[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كل ما في الأمر أنني لا أمتلك الوقت الكافي.
لكنك تمتملكه بالفعل، إن الوقت كله متاح أمامك، فلديك نفس الأربع والعشرين ساعة، ونفس الـ 1440 دقيقة التي يحظي بها كل امرئ غيرك، لكنك لا تمتلك المهارات المطلوبة لإدارة ذلك الوقت المتاح لك.
هل حدث أن قلت لنفسك ذات مرة: لا توجد ساعات كافية في اليوم؟
وهل توافق على هذا القول: إن أردت أن تنفذ شيئاً بإتقان، فعليك أن تؤديه بنفسك؟
وهل يحدث كثيراً أن تشعر بالإحباط لعدم قدرتك على إنجاز الأعمال الهامة؟ وهل حدث أن تطلعت إلى ساعة الحائط وأدركت مع بعض الإحساس بالفزع أن الوقت قد أشرف على الخامسة مساءً وأنك لم تبدأ بالفعل فيما كنت تريد إنجازه اليوم؟
وحين تطلب منك بعض المهام التي تتسم بالأهمية مثل: إعداد تقارير نهاية العام، هل تجد نفسك وقد غرقت في العمل لعدة ليالي طويلة بما في ذلك أيام العطلات، كل ذلك من إتمامها والفراغ منها؟ وهل تجد نفسك أحياناً وقد تجاوزت الموعد الذي كان يتعين عليك فيه الانتهاء منها رغم كل ذلك؟
وهل حدث أن قررت القيام بتنفيذ مشروع آخر هام، رغم أنك مثقل أصلاً بالعمل، ذلك لأن هذا المشروع له أهميته القصوى بما يمنعك من تكليف أي شخص آخر لكي يقوم بأدائه؟
وهل يتملكك إحساس غامض بأن ثمة خطأ هناك في الطريقة التي تدير بها الأمور غير أنك لا تستطيع أن تحدد ما هو هذا الخطأ على وجه الدقة؟
لو حدث وأن انطبقت معظم هذه الأمور على حالتك، فإنك بالفعل تعاني من وجود مشكلة مع الوقت لديك. فإذا كان هناك ثمة عزاء وراحة لك في مثل هذا الأمر، نقول لك: أنك لست وحدك الذي على هذا الحال، فمعظم الناس يواجهون صعوبات في إدارة أوقاتهم، لكن لماذا يحدث ذلك؟ بادئ ذي بدء نقول: أن إدارة الوقت.. ليست بالفكرة الجديدة.. ومنذ ظهور الطبعة الأصلية لهذا الكتاب عام 1972 تدافعت شلالات من المعرفة التي تدور حول الوقت. وظهرت عشرات الكتب ومئات المقالات في العديد من المجلات عن هذا الموضوع بالذات، وهي مقالات تحوي أفكاراً جديدة عن كيفية استخدام الوقت بطريقة أفضل، وبرزت كلها في كافة المجلات من مجلة " أسبوع دنيا الأعمال" إلى "المزارع المتطور" وكل شيء يقع بينهما بالفعل.. وأصبح لدينا دراسات رصينة عن التحضير الإداري في الصحف المهتمة بعلم النفس، وكذلك المناقشات التي تدور حول الإنتاج والكفاءة في الصحف المهتمة بدنيا الأعمال، بالإضافة إلى كيفية تقديم الإرشاد والنصح في المطبوعات التي تخاطب مهن محددة، كما وجدنا بعض المقتطفات عن كيفية توفير الوقت وقد تسللت إلى المجلات ذات الاهتمامات العامة.
غير أن ذلك كله لا يشكل سوى البداية فحسب، ذلك أن هناك بالفعل عدد هائل من حلقات النقاش وورش العمل التي تدور عن كيفية التحكم في وقتك.. وافترض أنك لو كنت تشغل أي موقع إداري في شركة متوسطة أو كبيرة الحجم، فإنك ستتلقى المعلومات التي تروج لحلقات النقاش التي تدور حول إدارة الوقت والتي تجري مرة كل أسبوع على الأقل.. وإن لم يتح لك وقتك حضور إحداها، فليس لك أن تجزع أبداً، ذلك أن هناك المئات من البرامج الكاملة التي بوسعك أن تستخدمها بمفردك، من شرائط الفيديو إلى الأفلام، إلى الشرائط الصوتية والتي يمكن لك أن تنصت إليها حتى وأنت داخل سيارتك، إن هناك العديد من وسائل التثقيف الذاتي، ومن كل الأنواع.
بل هناك ما هو أكثر من ذلك، ويبدو أن هناك صناعة بأكملها قد قامت من أجل خدمة ذلك الشخص.. الذي يبدو عاجزاً عن الانضباط وتنظيم أموره، ما عليك سوى أن تتوقف عند إحدى المكتبات وستجد هناك مجموعة كبيرة من التقاويم المكتبية.. ويوميات الجيب.. والدفاتر التي تحمل العنوان (المهام التي تنفذ اليوم)، وبالطبع كل لوازم التنظيم الأخرى من الأغلفة الجلدية للجيب، الأفلام، والحاسبات الصغيرة.. والشرائط زاهية الألوان لفصل الموضوعات عن بعضها البعض، بما يمكنك من إضافة المعلومات تحت أي فئة تحددها، ولها وجودها تحت شمس عالمنا هذا.
وهناك الكثيرون منا ممن يمضون إلى ما هو أبعد من ذلك ويقومون بخطوة أكبر حيث يعمدون إلى استخدام برامج الإدارة في أجهزة الحاسب الآلي، وذلك لمتابعة كافة التفاصيل التي اعتدنا وضعها في تقويم المواعيد، وفي عمل القوائم وأمور التنظيم الشخصية.. وعن طريق نظم البرامج هذه يتاح لنا إجراء التحديث على تقاويمنا بصورة آلية، وتنسيق الاجتماعات مع زملائنا، ورصد المواعيد النهائية لمشاريعنا والإلمام بالاستخدام الشخصي لأوقاتنا، وكل ذلك يجري إتمامه بسرعة البرق. ومع ذلك، وبعد كل هذه السنوات، ومع وجود كل هذه الابتكارات، فإننا لا نزال واقعين في مصيدة..الوقت..وفخه..فمع وجود هذا الجبل من المعلومات، وهذا القدر من المعدات المبهرة التي تثير الدوار نجد أنفسنا على حالها من الأنين والقول: ليس هناك ما يكفي من الوقت!..مرة أخرى، لماذا يحدث ذلك ؟
لماذا نجد أنفسنا وقد بقيت على ارتكابها لأخطاء، إدارة الوقت، الكلاسيكية، رغم أننا الآن نعرف أكثر وأفضل؟ الإجابة بسيطة، كما أنها معقدة للغاية، وتكمن في الطبيعة الإنسانية.