الركلات المذهلة لرونالدو وبيكام وكارلوس
كيف يسدد بيكام ركلاته الحرة المذهلة؟ ولماذا تغير إتجاه تسديدة أحمد حسن خلال هدفه الشهير في جنوب إفريقيا؟ وما السر وراء الركلات المذهلة لروبرتو كارلوس وكريستيانو رونالدو؟ .. هذه الأسئلة وغيرها أجاب عليها عالم بريطاني تواجد في القاهرة مؤخرا وأكد أن الفيزياء هي الإجابة. كانت الدهشة الممزوجة بالإعجاب همي التعبير الغالب على وجوه أغلب من حضروا ندوة ديفيد جيمس المحاضر في هندسة الرياضة sports engineer في جامعة شيفيلد هالام الإنجليزية بدعوة من المجلس الثقافي البريطاني ضمن برنامج ندوات معرض الكتاب. وقال جيمس الذي قدم الندوة برفقة الإذاعي البريطاني الشهير كوينتن كوبر "لا تتعجبوا من الطرق الغريبة في تسديد الركلات الحرة .. الفيزياء تفسر الأمر"، وقام بعرض تسديدات عدة لاعبين شارحا الفكرة العلمية وراء كل واحدة. 1- مايكل بالاك يسدد بالاك قائد المنتخب الألماني ونجم نادي تشيلسي الإنجليزي الكرة بالطريقة الكلاسيكية لتسديد الركلات الحرة والفكرة من وراء ذلك أن اللاعب يقوم بتحريك ساقه بسرعة هائلة تولد طاقة كبيرة تضغط جسد الكرة لجزء من الثانية لدرجة أن الكرة تنبعج في مكانها لحظة الثبات مما يدفعها بقوة هائلة في إتجاه التسديد. ويقول جيمس إن الكثير من الناس يستطيعون التسديد بقوة بالاك لكن من الصعب جدا أن ينجح أي شخص في توجيه الكرة بسرعتها الفائقة نحو نقطة محددة في المرمى. هدف بالاك في مرمى النمسا في يورو 2008 2- كريستيانو رونالدو سجل البرتغالي رونالدو أجمل أهدافه العام الماضي في شباك بورتسموث من ركلة حرة مباشرة غيرت طريقها أكثر من مرة قبل أن تسكن الشباك في لقطة تشبه هدف المصري أحمد حسن في مرمى جنوب إفريقيا في نهائي كأس الأمم عام 1998. ويرى جيمس أن هذه النوعية من التسديدات هي الأصعب على الإطلاق ويؤكد أن رونالدو أو أي لاعب غيره لا يستطيع تكرارها لأنها تتطلب سرعة معينة ونقطة معينة في الكرة حتى تخرج بصورة مختلة التوازن فتخدع أي حارس مرمى، وحتى إذا عرف اللاعب النقطة السحرية في الكرة التي تدفعها للتذبذب فهو لن يستطيع ضربة مباشرة لأن القدم البشرية غير مستوية. هدف رونالدو في مرمى بورتسموث 3- روبرتو كارلوس أما أسلوب البرازيلي كارلوس والذي يتمثل بأبهى صوره في هدفه التاريخي في مرمى فرنسا والذي عرف طويلا باسم الهدف الذي يتحدى قواعد الفيزياء فقد فسره جيمس بقوله "يلجأ اللاعب لركل الكرة بوجه قدمه بحيث يضمن ألا تتأثر الكرة بشكل القدم، ويكون موضع لمس الكرة متطرفا في أقصى الزاوية المعاكسة للزاوية المرغوب ذهاب الكرة بإتجاهها. وهذا الأسلوب يلجأ إليه العديد من لاعبي كرة القدم وليس روبرتو كارلوس وحده. هدف كارلوس في مرمى الديوك
4- ديفيد بيكام يعد الإنجليزي بيكام أشهر مسدد ركلات حرة في العالم بفضل أسلوبه في إرسال الكرة بطريقة الـspin وفيه يركل الكرة بباطن القدم من نقطة سفلى فيها فيرسلها في الهواء وهي تدور حول محورها لتسحب ذرات الهواء مما يرسل الكرة إلى مسافات أبعد من الطبيعية. وينجح بيكام وغيره من مشاهير اللاعبين مثل الياباني ناكامورا والبرازيلي جونينيو في إرسال الكرة بقوة وسرعة من نقاط مختلفة في الملعب لتدخل المرمى من أعلى زاوية. هدف بيكام في مرمى اليونان كاميرات حساسة ويرى الخبير الإنجليزي أن تسديد ركلات رائعة من نوعية الأهداف السابقة هي ما يصنع المسيرة الذهبية للاعبي الكرة المحترفين والأهم هو ليس روعة الهدف لكن توقيته ومدى حاجة منتخب بلاده أو ناديه إليه وهو ما يجعل لاعبا مثل بيكام على القمة وذلك لأنه سجل هدفا رائعا في الدقيقة 93 عندما كانت بلاده في أشد الحاجة للهدف كي تبلغ نهائيات كأس العالم. ويشرح جيمس الأسلوب الذي يحلل به الركلات الحرة إذ يتم تصوير اللاعبين من كل الزوايا خلال التسديد بكاميرات حساسة تظهر شكل الكرة في كل جزء من الثانية لبيان القوى الفيزيائية المختلفة المؤثرة عليها بذات الأسلوب الذي يتم به حساب هندسة الصواريخ والقذائف. ويضيف العالم البريطاني "لا نلجأ للاعبين محترفين بالطبع في تجاربنا لأنه من المستحيل أن يتقن لاعب تسديدة ما فنلجأ إلى تقنية الروبوت ليركل الكرة بقوة متساوية في كل مرة". ويؤكد جيمس الذي يشارك في تصميم الأدوات الرياضية مع شركة "أديداس" أن تسديد الركلات الحرة القوية يؤدى إلى دفع الكرة بطاقة قدم اللاعب وفي الوقت ذاته ترتد طاقة معاكسة من الكرة إلى قدمه ولذلك يتم تصميم الأحذية الرياضية بحيث يكون الجلد المحيط بوجه القدم مرنا بينما يكون الجلد المحيط بالكعب شديد الصلابة. ولكن هل يمكن تطبيق هذه التقنيات الفيزيائية فيما هو أكثر من تحليل الأهداف .. يقول جيمس "شاركت ضمن فريق تطوير أدوات منتخب بريطانيا للدراجات الذي فاز بذهبية بكين 2008". ويتابع "قمنا بتصنيع خوذات ودراجات خاصة للدراجين البريطانيين يمكنها التقليل من احتكاك الهواء مع أدواتهم مما ساعدهم على التتويج، وفي بكين ومن قبلها أثينا ندرس طبيعة الرياح في المناطق البحرية التي تشهد إقامة منافسات الشراع لتوفير أدق معلومات للاعبينا". سيادة التكنولوجيا ولكن لماذا لا يمكن الاستعانة بهذه التكنولوجيا في كرة القدم؟ يجيب جيمس "كل الفرق تستفيد من التطوير العلمي الذي يصيب لعب كرة القدم فأنت لا تستطيع صناعة كرة خاصة لمنتخب بلادك لأن المنافسين سيلعبون بها أيضا والأمر ذاته ينطبق على الأحذية الرياضية". وطرح الإذاعي البريطاني كوينتن كوبر سؤالا أخيرا على جيمس حول سقف طموح العلماء العاملين على تطوير الأدوات الرياضية وما إذا يمكن لهذه التطورات أن تقضي على المنافسة الرياضية يوما ما، فأكد المهندس أن التطوير يجب ألا يتجاوز الحدود وهذا ما يدعو صناع سيارات الفورميولا وان للحد من سرعة السيارات و يدعو صناع مضارب التنس والكريكت لعدم استخدام خامات تزيد سرعة الكرة عن حد معين. إلا أن جيمس اختتم حديثه قائلا "الرياضة ستتطور مثل كل شيء في حياتنا وهذا أمر لا يمكن إيقافه". | ||||||||||||