--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
ريشة فى مهب الريح
كثيرا ما يمر عليك احد الايام لتجلس تفكر فيه مع نفسك وتقول ( انا اتخلقت ليه ؟ ) وتتسائل ايضا ( يا ترى انا رايح فين وايه هدفى فى الحياة ؟ ) .... !
اكيد يا صديقى مرت عليك هذه الخواطر من قبل ودعنى اقول لك شيئا وقد قلته فى كثير من ردودى السابقة انك تحيا لتعبد الله وتعمر الارض وهذه هى الحياة ولكنك دون ذلك تكون ( عايش ) مش ( حى ) ...! عايش بمعنى ان الدماء تجرى فى عروقك وتتنفس و جسمك يمارس جميع وظائفه الحيوية بكفاءة تامة ... هكذا تكون عايش , ولكن كيف تكون حى ؟ ان الحياة لها علاقة بالروح ... ان الانسان روح ومادة و لذلك يجب ان تهتم بروحك كما تهتم بالاكل والشرب والملبس الى اخر الاشياء التى تتعلق بكينونتك المادية ... والاهتمام بالروح يأتى من خلال القرب الى الله بالعبادات والطاعات والعمل الصالح واعمار الارض بالذرية الصالحة ... هى دى الامانة التى أبت الجبال ان تحملها وتحملها الانسان ليجعله الله خليفته فى الارض .
ولكى اقرب لك الموضوع اكثر دعنى اقول لك ناذا تفعل لو انت عايش
تكون تصرفاتك كلها عبارة عن ردود افعال مش اكتر ... اى تكون فاقد للمبادرة
غير قادر على تحمل المسئولية وبتهرب منها طول الوقت
لا يوجد هدف واضح للحياة .... بمعنى اخر ( عايش وخلاص )
لا يوجد مكان للصلاة وقراءة القران فى حياتك لأنك فاقد للشئ الذى يجعلك حى وهو الاهتمام بالجانب الروحى فى حياتك الذى يميزك عن الحيوان ..!
لو انت عايش فقط ستكون سلبى فى قراراتك فى طموحك فى تحديد اهدافك بالاضافة لعلاقة مضطربة مع اللع وعلاقة مضطربة مع الاهل ايضا ... لماذا ؟ لأنك مش متصالح مع نفسك يا عزيزى و تعالى نشوف ايه الحاجات اللى المفروض تعملها لو عايز تبقى حى ولا تكون مجرد ريشة فى مهب الريح ......
رحلة التغيير
ان رحلة التغيير ليست صعبة يا صديقى و لكنها ايضا ليست سهلة ... انها تشمل مجموعة من القوانين التى لو التزمت بها ستختلف حياتك للافضل 180 درجة وستصبح انسان حى ان شاء الله واول هذه القوانين :
1. غير ما بنفسك
وهنا نقف وقفة ونسأل ... هل فعلا ممكن تغيير الحياة ببساطة وبسرعة ؟ طبعا ممكن تغيير الحياة بسرعة ... كم من شخص تغيرت حياته بسبب كلمة سمعها او موقف رأه او شخص قابله .. هذا دليل على مرونة الحياة وقابليتها للتغيير ... تمام ؟
ولكن التغيير الحقيقى يبدأ بالنفس ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .... الانسان العايش يحتاج الى التغيير فى الفكر والمعتقدات ... وتغيير الافكار من الممكن ان يغير البشرية كلها مش فرد واحد ....! ان الموضوه مهم جدا يا صديقى ومثمر جدا لو تم اخذه بشئ من الجدية ... ولكن ما هى اول خطوة حتى تغير ما بنفسك ؟؟
2. بداية التغيير
عشان نغير الفكر لازم نفهم نقاط مهمة جدا
ان احنا بنتواصل مع العالم من حوالينا عن طريق حواسنا ... السمع , البصر , اللمس , التذوق والشم ... ولكن هل حواسنا مطلقة مالهاش حدود ؟؟ بالتأكيد لأ ... من نعم الله علينا ان حواسنا محدودة ... تخيل لو كنت تقدر بعينك المجردة انك تشوف اللى بيشوفه الميكروسكوب ...! ماكنتش هاتقدر تبص فى وش حد .. لأنك هاتبقى شايف المسام والجبال والوهدان اللى فى جلده بمنتهى الوضوح ..!
تخيلت المنظر ؟
ولكن مادوره فى قصتنا ؟
دوره ان احنا بنستفيد من كده ان الصورة اللى بنكونها فى عقولنا عن العالم من حوالينا عن طريق حواسنا المحدودة ... فكل واحد بيكون صورة او خريطة للعالم من حواليه عن طريق هذه الحواس المحدودة , عشان كده خرائط الناس او النظارات اللى لابسينها بيبصوا منها للدنيا من حواليهم بتختلف من حيث الدقة والصحة وعشان نفهم الدنيا من حوالينا صح محتاجين الخريطة الصحيحة ومحتاجين نتكامل مع الاخرين لأن محدش فينا عنده رؤية كاملة وهذه النقطة بالذات اتوجه بها لكل انسان عايش على خلاف مع اهله و ( متربس دماغه ) ان هو اللى صح وهما اللى غلط وانه ممكن يعيش من غيرهم .. غلط يا صديقى لابد من التكامل مع الاخرين كخطوة فى سبيل تغيير النفس .
3. خريطتك وخرائط الاخرين
ما هى الخريطة ؟
الخريطة هى رسم تخطيطى بيشرح تفاصيل ارض او منطقة معينة
وعشان نوصل للهدف اللى عايزينه لازم الخريطة تبقى صحيحة والا نتوه
قال تعالى ( وان هذا صراطى مستقيما فأتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) صدق الله العظيم
اخطر شئ ان الواحد يتوهم انه ماشى فى الطريق الصح , فى حين انه عمال يبعد لحظة بعد لحظة عن هدفه .... الطريقة اللى بننظر بيها للدنيا من حولنا هى اللى بتشكل طريقة تفكيرنا وبالتالى طريقة تصرفنا .... وكلما زاد وعينا لافكارنا وخرائطنا , كلما استمعنا الى الاخرين بصدق وانفتحنا على افكارهم وتصوراتهم للامور وحصلنا على صورة اوسع ورؤية موضوعية اشمل .
واللى عايز اوصله فى النقطة دى ان افكارنا مش لازم بالضرورة تكون صح وتعالى نشوف ده واضح جدا فى جمل من اشهر واغبى الجمل التى قيلت على مدار التاريخ والتى كانت فى الوقت والزمن التى قيلت فيه تبدو منطقية وصحيحة ..!
( ليس هناك داع لأى شخص ان يمتلك جهاز كمبيوتر فى منزله )
كينيت اولسن ... رئيس ومؤسس شركة Digital Equipment Corporation وقيلت عام 1977 ...!
( الطائرات ما هى الا العاب مسلية ولكن ليست لها قيمة عسكرية )
مارشال فرديناند فوتش ... واضع استراتيجيات حربية فرنسى وقائد القوات الفرنسية مستقبليا فى الحرب العالمية الاولى وقيلت عام 1911 ...!
( الانسان لن يصل ابدا الى القمر , بغض النظر عن التقدمات العلمية المستقبلية )
د. لى دى فورست .. مخترع الصمام الالكترونى المفرغ , وابو الراديو وقيلت فى 25 فبراير 1967 ..!
( التلفيزيون لن يستطيع الحفاظ على اى قطاع بجدية بعد اول ستة اشهر , سوف يشعر الناس بالارهاق بسرعة من التحديق فى صندوق من الخشب كل ليلة )
داريل زانوك ... رئيس شركة فوكس للقرن العشرين للانتاج السينمائى وقيلت عام 1946...!
( بالنسبة لمعظم الناس , استخدام التبغ له اثر مفيد )
د. ابان جى ماكدونالد .. طبيب جراح من لوس انجلوس وقيلت عام 1969..!
( لم يحدث شئ ذو اهمية اليوم )
كتبها الملك الانجليزى جورج الثالث ملك انجلترا فى الرابع من يوليو 1776 يوم اعلان استقلال الولايات المتحدة ..!
ايه رأيك فى الكلام ده ؟
واحنا فى عصرنا الحالى
هل الكمبيوتر فعلا مالوش لازمة فى البيوت ؟
هل الطائرات مجرد لعب ومالهاش اى قيمة عسكرية ؟
هل الانسان فعلا ماعرفش يوصل للقمر ؟
هل التليفزيون فشل كأختراع ؟
هل التدخين مفيد للصحة ؟
هل استقلال الولايات المتحدة من قرنين ونصف تقريبا لم يغير العالم وكان شئ لا اهمية له ؟؟
ايه رأيك ؟ كلام فارغ ..صح ؟
طب ايه رأيك بقى ان احنا عندنا افكار زى دى ومؤمنين بيها كمان وفاكرين انها حقيقية وهى مش صحيحة اساسا ....
ماسمعتش حد قبل كده وقال ( يا عم انا فاشل اساسا ) وكان لسه فيه اخ كتب لى هذا المعنى فى رده على احد مواضيعى فى المنتدى هنا .... بنسمعها كتير بالتأكيد
كل دى مفاهيم وقناعات مش صحيحة اساسا .... كل دى خرائط مش مرسومة كويس ... ولكن اصحابها مقتنعين بيها ... اصبحت زى القيد فى رقابهم ... فيه مثل عندنا بيقول ( اللى يخاف من العفريت .. يطلع له ) والقناعات والمعتقدات ماشية زى المثل ده بالظبط , لو كنت مقتنع بمفهوم معين .. تأكد انه لا شعوريا هاتعمل المستحيل عشان تحول القناعة دى لحقيقة , يعنى اللى مقتنع انه فاشل فى دراسته , هايعمل المستحيل عشان يثبت انه فاشل وكل ده وهو مش حاسس , واللى مقتنع انه لا يمكن التفاهم مع والده مثلا .. لا شعوريا .. هايلاقى تصرفاته كلها بتسعى لزيادة الفرقة والخلاف بينه وبين والده وبيبرر ده لنفسه لاختلاف السن والثقافة والتعليم , ولو غير القناعة دى واقتنع انه من واجبه بر الوالدين وان والده اكتر واحد بيحبه فى الدنيا هايبدأ يغير من نفسه ويقرب من والده ويعيشوا فى تفاهم ...
تغيير النفس يبدأ من تغيير افكارنا وخرائطنا
تغيير النفس يبدأ بالتكامل مع الاخرين وتبادل الخبرات
تغيير النفس يبدأ من تغيير فكرتنا عن نفسنا وتغيير معتقداتنا الخاطئة ... معتقدات عن انفسنا ومعتقدات عن الاخرين ........
معتقدات عن انفسنا
يا ترى معتقداتك عن نفسك بتساعدك ولا بتعوقك ؟
ايه فكرتك عن نفسك ؟
هل بتقول ... انا فاشل , انا غبى , انا مكروه , انا مش منظم ؟
هل الكلام ده صحيح ؟
كل دى خرائط غلط او النضارات اللى بتشوف بيها نفسك مقاسها غلط
كل دى افكار محتاجة للتغيير لأنك طول مانت مقتنع بيها هاتتصرف بناء عليها
وهنا اكيد هتسألنى ازاى اغير قناعتى السلبية عن نفسى ؟
هاقولك الحل
تبعد عن الناس اللى بتكسر مجاديفك بحيث ان اى حد بيثبط عزيمتك حاول ماتقلهومش مشاريعك المستقبلية ...
ابحث دائما عن الاشخاص اللى بيؤمنوا بيك وبيشجعوك وده ممكن يكون اب او ام او اخ او صديق ... ابحث عن هذا الشخص وهاياخد منك النضارة وينضف عدساتها وتلبسها تانى لترى الجانب الايجابى فى نفسك .
معتقدات عن الاخرين
زى مافيه نضارات بنشوف بيها نفسنا ... فيه نضارات بنشوف بيها الناس
واوقات كتير بيبقى مقاس النضارة غلط او العدسات مش نظيفة
وفى الغالب افكارنا عن الناس او رؤيتنا لهم بتبقى ناقصة وغير دقيقة ومشوشة عشان كده اوعى تتسرع فى اصدار الاحكام على الناس والمفروض هو الاستماع للناس ونفتح قلوبنا وعقولنا للافكار والاراء الجديدة ونتقبل الناس زى ماهم ويكون عندنا استعداد اننا نغير افكارنا لو غلط , لأننا لو عايزين نغير حياتنا ونغير الدنيا من حوالينا لابد من تغيير الافكار الخطأ اللى عندنا لأن افكارنا هى العدسات اللى بنبص بيها على العالم .
ومن الاشياء التى يجب ان تتغير مع تغيير النفس معتقداتنا عن الحياة ايضا ......
معتقدات عن الحياة
كل واحد مننا حياته ليها محور او نقطة ارتكاز
عايز تعرف ايه مركز حياتك ؟
اسأل نفسك
( ايه اكتر حاجة بتشغل بالى وتفكيرى لما اقعد لوحدى ؟ )
هاتعرف ايه محور حياتك
فيه ناس محور حياتها الاصدقاء
وناس محور حياتها الدراسة
وناس محور حياتها العمل
وامثلة كثيرة
وسأتحدث الان عن محاور الحياة عند كثير من الناس
1. حياة محورها الاصدقاء
جميل جدا ان الانسان يكون ليه اصدقاء كتير ويحس انه محبوب
ومفيش اسوأ من الشعور بالوحدة وان الانسان يبقى لوحده
الاصدقاء مهمين ولكن ماينفعوش يبقوا محور حياتنا ... عارف ليه ؟
لأن الصداقة شئ مؤقت مش دايم ... ياما عرفنا ناس فى المدرسة او الجامعة والان كل واحد فى بلد ... كون صداقات زى مانت عايز ولكن لا تجعلهم محولر حياتك .
2. حياة محورها المقتنيات
احيانا بنشوف الدنيا بنضارة ( اللى معاه قرش يسوى قرش )
اللى معاه قرش .. لازم يكون عنده افخم سيارة .. احدث موبايل ... اجمل ملابس..
واللى معاهوش قرش يقول ( جتنا نيلة فى حظنا الهباب )
مش عيب ان احنا نقتنى ...
لكن المشكلة ان حياتنا تبقى كلها جرى وتحصيل
الكفن مالهوش جيوب ....!
ثقتنا فى نفسنا لازم تنبع من قيمتنا الحقيقية مش احنا عندنا كام ؟
هى دى الفكرة....
عشان كده المقتنيات عمرها ماتكون محور حياة
3. حياة محورها الدراسة
اغلبنا فى مرحلة الدراسة بتبقى حياته بالشكل ده ... خصوصا فى الثانوية العامة ... الحياة كلها بتقف على الدراسة ... ولما ندخل الجامعة بنجرى ورا التقدير ... وكل ده من غير مانتعلم حاجة...!
يا ترى احنا بندرس عشان نتعلم ولا عشان نجيب اعلى درجة ؟ مجرد سؤال ..!
هناك محاور اخرى محتملة فى الحياة مثل المراهقات التى تتركز حياتهم على مطرب معين او مشجع كرة مهووس كل حياته هو الفريق الذى يشجعه
ولكن ماذا يحدث ...
عندما يكون المحور هو الله
عاوز تنجح فى حياتك
عاوز تسعد فى الدنيا والاخرة
خللى محور حياتك هو الله
اشتغل لله
اتعلم لله
حب فى الله
اتجوز لله
تبقى حياتك كلها لله
هذا ماتحدث عنه فى هذا الموضوع
تقوية الجانب الروحى فى شخصيتك حتى تكون حى وليس مجرد ( عايش )
ستجد للحياة قيمة كبيرة
ان تحيا بالله ولله وفى الله
وان تغير نظرتك لنفسك بالتفكير الايجابى وطرد الافكار السلبية ودائما فكر فى الجانب الايجابى لنفسك عشان ده هاينعكس على تصرفاتك
فكر فى مفهوم سلبى انت بتعتقده عن نفسك زى ( انا عصبى ) وحاول انك تعمل اى تصرف يناقض هذا المفهوم ستجد ان الموضوع سهل والفكرة بدأت تتغير ان شاء الله
هذه هى السبل للتصالح مع الله ومع نفسك ومع الاخرين لتعيش حياة هانئة مليئة بالنجاحات وقبل هذه النجاحات رضا المولى عز وجل
هكذا تكون انسان حى وليس مجرد ( عايش ) كريشة فى مهب الرياح
اتمنى ان الموضوع يكون مفيد ان شاء الله
دمتم بكل خير
بسم الله الرحمن الرحيم
ريشة فى مهب الريح
كثيرا ما يمر عليك احد الايام لتجلس تفكر فيه مع نفسك وتقول ( انا اتخلقت ليه ؟ ) وتتسائل ايضا ( يا ترى انا رايح فين وايه هدفى فى الحياة ؟ ) .... !
اكيد يا صديقى مرت عليك هذه الخواطر من قبل ودعنى اقول لك شيئا وقد قلته فى كثير من ردودى السابقة انك تحيا لتعبد الله وتعمر الارض وهذه هى الحياة ولكنك دون ذلك تكون ( عايش ) مش ( حى ) ...! عايش بمعنى ان الدماء تجرى فى عروقك وتتنفس و جسمك يمارس جميع وظائفه الحيوية بكفاءة تامة ... هكذا تكون عايش , ولكن كيف تكون حى ؟ ان الحياة لها علاقة بالروح ... ان الانسان روح ومادة و لذلك يجب ان تهتم بروحك كما تهتم بالاكل والشرب والملبس الى اخر الاشياء التى تتعلق بكينونتك المادية ... والاهتمام بالروح يأتى من خلال القرب الى الله بالعبادات والطاعات والعمل الصالح واعمار الارض بالذرية الصالحة ... هى دى الامانة التى أبت الجبال ان تحملها وتحملها الانسان ليجعله الله خليفته فى الارض .
ولكى اقرب لك الموضوع اكثر دعنى اقول لك ناذا تفعل لو انت عايش
تكون تصرفاتك كلها عبارة عن ردود افعال مش اكتر ... اى تكون فاقد للمبادرة
غير قادر على تحمل المسئولية وبتهرب منها طول الوقت
لا يوجد هدف واضح للحياة .... بمعنى اخر ( عايش وخلاص )
لا يوجد مكان للصلاة وقراءة القران فى حياتك لأنك فاقد للشئ الذى يجعلك حى وهو الاهتمام بالجانب الروحى فى حياتك الذى يميزك عن الحيوان ..!
لو انت عايش فقط ستكون سلبى فى قراراتك فى طموحك فى تحديد اهدافك بالاضافة لعلاقة مضطربة مع اللع وعلاقة مضطربة مع الاهل ايضا ... لماذا ؟ لأنك مش متصالح مع نفسك يا عزيزى و تعالى نشوف ايه الحاجات اللى المفروض تعملها لو عايز تبقى حى ولا تكون مجرد ريشة فى مهب الريح ......
رحلة التغيير
ان رحلة التغيير ليست صعبة يا صديقى و لكنها ايضا ليست سهلة ... انها تشمل مجموعة من القوانين التى لو التزمت بها ستختلف حياتك للافضل 180 درجة وستصبح انسان حى ان شاء الله واول هذه القوانين :
1. غير ما بنفسك
وهنا نقف وقفة ونسأل ... هل فعلا ممكن تغيير الحياة ببساطة وبسرعة ؟ طبعا ممكن تغيير الحياة بسرعة ... كم من شخص تغيرت حياته بسبب كلمة سمعها او موقف رأه او شخص قابله .. هذا دليل على مرونة الحياة وقابليتها للتغيير ... تمام ؟
ولكن التغيير الحقيقى يبدأ بالنفس ( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .... الانسان العايش يحتاج الى التغيير فى الفكر والمعتقدات ... وتغيير الافكار من الممكن ان يغير البشرية كلها مش فرد واحد ....! ان الموضوه مهم جدا يا صديقى ومثمر جدا لو تم اخذه بشئ من الجدية ... ولكن ما هى اول خطوة حتى تغير ما بنفسك ؟؟
2. بداية التغيير
عشان نغير الفكر لازم نفهم نقاط مهمة جدا
ان احنا بنتواصل مع العالم من حوالينا عن طريق حواسنا ... السمع , البصر , اللمس , التذوق والشم ... ولكن هل حواسنا مطلقة مالهاش حدود ؟؟ بالتأكيد لأ ... من نعم الله علينا ان حواسنا محدودة ... تخيل لو كنت تقدر بعينك المجردة انك تشوف اللى بيشوفه الميكروسكوب ...! ماكنتش هاتقدر تبص فى وش حد .. لأنك هاتبقى شايف المسام والجبال والوهدان اللى فى جلده بمنتهى الوضوح ..!
تخيلت المنظر ؟
ولكن مادوره فى قصتنا ؟
دوره ان احنا بنستفيد من كده ان الصورة اللى بنكونها فى عقولنا عن العالم من حوالينا عن طريق حواسنا المحدودة ... فكل واحد بيكون صورة او خريطة للعالم من حواليه عن طريق هذه الحواس المحدودة , عشان كده خرائط الناس او النظارات اللى لابسينها بيبصوا منها للدنيا من حواليهم بتختلف من حيث الدقة والصحة وعشان نفهم الدنيا من حوالينا صح محتاجين الخريطة الصحيحة ومحتاجين نتكامل مع الاخرين لأن محدش فينا عنده رؤية كاملة وهذه النقطة بالذات اتوجه بها لكل انسان عايش على خلاف مع اهله و ( متربس دماغه ) ان هو اللى صح وهما اللى غلط وانه ممكن يعيش من غيرهم .. غلط يا صديقى لابد من التكامل مع الاخرين كخطوة فى سبيل تغيير النفس .
3. خريطتك وخرائط الاخرين
ما هى الخريطة ؟
الخريطة هى رسم تخطيطى بيشرح تفاصيل ارض او منطقة معينة
وعشان نوصل للهدف اللى عايزينه لازم الخريطة تبقى صحيحة والا نتوه
قال تعالى ( وان هذا صراطى مستقيما فأتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون ) صدق الله العظيم
اخطر شئ ان الواحد يتوهم انه ماشى فى الطريق الصح , فى حين انه عمال يبعد لحظة بعد لحظة عن هدفه .... الطريقة اللى بننظر بيها للدنيا من حولنا هى اللى بتشكل طريقة تفكيرنا وبالتالى طريقة تصرفنا .... وكلما زاد وعينا لافكارنا وخرائطنا , كلما استمعنا الى الاخرين بصدق وانفتحنا على افكارهم وتصوراتهم للامور وحصلنا على صورة اوسع ورؤية موضوعية اشمل .
واللى عايز اوصله فى النقطة دى ان افكارنا مش لازم بالضرورة تكون صح وتعالى نشوف ده واضح جدا فى جمل من اشهر واغبى الجمل التى قيلت على مدار التاريخ والتى كانت فى الوقت والزمن التى قيلت فيه تبدو منطقية وصحيحة ..!
( ليس هناك داع لأى شخص ان يمتلك جهاز كمبيوتر فى منزله )
كينيت اولسن ... رئيس ومؤسس شركة Digital Equipment Corporation وقيلت عام 1977 ...!
( الطائرات ما هى الا العاب مسلية ولكن ليست لها قيمة عسكرية )
مارشال فرديناند فوتش ... واضع استراتيجيات حربية فرنسى وقائد القوات الفرنسية مستقبليا فى الحرب العالمية الاولى وقيلت عام 1911 ...!
( الانسان لن يصل ابدا الى القمر , بغض النظر عن التقدمات العلمية المستقبلية )
د. لى دى فورست .. مخترع الصمام الالكترونى المفرغ , وابو الراديو وقيلت فى 25 فبراير 1967 ..!
( التلفيزيون لن يستطيع الحفاظ على اى قطاع بجدية بعد اول ستة اشهر , سوف يشعر الناس بالارهاق بسرعة من التحديق فى صندوق من الخشب كل ليلة )
داريل زانوك ... رئيس شركة فوكس للقرن العشرين للانتاج السينمائى وقيلت عام 1946...!
( بالنسبة لمعظم الناس , استخدام التبغ له اثر مفيد )
د. ابان جى ماكدونالد .. طبيب جراح من لوس انجلوس وقيلت عام 1969..!
( لم يحدث شئ ذو اهمية اليوم )
كتبها الملك الانجليزى جورج الثالث ملك انجلترا فى الرابع من يوليو 1776 يوم اعلان استقلال الولايات المتحدة ..!
ايه رأيك فى الكلام ده ؟
واحنا فى عصرنا الحالى
هل الكمبيوتر فعلا مالوش لازمة فى البيوت ؟
هل الطائرات مجرد لعب ومالهاش اى قيمة عسكرية ؟
هل الانسان فعلا ماعرفش يوصل للقمر ؟
هل التليفزيون فشل كأختراع ؟
هل التدخين مفيد للصحة ؟
هل استقلال الولايات المتحدة من قرنين ونصف تقريبا لم يغير العالم وكان شئ لا اهمية له ؟؟
ايه رأيك ؟ كلام فارغ ..صح ؟
طب ايه رأيك بقى ان احنا عندنا افكار زى دى ومؤمنين بيها كمان وفاكرين انها حقيقية وهى مش صحيحة اساسا ....
ماسمعتش حد قبل كده وقال ( يا عم انا فاشل اساسا ) وكان لسه فيه اخ كتب لى هذا المعنى فى رده على احد مواضيعى فى المنتدى هنا .... بنسمعها كتير بالتأكيد
كل دى مفاهيم وقناعات مش صحيحة اساسا .... كل دى خرائط مش مرسومة كويس ... ولكن اصحابها مقتنعين بيها ... اصبحت زى القيد فى رقابهم ... فيه مثل عندنا بيقول ( اللى يخاف من العفريت .. يطلع له ) والقناعات والمعتقدات ماشية زى المثل ده بالظبط , لو كنت مقتنع بمفهوم معين .. تأكد انه لا شعوريا هاتعمل المستحيل عشان تحول القناعة دى لحقيقة , يعنى اللى مقتنع انه فاشل فى دراسته , هايعمل المستحيل عشان يثبت انه فاشل وكل ده وهو مش حاسس , واللى مقتنع انه لا يمكن التفاهم مع والده مثلا .. لا شعوريا .. هايلاقى تصرفاته كلها بتسعى لزيادة الفرقة والخلاف بينه وبين والده وبيبرر ده لنفسه لاختلاف السن والثقافة والتعليم , ولو غير القناعة دى واقتنع انه من واجبه بر الوالدين وان والده اكتر واحد بيحبه فى الدنيا هايبدأ يغير من نفسه ويقرب من والده ويعيشوا فى تفاهم ...
تغيير النفس يبدأ من تغيير افكارنا وخرائطنا
تغيير النفس يبدأ بالتكامل مع الاخرين وتبادل الخبرات
تغيير النفس يبدأ من تغيير فكرتنا عن نفسنا وتغيير معتقداتنا الخاطئة ... معتقدات عن انفسنا ومعتقدات عن الاخرين ........
معتقدات عن انفسنا
يا ترى معتقداتك عن نفسك بتساعدك ولا بتعوقك ؟
ايه فكرتك عن نفسك ؟
هل بتقول ... انا فاشل , انا غبى , انا مكروه , انا مش منظم ؟
هل الكلام ده صحيح ؟
كل دى خرائط غلط او النضارات اللى بتشوف بيها نفسك مقاسها غلط
كل دى افكار محتاجة للتغيير لأنك طول مانت مقتنع بيها هاتتصرف بناء عليها
وهنا اكيد هتسألنى ازاى اغير قناعتى السلبية عن نفسى ؟
هاقولك الحل
تبعد عن الناس اللى بتكسر مجاديفك بحيث ان اى حد بيثبط عزيمتك حاول ماتقلهومش مشاريعك المستقبلية ...
ابحث دائما عن الاشخاص اللى بيؤمنوا بيك وبيشجعوك وده ممكن يكون اب او ام او اخ او صديق ... ابحث عن هذا الشخص وهاياخد منك النضارة وينضف عدساتها وتلبسها تانى لترى الجانب الايجابى فى نفسك .
معتقدات عن الاخرين
زى مافيه نضارات بنشوف بيها نفسنا ... فيه نضارات بنشوف بيها الناس
واوقات كتير بيبقى مقاس النضارة غلط او العدسات مش نظيفة
وفى الغالب افكارنا عن الناس او رؤيتنا لهم بتبقى ناقصة وغير دقيقة ومشوشة عشان كده اوعى تتسرع فى اصدار الاحكام على الناس والمفروض هو الاستماع للناس ونفتح قلوبنا وعقولنا للافكار والاراء الجديدة ونتقبل الناس زى ماهم ويكون عندنا استعداد اننا نغير افكارنا لو غلط , لأننا لو عايزين نغير حياتنا ونغير الدنيا من حوالينا لابد من تغيير الافكار الخطأ اللى عندنا لأن افكارنا هى العدسات اللى بنبص بيها على العالم .
ومن الاشياء التى يجب ان تتغير مع تغيير النفس معتقداتنا عن الحياة ايضا ......
معتقدات عن الحياة
كل واحد مننا حياته ليها محور او نقطة ارتكاز
عايز تعرف ايه مركز حياتك ؟
اسأل نفسك
( ايه اكتر حاجة بتشغل بالى وتفكيرى لما اقعد لوحدى ؟ )
هاتعرف ايه محور حياتك
فيه ناس محور حياتها الاصدقاء
وناس محور حياتها الدراسة
وناس محور حياتها العمل
وامثلة كثيرة
وسأتحدث الان عن محاور الحياة عند كثير من الناس
1. حياة محورها الاصدقاء
جميل جدا ان الانسان يكون ليه اصدقاء كتير ويحس انه محبوب
ومفيش اسوأ من الشعور بالوحدة وان الانسان يبقى لوحده
الاصدقاء مهمين ولكن ماينفعوش يبقوا محور حياتنا ... عارف ليه ؟
لأن الصداقة شئ مؤقت مش دايم ... ياما عرفنا ناس فى المدرسة او الجامعة والان كل واحد فى بلد ... كون صداقات زى مانت عايز ولكن لا تجعلهم محولر حياتك .
2. حياة محورها المقتنيات
احيانا بنشوف الدنيا بنضارة ( اللى معاه قرش يسوى قرش )
اللى معاه قرش .. لازم يكون عنده افخم سيارة .. احدث موبايل ... اجمل ملابس..
واللى معاهوش قرش يقول ( جتنا نيلة فى حظنا الهباب )
مش عيب ان احنا نقتنى ...
لكن المشكلة ان حياتنا تبقى كلها جرى وتحصيل
الكفن مالهوش جيوب ....!
ثقتنا فى نفسنا لازم تنبع من قيمتنا الحقيقية مش احنا عندنا كام ؟
هى دى الفكرة....
عشان كده المقتنيات عمرها ماتكون محور حياة
3. حياة محورها الدراسة
اغلبنا فى مرحلة الدراسة بتبقى حياته بالشكل ده ... خصوصا فى الثانوية العامة ... الحياة كلها بتقف على الدراسة ... ولما ندخل الجامعة بنجرى ورا التقدير ... وكل ده من غير مانتعلم حاجة...!
يا ترى احنا بندرس عشان نتعلم ولا عشان نجيب اعلى درجة ؟ مجرد سؤال ..!
هناك محاور اخرى محتملة فى الحياة مثل المراهقات التى تتركز حياتهم على مطرب معين او مشجع كرة مهووس كل حياته هو الفريق الذى يشجعه
ولكن ماذا يحدث ...
عندما يكون المحور هو الله
عاوز تنجح فى حياتك
عاوز تسعد فى الدنيا والاخرة
خللى محور حياتك هو الله
اشتغل لله
اتعلم لله
حب فى الله
اتجوز لله
تبقى حياتك كلها لله
هذا ماتحدث عنه فى هذا الموضوع
تقوية الجانب الروحى فى شخصيتك حتى تكون حى وليس مجرد ( عايش )
ستجد للحياة قيمة كبيرة
ان تحيا بالله ولله وفى الله
وان تغير نظرتك لنفسك بالتفكير الايجابى وطرد الافكار السلبية ودائما فكر فى الجانب الايجابى لنفسك عشان ده هاينعكس على تصرفاتك
فكر فى مفهوم سلبى انت بتعتقده عن نفسك زى ( انا عصبى ) وحاول انك تعمل اى تصرف يناقض هذا المفهوم ستجد ان الموضوع سهل والفكرة بدأت تتغير ان شاء الله
هذه هى السبل للتصالح مع الله ومع نفسك ومع الاخرين لتعيش حياة هانئة مليئة بالنجاحات وقبل هذه النجاحات رضا المولى عز وجل
هكذا تكون انسان حى وليس مجرد ( عايش ) كريشة فى مهب الرياح
اتمنى ان الموضوع يكون مفيد ان شاء الله
دمتم بكل خير