[size=21]وصية أحد الأدباء لابنه ...
قال أحد الأدباء لابنه و هو يوصيه :
_ يا بنى .. إذا اجتمعت عليك أعمال كثيرة ... فابدأ بأحبها إلى الله -عز و جل- و أحمدها عاقبة .
قال الشاعر :
اعْـمَل و أنتَ من الدنـيـا على حذرٍ *** و اعْلَم بـأنـَّكَ بعـدَ الـمـوت مبعوثُ
اعْـلَم بـأنـَّكَ ما قـدَّمــتَ مِـن عـمـلٍ *** محْصى عليكَ و ما خَلَّفتَ موروثُ .
*****
_ يا بنى .. إذا فعلت معروفا فلا تمنّ به ... فإن المنة تهدم الصنيعة ، و تُحبط الأجر ، و تُسقط الشكر .
قال الشاعر :
فـَلاَ تَـكُ مَنــَّانـَـا بخـَـــيْرٍ فعـــلتَــهُ *** فَقَد يُفسدُ المعروفَ بالمَنِّ صاحبُهُ .
*****
_ يا بنى .. عليك بالوفاء ... فإنه يدعو إلى التقى ، و اعلم أنه لا يتم كرم المرء إلا بحسن وفائه .
قال الشاعر :
إنّ الوفاءَ بعهدِ اللهِ عادتُنَا *** و لا يَفِى بعهـودِ اللهِ كذابُ .
*****
_ يا بنى .. خذ فى أمورك بالأناة و حسن التثبيت ... تسلم من عتاب الإخوان .
قال الشاعر :
قـد يُدرك المُتَـأنِّى بعض حاجتِـهِ *** و قد يكون مع المستعجلِ الزلَل ِ .
*****
_ يا بنى .. إذا ائتمنك أحد على أمانة فاحفظها ... حتى تسلمها مصونة إلى أهلها .
قال الشاعر :
و إذا ائتُمِنْتَ على الأمانةِ فَارعَهَا *** إنَّ الـكـــريمَ علـى الأمـانـــةِ راع ِ .
*****
_ يا بنى .. لا تعب أحدا بما يبدو لك من عيوبه ... فإذا هممت بذلك فاذكر عيوب نفسك ... ففيها ما يشغلك عن عيوب الناس ، فإن عبت أحدا بما فيه ... كان ذلك قبيحا ، و أقبح منه ... أن تعيبه بما فيك .
قال الشاعر :
إذا ما ذكرتَ الناس فَاتْرُكْ عيوبهم *** فلا عَيْــبَ إلاَّ دونَ مَــا مِنْـكَ يُذكـَرُ
فـإنْ عِبـْـتَ قـَومـاً بالذى هو فيـهم *** فـذلكَ عِنــدَ اللهِ و النــاس مُنْـكَـــرُ .
*****
_ يا بنى .. إيَّاك و قرين السوء ... فإنما صلاح أخلاق المرء بمقارنة الكريم ، و فسادها بمحادثة
اللئام ، و إنما يُعرف المرء بقرينه .
قال الشاعر :
عن المرءِ لا تَسأل و سَلْ عن قَرِينِهِ *** فَـــكُـل قـريـــنٍ بالـمُــقَارنِ يَقْـــتَــدى .
[/size]