الوضع الجيولوجي
تقع محافظة الوادي الجديد في الجزء الجنوبي الغربي من صحراء مصر الغربية وتشغل نحو 64% من مساحتها، ويوضح سطح الصحراء الغربية عدد كبير من المنخفضات؛ حيث يهوى المنسوب فجأة عدة مئات من الأمتار دون سطح الهضبة. وتتفاوت المنخفضات من حيث الشكل والمساحة والعمق ولكنها قد تشترك في عدد من الخصائص الأخرى . هذه المنخفضات تنتظم موقعياً في نطاقات لعل أهمها النطاق الجنوبي وهو نطاق عرضي يضم منخفضا الخارجة والداخلة والنطاق الشمالي وهو نطاق عرضي أيضاً ويشمل منخفضا القطارة وسيوة. أما النطاق الأوسط وهو نطاق طولي فيتألف من منخفضات البحرية والفرافرة وأبو منقار.
وتتألف الصحراء الغربية – جيولوجياً – من مجموعة من الصخور الرسوبية التي تميل ميلاً عاماً نحو الشمال ، لعل أهمها صخور الحجر الرملي النوبي في الجنوب والصخور الجيرية الكريتاسية والأيوسينية في الوسط والصخور الجيرية الميوسينية في الشمال. وتظهر الحدود الفاصلة بين هذه التكوينات المتباينة على هيئة كويستات تقع عند أقدامها المنخفضات، خاصة عندما تمتد هذه الكويستات من الشرق إلى الغرب مواجه للجنوب كما هو الحال في الكويست العظيمة الامتداد التي تمثل الحافات الشمالية لمنخفضات الخارجة والداخلة وأبو منقار.
التنوع والتركيب الجيولوجي
تقع منطقة الوادي الجديد في نطاق منطقة الرف الثابت Stable shelf والتي صنفت على أنها تتميز بثبات من الناحية التركيبية وعدم تعرضها لتأثير الحركات التكتونية. إلا أن البعض (زغلول وآخرون 1983) قد أوضح أن الثبات شيئ نسبي وأنه يرتبط بعصر جيولوجي بعينه؛ إذ إن تقسيم الصحراء الغربية إلى منطقة الرف الثابت والرف غير الثابت لم يأخذ في الاعتبار عدة عوامل منها:-
أ- مدى سمك القطاع الرسوبي الذي يعلو صخور القاعدة؛ حيث إن السمك الضعيف للقطاع الرسوبي في المناطق الشرقية يوضح تأثر المنطقة الشرقية بالفوالق والطيات (جبل أبو بيان) بنسبة أكبر من المنطقة الغربية (الجلف الكبير).
ب- العمر الجيولوجي.
جـ- تواجد الطفوح البركانية: فتواجد الطفوح البركانية في منطقة النوبة والواحات البحرية يوضح أن المنطقة قد تعرضت لنشاط بركاني خلال العصر الكريتاوي والإيوسين الأسفل بينما كانت مناطق الداخلة والخارجة في هدوء نسبي لعدم تواجد طفوح بركانية بها.
ولقد تأثرت المنطقة بثلاث ظواهر حركية هي الفوالق وحركات التضاغط الجانبية (الطيات) وحركات رفع صخور القاعدة.
أولاً- الفوالق:
تعرضت المنطقة لتأثير مجموعة من الفوالق ذات امتدادات كبيرة في عدة اتجاهات رئيسية أهمها اتجاه شرق – غرب (نظام فالق كلابشة). وهي فوالق ذات رمية رأسية تمتاز بأنها ذات امتدادات كبيرة قد تصل إلى 200 كم. بينما فوالق اتجاه شمال – جنوب فتتميز بأنها ذات امتدادات قصيرة يتراوح طولها ما بين 10 كم – 80 كم، مثال ذلك فالق الخارجة.
وتوجد في منطقة الفرافرة مجموعة من الفوالق أهمها تلك الفوالق التي تأخذ اتجاه شرق – جنوب غرب وهو اتجاه عام موازي لهضبة القس أبو سعيد.
ثانياً- الطيات:
تميز عصر الكريتاوي الأعلى والإيوسين بوجود حركات رافعة (الحركة الألبية) والتي أدت إلى تكوين مجموعة من الطيات المحدبة عظيمة الاتساع والامتداد فيما يطلق عليها نظام طيات القوس السوري. وفي منطقة الفرافرة فإن طية المقفى وعين دالة تمثلان الامتداد الجنوبي الغربي لطيات نظام القوس السوري والتي تحصر بينهما طية القس أبو سعيد المقعرة Syncline. كما تعد منطقة أبو بيان حزام من الطيات الصغيرة المتداخلة فيما يعرف بنظام طرفاوي – أبو بيان والذي أدى إلى ظهور الجرانيت على السطح.
هذا وتتكون المحافظة أيضا من مجموعة من الصخور، هى:
صخور ما قبل الكمبري
تغطي صخور هذا الحقب أجزاء منبسطة من الصحراء الغربية الجنوبية جنوب خط عرض 30 40° ولا تشكل هذه الصخور مرتفعات ذات أهمية طبوغرافية . وتظهر صخور الجرانيت والجرانوديوريت في السهل العظيم الذي يمتد بين جبل العوينات جنوباً وهضبة الجلف الكبير شمالاً . وتمتد هذه الصخور على طول الحدود المصرية الليبية حتى خط عرض 30 23°؛ حيث تغطيها إلى الشمال والشرق صخور رملية رسوبية تنتمي إلى الباليوزوي القديم والمتأخر.
وإلى الغرب من بئر طرفاوي تغطي صخور ما قبل الكمبري منطقة واسعة تصل مساحتها إلى 2500 كم2 ويصل أقصى ارتفاع لهذه الصخور عند جبل الميت؛ حيث ترتفع 280 متر فوق سطح البحر.
وتعتبر صخور الجرانيت والجرانوديوريت أهم الأنواع التي تغطي هذه المنطقة ، والمنطقة التالية ذات الأهمية هي منطقة جبل كامل؛ حيث تنتشر صخور الأرثونيس ببعض المواقع ذات المساحات الصغيرة التي تغطيها صخور السيانيت وإن كان وجود صخور الجرانيت والجرانوديوريت يشكل أيضاً أهمية خاصة في هذه المنطقة وتبلغ المساحة الكلية التي تغطيها صخور ما قبل الكمبري في هذه المنطقة 1000 كم2. كما تنتشر صخور القاعدة الأساسية فيما بين بئر الشب جنوباً حتى مشارف واحة دنقل شمالاً وتمتد شرقاً أسفل هضبة سن الكداب فيما بين أم شاغر غرباً وجبل كلابشة شرقاً على هيئة شريط ضيق تغطيه صخور الجرانيت والجرانوديوريت في مساحة 2000 كم2.
وتجدر الإشارة هنا إلى بعض المواقع ذات الأهمية مثل جبل أبو بيان جنوب الخارجة والذي يشكل مكاشف صخور القاعدة الأساسية الوحيدة الموجودة بالقرب من مناطق العمران بالصحراء الغربية؛ حيث إن أغلب المواقع توجد في مناطق معزولة داخل الصحراء يصعب الوصول إليها.
صخور الباليوزوي
تظهر صخور هذا الحقب بالجزء الجنوبي الغربي من الصحراء الغربية؛ حيث تغطي صخور القاعدة هناك وتمتد شرقا حتى خط طول 00 29° وشمالاً إلى خط عرض 30 23° ، وقد قام عيسوي (1978) بتقسيم صخور هذا الحقب إلى وحدتين:
تتألف الوحدة السفلى من تتابع من الحجر الرملي يبلغ سمكه 25 متراً تتخلله مسطحات السيانيت البورفيري وتفصله عن صخور القاعدة طبقة من الحجر الرملي والكاولين الأبيض والناتج أصلاً عن تعرية صخور الجرانيت.
أما الوحدة العليا فيبلغ سمكها 320 متراً وتتألف من نطاقين ، السفلي وهو عبارة عن تتابع سميك من الحجر الرملي الكتلي والذي يبلغ سمكه 120 متراً يقل إلى الشمال تغطيه صخور النطاق العلوي الذي يتألف من تتابع تبادلي من الحجر الرملي وسدود وقواطع من صخور الفونوليت والتراكيت والميكروسينايت ويبلغ سمكه 200 متراً . هذا وقد أمكن التعرف على بعض بقايا النباتات خاصة بالعينات التي جمعت من طبقات الطفلة بتتابع الوحدة العليا والتي يرجع عمرها إلى الباليوزوي العلوي أو العصر الديفوني. أما الوحدة السفلى فيرجع عمرها إلى فترة ما قبل الديفوني (كامبري- أوردفيشي).
صخور الحقب الأوسط
- العصر الجوري
تغطي رواسب هذا العصر صخور الحقب الجورى أو صخور ما قبل الكمبري ، وتبرز واضحة بالجزء الواقع بين الحدود الليبية وخط طول00 29° شرقاً وتمتد شرقاً من الحد الفاصل مع صخور الباليوزوي وحتى خط عرض 20 24°، كما تقع أسفل تكوين الحجر الرملي النوبي والذي يميزها عنه طبقة من الطفل يبلغ سمكها 10 متر .
- العصر الطباشيري
تعتبر صخور هذا العصر من أكثر الصخور انتشاراً بالصحراء الغربية وتتميز باختلافات بيئية في تركيبها وسحنتها الصخرية، خاصة حين تتبعها من الجنوب إلى الشمال وتنقسم صخور العصر الطباشيري الظاهرة على السطح إلى:
صخور ما قبل تكوين الحجر الرملي النوبي الفتاتية.
صخور ما قبل تكوين الحجر الرملي غير الفتاتية.
الحجر الرملي النوبي .
الصخور الحاملة لرواسب الفوسفات.
صخور الطباشيري العلوي.
صخور عصر السينوزوي
- صخور عصر الباليوسين
تغطي هذه الصخور الجزء الأكبر من واجهة وسطح غرب النيل والخارجة والداخلة والفرافرة .
- صخور عصر الإيوسين
تنتشر صخور هذا العصر فيما بين الحدود الليبية غرباً والنيل شرقاً . وخط عرض 00 29° شمالاً وحتى قرب الحدود المصرية السودانية جنوباً. وتغطي صخور الإيوسين سطح الصحراء الغربية في هذه المناطق مكونة هضاب عظيمة الاتساع والانبساط وقد تمتد لمئات الكيلومترات ونادراً ما يعلوها صخور أحدث عمراً.
- صخور عصر الأوليجوسين
تتألف صخور هذا العصر من ثلاث وحدات صخرية متميزة تغطي مناطق متفرقة من الصحراء الغربية وتعرف هذه الوحدات بتكوين رضوان وتكوين قطراني وتكوين حصى المنيا.
- صخور عصر الميوسين
تغطي رواسب عصر الميوسين الأجزاء الشمالية الساحلية من الصحراء الغربية وهي تتبع فترتي الميوسين الأسفل والأوسط.
- صخور عصر البليوسين
توجد رواسب البليوسين على هيئة نوعين من الصخور والرواسب البحرية المنشأ والرواسب القارية.
صخور الحقب الرابع
تغطي صخور هذا الحقب مساحات شاسعة من الصحراء الغربية ويمكن تقسيمها إلى ما يلي حسب الفترات الزمنية التي يعتقد أنها تكونت أثنائها.
فترة ما قبل الأشيلي ( أكثر من 200 ألف سنة ق.م ).
فترة الأشيلي ( أكثر من 100 ألف سنة ق.م ).
فترة الموستيري – الماطري ( من 100 ألف إلى 35 ألف سنة ق.م ).
فترة النيوليثي ( أكثر من 2000 سنة ق.م ).
أما رواسب الحقب الرابع والتي لا يمكن تحديد عمرها الجيولوجي بدقة فتنقسم إلى الوحدات التالية من الأحدث إلى الأقدم:
- الكثبان والمسطحات الرملية
تعتبر هذه الرواسب الرياحية من أكثر رواسب الحقب الرابع انتشاراً بالصحراء الغربية . فهي توجد على هيئة كثبان رملية تمتد مسافات كبيرة من شمال إلى جنوب الصحراء ، وأهمها كثبان بحر الرمال الأعظم وكثبان أبو محرك ، أما المسطحات الرملية فهي تغطي معظم المنطقة الجنوبية الغربية؛ حيث تكون سهولاً منبسطة وتتألف من رمال مختلفة في درجة تحببها من ناعم إلى خشن، كما أن الكثبان ترتفع فوق سطح الأرض المحيطة بمسافات تتراوح بين 5 ، 40 متراً . وهي تكون سيوفاً متوازية تأخذ اتجاه شمال – جنوب موازية لاتجاه الرياح السائدة . وتوجد هذه الكثبان إما على هيئة كثبان طولية أو هلالية الشكل، وتتكون أساساً من رمال ناعمة تبلغ نسبة السيليكا بها أكثر من 90% .
- رواسب القشور الملحية أو السبخة
تنقسم هذه الرواسب إلى قسمين هما:
- رواسب السبخات الساحلية ويرجع تكونها إلى مياه البحر التي تغزو المناطق المتاخمة لشاطئ البحر الأبيض أثناء فترات المد فتترك بعض المياه التي تكون قشرة ملحية عند تبخرها.
- رواسب السبخات الداخلية ويرجع تكونها إلى ظهور مستوى المياه الجوفية على السطح وذلك بواسطة عوامل التعرية وتتواجد بمناطق بئر الشب والخارجة والداخلة .
- رواسب البحيرات الحديثة
توجد هذه الرواسب بمنطقة الواحات الخارجة؛ حيث تمتد جنوباً حتى المكس القبلي، وهي عبارة عن رواسب من الغرين يبلغ سمكها أكثر من 10 متراً وتحتوي على بقايا من الأدوات الفخارية والتي يرجع عمرها إلى العصر الروماني.
- الرواسب الشاطئية الجيرية
يقصد بهذه الرواسب تلك التلال الطويلة من صخور الكالكارينيت التي توجد على هيئة أزرع طويلة موازية للساحل الشمالي الغربي. وقد أمكن تمييز هذه الرواسب إلى 5 أذرع يمثل كل ذراع منها مرحلة من مراحل التقدم.
- جيولوجيا الواحات الخارجة والداخلة
تغطي هذه المناطق صخور رسوبية تتدرج في عمرها الجيولوجي من الطباشيري الأعلى وحتى الحقب الرابع، كما تبرز صخور القاعدة على هيئة تلال من الجرانيت والجرانوديوريت في الجزء الجنوبي من منخفض الخارجة بمنطقة جبل أبو بيان جنوب باريس . وتغطي صخور الحجر الرملي النوبي قاع منخفض الخارجة والداخلة .
ويعلو الحجر الرملي النوبي تكوين ضوي وهو الوحدة الصخرية التي تحتوي على طبقات من الفوسفات، والتي تكون ذات قيمة اقتصادية كبيرة بمنطقة هضبة أبو طرطور التي تقع بين الخارجة والداخلة. ويبلغ سمك هذا التكوين بمنطقة أبو طرطور 60 متراً ويتألف من تتابع من طبقات الفوسفات والطفل والحجر الجيري. ويعلو تكوين ضوي قطاع سميك من الطفل الأخضر يعرف بتكوين الداخلة وهو يمثل نهاية العصر الطباشيري والباليوسين الأدنى بالمنطقة.
أما رواسب العصر الباليوسيني فهي تظهر بالمنطقة على هيئة سحنتين صخريتين متداخلتين هما سحنة الغرة – الأربعين وسحنة وادي النيل.
وتتكون سحنة الغرة – الأربعين من وحدتين صخريتين هما تكوين كركر يعلوه تكوين الغرة. وتغطي صخور هذه السحنة الجزء الجنوبي من هضبة الخارجة ، وهضبة أبو طرطور ، ومنطقة قور الملك غرب مدينة موط بالداخلة؛ حيث تتداخل مع سحنة وادي النيل بمناطق جاجا شمال باريس وهضبة اللفية شرق أبو طرطور ، وتنيدة وقور الملك بالواحات الداخلة .
يتألف تكوين كركر من طبقات من الحجر الجيري الشعبي مع تبادلات من الطفلة، ويتراوح سمكه بين 15 ، 50 متراً. أما بمنطقة قور الملك فيتحول هذا القطاع إلى تتابع من الحجر الرملي بسمك 40 م. وتتكون رواسب الغرة من تتابع من الحجر الجيري يتراوح سمكه بين 50 ، 100 متراً وتغطي سطح هضبة باريس وأبو طرطور وقور الملك.
وتتألف سحنة وادي النيل من وحدتين صخريتين يمثلهما طباشير طروان يعلوه تكوين إسنا ، واللذان يظهران بواجهة هضبة الخارجة شمال قرية الجاجا وهضبة اللفية ومنطقة نقب شوشينة شمال غرب الداخلة. ويتألف طباشير طروان من تتابع من الحجر الجيري الطباشيري الأبيض يبلغ سمكه 50 متراً بقطاعه النمطي بجبل طروان بالخارجة. أما تكوين إسنا فهو عبارة عن قطاع سميك من الطفل الأخضر ويبلغ سمكه 120 متراً. وتغطي صخور الأيوسين الأسفل رواسب عصر الباليوسين ، وتنتشر فوق سطح هضبتي الخارجة والداخلة . وتوجد هذه الرواسب على هيئة سحنتين صخريتين تتبعان سحنة الغرة – الأربعين وسحنة وادي النيل.
وتغطي صخور الأيوسين الأسفل غطاءات من الحصي تظهر واضحة فوق هضبة الخارجة ويعتقد أن عمرها الجيولوجي يرجع إلى عصر البليوسين . ويرجح أنها تفتت من الصخور بفعل عوامل التعرية ونقلت بواسطة مياه الأمطار؛ حيث ملأت المنخفضات التي كانت موجودة في ذلك الوقت بسطح الهضبة.، كما أن رواسب الطوفة التي تغطي أجزاء من واجهة هضبتي الخارجة والداخلة يعتقد أنها قد تكونت عند نهاية عصر الباليوسين؛ حيث اتخذت منخفضات الخارجة والداخلة شكلها الحالي.
وتوجد رواسب الحقب الرابع بمنخفضات الخارجة والداخلة وهي تتكون من رواسب بحرية وسبخات ورواسب رياحية. وتغطي رواسب البحيرات جزءاً كبيراً من منخفض الخارجة؛ حيث تمتد من شمال مدينة الخارجة إلى غرب المكس جنوب باريس . ويرجع عمر أقدم هذه الرواسب إلى الباليولشي؛ حيث تحتوي على أدوات صوانية تبين حضارة الإنسان القديم أثناء هذه الفترة، كما أن معظمها يحتوي على أدوات فخارية ترجع إلى العصر الروماني. وتوجد مثل هذه الرواسب أيضاً بمنطقة سهل الزيات بالمنطقة الواقعة بين منخفض الخارجة والداخلة وبمناطق تنيدة وموط والقصر وغرب الموهوب.
ويلاحظ وجود رواسب السبخات على هيئة قشور ملحية تغطي المناطق الواطئة من منخفض الخارجة والداخلة؛ حيث توجد بقرية بولاق بالخارجة ومدينة موط بالداخلة، وهي عبارة عن قشرة ملحية يبلغ سمكها 10 سم.
وتتكون الرواسب الرياحية أساساً من كثبان رملية طولية وهلالية تكون أذرعا تمتد لمسافات كبيرة أهمها أبو محرك الذي يقطع منخفض الخارجة من الشمال إلى أقصى جنوب المنخفض.
- جيولوجيا الفرافرة وأبو منقار
تظهر رواسب الطباشيري العلوي عد أقدام هضبة أبو منقار وتمتد حتى تغطي منخفض الفرافرة. وتوجد هذه الرواسب على هيئة سحنتين صخريتين ، هما سحنة وادي النيل ويمثلها تكوين الداخلة ويغطي هذا التكوين منطقة أبو منقار ويمتد شمالاً حتى منطقة الشيخ مرزوق . في هذه المنطقة يتداخل تكوين الداخلة مع صخور سحنة الفرافرة والتي تتكون أساساً من طباشير يعرف باسم طباشير خام غان ويبلغ سمكه 60 متراً .
ويستمر الاختلاف في السحنات الصخرية في رواسب عصر الباليوسين؛ حيث يتمثل في سحنتي وادي النيل والتي تنقسم إلى طباشير طروان وطفل إسنا. وتغطي هذه الرواسب المناطق الجنوبية من منخفض الفرافرة وتمتد حتى الجزء الجنوبي من واجهة هضبة القس أبو سعيد.، كما يوجد أيضاً بالجزء الجنوبي من واجهة هضبة بئر قروين شرق الفرافرة . وتتداخل صخور سحنة الفرافرة – البحرية مع صخور سحنة وادي النيل؛ حيث يتحول تتابع طباشير طروان وطفل إسنا إلى تتابع سميك من الحجر الجيري يتبع تكوين عبد الله. ويمتد تكوين عبد الله ليغطي سطح الهضبة الواقعة بين منخفض الفرافرة والبحرية والجزء الشمالي من واجهة هضبة بئر قروين. ويبلغ سمك هذا التكوين 100 متر وهو عبارة عن قطاع من الحجر الجيري والحجر الجيري الطباشيري توجد به بعض حفريات النيموليت.
وتعلو صخور عصر الباليوسين صخور الإيوسين التى تتألف من تتابع من الحجر الجيري والمارل الغني بحفريات النيموليت . ويعرف هذا التتابع باسم تكوين الفرافرة. ويغطي سطح هضبتي القس أبو سعيد وبئر قروين . وبالإضافة إلى هذه الرواسب توجد بعض رواسب الحقب الرابع وتتمثل في رواسب الطوفة ورواسب البحيرات والكثبان الرملية.
وتعتبر الفرافرة من الناحية التركيبية حدبة ضخمة تمتد شمالاً حتى مشارف الأجزاء الجنوبية من الواحات البحرية. وجنوباً يضعف أثر هذه الطية في الصخور الطباشيرية التي تشكل الهضاب العليا لمنخفض الواحات الداخلة وأبو منقار . وتعتبر هضبة القس أبو سعيد وهضبة قروين الجناحين الغربي والشرقي لهذه الطية.
طبيعة الأرض
ينحدر سطح الصحراء الغربية انحداراً عاما نحو الشمال من 1000 متر تقريباً فوق سطح البحر عند الحدود السودانية في الجنوب إلى مستوى سطح البحر المتوسط في الشمال ويتدرج هذا الانحدار في سلسلة من الهضاب الشاسعة هي هضبة الجلف الكبير في الجنوب (1000م) ثم الهضبة الجيرية الإيوسينية في الوسط (500م) ثم الهضبة الميوسينية في الشمال (100م).
وتتميز الصحراء الغربية باستواء السطح باستثناء المنخفضات، ويبلغ أقصى ما تصل إليه الصحراء من انخفاض 134 مترا دون سطح البحر في قاع منخفض القطارة . ومن الأشكال البارزة في الصحراء الغربية الياردانجات وهي عبارة عن كدوات طولية ذات جوانب شديدة الانحدار يفصل بينها منخفضات طولية عميقة وتبدو كأمواج صخرية يطلق عليها اسم الخرافيش.
ومن أهم المعالم الناتجة عن الرياح تلك الرواسب الرملية الهائلة التي تتمثل خير تمثيل في بحر الرمال الأعظم وغرد أبو محرك . ويتفرع عن بحر الرمال الأعظم بحيرات رملية منفصلة عن هذا الجسم الهائل من الرمال لعل أبرزها وأكثرها أهمية بحيرة طولية تمتد من منخفض الفرافرة وتغطي نصف
مساحته وتواصل امتدادها نحو الجنوب حتى تكاد تتلاشى قبل أن تصل إلى منخفض الداخلة. أما غرد أبو محرك فهو غرد طولي (سيف) يبدأ من منخفض البحرية حتى منخفض الخارجة لمسافة 350 كم2.
تقع محافظة الوادي الجديد في الجزء الجنوبي الغربي من صحراء مصر الغربية وتشغل نحو 64% من مساحتها، ويوضح سطح الصحراء الغربية عدد كبير من المنخفضات؛ حيث يهوى المنسوب فجأة عدة مئات من الأمتار دون سطح الهضبة. وتتفاوت المنخفضات من حيث الشكل والمساحة والعمق ولكنها قد تشترك في عدد من الخصائص الأخرى . هذه المنخفضات تنتظم موقعياً في نطاقات لعل أهمها النطاق الجنوبي وهو نطاق عرضي يضم منخفضا الخارجة والداخلة والنطاق الشمالي وهو نطاق عرضي أيضاً ويشمل منخفضا القطارة وسيوة. أما النطاق الأوسط وهو نطاق طولي فيتألف من منخفضات البحرية والفرافرة وأبو منقار.
وتتألف الصحراء الغربية – جيولوجياً – من مجموعة من الصخور الرسوبية التي تميل ميلاً عاماً نحو الشمال ، لعل أهمها صخور الحجر الرملي النوبي في الجنوب والصخور الجيرية الكريتاسية والأيوسينية في الوسط والصخور الجيرية الميوسينية في الشمال. وتظهر الحدود الفاصلة بين هذه التكوينات المتباينة على هيئة كويستات تقع عند أقدامها المنخفضات، خاصة عندما تمتد هذه الكويستات من الشرق إلى الغرب مواجه للجنوب كما هو الحال في الكويست العظيمة الامتداد التي تمثل الحافات الشمالية لمنخفضات الخارجة والداخلة وأبو منقار.
التنوع والتركيب الجيولوجي
تقع منطقة الوادي الجديد في نطاق منطقة الرف الثابت Stable shelf والتي صنفت على أنها تتميز بثبات من الناحية التركيبية وعدم تعرضها لتأثير الحركات التكتونية. إلا أن البعض (زغلول وآخرون 1983) قد أوضح أن الثبات شيئ نسبي وأنه يرتبط بعصر جيولوجي بعينه؛ إذ إن تقسيم الصحراء الغربية إلى منطقة الرف الثابت والرف غير الثابت لم يأخذ في الاعتبار عدة عوامل منها:-
أ- مدى سمك القطاع الرسوبي الذي يعلو صخور القاعدة؛ حيث إن السمك الضعيف للقطاع الرسوبي في المناطق الشرقية يوضح تأثر المنطقة الشرقية بالفوالق والطيات (جبل أبو بيان) بنسبة أكبر من المنطقة الغربية (الجلف الكبير).
ب- العمر الجيولوجي.
جـ- تواجد الطفوح البركانية: فتواجد الطفوح البركانية في منطقة النوبة والواحات البحرية يوضح أن المنطقة قد تعرضت لنشاط بركاني خلال العصر الكريتاوي والإيوسين الأسفل بينما كانت مناطق الداخلة والخارجة في هدوء نسبي لعدم تواجد طفوح بركانية بها.
ولقد تأثرت المنطقة بثلاث ظواهر حركية هي الفوالق وحركات التضاغط الجانبية (الطيات) وحركات رفع صخور القاعدة.
أولاً- الفوالق:
تعرضت المنطقة لتأثير مجموعة من الفوالق ذات امتدادات كبيرة في عدة اتجاهات رئيسية أهمها اتجاه شرق – غرب (نظام فالق كلابشة). وهي فوالق ذات رمية رأسية تمتاز بأنها ذات امتدادات كبيرة قد تصل إلى 200 كم. بينما فوالق اتجاه شمال – جنوب فتتميز بأنها ذات امتدادات قصيرة يتراوح طولها ما بين 10 كم – 80 كم، مثال ذلك فالق الخارجة.
وتوجد في منطقة الفرافرة مجموعة من الفوالق أهمها تلك الفوالق التي تأخذ اتجاه شرق – جنوب غرب وهو اتجاه عام موازي لهضبة القس أبو سعيد.
ثانياً- الطيات:
تميز عصر الكريتاوي الأعلى والإيوسين بوجود حركات رافعة (الحركة الألبية) والتي أدت إلى تكوين مجموعة من الطيات المحدبة عظيمة الاتساع والامتداد فيما يطلق عليها نظام طيات القوس السوري. وفي منطقة الفرافرة فإن طية المقفى وعين دالة تمثلان الامتداد الجنوبي الغربي لطيات نظام القوس السوري والتي تحصر بينهما طية القس أبو سعيد المقعرة Syncline. كما تعد منطقة أبو بيان حزام من الطيات الصغيرة المتداخلة فيما يعرف بنظام طرفاوي – أبو بيان والذي أدى إلى ظهور الجرانيت على السطح.
هذا وتتكون المحافظة أيضا من مجموعة من الصخور، هى:
صخور ما قبل الكمبري
تغطي صخور هذا الحقب أجزاء منبسطة من الصحراء الغربية الجنوبية جنوب خط عرض 30 40° ولا تشكل هذه الصخور مرتفعات ذات أهمية طبوغرافية . وتظهر صخور الجرانيت والجرانوديوريت في السهل العظيم الذي يمتد بين جبل العوينات جنوباً وهضبة الجلف الكبير شمالاً . وتمتد هذه الصخور على طول الحدود المصرية الليبية حتى خط عرض 30 23°؛ حيث تغطيها إلى الشمال والشرق صخور رملية رسوبية تنتمي إلى الباليوزوي القديم والمتأخر.
وإلى الغرب من بئر طرفاوي تغطي صخور ما قبل الكمبري منطقة واسعة تصل مساحتها إلى 2500 كم2 ويصل أقصى ارتفاع لهذه الصخور عند جبل الميت؛ حيث ترتفع 280 متر فوق سطح البحر.
وتعتبر صخور الجرانيت والجرانوديوريت أهم الأنواع التي تغطي هذه المنطقة ، والمنطقة التالية ذات الأهمية هي منطقة جبل كامل؛ حيث تنتشر صخور الأرثونيس ببعض المواقع ذات المساحات الصغيرة التي تغطيها صخور السيانيت وإن كان وجود صخور الجرانيت والجرانوديوريت يشكل أيضاً أهمية خاصة في هذه المنطقة وتبلغ المساحة الكلية التي تغطيها صخور ما قبل الكمبري في هذه المنطقة 1000 كم2. كما تنتشر صخور القاعدة الأساسية فيما بين بئر الشب جنوباً حتى مشارف واحة دنقل شمالاً وتمتد شرقاً أسفل هضبة سن الكداب فيما بين أم شاغر غرباً وجبل كلابشة شرقاً على هيئة شريط ضيق تغطيه صخور الجرانيت والجرانوديوريت في مساحة 2000 كم2.
وتجدر الإشارة هنا إلى بعض المواقع ذات الأهمية مثل جبل أبو بيان جنوب الخارجة والذي يشكل مكاشف صخور القاعدة الأساسية الوحيدة الموجودة بالقرب من مناطق العمران بالصحراء الغربية؛ حيث إن أغلب المواقع توجد في مناطق معزولة داخل الصحراء يصعب الوصول إليها.
صخور الباليوزوي
تظهر صخور هذا الحقب بالجزء الجنوبي الغربي من الصحراء الغربية؛ حيث تغطي صخور القاعدة هناك وتمتد شرقا حتى خط طول 00 29° وشمالاً إلى خط عرض 30 23° ، وقد قام عيسوي (1978) بتقسيم صخور هذا الحقب إلى وحدتين:
تتألف الوحدة السفلى من تتابع من الحجر الرملي يبلغ سمكه 25 متراً تتخلله مسطحات السيانيت البورفيري وتفصله عن صخور القاعدة طبقة من الحجر الرملي والكاولين الأبيض والناتج أصلاً عن تعرية صخور الجرانيت.
أما الوحدة العليا فيبلغ سمكها 320 متراً وتتألف من نطاقين ، السفلي وهو عبارة عن تتابع سميك من الحجر الرملي الكتلي والذي يبلغ سمكه 120 متراً يقل إلى الشمال تغطيه صخور النطاق العلوي الذي يتألف من تتابع تبادلي من الحجر الرملي وسدود وقواطع من صخور الفونوليت والتراكيت والميكروسينايت ويبلغ سمكه 200 متراً . هذا وقد أمكن التعرف على بعض بقايا النباتات خاصة بالعينات التي جمعت من طبقات الطفلة بتتابع الوحدة العليا والتي يرجع عمرها إلى الباليوزوي العلوي أو العصر الديفوني. أما الوحدة السفلى فيرجع عمرها إلى فترة ما قبل الديفوني (كامبري- أوردفيشي).
صخور الحقب الأوسط
- العصر الجوري
تغطي رواسب هذا العصر صخور الحقب الجورى أو صخور ما قبل الكمبري ، وتبرز واضحة بالجزء الواقع بين الحدود الليبية وخط طول00 29° شرقاً وتمتد شرقاً من الحد الفاصل مع صخور الباليوزوي وحتى خط عرض 20 24°، كما تقع أسفل تكوين الحجر الرملي النوبي والذي يميزها عنه طبقة من الطفل يبلغ سمكها 10 متر .
- العصر الطباشيري
تعتبر صخور هذا العصر من أكثر الصخور انتشاراً بالصحراء الغربية وتتميز باختلافات بيئية في تركيبها وسحنتها الصخرية، خاصة حين تتبعها من الجنوب إلى الشمال وتنقسم صخور العصر الطباشيري الظاهرة على السطح إلى:
صخور ما قبل تكوين الحجر الرملي النوبي الفتاتية.
صخور ما قبل تكوين الحجر الرملي غير الفتاتية.
الحجر الرملي النوبي .
الصخور الحاملة لرواسب الفوسفات.
صخور الطباشيري العلوي.
صخور عصر السينوزوي
- صخور عصر الباليوسين
تغطي هذه الصخور الجزء الأكبر من واجهة وسطح غرب النيل والخارجة والداخلة والفرافرة .
- صخور عصر الإيوسين
تنتشر صخور هذا العصر فيما بين الحدود الليبية غرباً والنيل شرقاً . وخط عرض 00 29° شمالاً وحتى قرب الحدود المصرية السودانية جنوباً. وتغطي صخور الإيوسين سطح الصحراء الغربية في هذه المناطق مكونة هضاب عظيمة الاتساع والانبساط وقد تمتد لمئات الكيلومترات ونادراً ما يعلوها صخور أحدث عمراً.
- صخور عصر الأوليجوسين
تتألف صخور هذا العصر من ثلاث وحدات صخرية متميزة تغطي مناطق متفرقة من الصحراء الغربية وتعرف هذه الوحدات بتكوين رضوان وتكوين قطراني وتكوين حصى المنيا.
- صخور عصر الميوسين
تغطي رواسب عصر الميوسين الأجزاء الشمالية الساحلية من الصحراء الغربية وهي تتبع فترتي الميوسين الأسفل والأوسط.
- صخور عصر البليوسين
توجد رواسب البليوسين على هيئة نوعين من الصخور والرواسب البحرية المنشأ والرواسب القارية.
صخور الحقب الرابع
تغطي صخور هذا الحقب مساحات شاسعة من الصحراء الغربية ويمكن تقسيمها إلى ما يلي حسب الفترات الزمنية التي يعتقد أنها تكونت أثنائها.
فترة ما قبل الأشيلي ( أكثر من 200 ألف سنة ق.م ).
فترة الأشيلي ( أكثر من 100 ألف سنة ق.م ).
فترة الموستيري – الماطري ( من 100 ألف إلى 35 ألف سنة ق.م ).
فترة النيوليثي ( أكثر من 2000 سنة ق.م ).
أما رواسب الحقب الرابع والتي لا يمكن تحديد عمرها الجيولوجي بدقة فتنقسم إلى الوحدات التالية من الأحدث إلى الأقدم:
- الكثبان والمسطحات الرملية
تعتبر هذه الرواسب الرياحية من أكثر رواسب الحقب الرابع انتشاراً بالصحراء الغربية . فهي توجد على هيئة كثبان رملية تمتد مسافات كبيرة من شمال إلى جنوب الصحراء ، وأهمها كثبان بحر الرمال الأعظم وكثبان أبو محرك ، أما المسطحات الرملية فهي تغطي معظم المنطقة الجنوبية الغربية؛ حيث تكون سهولاً منبسطة وتتألف من رمال مختلفة في درجة تحببها من ناعم إلى خشن، كما أن الكثبان ترتفع فوق سطح الأرض المحيطة بمسافات تتراوح بين 5 ، 40 متراً . وهي تكون سيوفاً متوازية تأخذ اتجاه شمال – جنوب موازية لاتجاه الرياح السائدة . وتوجد هذه الكثبان إما على هيئة كثبان طولية أو هلالية الشكل، وتتكون أساساً من رمال ناعمة تبلغ نسبة السيليكا بها أكثر من 90% .
- رواسب القشور الملحية أو السبخة
تنقسم هذه الرواسب إلى قسمين هما:
- رواسب السبخات الساحلية ويرجع تكونها إلى مياه البحر التي تغزو المناطق المتاخمة لشاطئ البحر الأبيض أثناء فترات المد فتترك بعض المياه التي تكون قشرة ملحية عند تبخرها.
- رواسب السبخات الداخلية ويرجع تكونها إلى ظهور مستوى المياه الجوفية على السطح وذلك بواسطة عوامل التعرية وتتواجد بمناطق بئر الشب والخارجة والداخلة .
- رواسب البحيرات الحديثة
توجد هذه الرواسب بمنطقة الواحات الخارجة؛ حيث تمتد جنوباً حتى المكس القبلي، وهي عبارة عن رواسب من الغرين يبلغ سمكها أكثر من 10 متراً وتحتوي على بقايا من الأدوات الفخارية والتي يرجع عمرها إلى العصر الروماني.
- الرواسب الشاطئية الجيرية
يقصد بهذه الرواسب تلك التلال الطويلة من صخور الكالكارينيت التي توجد على هيئة أزرع طويلة موازية للساحل الشمالي الغربي. وقد أمكن تمييز هذه الرواسب إلى 5 أذرع يمثل كل ذراع منها مرحلة من مراحل التقدم.
- جيولوجيا الواحات الخارجة والداخلة
تغطي هذه المناطق صخور رسوبية تتدرج في عمرها الجيولوجي من الطباشيري الأعلى وحتى الحقب الرابع، كما تبرز صخور القاعدة على هيئة تلال من الجرانيت والجرانوديوريت في الجزء الجنوبي من منخفض الخارجة بمنطقة جبل أبو بيان جنوب باريس . وتغطي صخور الحجر الرملي النوبي قاع منخفض الخارجة والداخلة .
ويعلو الحجر الرملي النوبي تكوين ضوي وهو الوحدة الصخرية التي تحتوي على طبقات من الفوسفات، والتي تكون ذات قيمة اقتصادية كبيرة بمنطقة هضبة أبو طرطور التي تقع بين الخارجة والداخلة. ويبلغ سمك هذا التكوين بمنطقة أبو طرطور 60 متراً ويتألف من تتابع من طبقات الفوسفات والطفل والحجر الجيري. ويعلو تكوين ضوي قطاع سميك من الطفل الأخضر يعرف بتكوين الداخلة وهو يمثل نهاية العصر الطباشيري والباليوسين الأدنى بالمنطقة.
أما رواسب العصر الباليوسيني فهي تظهر بالمنطقة على هيئة سحنتين صخريتين متداخلتين هما سحنة الغرة – الأربعين وسحنة وادي النيل.
وتتكون سحنة الغرة – الأربعين من وحدتين صخريتين هما تكوين كركر يعلوه تكوين الغرة. وتغطي صخور هذه السحنة الجزء الجنوبي من هضبة الخارجة ، وهضبة أبو طرطور ، ومنطقة قور الملك غرب مدينة موط بالداخلة؛ حيث تتداخل مع سحنة وادي النيل بمناطق جاجا شمال باريس وهضبة اللفية شرق أبو طرطور ، وتنيدة وقور الملك بالواحات الداخلة .
يتألف تكوين كركر من طبقات من الحجر الجيري الشعبي مع تبادلات من الطفلة، ويتراوح سمكه بين 15 ، 50 متراً. أما بمنطقة قور الملك فيتحول هذا القطاع إلى تتابع من الحجر الرملي بسمك 40 م. وتتكون رواسب الغرة من تتابع من الحجر الجيري يتراوح سمكه بين 50 ، 100 متراً وتغطي سطح هضبة باريس وأبو طرطور وقور الملك.
وتتألف سحنة وادي النيل من وحدتين صخريتين يمثلهما طباشير طروان يعلوه تكوين إسنا ، واللذان يظهران بواجهة هضبة الخارجة شمال قرية الجاجا وهضبة اللفية ومنطقة نقب شوشينة شمال غرب الداخلة. ويتألف طباشير طروان من تتابع من الحجر الجيري الطباشيري الأبيض يبلغ سمكه 50 متراً بقطاعه النمطي بجبل طروان بالخارجة. أما تكوين إسنا فهو عبارة عن قطاع سميك من الطفل الأخضر ويبلغ سمكه 120 متراً. وتغطي صخور الأيوسين الأسفل رواسب عصر الباليوسين ، وتنتشر فوق سطح هضبتي الخارجة والداخلة . وتوجد هذه الرواسب على هيئة سحنتين صخريتين تتبعان سحنة الغرة – الأربعين وسحنة وادي النيل.
وتغطي صخور الأيوسين الأسفل غطاءات من الحصي تظهر واضحة فوق هضبة الخارجة ويعتقد أن عمرها الجيولوجي يرجع إلى عصر البليوسين . ويرجح أنها تفتت من الصخور بفعل عوامل التعرية ونقلت بواسطة مياه الأمطار؛ حيث ملأت المنخفضات التي كانت موجودة في ذلك الوقت بسطح الهضبة.، كما أن رواسب الطوفة التي تغطي أجزاء من واجهة هضبتي الخارجة والداخلة يعتقد أنها قد تكونت عند نهاية عصر الباليوسين؛ حيث اتخذت منخفضات الخارجة والداخلة شكلها الحالي.
وتوجد رواسب الحقب الرابع بمنخفضات الخارجة والداخلة وهي تتكون من رواسب بحرية وسبخات ورواسب رياحية. وتغطي رواسب البحيرات جزءاً كبيراً من منخفض الخارجة؛ حيث تمتد من شمال مدينة الخارجة إلى غرب المكس جنوب باريس . ويرجع عمر أقدم هذه الرواسب إلى الباليولشي؛ حيث تحتوي على أدوات صوانية تبين حضارة الإنسان القديم أثناء هذه الفترة، كما أن معظمها يحتوي على أدوات فخارية ترجع إلى العصر الروماني. وتوجد مثل هذه الرواسب أيضاً بمنطقة سهل الزيات بالمنطقة الواقعة بين منخفض الخارجة والداخلة وبمناطق تنيدة وموط والقصر وغرب الموهوب.
ويلاحظ وجود رواسب السبخات على هيئة قشور ملحية تغطي المناطق الواطئة من منخفض الخارجة والداخلة؛ حيث توجد بقرية بولاق بالخارجة ومدينة موط بالداخلة، وهي عبارة عن قشرة ملحية يبلغ سمكها 10 سم.
وتتكون الرواسب الرياحية أساساً من كثبان رملية طولية وهلالية تكون أذرعا تمتد لمسافات كبيرة أهمها أبو محرك الذي يقطع منخفض الخارجة من الشمال إلى أقصى جنوب المنخفض.
- جيولوجيا الفرافرة وأبو منقار
تظهر رواسب الطباشيري العلوي عد أقدام هضبة أبو منقار وتمتد حتى تغطي منخفض الفرافرة. وتوجد هذه الرواسب على هيئة سحنتين صخريتين ، هما سحنة وادي النيل ويمثلها تكوين الداخلة ويغطي هذا التكوين منطقة أبو منقار ويمتد شمالاً حتى منطقة الشيخ مرزوق . في هذه المنطقة يتداخل تكوين الداخلة مع صخور سحنة الفرافرة والتي تتكون أساساً من طباشير يعرف باسم طباشير خام غان ويبلغ سمكه 60 متراً .
ويستمر الاختلاف في السحنات الصخرية في رواسب عصر الباليوسين؛ حيث يتمثل في سحنتي وادي النيل والتي تنقسم إلى طباشير طروان وطفل إسنا. وتغطي هذه الرواسب المناطق الجنوبية من منخفض الفرافرة وتمتد حتى الجزء الجنوبي من واجهة هضبة القس أبو سعيد.، كما يوجد أيضاً بالجزء الجنوبي من واجهة هضبة بئر قروين شرق الفرافرة . وتتداخل صخور سحنة الفرافرة – البحرية مع صخور سحنة وادي النيل؛ حيث يتحول تتابع طباشير طروان وطفل إسنا إلى تتابع سميك من الحجر الجيري يتبع تكوين عبد الله. ويمتد تكوين عبد الله ليغطي سطح الهضبة الواقعة بين منخفض الفرافرة والبحرية والجزء الشمالي من واجهة هضبة بئر قروين. ويبلغ سمك هذا التكوين 100 متر وهو عبارة عن قطاع من الحجر الجيري والحجر الجيري الطباشيري توجد به بعض حفريات النيموليت.
وتعلو صخور عصر الباليوسين صخور الإيوسين التى تتألف من تتابع من الحجر الجيري والمارل الغني بحفريات النيموليت . ويعرف هذا التتابع باسم تكوين الفرافرة. ويغطي سطح هضبتي القس أبو سعيد وبئر قروين . وبالإضافة إلى هذه الرواسب توجد بعض رواسب الحقب الرابع وتتمثل في رواسب الطوفة ورواسب البحيرات والكثبان الرملية.
وتعتبر الفرافرة من الناحية التركيبية حدبة ضخمة تمتد شمالاً حتى مشارف الأجزاء الجنوبية من الواحات البحرية. وجنوباً يضعف أثر هذه الطية في الصخور الطباشيرية التي تشكل الهضاب العليا لمنخفض الواحات الداخلة وأبو منقار . وتعتبر هضبة القس أبو سعيد وهضبة قروين الجناحين الغربي والشرقي لهذه الطية.
طبيعة الأرض
ينحدر سطح الصحراء الغربية انحداراً عاما نحو الشمال من 1000 متر تقريباً فوق سطح البحر عند الحدود السودانية في الجنوب إلى مستوى سطح البحر المتوسط في الشمال ويتدرج هذا الانحدار في سلسلة من الهضاب الشاسعة هي هضبة الجلف الكبير في الجنوب (1000م) ثم الهضبة الجيرية الإيوسينية في الوسط (500م) ثم الهضبة الميوسينية في الشمال (100م).
وتتميز الصحراء الغربية باستواء السطح باستثناء المنخفضات، ويبلغ أقصى ما تصل إليه الصحراء من انخفاض 134 مترا دون سطح البحر في قاع منخفض القطارة . ومن الأشكال البارزة في الصحراء الغربية الياردانجات وهي عبارة عن كدوات طولية ذات جوانب شديدة الانحدار يفصل بينها منخفضات طولية عميقة وتبدو كأمواج صخرية يطلق عليها اسم الخرافيش.
ومن أهم المعالم الناتجة عن الرياح تلك الرواسب الرملية الهائلة التي تتمثل خير تمثيل في بحر الرمال الأعظم وغرد أبو محرك . ويتفرع عن بحر الرمال الأعظم بحيرات رملية منفصلة عن هذا الجسم الهائل من الرمال لعل أبرزها وأكثرها أهمية بحيرة طولية تمتد من منخفض الفرافرة وتغطي نصف
مساحته وتواصل امتدادها نحو الجنوب حتى تكاد تتلاشى قبل أن تصل إلى منخفض الداخلة. أما غرد أبو محرك فهو غرد طولي (سيف) يبدأ من منخفض البحرية حتى منخفض الخارجة لمسافة 350 كم2.