هذه الدراسة التى نحن بصددها تعنى وتهدف إلى التعرف على طبيعة الهرمونات النباتية ومنظمات النمو المماثلة صناعيا وكذا كيفية عملها وتأثيراتها الفسيولوجية منذ النشأة وحتى التحلل داخل النسيج النباتي بالرغم من انه لازال هناك كثير من الجدل والاجتهاد فى تفسير نتائج الأبحاث الخاصة بهذا الموضوع ويرجع ذلك إلى
عدم انسجام نتائج الأبحاث دائما وفق ما استو ى عليه الأمر من فهم لمظاهر النشاط الفسيولوجي أو النمو النباتي الظاهري .
وبدراسة هذا الجانب يلزم التعرف على العوامل التى تتحكم فى طبيعة النمو للنبات وتلك تدخل ضمن العوامل المؤثرة على نشاطات الهرمونات كيميائيا وفسيولوجيا , على سبيل المثال إذا كان للعوامل الوراثية تأثيرها على نوع معين من النشاط لنوع معين من الهرمونات النباتية أكثر من الآخر فى مرحلة خاصة من مراحل النمو بالنبات ويدخل هذا تحت إطار الدراسات الكيماوية والفسيولوجية ومعها الهندسة الوراثية فى النبات وأيضا لعوامل البيئة سواء من تغذية وماء وتربة والمناخ بكل صوره حيث الحرارة ارتفاعا وانخفاضا عن المعدل وكذا الضوء بين أوقات اليوم المختلفة وكذا بين فصول السنة فلكل هذه العوامل وغيرها تأثيرات على نشاط الهرمونات النباتية فى الظروف العادية للمستويات المختلفة منها أو حين تتغاير مستويات بعضها عن الأخرى .
وعلى وجه العموم تعتبر دراسة النمو ومنظماته من أكثر المجالات طرقا للبحث فى عصرنا الحاضر وبتقدم هذا النوع من البحث تتقدم أساليب الزراعة والإنتاج عامة . من هذا المنطلق فان دراسة الهرمونات النباتية ومنظمات النمو طبيعة كانت أو صناعية وإخضاعها وفقا لنشاطها النوعي للاستعمال مع الحاصلات البستانية كان من الضرورة حتى يتبين لنا كيف نسهم فى تحسين النباتات وإنتاجيتها .
إن كل من درس علوم النبات يلاحظ تغيرات تطرأ على النباتات خلا دورة وفترات النمو بدأ من البذرة الساكنة وما تلاها . فالإنبات حين تتوافر له شروطه ثم النمو الخضري فالزهري فالثمرى فالشيخوخة .إذا كان حوليا أو السكون إذا كان عشبيا أو اكبر من ذلك ثم معاودة دورة نمو أخرى جديدة مع موسم جديد إذا كان مستديم الخضرة أو تتساقط أوراقه فى حالة المتساقطات .
ومن الطريف أننا ننظر إلى هذه التغيرات وكأنها شيء طبيعي يحدث دون جهد منا غير مستحق للدراسة وتقدمت الملاحظات والدراسات البحثية وتطورت بقدر كبير خاصة فى العالم المتقدم علميا وله الإمكانيات التكنولوجية لذلك فكشف عن العجيب من دقة القدرة الإلهية فى ما خلق وجعل من نواميس كائنة .وما نحن سوى دارسين فى واقع يحيط بنا نرى آيات الله فى الأفاق فندرك ما استطعنا ويرجأ ما لا نستطيعه إلى أجيال تأتى بعدنا فيكشف الله لهم النقاب عن بعضها وهكذا يؤتى الله فضله على عباده .
ونستطيع القول بان التغيرات فى مظاهر نمو النمو وفسيولوجيا نشاطه إنما تعبر عن الجانب البيولوجى وما يتحكم فيه من عدة عوامل للنمو والتطور . ومن هذه مما يتأثر بباقي العوامل ويؤثر فيها الهرمونات النباتية المنظمة للنمو سواء كانت طبيعة تنشأ داخل أنسجة النبات أم صناعية من تركيبات كيماوية ثم تضاف على النبات وتؤتى نتائجها التى نلاحظها ونسجلها , وعليه يجب علينا عرض لما يحدث للنبات بإيجاز خلال النمو .
وفى هذا البحث سوف نتعرض بعون الله إلى دراسة منظمات النمو الصناعية وتأثيراتها المختلفة على النبات.
الاوكسينات الصناعية
The synthetic auxins
بمجرد عزل واكتشاف صفات جزيء الاوكسين اهتم العلماء بالبحث عن مركبات
تشبه كيميائيا أندول حمض الخليك(IAA) وبحيث يتكون لها نفس تأثيره الفسيولوجي , وقد أمكن التوصل إلى بعض مشتقات الأندول مثل:
أندول حمض البيروفيك Indole pyruvic acid
أندول حمض البيوتريك Indole butyric acid
أندول حمض البروبيونيك Indole piopionic acid
وجميعها لها نفس النشاط الفسيولوجي الخاص الاوكسين .
كما اكتشف مركبات أخرى لها نفس النشاط الفسيولوجي ولكن تختلف كيميائيا عن IAA ومن أهمها
Phenoxyacetic acid, phenylecetic acid
Naphthoxy acitic acid, 2.4 –dichlorophenoxy acetic acid (2.4-D)
Naphthalene acetic acid and naphthalene acetamide.
وأهم التطبيقات العلمية لهذه المركبات
1- تكوين الجذور على العقل :
بعد أن تأكد من البحث والتجارب إن معاملة عقل بعض النباتات ببعض الهرمونات يشجع تكوين الجذور عليها تنبه أصحاب المشاتل وحدائق الفاكهة إلى استعمال المركبات الصناعية للاوكسينات لتشجيع تكوين الجذور على العقل التى لا تكونها بسهولة إذا استعملت الطرق العادية .
ويوجد فى الأسواق كثير من المستحضرات التجارية التى تستعمل لهذا الغرض بعض هذه المستحضرات عبارة عن محاليل كحولية للاوكسينات الصناعية . وهذه تخفف بالماء قبل استعمالها وفى البعض الآخر يستعمل الاوكسين بعد مزجه بالانولين أو مسحوق التلك الجاف . وأهم هذه المركبات المستخدمة هى:
Indole butyric acid
Naphthalene acetic acid
Naphthalene acetiamide
وتستخدم هذه المركبات إما بمفردها أو فى مخلوط مع بعضها ويتوقف ذلك على الأنواع المختلفة .
ويجدر بنا أن نشير هنا إلى معاملة العقل الاوكسين ليس معناه ضرورة تكوين جذور عليها وذلك لان الاوكسين ما هو إلا أحد العوامل الكثيرة التى قد تؤثر على تكوين الجذور من هذه العوامل عمر النبات الذي تؤخذ منه العقل , أو كمية المواد الكربوهيدراتية والبروتينية المخزنة فيها , بالإضافة إلى ذلك توجد مواد أخرى تساعد على النمو ومنها فيتامين ب الذي قد يكون غائبا فى بعض الأحيان .
2- تكوين الثمار العقيمة (اللابذرية) Parthenocarpy
3- بعد معرفة أهمية الاوكسين فى تكوين الثمار اللابذرية تمكن العلماء من الحصول على الثمار العديمة البذور صناعيا بوضع الاوكسين على المبيض أو القلم أو الميسم – بعد ذلك
ثبت نجاح المركبات الآتية:
Indole butyic acid, indol propionic acid and phenylacetic acid
فإذا مزجت احدي هذه المركبات بالانولينianoline ودهن بها قلم أو الميسم نتج عن ذلك نمو ثمار ناضجة خالية من البذور. ومن أمثلة النباتات التي نجحت معاملتها بتلك المواد: الطماطم، الفلفل، الباذنجان وغيرها.
ويلاحظ عند معاملة النباتات بالهرمونات علي نطاق واسع أن تضاف للنباتات إما عن طريق الرش أو التعفير أو تبخيرها بالهواء المحيط بالنباتات كما هو متبع عادة في الصوب الزجاجية.
ويستفاد من تأثير بعض المركبات الهرمونية في تكوين الثمار العقيمة في بعض النواحي العملية فمثلا من الملاحظ أن زراعة الطماطم في الصوب الزجاجية وخصوصا في مثل هذه الحالة بمعاملة النباتات بالمركبات الهرمونية فيؤدي إلي إنتاج ثمار أفضل تتميز بكبر حجمها وخلوها من البذور.