[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
هدى الحبيب
المصطفى
فى علاج العشق
والهوى
هذا مرض من أمراض القلب، مخالف لسائر الأمراض فى ذاته وأسبابه وعلاجه، وإذا
تمكن واستحكم، عز على الأطباء دواؤه، وأعيا العليل دواءُه، وإنما حكاه الله سبحانه
فى كتابه عن طائفتين من الناس : من النساء و عشاق الصبيان
المردان فحكاه عن امرأة العزيز فى شأن يوسف وحكاه عن قوم لوط
فقال تعالى
: (( وجاء أهل المدينة
يستبشرون (67) قال إن هؤلاء ضيفى فلا تفضحون (68) واتقوا الله ولا تخزون (69) قالوا
أولم ننهك عن العالمين (70) قال هؤلاء بناتى إن كنتم فاعلين (71) لعمرك إنهم لفى
سكرتهم يعمهون ))الحجر 67-72
وعشق الصور إنما تُبتلى
به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى ، المُعرضة عنه ، والمتعوضة بغيره عنه ،فإذا
امتلاء القلب من محبة الله والشوق الى لقائه ،دفع ذلك عنه مرض عشق الصور ولهذا قال
تعالى فى حق يوسف
((كذلك لنصرف عنه السوء إنه من عبادنا المُخلصين ))
يوسف 24
فدل على ان الاخلاص
سبب لدفع العشق وما يترتب عليه من السوء والفحشاء الذى هو ثمرته ونتيجته
،فصرف المسبب صرف لسببه ،ولهذا قال بعض السلف : العشق حركة قلب فارغ ، يعنى مما سوى معشوقه.
قال تعالى :
((وأصبح فؤاد أم موسى
فارغا إن كادت لتبدى به ))
القصص 10
اى فارغا من كل شيء
إلا من موسى لفرط محبتها له وتعلق قلبها به.
قد استقرت حكمة الله -عزوجل-فى خلقه على وقوع التناسب والتآلف
بين الأشباه وانجذاب الشىء الى موافقه ومجانسه بالطبع وهروبه من مخالفه ونفرته عنه
بالطبع
وعلى ذلك قام الخلق والامر فالمثل الى مثله مائل وإليه صائر والضد عن
ضده هارب وعنه نافر
قال تعالى : (( هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها
))
الاعراف 189
فجعل سبحانه علة
سكون الرجل الى امرأته كونها من جنسه وجوهره فعلة السكون المذكورة - وهو الحب -
كونها منه ، فدل على أن العلة ليست بحسن الصورة ولا الموافقة فى القصد والإرادة ولا
فى الخلق والهدى ، وان كانت هذه ايضا من اسباب السكون والمحبة .
وقد
ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" الأرواح جنود
مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف "
]وهذا كما أنه
ثابت فى الدنيا فهو كذلك ثابت يوم القيامة ، قال تعالى : (( احشروا الذين ظلموا
وأزواجهم وما كانوا يعبدون (22) من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم
))
الصافات 22-23
قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه وبعده
الامام أحمد رحمه الله (( أزواجهم )) أشباههم ونُظراؤهم .
أنواع
المحبة
المحبة أنواع متعددة فأفضلها وأجلها : المحبة فى الله ولله ، وهى تستلزم محبة
ما أحب الله ، وتستلزم محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
ومنها محبة الاتفاق فى طريقة ، او دين ، او
مذهب ، او قرابة ، او صناعة ، او مراد ما
ومنها محبة لنيل غرض من المحبوب ، اما من
جاهه او من ماله او من تعليمه وارشاده او قضاء وطر منه ، وهذه هى المحبة العرضية
التى تزول بزوال موجبها فإن من ودك لأمر ولى عنك بعد انقضائه.
وأما محبة المشاكلة والمناسبة التى بين
المحب والمحبوب ، فمحبة لازمة لا تزول إلا لعارض يزيلها ومحبة العشق من هذا النوع
فغنها استحسان روحانى وامتزاج نفسى .
علاج العشق
والهوى
]ان العشق لما كان مرضا من الأمراض ، كان قابلا للعلاج
، وله أنواع من العلاج
العلاج
الاول
فإن كان مما للعاشق
سبيل الى وصل محبوبه شرعا وقدرا فهو علاجه ، كما ثبت فى الصحيحين من
حديث ابن مسعود رضى الله عنه ،قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه
بالصوم ،فإنه له وجاء"
فدل المحب على علاجين : أصلى و
بدلى ، وامره بالاصلى وهو العلاج الذى وضع لهذا الداء ، فلا ينبغى العدول
عنه الى غيره ما وجد اليه سبيلا.
وروى ابن ماجة فى سننه عن ابن عباس رضى
الله عنهما ، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لم نر
للمُتحابين مثل النكاح "
وهذا هو المعنى الذى أشار اليه سبحانه
وتعالى عقيب إحلال النساء حرائرهن وإمائهن عند الحاجة بقوله (( يريد الله أن يخفّف عنكم
وخُلق الإنسانُ ضعيفا ً ))
النساء 28
فذكر تخفيفه فى
هذا الموضع ، وإخباره عن ضعف الإنسان يدل على ضعفه عن احتمال هذه الشهوة
العلاج
الثانى
إن كان لا سبيل الى
وصال معشوقه قدرا او شرعا او هو ممتنع عليه من الجهتين ، فمن علاجه
إشعار نفسه اليأس منه ، فان النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ولم تلتفت اليه
,فإن لم يزل مرض العشق باليأس ، فينتقل الى علاج اخر.
وهو علاج عقله بأن يعلم
بأن تعلُق القلب بما لا مطمع له فى حصوله نوع من الجنون ، وصاحبه بمنزلة من يعشق
الشمس وروحه متعلقة بالصعود اليها والدوران معها فى فلكها ، وهذا معدود عند جميع
اعقلاء فى زُمرة المجانين.
العلاج
الثالث
إن كان الوصال متعذرا
شرعا لا قدرا ، فعلاج العبد ونجاته موقوف على اجتنابه.
فليُشعر
نفسه انه معدوم ممتنع لا سبيل اليه ، وانه بمنزلة سائر المحالات ، فان لم تجبه
النفس الامارة فليتركه لأحد امرين :
إما خشية وإما فوات محبوب هو أحب اليه وانفع
له وخير له منه وادوم لذة وسروراً .
فان العاقل متى وازن بين نيل محبوب سريع
الزوال بفوات محبوب اعظم منه وادوم وانفع ظهر له التفاوت فلا تبع لذة الابد التى لا
خطر لها بلذة ساعة تنقلب الاما وحقيقتها انها احلام او خيال .
فتذهب اللذة وتبقى التبعة وتزول الشهوة وتبقى الشقوة
.
فان لم تقبل نفسه هذا الدواء
ولم تطاوعه لهذه المعالجة ،
فلينظر ما تجلب له الشهوة من مفاسد
عاجلته وما تمنعه من مصالح ، فإنها تحول بين العبد وبين رُشده الذى هو ملاك امره
وقوام مصالحه .
فإن لم تقبل نفسه هذا
الدواء،
فليتذكر قبائح المحبوب ، وما يدعوه الى النفرة منه ،
فإنه ان طلبها وتأملها وجدها اضعاف محاسنه التى تدعو الى حبه ، فإن المحاسن كما هى
داعية الحب والارادة ، فالمساوىء داعية البغض والنفرة ، فليوازن بين الداعيين ،
وليحب اسبقهما واقربهما منه باباً ، ولا يكن ممن غره لون جمال على جسم أبرص مجذوم
وليُجاوز بصره حسن الصورة الى قبح الفعل ، وليعبر بصره من حسن المنظر والجسم الى
قبح المخبر والقلب.
فإن عجزن عنه هذه
الادوية كلها ،
فلم يبق له إلا
صدق اللجأ الى من يُجيب المضطر اذا دعاه ، وليطرح نفسه بين يديه على بابه ،
مستغيثاً به ، متضرعاً، متذللاً ، مستكيناً ، فمتى وُفق لذلك ، فقد قرع باب التوفيق
، فليعف وليكتم ، ولا يشُبب بذكر المحبوب ، ولا يفضحه بين الناس ويُعرضه للاذى
.
هدى الحبيب
المصطفى
فى علاج العشق
والهوى
هذا مرض من أمراض القلب، مخالف لسائر الأمراض فى ذاته وأسبابه وعلاجه، وإذا
تمكن واستحكم، عز على الأطباء دواؤه، وأعيا العليل دواءُه، وإنما حكاه الله سبحانه
فى كتابه عن طائفتين من الناس : من النساء و عشاق الصبيان
المردان فحكاه عن امرأة العزيز فى شأن يوسف وحكاه عن قوم لوط
فقال تعالى
: (( وجاء أهل المدينة
يستبشرون (67) قال إن هؤلاء ضيفى فلا تفضحون (68) واتقوا الله ولا تخزون (69) قالوا
أولم ننهك عن العالمين (70) قال هؤلاء بناتى إن كنتم فاعلين (71) لعمرك إنهم لفى
سكرتهم يعمهون ))الحجر 67-72
وعشق الصور إنما تُبتلى
به القلوب الفارغة من محبة الله تعالى ، المُعرضة عنه ، والمتعوضة بغيره عنه ،فإذا
امتلاء القلب من محبة الله والشوق الى لقائه ،دفع ذلك عنه مرض عشق الصور ولهذا قال
تعالى فى حق يوسف
((كذلك لنصرف عنه السوء إنه من عبادنا المُخلصين ))
يوسف 24
فدل على ان الاخلاص
سبب لدفع العشق وما يترتب عليه من السوء والفحشاء الذى هو ثمرته ونتيجته
،فصرف المسبب صرف لسببه ،ولهذا قال بعض السلف : العشق حركة قلب فارغ ، يعنى مما سوى معشوقه.
قال تعالى :
((وأصبح فؤاد أم موسى
فارغا إن كادت لتبدى به ))
القصص 10
اى فارغا من كل شيء
إلا من موسى لفرط محبتها له وتعلق قلبها به.
قد استقرت حكمة الله -عزوجل-فى خلقه على وقوع التناسب والتآلف
بين الأشباه وانجذاب الشىء الى موافقه ومجانسه بالطبع وهروبه من مخالفه ونفرته عنه
بالطبع
وعلى ذلك قام الخلق والامر فالمثل الى مثله مائل وإليه صائر والضد عن
ضده هارب وعنه نافر
قال تعالى : (( هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها
))
الاعراف 189
فجعل سبحانه علة
سكون الرجل الى امرأته كونها من جنسه وجوهره فعلة السكون المذكورة - وهو الحب -
كونها منه ، فدل على أن العلة ليست بحسن الصورة ولا الموافقة فى القصد والإرادة ولا
فى الخلق والهدى ، وان كانت هذه ايضا من اسباب السكون والمحبة .
وقد
ثبت فى الصحيح عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" الأرواح جنود
مجندة ، فما تعارف منها ائتلف ، وما تناكر منها اختلف "
]وهذا كما أنه
ثابت فى الدنيا فهو كذلك ثابت يوم القيامة ، قال تعالى : (( احشروا الذين ظلموا
وأزواجهم وما كانوا يعبدون (22) من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم
))
الصافات 22-23
قال عمر بن الخطاب رضى الله عنه وبعده
الامام أحمد رحمه الله (( أزواجهم )) أشباههم ونُظراؤهم .
أنواع
المحبة
المحبة أنواع متعددة فأفضلها وأجلها : المحبة فى الله ولله ، وهى تستلزم محبة
ما أحب الله ، وتستلزم محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
ومنها محبة الاتفاق فى طريقة ، او دين ، او
مذهب ، او قرابة ، او صناعة ، او مراد ما
ومنها محبة لنيل غرض من المحبوب ، اما من
جاهه او من ماله او من تعليمه وارشاده او قضاء وطر منه ، وهذه هى المحبة العرضية
التى تزول بزوال موجبها فإن من ودك لأمر ولى عنك بعد انقضائه.
وأما محبة المشاكلة والمناسبة التى بين
المحب والمحبوب ، فمحبة لازمة لا تزول إلا لعارض يزيلها ومحبة العشق من هذا النوع
فغنها استحسان روحانى وامتزاج نفسى .
علاج العشق
والهوى
]ان العشق لما كان مرضا من الأمراض ، كان قابلا للعلاج
، وله أنواع من العلاج
العلاج
الاول
فإن كان مما للعاشق
سبيل الى وصل محبوبه شرعا وقدرا فهو علاجه ، كما ثبت فى الصحيحين من
حديث ابن مسعود رضى الله عنه ،قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ، ومن لم يستطع فعليه
بالصوم ،فإنه له وجاء"
فدل المحب على علاجين : أصلى و
بدلى ، وامره بالاصلى وهو العلاج الذى وضع لهذا الداء ، فلا ينبغى العدول
عنه الى غيره ما وجد اليه سبيلا.
وروى ابن ماجة فى سننه عن ابن عباس رضى
الله عنهما ، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال : "لم نر
للمُتحابين مثل النكاح "
وهذا هو المعنى الذى أشار اليه سبحانه
وتعالى عقيب إحلال النساء حرائرهن وإمائهن عند الحاجة بقوله (( يريد الله أن يخفّف عنكم
وخُلق الإنسانُ ضعيفا ً ))
النساء 28
فذكر تخفيفه فى
هذا الموضع ، وإخباره عن ضعف الإنسان يدل على ضعفه عن احتمال هذه الشهوة
العلاج
الثانى
إن كان لا سبيل الى
وصال معشوقه قدرا او شرعا او هو ممتنع عليه من الجهتين ، فمن علاجه
إشعار نفسه اليأس منه ، فان النفس متى يئست من الشيء استراحت منه ولم تلتفت اليه
,فإن لم يزل مرض العشق باليأس ، فينتقل الى علاج اخر.
وهو علاج عقله بأن يعلم
بأن تعلُق القلب بما لا مطمع له فى حصوله نوع من الجنون ، وصاحبه بمنزلة من يعشق
الشمس وروحه متعلقة بالصعود اليها والدوران معها فى فلكها ، وهذا معدود عند جميع
اعقلاء فى زُمرة المجانين.
العلاج
الثالث
إن كان الوصال متعذرا
شرعا لا قدرا ، فعلاج العبد ونجاته موقوف على اجتنابه.
فليُشعر
نفسه انه معدوم ممتنع لا سبيل اليه ، وانه بمنزلة سائر المحالات ، فان لم تجبه
النفس الامارة فليتركه لأحد امرين :
إما خشية وإما فوات محبوب هو أحب اليه وانفع
له وخير له منه وادوم لذة وسروراً .
فان العاقل متى وازن بين نيل محبوب سريع
الزوال بفوات محبوب اعظم منه وادوم وانفع ظهر له التفاوت فلا تبع لذة الابد التى لا
خطر لها بلذة ساعة تنقلب الاما وحقيقتها انها احلام او خيال .
فتذهب اللذة وتبقى التبعة وتزول الشهوة وتبقى الشقوة
.
فان لم تقبل نفسه هذا الدواء
ولم تطاوعه لهذه المعالجة ،
فلينظر ما تجلب له الشهوة من مفاسد
عاجلته وما تمنعه من مصالح ، فإنها تحول بين العبد وبين رُشده الذى هو ملاك امره
وقوام مصالحه .
فإن لم تقبل نفسه هذا
الدواء،
فليتذكر قبائح المحبوب ، وما يدعوه الى النفرة منه ،
فإنه ان طلبها وتأملها وجدها اضعاف محاسنه التى تدعو الى حبه ، فإن المحاسن كما هى
داعية الحب والارادة ، فالمساوىء داعية البغض والنفرة ، فليوازن بين الداعيين ،
وليحب اسبقهما واقربهما منه باباً ، ولا يكن ممن غره لون جمال على جسم أبرص مجذوم
وليُجاوز بصره حسن الصورة الى قبح الفعل ، وليعبر بصره من حسن المنظر والجسم الى
قبح المخبر والقلب.
فإن عجزن عنه هذه
الادوية كلها ،
فلم يبق له إلا
صدق اللجأ الى من يُجيب المضطر اذا دعاه ، وليطرح نفسه بين يديه على بابه ،
مستغيثاً به ، متضرعاً، متذللاً ، مستكيناً ، فمتى وُفق لذلك ، فقد قرع باب التوفيق
، فليعف وليكتم ، ولا يشُبب بذكر المحبوب ، ولا يفضحه بين الناس ويُعرضه للاذى
.
عدل سابقا من قبل عاشقة الدموع في الثلاثاء مارس 24, 2009 10:37 pm عدل 1 مرات