روح الحب
جلست واعتدلت فى جلستها، وأخذت تمسح نهرا لا يتضب من عينيها، تأوهت بقوة لكنها لم تستطع أن تتنفس بعمق
تصرخ وتصرخ فقلبها انقبض عن الحياة، وكل أملها أن تنقبض روحها أيضًا عن الحياة، لا، فروحها ماتت وهى لاتعرف معنى الحياة.
تنظر إلى جسدها نظرات شاخصة كأنها ترى عين الجحيم. تتحسسه تحاول تحريكه لتعلم إنه لا يزال حيا ولم يمت منها هو الآخر دون أن تدرى.
وفجأة صرخت صرخت بكل احتراقها، صرخت بكل شبابها، وانتفضت من على السرير بكل قوتها كأن النار التى داخلها تراها أمامها تتقدم عليها فتصرخ منها ثم هوت على الأرض فى ترنح وانقتال.
غرست رأسها بين قدميها ولفت حولهما يديها كأنما تقيد نفسها بنفسها، ولم يظهر منها سوى شعرها الأسود المبعثر الذى يرتعد فى خوف من كثرة ارتعاشها.
أخذت تنهش بأظافرها فى يديها كأنها تحاول أن تٌحيي قدرتها على الإحساس بتجريحها نفسها
تنهدت تنهيدة طويلة سافرت بها إلى أمان الليل والنور الذى طالما رأته منعقد به خيوطه السوداء.
كان لها دائما نظرة فريدة فى الحياة تؤمن أنه لولا النار ما انولد الدفء والإضاءة الرومانسية
دائما هائمة مبتسمة فى هيمانها، ابتسامتها آسرة جاذبة، تواضعها جمّ مٌخجل، عيناها زرقاء واسعة ومن حول السحر الأزرق ترى كأنه شروق الحياة فكأن عينيها هى ضوء السماء.
دائما تسير أمام البحر تبحث عن شئ فهى مؤمنة بأن الطبيعة كائن حىّ يحب. فالحب عندها روح الحب ومن كثرة فيضانها به أحبت الحب ذاته.
ولكن هذا البحر يأسرها دون غيره من البحار. فطالما رأت بحارا كثيرة لكن هذا يأخذها من كل شئ حتى منها. فهى لا تشعر بوجودها إلا عندما تقف أمامه وتتأمل أمواجه.
فهمت لغته من أول لحظة سارت فيها على رماله وكأنه هو الآخر مختزن كل أمواجه ليهبها إياها عندما يراها.
كثيرا ما كانت تجلس أمامه ودموعها تسيل في حب وتخبره بآلامه وشكواه التى يعانيها ويخفيها بين طياته حتى عن نفسه وعنها.
فينهمر فى البكاء من أجلها وتعلو موجاته حتى يمسح وجهها بموجة حب تهمس فى وجدانها بروح الحب؛ فتضحك فيبتسم من أجلها بموجاته الهادئة فكأن شفتيها لا تعرف بدونه ابتسام.
تفرح الفرحة من فرحتها حينما تجرى عليه متلهفة فيقابلها بنسيم الهواء الساحر قيحتويها ويهرب بها.
رأته روح الحب الذى طالما بحثت عنها، شعرت معه بهدوء الحياة، تألمت وبكت لهيجانه وغضبه، تمنت لو كانت صدفة من صدفاته تعيش فيه من أول الدهر إلى نهاية الوجود.
لكنها لن تسمح بضياع أكثرمن ذلك من عمرها، فهى لا تجد عمرها إلا معه وما قبله كان ضياع.
صنعت مركبا لعيش مع روح الحب صنعت مركبا بكل ما بها من شباب وحب
قررت أن تبعد عن كل ما لها ومن لها؛ بكت كثيرا لفراقهم، لكنها لا تستطيع أن تموت؛ فالحب عندها هو الحياة وكيف للحب حياة بدون روح الحب.
لم تبالى بما سمعته من الآخرين حسبتهم كلهم وشاة أولم يعرفوا كيف تكون نشوة الحب مع روح الحب.
ركبت المركب وهاجرت الناس وهجرت الدنيا، أخذت أمواجه تعلو بها وتتأرجح، وأخذت أمواجه ترتطم بوجهها بقوة كأنها تلطمه لطمة شديدة وتسفر المياة عن وجهها مصفر هزيل تملؤه كثير من التساؤلات وبحر من الدهشة.
ولكنها لا تزال تٌطمئن نفسها فهو روح الحب الذى طالما أحبته، وتتذكر الذكريات الخالدة التى طالما أحيت بها روحها؛ فتنجرف الدموع منها؛ فأصبح لا يٌرى من وجهها سوى دموع كما لا يٌرى من البحر سوى أمواجه.
ولكنها هذة المرة لا تعلم ما سر هذة الدموع كما لا تعلم ما سر غضب البحر منها؟! ولكن الأمل لا يزال متمكن من شرايين قلبها ويبث فى قلبها الحب الزائد له.
وها هى أمواجه هدأت وبدأت نساؤمه تقبل فابتسمت وقالت:
يا روح حبى دائما أعلم إنك لن تظلم حبك العظيم وتنهدت.
فعصفت بها الأمواج كأنه يرد عليها وابتلعت مركبها وأغرقت وجدانها فهى تغوص فى أعماق الهلاك ثم تعلو مرة أخرى
فهى كانت ماهرة فى السباحة لكن يبدو أن هذا البحر هائج أكثرمما يُتصور أو هى التى وثقت به أكثر مما يُتصور.
لكنها هذة المرة لا تقدر على السباحة، لا تقدر، إنها ستموت أم هو هول المفاجأة.
فهى تشعر بقوتين أعظم ما يكون فى الكون من قوى. كل قوى تشطرها نصفين تنزع كل نصف منها عن الآخر. ياه! ألا يعترى هاتين القوتين أى ضعف.
ولا تدرى أهى قوة العقل وقوة الحب، أهى الفرق بين الخيال ومر الواقع، أهو ما مضى من عمرها وما لم يتبقِ.
لاتدرى لاتدرى كل ما تدرى به هو ألم النزع والإنتزاع الذى جعلها أشطارا متناثرة لا شطرين فحسب.
قوة الأمواج تكتم أنفاسها وقوة الجذب تسلسل أقدامها إلى القاع إلى الهاوية. تريد أن تصرخ لكن أنفاسها مختنقة بالمياة تريد أن تبكى لكن عيونها مقيدة بالأمواج. هى وحدها وكل هذة القوى عليها.
تحاول أن تخرج إلى الهواء وتقول بنفس أخير: أتبتلعنى وقد بعت حياتى لأجلك؛ فتُقذف الأمواج فى جوفها فتقول بنفس غير مسموع: أتبتلعنى أنا؟!
فتغطى الأمواج رأسها وتجذبها من قدمها وتشل يديها عن التحرك فتبكى بروحها وينتحر كيانها؛ فليس كل دموع تُرى فى العين واستسلمت للموت.
فقد غدر بها روح الحب فستموت هى أفضل من أن يموت الحب، تموت وتبقى أشلائها بين جزيئاته أفضل من أن يموت الحب. فلن تقدر إن عاشت أن تُميت هى هذا الحب؛ فاستسلمت للموت.
ولكنها لم تمت عاشت روح ميتة فى جسد محترق، ولا تتسأل من أنقذها؟ وكيف عاشت؟ كل تفكيرها فى سؤال واحد إن لم يكن هذا البحر هو روح الحب، فمن روح الحب؟ أم إن الحب وهم لا وجود له، وخيال لا واقع فيه.
لكنها لا تزال تؤمن بالحب فمن روح الحب؟ من؟ من؟ ورفعت رأسها من بين قدميها المسمرتين وهى تهمس بصوت مذبوح: من روح الحب؟
فوقعت عيناها على صورة ما أبدعها رأتها ففكت وثاق يديها وبكت بكت بكل ما غاب عنها من حقيقة، بكت بكل ما فكرت من سراب فقد وجدت فى هذة الصورة كلمة "الله"
وقالت تُرى لوكنت أحببت رب الحب كما أحببت الحب فماذا كان سيحدث لى؟
تُرى لو كنت آمنت أنى لن أجد نشوة الحب إلي مع رب الحب فهو من منحنا الروح التى أحببنا بها سواه، ووهبنا الحب فوجهنا قلوبنا لكل شئ إلا إياه.
تُرى لوكنت هاجرت بحبى فى الله كما فعلت سابقا ماذا كان سيحدث لى؟!
تصرخ وتصرخ فقلبها انقبض عن الحياة، وكل أملها أن تنقبض روحها أيضًا عن الحياة، لا، فروحها ماتت وهى لاتعرف معنى الحياة.
تنظر إلى جسدها نظرات شاخصة كأنها ترى عين الجحيم. تتحسسه تحاول تحريكه لتعلم إنه لا يزال حيا ولم يمت منها هو الآخر دون أن تدرى.
وفجأة صرخت صرخت بكل احتراقها، صرخت بكل شبابها، وانتفضت من على السرير بكل قوتها كأن النار التى داخلها تراها أمامها تتقدم عليها فتصرخ منها ثم هوت على الأرض فى ترنح وانقتال.
غرست رأسها بين قدميها ولفت حولهما يديها كأنما تقيد نفسها بنفسها، ولم يظهر منها سوى شعرها الأسود المبعثر الذى يرتعد فى خوف من كثرة ارتعاشها.
أخذت تنهش بأظافرها فى يديها كأنها تحاول أن تٌحيي قدرتها على الإحساس بتجريحها نفسها
تنهدت تنهيدة طويلة سافرت بها إلى أمان الليل والنور الذى طالما رأته منعقد به خيوطه السوداء.
كان لها دائما نظرة فريدة فى الحياة تؤمن أنه لولا النار ما انولد الدفء والإضاءة الرومانسية
دائما هائمة مبتسمة فى هيمانها، ابتسامتها آسرة جاذبة، تواضعها جمّ مٌخجل، عيناها زرقاء واسعة ومن حول السحر الأزرق ترى كأنه شروق الحياة فكأن عينيها هى ضوء السماء.
دائما تسير أمام البحر تبحث عن شئ فهى مؤمنة بأن الطبيعة كائن حىّ يحب. فالحب عندها روح الحب ومن كثرة فيضانها به أحبت الحب ذاته.
ولكن هذا البحر يأسرها دون غيره من البحار. فطالما رأت بحارا كثيرة لكن هذا يأخذها من كل شئ حتى منها. فهى لا تشعر بوجودها إلا عندما تقف أمامه وتتأمل أمواجه.
فهمت لغته من أول لحظة سارت فيها على رماله وكأنه هو الآخر مختزن كل أمواجه ليهبها إياها عندما يراها.
كثيرا ما كانت تجلس أمامه ودموعها تسيل في حب وتخبره بآلامه وشكواه التى يعانيها ويخفيها بين طياته حتى عن نفسه وعنها.
فينهمر فى البكاء من أجلها وتعلو موجاته حتى يمسح وجهها بموجة حب تهمس فى وجدانها بروح الحب؛ فتضحك فيبتسم من أجلها بموجاته الهادئة فكأن شفتيها لا تعرف بدونه ابتسام.
تفرح الفرحة من فرحتها حينما تجرى عليه متلهفة فيقابلها بنسيم الهواء الساحر قيحتويها ويهرب بها.
رأته روح الحب الذى طالما بحثت عنها، شعرت معه بهدوء الحياة، تألمت وبكت لهيجانه وغضبه، تمنت لو كانت صدفة من صدفاته تعيش فيه من أول الدهر إلى نهاية الوجود.
لكنها لن تسمح بضياع أكثرمن ذلك من عمرها، فهى لا تجد عمرها إلا معه وما قبله كان ضياع.
صنعت مركبا لعيش مع روح الحب صنعت مركبا بكل ما بها من شباب وحب
قررت أن تبعد عن كل ما لها ومن لها؛ بكت كثيرا لفراقهم، لكنها لا تستطيع أن تموت؛ فالحب عندها هو الحياة وكيف للحب حياة بدون روح الحب.
لم تبالى بما سمعته من الآخرين حسبتهم كلهم وشاة أولم يعرفوا كيف تكون نشوة الحب مع روح الحب.
ركبت المركب وهاجرت الناس وهجرت الدنيا، أخذت أمواجه تعلو بها وتتأرجح، وأخذت أمواجه ترتطم بوجهها بقوة كأنها تلطمه لطمة شديدة وتسفر المياة عن وجهها مصفر هزيل تملؤه كثير من التساؤلات وبحر من الدهشة.
ولكنها لا تزال تٌطمئن نفسها فهو روح الحب الذى طالما أحبته، وتتذكر الذكريات الخالدة التى طالما أحيت بها روحها؛ فتنجرف الدموع منها؛ فأصبح لا يٌرى من وجهها سوى دموع كما لا يٌرى من البحر سوى أمواجه.
ولكنها هذة المرة لا تعلم ما سر هذة الدموع كما لا تعلم ما سر غضب البحر منها؟! ولكن الأمل لا يزال متمكن من شرايين قلبها ويبث فى قلبها الحب الزائد له.
وها هى أمواجه هدأت وبدأت نساؤمه تقبل فابتسمت وقالت:
يا روح حبى دائما أعلم إنك لن تظلم حبك العظيم وتنهدت.
فعصفت بها الأمواج كأنه يرد عليها وابتلعت مركبها وأغرقت وجدانها فهى تغوص فى أعماق الهلاك ثم تعلو مرة أخرى
فهى كانت ماهرة فى السباحة لكن يبدو أن هذا البحر هائج أكثرمما يُتصور أو هى التى وثقت به أكثر مما يُتصور.
لكنها هذة المرة لا تقدر على السباحة، لا تقدر، إنها ستموت أم هو هول المفاجأة.
فهى تشعر بقوتين أعظم ما يكون فى الكون من قوى. كل قوى تشطرها نصفين تنزع كل نصف منها عن الآخر. ياه! ألا يعترى هاتين القوتين أى ضعف.
ولا تدرى أهى قوة العقل وقوة الحب، أهى الفرق بين الخيال ومر الواقع، أهو ما مضى من عمرها وما لم يتبقِ.
لاتدرى لاتدرى كل ما تدرى به هو ألم النزع والإنتزاع الذى جعلها أشطارا متناثرة لا شطرين فحسب.
قوة الأمواج تكتم أنفاسها وقوة الجذب تسلسل أقدامها إلى القاع إلى الهاوية. تريد أن تصرخ لكن أنفاسها مختنقة بالمياة تريد أن تبكى لكن عيونها مقيدة بالأمواج. هى وحدها وكل هذة القوى عليها.
تحاول أن تخرج إلى الهواء وتقول بنفس أخير: أتبتلعنى وقد بعت حياتى لأجلك؛ فتُقذف الأمواج فى جوفها فتقول بنفس غير مسموع: أتبتلعنى أنا؟!
فتغطى الأمواج رأسها وتجذبها من قدمها وتشل يديها عن التحرك فتبكى بروحها وينتحر كيانها؛ فليس كل دموع تُرى فى العين واستسلمت للموت.
فقد غدر بها روح الحب فستموت هى أفضل من أن يموت الحب، تموت وتبقى أشلائها بين جزيئاته أفضل من أن يموت الحب. فلن تقدر إن عاشت أن تُميت هى هذا الحب؛ فاستسلمت للموت.
ولكنها لم تمت عاشت روح ميتة فى جسد محترق، ولا تتسأل من أنقذها؟ وكيف عاشت؟ كل تفكيرها فى سؤال واحد إن لم يكن هذا البحر هو روح الحب، فمن روح الحب؟ أم إن الحب وهم لا وجود له، وخيال لا واقع فيه.
لكنها لا تزال تؤمن بالحب فمن روح الحب؟ من؟ من؟ ورفعت رأسها من بين قدميها المسمرتين وهى تهمس بصوت مذبوح: من روح الحب؟
فوقعت عيناها على صورة ما أبدعها رأتها ففكت وثاق يديها وبكت بكت بكل ما غاب عنها من حقيقة، بكت بكل ما فكرت من سراب فقد وجدت فى هذة الصورة كلمة "الله"
وقالت تُرى لوكنت أحببت رب الحب كما أحببت الحب فماذا كان سيحدث لى؟
تُرى لو كنت آمنت أنى لن أجد نشوة الحب إلي مع رب الحب فهو من منحنا الروح التى أحببنا بها سواه، ووهبنا الحب فوجهنا قلوبنا لكل شئ إلا إياه.
تُرى لوكنت هاجرت بحبى فى الله كما فعلت سابقا ماذا كان سيحدث لى؟!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]