| |
من المتعارف عليه مسبقا أهمية الأعفان في خدمة الانسان , وعلمنا أن الأعفان مجموعة من الفطريات مثل : الأسبرجيللاس ( Aspergills) والبنسيليوم (Penicillium) , وعفن الخبز (Rhizopus) , والفيوزاريوم (Fusarium) , والميوكر (Mucur) , والألترناريا (Alternaria) وغيرها . وعلمنا أن مملكة الفطريات تحوي الفطريات التزاوجية (Zygomycota) , والفطريات الزقية (Ascomycota) , والفطريات البازيدية (Basidiomycota) , والفطريات البيضية (Oomycota) , وحديثنا اليوم عن أهم جنس في الفطريات البازيدية (Basidiomycota) وهو فطر عيش الغراب ( المشروم – Mashroom) الذي يحول القش , ومصاصة القصب , ومخلفات الحقل إلى البروتين . تحتوي الفطريات البازيدية على أكثر من ( 550 ) جنس ( Genera) ينضوي تحتها أكثر من (15) ألف نوع (Species) بعضها رمي (Saprophytes) يعيش على بقايا الكائنات الحية المتحلله , وبعضها الآخر متطفل (Parasitic) يعيش متطفلاً على بعض الكائنات الحية الأخرى تتميز الفطريات البازيدية بتركيب صولجاني الشكل يسمى البازيديوم (Basidium) الذي يحمل الجراثيم البازيدية (( Basidiosporesوأشهر أجناس الفطريات البازيدية هو فطر عيش الغراب (Agaricus) المشهور بالمشروم (Mushroom) ومن أجناسه المأكولة ( Agaricuscampestris) وهو يعيش على بقايا الأشجار في الأماكن الرطبة والظليله .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يتكون جسم عيش الغراب من غزل ( خيط ) فطري خضري يعيش مطموراً في الطبقة الدبالية أو الوسط الغذائي الذي ينمو عليه الفطر , وينتج هذا الخيط من الجراثيم البازيدية أحادية المجموعة الصبغية الناتجة من التكاثر الجنسي والانقسام الاختزالي للجراثيم . وينتج الغزل الفطري الإنزيمات الخاصة بتحليل المادة الغذائية السليلوزية التي تحول السليلوز المعقد إلى سكريات بسيطة غير معقدة يتغذى عليها الغزل الفطري , كما يمتص الغزل الفطري المعادن والأملاح والمواد النيتروجينية من الوسط الغذائي الذي يعيش فيه . ويعيش الغزل الفطري لعيش الغراب موسماً واحداً ثم يذبل بعد تكوين البازيديومات , والأجسام الثمرية , والجراثيم البازيدية , وفي بعض الأحيان يعمر الغزل الفطري إلى أعوام . تتجمع البازيديومات في حامل جرثومي يظهر على سطح الأرض جلى هيئة مظله , وهي الأجزاء التي نقطفها ونستعملها في الغذاء . تبدأ دورة حياة عيش الغراب بالجراثيم البازيدية (Basidiospores) أحادية المجموعة الصبغية (n) , وهي الجراثيم التي نزرعها فتعطي الغزل الفطري أحادي المجموعة الصبغية , وهذه الخيوط الفطرية تتكون من نوعين من الخيوط تبعاً لنوع الجرثومة , أحدهما الخيط الموجب (+) والثاني الخيط السالب (-) . وبعد مدة من النمو والانتشار الميسيليومي يندمج أحد الخيوط الموجبة مع أحد الخيوط السالبة ليعطي الخيط الفطري مزدوج المجموعة الصبغية (2n) وبعد ذلك تظهر نتوءات متجمعة من هذا الخيط على هيئة قبو مغطى بغلافة رقيقة والذي ينمو ليعطي التركيب المظلي الشكل , المتكون من : العنق (Stalk) المنتهي من أعلى بالقلنسوة (Pileus) التي ينتظم على سطحها السفلي صفائح خيشومية (Gills) هذه الصفائح تحمل زوائد تسمى البازيديوم (Basidium) الذي يحمل الجراثيم البازيدية (Basidiospores) أحادية المجموعة الصبغية والناتجة من انقسامين متتاليين أولهما انقسام اختزالي . وينمو عيش الغراب في الغابات , والحدائق الرطبة الظليلة ويمكن زراعته في المزارع والمنازل والمدارس . تحويل القش إلى بروتين !! المواد والأدوات اللازمة لذلك : يلزم لزراعة فطر عيش الغراب في المنزل أو المدرسة أو المزرعة أو في المشاريع الخاصة إلى : - جراثيم الفطر البازيدية اُحادية المجموعة الصبغية , ويتم شراؤها من مراكز البحوث الخاصة بالفطر ومنافذ بيعها المعتمدة الموثوق بها. - مخلفات حقلية مثل قش الأرز ( الذي تسبب الكميات الهائلة منه مشكلة, في بعض البلدان ). - نشارة الخشب الناتجة من ورش النجارة. - مصاصة القصب التي تنتج بكميات هائلة في مصانع صناعة السكر . - أوراق نبات الموز. - بعض المخلفات الحقلية , ومخلفات الحظائر وغيرها من المواد السليلوزية. - سبلة الخيل من اسطبلات الخيول . - اليوريا وهي من الأسمدة الزراعية المنتشرة رخيصة الثمن. - الأواني الخاصة بالزراعة مثل سلال الخضروات والفاكهة البلاستيكية . - أكياس بلاستيكية مثل أكياس القمامة الجديدة النظيفة. - أواني للغلي والتعقيم والبسترة . - مصدر للماء , ومواد للتطهير. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تجهيز المكان : - يتم اختيار المكان المناسب في الزراعة في البيت أو المدرسة أو المزرعة أو أي حجرة منعزلة مغلقة ذات أرضية ملساء جيدة التهوية بحيث يوضع شباك على النوافذ لمنع دخول القوارض والحشرات والزواحف. - يتم اختيار السلال المناسبة للزراعة وتغسل جيداً بأحد المطهرات , ثم تغسل جيداً لإزالة آثار المطهر وتجفف. - يطهر المكان بوضع كميات من الفورمالين في أواني موزعة على أركان الحجرة ثم تغلق لمدة 24ساعة ثم يرفع المطهر ويتم تهوية المكان بعد ذلك لإزالة آثار الفورمالين. - يتم وضع القش أو مصاصة القصب في غلايات ويتم غليها لمدة ساعتين ثم يطفأ اللهب , ويترك الوسط لمدة 24ساعة , ثم نعاود غليانه في اليوم التالي. - يرفع الوسط المغلي بعد تبريده لدرجة حرارة الغرفة ثم يوضع في الصناديق المطهرة , ويترك حتى يصفى منه الماء ثم يوضع عليه سائل اليوريا وكربونات الكالسيوم لضبط حموضة الوسط ( يمكن وضع اليوريا وكربونات الكالسيوم في المراحل الأخيرة من الغليان ). - بعد تصفية الماء الزائد من الوسط الغذائي بحيث يكون الوسط مندى جيداً ورطباً ولا يتساقط الماء منه , يتم حقنه بمحقون الجراثيم بحيث نضع في الصندوق كمية من الوسط الغذائي فوقها طبقة رقيقة من الجراثيم المنثورة ثم تغطى بحوالي 15سم ثم تغطى الصناديق بالبلاستيك في الغرفة في درجة حرارة من 25 – 30 ْس مع توفر رطوبة تصل إلى 70% بالبلاستيك .[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - بعد حوالي أسبوعين من الزراعة يتم رفع أغطية البلاستيك . - يلاحظ انتشار الميسليوم ( الخيط الفطري ) الأبيض على سطح الوسط الغذائي. - بعد ذلك تظهر أقبية النموات الثمرية التي تترك لتنمو إلى الحجم المناسب ثم تقطف. - وبذلك يقوم الفطر بتحويل القش إلى الجسم الثمري المحتوي على البروتين والعديد من المواد الغذائية المفيدة والضرورية للجسم. يحتوي عيش الغراب 45% من وزنه الجاف بروتين , وهذا البروتين يحتوي من 10 – 15 % أحماض دهنية أساسية , والأحماض الدهنية الأساسية هي مجموعة الأحماض الأمينية التي لا يستطيع الجسم تخليقها بداخله , ويمرض إن لم توجد في الغذاء وكلما احتوى البروتين عليها كان عالي القيمة الغذائية . كما يحتوي عيش الغراب على 1% دهن , وانخفاض نسبة الدهن في عيش الغراب تجعله من المواد الغذائية الصحية . و يحتوي عيش الغراب على 30% ألياف, ونسبة عالية من المعادن والفيتامينات مثل : الريبوفلافين , وفيتامين Bوالنياسين والثيامين , وحمض الأسكوربيك ويحتاج إعداد عيش الغراب للأكل إلى طريقة طبخ خاصة بحيث لانفقد هذه الفيتامينات بالحرارة العالية . يؤدي عيش الغراب إلى خفض الضغط كما يحتوي الكالسيوم والحديد والفوسفور والنحاس ومواد تخفض الكليسترول في الدم وهو منخفض السعرات الحرارية, ويصلح في خفض البدانه والمحافظة على الصحة العامة . من هنا كان هذا الفطر في خدمة البشرية لأنه يحول القش إلى بروتين وفيتامينات والأحماض الأمينية الأساسية , وبذلك يمكن للفقراء زراعة هذا الفطر لتعويض النقص البروتيني , وقد كان هذا الفطر لقرون عدة طعام الملوك , والآن بعد انتشاره وزراعته أصبح بروتين الفقراء وصدق الله العظيم عندما قال : ( قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أندادا ذلك رب العالمين 0 وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواءً للسائلين ) فصلت (9-10). بقلم الدكتور نظمي خليل أبو العطا موسى أستاذ علوم النبات في جامعة عين شمس ومدير مركز ابن النفيس للخدمات الفنية في البحرين |
[/size][/b]