في فبراير 1994م تلقى قسم الطوارئ في مستشفى ريفر سايد بكاليفورنيا بلاغاً بقدوم حالة متقدمة لامرأة مصابة بالسرطان. وكانت الطبيبة المناوبة في ذلك اليوم هي الدكتورة "جولي غوركنسكي" التي لم تنه تدريبها في طب الطوارئ وكانت في اوج حماسها لاستقبال أي حالة جديدة. وحين حضرت المريضة كانت تعاني من ضربات سريعة في قلبها فطلبت غوركنسكي من احدى الممرضات سحب عينة من دمها.. وهنا بدأت الكارثة!!؟
فما ان سحبت الممرضة عينة الدم حتى فاحت منه رائحة نفاذة قوية ولاحظ الجميع انه تحول بسرعة إلى بلورات حمراء. وحين بدأت الممرضة بالترنح سارعت الدكتورة غوركنسكي لالتقاط العينة قبل وقوعها على الارض. ولكن الطبيبة اغمى عليها ايضاً.. ثم تكررت حالات الاغماء لدى بقية الطاقم الطبي ولم تمر دقائق إلا وكان تسعة وعشرون فرداً ممددين على الارض في حالة خطيرة وصرخ احدهم قبل وقوعه "يا الهي انه غاز اعصاب!؟".
وعلى الفور اعلنت حالة الطوارئ في المدينة كلها وحضر خبراء الجيش وفرق الطوارئ واعتمر الجميع ملابس واقية من الجراثيم والاشعاع واتخذت اقصى حالات الاستعداد وتمت احاطة طاقم المستشفى بحجر صحي مشدد!!.
ولم يكن الأمر بسيطاً على الاطلاق؛ فاذا اخذنا حالة الدكتورة غوركنسكي كمثال نجد ان قلبها توقف لفترة قبل وصولها لمركز باركيفو الطبي. اما رئتيها فقد توقفتا تماماً الأمر الذي دفع الاطباء لادخال انبوب لمساعدتها على التنفس، كما اخضعت في الثلاثة ايام التالية لجراحة في البلعوم وعانت من التهابات خطيرة في الكبد والبنكرياس وكان لديها آلام لا تطاق في كامل عظامها.. وفي النهاية اضطر الجراحون لازالة ركبتيها بعد ان اصابهما التآكل بشكل غريب...!!؟
ـ هذا عن الدكتورة "غوركنسكي".. ولكن ماذا عن السيدة المريضة "غلوريا راميرز!؟"..
ـ الجواب: لا شيء مهم؛ فقد ماتت بشكل طبيعي بسرطان الرحم.. فخبراء التشريح (الذين تحصنوا جيداً كمن يتعامل مع مادة مشعة) لم يجدوا في جثة غلوريا مايلفت الانتباه، ورغم انهم ارسلوا اجزاء من انسجتها إلى عشرين مختبراً داخل امريكا لم يجد أي منهم شيء غير عادي!!.
وبالطبع خرجت فرضيات كثيرة لما حدث في مستشفى ريفر سايد.. فهناك من ادعى تلوث جسد غلوريا بمادة زراعية تدعى مالاثيون. وهناك من افترض ان التلوث ـ اياً كانت طبيعته ـ كان موجوداً في غرفة الطوارئ ولم يكن لجسد غلوريا أي دخل فيه.. والاغرب من ذلك كله التقرير الرسمي لحكومة الولاية الذي ادعى ان ما حدث كان مجرد (هستيريا جماعية)!؟.
.. ولكن هل يمكن للهستيريا الجماعية ان تفسر المظاهر المرضية الملموسة كتأكل ركبتي غوركنسكي(؟).. ثم ماذا عن تحاليل الدم التي اخذت من اعضاء الطوارئ واثبتت وجود نقص في انزيم كولونسريت الذي لا يحدث بدون حالة تسمم مرتفعة..!!؟
على أي حالة ظل الامر لغزاً حتى خرج المختبر الوطني للعلوم Livermore بنظرية مثيرة.. وان لم تكن نهائية!.
.. ففي الأسواق الامريكية يوجد مرهم ملطف يدعى Dmso يدهن به الجلد ويستعمل على نطاق واسع كمسكن للالم.. ويفترض هنا ان المريضة غلوريا استعملت ذلك المرهم لتسكين الألم الذي كانت تشعر به فوق بطنها. وحين قدمت لغرفة الطوارئ زودت على الفور بالاوكسجين الامر الذي سبب تأكسد تلك المادة وتحولها (بعد خروجها من خلال الدم وتعرضها للحرارة العادية) إلى غاز اعصاب يدعى "ديمثال سالفي".. هذا الغاز سام جداً ويرمز له كيميائياً بـ Dmso4 ويفترض انه ناتج عن مادة المرهم المسالمة Dmso وان جسد غلوريا كان مسرحاً لتفاعله!!.
صدق أو لا تصدق.. بفضل هذه الحادثة تم تطوير سلاح قاتل جديد يدعى غاز الديمثال!!
عدل سابقا من قبل NOOR في الإثنين مايو 04, 2009 11:06 pm عدل 1 مرات