السلام عليكم
اكتشاف نبات يقاوم تلوث البيئة
اكتشف فريق من العلماء الأمريكيين نباتًا من إحدى أنواع "السراخس" واسمه العلمي "بتيريس فيتاتا"، لديه قدرة عالية على الحياة في البيئات الملوثة، كما يقوم بامتصاص وتجميع معدن الزرنيخ السام بكميات هائلة.
وقالت "لينا ما" الباحثة في كيمياء التربة في جامعة فلوريدا، قائدة الفريق البحثي الذي نشر بحثه في مجلة "نيتشر" العلمية: "عندما ينظر المرء إلى السرخس في البيت الزجاجي (الصوبة) سيراه وارفًا أخضر اللون، يحيا في وجود تركيزات عالية جدًا من معدن الزرنيخ تصل إلى حوالي 8,000 جزء في المليون، ولن يتخيل أبدًا أن هذا النبات يعيش على مثل هذا التركيز المميت من المخلفات السامة".
وعقبت " لينا ما" على البحث في بيان لها قائلة: "إن النبات المكتشف يحب البيئة المشمسة، ويمتص الزرنيخ من التربة بسرعة وفعالية كبيرة، على عكس الطبيعي في حالة جميع أنواع السراخس الأخرى التي تنمو في الأماكن الظليلة الرطبة"؛ ولذلك يمكن أن يساعد هذا النبات على تخليص المواقع الصناعية ومناطق التعدين والزراعة من هذا المعدن السام، كما يمكن فصل الجين المحب للزرنيخ من هذا النبات وغرسه في نباتات أخرى للعمل على تنقية البيئة من الملوثات.
ونبات السرخس المكتشف يعد من النباتات معراة البذور البدائية، ومن الممكن زراعته على المجاري المائية ليقوم بالعمل كمرشح طبيعي للتخلص من الزرنيخ، كما يتميز هذا النبات بقدرة هائلة على التغلغل في أنواع التربة الملوثة.
وأجرى الباحثون اختبارات على النبات ووجدوا أنه يحتوي على مقدار من الزرنيخ أعلى 200 مرة من المعدل الموجود بالتربة، وينمو هذا النبات طبيعيا في الجنوب الشّرقيّ لولاية كاليفورنيا الأمريكية، ويتميز بكبر حجم سيقانه وأوراقه؛ مما يؤهله لجمع كميات كبيرة من الزرنيخ.
وأتى هذا الاكتشاف في توقيت مثالي؛ حيث تصاعدت المخاوف من تلوث مياه الشرب بالزرنيخ وبالعديد من الملوثات في العام الماضي، وأكدت دراسة لمنظمة الصحة الدولية نشرت منذ أسبوعين تقريبا؛ أن حوالي 77 مليون شخص في بنجلاديش يتعرضون لخطر التسمم بالزرنيخ نتيجة لتلوث مياه الشرب، كما أن هناك عشرات الآلاف من المواقع الملوثة بالزرنيخ في جميع أنحاء العالم.
أخطار شديدة على الصحة
ويعد معدن الزرنيخ من أشد السموم فتكًا بالأحياء، ويتم استعماله بكثرة في الكيماويات الزراعية غالبًا كمبيد للآفات الزراعية، ولقتل الحشائش والنباتات غير المرغوب فيها، وكواق للأخشاب من التحلل، وفي المنتجات الصناعية الأخرى، ويتواجد الزرنيخ في التربة الملوثة.
ويعتقد أن الذين يشربون الماء الملوّث بالزرنيخ لفترات طويلة يصابون بأمراض خبيثة في المثانة والرئة وبسرطان الجلد، وأمراض القلب.
جدير بالذكر أن الحظ قد حالف فريق البحث الذي أجرى هذه الدراسة؛ حيث تمكنوا من الحصول على هذا النبات بعد دراستهم لـ 14 نباتًا فقط. وبالرغم من عدم تمكنهم من تحديد آلية تجميع النبات للزرنيخ، فقد تمكنوا من بيع حقوق الملكية الفكرية (براءة الاختراع)، وحق استغلاله لشركة "إدينسبيس" في دلاس، والتي بدأت بالفعل في تسويقه تجاريًا.
د.طارق قابيل
اكتشاف نبات يقاوم تلوث البيئة
اكتشف فريق من العلماء الأمريكيين نباتًا من إحدى أنواع "السراخس" واسمه العلمي "بتيريس فيتاتا"، لديه قدرة عالية على الحياة في البيئات الملوثة، كما يقوم بامتصاص وتجميع معدن الزرنيخ السام بكميات هائلة.
وقالت "لينا ما" الباحثة في كيمياء التربة في جامعة فلوريدا، قائدة الفريق البحثي الذي نشر بحثه في مجلة "نيتشر" العلمية: "عندما ينظر المرء إلى السرخس في البيت الزجاجي (الصوبة) سيراه وارفًا أخضر اللون، يحيا في وجود تركيزات عالية جدًا من معدن الزرنيخ تصل إلى حوالي 8,000 جزء في المليون، ولن يتخيل أبدًا أن هذا النبات يعيش على مثل هذا التركيز المميت من المخلفات السامة".
وعقبت " لينا ما" على البحث في بيان لها قائلة: "إن النبات المكتشف يحب البيئة المشمسة، ويمتص الزرنيخ من التربة بسرعة وفعالية كبيرة، على عكس الطبيعي في حالة جميع أنواع السراخس الأخرى التي تنمو في الأماكن الظليلة الرطبة"؛ ولذلك يمكن أن يساعد هذا النبات على تخليص المواقع الصناعية ومناطق التعدين والزراعة من هذا المعدن السام، كما يمكن فصل الجين المحب للزرنيخ من هذا النبات وغرسه في نباتات أخرى للعمل على تنقية البيئة من الملوثات.
ونبات السرخس المكتشف يعد من النباتات معراة البذور البدائية، ومن الممكن زراعته على المجاري المائية ليقوم بالعمل كمرشح طبيعي للتخلص من الزرنيخ، كما يتميز هذا النبات بقدرة هائلة على التغلغل في أنواع التربة الملوثة.
وأجرى الباحثون اختبارات على النبات ووجدوا أنه يحتوي على مقدار من الزرنيخ أعلى 200 مرة من المعدل الموجود بالتربة، وينمو هذا النبات طبيعيا في الجنوب الشّرقيّ لولاية كاليفورنيا الأمريكية، ويتميز بكبر حجم سيقانه وأوراقه؛ مما يؤهله لجمع كميات كبيرة من الزرنيخ.
وأتى هذا الاكتشاف في توقيت مثالي؛ حيث تصاعدت المخاوف من تلوث مياه الشرب بالزرنيخ وبالعديد من الملوثات في العام الماضي، وأكدت دراسة لمنظمة الصحة الدولية نشرت منذ أسبوعين تقريبا؛ أن حوالي 77 مليون شخص في بنجلاديش يتعرضون لخطر التسمم بالزرنيخ نتيجة لتلوث مياه الشرب، كما أن هناك عشرات الآلاف من المواقع الملوثة بالزرنيخ في جميع أنحاء العالم.
أخطار شديدة على الصحة
ويعد معدن الزرنيخ من أشد السموم فتكًا بالأحياء، ويتم استعماله بكثرة في الكيماويات الزراعية غالبًا كمبيد للآفات الزراعية، ولقتل الحشائش والنباتات غير المرغوب فيها، وكواق للأخشاب من التحلل، وفي المنتجات الصناعية الأخرى، ويتواجد الزرنيخ في التربة الملوثة.
ويعتقد أن الذين يشربون الماء الملوّث بالزرنيخ لفترات طويلة يصابون بأمراض خبيثة في المثانة والرئة وبسرطان الجلد، وأمراض القلب.
جدير بالذكر أن الحظ قد حالف فريق البحث الذي أجرى هذه الدراسة؛ حيث تمكنوا من الحصول على هذا النبات بعد دراستهم لـ 14 نباتًا فقط. وبالرغم من عدم تمكنهم من تحديد آلية تجميع النبات للزرنيخ، فقد تمكنوا من بيع حقوق الملكية الفكرية (براءة الاختراع)، وحق استغلاله لشركة "إدينسبيس" في دلاس، والتي بدأت بالفعل في تسويقه تجاريًا.
د.طارق قابيل