النملة الحكيمة
صراخ رفيع وصل الى أذن سيدنا سليمان عليه السلام وهو يتجول حول قصره فى نهار عاصف ومعه عفريت من الجن يرافقه ،فوقف ينظر باتساع عينيه وبقلق شديد نحو مصدر الصوت الذى ظل يتردد فى قلب الريح وكأنه صوت البكاء قائلا:
واغوثاه.....واغوثاه
فاكتشف سيدنا سليمان أن هذا الصوت الضعيف المفزوع تصرخ به نملة مسكينة صغيرة ، فنظر اليها متعجبا وهو يشعر بالاشفاق عليها،ثم أشار الى عفريت من الجن واقف بجانبه قائلا:احضر لى هذه النملة
فأحضرها له فى لمح البصر،وقفت النملة على يد العفريت امام سليمان الحكيم وهى ترتعش وتلهث بأنفاس مخضوضة من الخوف
فابتسم سليمان وحاول أن يبعد الخوف عنها بقوله:لاتخافى انتى الان فى أمان،فبدأت تشعر بارتياح فسألها :ما حكايتك؟
فاخبرته انها فى أثناء بحثها عن مكان فيه غذاء لتعود لاهلها لاخبارهم عنه حتى يخرجوا فى جماعة لاحضاره وتخزينه فى بيتهم ،قامت عاصفة شديدة أطاحت بها فحملتها وطارت بها وجاوزت بها بلاد وبلاد حتى وجدت نفسها فى هذا المكان الذى تقف فيه الان
فقال لها سليمان :انى سأ ساعدك
فامتلأ قلبها بالسرور وقال لها ماذا تريدين
قالت :أريد العودة الى أهلى
قال:أتعرفين الطريق اليهم
قالت:لا ،فزاد شعوره بالأسى عليها
وعاد يسألها:أتشعرين بالجوع
قالت:سأموت جوعا
فسألها:كم حبة من القمح تأكلين و كم نقطة من الماء تشربين فى السنة
قالت:حبتان من القمح ونقطتان من الماء
فنظر اليها سيدنا سليمان متعجبا ،وطلب من عفريت الجن أن يريحها على الارض برفق وأن يحضر له حبتان من القمح واناء بللوريا شفاف وفيه نقطتان من الماء
فطار وجاء العفريت فى لمح البصر ومعه الاناء والقمح
فأمسك سليمان الحكيم بالنملة ووضعها فى الاناء ومعها الحبتان ونقطتان الماء وأغلق عليها الاناء ،ويوجد بالاناء فتحة أصغر من حجم النملة لدخول الهواء منه،وطلب من العفريت أن يظل يحرسها لمدة سنة كاملة ويخبره بما يحدث
وبعد ذلك ذهب سليمان الحكيم لاداء عمله