السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
النيازك مفردها (نيزك)، وهي أكبر من الشهب، هي قطع صخور تسبح في الفضاء، وعندما تمر قرب الأرض فإن الجاذبية الأرضية تسحبها إليها، وحين تدخل الغلاف الجوي الأرضي فإنها تحتك بالهواء، وترتفع حرارتها، ومرورها بالغلاف الجوي وارتفاع درجة حرارتها وسقوطها السريع يجعلها تبدو لامعة كالنجوم التي تتحرك بسرعة، فأعتقد البعض أنها نجوم ساقطة.
إن غلافنا الجوي هو الحارس الأمين الذي يحمي البشر من الأجسام الفضائية، ولكن يحدث أحياناً أن تكون تلك الأجسام قوية وكبيرة بحيث تستطيع مقاومة جحيم الاحتكاك، فتتمكن من اختراق الغلاف الجوي، وتضرب سطح كوكب الأرض، وفي هذه الحالة يُطلق عليها (نيازك). وأمكن تصنيف هذه النيازك في أصناف ثلاثة هي:
· النيازك الحديدية، وهي تحتوي على نسبة ضئيلة من النيكل.
· النيازك الصخرية التي يغلب أن تكون كثافتها أعلى من كثافة الأحجار الطبيعية
· النيازك الحديدية الصخرية التي تأخذ شكلاً أسفنجيا
وتكون قوة اندفاع النيزك كبيرة جداً، ولذلك فإن ارتطامه بالأرض يؤدي عادة إلى تكوين حفرة عميقة، وتوجد عدة أمثلة لحوادث سقوط النيازك في جهات متفرقة من العالم، ففي صحراء أريزونا مثلاً استطاع أحد النيازك أن يحفر حفرة يبلغ قطرها كيلوا متر وعمقها 250 متراً . بحيث تبدوا وكأنها فوهة بركان. وقد قدر وزن النيزك الذي حفرها نحو خمسة ملايين طن .
وتسقط النيازك الصغيرة بأعداد هائلة يومياً، أما الكبيرة نسبياً التي تكون كتلتها في حدود عشرة كيلوجرامات أو تزيد فهي قليلة، ولا يزيد عددها في اليوم الواحد عن خمسة . . . وهناك نيازك ضخمة جداً، قد يصل وزنها إلى عشرات الأطنان، وهي نادرة جداً، ولا تصطدم بالأرض إلا كل قرن في المتوسط، أحدث هذه النيازك العملاقة أطلق عليه ( تايجا ) نسبة إلى المنطقة التي ضربها في سيبيريا بشرق روسيا، عام 1947م.
تتكون النيازك إما من الصخر أو من الحديد ، وأضخم نيزك حديدي معروف هو الذي سقط في جنوب إفريقيا ، وكان يزن نحو خمسين طناً، أما أكبر نيزك صخري فكان وزنه نحو طنين وسقط في الصين.
تأتي النيازك من كوكب المريخ أو من القمر أو من الكويكبات أو من المذنبات، ويمكن التعرف على مصدرها بتحليل المواد التي تتكون منها، فإذا تشابهت مع المواد الموجودة في كوكب المريخ مثلاً، فيمكن القول بأن تلك النيازك قادمة من هذا الكوكب. ويهتم العلماء كثيراً بالتحليل الدقيق للنيازك التي تصل إلى كوكب الأرض، يدفعهم إلى ذلك الرغبة في حل أسرار الكون، من خلال تحليل نماذج ( النيازك ) لم يحدث لها أي تعديل، فهي على حالها منذ آلاف الملايين من السنيين، عندما نشأت المجموعة الشمسية .
في منطقة حديثة في محافظة الأنبار في العراق توجد حفرة كبيرة من أثر سقوط نيزك تسمى هذه الحفرة (بالخسفة) كثيرا ما يقصدها الجيولجيون لدراسة مكونات تربتها. وفي ذات مرة كان مزارع يحرث حقله في يوركشاير في بريطانيا سقط على بعد تسعة أمتار منه نيزك وزنه 25 كيلو غراما.
وقد أرتطم بالأرض نيزكا وقع في منطقة سيبيريا في يوم 30 يونيو 1908م، وكان نيزكا صغيرا ودمر 2000كم2 من الغابات. وكذلك سقط نيزك ضخم في أريزونا بالولايات المتحدة وأحدث فوهة قطرها يربو على الكيلو متر. ومنذ وقت ليس بالبعيد في عام 1947م، سقط نيزك في سيبريا وأحدث انفجارا هائلا.
وهناك نظرية علمية ترى إن انقراض ( الديناصورات)، سببه نيزك عملاق ضرب الكرة الأرضية، فقبل أكثر من 65 مليون سنة كانت (الديناصورات) تعيش على الأرض وفجأة ضربها نيزك عملاق عندما سقط على سطحها وكان يبلغ عرضه حوالي عشرة كيلومترات وسرعته 90 ألف كم/ساعة. وتسبب في القضاء على (الديناصورات)، وتدمير النباتات والأحياء في نطاق آلاف الكيلومترات من موقع سقوطه على الحافة الجنوبية لقارة أمريكا الشمالية. وأباد ما يعادل 70 % من الأحياء من شدة الاصطدام ومن البرد والجليد حيث اجتاح الكرة الأرضية عصر جليدي طويل لم يبق على الديناصورات والحياة بأشكالها المختلفة فوق سطح الأرض ،سواء أكانت نباتية أم حيوانية، ولم يعد لها وجود في سجلات الحفريات القديمة. وتطورت بعده الثدييات وظهر الإنسان.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وفي بداية التسعينات من القرن الماضي عثر العلماء على فوهة هذا الجرم النيزكي وقطرها (180) كم في شبه جزيرة يوكاتان بالمكسيك وقدرت قوته التدميرية بآلاف القنابل الذرية كالتي ألقيت فوق هيروشيما. وفي عام 1994م أنتبه العلماء لخطورة الأجسام القادمة من الفضاء والتي ترتطم بكوكبنا ولاسيما بعد حادثة المذنب (شوميكر – ليفي) الذي ضرب كوكب المشتري ثم عادت شظاياه بعد أسبوع تصطدم بهذا الكوكب من جديد ونتج عن هذا الاصطدام ما قوته أكبر مما ننتجه من أسلحة الدمار الشامل على الأرض وحدث أيضاً ارتفاع لدرجات الحرارة حتى بلغت ثلاثة أضعاف درجة حرارة سطح الشمس ولو كان هذا الارتطام قد حدث معنا لأصبحت الأرض بما فيها هباءً منثوراً ولأصبحنا في خبر كان
هناك مصادر للنيازك (asteroids)، بالمجموعة الشمسية من بينها حزام الكويكبات بين كوكبي المريخ والمشتري. وتسير النيازك في مدارات بيضاوية بين الكوكبين. والنيازك صخرية. وتعتبر البقايا أو (النفايات) الناتجة من تشكيل الكواكب بالمجموعة الشمسية. ويسمى النيزك نيزكا عند ارتطامه بالكواكب. ولكن للغلاف الجوي للأرض دورا في حمايتنا من النيازك حيث يحولها لشهب محترقة. ولكن رغم هذا, فالارتطام النيزكي يشكل تهديداً حقيقياً لكوكبنا. وقلما يصل نيزك إلى سطح الأرض، أنه يحترق في الغلاف الجوي. والنيازك التي وصلت سطح الأرض وجد أنها تتركب من نفس العناصر الكيميائية لباقي أجرام المجموعة الشمسية بما فيها كوكب الأرض .
وأكبر نيزك أمكن مشاهدته هو نيزك (سيرس _ 1) الذي قطره 950 كم، (فستا 44 ) الذي قطره 550 كم، وأمكن رصد حوالي 200 نيزك أقطارها أكبر من 97كم كما توجد آلاف من النيازك الصغيرة. وكل كتلة النيازك في مجموعتنا الشمسية اقل كثيرا من كتلة القمر. والنيازك الكبيرة كروية تقريبا وقطرها أقل من 160 كم وأشكالها غير منتظمة. ودون النظر لحجمها تدور معظمها حول نفسها في محورها كل 5 – 20 ساعة. وبعضها لها أقمار تابعة. وقلة من العلماء يعتقدون أن النيازك هي بقايا كوكب سابق. وكانت هذه البقايا يمكن أن تشكل كوكبا له حجم يحتل مكانا بالنظام الشمسي لكن ما حال دون ذلك وجود تأثير جاذبية كوكب المشتري العملاق. وبعض النيازك تتحطم بسبب الاصطدام ببعضها