[b]الإباحيه وجدواها الاقتصاديه
الإباحيه وجدواها الاقتصاديه
حين كان يكتب نزار عن النهد وحين كان يصور إحسان بعض الليال الساخنه في قصصه أو حين كان يخرج هذا حسن الامام في أفلامه ويزايد بتبلوه لأحدي الراقصات في إبتذال وعري كنا نري بعض الأقلام تنبري لمهاجمة كل هذا .
ربما كنت وجيلي نستمتع في بداية شبابنا بهذا الذي يخطه نزار أو ينثره إحسان أو يخرجه الإمام وغيرهم لكننا حين أدركنا قيمة الجمال في الأبداع وروعة الاستمتاع بما هو دائم وخارج النطاق الحسي الذي يحدث أمتاعا وقتيا عابرا تغيرت نظرتنا كناضجين أصبحنا ننظر للامر بشمولية أكثر فلم تعد الأثاره متعه في حد ذاته ،ا إنما اصبح ما وراء الكلمه هو الاهم وهو الذي يحدث الإمتاع ،
الان وحين أنظر إلي كم الإسفاف والإباحيه والجنس الذي سيطر علي الكتاب شعرا ونثرا وأنبري المخرجين للتصدي لهذه الكتابات وأخراجها لنا سواء في كليبات عري أو افلام ساقطه يدعون إنها جماهيريه ، والعجيب أني لا أري أقلاما تتصدي لتلك الهجمه الشرسه الان،
ثم ظهرت تفاقمت المشكله وزادات الافتراءات والتمادي ليس فقط في بعض اقطار امتنا ممن تعودنا من بعض مثقفيهم المزعومين علي هذا وانما استشري الداء ليشمل قطاعات واسعه من الأمه ، وكأني به يصبح عنوان المرحلة التي نمر بها، كاتبه مغاربيه تكتب بإباحيه وأعتمادا علي مخاطبة الشهوات بما تحتويه تلك الكتابات من وصف حسي صريح للعلاقات الجنسيه ، ثم تأتي روايه سعوديه فتتناول الجنس أيضا وإن كان بصوره أقل ، وتتناثر هنا وهناك علي إمتداد خارطة الأمه كتابات شعريه ونثريه تحاكي الحس بفجاجه ، وتحث علي مقاربة الرزيله وتدفع الي عناق المتعه الوقتيه الممجوجه وتصورها علي إنها منتهي الشعور بالسعاده وخلاص الاحساس ، ورغم إنها في نهاية العمل أيا كان تقوم بأدانتها في سطور أو مشاهد قليله إلا ان هذا لا يجدي نفعا بعدما يكون ترسخ لدي المتلقي هذا قناعة غير التي يحاولون اختصارها في نهاية العمل ، وذلك من خلال ما قدم طوال فتره عرض الفليم أو قراءة الكتاب ،
المشكله ظهرت وتفاقمت حين ركز الكثير من المخرجين وبشكل لافت علي قصص بعينها تؤسس لقاعده جديده من الاباحيه والمجون وتركز علي كيانات تدعي إنها تمثل واقعنا فتاره يركزون علي العشوائيات وما يجري فيها من تجاوزات مركزين علي المشاهد الإباحيه والعري ، ومؤكدين علي إن هذا جزء لا يتجزء من العمل الفني الذي يؤرخ للواقع ، وتارة يذهبون بعيدا في محاكاة أفلام غربيه وتقديم الكباريه علي انه جزء هام ورئيسي ويمثل شريحه كبيره في المجتمع بما يحمله هذا التقديم من مغالطات للواقع ومبررات لابراز الوجه القبيح مدعين إنهم إنما يتصدون لمعالجه مسالب واقعيه ، متجاهلين نسبة تلك الشريحه في المجتمع وإنعدام تأثيرها المباشر بجانب قضايا أهم وأخطر لشرائح عظيمه من مجتمعات أمتنا ، وهم بهذا يؤطرون لفكر منحل باسم الإبداع ، مع كون هذا لا يرقي باي حال إلي أدني مراتب الإبداع فالحيونات من الطبقه الدنيا فقط تتسافد علنا لكن الكثير من البهائم العجماء لا تبوح بعواطفها او تتزاوج علنا ، نري هذا الامر جليا بين الوليف ووليفته وحين يريد أن يقربها فأنه يفضل ان يكون هذا بعيدا عن الاعين ، فكيف للانسان الذي كرمه المولي عز وجل وسخر له كل شيء ان يتدني الي مرتبه أحط ، وأن يتعري ويجاهر ، في لا مبالاة بالشعور العام والحس المرهف لدي الكثيرين ،أذن فنحن ورغم ما حبانا به المولي عز وجل من تكريم وسيادة وتسخير كل شيء لنا في دنيانا لخدمتنا ، فأننا او لنقل بعضنا يتسافل ، فينشر العري والرزيله بما يقدمه ويتفنن في نشره حرفا وصوتا وصوره وهو يدعي الإبداع ومحاكاة الواقع وهو أذا كان واقعا في جزء منه فهو بالتأكيد ليس إبداعا بأي حال ،
إن تصوير العمليه الفيسولوجيه التي تحدث نتيجه لرغبة جنسيه بطريقه فظه ومغالي فيها ودون مراعاة لحرمة دينيه أو أخلاقيه لا يعدو إلا أن يكون ، أستسهالا ورغبه في الربح عن طريق السعي وراء إستجلاب شهوات آنيه ويتم التوجه لفئه معينه تعاني عدم إكتمال مشاعرها وعدم نضوج أحاسيسها ، أو فئه اخري من الشواذ من الذين يجدون المتعه في متابعة هذه الاعمال بعيدا عن سلوك الطريق الشرعي والاصلي للمتعه .
الخلاصه إننا هنا أمام قضيه خطيره مفاداها أن الماده أصبحت المحرك الرئيس وليس الإبداع كما يدعون ، اللهاث وراء البيع وجني الأموال وهذا ليس بجديد يذكر لكن الجديد أن هذا المنحي أصبح ملحا علي كثيرين وأصبح يشكل القاعده لا الأستثناء فبات يمثل خطا بتجاوزاته التي أصبحت تهدد إستقرار المجتمع ، فبعدما كنا ننظر للامر علي إنه ياتي تقليدا للغرب وما يمثله المجتمع الغربي من قيم وعادات أصطبغت بصبغه غير محافظه ، أصبح ما يقدم من كتابات وأفلام عربيه يؤسس بطريقه قويه لحالة من حالات الأباحيه المفرطه والسعي وراء إشباع الشهوات بسبل رخيصه بغية الربح السريع ، ودون محاوله الارتقاء بالحواس وتشذيب الشهوات وهذا في قناعتي هو السبب الرئيس لان يكون للابداع قيمه وأن يستمر ويعيش لامد طويل ويخط له التاريخ سطورا مضيئه .
لم اكتب جديدا لكن ما أستفزني للكتابه في هذا الموضوع كم العري والأباحيه التي ظهرت مؤخرا وتنافس الجميع في إبرازها الجميع سواء من قبل صناع السينما او حتي الكتاب وأصبحت السمه الغالبه هي الإباحيه ، وكوني مقتنع بأن الابداع يرتكز أكثر علي سمات وافكار أهم من الميل للكتابه عن الحواس والاثاره والجنس هو ما دفعني لسطر ما سطرت مع التاكيد من جديد علي غن الإبداع الحقيقي المعتمد في صلبه علي الأفكار ، و المشاعر وصدقها هو الباقي .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]