السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصة القصيرة التى نويت الدخول بها فى مسابقة القصة القصيرة فى الكلية ولكنى عرفت بالميعاد متأخرا كالعادة
القصة سميتها ذكريات خادعة
أسيبكم مع القصة وإعملوا حسابكم انها صعبة الفهم من أول قراءة فياريت تقراؤها تانى علشان تفهموا أسلوب صياغتها لأن فى ضمائر كتير متداخلة وأساليب أعتقد إنها جديدة عليكم
بسم الله
كنت مغمض العينين وأنا قابض يدى على ذكريات جميلة .. كنت مسافرا مع ذكرياتى لعالم بعيد لا أقوى على وصفه .. عالم ليس للكلمات معنى فيه .. ولكنه عالم للأفكار الجميلة .. عالم للمشاعر الصادقة .. عالم للأحاسيس الرقيقة .. ولكنى فى خضم غرقى فى هذا العالم شعرت لوهلة أن ذكرياتى ترتجف وتتراقص كأنها تريد أن تنساب من بين أصابعى .. بدأت أعود لأرض الواقع وأنا أفتح عينيى تدريجيا وقبضتى تتراخى حولها .. كانت عيناى تتسعان على حقيقة أشد وقعا من سابقتها .. حتى فتحت عينى لأجد نفسى مسلتقيا على أرض الواقع .. حاولت النهوض فخانتى يداى .. لم أستطع سوى الركوع على ركبتى وأنا أستند بيدى على الأرض محاولا النهوض .. اللعنة .. لم أكن أعلم أن حبها سيأسرنى هكذا .. أعيتنى المحاولات حتى أفضى لى عقلى بأننى أمام شاشة عرض تتسارع عليها المشاهد .. بدأ العرض بشاشة تهتز بشدة وتعلوها أرقام تأتى وتختفى برتابة إلكترونية :
3
2
1
بدأ شريط ذكرياتى معها بأحداث ومواقف مشوهة ولكن سرعان ما بدأت ملامحها الملائكية تتضح أمامى .. وكان هذا عرضى السينمائى :
*) المشهد الأول : أعتقد
ضحكة .. نصف عين شبه مغمضة .. صوت ضحكة خفيفة كأنها النسيم .. يد تحضن أخرى واصبع كبير يداعب ظهر يدها .. مكان بلا معالم واضحة .. فى الخلفية خيالات ثابتة لأجسام طويلة تتمايل رؤوسها التى تشبه الأغصان .. صوت ضوضاء خفيفة ممتزج بصوت خاطف لعصفور مغرد .. لم يكن المشهد كافيا لأتذكر كل ما كان بيننا ، لذا كان لابد من تذكر شيئ أخر .
*) المشهد الثانى : هي
كان ذلك المشهد أكتر وضوحا .. كانت كالملاك بجوارى وكان كل ما حولنا مواتيا ليكون جوا رومانسيا .. كأن المكان نفسه يحتفل بنا فظهر ذلك فى النسيم الذى كان يداعب شعرها من أجلى .. والعصفور الذى كان يداعب أذنها بأجمل الألحان من أجلى .. والشجرة التى كانت تظلل عليها من أجلى .. كان ذلك بداية جيدة لأتذكر كلمات وحروف لم يكن علي أن أنساها أبدا .
*) المشهد الثالث : الحقيقة
كان ذلك المشهد هو ما فتح عيناى وأزال غشاوة الحب منهما .. كنت أرى أن كل ما أفعله تعب ضائع .. وكل ما بذلته لتغييرها كان جهدا فى غير محله .. رأيت الحقيقة تتعرى بأدب أمام عينيى حتى لا تصدمنى فيها .. ورأيت أنى كنت أخدع نفسى قبل أن تخدعنى هي .
لم أكن بحاجة لمشاهدة المزيد أو أن أكتشف جديدا عن شخصيتها .. أنا أعرف جيدا أهمية المشاعر المتقلبة فى النفس البشرية .. ليست التجارب هي معلم الإنسان الأول .. بل مشاعره المتقلبة هي معلمه .. فمن مشاعرى إكتشفت أن ثبات قلبى لهواها ضعيف وأن حبها لم يكن بمكان عندى لأغفر لها خطأها المتكرر فى حقى .. ولهذا آثرت أن أرفع غطائها عن عينيى .. فضلت أن أصارح نفسى بالحقيقة عن أن أخدعها بحبى لها .. وهكذا عرفت أن الحياة لها ألف وجه ووجه .. إختفت شاشة عقلى من أمام عينيى وبدأت بنفسى أتذكر كل همسة وكيف كان الخداع خلفها .. وتذكرت كل لمسة يد وكيف كان الإلهاء غرضها .. وتذكرت الحنان وكيف كان مبالغا فيه .. وتذكرت الشوق وكيف كان مزيفا عليه .. وتذكرت كيف كانت روحى تحوم حول روحها بلا جدوى .. وكيف كنت أشعر تجاهها بلا إستجابة .
تمالكت نفسى حتى وقفت على قدمى لأراها ماتزال أمامى .. أخفضت رأسى وعندما فتحت راحة يدى وجدت أنى أقبض على سراب .. أمسك فى يده جرح كبير .. أمتلك الآن قلبا مفطورا .. لدي الحين عينين مكسورتين .. لهذا لم أتردد وأنا أقول لها بصوت ثابت :
- لقد أخطات عندما شربت من سيجارة شرب منها أحد قبلى .. ولهذا سأتركك قبل أن تحرقى أصابعى .
- لقد أخطات عندما شربت من سيجارة شرب منها أحد قبلى .. ولهذا سأتركك قبل أن تحرقى أصابعى .
إبتعدت عنها وأكملت طريقى والمشاعر تتضارب فى داخلى نحوها بشكل عنيف ...
بكيت فلم يجد البكا ...
حزنت فلم يجد الحزن ...
غضبت فلم يجد الغضب ...
توحدت فلم يجد التوحد ...
حزنت فلم يجد الحزن ...
غضبت فلم يجد الغضب ...
توحدت فلم يجد التوحد ...
ماذا أفعل بقلبى إن لم أكن سيد أمره ؟ .. ماذا أفعل بقلبى إن كان عصيانه متكررا ؟ .. دوما يقودنى فى طريق أحسب أنى أعرفه .. ولكن أخر تلك المرات أصبح أخرها .. كنت أظننى أفهم المقدمات .. واعتقدت أن تصورى للنهاية صحيح .. فسرت فى الطريق الذى إختاره قلبى .. ولكن لشدة تعجبى سبقنى قلبى بخطوة فغير ملامح الطريق .. أجد نفسى وسط طريق مشوة بلا معالم .. لا بأس فلأعد أدراجى .. أدور على عقبى فلا أجد إلا الصمت .. أتسأل .. جئت من هنا .. فأين ذهب طريقى ؟ .. يجيب الصمت بالصمت .. أرى السماء تنشق عن ضوء يخرج من بين طياته طيرا أبيض اللون .. يحوم فوق رأسى ويلقى بين يدى رسالة .. ما زلت لا أفهم وأنا أنظر لرسالتى فأرجع للصمت أعاود الكرة .. أين أنا ؟ .. يجيب الصمت بالصمت .. أفتح رسالتى وأقرأ فلا أفهم .. أقرأ ثانية فلا أصدق .. أنظر للصمت ولا أسكت عليه .. لماذا أنا ؟ .. يجيب الصمت بصمت رهيب أفهم منه .. أخرج نفسك قبل أن أطبق عليك .. يحين دورى أنا فلا أنبس ببنت شفة .. فيعاودنى الصمت .. لئن لم تفهم فستظل معى .. بك آنس وبى تستوحش .. إنكسر الضوء فى عينى وأنا أحكم قبضتى على رسالتى لتتداخل حروفها وتتساقط واحدا تلو الأخر لتتلاشى على أرض الضباب .. رفعت رأسا ويدا وأنا أقول .. لا .. بل بك آنس وبى تأنس .. حينها أدركت الحقيقة التالية .. ليس بالضرورة أن تحمل الذكريات معنى للانسان .. لان هناك ذكريات لا تحمل سوى العدم .. وعبقرية العدم فى عدم قدرتنا على فهمه .. يتحرك الصمت ليلفنى بأذرعه ويغطينى تماما فى طياته دون أن ينطق .
أتمنى إنها تعجبكم ومستنى مناقشاتكم فيها
شكرا ليكم
شكرا ليكم
عدل سابقا من قبل Mano في الثلاثاء مارس 24, 2009 6:12 pm عدل 1 مرات