أنهار السماء
في عام 1993اكتشف عالم مناخ (يدعى رجنالد نيول ) ظاهرة غريبة في السماء . فمن خلال متابعته صور الأقمار الإصطناعية اكتشف وجود 10أنهار على الأقل في الغلاف الجوي.وهي أنهارحقيقية من البخار العذب لا يقل عرض كل منها عن 80ميلا وطوله عن 4800ميل وتنقل 165مليون كيلو جرام من المياه في الثانيه الواحدة ... ويقول نيول أن هذه الأنهار هي الوسيله الأساسيه لنقل الماء المتبخر من المحيطات الإستوائيه وتوزيعه على بقية الكواكب!!!
ورغم أن هذا الإكتشاف يبدو حديثا إلا أنه كان معروفا للحضارات القديمه .ففي دول كثيرة اكتشفت أبراج قديمة ومنشآت غريبة ليس لها هدف واضح .أما اليوم فأصبح مؤكدا أنها تعمل كمصائد أو لواقط تسحب تيارات البخار وتحولها لماء ..
وهذه الأبراج تضم فجوات كثيره على جوانبها مع فتحة ضخمة في أعلاها تعمل على حجز البخار وتقطيره .وهي تبنى غالبا في أعالي الجبال أمام تيارات البخار المعروفه وتضم في وسطها بركه صغيرة لتجميع المياه. وفي عام 1930حاول المهندس الفرنسي أشل كانبين بناء برج مشابه في مقاطعة ترانزن الفرنسيه فاستطاع جمع 7500جالون من المياه العذبة في اليوم !!!
أيضا هناك مايدعى (حفرة الندى ) وهي طريقة أبسط وأقل تكلفة من الأبراج السابقة . وهي تبنى كصحن واسع يوجد في وسطه "بالوعة" لتجميع المياه.ويتم "تبليط " الصحن بمواد يتكثف عليها الندى بسهوله كالسيراميك والطباشير...ونماذج هذه الحفر يمكن مشاهدتها حتى اليوم في اليونان وتركيا ومنطقة سوسكس بانجلترا !!.
وبالطبع حاول الإنسان تقليد هذه الفكره أكثر من مره ,فعلى سبيل المثال قدم المخترع الأمريكي كاليس كورنيافي عام 1982خيمة بلاستيكية يمكن فردها لجمع الندى من الجو ....
كل هذه الأفكار تجعلنا نتسائل عن إمكانية إنشاء مزارع سعوديه- في المناطق الساحلية- تسقى من هواء البحر الرطب , فالرطوبة على الساحلين الشرقي والغربي تتجاوز خلال الصيف 80%ويتشبع الهواء بكميات كبيره من بخار الماء ....ولو تصورناإحاطة كل شجرة باسطوانة "من الصفيح البارد "لأمكن تكثيف مايكفي من الرطوبة لسقي النبتة بطريقة التقطير.!!
نقلا (بتصرف) عن مقال للكاتب المبدع :فهد الأحمدي