جاء في القرآن إشارات إلى علم طبقات الأرض " الجيولوجيا " وذلك في بعض الآيات
مثل قول الله تعالى: " ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها
وغرابيب سود " فاطر الآية: 27، وقوله عز وجل: " وأنزلنا
الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس " الحديد الآية 25، وقوله تعالى: " أو كظلمات في بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات
بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور "
النور الآية 40، وغير ذلك من الآيات القرآنية الكريمة التي تحدثت عن هذا
النوع من العلم.
القرآن والإعجاز العلمي في الإخبار عن عنصر الحديد:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الحديد... وافد غريب إلى الأرض:
قال الله تعالى:"لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم
الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس
وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز".. الحديد:25
وفي
تفسير هذه الآية الكريمة يرى العلماء والمفسرون أن معدن الحديد أُنزِل من السماء،
وأنه لم يكن موجوداً على كوكب الأرض،أي أن الحديد دخيل على تكوينات الكرة الأرضية
وليس من مكوناته، كما أفاض علماء التفسير في الكلام عن بأس الحديد ومنافعه. فكان
الإعجاز في آيات الله الحكيمات التي جبت كل الأبحاث والدراسات. فالعلوم البشرية لم
تتوصل إلى حقيقة وجود معدن الحديد في الأرض إلا في أوائل الستينات؛ حيث وجد علماء
الفضاء أن أصل معدن الحديد ليس من مكونات الأرض، بل أتى من الفضاء الخارجي وأن
الحديد من مخلفات الشهب والنيازك إذ يحول الغلاف الجوي بعضاً منها إلى رماد عندما
تدخل نطاق الأرض، ويسقط البعض الآخر على أشكال وأحجام مختلفة. كما كشف مؤخراً علماء
الفضاء أن عنصر الحديد لا يمكن أن يتكون داخل المجموعة الشمسية، فالشمس نجم ذو
حرارة وطاقة غير كافية لدمج عنصر الحديد وهذا ما دفع العلماء إلى التسليم بأن
الحديد تم دمجه خارج مجموعتنا الشمسية، ثم نزل إلى الأرض عن طريق النيازك والشهب
ويعتقد علماء الفلك حالياً أن النيازك والشهب ما هي إلا مقذوفات فلكية من ذرات
مختلفة الأحجام، وتتألف من معدن الحديد وغيره، ولذلك كان معدن الحديد من أول
المعادن التي عرفتها الإنسانية؛ لأنه يتساقط من السماء بصورة نقية.
ومن هنا
يتبين لنا دقة الوصف في القرآن "وأنزلنا الحديد" وفي هذا سبق للقرآن على الاجتهادات
والأبحاث التي قام بها العلماء من كل بقاع الأرض المختلفة، وكان دليل إعجاز القرآن
العلمي في أنه أشار إلى حقيقة الحديد في كونه ليس من مكونات الأرض، ولكن أُنزِلَ من
السماء بأمر الله عز وجل فسبحان الله الذي علَّم الإنسان ما لم يعلم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفي قوله تعالى:"بأس شديد ومنافع للناس"
ما البأس الشديد؟
البأس الشديد هو القوة والصلابة وشدة
التحمل، وبالفعل وجد علماء الكيمياء أن معدن الحديد هو أكثر المعادن صلابة وشدة،
ولم يأت البحث العلمي بمعدن له خواص الحديد في قوته ومرونته وشدة تحمله للضغط، وهو-
أيضاً- أكثر المعادن كثافةً حيث تصل كثافته إلى7874 كم3 وللحديد فائدة في حفظ توازن
الأرض فمعدن الحديد يشكل35% من مكونات الأرض، والحديد أيضاً أكثر العناصر
مغناطيسية؛ وذلك يساعد الأرض على حفظ جاذبيتها. وقد أوضح لنا القرآن كل ذلك جلياً
قبل توصل العلماء إليه بحوالي1200 عام فالبشرية لم تعرف عن الحديد، ولم تدرك أهميته
الصناعية إلا في القرن الثامن عشر أي بعد نزول القرآن باثنى عشر قرن، واستُخدِم
الحديدُ كأنسب معدن لجميع الصناعات الثقيلة والخفيفة.
والحديد لا يدخل فقط في
تكوين الكرة الأرضية بل هو عنصر أساسي في كثير من الكائنات الحية؛ فالنبات مثلاً
يحصل على الحديد من التربة كعنصر أساسي في بنائه، وأيضاً يعتبر الحديد هو العنصر
الأساسي في تكوين خلايا الدم في الإنسان والحيوان المعروفة
بالهيموجلوبين.
الإعجاز العددي للحديد:
قد ثبت أن هناك
إعجازًا آخر من الناحية الرقمية حيث إن هناك توافقا عدديًا عجيبًا توصل إليه أحد
أساتذة الكيمياء في أستراليا وهو توافق بين رقم آية الحديد في سورة الحديد إذا ما
حسبنا البسملة آية فتصبح هي رقم(26) والعدد الذري لمعدن الحديد وهو
أيضاً(26).
وسبحان الله...
أوجه الإعجاز:
إن في الآية الكريمة لفظ
(أنزلنا الحديد) الذي يفيد هبوط الحديد من السماء، وهذا أقرته الأبحاث العلمية
واجتهادات العلماء في النصف الثاني من القرن العشرين الذين رأوا في تكوين الحديد ما
حيرهم حيث إن الإلكترونات والنيترونات في ذرة الحديد لكي تتحد تحتاج إلى طاقة هائلة
تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية؛ ولذلك لا يمكن أن يكون
الحديد قد تكوَّن على الأرض. ولابد أنه عنصر غريب وافد إلى الأرض ولم يتكوَّن فيه.
والله تبارك وتعالى علمنا لنعلم أنه الحق؛ فسبحانك لا علم لنا إلا ما علمتن.
يقول الحق تعالى:"سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى
يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ".. فصلت 53..
صدق الله العظيم المراجع: الشيخ عبد المجيد
الزنداني د. زغلول النجار. (رسائل د.ستروخ..وكالة ناسا للفضاء )
"موج من فوقه موج من فوقه سحاب" ( النور الآية 40
)
يقول علماء جيولوجيا البحار: إنّ من يغوص في أعماق البحار يلاحظ أن الظلام يشتد
بالتدريج، إلى أن يصل إلى ظلمة كاملة في الأعماق، ويعود السبب إلى أن ألوان الطّيف
سبعة، منها الأحمر والأصفر والأزرق والأخضر والبرتقاليّ الخ... وعندما نغوص في
أعماق البحار تختفي هذه الألوان تدريجيّاً، واختفاء كلِّ لون يعطي ظلمة، فالأحمر
يختفي أوّلاً ثم البرتقاليّ ثمّ الأصفر، وآخر الألوان اختفاء هو اللون الأزرق، الذي
يتلاشى على عمق 200 متر، وهذا تفسير قوله تعالى: } أَوْ
كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ
فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ
يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ
{ (النور:40)، أمّا قوله تعالى: } مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ { فقد ثبت علميّاً أن هناك
فاصلاً بين الجزء العميق من البحر والجزء العلويّ منه، وأنّ هذا الفاصل مليء
بالأمواج.
بداية وتطور علم الجيولوجيا عند المسلمين:
(( عرف العرب معلومات تنتمي إلى علم الجيولوجيا، وإن كانت قد جاءت متناثرة في
كتب التاريخ والجغرافيا والعلوم الطبيعية في أثناء محاولاتهم لتفسير الظواهر
الطبيعية بعيدا عن الخرافات؛ فوضعوا بذلك أصول البحث العلمي السليم القائم على
التجربة والمشاهدة. مدخل إلى تاريخ الحضارة العربية الإسلامية: حكمت عبد الكريم،
إبراهيم ياسين
وتميزت جهود العلماء العرب والمسلمين الأوائل في شتى العلوم عامة وعلوم الأرض (
الجيولوجيا ) خاصةً باتساع الأفق والمعرفة، وبُنِيتْ وقامت على المنطق والدقة في
سبيل الحصول على المعلومات.
وكان تناولهم لهذا العلم في باديء الأمر نظرياً ولغوياً بحتًا، وما لبث أن قام
على التجربة لاستخراج الحقائق العلمية. ولعل أول أثر مسجل لعلوم الأرض لدى العرب هو
ما تحتويه المعاجم وكتب اللغة التي تزخر بمفردات هذا العلم كالصِّحاح للجوهري،
والقاموس للفيروزأبادي، والمخصَّص لابن سيده، وكتب الرحلات والبلدان والكتب التي
درست الجواهر؛ ومنها صفة جزيرة العرب للهمداني (ت 334هـ، 945م). ثم نجد حدود هذا
العلم واضحة المعالم لدى العلماء الذين تناولوه أمثال: الكندي، والرازي، والفارابي،
والمسعودي، وإخوان الصّفا، والمقدسي،والبيروني، وابن سينا، والإدريسي، وياقوت
الحموي، والقزويني. لقد قدم هؤلاء العلماء نظريات عديدة عن الزلازل، وأسباب حدوثها،
وعن المعادن والصخور، وأفاضوا في تعريف الصخور الرسوبية والتحجر فيها، والتحولات
البعدية له، وكتبوا عن النيازك، ووقفوا على طبيعتها وأصلها، وقسموها إلى نوعيْن:
حجري وحديدي، ووصفوا هيئاتها ومن أهمها النيازك الجاورسية (الحُبَيْبيَّة). وتحدثوا
عن ارتفاع درجة حرارة باطن الأرض، وقالوا بكروية الأرض، وبدورانها حول محورها. كما
قاس العلماء المسلمون في عهد المأمون محيط الأرض وقطرها، وكان قياسهم قريبًا لما
قرره العلم الحديث. وأضاف هؤلاء العلماء إضافات قيمة إلى نظرية نشوء الزلازل
لأرسطوطاليس.كما كان لهم الفضل في الخروج بنظرية تَكوُّن الجبال الانكسارية
والالتوائية وغيرها، وكذلك تأثير عوامل التعرية في الجبال والأنهار.