تؤدي حوادث تسرب النفط إلى البحر
إلى نقص كبير في كمية ونوعية المواد الغذائية التي ينتجها البحر والتي
تساهم بدرجة كبيرة في تغذية الإنسان. وفيما يلي عرض موجز حول أهم ما جاء في
الدراسات التي أنجزت حول تأثير التلوث على المصادر المختلفة للثروة
البحرية.
تأثير التلوث النفطي على عمليات الصيد والأسماك:
من مظاهر تأثير التلوث النفطي انخفاض إنتاجية المصائد الذي يعزي إلى انخفاض
في العمليات الحيوية كالنمو أو قد يعود إلى عزوف الناس عن شراء الأسماك
خوفاً من أخطار التلوث، أو أن الصيادين أنفسهم يتوقفون عن الصيد في المناطق
الملوثة خشية تلف معداتهم مما يزيد في النقص الغذائي، كما حدث في خليج
تاروت السعودي عندما تسرب حوالي 100000 برميل من النفط عندما حصل انفجار في
أنابيب النفط سنة 1970 مما أدى إلى عدم تناول الأسماك لرداءة طعمها لفترة
ستة أسابيع مما عرقل عمليات الصيد لفترة ثلاثة أشهر تقريباً.
بالرغم من الكميات الكبيرة من النفط التي تدخل العمود المائي عند حدوث تسرب
نفطي إلا أنه لا يوجد أية إشارة سابقة عن حدوث نفوق واسع بين الأسماك
السطحية نتيجة النفط الخام الثقيل، كما أن الأسماك تختلف عن الطيور في كون
جسمها مغطى بطبقة مخاطية لزجة لا يمكن للنفط الالتصاق بها. ولعل قدرة
الأسماك على تحاشي المناطق الملوثة بالهجرة منها يؤدي إلى تقليل حالات
النفوق.
في حين بيض ويرقات العديد من الأسماك واتلي تمثل العديد من الأنواع
التجارية (كالسردين) طافية على سطح البحر أو تقطن الطبقات العليا منه فإنها
تكون معرضة لتأثير النفط المتسرب وستعاني من حالات النفوق الكبيرة كما
يحدث عند اقترابها من مداخل محطات القوى المنتشرة على سواحل منطقة عمل
المنظمة.
تأثير التلوث النفطي على الهائمات النباتية والطحالب:
تعتبر الهائمات النباتية المسئول الأول عن تثبيت الطاقة في البيئة البحرية
(بوساطة عملية التركيب الضوئي) وهذه الهائمات تتغذى عليها الحيوانات
البحرية بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وقد أظهرت الدراسات الحديثة قياس
تراكيز النفط الخام اللازمة لحدوث حالات النفوق أو منع انقسام الخلايا على
عدة أنواع من الهائمات النباتية ووجد بأن التركيز الذي يؤدي إلى النفوق
يتراوح بين 10000.0- 1 مليلتر/ لتر وأن تأخر أو توقف انقسام الخلية يتراوح
بين 10000.0- 1.0 مليلتر/ لتر، أما تأثير التلوث النفطي فهو أقل من الأحياء
الأخرى بسبب قدرتها على استرجاع قابلية نموها بعد فترة من الزمن وإضافة
فروع جديدة بالقرب من قواعد الفروع القديمة.
التأثير على الرخويات:
تعاني الرخويات (كالمحار) من حالات نفوق هائلة عند حدوث حالات تسرب للنفط
ووصوله إلى منطقة الساحل وحادث انسكاب زيت الديزل قرب شواطئ كاليفورنيا
والذي أدى إلى قتل أعداد هائلة من المحار خير دليل على ذلك. كما لوحظ من
الدراسات أن تراكيز النفط المؤثرة جداً على عملية الإخصاب تراوحت بين واحد
إلى ألف جزء بالمليون، ولوحظ أيضاً انخفاض في قابلية وكفاءة هذه الأحياء
البحرية على السباحة.
التأثير على القشريات:
إن مجموعة القشريات (كالروبيان والسرطان) ليس تحت تأثير مباشر مع الملوثات
النفطية المتسربة كسابقتها (الحيوانات الرخوية والقشريات الثابتة غير
المتحركة)، لأن هذه المجموعة لها القابلية على الحركة مما يجعلها أكثر قدرة
على تحاشي التعرض للتراكيز العالية من النفط عدا صغارها ويرقاتها وبيضها
التي لا تستطيع الفرار مما يؤدي إلى حالات نفوق كبيرة.
التأثير على الأحياء البحرية الأخرى:
تعتبر شوكيات الجلد وخيار البحر من أكثر الأحياء حساسية وتأثراً بالنفط
المتسرب وأسباب التلوث الأخرى، إذ لوحظ اختفاؤها أو انقراضها من بيئات
تعرضت لحوادث التلوث النفطي. وفي المنطقة البحرية لدول الخليج العربي حدثت
حالات كثيرة جداً من النفوق في الأحياء البحرية أثناء فترة تشكيل بقعة زيت
نوروز وبقعة النفط من الكويت وبصورة خاصة الحيوانات الفقرية التي تتنفس
الهواء كالأفاعي والسلاحف والدلافين وقد وجد أن الكثير منها يصعد إلى
الشاطئ لتموت هناك بعد إصابتها بضيق في التنفس وبالتهابات جلدية ونزف
داخلي.
تأثير التلوث النفطي على الطيور:
تعتبر هذه المجموعة من أكثر المجاميع البحرية تأثراً بالتلوث النفطي، إذ
لوحظ انقراض أنواع عديدة منها من البيئة التي تتعرض طويلاً لأخطار التلوث
وخير مثال ما حصل على الشواطئ السعودية نتيجة حرب 1991 حيث نفق العديد من
الطيور نتيجة بقعة الزيت التي امتدت على تلك السواحل. كما وتكون مواطن
الطيور وأعشاشها في الجزر المتناثرة (مثال جزيرة كبر في الكويت) والتي يغلف
النفط شواطئها لفترات طويلة أكثر تضرراً من غيرها.
التأثير على مشاريع مياه الشرب:
يعتبر النفط ومخلفاته من أصعب المشاكل التي تواجه القائمين على معامل
التقطير والتحلية لمياه البحر في منطقة الخليج العربي فضلاً عن البقع
النفطية الناتجة من التسرب النفطي. وذلك نظراً لإمكانية تأثيرها على جودة
المياه المنتجة للشرب.
التأثير على الخدمات الملاحية وعلى جمال الشواطئ:
يتسبب التلوث النفطي في شل حركة الملاحة بأنواعها مما يؤثر سلباً على
اقتصاد المنطقة، فضلاً على أن وجود التلوث النفطي أو غيره يؤثر وبشكل سلبي
على النواحي الجمالية للشواطئ ويحرم مر تادي الشواطئ من التمتع بالنواحي
السياحية أو الترفيهية في تلك المناطق (وخير مثال على ذلك الشواطئ الكويتية
والسعودية التي تأثرت نتيجة بقعة الزيت في عام 1991).
إلى نقص كبير في كمية ونوعية المواد الغذائية التي ينتجها البحر والتي
تساهم بدرجة كبيرة في تغذية الإنسان. وفيما يلي عرض موجز حول أهم ما جاء في
الدراسات التي أنجزت حول تأثير التلوث على المصادر المختلفة للثروة
البحرية.
تأثير التلوث النفطي على عمليات الصيد والأسماك:
من مظاهر تأثير التلوث النفطي انخفاض إنتاجية المصائد الذي يعزي إلى انخفاض
في العمليات الحيوية كالنمو أو قد يعود إلى عزوف الناس عن شراء الأسماك
خوفاً من أخطار التلوث، أو أن الصيادين أنفسهم يتوقفون عن الصيد في المناطق
الملوثة خشية تلف معداتهم مما يزيد في النقص الغذائي، كما حدث في خليج
تاروت السعودي عندما تسرب حوالي 100000 برميل من النفط عندما حصل انفجار في
أنابيب النفط سنة 1970 مما أدى إلى عدم تناول الأسماك لرداءة طعمها لفترة
ستة أسابيع مما عرقل عمليات الصيد لفترة ثلاثة أشهر تقريباً.
بالرغم من الكميات الكبيرة من النفط التي تدخل العمود المائي عند حدوث تسرب
نفطي إلا أنه لا يوجد أية إشارة سابقة عن حدوث نفوق واسع بين الأسماك
السطحية نتيجة النفط الخام الثقيل، كما أن الأسماك تختلف عن الطيور في كون
جسمها مغطى بطبقة مخاطية لزجة لا يمكن للنفط الالتصاق بها. ولعل قدرة
الأسماك على تحاشي المناطق الملوثة بالهجرة منها يؤدي إلى تقليل حالات
النفوق.
في حين بيض ويرقات العديد من الأسماك واتلي تمثل العديد من الأنواع
التجارية (كالسردين) طافية على سطح البحر أو تقطن الطبقات العليا منه فإنها
تكون معرضة لتأثير النفط المتسرب وستعاني من حالات النفوق الكبيرة كما
يحدث عند اقترابها من مداخل محطات القوى المنتشرة على سواحل منطقة عمل
المنظمة.
تأثير التلوث النفطي على الهائمات النباتية والطحالب:
تعتبر الهائمات النباتية المسئول الأول عن تثبيت الطاقة في البيئة البحرية
(بوساطة عملية التركيب الضوئي) وهذه الهائمات تتغذى عليها الحيوانات
البحرية بصورة مباشرة أو غير مباشرة. وقد أظهرت الدراسات الحديثة قياس
تراكيز النفط الخام اللازمة لحدوث حالات النفوق أو منع انقسام الخلايا على
عدة أنواع من الهائمات النباتية ووجد بأن التركيز الذي يؤدي إلى النفوق
يتراوح بين 10000.0- 1 مليلتر/ لتر وأن تأخر أو توقف انقسام الخلية يتراوح
بين 10000.0- 1.0 مليلتر/ لتر، أما تأثير التلوث النفطي فهو أقل من الأحياء
الأخرى بسبب قدرتها على استرجاع قابلية نموها بعد فترة من الزمن وإضافة
فروع جديدة بالقرب من قواعد الفروع القديمة.
التأثير على الرخويات:
تعاني الرخويات (كالمحار) من حالات نفوق هائلة عند حدوث حالات تسرب للنفط
ووصوله إلى منطقة الساحل وحادث انسكاب زيت الديزل قرب شواطئ كاليفورنيا
والذي أدى إلى قتل أعداد هائلة من المحار خير دليل على ذلك. كما لوحظ من
الدراسات أن تراكيز النفط المؤثرة جداً على عملية الإخصاب تراوحت بين واحد
إلى ألف جزء بالمليون، ولوحظ أيضاً انخفاض في قابلية وكفاءة هذه الأحياء
البحرية على السباحة.
التأثير على القشريات:
إن مجموعة القشريات (كالروبيان والسرطان) ليس تحت تأثير مباشر مع الملوثات
النفطية المتسربة كسابقتها (الحيوانات الرخوية والقشريات الثابتة غير
المتحركة)، لأن هذه المجموعة لها القابلية على الحركة مما يجعلها أكثر قدرة
على تحاشي التعرض للتراكيز العالية من النفط عدا صغارها ويرقاتها وبيضها
التي لا تستطيع الفرار مما يؤدي إلى حالات نفوق كبيرة.
التأثير على الأحياء البحرية الأخرى:
تعتبر شوكيات الجلد وخيار البحر من أكثر الأحياء حساسية وتأثراً بالنفط
المتسرب وأسباب التلوث الأخرى، إذ لوحظ اختفاؤها أو انقراضها من بيئات
تعرضت لحوادث التلوث النفطي. وفي المنطقة البحرية لدول الخليج العربي حدثت
حالات كثيرة جداً من النفوق في الأحياء البحرية أثناء فترة تشكيل بقعة زيت
نوروز وبقعة النفط من الكويت وبصورة خاصة الحيوانات الفقرية التي تتنفس
الهواء كالأفاعي والسلاحف والدلافين وقد وجد أن الكثير منها يصعد إلى
الشاطئ لتموت هناك بعد إصابتها بضيق في التنفس وبالتهابات جلدية ونزف
داخلي.
تأثير التلوث النفطي على الطيور:
تعتبر هذه المجموعة من أكثر المجاميع البحرية تأثراً بالتلوث النفطي، إذ
لوحظ انقراض أنواع عديدة منها من البيئة التي تتعرض طويلاً لأخطار التلوث
وخير مثال ما حصل على الشواطئ السعودية نتيجة حرب 1991 حيث نفق العديد من
الطيور نتيجة بقعة الزيت التي امتدت على تلك السواحل. كما وتكون مواطن
الطيور وأعشاشها في الجزر المتناثرة (مثال جزيرة كبر في الكويت) والتي يغلف
النفط شواطئها لفترات طويلة أكثر تضرراً من غيرها.
التأثير على مشاريع مياه الشرب:
يعتبر النفط ومخلفاته من أصعب المشاكل التي تواجه القائمين على معامل
التقطير والتحلية لمياه البحر في منطقة الخليج العربي فضلاً عن البقع
النفطية الناتجة من التسرب النفطي. وذلك نظراً لإمكانية تأثيرها على جودة
المياه المنتجة للشرب.
التأثير على الخدمات الملاحية وعلى جمال الشواطئ:
يتسبب التلوث النفطي في شل حركة الملاحة بأنواعها مما يؤثر سلباً على
اقتصاد المنطقة، فضلاً على أن وجود التلوث النفطي أو غيره يؤثر وبشكل سلبي
على النواحي الجمالية للشواطئ ويحرم مر تادي الشواطئ من التمتع بالنواحي
السياحية أو الترفيهية في تلك المناطق (وخير مثال على ذلك الشواطئ الكويتية
والسعودية التي تأثرت نتيجة بقعة الزيت في عام 1991).