كان هناك مجموعة من الأسود تعيش على بقعة ارض رائعة مليئة بالخضار والأزهار ويحدها بحر رائع وكان هذه الأسود تتعامل مع بقية اخوتها بالمحبة والصفاء وكانت تعطي الحرية بالرأي والانتقاد لجميع الأفراد الذين يعيشون على تلك البقعة.
وعندما كان هناك خطرا يهدد تلك البقعة من الغربان أو الفيلة أو أي من الأعداء الذين يتربصون بهم كانت الأسود مع بقية أفراد الأسرة والمجتمع القائم بتلك البقعة يتصدون لذلك العدوان ويدفعون أرواحهم للدفاع عن أرضهم وصغارهم وعائلاتهم.
وعندما فشلت كل محاولات الغزاة بضرب وحدتهم ومجتمعهم المتماسك قررت تلك العصابة إرسال قرد على شكل انه مصاب ويعاني من الأمرين من تلك العصابات وحملته أربع أوامر عليه تنفيذها بحذافيرها......
1-أن يتمسكن حتى يتمكن وان يكون محبوبا لدى الجميع وكلمته مصدقة وعليه دوما مهاجمة العصابة كي يحظى باحترام الجميع بما فيهم الأسود.
2-عليه في المرحلة الثانية أن يبدأ ببث الفرقة بين الأسود أنفسهم وبين الأسود وبقية أفراد المجتمع كي تكون هناك عدم مصداقية في التعامل بين الأسود والمجتمع.
3-العمل على استهداف بعض الضعفاء واتهام الأسود انهم وراء قتلهم وضربهم وتعذيبهم وبذلك تكون الكراهية انتشرت بين أفراد المجتمع.
4-العمل على الهيمنة بطرق حكيمة على إصدار أوامر ومعلومات تكون ركيزة لاتخاذها في حالة ظهور اي طارئ.
وفعلا وصل القرد للمنطقة فقابلوه الحراس من الفهود أخذوه للامتثال أمام الأسود... وعندها وقف وقال احمد ربي الذي أنقذني من الغربان والفيلة و أوصلني بين يدي العدل والحق أسياد المنطقة الأسود الميامين.,, وبدء بالبكاء والصراخ مما كان قد وقع عليه من عذاب على يد الغربان والفيلة , وبدء الكل يتعاطف معه ومع بكاءه وعويله مما جعلهم يأخذون ويصدرون قرارا بأنه يمكن أن يعيش بينهم ويكون واحدا منهم وله الحماية الكاملة.
مرت الأيام كان القرد ينفذ الاجندة والأوامر التي صدرت من عصابة الغربان وبعد مرور عدة شهور كان للقرد وضعه والكل يسمع كلامه وكان مؤثرا بحديثه العاطفي واصبح هناك أفراد لا تطيق فراقه لحظات. وكان في كل حالات الغزو التي تقوم به الغربان يستبسل بالدفاع عن الأرض والأسود والمنطقة .... وكانت أيضا الغربان تبتعد عن إصابته مباشرة بالمعركة لأنها تعرف انه ينفذ أوامرها واجندتها ... وبذلك اصبح بطلا وطنيا والكل يتغنى بالقرد.
طبعا في هذه الأثناء كانت الأسود تعلم بكل ما يفعله القرد وكانت بنفس الوقت لا تخشى منه لان كل الأخبار تقول انه عدو مبين للغربان والفيلة وعصابات القتل التي تهاجم منطقتهم.
وبعد سنين استطاع القرد أن يجعل الثقة بين الأفراد والأسود تهتز وجعل الأسود تشك ببعضها وكان الأسد الكبير الحكيم قد علم بالأمر وقد قرر التخلص من القرد بطريقة ذكية فلو انه قرر قتل القرد لصدق الناس ما كان يقوله القرد ولكان فعلا استطاع أن يثبت انه على حق وسيكون شهيد الحرية ولو انه سجن القرد فستكون هناك ثورة داخلية ضد الظلم الذي وقع على القرد لذلك قرر الأسد الحكيم بان يقرب القرد منه ويشركه بالقرار وهكذا يكون قد قال للمجتمع انظروا للقرد الذي يهاجمنا انه يجلس معنا ويأكل أكلنا..... ولكن بنفس الوقت القرد أيضا استطاع أن يصل للقرار كما أوصته مجموعة الغربان كي يكون مهيمنا على كل الأمور مستقبلا.
من هنا فعلا اخذ القرد منصبا قريبا من الأسود واصبح له وضعه وطبعا لا ننسى أن الغربان والفيلة بالخارج كانت أيضا تقوي من نفوذه ومنصبه بين الأسود وذلك عن طريق نشر انه لولا القرد الذي يحمي الأسود لكنا منذ زمن حكمنا نحن والفيلة منطقة الأسود بسهولة ولجعلناهم عبيدا لنا وبذلك كان إعلام الغربان دوما يقوي من مكانة القرد لدى مجتمع الأسود.... وبنفس الوقت كانت الغربان تبث على أن الأسود تريد مصالحة معها وإنها مستعدة لتسليم القرد للغربان والفيلة مقابل أن تعطي الغربان الأمان للأسود وهكذا ضعف موقف الأسود أمام مجتمعه.
ويوما بعد يوم اصبح نفوذ الأسود يضعف وقوة القرد تزداد وبينما كان هناك تفتيت حول الأسود كان هناك التفافا حول القرد ومع مرور السنوات استطاع القرد أن يكون القوة الأولى وبذلك يكون الآن حقق الأمر الرابع من أوامر الغربان وهي الهيمنة على القرار,,, وفعلا بليلة ظلماء ليس بها قمر ولا نجوم قام القرد بفعلته وانقض على الأسود بكل قواته وقتلهم ومزقهم وعلقهم على الشجر وجعل لحومهم عرضة للرابح والجاي وتربع القرد على عرش السلطة بتلك البقعه .......
طبعا أول الأيام كانت الاحتفالات والولائم ونشوة الانتصار كبيرة جدا بين أفراد تلك البقعة بالتخلص من الأسود المارقين الحاقدين على القرد الذي حماهم ودافع عنهم.....
ولكن بعد أن هدأت الأمور وتم بسط العرش الكامل للقرد جاء وفدا من الغربان والفيلة مباركا للقرد بل وكان زعيم الغربان والفيلة قد منحوا القرد أمام شعبه الأمن و الآمان وجعلوه هو الحاكم الفعلي لتلك المنطقة التي طهرها من الأسود وطبعا نقلوا معظم الخيرات واعتقلوا معظم من كان مطلوبا لديهم في السابق أصبحت الغربان والفيلة هي صاحب القرار الأول والأخير بفضل القرد الذي استطاع بجدارة أن ينفذ كل أوامرهم دون أن يشك به أحد حتى حكماء القوم.
ومن هنا عرف الشعب غلطته وعرف كم كان غبيا وكم كان جاحدا وماكرا وناكرا لفضائل الأسود ولكن قال (نس ناسهم) من أيدينا سلط علينا .
وقال من يعتبر نفسه حكيما (في الفرقة ضعف) وأنا أول من ابتعدت عن الأسود وبذلك أكون ساهمت بقتلهم مثلي مثل القرد.
ولكن الفأر خرج وقال (الفأر هنا المقصود به هو اضعف من يعيش بالمنطقة) قال الفأر الفرصة لا تزال بأيدينا فنحن من دعم القرد ونحن من أوصله الحكم ونحن من قام معه بقتل الأسود نستطيع الآن أن ننظم صفوفنا ونعود لنعيد أمجاد قادتنا الأسود ونقتل القرد وأسياده الغربان والفيلة.
وننتظر وننتظر لنرى ماذا سيفعل الفأر الآن هل فعلا يستطيع إعادة ما بلعه القرد وأسياده الغربان والفيلة.........