قد بلغ السيل الزبى !!!
ها هو (خالد الجندي) يظهر على شاشة قناة المحور يرفع ذراعيه إلى السماء و هو يدعو الله مبتهلا :
"اللهم ثبت أقدامهم ، و أرفع من شأنهم ، و أربط على قلوبهم "
الدعاء ليس لمجاهدي غزة أو أفغانستان ...
هذا الدعاء كان للمنتخب القومي المصري ، و ليت الشيخ الجليل يفتينا في أمر اللاعب الجزائري الذي قد تسول له نفسه الأمارة بالسوء أن
يحرز هدفا في الشباك المصرية ، أهو في نار جهنم مخلد فيها و لا يقبل الله له توبة ؟
و ماذا عن أمر اللاعب المصري الذي قد يضيع هدفا ، أيدخل ذلك في تضييع الأمانة ؟
عجبا لذلك الإعلام الذي يستنكر إقحام الدين "فيما ليس له" - كما يزعمون - ثم ، و بكل تبجح يتلاعب بالدين و العقيدة ليشكلها من أجل مباراة كرة .
ما أكثر الشعارات التي نسمعها عن تفعيل البحث العلمي و ضرورة الإسراع في التنمية !!!
و ما أكثر ترديدها على ألسنة بعض التيارات الفكرية الليبرالية و اليسارية عندما يستفزها دخول الخلاء بالقدم اليسرى أو الأكل باليد اليمنى أو الحديث عن الحجاب أو اللحية !!!
مع أن اليابان قد بلغت قمم الإنتاج الحضاري دون التخلي عن الأكل بالعصي أو ارتداء الكيمونو ، بيد ان الفرق بيننا و بين اليابانيين أننا نتلمس الاقتداء بكتاب الله و التأسي بسنة رسوله (صلى الله عليه و آله و سلم) ،
و هم يمضون على عادات و تقاليد شبوا عليها .
و لكن - في ظل أجواء الحرب التي صنعتها مباراة يوم القيامة - عندما نرى هذه الهمجية السلوكية و هذا الخواء العقلي و هذا الإعلام الموجه من الجبهتين المصرية و الجزائرية و ما صنعه من مسخ لعقول المصريين و الجزائريين فإننا لا نسمع ذلك الكلام عن الأخذ بأسباب التقدم و المدنية ، بالعكس فإن مطلقي تلك الشعارات نجدهم منخرطين في طقوس التجييش و التحشيد و قالوا بأن هذه هي الوطنية ... هذا هو الولاء للوطن !!!
ربما لأنهم يجدون فيما يفعلون وسيلة لصرف الأنظار عن عدو حقيقي عجزوا عن الوقوف أمامه و تعاملوا معه بمازوخية مقرفة إلى عدو آخر وهمي يشبع لديهم نزعات السادية و السيادية .
و تبدأ موجات المتاجرة بحب مصر و الهيام بمصر تضرب الآذان و نسمات العشق و الهيام بالجزائر و أرض الجزائر تداعب الخصيلات في صورة أغاني يشدو بها المتهربون من التجنيد و أشباه الرجال و الراقصات و لا بأس من تفخيم أنغامهم القزمة بمفردات و مشاهد عن جنود أكتوبر و ثوار الجزائر ،
و لا بأس أن تقحم شركات البسكويت و الشوكولاتة و المياه الغازية أنفسها في الحرب المقدسة لزوم الاسترزاق و النصب فنجد فرع الشركة المصري يؤكد أنه قلبا و قالبا مع مصر في مواجهتها المرتقبة بينما الفرع الجزائري لنفس الشركة يصر على انه لا خيار إلا الانتصار و التأهل مع أن الشركة الأم يقع مقرها في سويسرا أو الولايات المتحدة !!!
و يسارع تجار الأقمشة إلى صبغ فائض أقمشتهم بألوان الأحمر و الأبيض و الأسود ليبيعونها في شوارع القاهرة و بالأبيض و الأحمر و الأخضر للبيع في شوارع الجزائر " رزق الهبل على المجانين " ... العجيب أن الشباب الذين يشترون الأعلام إما يغرقون في القوارب المتجهة إلى إيطاليا أو يعانون المطاردات في ضواحي باريس !!!
و كما يقول المثل : "الجنازة حارة و الميت كلب" فإن الميت المتنافس عليه ليس أكثر من الدور الأول في بطولة كأس العالم ، حيث يسحق العمالقة الأقزام سحقا .
لا أعرف ، هل إن اعترفت بتلك الكلمات التي سأقولها الآن أكون في عداد المجانين أم الخونة ؟؟؟
" أنا لا تهمني مباراة الرابع عشر من نوفمبر ، و لا أظن أن نتيجتها ستحزنني إن لم تفرحني "
فالذي جعلني أشعر بالحرقة و الحزن و الكآبة فعلا هو صدور التصنيف ل ... أفضل 500 جامعة في العالم لعام 2009
للأسف لم أجد فيه جامعة مصرية واحدة ... خلا التقرير من أي جامعات مصرية أو جزائرية أو عربية إلا جامعة الملك سعود بالسعودية (المركز 402) ...
تصبحي على خير يا أمة تستحق الفقر و الذلة جزاء بما كسبت أنفسكم !!!
===============================
أترككم مع الفنان / أحمد مكي