[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أثارت زيارة الموسيقي الإسرائيلي دانيال بارنبويم للقاهرة، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والثقافية في مصر بين رافض للخطوة باعتبارها شكلاً من أشكال التطبيع، وقائل بضرورة فصل الدين عن السياسة.
وقدّم بارنبويم -الخميس الماضي- حفلاً موسيقياً بالاشتراك مع أوركسترا القاهرة السيمفوني في دار الأوبرا، لكن زيارته للقاهرة تضع الثوابت الوطنية في رأي كثير من القوى السياسية المصرية على المحك.
وقال بارنبويم عشية الحفل -في مؤتمر صحفي بالقاهرة- إنه وُلد في الأرجنتين ويحمل الجنسية الإسبانية، وهو مهتم بحوار الحضارات الذي تدعمه مدريد، كما يحمل الجنسيتيْن الإسرائيلية والفلسطينية، حيث منحته السلطة الفلسطينية جواز سفر في يناير "كانون الثاني" 2008.
وأضاف أنه دخل مصر بجواز سفره الإسباني، وأن تلميذة فلسطينية قالت له حين عزف في رام الله قبل سنوات: "أنت أول من يأتي من إسرائيل لا يحمل سلاحاً"، وهي الآن في التاسعة عشرة وأصبحت أحد أعضاء فرقته، مضيفاً أنه لا يعتبر زيارته لمصر تطبيعاً، وقال: "أتيت لأقدِّم موسيقى".
السيناريست أسامة أنور عكاشة يقول: "إن الفن ليس له وطن؛ لأنه يقدِّم لغة أخرى يجب أن نتحدث فيها بمنطق خارج السياسة، ثم إن بارنبويم ليس مسئولاً عن جرائم إسرائيل في حق الفلسطينيين، وبعض الإسرائيليين غير مسئولين أيضاً، مضيفاً أن الساسة والعسكريين هم المسئولون".
لكن أستاذ التاريخ الحديث عاصم الدسوقي يُشدد على أن: "الفنان يحمل رسالة ولا ينفصل فنه عن موقفه السياسي، ولم نسمع أنه -أي بارنبويم- كان له موقف من حصار قادة بلاده لغزة، أو أنه استقل إحدى سفن كسر الحصار، وكان عليه أن يُصدر بياناً يتبرأ فيه مما فعلته إسرائيل في غزة".
وكان بارنبويم صديقاً للمفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، وتبنيا تأسيس فرقة موسيقية تجمع عازفين يهودا ومسيحيين ومسلمين؛ إيماناً بما اعتبراه تعايشاً مشتركاً بين الديانات.
ومنذ توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل يرفض المثقفون المصريون كل أشكال التطبيع مع إسرائيل، بمن فيهم وزير الثقافة فاروق حسني الذي يصر على رفضه للتطبيع حتى يتم تسوية القضية الفلسطينية.
ويرى مثقفون مصريون أن وزير الثقافة يسعى لاسترضاء إسرائيل قبيل انتخابات منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، حيث رشّحته بلاده مديراً للمنظمة، كما يتهمونه بالتنازل بقبول هذه الزيارة التي أثارت جدلاً
واسعاً.