معلومة ع الســـــريـــع ...... كل يوم معلومة جديدة ...

معلومة النهاردة:
عمي الأنهار





عمى الأنهار

هو لعنة وسط و غرب أفريقيا .. حيث تلدغك ذبابة صغيرة فتصيبك بعدوى دودة صغيرة بدورها، اسمها (أونكوسيركا) ..

و سرعان ما يلتهب جلدك و تصاب بالحكاك .. ثم يصير مبرشقا كجلد الفهد مصابا بالبقع
و الانتفاخات..



الجميل في الموضوع هو ان الدودة لا تترك عينيك و شأنهما إذ سرعان ما تجد طريقها الى هناك، و تبدأ عملية تخريب نشطة للشبكية و القرنية ..
و يكون العمى هو نهاية المطاف

..

و لهذا يسمون المرض باسم (عمى الأنهار)

و هناك قبائل بأكملها قد كف بصرها ، لمجرد قربها من الأنهار التي تترعرع فيها تلك الذبابة الشريرة
..

ويوجد هذا الداء بصورة مخففة في (اليمن) و يحمل اسم (السودة)
، كما أنه موجود في أمريكا الجنوبية) و يسمونه (إريثيما دي لاكوستا)

تقع دودة (أونكو سيركا فولفيولاس) في ستة و ثلاثين بلدا في العالم ، منها اليمن و أمريكا الوسطى، لكن 80% منها يوجد في أفريقيا، في منطقة تمتد من غابات الأمطارحنوبا الى غابات السافانا)شمالا..

إن الدودة خطرة بحق .. بل هي من أهم أسباب العمى في العالم ؛ لكنها
لا تنتقل دون عائل وسيط أم (ناقلة) .. والناقلة في حالتنا هذه هي الذبابة السوداء
المسماة (سيموليام دامنوسام) و هو اسم لاتيني يوحي بالشر في مقطعه الثاني ..

تعيش الذبابة قرب الأنهار السريعة حيث تضع بيضها و هذا ما جعل المرض بحق يدعى (عمى الأنهار)..

إن للدودة دورة حياة مملة حقا من تلك التي تملأ كتب التاريخ الطبيعي المدرسية ،


لكن فهم دورة الحياة هذه و مدتها عشرة أعوام في الغالب - أمر لا مفر منه كي تعرف كيف و أين تقاومها ..

تعيش الدودة - ذكرا أو أنثى - تحت الجلد .. ثم تضع الأنثي تلك الديدان الوليدة اللطيفة ، التي نسميها بال(ميكروفيلاريا)، التي سرعان ما تمتصها الذبابة (سيموليام) لتعيش في أحشائها .. بعد هذا تنقلها من جديد إلى انسان سليم .. و سرعان ما تنمو في جسده خلال عام في الأغلب، و لا تكف عن التنقل كأنما تمارس عملا مقدشا..و تضطر الدودة البالغة إلى أن تتوقف قليلا عندما تجد شطحا عظميا، مما يجعل أنسجة الجسم تحاصرها بطبقة ليفية، هي العقد المميزة لهذا الوباء الوبيل ..

تسبب ال (ميكروفيلاريا) في أثناء رحلتها الطويلة حكاكا مريعا في الجلد ، وبرغم هذا يبدو الجلد يليما يحير الأطباء ..


وفي بعض الحالات يحرم المريض النوم، إلى حد أنه سبب العديد من حالات الانتحار..

و يزداد سمك الجلد مع الوقت، و يغدو مجعدا شبيها بجلد الشيوخ، و تظهر عليه تلك البقع التي تذكرك بجلد الفهود، و في بعض الحالات يغدو من أعسر الأمور أن تميز المرض عن الجذام..