بسم الله نبدأ حلقة جديدة
من
سلسلة الحمد لله
كنا قد انهينا آخر الحلقات و قد عرفنا أن الله حمد نفسه فى القرآن
و أمر عباده أن يحمدوه
فما هو فضل هذا الذكر العظيم ؟
هذا هو عنوان حلقتنا
فضائل " الحمد لله "
لهذه الكلمة فضل عظيم فمن فضلها أن سميت فاتحة الكتاب بسورة الحمد
و تبدأ السورة بعد بسم الله الرحمن الرحيم
بالثناء على الله عز و جل " الحمد لله رب العالمين "
و إن العبد إذا قرأ بها و حمد ربه فى صلاته يقول الله عز و جل :
" حمدنى عبدى "
كما فى صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه و سلم
ومن فضائلها: أنها أفضل الدعاء
فقد قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : «أفضل الدعاء الحمد لله» [رواه ابن ماجة].
وإنما كان التحميد دعاء لأن الإنسان يرجو به ما يرجو بالسؤال من رضاء الله والجنة، يصدق ذلك قول أمية: أأذكر حاجتي أم قد كفاني حياؤك إن شيمتك الحيـاء
إذا أثنى عليك العبد يومـاً كفاه من تعرضــه الثناء
والحمد لله خير الكلام وأحبه إلى الله:
فعند مسلم: «إن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده».
وله عن سمرة:«أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، لا يضرك بأيِّهن بدأت».
وكثيراً ما يقرن التسبيح مع التحميد، كما قال العزيز المجيد:
{سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين} [الصافات 180- 182].
وذلك لأن الحمد ثناء، ويكون الثناء على أكمل وجه إذا اقترن بالتنزيه، والتسبيح تنزيه لله، فمعنى قولك: سبحان الله: تنزه الله وتقدس على كل نقص.
وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ».
والتحميد سبب لمغفرة الذنوب:
ففي الصحيحين: «إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا : هلموا إلى حاجتكم . قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ، قال : فيسألهم ربهم ، وهو أعلم منهم ، ما يقول عبادي ؟ قال : تقول : يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك ، قال : فيقول : هل رأوني ؟ قال : فيقولون : لا والله ما رأوك ، قال : فيقول : وكيف لو رأوني ؟ قال : يقولون : لو رأوك كانوا أشد لك عبادة ، وأشد لك تمجيدا وأكثر لك تسبيحا ، قال : يقول : فما يسألونني ؟ قال : يسألونك الجنة ، قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ، قال : يقول : فكيف لو أنهم رأوها ؟ قال : يقولون : لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا ، وأشد لها طلبا ، وأعظم فيها رغبة ، قال : فمم يتعوذون ؟ قال : يقولون : من النار ، قال : يقول : وهل رأوها ؟ قال : يقولون : لا والله يا رب ما رأوها ، قال : يقول : فكيف لو رأوها ؟ قال : يقولون : لو رأوها كانوا أشد منها فرارا ، وأشد لها مخافة ، قال : فيقول : فأشهدكم أني قد غفرت لهم . قال : يقول ملك من الملائكة : فيهم فلان ليس منهم ، إنما جاء لحاجة . قال : هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ».
وسبب لدخول الجنة:
فعند الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلَامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ».
وقيعان: مستوية.
ومن غرس له في الجنة غرس لابد أن يبلغه.
و بهذه الكلمات نختم هذه الحلقة
اتمنى ن تنال اعجابكم و تستمتعوا بها
جزاكم الله خيرا على تفاعلكم و ردودكم
و ثقل به موازين حسناتكم
انتظروا الحلقة القادمة لنتكلم عن مواطن يتأكد فيها حمد الله عز و جل
الحمد لله .. الحمد لله .. الحمد لله