لقد شهدت حضارة الإنسان وتطوره التقني في العصر الحديث قفزات وطفرات وثورات علمية أحدثت تغييراجوهرياً في الحياة البشرية. فالأحداث العلمية في مجال الهندسة الوراثية تتوالى بسرعة مذهلة. في هذه الدراسة نتعرف سويا على تطبيقات الهندسة الوراثية في مجال الكائنات البحرية مثل الأسماك والصدفيات والقشريات والطحالب البحرية, كما نتناول فرع جديد في مجال الهندسة الوراثية وهو "جينوميا الفضاء", كما نلقي الضوء على بعض الإنجازات العربية الحديثة في مجال بناء القدرات التقنية في هذا المجال.40
الوطن العربي والتقنية الحيوية البحرية
بالرغم من أنه لم يمر سوى عقد واحد منذ بداية التقنيه الحيوية البحرية، إلا أنه تحقق تقدم مدهش فى هذا المجال. فقد تم تسجيل أكثر من 1000 مستحضر جديد ومنتجات طبيعية واكتشافات أخرى ترتبط بعلم الجينات الجزيئية لتربية الأسماك والحيوانات الصدفية والقشريات والطحالب البحرية. كما تم اكتشاف مضادات حيوية وعقاقير لمعالجة السرطان وسلالات معدلة بأساليب الهندسة الوراثية. وبينما لم يكن هناك من قبل سوى عدد صغير من الرواد الذين يكدحون فى معاملهم، يوجد الآن مراكز جديدة كبرى لأبحاث وتطوير التقنيات الحيوية البحرية فى النرويج واليابان والولايات المتحدة وأماكن أخرى.
الوطن العربي والتقنية الحيوية البحرية
بالرغم من أنه لم يمر سوى عقد واحد منذ بداية التقنيه الحيوية البحرية، إلا أنه تحقق تقدم مدهش فى هذا المجال. فقد تم تسجيل أكثر من 1000 مستحضر جديد ومنتجات طبيعية واكتشافات أخرى ترتبط بعلم الجينات الجزيئية لتربية الأسماك والحيوانات الصدفية والقشريات والطحالب البحرية. كما تم اكتشاف مضادات حيوية وعقاقير لمعالجة السرطان وسلالات معدلة بأساليب الهندسة الوراثية. وبينما لم يكن هناك من قبل سوى عدد صغير من الرواد الذين يكدحون فى معاملهم، يوجد الآن مراكز جديدة كبرى لأبحاث وتطوير التقنيات الحيوية البحرية فى النرويج واليابان والولايات المتحدة وأماكن أخرى.
فمنذ قرون عديده، تمارس زراعة الطحالب البحرية الكبيرة ـ أعشاب البحر فى الدول الآسيوية وخاصة اليابان والمنتجات المشتقة منها تستخدم على نطاق واسع كمصادر للأدوية والطعام. والطحالب الكبيرة والصغيرة تعطى مجموعة واسعة من المنتجات، تشمل المضافات والمكملات للأغذية، ووسائط الإستنبات، ومبيدات الحشرات، ومنظمات نمو النبات، وعوامل مضادة للبكتريا وللسرطان وللفيروسات. فعلى سبيل المثال، ثبت أن الطحالب الكبيرة مفيدة فى الإنتاج الواسع النطاق للأحماض الدهنية، التى قد تساعد على تقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. والطحالب الكبيرة الخضراء المسماه دونا ليلاسالينا تربى على نطاق واسع واستنبات مكثف فى كاليفورنيا لإنتاج البيتاكاروتين، وهى ماده ترتبط بالوقاية من السرطان.
الكائنات الدقيقة البحرية هى مصدر مجموعة واسعة جداً من المنتجات الطبيعية التى لها تطبيقات طبية وزراعية وصناعية. فعلى سبيل المثال، التشيتين هو أحد هذه المنتجات التى وصلت للأسواق فى عدة أشكال مختلفة ـ ككمادات لشفاء الجروح ومستحلبات للتصوير.
الأسماك والحيوانات المائية "الصدفية" والقشريات البحرية تعتبر مصدراً هاماً للإنسان. طبقا ً لبعض التقديرات فإنه قد يقوم الإستنبات المائى للأسماك بتوفير 25% من استهلاك العالم من الغذاء البحرى بنهاية القرن.
وعلى الرغم من العالم العربي عامة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خاصة محاطة بالبحار مثل البحر الأحمر والبحر المتوسط العربي وبالتالي فالآمة العربية تملك أكبر حياة بحرية في العالم تقريباو فإن بحوث التقنية الحيوية البحرية لم تحظي بالاهتمام الكافي، على الرغم من أنها من التكنولوجيات الواعدة في مجال زراعة الطحالب والأسماك. كما يمكن بتطبيق هذه التقنيات تحويل الخليج العربي والبحر الأحمر إلى مصدر هام للغذاء و الكيماويات عالية القيمة والأدوية.
فتطبيق التقنية الحيوية البحرية فى الوقت الحالى، التى تجمع بين التقنية التقليدية والتقنيه الحديثة، يقدم فرصه للدول المطلة على الأنهار والمحيطات والبحار. ومع ذلك لتحقيق النجاح، لابد من فهم الجينات الجزيئية وتطبيق تقنيات الأحياء الجزيئية الحديثة على نطاق واسع لتحقيق تحسين السلالات أو إنتاج طحالب مهجنة جينياً تصلح للتجارة.
40
التقنية الحيوية البحرية :
يمكن أن توصف التقنية الحيوية البحرية بأنها التعديل والتحسين التقني للكائنات الحية البحرية مثل الأسماك والحيوانات الصدفية والقشريات والطحالب البحرية. أو بمعنى أدق تطبيق للمبادئ الوراثية والهندسية على الكائنات البحرية للحصول على سلالات مهجنة جينياً، وتصنع الغذاء، وإنتاج المستحضرات الطبية، والمنتجات البحرية والزراعية والصناعية.
· أساليب التقنيه الحيوية البحرية :
تنقسم أساليب التقنيه الحيوية البحرية إلى نوعين :
أ ـ التقنية التقليدية Traditional biotechnology
تستخدم هذه التقنية الأساليب غير الجزيئية وتشمل مجموعة واسعة من العمليات مثل زراعة الخلايا والأنسجة Cells and tissue culture والتكاثر الدقيق والتخمر Fermentation. وتعتبر هذه التقنية مسئولة عن العديد من التحسينات التى شوهدت فى الأبحاث العلمية الخاصة بالكائنات البحرية.
ب ـ التقنيه الحيوية الحديثة Modern biotechnology
تسـتخدم هـذه التقنية الأسـاليب الجزيئيـة أى أسـاليب التعامـل المباشـر مـع المادة الوراثـية المتمثلـة فى جـزئ الحمض النووى الريبوزى المختزل DNA. وتشمل مجموعة من العمليات مثل التحكم بالجينات Genetic manipulation وإعادة اتحاد المادة الوراثية Recombinant DNA . وقد فتحت هذه الأساليب الحديثة الطريق إلى إنتاج سلالات ذات قيمة إقتصادية عن طريق تعديل الصفات الوراثية من خلال تغيير أو نقل الجينات إلى كائن آخر، وبالتالى إحداث طفرات وراثية وهو ما يعرف بالهندسة الوراثية Genetic engineering.
· التحكم الجينى فى الكائنات البحرية :
نظراً للأهمية الإقتصادية الكبيرة للكائنات البحرية فقد تم منذ عام 1984 البدء فى استخدام أساليب الهندسة الوراثية لعزل الجينات المسئولة عن الصفات المرغوبة ودراستها ونقلها إلى الكائنات البحرية بغرض الحصول على منتج ذو قيمة وبأقل تكلفة اقتصادية ممكنة، أو سلالة ذات إنتاجية عالية ويمكن التحكم فيها.
(ا) الهندسة الوراثية فى الأسماك :
· حفظ الموارد الوراثية السمكية
إن صيد الأسماك وتربيتها وتصنيفها أو المتاجرة بها يؤمن الغذاء والعمل والدخل فى المجتمعات الساحلية وغير الساحلية منذ قرون عديدة، إلا أنه فى الوقت الحاضر يتعرض التنوع البيولوجى للثروة السمكية لخطر اندثار أصناف عديدة منها وذلك نتيجة الإفراط فى استغلالها أو نتيجة إدخال نماذج غريبة إليها أو بسبب الكوارث البيئية. وحيث أن تحسين أصناف الأسماك باستخدام أساليب الهندسة الوراثية يعتمد اعتماداً كلياً على التراكيب والأطقم الجينية الموجودة بالموارد الوراثية السمكية وذلك بهدف نقل الجينات من صنف لآخر. لذا فيتم صيانة وجمع وحفظ المصادر السمكية الهامة بشكل قابل للإستمرار فى مزارع خاصة.
· عمليات التحوير الجينى للأسماك Genetic Transformation
معظم برامج تحسين أصناف الأسماك تعتمد على طرق التربية التقليدية ولكن فى الآونة الأخيرة حدث تقدم كبير فى استخدام التحوير الجينى لإنتاج أسماك معدلة وراثياً. وقد شجع على ذلك أن أصناف الأسماك التجارية تتشابه وراثياً مع الأصناف البرية مما يساعد ويفتح فرصاً كبيرة لعمليات نقل الجينات نظراً لسهولة الحصول على البيض وكذلك الحيوان المنوى من الأسماك بدون عمليات جراحية وكذلك كبر حجم البيض نسبياً وقدرة الحيوان المنوى على الحياة لمدة من أسبوع إلى أسبوعين فى محلول مالح وعدم الحاجة إلى تعقيم لإجراء عمليات التخصيب فإن التحكم الجينى فى الأسماك يعتبر بسيطاً وسهلاً بالمقارنة بالكائنات الأخرى.
ويتم نقل الجينات إلى البويضات المخصبة إما عن طريق الحقن [Microinjection] أو باستخدام جهاز الثاقب الكهربائى [Electroporator]. يلى ذلك تحضين البيض فى ظروف خاصة حتى يتم الفقس وبذلك نحصل على أسماك ذات جينات معدلة.45