مهندسو ما تحت الماء
من المعلوم أن الأسماك ليس من عادتها بناء منازل خاصة بها، إلا أن هناك أنواعا منها يسلك سلوكا محيرا, فأسماك المياه العذبة تنشأ لها مساكن خاصة في قيعان البحيرات أو الأنهار أو المياه الراكدة، وغالبا ما تكون على شكل حفر يتم حفرها بين الأحجار أو الرمال، ومثال على ذلك سمك " السلمون " وسمك "البني " فهي تترك بيضها داخل هذه الحفر حتى تفقّس لوحدها. و هناك أنواع أخرى من الأسماك تقوم بحراسة هذا البيض بالتناوب بين الذكر والأنثى عندما يكون البيض مكشوفا والأخطار محيقة . ومعظم أنواع الأسماك تتميز بكون الذكر هو المسؤول عن إنشاء المساكن الخاصة بوضع البيض وحراستها أيضا.
وهناك أسماك تتميز بكون مساكنها أكثر تعقيدا، ومثال ذلك السمك الشوكي الذي يعيش في أغلب المناطق النّهرية والبحيرات في كلّ من أمريكا الشمالية وأوروبا إذ يقوم الذكر بإنشاء أعشاش أكثر اتقانا من أعشاش الطيور، حيث يقوم هذا النوع من السمك بجمع أجزاء من النباتات المائية ومن ثم يلصقها ببعضها البعض عن طريق سائل لزج يفرز من كليّ هذا السّمك ويقوم الذكر بالسباحة حول هذه الخلطة اللزجة والتمسح بها حتى يعطيها شكلا طوليا منتظما وبعدها يثب فجأة سابحا من منتصف هذه العجينة شاقا إياها لكي تصبح على شكل نفق له مخرج ومدخل ويمر من خلاله الماء، و إذا حدث أن مرت أنثي بالقرب من هذا النفق العش يقوم الذكر بمغازلتها بالسباحة حولها جيئة وذهابا حتى يذهب بها إلى مدخل النفق الذي يحاول أن يدلها عليه عن طريق مقدمة رأسه، وعندما تبيض الأنثى داخل هذا النفق يدخل الذكر من المقدمة دافعا الأنثى إلى الخارج عن طريق المؤخرة. وهكذا تعاد العملية مع عدة أثاث وهدف الذكر من دخول النفق وطردهم إياهن هو تلقيح البيض. وعندما يمتلأ النفق بالبيض يبدأ الذكر بحراستها ويثابر على السماح بدخول الماء العذب إلى النفق، ومن جانب آخر يقوم بترميم الأجزاء التالفة منه، ويستمر في حراسة النفق حتى بعد عدة أيام من فقس البيض. وفيما بعد يقوم بقطع الجزء العلوي من النفق تاركا السفلي لمعيشة الصغار (48).
كيف تنجح الحيوانات في إنجاز هذا العمل ؟
تصوّروا إنسانا ليست لديه أية معرفة بالعمارة ولا عمل في قطاع البناء أبدا وليست لديه خبرة في تحضير المواد الأولية للبناء ولا عن كيفية البناء ومع هذا يقوم بإنشاء مسكن بكل براعة وإتقان, كيف يحصل هذا؟ هل يستطيع أن يفعل ذلك لوحده ! بالتأكيد لا، فالإنسان الذي يعتبر مخلوقا عاقلا وذا منطق من الصعوبة أن يسلك هذا السلوك .
إذن هل من الممكن أن تسلك هذه الحيوانات سلوكا يتطلب ذكاء وقابلية ؟ إنّ أغلب الحيوانات لا فقط لا تملك مخا وإنما تفتقر إلى جهاز عصبي ولو بسيط ولكنّها مع ذلك تقوم بحسابات دقيقة جدا عند إنشائها لأعشاشها، وتطبق قوانين الفيزياء وتستخدم أساليب تتطلب مهارة خاصة بالنسيج والخياطة، إضافة إلى إيجادها حلولا أمام كلّ المشاكل التي تعترض سبيلها أو سبيل صغارها وبصورة عملية تماما. وتعد هذه الحيوانات لنفسها خلطة البناء بصورة طبيعية ومتقنة فضلا عن تركيبها وصفة خاصة لعزل عشها عن تأثيرات البيئة السلبية. ولكن هل يعرف الطير أو الدب القطبي معنى العازل الحراري؟ وهل يفكر هذا الحيوان أو ذاك بضرورة تدفئة عشه أو عرينه ؟ والواضح أن هذه الاستنتاجات الفكرية لا يمكن أن تصدر من هذه الحيوانات، إذن كيف اكتسبت هذه الحيوانات مثل هذه الخبرة والمهارات؟
و هذه الحيوانات تتّصف كذلك بأنها مثابرة وصبورة جدا في إنشائها لمساكنها على الرغم من أن هذه المساكن تكون في أغلب الأحيان محلاّ لسكن صغارها فقط.
هناك تفسير واحد لهذه العقلانية والمنطقية والتفاني في سلوك هذه الحيوانات, إنه الإلهام الإلهي. فالبارئ المصور خلقها بهذه الصورة الكاملة وألهمها هذا السلوك كي تحافظ على نسلها وعلّمها الدفاع عن النفس و الصّيد و التّكاثر كلّ بأسلوبه الخاص الذي يميّزه باعتباره نوعا حيوانياّ مختلف، هو الله الحافظ الرّحمان الذي رحمته وسعت كل شيء وبرحمته هذه علّم هذه الحيوانات كيفية بناء أعشاشها وفق تخطيط بارع و متقن، وما الكلام عن "التطور" و من أن " الطبيعة الأم" أو المصادفات هي التي علمت الكائنات الحية هذه الأنماط السلوكية سوى تخبط لا أساس له سواء فكريا أو علميا، وما سلوك الحيوانات هذا سوى إلا إلهام إلهي ورحمة واسعة من لدن الرحمن الرحيم .
سبحان الله
من المعلوم أن الأسماك ليس من عادتها بناء منازل خاصة بها، إلا أن هناك أنواعا منها يسلك سلوكا محيرا, فأسماك المياه العذبة تنشأ لها مساكن خاصة في قيعان البحيرات أو الأنهار أو المياه الراكدة، وغالبا ما تكون على شكل حفر يتم حفرها بين الأحجار أو الرمال، ومثال على ذلك سمك " السلمون " وسمك "البني " فهي تترك بيضها داخل هذه الحفر حتى تفقّس لوحدها. و هناك أنواع أخرى من الأسماك تقوم بحراسة هذا البيض بالتناوب بين الذكر والأنثى عندما يكون البيض مكشوفا والأخطار محيقة . ومعظم أنواع الأسماك تتميز بكون الذكر هو المسؤول عن إنشاء المساكن الخاصة بوضع البيض وحراستها أيضا.
وهناك أسماك تتميز بكون مساكنها أكثر تعقيدا، ومثال ذلك السمك الشوكي الذي يعيش في أغلب المناطق النّهرية والبحيرات في كلّ من أمريكا الشمالية وأوروبا إذ يقوم الذكر بإنشاء أعشاش أكثر اتقانا من أعشاش الطيور، حيث يقوم هذا النوع من السمك بجمع أجزاء من النباتات المائية ومن ثم يلصقها ببعضها البعض عن طريق سائل لزج يفرز من كليّ هذا السّمك ويقوم الذكر بالسباحة حول هذه الخلطة اللزجة والتمسح بها حتى يعطيها شكلا طوليا منتظما وبعدها يثب فجأة سابحا من منتصف هذه العجينة شاقا إياها لكي تصبح على شكل نفق له مخرج ومدخل ويمر من خلاله الماء، و إذا حدث أن مرت أنثي بالقرب من هذا النفق العش يقوم الذكر بمغازلتها بالسباحة حولها جيئة وذهابا حتى يذهب بها إلى مدخل النفق الذي يحاول أن يدلها عليه عن طريق مقدمة رأسه، وعندما تبيض الأنثى داخل هذا النفق يدخل الذكر من المقدمة دافعا الأنثى إلى الخارج عن طريق المؤخرة. وهكذا تعاد العملية مع عدة أثاث وهدف الذكر من دخول النفق وطردهم إياهن هو تلقيح البيض. وعندما يمتلأ النفق بالبيض يبدأ الذكر بحراستها ويثابر على السماح بدخول الماء العذب إلى النفق، ومن جانب آخر يقوم بترميم الأجزاء التالفة منه، ويستمر في حراسة النفق حتى بعد عدة أيام من فقس البيض. وفيما بعد يقوم بقطع الجزء العلوي من النفق تاركا السفلي لمعيشة الصغار (48).
كيف تنجح الحيوانات في إنجاز هذا العمل ؟
تصوّروا إنسانا ليست لديه أية معرفة بالعمارة ولا عمل في قطاع البناء أبدا وليست لديه خبرة في تحضير المواد الأولية للبناء ولا عن كيفية البناء ومع هذا يقوم بإنشاء مسكن بكل براعة وإتقان, كيف يحصل هذا؟ هل يستطيع أن يفعل ذلك لوحده ! بالتأكيد لا، فالإنسان الذي يعتبر مخلوقا عاقلا وذا منطق من الصعوبة أن يسلك هذا السلوك .
إذن هل من الممكن أن تسلك هذه الحيوانات سلوكا يتطلب ذكاء وقابلية ؟ إنّ أغلب الحيوانات لا فقط لا تملك مخا وإنما تفتقر إلى جهاز عصبي ولو بسيط ولكنّها مع ذلك تقوم بحسابات دقيقة جدا عند إنشائها لأعشاشها، وتطبق قوانين الفيزياء وتستخدم أساليب تتطلب مهارة خاصة بالنسيج والخياطة، إضافة إلى إيجادها حلولا أمام كلّ المشاكل التي تعترض سبيلها أو سبيل صغارها وبصورة عملية تماما. وتعد هذه الحيوانات لنفسها خلطة البناء بصورة طبيعية ومتقنة فضلا عن تركيبها وصفة خاصة لعزل عشها عن تأثيرات البيئة السلبية. ولكن هل يعرف الطير أو الدب القطبي معنى العازل الحراري؟ وهل يفكر هذا الحيوان أو ذاك بضرورة تدفئة عشه أو عرينه ؟ والواضح أن هذه الاستنتاجات الفكرية لا يمكن أن تصدر من هذه الحيوانات، إذن كيف اكتسبت هذه الحيوانات مثل هذه الخبرة والمهارات؟
و هذه الحيوانات تتّصف كذلك بأنها مثابرة وصبورة جدا في إنشائها لمساكنها على الرغم من أن هذه المساكن تكون في أغلب الأحيان محلاّ لسكن صغارها فقط.
هناك تفسير واحد لهذه العقلانية والمنطقية والتفاني في سلوك هذه الحيوانات, إنه الإلهام الإلهي. فالبارئ المصور خلقها بهذه الصورة الكاملة وألهمها هذا السلوك كي تحافظ على نسلها وعلّمها الدفاع عن النفس و الصّيد و التّكاثر كلّ بأسلوبه الخاص الذي يميّزه باعتباره نوعا حيوانياّ مختلف، هو الله الحافظ الرّحمان الذي رحمته وسعت كل شيء وبرحمته هذه علّم هذه الحيوانات كيفية بناء أعشاشها وفق تخطيط بارع و متقن، وما الكلام عن "التطور" و من أن " الطبيعة الأم" أو المصادفات هي التي علمت الكائنات الحية هذه الأنماط السلوكية سوى تخبط لا أساس له سواء فكريا أو علميا، وما سلوك الحيوانات هذا سوى إلا إلهام إلهي ورحمة واسعة من لدن الرحمن الرحيم .
سبحان الله