طفيلي البلهارسيا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تعد طفيليات البلهارسيا من أهم الديدان المفلطحة التي تعيش في الأوعية الدموية للإنسان وغيره من الفقاريات، وتسبب للإنسان مرضا خطيرًا يؤثر على أغلب أعضاء الجسم، وهو مرض البلهارسيا
تأتي البلهارسيا بعد الملاريا من حيث الطفيليات ذات الأهمية من الناحية الاقتصادية و الصحية والاجتماعية التي تؤثر على المجتمع في المناطق الحارة .
> 500 - 600 مليون شخص في العالم معرضون للمرض .
> 200 مليون شخص في المناطق الزراعية في العالم يصابون بالبلهارسيا .
> 120 مليون شخص يمرضون وتظهر لديهم أعراض المرض .
> 20 مليون شخص يعانون متاعب شديدة من المرض .
> يصاب في الغالب الأطفال أقل من 14 سنة .
ما هي البلهارسيا ؟
هو مرض طفيلي ينتج عن اختراق الطور المعدي من دورة حياة البلهارسيا "السركاريا" لجسد الإنسان،
وسمي المرض باسم بلهارسيا نسبة الى الطبيب الالماني تيودور بلهارس الذي اكتشف المرض عام 1851م . ويمكن القول ان مرض البلهارسيا مستوطن في أفريقيا (وخصوصاً في مصر) ومناطق عديدة في الشرق الأوسط (ومن بينها المملكة العربية السعودية) وأمريكا الجنوبية، إضافة إلى دول عديدة في قارة آسيا.
أنواع البلهارسيا :
يوجد 5 أنواع من طفيل البلهارسيا التي تصيب الإنسان من أهمها :
> البلهارسيا الأمعائية schistosoma mansoni وهي تصيب الكبد بالتليف .
> البلهارسيا البولية schistosoma haematobium وهي تصيب المثانة بالتليف وتعرضه لسرطان المثانة و الفشل الكلوي
نبذة تاريخية
تيودور بلهارس
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يدين المصابون بمرض البلهارسيا حول العالم وفي مصر خصوصا، لهذا الرجل بالشكر والعرفان
فالجملة الطبية الشهيرة بأن معرفة الداء هي نصف الدواء، تصف ذلك الدور الذي قام به "تيودور ماكسميليان بلهارس"،
فبرغم أن دوره لم يتعد مجرد نقطة وحيدة على حرف في كلمة، فإنه استطاع بهذه النقطة أن يكون جملة مفهومة..
في العام 1850 عثر "جورج إبيرس" على بردية مصرية قديمة في مدينة الأقصر كتبت قبل أكثر من 1550 عاما قبل الميلاد،
وسميت هذه البردية بعد ذلك ببردية "إبيرس"، وتعتبر هذه البردية هي أكبر وأهم بردية طبية مصرية، حيث وصف الطبيب المصري
القديم دودة غريبة الشكل تدعى (HRRW)، كما وصف أعراض مرض غريب ومضاعفاته، وطرق الوقاية منه أيضا.
وفي 1910 اكتشف العالم الإنجليزي الشهير الدكتور "أرموند روفر"، أن بويضات البلهارسيا
موجودة في كلى كثير من المومياوات المصرية التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 1300 سنة قبل الميلاد، وأن مضاعفات البلهارسيا البولية ظاهرة في الحالبين والمثانة.
وهكذا ظلت هذه الدودة تعادي المصريين، وتمتص دماءهم لآلاف السنين، وظلت لغزا صعب الحل يستنزف قوى المصريين وطاقاتهم،
ويجعل حياتهم أكثر مشقة وصعوبة في ظل حياتهم المرتبطة بالزراعة والري..
حتى جاء "تيودور بلهارس" الطبيب الألماني إلى مصر عام 1850، ولم يمض سوى عام واحد على إقامته في مصر حتى
أهدى أهلها اكتشافه الأول والأخير، وسجل اسمه في كتب التاريخ بالتالي.
"تيودور ماكسمليان بلهارس"
ولد "بلهارس" في سيجمارنجن بألمانيا في 23 مارس 1825، وقد أظهر منذ طفولته ميلا لدراسة العلوم الطبيعة،
وأتم دراسته الجامعية في الفلسفة والآثار القديمة في فرايبورج 1845، ثم توجه إلى توبنجين لدراسة الطب، وتخرج فيها عام 1850 بعدما حصل على مؤهله العلمي.
وفي العام نفسه أقنعه أستاذه "فيلهلم جريزنجر" بالسفر معه إلى مصر للعمل كمساعد معه،
حيث وجه إليه خديوي مصر الدعوة للعمل كمدير لهيئة الصحة ورئيس اللجنة الصحية المصرية، وهكذا توجه "بلهارس" إلى مصر،
وقد قدم إليه أساتذته في علم التشريح نصيحة بأن يهتم اهتماما خاصا ببحث الأسماك الكهربائية الموجودة في نهر النيل،
وأن يدرس بإمعان وعناية موضوع الطفيليات التي تصيب جسم الإنسان.
وفي 28/1/1851، أشار "بلهارس" إلى أنه قد اكتشف شيئا رائعا، حيث تبين أثناء تشريحه لأجساد بعض المصريين، وجود دودة من النوع الماص يبلغ طولها سنتيمتراً واحداً، وقد وجدها في الدم والكبد والمثانة وفي مواضع أخرى من الجسد، هذه الدودة أطلق عليها اسم Distanum Heamatobium، وأطلق العلماء اسم Bilharzia Heamatobium على المرض الخطير الذي يسببه توغل تلك الدودة في جسد المصاب، تخليدا لمكتشفها "تيودور بلهارس".
يدين المصابون بمرض البلهارسيا حول العالم وفي مصر خصوصا، لهذا الرجل بالشكر والعرفان
فالجملة الطبية الشهيرة بأن معرفة الداء هي نصف الدواء، تصف ذلك الدور الذي قام به "تيودور ماكسميليان بلهارس"،
فبرغم أن دوره لم يتعد مجرد نقطة وحيدة على حرف في كلمة، فإنه استطاع بهذه النقطة أن يكون جملة مفهومة..
في العام 1850 عثر "جورج إبيرس" على بردية مصرية قديمة في مدينة الأقصر كتبت قبل أكثر من 1550 عاما قبل الميلاد،
وسميت هذه البردية بعد ذلك ببردية "إبيرس"، وتعتبر هذه البردية هي أكبر وأهم بردية طبية مصرية، حيث وصف الطبيب المصري
القديم دودة غريبة الشكل تدعى (HRRW)، كما وصف أعراض مرض غريب ومضاعفاته، وطرق الوقاية منه أيضا.
وفي 1910 اكتشف العالم الإنجليزي الشهير الدكتور "أرموند روفر"، أن بويضات البلهارسيا
موجودة في كلى كثير من المومياوات المصرية التي يرجع تاريخها إلى أكثر من 1300 سنة قبل الميلاد، وأن مضاعفات البلهارسيا البولية ظاهرة في الحالبين والمثانة.
وهكذا ظلت هذه الدودة تعادي المصريين، وتمتص دماءهم لآلاف السنين، وظلت لغزا صعب الحل يستنزف قوى المصريين وطاقاتهم،
ويجعل حياتهم أكثر مشقة وصعوبة في ظل حياتهم المرتبطة بالزراعة والري..
حتى جاء "تيودور بلهارس" الطبيب الألماني إلى مصر عام 1850، ولم يمض سوى عام واحد على إقامته في مصر حتى
أهدى أهلها اكتشافه الأول والأخير، وسجل اسمه في كتب التاريخ بالتالي.
"تيودور ماكسمليان بلهارس"
ولد "بلهارس" في سيجمارنجن بألمانيا في 23 مارس 1825، وقد أظهر منذ طفولته ميلا لدراسة العلوم الطبيعة،
وأتم دراسته الجامعية في الفلسفة والآثار القديمة في فرايبورج 1845، ثم توجه إلى توبنجين لدراسة الطب، وتخرج فيها عام 1850 بعدما حصل على مؤهله العلمي.
وفي العام نفسه أقنعه أستاذه "فيلهلم جريزنجر" بالسفر معه إلى مصر للعمل كمساعد معه،
حيث وجه إليه خديوي مصر الدعوة للعمل كمدير لهيئة الصحة ورئيس اللجنة الصحية المصرية، وهكذا توجه "بلهارس" إلى مصر،
وقد قدم إليه أساتذته في علم التشريح نصيحة بأن يهتم اهتماما خاصا ببحث الأسماك الكهربائية الموجودة في نهر النيل،
وأن يدرس بإمعان وعناية موضوع الطفيليات التي تصيب جسم الإنسان.
وفي 28/1/1851، أشار "بلهارس" إلى أنه قد اكتشف شيئا رائعا، حيث تبين أثناء تشريحه لأجساد بعض المصريين، وجود دودة من النوع الماص يبلغ طولها سنتيمتراً واحداً، وقد وجدها في الدم والكبد والمثانة وفي مواضع أخرى من الجسد، هذه الدودة أطلق عليها اسم Distanum Heamatobium، وأطلق العلماء اسم Bilharzia Heamatobium على المرض الخطير الذي يسببه توغل تلك الدودة في جسد المصاب، تخليدا لمكتشفها "تيودور بلهارس".
ومن أشهر الارتباطات المصرية بمرض البلهارسيا، موت عندليب الأغنية العربية "عبد الحليم حافظ" نتيجة مضاعفات هذا المرض، والإعلان المصري الشهير لمكافحة البلهارسيا والعادات الخاطئة المرتبطة بالترع والمصارف في الريف المصري.
"اطلع ياض يا عيد من المَيّة ياض، البلهارسيا هرت جتتك، طول ما تدي ظهرك للترعة، عمر البلهارسيا في جتتك ما ترعى.."!!
ومرض البلهارسيا سيظل مرتبطا لفترة أطول بذاكرة الصينيين بسبب واقعة حدثت عام 1950، عندما عزمت حكومة الصين على غزو جزيرة قريبة منها وهي جزيرة "فرموزا" وحتى تتمكن قواتها من النجاح في عملية الغزو قامت الحكومة بتدريب الجنود على كيفية اقتحام هذه الجزيرة التي تحيط بها المياه، وكان التدريب يتم في أنهار الصين المختلفة كبيئة مشابهة إلا أنها لم تعمل حسابا للعدو الحقيقي المتربص بالجنود في مياه الأنهار، وهو الطور المعدي "السركاريا"، وعند بدء تنفيذ عملية الغزو، كانت أعراض الإصابة المختلفة بمرض البلهارسيا تتضح على أجساد الجنود الصينيين، وأنهكت هذه الأعراض وما تلاها من الإصابة بالمرض أجساد الجنود مما أدى إلى إصدار القرار من الحكومة الصينية بإلغاء عملية الغزو نهائيا..
عشق "بلهارس" مصر، فدرس اللغة العربية حتى أتقنها، وألقى المحاضرات في مدرسة الطب بالقاهرة حتى أصبح أستاذا في علم التشريح، وأدى للمصريين خدمة عظيمة باكتشافه الطور المعدي من طفيل البلهارسيا، وأعان المستشرقين بعشقه لمصر ودراسته وشغفه بتاريخها وآثارها الفرعونية والإسلامية.
وكأنما انتظر الموت حتى ينهي "بلهارس" مهمته على أكمل وجه ليقتنصه بأحد جنوده، والذي كان "بلهارس" يقاوم ويحارب للقضاء عليه، ففي مارس 1862، صاحب الأمير "هرتسوج أرنست فون كوبورج" في رحلته إلى الحبشة، وأثناء علاجه لأحد المرضى بالتيفويد، انتقلت إليه العدوى وتوفي بعدها بأسبوع في القاهرة، وعمره لم يتجاوز 38 عاما.
يتبع ....