منتدى علوم المنصورة
رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 71 ) الي  (80 ) - صفحة 2 Ezlb9t10


منتدى علوم المنصورة
رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 71 ) الي  (80 ) - صفحة 2 Ezlb9t10

منتدى علوم المنصورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى علوم المنصورةدخول

اهلا بك يا زائر لديك 16777214 مساهمة


رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 71 ) الي (80 )

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
5 مشترك

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 71 ) الي  (80 ) - صفحة 2 Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 71 ) الي (80 )

more_horiz
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :





لأنني كنت أريد أن أبتعد عنه، و عن أروى التي تقترب منه
أكثر يوما بعد يوم، و لأنني أصبحت بإحباط شديد بعد نزول الثروة المفاجئة على أروى،
و تعلّقها أكثر و أكثر بوليد، رفضت متابعة سفري معه...

لم أعد أحتمل المزيد، إن الذي ينبض بداخلي هو قلب و ليس
محرك سيارات! لا أحتمل رؤية أروى معه، أختنق كلما أبصرتها عيني، أريدها أن تتحول
إلى خربشة مرسومة بقلم الرصاص، حتى أمحوها من الوجود تماما بممحاة فتّاكة!

وليد ، و أروى و أمها، و أفراد عائلة خالتي ، كانوا
جميعا يقفون ناظرين إلي، و أنا أكرر
:

" سأبقى هنا بقية عمري "

وليد وقف أولا صامتا، ذلك الصمت الذي يستلزمه استيعاب
الأمور، ثم قال :

" مستحيل ! "

نشبت مشادة فيما بيننا، وتدخلت خالتي، و حسام و نهلة،
واقفين إلى صفي، يطلبون من وليد تركي معهم..إلا أن وليد قال بغضب :

" هيا يا رغد فأنا متعب ما يكفي و أريد أن أرتاح "

بدأت العبرات تتناثر من مقلتي على مرأى من الجميع، و رقت
قلوب أقاربي لي، و ساورتهم الشكوك بأنني غير مرتاحة مع ، أو لا ألقى معاملة حسنة
من قبل وليد !

قالت خالتي
:

" دعها تبات عندنا الليلة على الأقل، و غدا نناقش
الأمر "

قال وليد
:

" رجاء ً يا خالتي أم حسام، إنه أمر مفروغ منه "

قالت خالتي
:

" و لكنها تريد البقاء هنا ! هل ستأخذها قهرا ؟ "

قال وليد
:

" نعم إذا لزم الأمر "

و هي جملة رنت في الأجواء و أخرست الجميع، و أقلقتهم !

حتى أنا، ( ابتلعت ) دموعي و حملقت فيه بدهشة منها !

يأخذني معه رغما عني ؟ يمسك بي قهرا و يشدني بالقوة، أو
يحملني على ذراعيه عنوة، و يحبسني في السيارة !

تبدو فكرة مضحكة ! و مثيرة أيضا !
و لكن يا لسخافتي ! كيف تتسلل فكرة غبية كهذه إلى رأسي
في لحظة كهذه !

حسام قال منفعلا :

" ماذا تعني ؟؟كيف تجرؤ !؟ "

رمقه وليد بنظرة غاضبة و قال بحدة :

" لا تتدخّل أنت "

قال حسام مستاء :

" كيف لا ؟ أ نسيت أنها ابنة خالتي ؟ نحن أولى
برعايتها منك فأمي لا تزال حية أطال الله في عمرها "

تدخّل أبو حسام قائلا :

" ليس هذا وقت التحدّث بهذا الشأن "

التفت إليه حسام و قال :

" بلى يا والدي، كان يجب أن تحضر إلى هنا منذ شهور
، لولا الحظر الذي أعاق تحركنا
"

وليد تحدّث بنفاذ صبر قائلا :

" هل تعتقد أنني سأقبل بهذا ؟ "

حسام قال حانقا :

" ليست مسألة تقبل أم لا تقبل ! هذا ما يجب أن يحدث
شئت أم أبيت، كما و أنها رغبة رغد
"

و التفت إلي، طالبا التأييد، كما التفت إلي وليد و
الجميع !
قلت بتحد:

" نعم، أريد العيش هنا مع خالتي "

وجه وليد تحوّل إلى كتلة من النار... الأوداج التي تجانب
عنقه و جبينه انتفخت لحد يخيل للمرء إنها على وشك الانفجار !
عيناه تقذفان حمما بركانية حامية !
رباه
!
كم هو مرعب ! يكاد شعر رأسي يخترق حجابي و يشع من رأسي
كالشمس السوداء !

قال :

" و أنا، لن أبتعد عن هذا المكان خطوة واحدة إلا و
أنت معي "

في لحظة حاسمة مرعبة هذه، يتسلل تعليق غبي من ابنة خالتي
الصغرى، حين تقول :

" إذن .. نم معنا ! "

جميعنا نظرنا إلى سارة نظرة مستهجنة، تلتها نظرة تفكير،
تلتها نظرة استحسان !
قال خالتي
:

" تبدو فكرة جيّدة ! لم لا تقضون هذه الليلة معنا ؟ "

وليد اعترض مباشرة، و كذلك أروى ... و بعد نقاش قصير،
نظر إلي وليد و قال :

" لهذه الليلة فقط "

معلنا بذلك موافقته على المبيت في بيت خالتي، و إصراره
على عدم الخروج من الباب إلا و أنا معه
!

يا لهذا الوليد ! من يظن نفسه ؟؟ أبي ؟ أمي ؟ خطيبي ؟؟
لو كان كذلك، ما تركني تائهة وسط دموعي في بيتنا
المحروق، بحاجة لحضن يضمني و يد تربّت على كتفي، و وقف كالجبل الجليدي، يتفرّج علي ...

أخرجت لنهلة كل ما كبته في صدري طوال تلك الشهور...حتى
أثقلت صدرها و رأسها، و نامت و تركتني أخاطب نفسي!

كذلك نام الجميع، و مضى الوقت... و أنا في عجز كلي عن
النوم، و وليد يلعب فوق جفني ّ ، لذا نهضت عن السرير، و ذهبت إلى الطابق السفلي،
بحثا عن وليد !
كنت أدرك أنني لن أتمكن من النوم و لن يهدأ لي بال حتى
أراه...

لمحته جالسا في نفس المكان الذي كان يجلس فيه أثناء (
شجارنا ) و كان يبدو غارقا في التفكير العميق...

انسحبت بحذر، إذ إنني لم أكن أريد الظهور أمامه.. فظهوري
سيفتح باب للمشادة !
لكني، بعدما رأيته، أستطيع أن أنام قريرة العين !
( نوما هنيئا..يا وليد قلبي ! )
جملة أكررها كل ليلة قبيل نومي , مخاطبة بها صورة وليد
المحفورة في جفنيّ...
و التي أعجز عن محوها و لو اقتلعت جفني من جذورهما...





~ ~ ~ ~





وافقت كارها على قضاء الليلة في بيت أبي حسام، و لم أنم
غير ساعتين، لأن أفكاري كانت تعبث بدماغي طوال الوقت.

ماذا إن قررت صغيرتي البقاء هنا ؟
أتعتقد هي أنني سأسمح بهذا ؟؟
مطلقا يا رغد مطلقا .. و إن كان آخر عمل في حياتي، فأنا
لن أدعك تبتعدين عني...
ما كدت أصدّق، أنك ِ تحررت ِ من أخي... الطيور.. يجب أن
تعود إلى أعشاشها...
مهما ابتعدت، و مهما حلّقت...
مهما حدث و مهما يحدث يا رغد.. أنت ِ فتاتي أنا...

تناولنا فطورنا في وقت متأخر، الرجال في مكان و النساء
في مكان آخر... و حين فرغنا منه، طلبت أم حسام أن تتحدّث معي حديثا مطوّلا، فجلسنا
أنا و هي، و ابنتها الصغيرة في غرفة المجلس... و كنت أعلم مسبقا عن أي شيء سيدور
الحديث !

" وليد يا بني.. إن ما مرّت به رغد لهي تجربة
عنيفة، احترق بيتها، و تشردت ، ثم مات والداها، ثم انفصلت عن خطيبها، و عاشت في
مكان غريب مع أناس غرباء ! هذا كثير على فتاة صغيرة يا بني ! "

التزمت الصمت في انتظار التتمة

" إنه لمن الخطأ جعلها تستمر في العيش هناك، إنها
بحاجة إلى رعاية (أمومية و أبوية).. لذلك يجب أن تبقى معنا "

هزت رأسي اعتراضا مباشرة... فقالت أم حسام :

" لم لا ؟ "

" لا يمكنني تركها هنا "

" و لكن لماذا ؟ إنه المكان الطبيعي الذي يجب أن
تكون فيه بعدما فقدت والديك، مع خالتها و عائلة خالتها، التي تربت بينهم منذ
طفولتها"

قلت مستنكرا
:

" لا يمكن ذلك يا أم حسام، الموضوع منته "

استاءت أم حسام و قالت :

" لماذا ؟ أترى تصرّفك حكيما ؟؟ تعيش معك أنت، ابن
عمّها الغريب، و زوجته و أمها الأجنبيتين، و تترك خالتها و ابنتي خالتها !؟ "

وقفت من شدة الانزعاج من كلامها ... كيف تصفني بالغريب
؟؟

" أنا ابن عمّها و لست بالرجل الغريب "

" و ابن عمّها ماذا يعني ؟ لو كان سامر لكان الأمر
مختلفا .. بل إنه حتى مع سامر لا يمكنها العيش بعدما انفصلا . أنت لست محرما لها
يا وليد "

استفزّتني الجملة، فقلت بغضب:

" و لا حسام و لا أباه ! "

أم حسام ابتسمت ابتسامة خفيفة و هي تقول :

" لكنني هنا ! "

" و إن ْ ؟ ... أروى و أمها أيضا هناك "

" لا مجال للمقارنة ! إنهما شخصان غريبان ، و أنا
خالة رغد ، يعني أمها "

قلت بنفاذ صبر :

" لكنك لست ( المحرم ) هنا ! لن يغيّر وجودك و
ابنتيك شيئا ! "

أم حسا صمتت برهة ثم قالت :

" إن كانت المشكلة في ذلك، فحلّها موجود، و إن كان
سابقا لأوانه "

الجملة دقّت نواقيس الخطر في رأسي، فقلت بحذر و بطء :

" ماذا ... تقصدين ؟ "

أم حسام قالت
:

" كان يحلم بالزواج منها منذ سنين، فإن هي وافقت
على ذلك، أصبح حسام و رغد زوجين يعيشان معا في بيت واحد ! "

كنت أتوقع أن تقول ذلك ، و أخشاه.. اضطربت و تبدّلت
تعبيرات وجهي ، و استدرت فورا مغادرا الغرفة

حين بلغت الباب سمعتها تناديني :

" وليد ! إلى أين ! ؟ "

استدرت إليها و النار مشتعلة من عيني و صدري، لم أكن
أريد أن أفقد أعصابي لحظتها و أمام أم حسام.. لكنني صرخت :

" سآخذها و نغادر فورا "

و تابعت طريقي دون الاستجابة إلى نداءاتها من خلفي

و من أمامي، رأيت حسام، واقفا على مقربة، ينتظر نتاج
اللقاء الودي بيني و بين أمه

لما رآني في حال يوحي للناظر بشدة انفعالي، و رأى أمه
مقبلة من بعدي تناديني ، سأل بقلق
:

" ماذا حصل ؟ "

لم يجب أينا، الجواب الذي كان بحوزتي لحظتها هي لكمة
عنيفة توشك على الانطلاق من يدي رغما عني، كبتها عنوة حتى لا أزيد الموقف سوء ً

التفت ّ الآن إلى الصغيرة سارة و طلبت منها استدعاء رغد
و أروى و الخالة ليندا

" اخبريهن بأننا سنغادر الآن "

و ركضت الفتاة إلى حيث كن ّ يجلسن .. في إحدى الغرف .

أم حسام قالت
:

" وليد ! يهديك الله يا بني ، ما أنت فاعل ؟ "

أجبت بحنق
:

" راحل مع عائلتي ، و شكرا لكم على استضافتنا و
جزيتم خيرا "

حسام خاطب أمّه :

" هل أخبرتِه ؟ "

أجابت
:

" نعم ، و لكن ... "

و نظرت إلي، فحذا هو حذوها ، و قال :

" هل أخبرتك أمي عني و عن رغد ؟ "

اكتفيت هذه المرّة بنظرة حادة فقأت بها عينيه...

بدا مترددا، لكنه قال :

" منذ زمن كنت أفكّر في ... "

و هذه المرّة صرخت في وجهه بشدّة :

" لا تفكّر في شيء و ابق حيث أنت "

الاثنان تبادلا النظرات المتعجّبة ... و المستنكرة

ثم نطق حسام
:

" و لتبق رغد معي أيضا، فأنا أرغب في الزواج منها
بأسرع ما يمكن، و بما أنك هنا.. يمكننا أن ... "

و في هذه المرة، و بأسرع ما يمكن ، و بعد انفلات أعصابي
تماما، تفجرت اللكمة الدفينة في يدي، نحو وجه حسام ، بعنف و قسوة...

ربما الصدمة مما فعلتـُه فاجأت حسام أكثر من الضربة
نفسها، فوقف متسمرا محملقا في ّ في دهشة و ذهول !

كنت لا أزال أشعر بشحنة في يدي بحاجة إلى التفريغ ! و
ليتني أفرغتها فورا في أي شي.. حسام، الجدار، الأرض ، الشجر، الحجر ، الحديد ...
أي شيء.. و لا أن أكبتها لذلك الوقت...
...

عادت سارة، و معها أروى و أمها
نقلت نظري بين الثلاث و لم أكد أسأل ، إذ أن الصغيرة
قالت :

" رغد تقول : ارحلوا ، فهي لن تأتي معكم أبدا ! "

تحدّثت أروى الآن قائلة :

" إنها مصرّة على البقاء هنا و اعتقد، أنها تشعر
بالراحة و السعادة مع خالتها و ابنتيها
! "

و استدارت إلى أمها متممة :

" أليس كذلك أمي ؟ "

قالت خالتي ليندا :

" بلى، مسكينة ، لقد مرّت بظروف صعبة جدا، لم لا
تتركها هنا لبعض الوقت يا وليد ؟
"

عند هذا الحد، و ثار البركان...
الجميع من حولي يقفون إلى صفها ضدّي، الكل يطلب مني ترك
رغد هنا.. و يرى أنه التصرف السليم، و قد يكون كذلك، و قد يصدر من إنسان عاقل ،
أما أنا..في هذه اللحظة فمجنون، و حين يتعلّق الأمر برغد فأنا أجن المجانين...

سألت الصغيرة سارة :

" أين هي ؟ "

أشارت إلى الغرفة التي كانت النساء يجلسن فيها

قلت :

" أ أستطيع الدخول ؟ "

فنظرت إلي الصغيرة سارة ببلاهة ، أشحت بأنظاري عنها و
نظرت إلى أروى محوّلا السؤال إليها ، و كررت :

" أ أستطيع الدخول ؟ "

قالت أروى
:

" أجل
... "

و سرت ُ نحو الغرفة ، و أنا أنادى بصوت عال مسموع :

" رغد ... رغد "

حتى أنبهها و ابنة خالتها إلى قدومي..
طرقت الباب، ثم فتحته بنفسي، و أنا مستمر في النداء...
الجميع تبعني، و رموني بنظرات مختلفة المعاني، لا تهمني،
كما لا يهمكم سردها هنا
وجدت صغيرتي واقفة و إلى جانبها ابنة خالتها، و على وجهيهما
بدا التوتر و القلق...

قلت :

" رغد، هيا بنا ... "

هزّت رأسها اعتراضا و ممانعة ، فقلت بصوت جعلته أكثر
حدّة و خشونة :

" رغد ، هيا بنا، سنرحل فورا "

رغد تكلّمت قائلة :

" لن أرحل معكم ، اذهبوا و اتركوني و شأني "

رفعت صوتي أكثر و قلت بلهجة الإنذار الأخير :

" رغد، أقول هيا بنا ، لأنه حان وقت الرحيل، و أنا
لن أخرج من هنا إلا و أنت معي
"

قالت رغد بتحد ٍ :

" لن أذهب ! "

في هذه اللحظة، استخدمت بقايا الشحنة المكبوتة في يدي
..التي حدّثتكم عنها.. على حبيبة قلبي ، رغد
أسرعت نحوها، و أمسكت بذراعها بعنف، و شددتها رغما عنها
و أجبرتها على السير معي نحو الباب
...
من حولي كان الجميع يهتف و يستنكر و يعترض ، و لكنني
أبعدت ُ كل من حاول اعتراض طريقي بعنف، و دفعت حسام دفعة قوية صفعته بالجدار
أم حسام حاولت استيقافي و صرخت في وجهي ، و مدّت رغد
ذراعها الأخرى و تشبثت بخالتها، و بابنة خالتها ، و بكل شيء...إلا أنني سحبتها من
بين أيديهم بقسوة
أروى و أمها حاولتا ثنيي عما أقدمت عليه فكان نصيبها
زجرة قوية مرعبة فجّرتها في وجهيهما كالقنبلة...
نحو المخرج سرت و لحق بي حسام و البقية من بعده فأنذرته :

" عن طريقي ابتعد لأنني لا أريد أن تصيبك كسور أنت
في غنى عنها "

" من تظن نفسك !؟ اترك ابنة خالتي و إلا .. "

استخرجت المفتاح من جيبي و فتحت باب السيارة المجاور
لمقعد السائق، و دفعت رغد عنوة إلى الداخل ، و أقفلته من بعدها .

و الآن.. علي ّ أن ألقّن حسام درسا ، ليعرف جزاء من
يتجرّأ على خطبة حبيبتي منّي
...

كنت أنوي إيساعه ضربا، إلا أن تدخّل من حولي جعلني أكتفي
ببعض اللكمات التي لا تسمن و لا تغني من جوع، و لا تخمد بركانا جنونيا ثار في
داخلي بلا هوادة .
وسط المعمة و البلبلة و الصراخ و الهتاف، و استغاثة رغد
و ضرباتها المتتالية لنافذة السيارة ، و الفوضى التي عمّت الأجواء، التفت أنا إلى
أروى و الخالة ليندا و هتفت بقوة
:

" ماذا تنتظران ؟ هيا إلى السيارة "

و توجّهت إليها باندفاع، فركبتها و فتحت الأقفال لتركب
الاثنتان، و أوصدها مجددا، و أنطلقت بسرعة ...




descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 71 ) الي  (80 ) - صفحة 2 Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الجزء 80

more_horiz


لم يظهر على وليد أنه عازم أصلا على الرحيل!
و ربما لو ترك الأمر له وحده لجعلنا نبات في ذلك المنزل
أو نقضي بضعة أيام في المدينة قرب رغد!

اهتمامه الزائد بها يثير انزعاجي... وقد أصبحت أشعر بها
و كأنها شريكة لي في وليد... و هو أمر لا احتمل التفكير به فضلا عن حدوثه...

أخبرني بعد ذلك بأنه قد دفع إليها بجزء من النقود التي
أخذها من الخزانة، و بدا و أن رغد ستشاركني أيضا في ثروتي ...

بالنسبة لي فقد أعطيت وليد مطلق الحرية في التصرف
بالنقود و الممتلكات...
وليد كان قد أخبرني مسبقا بأنه كان في الماضي يحلم بأن
يصبح رجل أعمال مثل والده – رحمه الله - و أن دخوله السجن قد غير مجرى حياته... و
الآن... و بقدرة قادر... تحقق الحلم
!

لمست ُ تغيرا كبيرا و رائعا على وليد و نفسيته ... أصبح
أكثر سعادة و إقبالا على الحياة بروح متفائلة مرحة... و رغم أن الساعات التي صار
يقضيها في العمل و الدراسة قد تضاعفت، وجدنا الوقت الكافي و المناسب جدا لنعيش
حياتنا و نستمتع بخطوبتنا التي ما كندنا نهنأ بها... في وجود ورغد !

و بالرغم من أنها ابتعدت أخيرا... ظل اسم رغد و ذكرها
يتردد على لسان وليد يوميا في المزرعة... و كانت هي من يكدر صفو مزاجه... و يثير
قلقه... و ما فتئ يهاتفها هي و أهلها من حين لآخر و يمطرهم بالوصايا حتى بدأت ُ أشعر
أنا بالضيق !

لكني مع ذلك أحسست بالفخر... بأن يكون لي زوج يعرف معنى
المسؤولية و يقدّرها جل تقدير...

بعد شقائي و عنائي الكبير و حرماني من أبي و قسوة الحياة
علي ّ كل تلك السنين... وهبني الله نعمتين عظيمتين يستحيل أن أفرّط بأي ٍ مهما كان
السبب...

وليد الحبيب... و الثروة الضخمة...

و لم يبق أمامنا إلا أن نتم زواجنا و نبهج قلوب أهلنا و
نواصل معا مشوار الحياة الزوجية السعيدة... بإذن الله




~~~~~~~~~~




مرت أيام مذ وصلنا إلى المدينة الزراعية الشمالية... و
بدأت بتنفيذ الخطط التي رسمتها خلال الأيام الماضية...

وظفت المزيد من العمّال من أجل العناية بالمزرعة و
محصولها و نظّمت برنامجا خاصا للإشراف عليها

في كل صباح تقريبا كنت أتصل بمنزل أبي حسام و أتحدّث إلى
رغد و أطمئن على أحوالها... و من خلال نبرة صوتها استنتج أنها مرتاحة و بخير...

و بالرغم من ذلك، كنتُ لا أتوقّف عن التفكير فيها ساعة
واحدة...
أجرينا بعض الإصلاحات في المنزل الصغير و جددنا بعض
الأثاث...
انشغلت كثيرا بأعمال متعددة، ما جعل الأيام تمضي... و
الفراق يطول... و الشوق يزداد...

و بدأت أشعر بالحرج من اتصالي المتكرر لمنزل أبي حسام و
طالبت رغد بأن تهاتفني كل يومين على الأقل، لكنها لم تكن تفعل إلا قليلا...

أما عن أروى فقد كانت مهووسة بفكرة الزواج التي ما فتئت
هي و الخالة ليندا تلاحقاني بها حتى ضقت ذرعا...

و لمرة أخرى أصيبت الخالة بانتكاسة صحية و نقلناها
للمستشفى... الأمر الذي أجل سفري لفترة أطول...

ذات يوم، اتصلت بمنزل أبي حسام بعد أن تملكتني الهواجس
للحديث مع صغيرتي البعيدة...
إن شمسا تشرق و تغرب دون أن تريني إياها هي ليست شمسا...
و إن قمرا يسهر في كبد السماء دون أن يعكس صورتها... هو ليس قمرا...
و إن يوما يمر ... دون أن اطمئن عليها... هو ليس محسوبا من
أيام حياتي...


" مرحبا...أنا وليد"

" نعم عرفتك... مرحبا... لكن رغد ليست هنا الآن"

كان هذا حسام، و كان يتحدّث بضيق أشعرني بالخجل من نفسي...

" إلى أين ذهبت؟ "

" لزيارة بعض المعارف فهل تريد أن أبلغها شيئا ؟"

" أبلغها أنني انتظر اتصالها لو سمحت... و عذرا على
الإزعاج"


و انتظرت طويلا حتى انتصف الليل، و لم تتصل... فبت ّ أبث
ّ للقمر همّي... و أصبحت ّ أعرب للشمس عن نيّتي للذهاب إليها اليوم مهما كان...

نهضت عن فراشي باكرا و خرجت إلى المزرعة راغبا في
استنشاق بعض الهواء المنعش... ذاك الذي يطرد من الصدر الهموم المكبوتة...

هناك... وجدت العم إلياس و أروى يحرثان الأرض... اقتربت
منهما و هتفت محييا:

" صباح الخير"

التفتا إلي ّ باسمين و ردا التحية ... قلت مستغربا
مستنكرا :

" ما الذي تفعلانه ! انتظرا حضور العمّال "

العم إلياس قال :

" في الحركة بركة يا بني "

" الوقت باكر... دعا مهمة حرث الأرض الشاقة عليهم "

و اقتربت من أروى أكثر...

ابتسمت لي و قالت :

" لا تظن يا وليد أنني سأتخلى عن هذه المزرعة يوما
! لقد ولدت مزارعة و سأعيش مزارعة و إن ملكت كنوز الأرض... "

و مدت ذراعيها إلى جانبيها مشيرة إلى ما حولها قائلة :

" هذه المزرعة هي... حياتي ! "

العم إلياس فرح بقولها و راح يدعو :

" بارك الله فيك يا بنيّتي ... و في ذريتك "

ثم وجه حديثه إلي قائلا :

" هذه الأرض عليها عشنا و من خيراتها كبرنا و لن
نترك العمل فيها حتى يحول الموت دون ذلك "

لم أتعجّب كثيرا من كلام العم، فتعلّقه بالمزرعة أشبه
بتعلّق السمكة بمياه البحر... أما أروى فعارض كلامها خططي المستقبلية...

قلت :

" أطال الله في عمرك يا عمّي "

قال متما
:

" حتى أحمل أطفالكما فوق ذراعي ّ ... تزوجا و أفرحا
قلوبنا عاجلا يا عزيزاي "

أروى ابتسمت بخجل، أما أنا فنظرت إلى السماء أراقب سرب
عصافير يدور فوق رؤوسنا !

آه لو كنت أستطيع الطيران !

أروى كانت تريد العيش في المزرعة مع والدتها و خالها
بقية العمر... أما أنا فقد كنت أخطط للعودة إلى المدينة الساحلية و تجديد منزلنا
القديم و العيش فيه... قريبا من مصنع أروى و ممتلكاتها... حتى يتسنى لنا إدارة و
مراقبة كل شيء...

و بدا أن الموضوع سيثير صداعا أنا في غنى تام عنه خصوصا
و أنني لم أنم جيدا ليلة أمس لكثر ما فكرت في رغد...

قلت مخاطبا أروى و مغيرا منحى الحديث :

" سوف أذهب إلى المدينة الصناعية هذا اليوم... "

و لا أدري لم شعرت بأن جملتي أصابت أروى بخيبة الأمل !



~~~~~~~




نظل ساهرات حتى ساعة متأخرة من الليل، الأمر الذي يجعل
نشاطنا و حيويتنا محدودين في النهار التالي...
أنا و ابنتا خالتي نهلة و سارة لا نجد ما نفعله إلا
الحديث و مشاهدة التلفاز و قراءة المجلات!

" أوف ! أشعر بالضجر ! نهلة ما رأيك في الذهاب إلى
السوق ؟ "

قلت و أنا أزيح المنشفة عن شعري بملل ...

تفكّر نهلة قليلا ثم تقول :

"في هذا الصباح؟؟...إمممم... حسنا... تبدو فكرة
جميلة!! "

و تسارع سارة بالقول :

" سأذهب معكما "

و هذه الـ سارة تلازمنا ما لا يكاد يقل عن 24 ساعة في
اليوم !

قالت نهلة:

" إذن تولي أنت ِ إخبار أمّي و إقناع حسام
بمرافقتنا ! "

و لم تكد نهلة تنهي جملتها إلا و سارة قد ( طارت )
لتنفيذ الأوامر!

ضحكنا قليلا... ثم باشرت بتسريح شعري أمام المرآة... كنت
قد أنهيت حمامي الصباحي قبل قليل و تركت قطرات الماء تنساب من شعري على ظهري
بعفوية...

وقفت ابنة خالتي خلفي تراقبني...

" طال شعرك رغد... ألن تقصّيه ؟ "

و قد كنت معتادة على قص شعري كلما طال، فالشعر الطويل لا
يروق لي و لا يناسب ملامح وجهي ! هكذا كانت دانة تقول دوما...

" لم يكن بإمكاني ذلك قبل الآن..."

و أضفت
:

" آه ... لقد كنت حبيسة الحجاب طوال شهور "

و أنا أسترجع ذكريات عيشي في المزرعة تحت أنظار وليد و
العجوز
لقد كان المنزل صغيرا و لم أكن استطيع التجوّل بأرجائه
بحرية و لم أكن أغادر غرفة النوم إلا بحجابي و عباءتي ... و جواربي أيضا !

أما هنا... فأنا أتحرّك بحرية في الطابق العلوي بعيدا عن
أعين حسام و أبيه...

أما عينا نهلة فلا تزالان تتفحصانني!

قالت
:

" و يبدو أنك كذلك نحفت ِ بعض الشيء يا رغد !
أنظري... تظهر ندبتك و كأنها قد كبرت قليلا"

و هي تمسك بذراعي الأيسر مشيرة إلى الندبة القديمة التي
تركها الجمر عليها عندما أحرقني قبل سنين...

" مع أنني كنت آكل جيدا في المزرعة ! "

" كيف كانت حياتك في المزرعة ؟ "

تنهّدت تنهيدة طويلة و رفعت رأسي إلى السقف... كم من
الوقت مضى و أنا سجينة هناك !
و بالرغم من قربي من وليد، لم أكن أشعر إلا بالضيق من
وجود الشقراء الدخيلة... و لم تكن الأيام تمر بسلام...

" آه يا نهلة... حياة بسيطة جدا... ليس فيها أي
شيء... هم يعملون في المزرعة و أنا أرسمها!... كانت جميلة و لكن العيش فيها أشبه
بالعيش في السجن "

و وصفت لها شيئا من أحوالي هناك و كيف أنني افتقدت
الحرية حتى في أبسط الأشياء و عانيت من الغربة و بعض المشاكل مع أروى

و حالما جئت بذكر اسم هذه الأخيرة عبست ُ بوجهي !

لاحظت نهلة ذلك... ثم قالت :

"إنها جميلة جدا! كم هو محظوظ ابن عمّك ! "

و لا أدري إن قالت ذلك عفويا أو عمدا لإزعاجي ! رفعت
فرشاة شعري أمام وجهها و هددتها بالضرب
!

نهلة ضحكت و ابتعدت بمرح... أما أنا فتملكني الشرود و
الحزن، و لما رأت ذلك نهلة أقبلت و أخذت تداعب خصلات شعري المبلل و تربت علي ّ و
تقول :

" أنت ِ أيضا جميلة يا رغد... الأعمى من لا يلحظ
ذلك !"

قلت :

" لكنها أجمل منّي بكثير... و عندما تتزين تصبح
لوحة فنيّة مذهلة... لا يمكن المقارنة بيننا "

قالت:

" و لم أصلا المقارنة بينكما ؟ أنت رغد و هي أروى "

قلت بصوت منكسر :

" نعم... أنا رغد اليتيمة المعدومة... لا أم و لا
أب و بيت و لا مال... و هي أروى الحسناء الثرية صاحبة أكبر ثروة في المدينة
الساحلية و إحدى أجمل المزارع في المدينة الزراعية... من سيلتفت إلي إزاء ما لديها
هي ؟؟ "

و رميت بالفرشاة جانبا في غضب...

نهلة نظرت إلى مطولا ثم قالت :

" و ماذا بعد ذلك؟ هل ستتوقفين عن حب ابن عمّك هذا
؟ "

أتوقف؟
و كأن الأمر بيدي... لا أستطيع ...
أغمضت عيني في إشارة منّي إلى العجز...

" إذن... ماذا ستفعلين؟ الأمر تعقد الآن و الرجل قد
تزوج ! "

قلت بسرعة
:

" لا لم يتزوج ... خطب فقط... و يمكن أن ينهي
علاقته بالشقراء في أي وقت
"

و لأن نظرات الاستنكار علت وجه نهلة أضفت :

" فأنا بعد أكثر من أربع سنوات من الخطوبة الحميمة
انفصلت عن خطيبي "

نهلة هزت رأسها بأسى... ثم قالت :

" رغد... هل تعتقدين أن هذه الفكرة هي التي تدور
برأس ابن عمّك؟ الرجل قد ارتبط بفتاة أخرى و ربما هو يحبها و يعد للزواج منها ! "

قلت بغضب:

" و ماذا عنّي أنا ؟؟ "

نظرت إلى بتمعن و قالت و هي تشير بسبابتها اليمنى :

" أنت أيضا... ستتزوجين رجلا يحبّك و يحترمك
كثيرا... وينتظر منك الإشارة
"

و هنا أقبلت سارة تقول :

" حسام موافق ! "



اصطحبنا حسام بسيارته الصغيرة الضيقة إلى السوق و ظل
مرافقا لنا طوال الوقت...
قضينا فترة لا بأس بها هناك ومع ذلك لم يبدِ تذمرا! بل
كان غاية في اللطف و التعاون، و السرور كذلك...!
اشتريت العديد من الأشياء...
تعرفون أنه لم يعد عندي ما يكفي من الملابس و الحاجيات
... و أن أشيائي قد احترقت في بيتنا الحزين... و أن القليل الذي اقتنيته لاحقا
تركته في المزرعة
كنت أنفق بلا حساب! فالمبلغ الذي تركه وليد معي... كبير
و مغر ٍ...
حقيقة شعرت بالخجل و أنا آخذ ظرف النقود منه، و لكنني
بالفعل بحاجة إليها... و حتى النقود التي تركها لي أبي رحمه الله قبل سفره إلى
الحج، و التي لم أنفق منها ما يذكر، احترقت في مكانها في البيت...
و حتى بقايا رماد البيت المحروق... لم يكن لي نصيب في
ورثها...

بعد أن فرغنا من مهمة التسوق اللذيذة عدنا إلى المنزل و
ارتديت بعضا من أشيائي الجديدة شاعرة بسعادة لا توصف

فيما بعد... قررنا أنا و خالتي و أبناؤها التنزه في
حديقة المنزل...

أبو حسام كان يحب حديقة منزله و يعتني بها جيدا، و بعد
أن احترقت شجيراتها في القصف الجوي آنفا، أعاد زراعة و تنظيم الأشجار و العشب... و
دبّت الحياة في تلك الحديقة مجددا..


كنت قد اخترت من بين ملابسي الجديدة جلابية زرقاء فضفاضة
طويلة الكمين، و وشاحا طويلا داكن اللون، و خاتما فيروزيا براقا لأقضي بهم نزهتي
داخل حديقة المنزل...

الجو كان لطيفا و أنسام الهواء عليلة و نشطة... الشمس قد
احمر ذيلها في الأفق... و تسابقت غيوم خفيفة على حجب حمرتها الأخاذة عن أعين
الناظرين... بينما امتدت الظلال الطويلة على العشب... مضفية عليه خضرة نضرة...
المنظر من حولي خلاب و مبهج للغاية... إنها بدايات
الشتاء...

فرشنا بساطا كبيرا على العشب الرطب، و جلسنا نحن الخمسة
فوقه نتناول المكسرات و نتبادل الأحاديث... و نتسلى بلعبة الألغاز الورقية !
لقد كنت آنذاك مسرورة و مرتاحة... و غاية في الحيوية و
المرح !



~~~~~~~~~~


عندما فـُتـِحت البوابة، وجدت ُ حسام في استقبالي...

تبادلنا التحية و لم يحاول إخفاء علامات التعجب و
الاستنكار الجلية على وجهه و هو يستقبلني دون سابق إعلام...



دعاني للدخول، فسرت إلى جانبه و أنا أشعر ببعض الحرج من
زيارتي المفاجئة هذه...



هنا وصلتني أصوات ضحكات جعلتني التفت تلقائيا نحو المصدر...



على بساط مفروش فوق العشب في قلب الحديقة كانت أربع نسوة
يجلسن في شبه حلقه مستديرة...



جميعهن التفت إلي ّ لدى ظهوري في الصورة و جميعهن أخرسن
ألسنتهن و بدين مندهشات !



غضضت بصري و تنحنحت ثم ألقيت التحية... و سمعت الرد من
أم حسام مرحبة بي...



" تفضّل يا وليد... أهلا بك... "



قال حسام
:



" تعال شاركنا "



و هو يحثّني على السير نحو البساط... و أضاف :



" كنا نتسلى بالألغاز ! الجو منعش جدا "



وقفت شقيقة حسام الكبرى ثم الصغرى هامتين بالانصراف فقلت :



" كلا... معذرة على إزعاجكم كنت فقط أود إلقاء
التحية و الاطمئنان على ابنة عمّي"




أم حسام قالت مباشرة :



" أي إزعاج يا وليد؟ البيت بيتك و نحن أهلك...
تفضّل بني "



" شكرا لك خالتي أم حسام... أدام الله عزك "



كل هذا و عيني تحدّق في العشب في خجل...



و تمكنت من رفعهما أخيرا بحثا عن رغد... و رأيتها جالسة
بين ابنتي خالتها... و هي الأخرى تبعثر نظراتها على العشب !



يا إلهي كم اشتقت إليها !... لا أصدق أنها أمامي أخيرا...



" كيف حالك يا رغد ؟ "



التفتت رغد يمنة و يسرة كأنها تبحث عن مصدر الصوت!



هذا أنا يا رغد ! هل نسيت صوتي ؟؟



ثم رأيتها تبتسم و يتورد خداها و تجيب بصوت خافت :



" بخير
"



لم يكن جوابا شافيا ! أنا أريد أن أعرف تفاصيل كل ما حصل
مذ تركتك ِ هنا تلك الليلة و حتى هذه اللحظة ! ألا تعلمين كم كنت مشغول البال بك
؟؟



" كيف تسير أمورك صغيرتي ؟ "



و ابتسمت ابتسامة أكبر... و قالت :



" بخير
! "



بخير ... بخير !



كل هذا و هي لا ترفع نظرها عن العشب الرطب...



قلت :



" الحمد لله... "



قالت أم حسام
:



" تفضّل بالجلوس "



قال حسام
:



" سأصطحبه إلى المجلس ... "



و خاطبني
:



" تفضّل وليد "



لم أجد بدا من مرافقته ... فذهبت تاركا عقلي مرميا و
مبعثرا هو الآخر فوق ذات العشب
!



في ذلك المجلس كان أبو حسام يشاهد الأخبار ... و بعد
الترحيب بي فتحنا موضوع المظاهرات و العمليات الاستشهادية النشطة و عمليات
الاعتقال و الاغتيالات العشوائية التي تعيشها البلدة بشكل مكثف في الآونة الأخيرة...

و كذلك المنظمات السرية المعادية التي يتم الإيقاع
بعملائها و زجّهم إلى السجون أو قتلهم يوما بعد يوم...



الأنباء أثارت في نفسي كآبة شديدة و مخاوف متفاقمة خصوصا
بعد أن علمت من أبي حسام عن تورط بعض معارفه في إحدى المنظمات المهددة بالخطر...



و حكيت له الصعوبات التي واجهناها مع السلطات أثناء
رحلتـَي ذهابنا و عودتنا إلى و من المدينة الساحلية...



و تعرفون كم أكره الشرطة و أرعب منهم...



فيما بعد... خرجنا نحن الثلاثة من المنزل قاصدين الذهاب
إلى المسجد...

و نحن نعبر الحديقة رأيت رغد مع ابنتي خالتها و هن لا
يزلن يجلسن على ذلك البساط و يلهون بأوراق الألغاز...



حسام هتف سائلا :



" من فاقكن ذكاء ؟ "



أجابت شقيقته الصغرى :



" رغد ! إنها ذكية جدا "



ضحك حسام و قال :



" استعيري شيئا منها ! "

و انطلقت ضحكة عفوية من رغد...



حسام قال بمرح :



"... سأغلبك ِ في الجولة المقبلة يا رغد ! استعدّي "



قالت رغد و هي تنظر إله بتحد :



" قبلت التحدّي ! "



حسام ضحك و قال بإصرار :



" سترين أنا عبقريتي... انتظري فقط ! "



و ضحكت رغد بمرح...



كل هذا و أنا... واقف أسمع و أتفرج و أخرس لساني و أكتم
في صدري غضبا شديدا...

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 71 ) الي  (80 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 71 ) الي (80 )

more_horiz
شكرا على الاجزاء الجميله دى

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 71 ) الي  (80 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 71 ) الي (80 )

more_horiz
يلا بالتليفون خليها تولع

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 71 ) الي  (80 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 71 ) الي (80 )

more_horiz
بجد البنت دى بتصعب عليا اووى

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 71 ) الي  (80 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 71 ) الي (80 )

more_horiz
العب شكل هيطلع ندل مع اروى ولا ايييه بس مظنش اروح اشوف اييه اللى هيحصل

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 71 ) الي  (80 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 71 ) الي (80 )

more_horiz
جميل الجزء ده وهادى مافيهوش خناقات وغيرة ودموع

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 71 ) الي  (80 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 71 ) الي (80 )

more_horiz
اللى بعده

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 71 ) الي  (80 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 71 ) الي (80 )

more_horiz
اروى دى غبيه اوى ومتطفله جدا يا ساتر يا ريت يجى فى وشها

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 71 ) الي  (80 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 71 ) الي (80 )

more_horiz
lazeeza enty ya sendrela Very Happy

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 71 ) الي  (80 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 71 ) الي (80 )

more_horiz
انت اللى قمر ياtootibella Smile

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 71 ) الي  (80 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 71 ) الي (80 )

more_horiz
توتي يا قمر

الف شكر ليكي علي الاجزاء الجديدة

اروح اكمل الباقي
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد