العالم الافتراضي على الانترنت في خدمة الفقراء
ان توفير بيئة تقنية جديدة يمكن الاستفادة منها في خدمة قضايا الفقراء وزيادة التبرعات المخصصة لهم بات مطلباً رئيسياً في عالم باتت فيه التكنولوجيا الرقمية أداة أساسية لتقدم المجتمعات. .
يعد مشروع سكند لايف "الحياة الثانية" على شبكة الانترنت عالماً افتراضياً ثلاثي الأبعاد ; يتزايد فيه إعداد المستخدمين بصورة مطردة حتى زاد عن المليون فرد وسط تغطية إعلامية واسعة مما شجع على استقطاب الشركات العالمية الكبرى ، وظهرت كتابات جادة حول ذلك الجيل القادم من الاقتصاد المعتمد على الخيال.
لقد حان وقت تسخير التكنولوجيا لخدمة الفقراء عن طريق الاستفادة القصوى من نقاط القوة الحقيقية لهذا العالم الافتراضي في مجال العمل الخيري والتي تكمن في أنه يتعامل مع أناس حقيقيين يمكن التواصل معهم ، وبناء الشبكات الاجتماعية بطريقة بسيطة ، فضلا عن تدني التكلفة ، كما يملك زوار الموقع الحقوق الفكرية لما يبدعونه ; الأمر الذي يعني أن البناء والابتكار على الموقع يمكن بيعه للمستخدمين . والإمكانية المستقبلية للتواصل معهم ( كمتبرعين محتملين ) عن طريق هواتفهم النقالة من خلال إرسال رسائل جوال "أس أم أس" SMS ، وكذلك استقبال الشخصيات الافتراضية في هذا العالم لرسائل مستخدمين حقيقيين . مما أعطي الفرصة لطرح وسائل وأفكار عملية لجمع التبرعات مثل إقامة الأسواق الخيرية الافتراضية ، وإقامة معارض فنية ومتاحف للأغراض الخيرية ، ورعاية الشركات التجارية لنشاط الجمعيات الخيري في العالم الافتراضي ، وعرض مشروعات تسويقية على المتبرعين بشكل مجسم وتصميم العاب جذابة للدعاية لمواقع الجمعيات الخيرية على الإنترنيت ، وإقامة المجمعات التجارية الخيرية عبر الإنترنيت . إن هذا التناول يقود إلى التفكير في مفهوم حديث للوقف (الافتراضي) ; حيث أن استثمار تلك التقنية في أعمال الوقف يمكن أن تؤدي إلى خير وفير إذا ما أُحسن تسويقها . فالمستخدم لموقع العالم الثاني يمكنه أن ينشأ متحفاً إسلاميا مثلاً ثم يوقفه للأغراض الخيرية ، فتعود الأرباح الفعلية التي يدفعها الزائرون لهذا المتحف إلى الجمعيات الخيرية التي تبنت هذا العمل . لكن وبالرغم من ذلك فهناك بعض القيود والمعايير التي ينبغي مراعاتها عند التطبيق الفعلي لهذه التجربة ، من أهمها ضرورة استخدام أية تبرعات تجمع في الغرض المعلن عنه في العالم الافتراضي وليس لأي غرض آخر. كما يجب أن تلتزم الجمعية الخيرية بوضع الرابط الخاص بموقعها على شبكة الإنترنيت داخل العالم الافتراضي ويجب توخي الحذر من الجهات غير الرسمية المتواجدة في هذا العالم وتمارس نشاط جمع التبرعات . إن جني التبرعات من خلال العالم الافتراضي على شبكة الإنترنت يُعد مجالا جديداً ، يحتاج إلى تجربة تتضافر فيها جهود الخبراء في العمل الخيري والتقنيين . فبعض العلماء مازالوا يؤكدون أن العوالم الافتراضية هي مستقبل شبكة الانترنت . فلنلتمس طريقاً ربما نجد فيه مصلحة الفقراء والمحتاجين في هذا العالم