الدكتور / وائل عابد الزر يعي
باحث مختص في أداره النظم البيئية
صاحب التطور المذهل في صناعه المبيدات في النصف الثاني من القرن العشرين
انتشار استخدامها في بلدان كثيرة و منها البلدان العربية و قد أدى
الاستهلاك المكثف لها إلى أضرار جسيمه بالبيئة و صحة الإنسان يمكننا تعريف
المبيدات بأنها عبارة عن مواد كيميائيه تستخدم في القضاء على الآفات و
الحشرات والحشائش الضارة تحديدا في مجالات الزراعة و يمكن تقسيمها إلى
مبيدات سائله و جافه و الايروسولات بالاضافه إلى السموم القاتلة للكائنات
الضارة و المواد الجاذبة للحشرات و المبيدات الفطرية
يتوقف تأثير هده المبيدات على صحة الإنسان على عده عوامل منها درجه
السمية و تركيز المبيد و الخواص الطبيعية و الكيميائية وكذلك طريقه دخول
المبيد إلى جسم الإنسان و طريقه امتصاصه بالاستنشاق أو عن طريق الجلد و
الاغشيه المخاطية و كذلك مده التعرض للمبيد حيث يعتبر العاملون في هدا
المجال الأكثر عرضه للتسمم كمستخدمي المبيدات و المهندسين الزراعيين و عمال
صناعه الأخشاب المعالجة بالمبيدات و يؤدي الاستخدام المكثف للمبيدات إلى
اختلال التوازن البيئي و تلوث عناصر البيئة المختلفة من نبات و حيوان و
تربه و ماء كما يؤثر المبيد على التوازن الحيوي و يؤدي إلى اختلال السلاسل
الغذائية و ظهور أفات جديدة أكثر قدره على المقاوم هاما مصادر المياه فتؤدي
مخلفات المبيدات إلى مشاكل معقده حيث تنتقل هده المواد بالتسرب أو عن طريق
الرش كما أن هناك خطر أخر وهو تركز المبيدات في منتجات الألبان نتيجة
لتغدي الحيوانات على النباتات و الزراعات التي تعرضت لها بصوره أو بأخرى
كما يحدث أيضا نتيجة لرعي الحيوانات على النباتات السامة ففي إحدى مناطق
الجزائر الرعوية أدى استخدام المبيدات بالرش لمكافحه الجراد إلى ترك اثر
واضح على الغطاء النباتي الرعوي و أيضا على بعض زراعات القمح و يكمن تأثير
المبيد على الحيوانات في تركزه في جسم الحيوان بالذوبان في الليبيدات فقد
ثبت أن بعض المبيدات قد تتواجد لمده شهرين على الأقل في اللبن بعد رش
المزروعات
وفي دراسة أخرى فان 3 إلى 4 في المئه من عينات الألبان قد تحتوي على
مبيدات على من النسب المسموح بها على مدار 5 سنوات من استخدام المبيد تكمن
الخطورة في حدوث ما بعرف بالتسمم المزمن للإنسان المستهلك لهده المنتجات
الحيوانية كما تتأثر الخواص الطبيعية للبن نتيجة التلوث كنسبه الدهن و
المحتوى البروتيني و تركيز اللاكتوز و بعض المبيدات مثل ددت ذات تأثير مثبط
لبعض الانشطه البكتيرية قد تصل المبيدات إلى البحيرات بعد رش الحقول أو
استخدام المواد الكيميائية للقضاء على الحشائش الضارة مما يؤدي لموت
الأسماك أو حدوث تركيزات عاليه لها فتؤثر على صحة المستهلك و خفض معدلات
نمو الأسماك و نقص كميه البروتين و الأحماض الامينيه كما ان كلى الأسماك
ضعيفة و بالتالي تتراكم فيها المبيدات بشكل كبير كما أن تعرض بيض الأسماك
إلى تركيز خمسه أجزاء من المليون من ددت يتسبب في موت 48 في المئه منها
تؤدي المبيدات لاختفاء الكائنات الدقيقة و التي تلعب دورا هاما في التوازن
البيئي حيث تساهم في تنقيه المياه بالمحافظة على نسبه الأكسجين الدائب في
الماء فيؤدي مبيد مثل ددت من خلال دخوله في العمليات الكيميائية لتكون عنصر
الكالسيوم في أجسام الطيور لوضع بيض رقيق القشرة لا يتحمل الصدمات و هو من
أسباب منع هدا المبيد في الولايات المتحدة الامريكيه حيث تسبب في تناقص
أعداد النسر الأمريكي و بعض أنواع الصقور أما عن التأثير المباشر للمبيدات
على صحة الإنسان فمن خلال دراسة أجريت على 600 عامل في صناعه المبيدات اظهر
البحث أصابه نسبه كبيره من العاملين باضطراب الأعصاب الطرفية و أمراض
الحساسية وتصلب الشرايين و تضخم الكبد في حوالي 30 في المئه من العينة
المدروسة بالاضافه للأمراض الجلدية كما ظهرت نسبه من هده المبيدات في عينات
مصل الدم
فما الحل لهده المعضلة في ظل ازدياد الطلب على هده المواد في الزراعة
للحد من التأثير السلبي لاستخدام المبيدات يجب وضع استراتيجيه تقوم على المحاور التالية
اتخاذ إجراءات تنظيميه لأداره المبيدات و تنظيم استخدامها من خلال
التعاون بين الوزارات و الهيئات المعنية بالمشكل كوزارة الزراعة و وزاره
البيئة و وزاره الصحة
تشجيع استخدام المبيدات المتخصصة و المكافحة البيولوجية كوسيلة فعاله في
الحفاظ على التوازن البيئي الطبيعي و هو الاتجاه الأكثر شيوعا في الدول
المتقدمة
التخلص بشكل سليم من مخلفات المبيدات من عبوات و بقايا حيث تمثل هده المخلفات مصدر هام للتلوث
تطوير برامج الاداره المتكاملة للآفات و قد جاء في تعريف منظمه الاغذيه
العالمية الفاو لأداره الآفات بأنها الاداره المقرونة بالبيئة و المصحوبة
بتقنيات مناسبة لا تتسبب في أضرار للوسط المحيط
التعليم و الإرشاد عن طريق وضع برامج توعيه للمزارعين و مستخدمي هده المواد
وفي النهاية يجب النظر للقضية بروح المسئولية تجاه المجتمع حيث لا يكفي توفير الغذاء إذا كان ذلك على حساب صحة المستهلك
باحث مختص في أداره النظم البيئية
صاحب التطور المذهل في صناعه المبيدات في النصف الثاني من القرن العشرين
انتشار استخدامها في بلدان كثيرة و منها البلدان العربية و قد أدى
الاستهلاك المكثف لها إلى أضرار جسيمه بالبيئة و صحة الإنسان يمكننا تعريف
المبيدات بأنها عبارة عن مواد كيميائيه تستخدم في القضاء على الآفات و
الحشرات والحشائش الضارة تحديدا في مجالات الزراعة و يمكن تقسيمها إلى
مبيدات سائله و جافه و الايروسولات بالاضافه إلى السموم القاتلة للكائنات
الضارة و المواد الجاذبة للحشرات و المبيدات الفطرية
يتوقف تأثير هده المبيدات على صحة الإنسان على عده عوامل منها درجه
السمية و تركيز المبيد و الخواص الطبيعية و الكيميائية وكذلك طريقه دخول
المبيد إلى جسم الإنسان و طريقه امتصاصه بالاستنشاق أو عن طريق الجلد و
الاغشيه المخاطية و كذلك مده التعرض للمبيد حيث يعتبر العاملون في هدا
المجال الأكثر عرضه للتسمم كمستخدمي المبيدات و المهندسين الزراعيين و عمال
صناعه الأخشاب المعالجة بالمبيدات و يؤدي الاستخدام المكثف للمبيدات إلى
اختلال التوازن البيئي و تلوث عناصر البيئة المختلفة من نبات و حيوان و
تربه و ماء كما يؤثر المبيد على التوازن الحيوي و يؤدي إلى اختلال السلاسل
الغذائية و ظهور أفات جديدة أكثر قدره على المقاوم هاما مصادر المياه فتؤدي
مخلفات المبيدات إلى مشاكل معقده حيث تنتقل هده المواد بالتسرب أو عن طريق
الرش كما أن هناك خطر أخر وهو تركز المبيدات في منتجات الألبان نتيجة
لتغدي الحيوانات على النباتات و الزراعات التي تعرضت لها بصوره أو بأخرى
كما يحدث أيضا نتيجة لرعي الحيوانات على النباتات السامة ففي إحدى مناطق
الجزائر الرعوية أدى استخدام المبيدات بالرش لمكافحه الجراد إلى ترك اثر
واضح على الغطاء النباتي الرعوي و أيضا على بعض زراعات القمح و يكمن تأثير
المبيد على الحيوانات في تركزه في جسم الحيوان بالذوبان في الليبيدات فقد
ثبت أن بعض المبيدات قد تتواجد لمده شهرين على الأقل في اللبن بعد رش
المزروعات
وفي دراسة أخرى فان 3 إلى 4 في المئه من عينات الألبان قد تحتوي على
مبيدات على من النسب المسموح بها على مدار 5 سنوات من استخدام المبيد تكمن
الخطورة في حدوث ما بعرف بالتسمم المزمن للإنسان المستهلك لهده المنتجات
الحيوانية كما تتأثر الخواص الطبيعية للبن نتيجة التلوث كنسبه الدهن و
المحتوى البروتيني و تركيز اللاكتوز و بعض المبيدات مثل ددت ذات تأثير مثبط
لبعض الانشطه البكتيرية قد تصل المبيدات إلى البحيرات بعد رش الحقول أو
استخدام المواد الكيميائية للقضاء على الحشائش الضارة مما يؤدي لموت
الأسماك أو حدوث تركيزات عاليه لها فتؤثر على صحة المستهلك و خفض معدلات
نمو الأسماك و نقص كميه البروتين و الأحماض الامينيه كما ان كلى الأسماك
ضعيفة و بالتالي تتراكم فيها المبيدات بشكل كبير كما أن تعرض بيض الأسماك
إلى تركيز خمسه أجزاء من المليون من ددت يتسبب في موت 48 في المئه منها
تؤدي المبيدات لاختفاء الكائنات الدقيقة و التي تلعب دورا هاما في التوازن
البيئي حيث تساهم في تنقيه المياه بالمحافظة على نسبه الأكسجين الدائب في
الماء فيؤدي مبيد مثل ددت من خلال دخوله في العمليات الكيميائية لتكون عنصر
الكالسيوم في أجسام الطيور لوضع بيض رقيق القشرة لا يتحمل الصدمات و هو من
أسباب منع هدا المبيد في الولايات المتحدة الامريكيه حيث تسبب في تناقص
أعداد النسر الأمريكي و بعض أنواع الصقور أما عن التأثير المباشر للمبيدات
على صحة الإنسان فمن خلال دراسة أجريت على 600 عامل في صناعه المبيدات اظهر
البحث أصابه نسبه كبيره من العاملين باضطراب الأعصاب الطرفية و أمراض
الحساسية وتصلب الشرايين و تضخم الكبد في حوالي 30 في المئه من العينة
المدروسة بالاضافه للأمراض الجلدية كما ظهرت نسبه من هده المبيدات في عينات
مصل الدم
فما الحل لهده المعضلة في ظل ازدياد الطلب على هده المواد في الزراعة
للحد من التأثير السلبي لاستخدام المبيدات يجب وضع استراتيجيه تقوم على المحاور التالية
اتخاذ إجراءات تنظيميه لأداره المبيدات و تنظيم استخدامها من خلال
التعاون بين الوزارات و الهيئات المعنية بالمشكل كوزارة الزراعة و وزاره
البيئة و وزاره الصحة
تشجيع استخدام المبيدات المتخصصة و المكافحة البيولوجية كوسيلة فعاله في
الحفاظ على التوازن البيئي الطبيعي و هو الاتجاه الأكثر شيوعا في الدول
المتقدمة
التخلص بشكل سليم من مخلفات المبيدات من عبوات و بقايا حيث تمثل هده المخلفات مصدر هام للتلوث
تطوير برامج الاداره المتكاملة للآفات و قد جاء في تعريف منظمه الاغذيه
العالمية الفاو لأداره الآفات بأنها الاداره المقرونة بالبيئة و المصحوبة
بتقنيات مناسبة لا تتسبب في أضرار للوسط المحيط
التعليم و الإرشاد عن طريق وضع برامج توعيه للمزارعين و مستخدمي هده المواد
وفي النهاية يجب النظر للقضية بروح المسئولية تجاه المجتمع حيث لا يكفي توفير الغذاء إذا كان ذلك على حساب صحة المستهلك