[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم آخر
ابتسامة له , حين رأى أصحابه في المسجد يصلون
ابتسم لأن الراعي اطمأن على رعيته قبل الرحيل , والأستاذ
اطمأن على تلامذته قبل الامتحان , وتركهم على الدرب سائرين , وبه مستمسكين , حتى اذا ما بعثه الله يوم القيامة ظن
أن أمته سارت على ما ترك أصحابه عليه , فيقول مشفقا حين يرى نفرا من أمته يصرف عن حوضه : ( يارب
أمتي أمتي ) فيقال له : يا محمد انك لا تدري ما أحدثوا بعدك ؟
أتدري ما أحدثوا بعدك يا رسول الله ؟
اشتروا بهديك ضلال الكفار , واستبدلوا بشريعتك شريعة
الأغيار , واستبدلوا
بأكل الحلال التعامل بالربا وأكل الحرام , وبالحض على الفضيلة الحث
على الرذيلة ,
وهجروا كتاب ربهم حتى أعلن شكواه لمولاه صريحة مدوية : ( يارب ان قومي اتخذوا هذا القرآن
مهجورا )
صاروا لايعرفون من الاسلام الا اسمه , ومن القرآن الا
رسمه , صاروا قدواتهم فساقهم , ونجومهم فجارهم , وشرارهم أئمتهم
فسد الشباب , وتبرجت النساء , وفشا الداء , وتفرق
الزعماء , واتبعنا الهوى , وجاهرنا بالفسق , وتباهينا بالحرام , وتبجحنا بمبارزة الملك
العلام بالذنوب والآثام
,
أليس هذا هو حالنا ؟ أليس هذا عارنا ؟