ما الذي دفع الرحّالة والمستكشفون في الماضي إلى السفربعيداً عن مواطنهم ؟ إبن بطوطة ، ماجلان ، كولمبوس والكثير من المغامرين القدماء قطعوا مسافاتٍ شاسعة في رحلاتهم ، وقضوا زمناً ليس بالقصير من أعمارهم وهم يجوبون أطراف الكرة الأرضية .
إنّه ولا شكّ الفضول وحب المغامرة ، وربما البحث عن الشهرة والسعي خلف الكنوزوالثراء السريع . اليوم وبعد أن أُكتشفت قطاعات واسعة من هذه المعمورة ، وأخذ الإنسان في التنقّل من أقصى الشرق إلى أدنى الغرب ، ومن أعلى الشمال إلى الجنوب العميق في ساعات قليلة ، بدأ المغامرون يتطلّعون إلى مناطق أكثر بعداً وإثارة ، وأخذت أنظار العلماء تتجه إلى الفضاء الرحب الفسيح من حولنا ، لقد كان وصول الإنسان إلى القمر دافعاً قويّاً للبحث عن أجرامٍ سماويةٍ أخرى لتكون هدفاً للمغامرة والإكتشاف .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الفضاء من حولنا أضحى هدفاً لمحبّي اكتشاف المجهول
المريخ من أكثر الأجرام السماوية التي حظيت باهتمام علماء الفلك ، ربما لقربه وشبهه بكوكبنا الأرض ، وربما لما حيكت حوله من قصص وحكايات حول وجود شكلٍ من أشكال الحياة على سطحه .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المريخ الكوكب الرابع في المجموعة الشمسية
في عام 1996م تمّ العثور على نيزك في القارة القطبية الجنوبية ، وأثبتت الفحوصات والدراسات التي أُجريت عليه بأنّ مصدر النيزك هو المريخ ، وكانت المفاجأة احتواء النيزك المريخي على بكتريا متحجّرة ، فهل كانت هناك حياة بشكلٍ ما على كوكب المريخ ؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نيزك مريخي عُثر عليه في القطب الجنوبي عام 1996 م ، وتظهر بأسفله البكتريا المتحجرّة
إنّ من الواضح اليوم أنّ العلماء تنتابهم رغبة أكيدة في الوصول إلى المريخ والهبوط على سطحه ، شيء من حبّ المغامرة يدفعهم لذلك ، وربما كان السبب هو البحث عن معادن ثمينة على سطحه ، أو ليكون كوكب المريخ مأوىً بشري في المستقبل ، ومحطّة فضائية في عصر التنقّل عبر الفضاء .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
في السماء يُرى المريخ وكأنه نجمة حمراء ساطعة عندما يكون قريباً من الأرض ، وفي عام 2003 م اقترب المريخ إلى أقرب نقطة له وأصبح من اليسير مشاهدته . يبعد المريخ عن الأرض مسافة 50 مليون كيلومتر ، وهذه المسافة تساوي تقريباً 150 مرة مسافة القمر من الأرض . وهو كوكب أصغر بكثير من الأرض ، وجاذبيته أقل من جاذبية الأرض . ويصطبغ سطحه باللون الأحمرالمسمرّ ، وهذا اللون الفريد لكوكب المريخ يرجع إلى التركيبة الكيميائية المميّزة لسطحه ، فالمكون الرئيس للتربة والصخور هو أكسيد الحديد ، وصدق من سمّى المريخ " بالكوكب الصدئ " .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
المريخ ، الكوكب الصدئ ..
كان السفر إلى المريخ - ومازال - حلم يراود أرباب الخيال العلمي منذ سنوات طويلة . إنّ السفر إلى المريخ والعودة منه ليست بالمهمّة السهلة . في عام 1975م هبطت مركبتا الفاينكنج على سطح المريخ ، والتقطتا العديد من الصور لسطحه الأحمر .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مركبة الفضاء فايكنج Viking-lander التي هبطت على سطح المريخ عام 1975م
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
صور لتربة المريخ وصخوره التقطتها مركبتا الفضاء فايكنج
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قمرا المريخ ، فوبوس وديموس
وللذهاب إلى المريخ والعودة منه فإنّنا نحتاج إلى الكثير من الوقود . ولكن ليست هذه المشكلة ، إنّ المشكلة تتمثل في الصعوبة الهائلة التي سيواجهها أعضاء الفريق العلمي الذين سيعملون هناك ، فبيئة المريخ غير صالحة للعيش ، وسطحه أشدّ قساوة من أكثر المناطق وعورةً على سطح الأرض ، حيث يشكل غاز ثاني أكسيد الكربون حوالي 95% من غلافه الغازي ، ولا وجود لغاز الأكسجين فيه ، والرياح على سطحه عاتية حيث تبلغ سرعتها 300 ميل / ساعة ، ومتوسط درجة الحرارة 60 درجة تحت الصفر ، أمّا الماء فلا وجود له بالرغم من أنّ هناك من يقول بأنّه قد يتوفّر بعض الماء المتجمد عند القطبين .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إنّ المهمة التي نحلم بها تتطلب منّا توفير الماء والغذاء والأكسجين والوقود لأعضاء الفريق العلمي ، ومن المفترض أن يتم تأمين كلّ هذه المستلزمات من الأرض . ولكن السؤال ، ألا يمكن صنع بعض هذه المواد الضرورية هناك على سطح المريخ ؟ يجب علينا أن نخطّط للمهمة بشكل جيد لنضمن لها النجاح .
هل بإمكان الكيمياء أن تقدّم لنا شيئاً ما يساعدنا في هذه المهمّة الصعبة ؟ هل هناك إمكانية متاحة لصنع هذه المواد على سطح المريخ نفسه ومن المواد المتوفرة فيه ؟ هل يمكن عن طريق تفاعل كيميائي ما الحصول على بعض تلك الضروريات التي نحتاجها في مهمّتنا ؟
إنّ دراستنا لحالة الاتزان الكيميائي تشير إلى إمكانية ذلك ، فغاز ثاني أكسيد الكربون يتفاعل مع غاز الهيدروجين لانتاج عاز الميثان وبخار الماء حسب المعادلة التالية :
CO2 + 4H2 → CH4 +2H2O
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
مخطّط يوضح المهمّة المنوطة بالكيمياء على سطح المريخ
يوجد غاز ثاني أكسيد الكربون بوفرة في جوّ المريخ ، وبإمكاننا أخذ الهيدروجين معنا من الأرض في البداية ، وفي فترات لاحقة فإنّنا يمكن أن نحصل عليه من عملية التحليل الكهربائي للماء الناتج ، الميثان الناتج من التفاعل يمكن استخدامه بكفاءة كوقود عن طريق حرقه بغاز الأكسجين والذي يمكن الحصول عليه من عملية التحليل الكهربائي للماء . الماء الناتج من التفاعل سيكون مصدراً جيّداً لماء الشرب ولغاز الأكسجين الذي نحتاجه في عملية التنفس . كل هذه المؤشرات تبدوا معقولة ومشجعة للبدء في المهمّة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
جهاز فضائي لتحليل الماء كهربياً ..
والآن .. هل تفعلها الكيمياء وتسهم في تحقيق هذا الحلم وإنجاح هذه المهمّة ؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
ليس بعيداً ، فقد فعلتها الكيمياء مراراً من قبل .