هؤلاء هم العرب ....
اجرحي يا إسرائيل غزة
فاطمئني .. هناك من سيضّمد جراح أبنائها
فهذا رئيسنا يقول أنه سيرسل من الأطباء ما يقارب المائة
وهذا رئيس آخر يقول أنه سيرسل من عربات الإسعاف ما يزيد عن المائة
وهذا رئيس ثالث يقول أنه سيرسل قطناً وشاشاً وأدويةً تكفي لعلاج من الجرحى مائة مائة
فاجرحي يا إسرائيل غزة ..
أو .. فاستمري في جرحها
واطمئني ... فهناك دوماً من سيضّمد جراح أبنائها ..
جوّعي يا إسرائيل غزة
فاطمئني ...هناك من سيطعم جوعانها
فهذا أميرنا يقول أنه سيرسل ليس خبزاً ... بل حليباً وشاياً وبسكويتاً ليسد جوع أطفالها
وهذا أمير آخر يقول أنه سيرسل من العصير أطناناً ليسقي ظمآنها
وهذا أمير ثالث يقول أنه مستعد لعمل حفلات شواء على شرف شهدائها ..
ولكن بعد انتهاء بغي الفئة الباغية .....!!
فجوّعي يا إسرائيل غزة
أو فاستمري في تجويعها
واطمئني ... فهناك دوماً من سيطعم جوعانها
عرّي يا إسرائيل غزة
فاطمئني .. هناك من سيكسو عريانها
فهذه زوجة رئيسنا تقول أنها تبرعت بفستان سهرة عاري الكتفين ... كانت ترتديه في حفلاتها
وهذه زوجة أميرنا تقول أنها تبرعت بقطعة مجوهرات كانت أهدتها لها ملكة بريطانيا السابقة
وهذه زوجة مليكنا تقول أنها تبرعت ببناء من المصانع مائة ... لإنتاج أرقى أنواع الأقمشة
فعرّي يا إسرائيل غزة
أو فاستمري في تعريتها
واطمئني ... فهناك دوماً من سيكسو عريانها ..!!
اهدمي يا إسرائيل غزة ...
فاطمئني .. هناك من سيعيد بناء بيوتها المتهدمة
فهذا مليكنا يقول سأبني من البيوت مائة
وهذا مليك آخر يقول سأبني من البيوت مائة مائة
وهذا مليك ثالث يقول .. بل سأبني من البيوت ألف مائة ... هذا عدا بعض العمائر والقصور الفاخرة ..!!!
فاهدمي يا إسرائيل غزة
أو فاستمري في هدمها ..
واطمئني .... فهناك دوماً من سيعيد بناء بيوتها المتهدمة
دمري يا إسرائيل غزة
فاطمئني ... هناك من سيعيد إعمارها
فهذا ثريّنا يقول أنه سيدفع من الدولارات ألف مائة ...
وهذا ثريّ آخر يقول أنه سيدفع من الدولارات ألف ألف مائة ...
وهذا ثريّ ثالث يقول أنه سيدفع من الدولارات ألف ألف ألف مائة ...
فدمري يا إسرائيل غزة
أو فاستمري في تدميرها
واطمئني ... فهناك دوماً من سيعيد أعمارها ...!!!
ما كل هذه الأموال
ما كل هذه الهبات
ما كل هذه العطايا
ما كل هذه المنح
أهي لي أنا ....!!؟؟؟
أنا غزة .. لي كل هذا .. لما ...!!؟؟
أشعر وكأن العرب كانوا في انتظار المجزرة
أشعر وكأن العرب كانوا في انتظار المطحنة
أشعر وكأنهم كانوا يترقبون لي شيئاً أفظع كثيراً مما جرى
أشعر وكأنهم كانوا في انتظار الانتهاء ... من تعميم الدمار في كل أرجاء القطاع
أشعر وكأنهم كانوا بالباب في انتظار خبر الوفاة .. وقد أعدوا الكفن
لما الانتظار ... وانتم تملكون من الدولارات ... ما يفوق المليارات ...
بل ما يزيد عن المليار .. مليار .. مليار مائة
لما الانتظار وبهذه الأموال تجيشون جيوشاً تفوق جيوش العالم أجمعه
لما الانتظار وبهذه الأموال نقضى على كل أعدائنا في حرب واحدة
لما الانتظار وبهذه الأموال نبني ليس حضارة واحدة .... بل ما يزيد عن المائة
لكن أنفقوها قبل الدمار
لما الانتظار حتى يحلّ الدمار
الا تأتي أموال العرب إلا بعد أن تشم أنوفهم رائحة الحرائق
ألا تأتي أموال العرب إلا بعد أن تنهدم العمائر
ألا تأتي أموال العرب إلا بعد تحويل البيوت إلى مقابر
ألا تأتي أموال العرب إلا بعد أن تعلوا أصوات الصراخ وتنضب المدامع
ألا تأتي أموال العرب إلا بعد أن تنسكب الدماء في ساحات الشوارع
ألا تأتي أموال العرب إلا بعد الانتهاء من حصر أعداد الضحايا
ألا تأتي أموال العرب إلا بعد الانتهاء من جمع أشلاء الجثث
ألا تأتي أموال العرب إلا بعد الانتهاء من صلاة الجنائز
ألا تأتي أموال العرب إلا بعد الانتهاء من فض المآتم
ألا تأتي أموال العرب إلا بعد حلول الدمار ..!!؟؟
ما نفع الطبيب وقد أتى لمريضنا متأخراً ..!!!
ما نفع الطبيب إذا أتى وقد أعدّوا المقبرة .. !!!
ما نفع المحامي وقد أتى بعد أن لفوا حول عنق البريء حبل المشنقة ...!!
ما نفع المهندس وقد أتى بعد انهيار المبنى وأرواح ساكنيه بداخله قد أُزهقت ..!!
كلهم قد أتوا ... لكنهم متأخرين .. فما نفعهم ..
لا نفع لهم ..
لا نفع لهم ..
ما نفعهم ... وقد أتوا متأخرين
لا نفع لهم
هكذا العرب ..
كالمهندس والمحامي والطبيب ... متأخرين
هكذا العرب .. لا نفع لهم ...
دمري يا إسرائيل غزة
فالعرب سيعمّروها
لتدمريها
ليعمروها
لتدمريها
ليعمروها
لتدمريها
هكذا
لا شيء للعرب ليفعلوه إلا أن يستنكروا ...
ويشجبوا
ينددوا
أضف إليهم شيئاً جديداً ... ألا وهو إعادة الإعمار
نعم إعادة الإعمار
ولا شيء لإسرائيل إلا الاحتلال
والوقاحة والسفالة
والخسة والنذالة
والدمار
وقتل كل من يقابلها على الطرقات من العرب
لا فرق عندها بين طفلاً يلهو في أحد الحواري وامرأة تطهو الطعام في أحد المنازل
لا فرق عندها بين صبي يذاكر دروسه على أبواب إحدى المدارس وكهلاً يتلمّس طريقه إلى أحد المخابز
أو حتى شيخاً قائماً يصلي في أحد المساجد .. لا فرق عندها .. فالجميع تقتله ... ماداموا عرب ..
لا فرق عندها .. فهي تقتل كل من يقابلها فهل من معارض ...!!
أضف إليها شيئاً جديداً ...
لا لم يكن أبداً جديداً بل قديماً ... ألا وهو هتك عرض حكام العرب
هتك عرض حكام العرب .. ما هذا
لما ... لما يا صديقي هذا المصطلح
لما اندهاشك ... يا أخي ... لا تنزعج ...
وأجب عليّ
ماذا تسمي قيام إسرائيل بتخريب كل ما يعمّره العرب ..؟
تلك هي إسرائيل .. بلد الوقاحة
والنذالة
والسفالة
والدمار
... وهؤلاء هم العرب ...