منتدى علوم المنصورة
ألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة .... Ezlb9t10


منتدى علوم المنصورة
ألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة .... Ezlb9t10

منتدى علوم المنصورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى علوم المنصورةدخول

اهلا بك يا زائر لديك 16777214 مساهمة


descriptionألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة .... Emptyألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة ....

more_horiz
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

ألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة

يقول أينشتاين: لا أفكر يوما في المستقبل فهو لا يتأخر في المجيء.

كان ألبيرت أينشتاين العالم الفيزيائي وصاحب الشهرة التي وازت شهرة نجوم، عالِما يحب المزاح، غامضا وبالغ الذكاء.

يقول
أينشتاين عن شهرته: حين كنت صغيرا كان كل ما أردته وتوقعته من الحياة كان
أن أجلس في زاوية ما وأقوم بعملي بدون أن أجلب انتباه أحد إليَّ وانظروا
الآن ماذا حل بي.

كان أينشتاين العالم الأكبر في عصرنا على شفير
حياته، وقد خلف وراؤه نظريات رائدة، لكن بينما كان يستلقي على فراش موته
ظل يبحث فيما أمل بأن تكون أفضل نظرية على الإطلاق، النظرية التي كانت
لتكون كأس العلم المقدسة وحجر الفيلسوف والإنجاز المتوج لكافة الجهود
العلمية منذ فجر البشرية.

عمل على آخر نظرية له لأكثر من ثلاثين
سنة لكن خلال تلك الفترة ظن الكثير من العلماء أنه يبحث فيما هو مضيعة
للوقت، فخلال السنوات الأخيرة من حياته أصبح أينشتاين بنظر مجتمع
الفيزيائيين عالم افتقد حس الأبحاث العصرية وكأنه أصبح قديم الطراز، كانت
الكارثة تكمن في مصير النظرية الأخيرة لأينشتاين التي قٌُدر لها الهلاك
قبل الأوان وكل هذا بسبب أحكامه الشخصية المسبقة، فلم يستطع أن يتقبل فكرة
تصادم نتائج أعماله مع اعتقادٍ كوَّنه حول خلق الله للكون.

بالتشاور
مع عدد قليل من الأصدقاء راح يكتب أوراق علمية ويبحث عن أجوبة لأسئلة لم
تُطرح يوما، أَطلق عليها اسم تجارب الأفكار، وإحدى تجارب الأفكار هذه
كانت: ماذا سأرى لو تحركت بموازاة شعاع ضوئي.


بغضون أشهر قليلة
وابتداءً من ربيع 1905 أصبحت الأفكار العلمية المتعلقة بطبيعة الكون حبرا
على ورق، فبلغ ذروتها في أشهر الوثائق في تاريخ العلم، وهذه الوثيقة
تُدعى: الديناميكية الكهربائية للأجسام المتحركة.

لم تُقتبس هذه
الوثيقة من أية مصادر، بل تنساب عند قراءتها كأي واقع بسيط، كانت تلك
بداية نظرية النسبية الخاصة، كان مقدرا لها على الأقل أن تُحدث تغييرا
جذريا في مفهوم الجميع للوقت. فقبل أينشتاين كان المعتقد السائد هو أن
مرور الوقت لا يتغير، وأنه يتقدم بالوثيرة ذاتها أينما كنت في الكون أو
مهما كانت السرعة التي تسافر بها، كان الفضاء والوقت مبدأين بسيطين يتعرف
عليهما المرء من خلال الخبرة اليومية، حيث كان الفضاء الإطار الذي تجري
فيه الأحداث والوقت يمر، لذا أينما كنت في الكون ومهما كانت سرعة تحركك
كانت ساعتك تدق بالمعدل ذاته.

ما فعله أينشتاين هو أنه اكتشف أن
الوقت في الواقع متغير والمعدل الذي يمر عبره الوقت يعتمد على السرعة التي
تُسافر فيها، فكان اعتقاده أن الوقت كالنهر يجري بسرعة، يتمهل، ويتلوى
شاقا طريقه في الكون. بمعنى آخر: أن الساعة الثانية عشر على الأرض لا تعني
بالضرورة أن تكون الساعة ذاتها في كل أنحاء الكون.

لذا حين اعتقد
الجميع أن مرور الوقت هو الأمر الواحد الغير المتبدل في هذا الكون، عارض
أينشتاين ذلك، وبنظره سرعة الضوء هي الثابتةُ أبدا، ولكن في هذه الحال
سيكون الأمر غريبا. ففي قوانين الفيزياء لا يُمكن أن تكون سرعة الضوء
ثابتة دائما، إلا إذا تغيرت كل الأمور الأخرى نسبة للسرعة ومن بينها
الوقت. بمعنى آخر: مرور الوقت الذي كان من المعتقد أنه ثابت هو نسبي، وعلى
سبيل المثال كلما زادت سرعتك كان مرور الوقت أبطأ.

لم يتوقف ألبيرت
أينشتاين عند حد وثيقة "الديناميكية الكهربائية للأجسام المتحركة" ونظرية
النسبية الخاصة، بل تجاوز ذلك بكثير فبعد شهرين فحسب أكمل تابعا من ثلاث
صفحات جعل فيها صلة بين الطاقة والمادة واشتق منها أشهر مسألة حسابية على
الإطلاق: (E=mc²)، أي "ضرب مربع سرعة الضوء في الكتلة يُنتج الطاقة"

إن
ما أثبته أينشتاين في هذه المعادلة هو وجود توازن بين الطاقة والمادة وإن
فكرنا في الأمر فإن المادة شيء يُمكن لمسه، أجسادنا مُشَكَلَة من المادة
يُمكننا تذوقها وشمها، غير أن الطاقة تبقى مفهوما غير واضح، وبفضل عبقرية
أينشتاين تمكن من أن يُبرهن على أن المادة والطاقة وجهان للعملة ذاتها.
وقد فَسَرت هذه المعادلة لاحقا كيف أنه في بداية الزمن وبعد التحول الضخم
للطاقة إلى مادة استطاعت الشمس أن تُولد طاقة شاسعة من كمية ضئيلة من
الوقود، ففتحت هذه الطاقة أعين العلماء على الطاقة المحتجزة داخل كل ذرة.

حين
نُشرت هذه الوثائق عامل 1905 كانت كقنبلة أتت من المجهول بالنسبة للمجتمع
العلمي، لأن أينشتاين كان مازال مجهولا، لكن سرعان ما أدرك العلماء أنها
وثائق ثورية وعندها كان ظهور أينشتاين. أي عالِم آخر كان ليكتفي بهذه
الإنجازات، لكن طموح أينشتاين لم ينتهي عند ذلك. فبينما كان العالَم في
طور فهم النسبية الخاصة كان أينشتاين قد تخطى هذا العمل، منتقلا إلا
معالجة أعمال عالِم القرن السابع عشر الرائع اسحق نيوتن وبشكل خاص قوانين
الجاذبية.

حصل نيوتن على الوحي للتوصل إلى قانون الجاذبية حين رأى
تفاحة تسقط في بستان وفكرة مشابهة أوحت لأينشتاين، فقد تساءل هذا الأخير:
ما الذي سيحدث لو أسقطت تفاحة ولكن بينما أرميها أكون في مصعد متحرك
نزولا؟ لا شك بأنها ستطوف أمامي، وكأن الجاذبية عندها تصبح ملغية.

إن
الجاذبية هي القوة التي تسيطر على كوننا، هي التي تحمل الكواكب الضخمة
والأقمار في محيطاتها وتُحافظ علينا ثابتين على الأرض، وقوانين نيوتن وصفت
آثار الجاذبية بدقة بالغة، لكن أحدا لم يتمكن من تحديد أسبابها، إلى أن
أتت نظرية أينشتاين النسبية العامة والتي أفادت بأن كل الأجسام الضخمة
كالكواكب والنجوم تحني الفضاء والوقت ودرجة الانحناء هذه هي التي تسبب ما
يعرف بالجاذبية.

وبهذا يكون الإنجاز الحقيقي في نظرية النسبية
العامة هو أن أينشتاين أوجد سببا للجاذبية، فكون صورة عنها تقوم فيها
الأجسام الضخمة بحَنيّ الوقت والفضاء، فتشعر الأجسام التي تتحرك ضمن هذا
الانحناء بالجاذبية، فتكون الجاذبية إذاً هي انحناء الوقت والفضاء.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

كانت
النسبية العامة الانتصار الأعظم لأينشتاين، ومصدر شهرة لم يختبرها أي عالم
قبله أو بعده، ومنها انطلقت سمعته، ويقول العلماء إن كلمة "العبقرية"
متداولة في مجتمع الفيزياء لكن في حالة أينشتاين فإنها تنطبق بالفعل على
النسبية العامة.

رغم أن نظريات أينشتاين المتعلقة بالوقت والجاذبية
قد تبدو غريبة، لكن عمله هذا يبقى هو أساس مفهومنا للكون اليوم، فالطائرات
التي تعتمد على نظام التمركز الشامل تأخذ بعين الاعتبار حسابات أينشتاين
للوقت من أجل ملاحة دقيقة، و والأقمار الاصطناعية عليها أن تعادل قراءة
أينشتاين للجاذبية... إن نتاج تلك الفترة من حياة أينشتاين ساعدنا في بناء
العالم العصري. ولكن رغم كل هذا اختلفت نتيجة عمل آخر شكل هوسا لدى
العالِم استمر إلى آخر يوم من حياته، وانتهى بفشله وعزلته معا.

كانت
جذور مصاعب أينشتاين في شغف آخر كبير، فقد رأى صلة ما بين فيزياء كوننا
الأساس ونوع من الأناقة والجمال وحتى الروحانية، ومن هنا اعتبر أن قوانين
هذا الكون تعبرٌ عن قوة إلهية، وهذا اعتقاد ساد عند علماء عديدين. فحين
نختبر جمالا عميقا أكان في الموسيقى أو في الإطار العلمي أو في أي شيء آخر
من الصعب أن لا نفكر بوجود هدف وراءه. وقد حدث هذا مع أينشتاين، فقد كان
عازفا هاويا على الكمان، وحضر ذات مرة حفلة موسيقية في برلين استمع فيها
لعزف شاب فذهل بأدائه، ويُقال أنه صعد بعد الحفلة وعانق الشاب قائلا: حين
استمعت إليك عرفت أن الله موجود.

تأثر أينشتاين بشدة بواقع أننا
ندرس العالم الجامد، نغوص في الأعماق تحت سطحه لنكتشف ما فيه فنجد نظاما
مذهلا ورائعا ونمطا جميلا، تُعبر عنه أيضا الرياضيات، تلك التي تبين أنها
اللغة الطبيعية التي نستخدمها.واعتقد أينشتاين أن قواعد الكون يُمكن أن
تفسر دائما عبر الحساب الجميل، كما اعتقد أنه يمكن للعلم أن يؤدي إلى
استيعاب طريقة تصميم الله للكون. وأن القواعد المستخدمة لإنشاء الكون ليست
جملية ودقيقة فحسب، بل هي التي ستسمح دوما للعلماء بأن يقوموا بتقديرات
محددة، لذا فإن علم المرء سرعة الكواكب وموقعها في وقت معين من الزمن
يمكنه أن يعتمد على قوانين الفيزياء للتنبؤ بتحركاتها الدقيقة للأبد.

وما
ينطبق على الكواكب ينطبق برأي أينشتاين على كل الأمور، وهكذا يمكن التنبؤ
بثقة بأي شيء مهما كان، لكن نظرته تلك إلى الكون كانت على وشك أن تُواجه
تحديا نما من عمله الخاص، تحديا صغيرا جدا.

descriptionألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة .... Emptyرد: ألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة ....

more_horiz
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في عام 1921 بينما كان يقيم في برلين، ترشح أينشتاين لجائزة نوبل، ليس من
أجل نظريته النسبية بل لأجل عمل آخر أكمله أيضا خلال السنة العجيبة 1905،
وقد كان حول طبيعة الضوء.
كان الضوء بمعتقد الجميع مكونا من موجات ناعمة مستمرة، لكن الضوء في نظر
أينشتاين ظهر مختلفا، فقال: إنه قد يكون أيضا مجموعة من الجزيئات الصغيرة.





قلب أينشتاين المقاييس حين بيّن مفهوما جذريا جديدا يُدعى الجزء الكمي من
الضوء، فالضوء ليس فقط منسابا ومستمرا، بل يأتي في رزمات أو كرات صغيرة،
تُدعى اليوم "الفوتون"، وحين أثبت أن الضوء ليس مجرد موجة بل جزيئات صغيرة
منفصلة، حقق اكتشافه هذا ثورة في عالم الفيزياء، وفي الوقت ذاته وَلّد
شيطان أينشتاين. أصبح هذا الإنجاز حجر الأساس لحقل علمي جديد، عرف
ب"ميكانيكا الكم"، هذا الحقل الذي يصف تصرف الجسيمات الأساسية في عالمنا،
الجسيمات الذرية الفرعية التي تُشكل كل شيء، وفيما تطورت هذه النظرية بدأ
الجميع يُلاحظ كيف أنه بناء على هذا الحجم الأساس كل شيء يتصرف بطريقة
مختلفة جدا عن الكون الأنيق حسب رؤية أينشتاين.




بحث الناس ل25 سنة في نظرية الكم المحيرة محاولين فهمها إلى أن ظهر فجأة
"هايزنبرغ" "Werner Karl Heisenberg" خريج جامعي من ألماني ليُنتج نظرية
كاملة مبنية على أسس تختلف عما كان يُفكر فيه الناس، فأحدثت صدمة.


اقترح هايزنبرغ قاعدة فيزياء جديدة بكل ما فيها، قال إنه من المستحيل أن
نقيس سرعة جسيم ما وموقعه لأن مجرد مشاهدة هذه الأشياء الصغيرة يُؤثر
جذريا على تصرفها، وإن كان هذا صحيحا، فنتائجه ستكون عميقة، لأننا إن لم
نستطع أن نكون دقيقين بسرعة جسيم ما وموقعه فمن المستحيل أن نُقِيم توقعات
دقيقة حول تحركاته.





حوار بين أينشتاين وممرضته: (السنوات الأخيرة من حياة أينشتاين)
الممرضة: قالت الأرصاد إن الطقس سيكون منعشا.
أينشتاين: ربما غير الله رأيه.
الممرضة: ربما أنت محق، ربما يكره أن يتنبأ أحد بأفعاله.
أينشتاين: أشعر أحيانا بأنه لا يُحب أن يُراقبه أحد، فيقول زملائي لي: إننا نُؤثر على عالم الله بمجرد مراقبته.
الممرضة: كيف يحصل هذا؟
أينشتاين: كيف يحصل هذا؟!! كيف يُمكنكِ أن تراقبي أمرا وفي الوقت ذاته تغيرين طبيعته عبر مراقبته؟!!
أينشتاين: أحيانا أفكر أننا لا نحتاج إلى الله لكي نبدو أغبياء، بل نُجيد ذلك بأنفسنا.
الممرضة: لعل الله لا يُريدنا أن نعرف كل شيء.
أينشتاين: الله حذق لكنه ليس ماكرا.
أينشتاين: لا أؤمن بأنه جعل من كل شيء خارج قدرتنا، ولا أنه يُخفي شيئا عنا، بل هو يطلب منا فقط أن نبحث بجهد أكبر.





إن كان هايزنبرغ على حق، أي أنه من المستحيل أن نقيس سرعة جسيم وموقعه في
الوقت ذاته، فهذا يعني أن بعض الأمور لن تكون أبدا أكيدة، وبالنسبة لأصحاب
نظرية الكم، أفضل ما يُمكن تأمله هو علم مبنيٌ على الاحتمالات، بينما
بالنسبة لأينشتاين وعلى الرغم من اعترافه بقيمة كبيرة لبعض نواحي نظرية
الكم، لم يصدق أن هذه هي الطريقة التي خلق بها الله الكون. وكانت معارضة
أينشتاين الأساسية على ميكانيكا الكم تكمن في كونها لا تناسب عالمه، ولم
يستطع أن يتقبل فكرة اختلاف نتائج ذلك، فمثلا إن قمت بالاختبار ذاته مرتين
بالطريقة ذاتها قد تحصل على نتيجتين متباينتين، وكره فكرة الاستسلام لعالم
الاحتمالات.




إن نظرية الكم تعني بشكل مختصر أن العالم يمكن أن تحدث فيه أمور غريبة جدا، مثلا:
إن كنا نمشي في الشارع فإننا نتوقع أن ينتهي بنا الأمر عند الطرف الآخر،
لكن تمة احتمال محتسب محدود يمكن حله فتصبح في المريخ وتحله مجددا فتصبح
على الأرض من جديد، بالطبع عليك أن تنتظر دهرا لحدوث ذلك، لكن مبدأيا إنه
أمر قد يحدث.




قلق أينشتاين تعدى هذه المبادئ الغريبة، ليبلغ مسألة علمية حاسمة أصبحت
على المحك، فبولادة الميكانيكا الكمية أصبح هناك مجموعتين استثنائيتين من
القواعد داخل الكون:
- قواعد أينشتاين التي تحكم الأجسام الكونية حيث يُمكن التنبؤ بكل شيء
- قواعد ميكانيكا الكم التي تصف القطع الأساسية التي تشكل المواد، وحيث يُمكن وصف كل شيء بواسطة الاحتمالات.




كان أينشتاين نوعا ما جَدُّ نظرية الكم لكنه أصبح يكره حفيده لأنه يرى
العالم بالطريقة ذاتها التي اعتمدها نيوتن، وهي التي يكون فيها العالم
واضحا ومحددا تعلم فيه بكل ما يحصل في أي زمان ومكان، فمع نظرية الكم
تكونت نظرة إلى العالم متناقضة تماما مع عالم أينشتاين الروحي المليء
بالتنبؤات بل إنه كره هذه الفكرة. وبلغ الجدل بين النظريتين ذروته حين
تفجرت مجموعة من النقاشات بين أينشتاين وأحد المدافعين الكبار عن نظرية
الكم، وهو:"نيلز بور"، وقد صُنف الجدل الفيلسوفي بين أينشتاين وبور بأنه
من أعظم الجدالات الفيلسوفية في تاريخ العلم، فقد أصبحت طبيعة الوجود في
حد ذاته مهدَّدَة، كان تصادما لعمالقة العلم.




أينشتاين وبور كانا يحترمان بعضهما، لكنهما كانا في الواقع شخصيتين
مختلفتين، كان أينشتاين مثال الوضوح، كان يرتاح في التكلم مع الملوك
والملكات كما مع الأطفال، لكن بالنقيض عُرف "بور" كونه متحدثا سيئا،
وأحيانا كان من المستحيل أن تفهم ما يقوله. وقد اختلف علم كل واحد منهما،
بدرجة اختلاف شخصيتيهما.




كما لا يُمكن التنبؤ برمية النرد، كذلك كان العالم بنظر "بور"، لكن أينشتاين دحض نظريته بجملته الشهيرة: إن الله لا يلعب النرد.
وما يعنيه بذلك هو أنه عند مستوى أساسي لا يمكن للفيزياء أن تكون قائمة
على الترجيحات. ولكن "نيلز بور" رأى عيبا في نظرية أينشتاين وقال له: لا
يمكنك أن تقول لله ماذا سيفعل بنرده.





المسألة الحاسمة كانت هذه: هل كان أينشتاين بالغ الذكاء، بحيث أنه سيصرف
نظرية عدم التنبؤ من قلب ميكانيكا الكم بكل بساطة؟ أو هل كان العبقري
الكبير على خطأ؟




ارتأى أينشتاين أن تكون أفضل طريقة لتخليص الفيزياء من هذه النظرية هو
تمديد أعظم عمل له: النسبية العامة، ساعيا للتوصل إلى نظرية جديدة، تضم
الجاذبية القوة التي تجمع الأنظمة الشمسية والمغناطيسية الكهربائية أي
القوة التي تصل ذرة بأخرى، وقد أمل أينشتاين في أنه عبر جمع هاتين القوتين
سيزول مبدأ عدم القدرة على التنبؤ ببساطة.


وما كان يبحث عنه أينشتاين يمكن تفسيره برمية نرد، حين ترمي نردا قد يبدو
من غير الممكن التنبؤ بالنتائج لكن الأمر يختلف في المبدأ فإن علمت تماما
سرعة النرد ومقاومة الهواء وكل ما يتعلق برمية النرد يُمكنك عندها التنبؤ
بما إذا كان سيتوقف عند الرقم ستة أو خمسة أو أربعة...




لا يمكن المبالغة في الطموح الذي كان أينشتاين يسعى إليه، فهو إن نجح في
ذلك أثبت أن كافة الظواهر الطبيعية مبنية على أساس مبدأ التوقع، من تحرك
النجوم والكواكب عبر السماء إلى الجزيئات الأساسية التي تشكل عالمنا،
وعندها يوضع عدم التنبؤ في نظرية الكم جانبا، وتصبح نظريته معروفة ب:
نظرية كل شيء.





عندما بدأ أينشتاين يسعى إلى الجمع بين النظريتين (الجاذبية والمغناطيسية
الكهربائية) أراد معادلة ليست أطول من سنتيمترين _____ تسمح له بأن يقرأ
ذهن الله.




حوار بين أينشتاين وممرضته: (السنوات الأخيرة من حياة أينشتاين)
الممرضة: تقرأ ذهن الله!!!! ألن يكون ذلك معقدا؟
أينشتاين: لم قد يكون معقدا؟ لدي إيمان عميق بأنه سيتضح أن قواعد الأرض جميلة وبسيطة.
الممرضة: أليس مستحيلا معرفتها؟
أينشتاين: لم قد يكون الأمر مستحيلا؟
الممرضة: جواب لكل شيء، حتى لك أنت، لشخص ذكي مثلك.
أينشتاين: لست ذكيا، بل فضوليا فحسب، برأيي إن استمريتِ في طرح الأسئلة،
سوف تحصلين على الأجوبة، وحين يكون الحل بسيطا، يكون الله قد أجاب على
سؤالك.




عمل أينشتاين على نظريته الجديدة على امتداد العشرينيات، وخلال تلك الفترة
أصبح مريضا، لكنه ما كان ليترك المرض يعيق تقدمه، فغطى شراشف سريره
بالحسابات، وبدأت الأنباء تتسرب إلى الصحافة، حول دنوه من اكتشاف أمر ما.




في نوفمبر عام 1928 نشرت "نيويورك تايمز" عنوانا عريضا: أينشتاين على بعد
خطوات من اكتشاف عظيم وهو يكره التدخل. انتشرت إشاعة تقول: إن أينشتاين
سينشر نظرية كل شيء ما أدى إلى ضجة إعلامية اضطرت أينشتاين إلى أن يختبئ،
ثم بعد سنوات من العمل وفي الثلاثين من يناير عام 1929 نُشرت النظرية،
وتفجر النبأ في أنحاء العالم فكان حدثا مثيرا إلى درجة أن متجرا في لندن
عرض الصفحات الستة على نوافذه.




وكان هذا منصفا فإذا اتضح أن أينشتاين على حق فستكون ضربة كبيرة لمبدأ
التنبؤ الذي يقع في قلب ميكانيكا الكم، لكن عندما تم النشر بدأ أينشتاين
يعود أدراجه خوفا من أن يكون أخطأ في شيء ما، وحينما بدأ أينشتاين بنفسه
يستعيد الفكرة، زادت قساوة مجتمع الفيزيائيين في التعامل معه، وبشكل خاص
"ولدغين بولي" الذي قال: يبدو أن الله قد تخلى عنه.




الحقيقة الفظيعة كانت أن نظريته الجديدة لم تعجز عن التعامل مع ميكانيكا
الكم فحسب بل تعارضت مع أروع عمل له النسبية العامة، فبعد نشر الوثيقة،
كانت ردة فعل زملائه، النقد الشديد لها واشتكوا من أن أينشتاين قد تراجع
عن بعض الأفكار الأساسية لنظرية النسبية العامة، وتابع أينشتاين البحث
بنفسه لسنة أخرى، لكنه اعترف أخيرا أنها كانت مقاربة خاطئة.





أهين أينشتاين علانية، لكن بالنسبة إليه المعركة لم تنتهي بعد، لأنها
استمرت إلى آخر يوم في حياته، لكنها كانت أوقات عصيبة بالنسبة إليه.


ففي عام 1932 ومع ظهور النازية غادر ألمانيا للمرة الأخيرة، وكونه رجلا
بارزا وُضعت جائزة لقتله، وكان عمله من بين الأعمال التي أحرقت في
الشوارع. في عام 1933 وصل إلى أميركا، وأقام بعدها في مركز الدراسات
المتقدمة في "برينستن"، وكان ذلك هو المكان الأخير الذي أمل أينشتاين في
أن يجد فيه الزمان والمكان المناسبين لكي يهزم أصحاب نظرية الكم ويُكمل
نظرية كل شيء.


كانت توقعات أينشتاين لدى المجيء إلى مركز الدراسات المتقدمة أن يجد فيه
العزلة المناسبة لإكمال عمل حياته ووضع اللمسات الأخيرة على نظرية كل شيء.





لكن فيما استمر العمل في عزلة، كان عالَم الفيزياء يتقدم من دونه، غاص
أينشتاين في نظرية كل شيء، فيما كان يفوته عدد من الاكتشافات الكبيرة،
فخلال سنوات إقامته في "برينستن" كانت ميكانيكا الكم تتحول إلى أهم تحرك
في الفيزياء، وبدأ العالم يتأقلم مع غرابتها، فقد قادت مبادئها نحو
إنجازات تكنولوجية مذهلة، فجهاز "الترانزيستور" الذي وُلد بعده الحاسوب
الذي غير عالمنا، يعتمد على ميكانيكا الكم، والمسرعات التي تعمل على
الجزيئات، كشفت بعد ذلك عن جزيئات ذرية فرعية أخرى، تتصرف بشكل غير متوقع
تماما كما توقعت ميكانيكا الكم، كل هذا بينما أينشتاين يجهل حدوثه آملا أن
تأتي نظرية كل شيء لتحل مكان الأخرى، وبهذا فإن أصبح أينشتاين بنظر مجتمع
الفيزيائيين، عالما فقد كل صلة بالأبحاث العصرية، أصبح قديم الطراز، رفاث
عالِم يستحق الاحترام، لكن بالطبع بقي شخصية سياسية ذات أهمية، لكنه تحول
إلى شخص لا يستحق الوقت، كمفكر من القرن التاسع عشر.



استسلم جسد العالم الكبير ألبيرت أينشتاين للموت في 12/04/1955 ، وبقيت خطته الكبيرة من دون نهاية.





ماذا نستنتج من سنوات أينشتاين الأخيرة؟
- اقترح البعض أن أينشتاين الذهن الأفضل في عصرنا أضاع النصف الثاني من
حياته على حماقة، فعجزه عن تقبل طبيعة ميكانيكا الكم، وفقدانه الصلة
بالفيزياء الحديثة، ضيعا كل الفرص أمام نظريته، نظرية كل شيء.


- في إدراك مؤخر كان من الواضح جدا أن أينشتاين لم يكن لينجح في ذلك
المشروع، فقد كان يُنكر ميكانيكا الكم، وكل أنواع الاكتشافات الأخرى، كان
مشروعا قُدر له الفشل منذ البداية.


وفيما يرى البعض تلك السنوات الأخيرة أنها خيبة أمل، معظمنا لا يُمكنه سوى أن يحلم بتحقيق ما يُوازي إنجازاته.




خلال السنوات الأخيرة كان نتاج أينشتاين مخيبا لكنه من جهة أخرى في
الأربعين من العمر، كان قد زرع بذور القرن العشرين، التي سمحت له بالوقوع
في ما يُسميه البعض فشل حياته. واليوم ثمة فكرة قد تُشكل خلاصا لحلم نظرية
كل شيء، حيث مازال العالَم العصري يحاول أن ينتج نوعا من النظرية الموحدة
لكل القوى، وهو نوعا ما نتاج عمل أينشتاين في القرن الأخير، وحاليا يُعتقد
أن أفضل مرشح لذلك هو: نظرية تسلسل الطاقة.




شاءت سخرية القدر المحزنة أن يكون في قلب نظرية تسلسل الطاقة الأمر الوحيد
الذي لم يتمكن أينشتاين من تقبله: ميكانيكا الكم. يشك البعض في أن
أينشتاين كان ليرفض نظرية تسلسل الطاقة بشكل خاص، وببساطة لأنها تحوي
ميكانيكا الكم بطريقة كان قد عبر عن رفضه القاطع لها، ورغم أنها نظرية
تكمل حلمه نوعا ما، لكنه ما كان ليسعد بها.




كانت حياة أينشتاين حياة لا تخلو من السخرية:
- كان شخصية رئيسة في نمو نظرية الكم، لكنه لم يتقبل نتائجها.
- كان مسالما، لكن معادلته "E=MC2" اتصلت مباشرة بالقنبلة الذرية.
- كان متحدثا رائعا، لكنه أبى ؟أن يستمع إلى نصيحة زملائه.




وفوق كل شيء أثبت صراع أينشتاين مع ميكانيكا الكم:
- أنه وحتى العالِم العظيم لا يستطيع أن يتوصل وحده إلى الموضوعية اللازمة للتنبؤ بحكمة الله.




ونتيجة لذلك فإن نسخة أينشتاين لنظرية كل شيء، على الرغم من جمال نيتها سوف تبقى: السيمفونية الناقصة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

descriptionألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة .... Emptyرد: ألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة ....

more_horiz
شكرا يا هشام على المعلومات الجامدة جدا دى

وفى انتظار المذيد.............

descriptionألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة .... Emptyرد: ألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة ....

more_horiz
موضوع جامد ورائع بجد
بس انا ملاحظه ان معظم الموضوعات اللى فى المنتدى مالهاش مصادر او مراجع فى اخر اى موضوع ياترى ليه
وشكرا

descriptionألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة .... Emptyرد: ألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة ....

more_horiz
جميل اوي يا هشام
علي فكره انا عندي الفيلم بتاع الموضوع ده اسمه السمفونيه الناقصه
einstein unfinished simphony
بس المشكله ان مساحته كبيره 700 ميجا
لو دورت علي
youtube
هتلاقي مقاطع منه الفيلم ده

descriptionألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة .... Emptyرد: ألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة ....

more_horiz
اولا بحب اشكر الجميع علي الردود
وان شاء الله هيبقي فيه الاحسن

gehan كتب:
موضوع جامد ورائع بجد
بس انا ملاحظه ان معظم الموضوعات اللى فى المنتدى مالهاش مصادر او مراجع فى اخر اى موضوع ياترى ليه
وشكرا

اما بالنسبه لخضرتك يا دكتوره جيهان
اانا والله بجمع في المواضيع دي من كل وادي حته وكده علشان كده مش بعرف ااقول مرجعي ايه
بس والله ان شاء الله هقولك في المره الجايه
بس المشكله في التجميع وكده
وشكرا وفي انتظار المزيد منكم

descriptionألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة .... Emptyرد: ألبيرت أينشتاين - السيمفونية الناقصة ....

more_horiz
جزاك الله خيرا يا هشام على الموضوع الاكثر من رائع
امتعنى قراءته ..

دايما على مر التاريخ النظريات الكثيره كانت مجرد افكار اعتبرها الناس فى عصرها مجنونه وخارقه للعقل , لكن اينشتين من العلماء الذين يتصرفوا وفق ايمانهم بانفسهم وأفكارهم
فعلا ربنا ملكنا ملكات كثير بس ندور عليها ونظهرها
...
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد