمس فأراها تقترب من الأفق.. و تنذر بقرب
الرحيل..و ختم النهار..

تركتهما ترتاحان فترة بسيطة ، ثم جعلتهما تنهضان .. دانة
تسحب قدميها سحبا .. و رغد مستندة إلي.. أجرها معي ..

وصلنا بعد ذلك إلى محطة وقود .. و صار من بقي من الناس
يركضون باتجاهها و يقتحمون البقالة الصغيرة التابعة لها كالمجانين بحثا عن الماء..

أسرعت أنا أيضا بدوري إلى هناك .. أسحب الفتاتين و حين
اقتربت من الباب و رأيت الناس تتعارك يرصّ بعضهم بعضا قلت للفتاتين :

" انتظراني هنا "

و حررتهما من يدي وأنا أقول :

" لا تتحركا خطوة واحدة "

و هممت بالذهاب لمزاحمة الآخرين..

رغد صرخت صرخة حنجرة ميتة :

" لا تذهب "

قلت :

" سأجلب الماء .. انتظريني "

و حين سرت خطوة مدت هي يدها و أمسكت بذراعي تسحبني
تجاهها و تقول في ذعر :

" لا تذهب وليد .. كلا ..كلا .. "

حررت ذراعي من يدها و زمجرت :

" دعيني أدرك الماء قبل أن يدركنا الموت.. ستموتين
إن لم ألحق "

" سأموت إن ذهبت "

لا أعرف كيف أصف الشعور الذي انتابني لحظتها..

في قعر الضعف و اليأس و الاستسلام.. أرى صغيرتي متشبثة
بي في خشية من أن الوحدة.. بينما الموت أولى بأن تخشاه و تهرب منه..

قلت موجها كلامي لدانة :

" أمسكي بها "

و دفعت بيدها بعيدا عني و أسرعت إلى البقالة..تلاحقني
صيحاتها..

غصت وسط الزحام و لم استطع نيل أكثر من قارورتي ماء
صغيرتين و علبة عصير انتشلتها انتشالا و ركلت من حاول سلبها مني..

خرجت بغنيمتي من المعركة و جريت نحو الموضع الذي تركت
الفتاتين فيه فلم أجدهما..

تلفت يمنة و يسرة فلم أجدهما ...

جن جنوني و رحت أهتف مناديا :

" رغد... دانة ... أين أنتما ؟؟ "

ثم سمعت صوت دانة تهتف :

" وليد .. هنا "

و وجدتها تجلس عند خازنات الوقود و رغد ملقاة أرضا إلى
جوارها..

ركضت نحوها فزعا..

" ماذا حدث ؟؟ "

" ربما ماتت ؟ لا أعرف إنها لا تستفيق "

مسكت رغد و هززتها بقوة و أنا أصرخ :

" رغد .. أفيقي.. لقد جلبت الماء.. أفيقي هيا .."

بالكاد ترمش بعينيها.. فتحت علبة العصير و أدخلت طرف
الماصة بداخلها و الطرف الآخر في فم رغد و ضغطت على العلبة حتى يتدفق العصير إلى
فم رغد.. رغد حركت شفتيها قليلا.. ثم أخذت تبلع العصير.. ثم تشربه..

" اشربي.. اشربي .."


أما دانة فأخذت إحدى قارورتي الماء و شربتها كاملة دفعة
واحدة.. و تقاسمت أنا و رغد القارورة الأخرى..

" اشربي المزيد.. اشربيه كله.. "

الناس كانوا يدخلون و يخرجون من البقالة كل يحمل الطعام
و الشراب.. دون مراعاة لأي حقوق.. و أي لياقة.. ففي وضع كالذي كنا عليه.. ينسى
المرء نفسه

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
ليه كدة كان يستنى شويه

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
يعنى ينفع كدة لما يعرف انها حرة يكون هو ارتبط بأروى
بس ياترى هيعمل ايه
متتاخريش علينا علشان اعرف
وبشكرك على الاجزاء الجديدة

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
ياعينى عليك يا وليد بس افتكر انه لو عرفت انه كان فى السجن هتفضل تحبه برضه

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
شكلها هتولع
وشكرا على الاجزاء الجميله دى واروح اكمل اللى الجزءيين اللى بعدهم

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
يلا مش بقول شكل الروايه دى لسه فيها مواقف كتير

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
شكرا على الاجزاء الجميله دى وياريت متتاخريش زى ما قولتى هتنزلى كل يوم اربعه اجزاء

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
yea ana aho mat2a5artsh men ba3d el agaza

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
Laughing

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
انا كنت فكرت انك هتستني لما كلنا نخلص بس يلا المهم الجزء ده حلو اوي بس بجد انا تعبت من قراءته انا قايم اشرب احسن يحصل حاجه بعدها اندم

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
فظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظظييييييييييييييييييييييييييييييييييييييع

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
وليد ده انسان بمعنى الكلمه

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
هو وليد هيشتغل دكتور لها كمان ماهو ده اللى ناقص

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
حلو اوى

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الجزء 59

more_horiz





أعد الدقائق واحدة تلو الأخرى ، في انتظار وصول وليد...

رغم أنها مجرد أيام، تلك التي فصلت بيننا مذ لقائنا
الأخير ، إلا أنني أشعر بها كالشهور ...لا بل كالسنين ... نعم كالسنين التي قضيتها
محرومة من رؤيته ، و معتقدة بأنه سافر يدرس.. بينما كان ...

كلما جالت هذه الخاطرة برأسي طردتها مسرعة ، و أجبرت
نفسي على الفرح .. فهو سيصل اليوم في أية لحظة...

سامر تحاشى الحديث معي منذ الصباح، إنه فقط مهتم
بالإعدادات للحفلة البسيطة ، و قد قام هو و دانة بترتيب مائدة في الصالة ،
لاستقبال الرجال ، و أخرى في غرفة المجلس ، لاستقبال السيدات .

حاولت مساعدتهم إلا أنني كنت متعبة من آثار الصدمة التي
تلقيتها مؤخرا و لم تسعفني قواي البدنية على فعل شيء أكثر من المراقبة عن كثب..

بعد تأدية صلاة العشاء ، أتتني دانة لتتحدث معي الحديث
الأخير... قبل فراقنا..

ابتداء من هذه الليلة ، سوف لن يكون لدي أخت ٌ أتشاجر
معها ! من سيعلّق على مظهري كلما ارتديت شيئا جديدا، من سيوبّخني كلما أخطأت ! من
سيغار مني و أغار منه؟؟

من سيعلمني أشياء أجهلها و يفتح عيني على الحياة... دانة
كانت بالنسبة لي .. الباب إلى الحياة ، فأنا لم أعرف من هذه الدنيا شيئا إلا عن
طريقها...

و رغم أن الفرق بين عمرينا هو سنتان و نصف ، إلا أنني
أشعر بنفسي صغيرة جدا أمامها .. و أحسها أختي الكبرى و معلّمتي الحبيبة ...

لذا ، عندما دخلت الغرفة و أنا لا أزال مرتدية حجاب
الصلاة و قالت :

" سأتخلص منك أخيرا ! "

انفجرنا ضحكا ، ثم بكاء ... شديدا جدا .. جعل سامر يقف
عند الباب مذهولا حائرا !

" لمن ستتركينني دانة ؟ سأبقى وحيدة منعزلة عن
العالم من بعدك ! "

" هنيئا لك ! ستنفردين برعاية أبي و تدليله ! أنت
مثل القطة رغد ! مهما كبرت تظلين تعشقين الدلال ! كان الله في عون الرجل الذي
ستتزوجينه ! "

الآن صارت تشير إليه بالمجهول ! لم تذكر اسم سامر .. فهي
إذن اقتنعت أخيرا بأن سامر لم يعد لي
...

نظرت أنا نحو سامر فوجدت وجهه المشوه غارقا في الحزن ...
و كرهت نفسي...
كرهت قدري.. و ظروفي التي انتهت بي و به إلى هذه الحال...

أعدت نظري إلى دانة .. نظرة استغاثة.. استنجاد.. أريد من
ينقذني من هذا كله.. فوجدت على وجهها ابتسامة خفيفة ، و سمعتها تهمس :

" على كل ٍ ، هو يحب تدليلك كثيرا ! "

ابتسمت ُ ، و ضممتها إلي ، و أنا أشعر بأنها المرة
الأولى التي تفهمني فيها...

رباه ! كيف تغيّرت بهذا الشكل بين ليلة و ضحاها ؟؟

هل يعني أنها موافقة على و راضية عن انفصالي عن سامر ، و
ارتباطي بوليد؟؟ هل تدرك هي أنني أحب وليد و وليد فقط؟؟

وليد قلبي
...

آه كم أنا متلهفة لرؤيتك ...

عد بسرعة .. اظهر فورا .. فقد أضناني الشوق و الحرمان ...

قمت بعد ذلك و لبست فستانا أهداني إياه سامر من أجل
الحفلة ، و ووضعت بعض الحلي ، و التي أيضا أهداني إياها سامر... و ارتديت حذاء
عالي الكعب جدا ، كالعادة ، و بصراحة .. أهداني إياه سامر أيضا !

إلا أنني لم أضع أيا من المساحيق على وجهي ، فأنا أريد
مقابلة وليد قلبي وجها لوجه ...
بدوت مسرورة ، أحوم حولهما كالفراشة ... و عندما حضر
الضيوف أحسنت استقبالهم و قدت النساء إلى المجلس ... كانت أم نوار و أخواته، في
غاية الأناقة و الجمال.. يرتدين ملابس مبهرة و حلي كثيرة .. و قد تلوّنت وجوههن
بالماكياج المتقن جدا !

شعرت ببعض الخجل من نفسي لكوني بلا ألوان ! مع ذلك ،
أبدو جميلة فلا تلتفتوا لهذا الأمر
!

حضرت العروس بعد ذلك ، في قمة الأناقة و الروعة .. و
أخذنا نلتقط العديد من الصور التذكارية ، و سأظهر جميلة رغم كل شيء !

مر الوقت .. و مع انقضاء كل ساعة ينقضي خيط أمل في حضور
وليد.. لماذا لم يحضر بعد ؟؟ أحقا سيأتي أم أنه ...

ذهبت إلى المطبخ لجلب المزيد من العصائر فإذا بي أصادف
سامر هناك ، يحمل أطباق الجلي
...

قلت :

" ألم يحضر وليد ؟؟ "

سامر تظاهر بالابتسام و قال :

" ليس بعد "

قلت :

" هل أنت واثق من حضوره ؟ هل قال أنه آت ٍ بالفعل
؟؟ "

" قال إن لديه ارتباطات و مشاغل أخرى ، لكنه سيحاول
الحضور ... "

نظرت إلى الساعة المعلقة على جدار المطبخ بيأس...

قال سامر
:

" لا يزال الوقت مبكرا ... لا تقلقي... "

ثم غادر المطبخ ...





~ ~ ~ ~ ~ ~




اعتقد إن من حقّي أن آخذ هذه المساحة بين السطور .. لأصف
لكم مشاعري المجروحة ...

إذا كان هناك رجل تعيس في الدنيا فهو أنا.. كيف لا و أنا
أرى مخطوبتي.. محبوبتي رغد.. تعد الدقائق بلهفة في انتظار عودة وليد.. حبيب
قلبها الغالي..

أصبت بجنون ما بعده جنون ، حين اعترفت لي و بلسانها أنها
تحبه هو.. و أنه السبب في قرارها الانفصال عني ، بعد خطوبة استمرت أربع سنوات أو
يزيد...

أربع سنوات من الشوق و اللهفة.. و الحب و الهيام.. في
انتظار الليلة التي تجمعنا أنا و هي.. عريسين في عش الزوجية.. ثم يأتي وليد.. و في
غضون شهور أو ربما أيام .. يسرق قلبها مني !

رغد لم تقل لي في السابق : ( أنا أحبك ) ، و لكنها لم
تقل : ( أنا لا أحبك ) ..
بل كانت الأمور فيما بيننا تجري على خير ما يرام .. حتى
أخبرني وليد نفسه ذات ليلة بأنها ترغب في تأجيل زواجنا...

الشيء الذي لا أعرفه حتى هذه اللحظة ، ما إذا كان وليد
يعرف بحبها له أو يبادلها الشعور ذاته ، أم لا ...

أنا أعرف أنه يحبها و يهتم بها كأخت.. أو ابنة عم .. أما
كحبيبة.. كزوجة .. فهذا ما لا أعرفه و لن أحتمل صدمة معرفته ، إن كان يحبها
بالطريقة التي أحبها أنا بها..

أتذكر أنها في اليوم الذي عرض عليها ارتباطنا قبل سنين
قالت : ( لننتظر وليد أولا )

و لأنه كان من المفترض ألا يعود إلا بعد أكثر من عشر
سنين من ذلك الوقت، فإننا عقدنا قراننا بموافقة الجميع...

و أنا أنظر إليها هذه اللحظة و هي تراقب الساعة ، أشعر
بأن خلايا قلبي تتمزّق خلية خلية ، بل ... و أنويتها تنشطر .. و ذراتها تتبعثر حول
المجرّة بأكملها ...

لماذا فعلت ِ هذا بي يا رغد ؟؟

إن كنت تجهلين ، فأنا أحبك حبا لا يمكن لأي رجل في
الدنيا أن يحمل في قلبه حبا مثله..

حبا يجعلني أدوس على مشاعري و أحرق أحاسيسي رغما عنها ،
لأجعلك تحيين الحياة التي تريدينها مع الشخص الذي تختارينه..

و ليته كان أنا...

و إن اكتشفت أن وليد لا يكترث لك ، فإنني لن أقف صامتا ،
و أدعك تبعثرين مشاعرَ أنا الأولى بها من أي رجل على وجه المعمورة ، بل سآخذك
معي.. و أحيطك بكل ما أودع الله قلوب البشر من حب و مودة ، و أحملك إلى السحاب .. و إن شئت ِ ..
أتحوّل إلى وليد .. أو إلى أي رجل آخر تريدين أن تصبي مشاعرك في قلبه ... فقط..
اقبلي بي...

غادرت المطبخ على عجل ، لئلا أدع الفرصة لرغد لرؤية
العبرة المتلألئة في محجري...

نعم ، سأبكي لتضحكي أنت ... و سأحزن لتفرحي أنت .. و
سأنكسر لتنجبري أنت .. و سأموت ... لتحيي أنت... يا حبيبة لم يعرف الفؤاد قبلها حبيبة
.. و لا بعدها حبيبة .. و لا مثلها حبيبة... و سيفنى الفؤاد ، و تبقى هي الحبيبة .. و هي الحبيبة ..
و هي الحبيبة ...

عندما وصل وليد، كانت الساعة تشير إلى الحادية عشر و خمس
و أربعين دقيقة، أي قبل ربع ساعة من ولادة يوم جديد.. خال من رغد ...

قرع الجرس ، فأقبلت نحو الباب و سألت عن الطارق ، فأجاب :

" أنا وليد "

جمّدت مشاعري تحت طبقة من الجليد ، لا تقل سماكة عن
الطبقات التي تغطي المحيط المتجمّد الجنوبي... و فتحت الباب ..

تلك الطبقة انصهرت شيئا فشيئا ، لا بل دفعة واحدة حين
وقعت عيناي على الشخصين الواقفين خلفه ، وليد ، و الفتاة الشقراء !

" مرحبا ، سامر ... "

بصعوبة استطعت رد التحية و دعوتهما للدخول ...

وليد كان يرى الدهشة الجلية على وجهي مجردة من أي مداراة
مفتعلة !

قال ، و هو يشير إلى الفتاة الواقفة إلى جانبه تبتسم
بهدوء :

" أروى نديم ، تعرفها "

قلت :

" أأ .. أجل ... "

قال :

" خطيبتي "

و من القطب الجنوبي ، إلى أفريقيا الاستوائية !

اعتقد أنكم تستطيعون تصوّر الموقف خيرا من أي وصف أنقله
لكم !

" خـ ... ــطيبتك !! "

" نعم ، ارتبطنا البارحة "

نظرت إلى الفتاة غير مصدّق ، أطلب منها تأكيدا على
الكلام ، ابتسمت هي و نظرت نحو وليد
..

وليد قال
:

" أ لن تبارك لنا ؟؟ "

" أأ ... نعم ...طبعا ... لكنني تفاجأت ، تفضلا على
العموم ، مبروك لكما .. "

و قدتهما أولا إلى المجلس ، حيث النسوة...

طرقت الباب و أنا أنادي أختي دانة... ، فتحت هذه الأخيرة
لي الباب و خرجت من فتحته الضيقة ، و حالما أغلقته انتبهت لوليد ...

" وليد
! "

أشرق وجهها و تفجرت الأسارير عليه .. ثم فتحت ذراعيها و
أطبقت عليه معانقة إياه عناقا حميما...

" نعم .. كنت أعلم بأنك ستأتي و لن تخذلني ، فأنت
لم تخذلني ليلة خطوبتي.. أنا سعيدة جدا..
"

وليد قال
:

" مبروك عزيزتي... أتم الله سعادتك و بارك لك زواجك .. "

بعد ذلك ، رفعت رأسها لتنظر إليه ، ثم دفنته في صدره و
هي تقول :

" سامحني... لم أكن أعلم .. سامحني يا أخي الحبيب
.. أنا فخورة بك.. و أتباهى أمام جميع المخلوقات .. بأن لي أخا مثلك.. سامحني .. "

وليد ربت على ظهر دانة بحنان ، و إن كانت الدهشة و
الحيرة تعلوان وجهه ، و قال مواسيا
:

" لا بأس عزيزتي .. لا تبكي و إلا أفسدت ِ زينتك ،
و غير المغرور رأيه بك ! "

رفعت دانة رأسها و انفجرت ضحكا ، و وكزته بمرفقها و هي
تقول :

" لم تتغير ! سوف أطلب من نوّار أن يضربك قبل
خروجنا ! "

قلت أنا
:

" احذري ! و إلا خرج عريسك بعاهة مستديمة ! "

و ضحكنا بانفعال نحن الثلاثة...

التفت وليد للوراء حتى ظهرت خطيبته الجديدة ، و التي
كانت تقف على بعد خطوات ...

قال :

" اقتربي أروى "

اقتربت الفتاة و هي تنظر نحو العروس ، و تحييها ..

" مبروك دانة ! كم أنت جميلة ! "

دانة حملقت في الفتاة قليلا ثم قالت محدثة وليد :

" هل حضرت عائلة المزارع ؟؟ "

وليد قال
:

" أروى فقط.. "

فتعجبت دانة ، فوضّح :

" خطيبتي "

طغى الذهول على وجهها ربما أكثر مني ، قالت باستغراب
شديد :

" خطيبتك !! "

قال وليد
:

" نعم ، عقدنا قراننا البارحة... باركي لنا "

الاضطراب تملّك دانة ، و حارت في أمرها و لزمت الصمت
لوهلة ، إلا أنها أخيرا تحدّثت
:

" فاجأتماني ...بشدّة ! ... مبروك على كل حال "

و كان واضحا لنا، أو على الأقل واضحا لي استياؤها من
المفاجأة...

قلت :

" فلتتفضل الآنسة ... "

دانة التفتت إلى أروى و قالت :

" تفضلي
"

و فتحت الباب لتسمح لها بالدخول ... و قالت مخاطبة إيّاي :

" رغد في غرفتها .. ذهبت لاستبدال فيلم الكاميرا ... "

و كان القلق جليا على ملامحها ...

قال وليد
:

" جيد ! أ أستطيع رؤيتها ؟؟ "

تبادلنا أنا و دانة النظرات ذات المعنى .. و قالت هي :

" نعم ، سأدخل لأقدّم أروى للجميع "

و دخلت الغرفة و أغلقت الباب تاركة إياي في المأزق
بمفردي !

وليد التفت إلي و قال :

" أريد إلقاء التحية عليها.. إن أمكن "

أنا يا من كنت أدرك أنها تنتظره بلهفة منذ ساعات... و
أنها ستطير فرحا متى ما رأته .. لم أملك من الأمر شيئا ..

قلت باستسلام
:

" أجل ، تفضل ... "

و قدت ُ بنفسي ، حبيب خطيبتي إلى غرفتها لكي تقابله ...

طرقت ُ الباب و قلت :

" رغد .. وليد معي "

قاصدا أن أنبهها لحضوره ، لكي ترتدي حجابها..

إلا أنني ما كدت ُ أتم الجملة ، حتى انفتح الباب باندفاع
سريع ، و ظهرت من خلفه رغد على حالها .. و هتفت بقوة :

" وليد
! "

أي رجل في هذا العالم ، يحمل ذرة حب واحدة لخطيبته ، أو
حتى ذرة شعور بالملكية و الغيرة ، فإنه في لحظة كهذه سيرفع كفيه و يصفع وجهي
الشخصين الماثلين أمامه في مشهد حميم كهذا ... إلا أنني أنا ... سامر العاشق
المسلوب الحبيبة .. المغطّي لمشاعره بطبقة من الجليد .. وقفت ساكنا بلا حراك و بلا
أي ردّة فعل .. أراقب خطيبتي و هي ترتمي في حضن أخي بقوة .. و تهتف بانفعال :

" وليد .. لماذا لم تخبرني .. لماذا .. لماذا .. "





~ ~ ~ ~ ~





و إن كنت أتظاهر بالبرود و الصمود ، إلا أن ما بداخلي
كان يشتعل كالحمم...

و إن كنت أتظاهر بأنني فقط أود إلقاء التحية ، فإن حقيقة
ما بداخلي هي أنني متلهف لرؤية صغيرتي الحبيبة و الإحساس بوجودها قريبة مني ...

لقد كنت أسير خطوة خطوة.. و مع كل خطوة أفقد مقدارا من
قوتي كما يفقد قلبي السيطرة على خفقاته ، فتأتي هذه الأخيرة عشوائية غير منظمة ..
تسبق الواحدة منها الأخرى...

و حين فتح الباب.. كنت ُ قد أحرقت آخر عصب من جسدي من
شدة التوتر.. لدرجة أنني لم أعد أحس بشيء..

أي شيء
..

لم أع ِ إلا و قذيفة ملتهبة قوية تضرب صدري .. تكاد تكسر
ضلوعي و تخترق قلبي...

بل إنها اخترقته ..

فرغد لم تكن تقف أمامي بل .. كانت تجلس في قلبي متربعة
على عرش الحكم.. تزيد و تنقص ضرباته قدر ما تشاء .. تعبث بأعصابه كيفما تشاء..
تسيّر أحاسيسه حسبما تريد...

و لأنني كنت مذهولا و فاقدا للسيطرة على حركاتي تماما ،
فقد بقيت ُ ساكنا.. دون أي ردّة فعل
...

كان صدري مثل البحر .. غاصت صغيرتي في أعماقه و قطعته
طولا و عرضا .. و خرجت منه مبللة بالدموع و هي تنظر إلي و تهتف :

" لماذا لم تخبرني ؟؟ لماذا يا وليد ؟ لم أخفيت
عنّي كل هذه السنين ؟؟ "

شيء ما بدأ يتحرّك في دماغي المغلق .. و يفتح أبواب
الوعي و الإدراك لما يدور من حولي
...

بدأت أنتبه لما تقوله صغيرتي .. و بدأت أحس بأظافرها
المغروسة في لوحي كتفي ّ كالمسامير ... و بدأت أرى اللآليء المتناثرة من محجريها
... أغلى ما في كوني ...

لا شعوريا رفعت يدي إلى وجهها أردم سيل العبر ...

" لا تبكي صغيرتي أرجوك .. "

فأنا أتحمّل أي شيء في هذه الدنيا ، إلا أن أرى دموع
غاليتي تتبعثر سدى...

إنني أشعر بحرارة شديدة أجهل مصدرها الحقيقي ...

أهو داخلي ؟ أم حضن صغيرتي ؟ أم الشرر المتطاير من عيني
ّ أخي، اللتين تحملقان بنا بحدّة..

رغد أزاحت يديها عني ، و ابتعدت خطوة.. و ذلك أثار توترا
في المسافة التي بيننا.. تماما كالتوتر الذي يولّده ابتعاد قطعة حديد صغيرة عن
مغناطيس !

قالت
:

" لقد اكتشفت ذلك الآن فقط .. لماذا لم تخبرني بأنك
.. بأنك .. كنت في السجن ؟؟
"

و إن كانت مشاعري قبل قليل مخدّرة من تأثير قرب رغد ،
فإنها استيقظت كلها دفعة واحدة فجأة.. و تهيّجت .. فصرت أشعر بكل شيء ، حتى بحرارة
البراكين الخامدة في اليابان !

نقلت نظري من رغد ، إلى سامر ، إلى رغد ، إلى سامر ... و
حين استقرّت عيناي عليه، رأيت قنبلة متوهجة ، على وشك الانفجار...

لطفك يا رب
... !

قلت ُ أخيرا
:

" أنت من أخبرها ؟؟ "

سامر لم يجب بكلمة ، بل بإيماءة و تنهيدة قوية نفثها
صدره .. و شعرت أيضا بحرارتها...

أعدت ُ النظر إلى رغد.. فاسترسلت في سؤالي :

" لماذا لم تخبرني؟؟ "

أخبرك ؟؟ بأي شيء يا رغد ؟؟ أ لم تري الطريقة التي
عاملتني بها دانة ، بل و الناس أجمعون؟

أتراك تنظرين إلي ّ الآن مثلهم ؟؟

لا يا رغد .. أرجوك لا ..

قلت بلا حول و لا قوة :

" ما حصل..، لكن... أرجو ألا يغيّر ذلك أي شيء ؟؟ "

و انتظرت إجابتها بقلق...

قالت
:

" بل يغيّر كل شيء ... "

و أذهلتني هذه الإجابة بوضوحها و غموضها المقترنين في آن
واحد...

قالت:

" وليد ... وليد أنا ... "

و لم تتم ، إذ أن دانة ظهرت في الصورة الآن مقبلة نحو
غرفة رغد.. و تكسوها علامات القلق...

جالت بمقلتيها بيننا نحن الثلاثة و استقرت على سامر...
شعرت أنا بأن هناك شيء يدور في الخفاء أجهله ...

سألت
:

" ما الأمر ؟؟ "

لم يجب أي منهم بادىء ذي بدء إلا أن دانة قالت أخيرا،
مديرة دفة الحديث لمنعطف آخر:

" رغد ! الكاميرا ! سنستدعي نوّار الآن ! "

ثم التفتت نحو سامر :

" إنه منتصف الليل ! هيا استدعه ! "

و يبدو أن ترتيباتهم كانت على هذا النحو ، أن يدخل
العريس إلى تلك الغرفة لالتقاط بعض الصور مع العروس و مع قريباته قبل المغادرة .

سامر نطق أخيرا :

" سأستدعيه... أخبريهن "

و رغد تحرّكت الآن من أمامي متجهة نحو المنضدة و من
فوقها تناولت الكاميرا و أقبلت نحو دانة و مدّت الكاميرا إليها ، فقالت دانة:

" أعطها لسامر الآن .. "

التفتت رغد نحو سامر .. و قدّمتها إليه...

سامر نظر إلى رغد نظرة عميقة.. جعلتها تطأطىء رأسها أرضا ...

أخذ سامر الكاميرا منها.. و قال ..

" سنلتقط له معنا بعض الصور ثم نعيدها إليكن .. "

قال ذلك و وجه خطاه نحو الصالة...

هممت ُ أنا باللحاق به... إلا أنني توقفت ، و التفت إلى
رغد ... و قلت :

" كيف قدمك الآن ؟ "

رغد و التي كانت لا تزال مطأطئة برأسها رفعته أخيرا و
نظرت إلي مبتسمة و قالت :

" طاب الجرح... "

قلت :

" الحمد لله "

ثم أوليتها ظهري منصرفا إلى حيث انصرف أخي

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الجزء 60

more_horiz










كنت ُ مجنونة، لكنني لم أتمالك نفسي بعدما رأيت وليد
يقف أمامي... بطوله و عرضه و شحمه.. جسده و أطرافه... و عينيه و أنفه المعقوف
أيضا ...

كأن سنينا قد انقضت مذ رأيته آخر مرة ، ينصرف من هذه
الشقة جريحا مكسور الخاطر ...

اندفعت إليه بجنون... و أي جنون !

ظللت أراقبه و هو يولّي .. حتى اختفى عن ناظري.. و
بقيت محدّقة في الموضع الذي كان كتفاه العريضان يظهران عنده قبل اختفائه، و
كأنني لازلت أبصر الكتفين أمامي !

" رغد ! "

نادتني دانة ، فحررت أنظاري من ذلك الموضع و التفت
إليها... و رأيتها تحدّق بي و علامات غريبة على وجهها...

أنا ابتسمت .. لقد قرّت عيني برؤية وليد قلبي.. و لأنه
هنا ...، فقط لأنه هنا ، فإن هذا يعطيني أكبر سبب في الحياة لأبتسم
!

لا أعرف لم كانت نظرة دانة غريبة.. ممزوجة بالأسى و
القلق.. قلت :

" ما بك ؟ "

" لا ... لا شيء "

" سأغسل وجهي و أوافيكن... "

و أسرعت قاصدة الحمّام ... طائرة كالحمامة
!

بعد ذلك ، ذهبت إلى غرفة المجلس...مرتدية حجابي ، إذ
أنني سأبقى لأتفرج على العريسين و لمياء - شقيقة نوار - تلتقط الصور لهما..


جميعهن كن يجلسن في أماكنهن كما تركتهن قبل قليل، نظرن
إلي ّ جميعا حالما دخلت.. فابتسمت في وجوههن...

فجأة لمحت وجها غريبا في غير موقعه
!

وجه أروى الحسناء !

دُهشت و علاني التعجب ! وقفت هي مبتسمة و قائلة
:

" مرحبا رغد ! كيف حالك ؟ و كيف صحتك ؟؟
"

" أروى ! "

" مفاجأة أليس كذلك ؟؟ "

اقتربت منها و صافحتها و الدهشة تتملكني...و نظرت في
أوجه الأخريات بحثا عن وجه أم أروى ... أو حتى وجه العجوز !

قلت :

" أهلا بك ِ ! أحضرت ِ بمفردك ؟؟
"

ابتسمت و قالت :

" مع وليد "

مع من ؟؟ مع وليد ؟؟ ماذا تقصد هذه الفتاة ؟؟

" مع وليد ؟؟ "

ازدادت ابتسامتها اتساعا و حمرة وجنتيها حمرة و بريق
عينيها بريقا ... و التفتت نحو دانة ثم نحوي و قالت :

" ألم تخبرك ِ دانة ؟؟ "

التفت نحو دانة و أنا في غاية الدهشة و القلق.. و
رميتها بنظرات متسائلة حائرة..
دانة أيضا نظرت إلي بنفس القلق.. ثم قالت
:

" إنها ... إنها و وليد... "

و لم تتم...

نظرت إلى أروى ، فسمعتها تقول متمة جملة دانة ، تلك
الجملة التي قضت علي و أرسلتني للهلاك فورا :

" ارتبطنا .. البارحة "


عفوا ؟؟ عفوا ؟؟ فأنا ما عدت أسمع جيدا من هول ما سمعت
أذناي مؤخرا ! ماذا تقول هذه الفتاة ؟؟

" ماذا ؟؟ "

و رأيتها تبتسم و تقول :

" مفاجأة ! أ ليس كذلك ؟؟ "

نظرت إلى دانة لتسعفني ...

دانة أنقذيني مما تهذي به هذه ... ما الذي تقوله
فلغتها غريبة.. و شكلها غريب.. و وجودها في هذا المكان غريب أيضا...

دانة نظرت إلي بحزن ، لا ... بل بشفقة ، ثم أرسلت
أنظارها إلى الأرض...

غير صحيح !

غير ممكن .. مستحيل ... لا لن أصدّق
...

" أنت و .. وليد ماذا ؟؟ ار... تبطـ.. ـتما ؟؟
"

" نعم ، البارحة .. و جئت ُ معه كي أبارك
للعريسين زواجهما.."


خطوة إلى الوراء، ثم خطوة أخرى.. يقترب الباب مني، ثم
ينفتح.. ثم أرى نفسي أخرج عبره.. ثم أرى الجدران تتمايل.. و السقف يهوي.. و
الأرض تقترب مني.. و الدنيا
تظلم.. تظلم.. تظلم..و يختفي كل شيء...


" سامر .. تعال بسرعة"

هتاف شخص ٌ ما.. يدوي في رأسي.. أيدي أشخاص ما تمسك
بي.. أذرع أشخاص ما تحملني.. و تضعني فوق شيء ما.. مريح و واسع..

أكفف تضرب وجهي.. أصوات تناديني.. صياح.. دموع.. لا
ليست دموع.. إنها قطرات من الماء ترش على وجهي.. أفتح عيني.. فأرى الصورة غير
واضحة.. كل شيء مما حولي يتمايل و يتداخل ببعضه البعض.. الوجوه، الأيدي.. السقف..
الجدران.. أغمض عيني بشدة.. أحرّك يدي و أضعها فوق
عيني ّ .. لا أتحمل النور المتسلل عبر جفنيّ .. أشعر بدوار.. سأتقيأ.. ابتعدوا..
ابتعدوا...







~ ~ ~ ~ ~





عندما استردّت رغد وعيها كاملا، كان ذلك بعد بضع دقائق
من حضورنا إلى الممر و رؤيتنا لها مرمية على الأرض...

كنا قد سمعنا صوت ارتطام ، شيء ما بالأرض أو الجدران ،
ثم سمعنا صوت دانة تهتف :

" سامر ..تعال بسرعة"

قفزنا نحن الاثنان، أنا و سامر هو يهرول و أنا أهرول
خلفه تلقائيا حتى وصلنا إلى هناك..
دانة كانت ترفع رأس رغد على رجلها و تضرب وجهها محاولة
إيقاظها.. و رغد كانت مغشي عليها...

أسرعنا إليها ، و مددت أنا يدي و انتشلتها عن الأرض
بسرعة و نقلتها إلى سريرها و جميعنا نهتف

" رغد.. أفيقي... "

صرخت :

" ماذا حدث لها ؟؟ "

دانة أسرعت نحو دورة المياه، و عادت بمنديل مبلل عصرته
فوق وجه رغد، و التي كانت تفتح عينيها و تغمضهما مرارا...

استردت رغد وعيها و أخذت تجول ببصرها فيما حولها.. و
تنظر إلينا واحدا عقب الآخر...

قال سامر :

" سلامتك حبيبتي... هل تأذيت ؟؟
"

قالت دانة :

" أأنت على ما يرام رغد ؟؟ "

قلت أنا :

" ما ذا حدث صغيرتي ؟؟ "

نظرت رغد إلي نظرة غريبة.. ثم جلست و صاحت
:

" سأتقيأ "



بعدما هدأت من نوبة التقيؤ ، وضعت رأسها على صدر سامر
و طوقته بذراعيها و أخذت تبكي ...

سامر أخذ يمسح على رأسها المغطى بالحجاب... و يتمتم
:

" يكفي حبيبتي، اهدئي أرجوك.. فداك أي شيء..."

قلت :

" صغيرتي ؟؟ "

رغد غمرت وجهها في صدر سامر... مبللة ملابسه بالدموع..


" صغيرتي ..؟؟ "

" دعوني وحدي.. دعوني وحدي .. "

و أجهشت بكاء شديدا...

لم أعزم الحراك و لم استطعه، إلا أن دانة قالت لي
:

" لنخرج وليد "

قلت بقلق :

" ماذا حدث يا دانة ؟؟ "

قالت :

" قلت لك... إنها مريضة! هذه المرة الثالثة التي
يغشى عليها فيها منذ الأمس... "

صعقني هذا النبأ..

قلت مخاطبا رغد:

" رغد هل أنت بخير..؟؟ "

لم تلتف إلي ، بل غاصت برأسها أكثر و أكثر في صدر سامر
و قالت :

" دعوني وحدي... دعوني وحدي.."

يد دانة الآن أمسكت بيدي ، و حثّتني على السير إلى
الخارج، ثم أغلقت الباب...

حاولت التحدث معها إلا أنها اعترضت حديثي قائلة
:

" سوف أعود لأطمئن ضيفاتي.. وليد استدع نوّار
... "

و انصرفت...

بقيت واقفا عند باب غرفة رغد غير قادر على التزحزح
خطوة واحدة.. ماذا حل ّ بصغيرتي ؟؟ و لماذا تتشبث بسامر بهذا الشكل ؟؟ هل صحتها
في خطر؟ هل عدلت عن فك ارتباطها به ؟ ماذا يحدث من حولي..؟؟

لحظات و إذا بي أرى دانة تظهر من جديد

" وليد أ لم تتحرك بعد ! هيا استدعه
"

" حسنا.. "

و عدت إلى صالة الرجال، و رأيتهم أيضا متوترين
يتساءلون عما حدث، طمأنتهم و استدعيت العريس و قدته إلى مجلس النساء.. حيث قامت
والدته أو إحدى شقيقاته بالتقاط الصور التذكارية لهن مع العريسين...


أروى كانت بالداخل أيضا..

عدت إلى بقية الضيوف و أنا مشغول البال .. بالكاد
ابتسم ابتسامة مفتعلة في وجه من ينظر إلي...

فيما بعد، جاء نوّار و قال :

" سننطلق إلى الفندق الآن.."

و كان من المفروض أن يسير موكب العريسين إلى أحد
الفنادق الراقية، حيث سيقضي العريسان ليلتهما قبل السفر يوم الغد مع بقية أفراد
عائلة العريس إلى البلدة المجاورة و من ثم يستقلون طائرة راحلين إلى الخارج...

سامر كان من المفترض أن يقود هذا الموكب..


ذهبت إلى غرفة رغد.. و طرقت الباب..

" سامر.. العريسان يودان الذهاب الآن.."

فتح الباب، و خرج سامر.. ينظر إلي بنظرة ريب
..

قلت:

" كيف رغد؟؟ "

قال بجمود :

" أفضل قليلا"

أردت ُ أن أدخل للاطمئنان عليها، لكن سامر كان يقف
سادا الباب.. حائلا دون تقدّمي و تحرجت من استئذانه بالدخول..

قلت :

" إنهما يودان الانصراف الآن...
"

سامر نظر إلي ّ بحيرة .. ثم قال :

" أتستطيع مرافقتهما ؟؟ "

" أنا ؟؟ "

" نعم يا وليد، فرغد لن تتمكن من الذهاب معنا و
علي البقاء معها "

فزعت، و قلت:

" أهي بحالة سيئة؟ "

" لا، لكنها لن ترافقنا ، بالتالي سأبقى هنا
"

" إنني أجهل الطريق.. "

" اطلب من أحد أخوته مرافقتكم..."

لم تبد لي فكرة حسنة، قلت معترضا:

" اذهب أنت يا سامر، و أنا باق هنا مع رغد و أروى..."


أقبلت دانة الآن، و سألت عن حال رغد، ثم دخلت إلى
غرفتها..






" أنا تعيسة جدا "

كان هذا جوابي على سؤال دانة التي أتتني بقلق لتطمئن
علي..

دانة جلست إلى جواري على السرير و أخذت تواسيني.. إلا
أن شيئا لا يمكنه مواساتي في الصاعقة التي أحلّت بي...

" أرجوك يا رغد.. كفى عزيزتي.. ألن تودّعينني ؟
إنني راحلة عنك للأبد ! "

و جاءت جملتها قاصمة لظهري...

" لا ! لا تذهبي و تتركيني ! سأكون وحيدة ! أريد
أمي .. أريد أمي..."

و بكيت بتهيج..

" يكفي يا رغد ستجعلينني أبكي و أنا عروس في ليلة
زفافي التعسة ! "

انتبهت لنفسي أخيرا.. كيف سمحت لنفسي بإتعاس أختي
العروس في أهم ليالي عمرها؟ ألا يكفي أنها حرمت من حفل الزفاف الضخم الذي كانت
تعد له منذ شهور... و خسرت كل ملابسها و حليها و أغراض زفافها.. و احترق فستان
العرس تحت أنقاب المدينة المدمّرة !؟

طردت بسرعة الدموع المتطفلة على وجهي، و أظهرت ابتسامة
مفتعلة لا أساس لها من الصحة و قلت :

" عزيزتي سأفتقدك ! ألف مبروك دانة
"

تعانقنا عناقا طويلا.. عناق الفراق.. فبعد أكثر من 15
عاما من الملازمة المستمرة 30 يوما في الشهر، نفترق..و دموعنا مختلطة مع القبل...

قدم سامر.. و قال :

" هيا دانة .. "

صافحتها و قبلتها للمرة الأخيرة... ثم جاء دور سامر، و
من ثمّ الرجل الضخم الذي كان يقف في الخارج عند الباب مباشرة...

لم استطع أن ألقي عليه و لا نظرة واحدة.. لم أشأ أن
أنهار من جديد.. اضطجعت على سريري، و سحبت الغطاء حتى أخفيت وجهي أسفل منه...

سمعت سامر يقول :

" سآخذهما للفندق و أعود مباشرة.. وليد و خطيبته
سيبقيان معك "

و لم تهز في ّ هذه الجملة شعرة واحدة ، بل أغمضت عيني
و أنا أقول :

" سأنام.."

أحسست بالجميع يغادرون الغرفة و يغلقون الباب، ثم
اختفت الأصوات و الحركات.. لقد غادر جميع الضيوف.. و في الشقة لم يبق إلا أنا..
و وليد.. و الأجنبية الدخيلة...

دخلت في نوم عميق أشبه بالغيبوبة.. إلا أنني في لحظة
ما..أحسست بدخول شخص ما إلى الغرفة.. و اقترابه مني.. ثم شعرت بيد تمتد إلى
لحافي فتضبطه فوقي، ثم تمسح على رأسي من فوق حجابي الذي لم أنزعه، ثم توهمت سماع
همس في أذني ...

" أحلام سعيدة يا حبيبتي"

و ابتعد المجهول.. و سمعت صوت انغلاق الباب..


فتحت عيني الآن فوجدت الغرفة غارقة في السكون و
الظلام.. هل كان ذلك وهما؟؟ هل كان تهيؤا ؟؟ حلما؟؟
لست أكيدة..
و إن كان حقيقة ، فالشيء الذي سأكون أكيدة منه ، هو أن
الشخص كان سامر...






~ ~ ~ ~ ~ ~





استخدمت غرفتي السابقة بينما جعلت أروى تستعمل غرفة
العروس، للمبيت تلك الليلة...

لقد كنت شديد القلق على صغيرتي .. و لم أنم كما يجب..

كنا قد قررنا البقاء ليومين قبل معاودة الرحيل، و كان
هذان اليومان من أسوأ أيام حياتي !

رغد كانت مريضة جدا و ملازمة للفراش، و سامر كان
يمنعني من الدخول إلى غرفتها أغلب المرات، و في المرات القليلة التي سمح لي
بإلقاء نظرة، كنت أرى رغد شاحبة جدا و مكتئبة للغاية ، ترفض الحديث معي و تطلب
منا تركها بمفردها
ضاق صدري للحالة التي كانت عليها و سألت سامر:

" ماذا حدث لها ؟ هل حدث شيء تخفونه عني؟ لم هي
كئيبة هكذا؟؟ هل آذاها أحد بشيء ؟؟ "

قال سامر :

" إنها كئيبة لفراق دانة ، فكما تعرف كانت
تلازمها كالظل... "

" لكن ليس لهذا الحد.. أنا أشعر بأن في الأمر سر
ما.. "

نظر إلي شقيقي نظرة ارتياب و قال :

" أي سر؟؟ "

قلت :

" ليتني أعرف... "

كنا خلال هذين اليومين نتناول وجباتنا أنا و أروى في
المطاعم، و في الليلة الأخيرة، عندما عدنا من المطعم ، وجدنا رغد و سامر في غرفة
المائدة يتناولان العشاء...

فرحت كثيرا، فهي علامة جيدة مشيرة إلى تحسّن الصغيرة..

قلت :

" صغيرتي.. حمدا لله على سلامتك، أتشعرين بتحسّن
؟؟ "

رغد نظرت نحوي بجمود ، ثم نحو أروى ، ثم وقفت ، و
غادرت الغرفة ذاهبة إلى غرفة نومها...

وقف سامر الآن و نظر إلي بعصبية :

" أ هذا جيّد؟ ما كدت أصدق أنها قبلت أخيرا تناول
وجبة.. "

قلت ُ بانزعاج :

" هذه حال لا يصبر عليها، لسوف آخذها إلى الطبيب..
"

و سرت ُ مسرعا نحو غرفتها ، فأقبل شقيقي من بعدي مسرعا
:

" هيه أنت.. إلي أين ؟؟ "

التفت ُ إليه و قلت :

"سآخذ الفتاة للمستشفى "

قال بغيظ :

" من تظن نفسك؟ ألا تراني أمامك؟؟ خطيبتك هي تلك
و ليست هذه "

قلت مزمجرا :

" قبل أن تكون خطيبتك هي ابنة عمّي ، و إن كنت
نسيت فأذكرك بأنها ستنفصل عنك، و لتعلم إن كنت جاهلا بأن أمورها كلها تهمني و
أنا مسؤول عنها كليا ، مثل والدي تماما "

و هممت بمد يدي لطرق الباب و من ثم فتحه ، إلا أن سامر
ثار... و أمسك بيدي و أبعدها بقوة..

تحررت من مسكته و هممت بفتح الباب ألا أنه صرخ
:

" ابتعد "

و قرن الصرخة بانقضاض على ذراعي، و سحب لي بقوة...

دفعت به بعيدا عني فارتطم بالجدار، ثم ارتد إلي و
لكمني بقبضته في بطني لكمة عنيفة...

اشتعلت المعركة فيما بيننا و دخلنا في دوامة جنونية من
الضرب و الركل و اللطم و الرفس.. أتت في غير أوانها !

أروى واقفة تنظر إلينا بذهول.. و باب غرفة رغد انفتح
.. و ظهرت منه رغد مفزوعة تنظر إلينا باستنكار و توتّر

" سامر... وليد... يكفي ... "

إلا أن أحدنا لم يتوقّف...

في العراك السابق كان سامر يستسلم لضرباتي .. أما الآن
، فأجده شانا الهجوم علي و يضربني بغيظ و بغض.. كأن بداخله ثأرا يود اقتصاصه مني...

بعد لحظات من العراك، و يد الغلبة لي، و أنا ممسك
بذراع أخي ألويها للوراء و أؤلمه ، جاءت رغد تركض نحوي صارخة
:

" أترك خطيبي أيها المتوحّش "

و رأيت يديها تمتدان إلي ، تحاولان تخليص سامر من بين
يدي...

أمسكت بذراعي و شدّتني بقوة، فحررت أخي من قبضتي و
استدرت لأواجهها...

صرخت بوجهي :

" وحش.. مجرم.. قاتل.. أكرهك.. أكرهك.. أكرهك
"

و بقبضتيها كلتيهما راحت تضربني على صدري بانفعال ضربة
بعد ضربة بعد ضربة... و أنا واقف كالجبل بلا حراك.. أشاهد.. و اسمع.. و أحس.. و
أتألم..
و أحترق... و أتزلزل ... و أموت..




descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
وبعدين ايه الى هيحصل
ياريت عدد اجزاء الروايه متتطولش قوى كدة
دى روايه مش مسلسل يعنى تزودى فى مساحه الجزء وتقللى فى عدد الاجزاء
وتقبلى راأيى

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
ok hannod bass da mesh be mazagy ana 2oltlko abl kida en fe tool mo3ayan masmoo7 beeh hina fe el montada 5asb 3any 3adad el agza2 da
ew3y tkooni zh2ty ya hannod Sad

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
تانى يضربوا بعض تانى
ربنا يستر على الاجزاء الى جايه شكلها فيها حاجات غريبه

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
نعم ، سأبكي لتضحكي أنت ... و سأحزن لتفرحي أنت .. و
سأنكسر لتنجبري أنت .. و سأموت ... لتحيي أنت... يا حبيبة لم يعرف الفؤاد قبلها حبيبة
.. و لا بعدها حبيبة .. و لا مثلها حبيبة... و سيفنى الفؤاد ، و تبقى هي الحبيبة .. و هي الحبيبة ..
و هي الحبيبة

الواد سامر ده شاعر وبيحبها بجد

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
معتقدش دى شافت كده و ذهلت طيب لما تعرف الباقى ايه هيبقى الحال

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
هى الحكايه ناقصه

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
حرررررررررررررررررررررررررررراااااااااااااااااااااااااااااام عليك ليه التسرع ده

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
ياعينى عليك ياوليد
المهم بعد بكرهك اللى قلتها ليه عليا النعمه اول ما هيجى يمشى هتقول دنا قلبى مشى معاه
وشكرا على الاجزاء الجميله دى

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
اروى دى ساقعه اوى

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 51 )  الي  ( 60 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 51 ) الي ( 60 )

more_horiz
يا ريت تقوله بقى انها مش هتتجوز سامر خالص اروح اقرا اللى بعده
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد