جمال وعبقرية العقل البشري لا يكمنان في عثوره على
الأجوبة الشافية بل في قدرته على طرح الأسئلة العظيمة .. فنحن لا نعرف
أجوبة شافية لأشياء كثيرة حولنا ؛ ولكننا نملك أسئلة عظيمة حولها بعضها
مؤجل منذ فجر التاريخ ..
وهي أسئلة إنسانية مشتركة تتجاوز الثقافات وتسبق الديانات وتسمو فوق كل
الاختلافات مثل : من أين أتينا ، والى أين سنذهب ، وكيف بدأت الحياة ،
ومصيرنا بعد الموت ، وكيف ظهر الكون ، وكيف سينتهي، وطبيعة الجنس الذي
سيأتي بعدنا؟
وأسئلة من هذا النوع قد ننجح في الاجابة عنها غدا (وقد) ننقرض قبل معرفة أي
شيء بخصوصها .. غير أن مجرد وجودها .. ومجرد تبلورها .. ومجرد حضورها في
الذهن البشري يشكل أعظم دافع للبحث والاستقصاء في تاريخ البشر !؟
وفي الحقيقة إن قدرتنا على التساؤل والتعجب هي التي تحثنا على البحث
والارتقاء في سلم الحضارة والتقدم.. فالنعامة والنحلة والصرصور وساق
الملوخية أيضا لا تشغل نفسها بأسئلة من هذا النوع (ولا يبدو أن أحدا يعرف
بماذا تشغل نفسها) وبالتالي لا تملك دافعا للبحث والإجابة أو تغيير وضع
عاشته وألفته منذ ملايين السنين..
وحين فكرت بكتابة هذا المقال ، لم أجد صعوبة في إدراك أعظم الأسئلة في
التاريخ (كونها تنبع من ذاتية الجنس البشري) بل في وضع ترتيب لها حسب
الأولية والأهمية وأقدمية الظهور ..
1) وأول سؤال اخترته في هذه القائمة هو أول سؤال يتعلق (ببداية) الحياة على
كوكب الأرض وكيفية ظهورها وأسباب تشعبها الى هذا الحد المدهش ...(قل سيروا
في الأرض وانظروا كيف بدأ الخلق).
2) أما السؤال الثاني فمن نحن؟ .. ولماذا نحن؟ .. وأين كنا قبل ولادتنا
وأين سنذهب بعد وفاتنا !؟
3) أما السؤال الثالث (فمجموعة تساؤلات) تتعلق بوجود الخالق .. والمدبر ..
والمنظم .. والمقرر لكل مايحدث حولنا!؟
4) ثم ما هي الحياة ذاتها ؟ .. وما الذي يعطي المخلوقات طاقة ومظهر
"الحياة" !؟ .. وماهي طبيعة "الروح" التي قد تشكل الفرق بين جسدين الأول
"ميت" والثاني "حي" !؟
5) وماهو الوعي !؟ .. وكيف نعي ذواتنا وشعورنا العميق بأنفسنا !؟ وهل وعينا
هو مايشكل الأشياء من حولنا (كمرور الزمن) أم أن (هذه الأشياء) قائمة
بذاتها ومستقلة بطبيعتها !؟
6) وما هي طبيعة "البرنامج" الموجود داخلنا ويجعلنا ننمو ثم نشيخ ثم نموت
في خطوات مرسومة سلفا؟ .. وهل اكتشافه مستقبلا يعني قدرتنا على تعديله أو
تعطيله بحيث نعيش في شباب دائم!؟
7) وهل أرضنا هي الكوكب الوحيد الحي في الكون؟ .. فإن كان الجواب (نعم)
فأين الآخرون؟ وإن كان (لا) فما الحكمة من وجود بلايين النجوم والكواكب في
هذا الكون !!
8) وهذا الكون الذي نتحدث عنه ؛ هل هو وحيد وفريد من نوعه !؟ أم توجد أكوان
أخرى تجاوره وتطفو معه في الفراغ (كفقاعات هائلة لا يعلم مداها إلا الله)
!؟
9) وماذا عن الأبعاد الفيزيائية الخفية على كوكبنا ذاته!؟ وهل تعيش بيننا
وحولنا مخلوقات خفية لا نراها ولا ترانا!؟ وهل تشترك عدة عوالم وحضارات
وأجناس على كوكب الأرض دون أن تشعر ببعضها البعض!؟
10) وهل ياترى ستستمر الحياة ويعيش الكون إلى الأبد ، أم سينتهي كل شيء
لاحقا فيسود الظلام والسكون التام ، أم ستمر بدورة تكرار بحيث يبدأ الله
الخلق ثم يعيده !؟؟
11) ثم كيف نعرف أن مانراه ، ونعرفه ، ونفكر فيه ، ونفترض وجوده ، هو (كل
شيء فعلا) وأننا لسنا كالمحارة المسكينة التي تعتقد أن "الصدفة" هي كل
العالم حولها ...
12) وأخيرا أيها السادة هل نملك من المعرفة والذكاء والفطنة ما يؤهلنا
للإجابة عن أي سؤال في هذه القائمة!؟
... المؤكد أن قدرتنا على طرح الأسئلة أعظم من قدرتنا على تقديم إجابة
شافيه حولها ...
نقلاً عن جريدة الرياض السعودية
الأجوبة الشافية بل في قدرته على طرح الأسئلة العظيمة .. فنحن لا نعرف
أجوبة شافية لأشياء كثيرة حولنا ؛ ولكننا نملك أسئلة عظيمة حولها بعضها
مؤجل منذ فجر التاريخ ..
وهي أسئلة إنسانية مشتركة تتجاوز الثقافات وتسبق الديانات وتسمو فوق كل
الاختلافات مثل : من أين أتينا ، والى أين سنذهب ، وكيف بدأت الحياة ،
ومصيرنا بعد الموت ، وكيف ظهر الكون ، وكيف سينتهي، وطبيعة الجنس الذي
سيأتي بعدنا؟
وأسئلة من هذا النوع قد ننجح في الاجابة عنها غدا (وقد) ننقرض قبل معرفة أي
شيء بخصوصها .. غير أن مجرد وجودها .. ومجرد تبلورها .. ومجرد حضورها في
الذهن البشري يشكل أعظم دافع للبحث والاستقصاء في تاريخ البشر !؟
وفي الحقيقة إن قدرتنا على التساؤل والتعجب هي التي تحثنا على البحث
والارتقاء في سلم الحضارة والتقدم.. فالنعامة والنحلة والصرصور وساق
الملوخية أيضا لا تشغل نفسها بأسئلة من هذا النوع (ولا يبدو أن أحدا يعرف
بماذا تشغل نفسها) وبالتالي لا تملك دافعا للبحث والإجابة أو تغيير وضع
عاشته وألفته منذ ملايين السنين..
وحين فكرت بكتابة هذا المقال ، لم أجد صعوبة في إدراك أعظم الأسئلة في
التاريخ (كونها تنبع من ذاتية الجنس البشري) بل في وضع ترتيب لها حسب
الأولية والأهمية وأقدمية الظهور ..
1) وأول سؤال اخترته في هذه القائمة هو أول سؤال يتعلق (ببداية) الحياة على
كوكب الأرض وكيفية ظهورها وأسباب تشعبها الى هذا الحد المدهش ...(قل سيروا
في الأرض وانظروا كيف بدأ الخلق).
2) أما السؤال الثاني فمن نحن؟ .. ولماذا نحن؟ .. وأين كنا قبل ولادتنا
وأين سنذهب بعد وفاتنا !؟
3) أما السؤال الثالث (فمجموعة تساؤلات) تتعلق بوجود الخالق .. والمدبر ..
والمنظم .. والمقرر لكل مايحدث حولنا!؟
4) ثم ما هي الحياة ذاتها ؟ .. وما الذي يعطي المخلوقات طاقة ومظهر
"الحياة" !؟ .. وماهي طبيعة "الروح" التي قد تشكل الفرق بين جسدين الأول
"ميت" والثاني "حي" !؟
5) وماهو الوعي !؟ .. وكيف نعي ذواتنا وشعورنا العميق بأنفسنا !؟ وهل وعينا
هو مايشكل الأشياء من حولنا (كمرور الزمن) أم أن (هذه الأشياء) قائمة
بذاتها ومستقلة بطبيعتها !؟
6) وما هي طبيعة "البرنامج" الموجود داخلنا ويجعلنا ننمو ثم نشيخ ثم نموت
في خطوات مرسومة سلفا؟ .. وهل اكتشافه مستقبلا يعني قدرتنا على تعديله أو
تعطيله بحيث نعيش في شباب دائم!؟
7) وهل أرضنا هي الكوكب الوحيد الحي في الكون؟ .. فإن كان الجواب (نعم)
فأين الآخرون؟ وإن كان (لا) فما الحكمة من وجود بلايين النجوم والكواكب في
هذا الكون !!
8) وهذا الكون الذي نتحدث عنه ؛ هل هو وحيد وفريد من نوعه !؟ أم توجد أكوان
أخرى تجاوره وتطفو معه في الفراغ (كفقاعات هائلة لا يعلم مداها إلا الله)
!؟
9) وماذا عن الأبعاد الفيزيائية الخفية على كوكبنا ذاته!؟ وهل تعيش بيننا
وحولنا مخلوقات خفية لا نراها ولا ترانا!؟ وهل تشترك عدة عوالم وحضارات
وأجناس على كوكب الأرض دون أن تشعر ببعضها البعض!؟
10) وهل ياترى ستستمر الحياة ويعيش الكون إلى الأبد ، أم سينتهي كل شيء
لاحقا فيسود الظلام والسكون التام ، أم ستمر بدورة تكرار بحيث يبدأ الله
الخلق ثم يعيده !؟؟
11) ثم كيف نعرف أن مانراه ، ونعرفه ، ونفكر فيه ، ونفترض وجوده ، هو (كل
شيء فعلا) وأننا لسنا كالمحارة المسكينة التي تعتقد أن "الصدفة" هي كل
العالم حولها ...
12) وأخيرا أيها السادة هل نملك من المعرفة والذكاء والفطنة ما يؤهلنا
للإجابة عن أي سؤال في هذه القائمة!؟
... المؤكد أن قدرتنا على طرح الأسئلة أعظم من قدرتنا على تقديم إجابة
شافيه حولها ...
نقلاً عن جريدة الرياض السعودية