منتدى علوم المنصورة
رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Ezlb9t10


منتدى علوم المنصورة
رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Ezlb9t10

منتدى علوم المنصورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى علوم المنصورةدخول

اهلا بك يا زائر لديك 16777214 مساهمة


رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
+3
hanod
mezobasha87
tootibella
7 مشترك

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :






بعدها ... جاء سامر يخبرني بأن سيف قد
حضر ...
كان سامر يبتسم ، و إن بدت من نظراته
علامات القلق ... خصوصا و هو يرى الوجوم الغريب على وجهي الذي كان مشرقا طوال
النهار
ذهبت معه إلى حيث كان سيف و والدي
يجلسان و يتبادلان الأحاديث ...
لابد أن الجميع قد لاحظ شرودي ... و
عدم إقبالي على الطعام ، على عكس وجبة الغذاء التي التهمت حصتي منها كاملة تقريبا

" ما بك لا
تأكل يا وليد ؟ كُلْ حتى تسترد الأرطال التي فقدتها من جسمك ! "

أجبت ببرود و بلادة :

" اكتفيت "

و بعد العشاء جلسنا في غرفة الضيوف
نشرب الشاي ، و كانوا هم الثلاثة ، أبي و سامر و سيف ، في قمة السعادة و يتبادلون
الأحاديث و الضحك ...
أما تفكيري أن فكان متوقفا و جامدا
عند اللحظة التي قال فيها آخي :

( نحن مخطوبان )

بعد ساعة ، استأذن سيف للانصراف و أخذ
يصافح الجميع و حين أقبل نحوي قلت :

" سأذهب معك "

أبي و سامر تبادلا النظرات ثم حدقا بي
، كما يفعل سيف ... و قالا سوية و باستغراب :

" ماذا ؟؟ "

و أنا لا أزال ممسكا بيد سيف و ناظرا
إليه أجبت :

" إذ لا سرير
لي هنا ... "

و توقفت قليلا ثم تابعت :

" و لا أريد
ترك صديقي وحيدا "

كان سيف يعتزم السفر بعد يوم آخر ،
لينال قسطا أوفر من الراحة بعد مشقة الرحلة الطويلة التي قطعناها ...
و انتهى الأمر بأن خرجت معه دون أن
أودع غير والدي ، و سامر ...

في السيارة بعد ذلك ، فتحت الخزانة
الأمامية و استخرجت علبة السجائر التي كنت قد دسستها بداخلها أثناء تجوالنا
و فتحت النافذة ، ثم أشعلت السيجارة و
التفت إلى سيف و قلت :

" أتسمح بأن
أدخن ؟؟ "

صديقي سيف لم يكن من المدخنين ، أومأ
برأسه إيجابا و فتح نافذته ، و انطلق بالسيارة ...

بقيت صامتا شاردا طوال المشوار ، و لم
يحاول سيف خلخلة صمتي بأي كلام
بعد فترة ، و نحن نقف عند الإشارة
الأخيرة قبل المبنى حيث نسكن ، و فيما أنا في شرودي و دهليز أفكاري اللانهائي ،
قال سيف :

" متى بدأت
تدخن ؟؟ "

لم أجبه مباشرة ، ليس لأنني لم أسمعه
أو أستوعب سؤاله ، بل لأن لساني لم يكن يدخر أي كلام ...

" السجن
يعلّم الكثير ... "

قلت ذلك و ابتسمت ابتسامة ساخرة باهتة
شعرت بأن سيف قد رآها رقم تركيزه على الطريق ...
تذكرت لحظتها تلك الأيام ...
و أولئك الزملاء في السجن ...
لماذا أشعر بهم الآن حولي ؟؟
كأني أشم راحة الزنزانة !
ربما أثارت رائحة السيجارة تلك
الذكريات السوداء !
و هل يمكن أن أنساها ؟
و هل يعقل أن تختفي و أنا لم أبتعد
عنها غير أيام فقط ...؟؟
ليتهم ...
ليتهم قتلوني معك يا نديم ...
ليتنا تبادلنا الأرواح ...
فمت ُّ أنا
و بقيت أنت ... و خرجت لتعود لأهلك و
بلدك و أحبابك ...
أنا ... لا أهل لي و لا بد ...
و لا أحباب ...

لمحت الإشارة تضيء اللون الأخضر و أنا
أسحق سيجارتي في ( المطفئة)
ثم انطلق وليد بالسيارة ...
أنوار كثيرة كانت تسبح في الظلام ...
مصابيح السيارات القادمة على الطريق
المعاكس
مصابيح المنازل
مصابيح الشارع ...
لافتات المحلات الضوئية
نور على نور على نور ...
كم هو أمر مزعج ... لم أعد أرغب في
رؤية شيء ...
أتمنى ألا تشرق الشمس يوم الغد ...
أتمنى ألا يعود الغد ...
أتمنى ... ألا أذكر رغد ...

كانت المرة الثانية في حياتي ، التي
تمنيت فيها لو أن رغد لم تخلق ...

عندما دخلنا الشقة، و هي مكونة من
غرفة نوم و صالة صغيرة و زاوية مطبخ و حمام واحد ... أسرعت الخطى نحو غرفة النوم و
دون أن أنير المصباح دخلت و ألقيت بجسدي المخدر أثر صدمة النبأ على أحد السريرين ...

ثوان ، و إذا بسيف يقبل و يشعل المصباح


" كلا ..
أرجو أطفئه "

قلت ذلك و أنا أرفع يدي ثم أضعها فوق
عيني المغمضتين لأحجب عنهما النور ...
سيف بادر بإطفاء المصباح و بقي واقفا
برهة ... ثم أقلق الباب و أحسست به يتقدم ... ثم يجلس فوق السرير الآخر و الموازي
لسريري ...

ساد السكون لبعض الوقت ، إلا من ضوضاء
تعشش في رأسي بسبب الأفكار التي تتعارك في داخله ...

" ماذا حدث
؟؟ "

سألني سيف بصوت هادئ منخفض ...
لم أجبه ... و مرت دقائق أخرى فاعتقدت
أنه حسبني قد دخلت عالم النيام ... لكنه عاد يقول :

" أخبرني ...
، إنك لست على ما يرام "

بعد ذلك أحسست بحركته على السرير
المجاور و بصوته يقترب أكثر ...

" وليد ؟؟ "

الآن فتحت عيني قليلا و لدهشتي رأيه
يقف عند رأسي و يحدق بي ...
الظلام كان يطلي الغرفة بسواد تام ،
إلا عن إضاءة بسيطة تتسلل بعناد من تحت الباب
و يبدو إنها كانت كافيه لتعكس بريق
الدموع التي أردت مواراتها في السواد .
لحظة من لحظات الضعف الشديد و
الانهيار التام .. توازي لحظة تراقُص الحزام في الهواء ... ثم سكونه النهائي على
الرمال ... إلى حيث لا مجال للعودة أو التراجع ... فقد قضي الأمر ...

جلست ، ليست قوتي الجسدية هي التي
ساعدتني على النهوض ، و لا رغبتي الميتة في الحراك ، بل الدموع التي تخللت تجويف
أنفي و ورّمت باطنه و سدت المعبر أمام أنفاسي البليدة البطيئة ... و كان لابد من
إزاحتها ...

تناولت منديلا من العلبة الموضوعة فوق
المنضدة الفاصلة بين السريرين و جعلت أعصف ما في جوفي و صدري و كياني ... خارجا

إلى الخارج ...
يا دموعي و آلامي
يا أحزاني و ذكرياتي الماضي
إلى الخارج يا حبي و مهجة قلبي
إلى الخارج يا بقايا الأمل
إلى الخارج يا روحي ...
و كل ما يختزن جسمي من ذرات الحياة ....
و إلى الخارج ...
يا اعترافات لم أكن أتوقع أنني سأبوح
بها ذات يوم ... لأي إنسان ...

" هل واجهت
مشكلة مع أهلك ؟؟ ... بالأمس كنت ... كنت َ ... "

و صمت ...

فتابعت أنا مباشرة :

" كنت ُ أملك
الأمل الأخير ... و قد ضاع و انتهى كل شيء ...
إنني لم أعد أرغب في العودة إليهم !
سأرحل معك يا سيف "

قلت ذلك و كانت فكرة وليدة اللحظة ،
ألا أنها كبرت فجأة في رأسي و احتلت عقلي برمته ، ففتحت عيني و حملقت في الفراغ
الذي خلقت منه هذه الفكرة ثم استدرت نحو سيف و قلت :

" أنا عائد
معك إلى مدينتنا ! "

طبعا سيف تفاجأ و لم يكن الظلام ليسمح
لي برؤية ظاهر ردود فعله أو سبر غورها

سمعته يقول :

" ماذا ؟ ! "

قلت مؤكدا :

" نعم !
سأذهب معك ... فلم يعد لي مكان أو داع هنا "

سيف صمت ، و لم يعلق بادئ الأمر ، ثم
قال :

" أما حدث
... كان سيئا لهذا الحد ؟؟ "

و كأن جملته كان شرارة فجرّت برميل
الوقود ...
ثرت بجنون ، قفزت من سريري مندفعا
هائجا صارخا :

" سيئ ٌ فقط
؟؟ بل أسوأ ما يمكن أن يحدث على الإطلاق ... إنها خيانة ! إنهما خائنان ... خائنان
... خائنان "

مشيت بتوتر و عصبية أتخبط في طريقي
... أبحث عن أي شيء أفرغ فيه غضبي بلكمة قوية من يدي لكنني لم أجد غير الجدار ...

و هل يشعر الجدار ؟؟

آلام شديدة شعرت أنا بها في قبضة يدي
أثر اللكمة المجنونة نحو الجدار ، و استدرت بانفعال نحو سيف الذي ظل جالسا على
السرير يراقبني بصمت ...

" لقد سرقوا
رغد مني ! "

لأن شيئا لم يتحرك في سيف استنتجت أنه
لم يفهم ما عنيته ... قلت :

" أعود بعد
ثمان سنوات من العذاب و الألم ... و الذل و الهوان الذي عشته في السجن بسبب قتلي
لذلك الحقير الذي أذاها ... ثمان سنوات من الجحيم ... و المرارة ... و الشوق ... فقدت فيها كل شيء سوى أملى بالعودة
إليها هي ... أعود
فأجدها ... "

و سكت ...
لأنني لم أقو على النطق بالكلمة
التالية ...
و درت حول نفسي بجنون ، ثم تابعت ، و
قد خرجت الكلمة من فمي ممزوجة بالآهة و الصرخة و الحسرة :

" أجدها
مخطوبة ؟؟ "

هنا وقف سيف ...
إلا أنني لم أكن قد انتهيت من إفراغ
ما لدي

قلت بصوت صارخ جاد مزمجر :

" و لمن ؟؟
لأخي ؟؟؟ أخي ؟؟؟ "

حتى لو كانت الغرفة منارة لم أكن
لأستطيع رؤية شيء وسط انفعالي الشديد ساعتها ...
لذا لا أعرف كيف كانت تعابير وجه سيف ...
و لكن بإمكاني رؤية خياله واقفا هناك ...
اندفعت كلماتي مقترنة بدموعي و زفيري
القوي و صوتي الأجش المجلل ... و أنا أقول :

" لو كان ...
لو كان شخصا آخر ... أي شخص ... لكنت قتلته و محوته من الوجود ... لكنه أخي ...
أخي يا سيف ... أخي ...
كيف تجرأ على سرقتها مني ؟؟
كيف فعلوا هذا بي ؟؟
أهذا ما أستحقه ؟؟
ليتني لم أخرج من السجن
ليتني مت هناك
ليتني أفقد الذاكرة و أنسى أنني
عرفتها يوما
الخائنة ...
الخائنة ...
الخائنة ... "

و انتهيت جاثيا على الأرض في بكاء
شديد كالأطفال ...

" لقد أطعمتك
ِ بيدي ... كيف تفعلين هذا بي يا رغد ؟؟ أنا قتلته انتقاما لك ِ أنت ِ ...
أيتها الخائنة ... أكان هذا حلمك ...؟
اذهبي بأحلامك إلى الجحيم ... "

و أدخلت يدي إلى جيبي ، و أخرجت منه
الصورتين اللتين رافقتاني و لازمتاني لثمان سنين ، لستين دقيقة من كل ساعة من كل
يوم ...
أخرجتهما و أخرجت معهما القصاصة التي
وجدتها تحت باب غرفتي ...
لم أكن أرى أيا مما أخرجت ، و لكن يدي
تحس ... و تدري أيها صورة رغد ... فلطالما أمسكت بالصورة و احتضنتها في يدي لساعات
و ساعات ...
الدموع بللت الصورتين و كذلك الورقة ...

" أيتها
الخائنة ... اذهبي و أحلامك إلى الجحيم ... "

و قبل أن أتردد أو أدع لعقلي المفقود
لحظة للتفكير ...
مزقت الورقة ... إربا إربا ...
و رميت بها في الهواء ...
و مزقت صورة رغد ... قطعة قطعة ... و
بعثرتها في الفراغ ... إلى حيث تبعثرت آخر آمالي و أحلامي ...
و انتهت آخر لحظات حبي الحالم ...
و تلاشت آخر ذرات غبار الماضي ...
و لم يبق لي ...
غير حطام قلب ٍ منفطر ...





descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
كملى انا عندى احساس ان الروايه دى هتعدى 100 جزء مش عارف ليه طالما قلتى لسه بدرىىىىىىىىىىىىىىىىىى بالشكل ده بس المهم معاكى لاخر جزء بس عايز اعرف صندوق الامانى مش ناويين يفتحوه بقى انا حاسس انه هوة اللى هينهى الحدوده الطويله دى

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الجزء 28

more_horiz





لقد قضيت خمسة أيام في بيت عائلتي ، كان يمكن أن تكون من
أجمل أيام حياتي ... لكنها كانت من أسوأها




كنت أود الرحيل عنهم في أقرب فرصة ، لكنني اضطررت كارها
للبقاء بإلحاح من أبي و أمي




سامر غادر يوم الجمعة ، و قد ودعته وداعا باردا ... و غادرت
أنا صباح الثلاثاء التالي باكرا
.




خلال تلك الأيام الخمسة ...


كنت أتحاشى الالتقاء برغد قدر الإمكان و لا أنظر أو
أتحدث إليها إلا للضرورة


و هي الأخرى ، كانت تلازم غرفتها معظم الوقت و تتحاشى
الحديث معي ، خصوصا بعد أن قلت لها
:




" هل تسرقين ؟ "




اعترف بأنني كنت فظا جدا ألا أنني لم أجد طريقة أفضل
لأعبر بها عن غضبي الشديد و مرارتي لفقدها




في آخر الأيام ، طلبت مني والدتي اصطحاب رغد إلى المكتبة
لتشتري بعض حاجياتها .




لم أكن لأفعل ذلك ، غير أنني شعرت بالحرج ... إذ أن
والدي كان قد عاد قبل قليل من العمل و يسترخي ... فيما أنا أنعم بالراحة و الكسل ،
دون مقابل ...


و ربما كان ذلك ، نوعا من الإعتذار ...


في ذلك اليوم كان نوار في زيارة مطولة لشقيقتي ، و مدعو
للعشاء معها !






ذهبنا أنا و رغد إلى تلك المكتبة العظمى المترامية
الأطراف ...


رغد توجهت إلى الزاوية الخاصة ببيع أدوات الرسم و
التلوين و خلافها ... و بدأت تتفرج و تختار ما تريد ...




و على فكرة ، علمت أنها رسامة ماهرة ...


لكم كانت تعشق التلوين منذ الصغر !




أخذت أتفرج معها على حاجيات الرسم و التلوين ... ثم
انعطفت في طريقي ، مواصلا التفرج ... و لم يعد باستطاعتي رؤية رغد أو باستطاعتها
رؤيتي




شغلت بمشاهدة بعض الرسوم المعلقة أعلى الحائط و ما هي
إلا ثوان حتى رأيت رغد تقف بجواري
!




قلت :




" رسوم جميلة ! "




" نعم . سأشتري الألوان من هناك "




و أشارت إلى الناحية الأخرى التي قدمنا منها ... فعدت
معها ...


انهمكت هي باختيار الألوان و غيرها ، فسرت أتجول و أتفرج
على ما حولي حتى بلغت زاوية أخرى فانعطفت ...




مضت ثوان معدودة ، و إذا بي أسمع صوت رغد يناديني مجددا ...


استدرت للخلف فرأيتها تقف قربي !


و بيني و بينها مسافة بضع خطوات


تخيلت أنها تريد قول شيء ، فسألتها :




" هل انتهيت ؟؟ "




قالت
:




" لا
"




تعجبت
!




قلت :




" إذن ؟؟ "




قالت
:




" لا تبتعد عني "




يا لهذه الفتاة !




قلت :




" حسنا
! "




و مضيت ُ معها إلى حيث كانت أغراضها موضوعة على أحد
الأرفف


رأيتها تأخذ أغراضا أخرى كثيرة ، فتلفت من حولي بحثا عن
سلة تسوق ، و لم أجد . ذهبت لأبحث عن سلة فإذا بي أسمعها تناديني :




" وليد
"




قلت :




" سأحضر سلة لحمل الأغراض "




فإذا بها تترك ما بيدها و تأتي معي !




عدنا مجددا للأغراض ، و تابعت هي اختيار ما تشاء، و
تجولت أنا حتى بلغت ناحية الكتب
...


الكثير من الكتب أمام عيني !


يا له من بحر كبير ! كم أنا مشتاق للغطس في أعماقه !


لم أكن قد قرأت ُ كتابا منذ مدة طويلة ... أخذت أتفرج
عليها و أتصفح بعضها ... و انتقل من رف إلى آخر ، و من مجموعة إلى أخرى ... حتى غرقت في
البحر حقا !




كانت أرفف الكتب مصفوفة على شكل عدة حواجز تقسم المنطقة ...


و الكثير من الناس ينتشرون في المكان و يتفرجون هنا أو
هناك ...




دقائق ، و إذا بي أسمع صوت رغد من مكان ما !


كان صوتها يبدو مرتبكا أو قلقا ... لم أكن في موقع يسمح
لي برؤيتها ... فسرت بين الحواجز بحثا عنها و أنا أقول :




" أنا هنا "




و لم أسمع لها صوتا !


أخذت ُ ألقي نظرة بين الحواجز بحثا عنها


ثم وجدتها بين حاجزين ...




" أنا هنا ! "




حينما رأتني رغد أقبلت نحوي مسرعة تاركة السلة التي كانت
تحملها تقع على الأرض و حين صارت أمامي مباشرة فوجئت بها تمسك بذراعي و ترتجف !




كانت فزعة
!!




وقفت أمامي ترتعش كعصفور مذعور !




نظرت إليها بذهول ... قلت :




" ما بك ؟؟ "




قالت و هي بالكاد تلتقط بعض أنفاسها :




" أين ذهبت ؟ "




أجبت
:




" أنا هنا أتفرج على الكتب ! ... ما بك ؟؟ "




رغد ضغطت على ذراعي بقوة ... و قالت بفزع :




" لا تتركني وحدي "




نظرت ُ إليها بشيء من الخوف ، و القلق ... و الحيرة ...




فقالت
:




" لا تدعني وحدي ... أنا أخاف "




لكم أن تتصوروا الذهول الذي علاني لدى سماعي لها تقول
ذلك ... و رؤيتها ترتجف أمام عيني بذعر
...




لقد ذكرني هذا الموقف ، باليوم المشؤوم ...




قلت :




" أ أنت ِ ... بخير ؟؟ "




فعادت تقول
:




" لا تتركني وحدي ... أرجوك ... "




لم يبدُ لي هذا تصرفا طبيعيا ... توترتُ خوفا و قلقا ...
و تأملتها بحيرة ...




سرنا باتجاه السلة ، فأردت سحب ذراعي من بين يديها لحمل
السلة و إعادة المحتويات إلى داخلها ... لكنها لم تطلقها بسهولة ...


و عوضا عن ذلك تشبثت بي أكثر ثم بدأت بالبكاء ...




لم يكن موقفا عاديا ، لذا فإن أول شيء سألت أمي عنه بعد
عودتنا للبيت :




" ما الذي جعل رغد تفزع عندما تركتها في المكتبة و
ابتعدت قليلا ؟؟ "




أمي نظرت إلي باهتمام ... ثم قالت :




" ماذا حدث ؟؟ "




" لا شيء ... ذهبت ألقي نظرة على الكتب و بعد دقائق
وجدتها ترتجف ذعرا ! "




عبس وجه والدتي ، و قالت :




" و لماذا تتركها يا وليد ؟ قلت لك ... انتبه لها "




أثار كلام أمي جنوني ، فقلت :




" أمي ... ماذا هناك ؟؟ ما لأمر ؟؟ "




قالت أمي بمرارة :




" لديها رهبة مرضية من الغرباء ... تموت ذعرا إذا
لم تجد أحدنا إلى جانبها ... إنها مريضة بذلك منذ سنين ... منذ رحيلك يا وليد ! "




لقد صدمت بالنبأ صدمة هزت كياني و وجداني ...




أخبرتني أمي بتفاصيل حدثت للصغيرة بعد غيابي ... و
الحالة المرضية التي لازمتها فترة طويلة و الذعر الذي ينتابها كلما وجدت نفسها بين
غرباء ...


لم يكن صعبا علي أن أربط بين الحادث المشؤوم و حالتها
هذه


و كم تمنيت
...


كم تمنيت
...


لو أن عمّار يعود للحياة ... فأقتله ... ثم أقتله و
أقتله ألف مرة ...


إنه يستحق أكثر من مجرد أن يقتل ....




قالت أمي
:




" و عندما توالت الهجمات على المنطقة ، اشتد عليها
الذعر و المرض ... و وجدنا أنفسنا مضطرين للرحيل مع من رحل عن المدينة ... لم يكن
الرحيل سهلا ، لكن العودة كانت أصعب ... قضيت معها فترات متفرقة في المستشفى ...
لم تكن تفارقني لحظة واحدة ! بمشقة قصوى ذهب والدك و شقيقك لزيارتك في العاصمة ،
تاركين الطفلة المريضة و أختها في رعايتي في المستشفى ، إلا أنهما منعا من الزيارة
و أبلغا أن الزيارة محظورة تماما على جميع المساجين ! "




و أمي تتحدث و أنا رأسي يدور ... و يدور و يدور ... حتى
لف المجرة بأكملها


تساؤلات كان تملأ رأسي منذ سنين ، و جدت إجابة صاعقة
عليها دفعة واحدة ...


أسندت رأسي إلى يدي ...




رأتني أمي أفعل ذلك فقالت :




" بني ... أ أنت بخير ؟؟ "




رفعت يدي عن رأسي و قلت :




" و لماذا ... لماذا زوجتموها لسامر و هي بذلك السن
المبكر جدا ؟؟ "




قالت
:




" لمن كنت تظننا سنسلم ابنتنا ؟؟ إنها تموت ذعرا لو
ابتعدت عنا ... هل تتصور أنها تستطيع الخروج من هذا المنزل ؟؟ لا تخرج في مكان عام
إلا بوجود أبيك أو سامر ... كانت ستتزوجه إن عاجلا أم آجلا ... فرفعنا الحرج عنهما
لبقائهما في بيت واحد "




قلت :




" لكن يا أمي ... إنها ... إنها .... "




و لم تخرج الكلمة المعنية ...




أتممت
:




" إنها صغيرة جدا ... ما كان يجب أن تقرروا شيئا
كهذا ... "




و تابعت
:




" كان يجب ... كان يجب ... إن ... "




و لم أتم
...




ماذا عساي أن أقول ... ؟؟ لقد فات الأوان و انتهى كل شيء ...




لكن الأمور بدت أكثر وضوحا أمامي ...




هممت بالذهاب إلى غرفة سامر التي أستغلها ، من أجل تنفس
الصعداء وحيدا ...




توقفت قبل مغادرتي لغرفة المعيشة حيث كنا أنا و أمي ...




التفت إليها و قلت :




" أ لهذا لم تخبروها بأنني دخلت السجن ؟؟؟ هل
أخبرتموها أنني ... لن أعود ؟؟
"




والدتي قالت
:




"أخبرناها بأنك قد تعود ... و لكن ... بعد عشرين
عاما ... و قد لا تعود ...
"




كانت أمي تبكي ...


بينما قلبي أنا ينزف ...




قلت :




" و لكنني عدت ... "




والدتي مسحت دموعها وابتسمت ، ثم تلاشت الابتسامة عن
وجهها ... و نظرت إلي باهتمام و قلق
...




قلت :




" و يجب أن أرحل "




و تابعت طريقي إلى غرفة سامر ...




فضول لم استطع مقاومته ، و قلق شديد بشأنها دفعني
للاقتراب من غرفة رغد المغلقة ... و من ثم الطرق الخفيف ...




" أنا وليد "




بعد قليل ... فتح الباب ...


كنت أقف عن بعد ... أطلت رغد من الداخل و نظرت إلي


رأيت جفونها الأربعة متورمة و محمرة أثر الدموع




قلت :




" صغيرتي ... أنا آسف ... "




ما إن قلت ذلك ... حتى رفعت رغد يديها و غطت وجهها و
أجهشت بكاءا


زلزلني هذا المشهد ... كنت أسمع صوت بكائها يذبذب خلايا
قلبي قبل طبلتي أذني ّ




قلت بعطف
:




" رغد
... "




رغد استدارت للخلف و أسرعت نحو سريرها تبكي بألم ...




بقيت واقفا عند الباب لا أقوى على شيء ... لا على التقدم
خطوة ، و لا على الانسحاب ...




" رغد يا صغيرتي ... "




لم تتحرك رغد بل بقيت مخفية وجهها في وسادتها تبكي
بمرارة ... و يبكي قلبي معها
...




" رغد ... أرجوك كفى ... "




ثم قلت
:




" توقفي أرجوك ... لا احتمل رؤية دموعك ! "




و لم تتحرك رغد ...




تقدمت خطوة واحدة مترددة نحو الداخل ... و نظرت إلى ما
حولي بقلق و تردد ...




المرآة كانت على يميني ، و حين تقدمت خطوة رأيت صورتي
عليها ... و حين التفت يسارا ... رأيت صورتي أيضا !




فوجئت و تعلقت عيناي عند تلك الصورة !




لقد كانت رسمة لي أنا على لوحة ورقية ، لم تكتمل ألوانها
بعد !




نقلت بصري بين رغد الجالسة على السرير تغمر وجهها في
الوسادة ، و صورتي على الورقة !


كيف استطاعت رسمي بهذه الدقة !؟ و بمظهري الحالي ...
فأنفي محفور كما هو الآن !


كيف حصلت على صورة لي لترسمها ، أم أنها رسمتها من خلال
المرات القليلة العابرة التي نظرت فيها إلي ... !؟




" يشبهني كثيرا ! أنت بارعة ! "




ما إن أنهيت جملتي حتى قفزت رغد بسرعة ، و عمدت إلى
اللوحة فغطتها بورقة بيضاء بسرعة و ارتباك !




ثم بعثرت أنظارها في أشياء كثيرة ... بعيدا عني ... و
أخذت تفتح علب الألوان الجديدة التي اشترتها من المكتبة باضطراب ...




رجعت للوراء ... لم أكن أملك فكرة لما علي فعله الآن !
ماذا علي أن أفعل ؟؟


أظن ... أن علي الخروج حالا




الجملة التي ولدت على لساني هذه اللحظة كانت :




" أحب أن أتفرج على رسوماتك ! "




و لكن أهذا وقته !


رجعت خطوة أخرى للوراء و أضفت :




" لاحقا طبعا ... إذا سمحت ِ "




رغد توجهت نحو مكتبتها و أخرجت كراسة رسم كبيرة ، و
أقبلت نحوي و مدتها إلي ...


في هذه اللحظة التقت نظراتنا


كان بريق الدموع لا يزال يتلألأ في عينيها الحمراوين ،
ينذر بشلال جارف ...


أخذت الكراسة
....


و قلت و قلبي يتمزق :




" لا تبكي أرجوك ... "




لكن الدمعة فاضت ... و انسكبت ... و انجرفت ... تقود
خلفها جيشا من الدموع المتمردة
...




" رغد ... سألتك ِ بالله كفى ... أرجوك ... "




" لا أستطيع أن أتغلب على ذلك ... كلهم مرعبون ...
مخيفون ... أشرار ... يريدون اختطافي
"




و انفجرت رغد في بكاء مخيف ... هستيري ... قوي ... و
ارتجفت أطرافي ذعرا و غضبا و قهرا كدت أصرخ بسببه صرخة تدوي السماء ...


أراها أمامي كما رأيتها ذلك اليوم المشؤوم ... و أضغط
على الكراسة في يدي و أكاد أمزقها
...


تمنيت لو أستطيع تطويقها بين ذراعي بقوة ... كما فعلت
يومها ... لكنني عجزت عن ذلك


تمنيت لو
...


لو أخرج جثة عمار من تحت سابع أرض ... و أقتله ، ثم
أمزقه قطعة قطعة ... خلية خلية ... ذرة ذرة ...


لو يعود الزمن للوراء ... لكنت قتلته في عراكي معه آخر
مرة ... و لم أدع له الفرصة ليعيش و يؤذيك ...




إنني كنت ُ السبب ...


نعم أنا السبب ...


و قد انتقم مني أبشع انتقام ...


و أي انتقام ؟؟


ثمن بقيت أدفعه منذ ذلك اليوم ، و حتى آخر لحظة في حياتي
البائسة ...


ما ذنب صغيرتي في كل هذا ...؟


خسئت أيها الوغد ...




هنا أقبلت أمي التي يبدو أنها سمعت بكاء رغد ... و وقفت
إلى جانبي لحظة تنقل نظرها بيني و بين رغد ، ثم تقدمت إلى رغد




" عزيزتي ؟؟ "




رغد ارتمت بقوة في حضن والدتي ... و هي تبكي بألم صارخ
... و تقول بين دموعها :




" لا تتركوني وحدي ... لا تتركوني وحدي ... "




أمي طوقت رغد بحنان و أخذت تربت عليها بعطف و تهدئها ...




ثم نظرت إلى باستياء و قالت :




" لماذا يا وليد ؟؟ "

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الجزء 29

more_horiz





في غرفة سامر ، أجلس على السرير ،
أقلب صفحات كراسة رغد
...
الكثير من الرسومات الجميلة ...لأشياء
كثيرة ... ليس من بينهم صورة لأحد أفراد العائلة غير دانة
!
صورة لها و هي صغيرة و غاضبة !
و العديد من صور أشياء خيالية ... و
أشباح
!
لا أعرف ما الذي تقصده بها ...
كانت ساعتان قد انقضتا مذ خرجت من
غرفتها تاركا إياها تهدأ في حضن والدتي

الآن أسمع طرقا على الباب

"
تفضل "

و دخلت والدتي

"
وليد ...
العشاء جاهز
"

تركت الكراسة على السرير و خرجت مع
أمي قاصدين غرفة الطعام . قبل أن نصل، همست أمي لي
:

"
وليد ...
لا تثر ذلك الأمر ثانية رجاءا
"

فأومأت برأسي موافقا .
و لم أسمح لنظراتي أن تلتقي بعيني رغد
أو للساني أن يكلمها طوال الوقت
.

بعد ذلك ، ذهبت مع أبى نتابع آخر
الأخبار عبر التلفاز ، في غرفة المعيشة


لا يزال الدمار ينتشر ... و الحرب
التي هدأت نسبيا لفترة مؤقتة عادت أقوى و أعنف ... و أخذت تزحف من قلب البلدة إلى
الجهات الأربع
...
تم غزو مدينتين أخريين مؤخرا ، لم تكن
الحرب قد نالت منهما حتى الآن ... و تندرج المدينة الصناعية التي نحن فيها الآن ،
في قائمة المدن المهددة بالقصف
...

كنت مندمجا في مشاهدة لقطات مصورة عن
مظاهرات متفرقة حدثت صباح اليوم في مدن مختلفة من بلدنا .... و رؤية العساكر
يضربون المدنيين و يقبضون على بعضهم
...

منظر مريع جعل قلبي ينتفض خوفا ... و
أثار ذكريات السجن المؤلمة المرعبة
...

في هذا الوقت ، أقبلت رغد تحمل مجموعة
من الكراسات و اللوحات الورقية ، و جاءت بها إلي
!

"
تفرج على
هذه أيضا ... هذا كل ما لدي
"

وضعتُ الكراسات على المنضدة المركزية
، و جلست رغد على مقعد مجاور لمقعدي ... تراقبني و تنتظر تعليقاتي حول رسوماتها
الجميلة
...

إن عيني كانت على الرسومات ، إلا أن
أذني كانت مع التلفاز
!

بعدما فرغت من استعراض جميع الرسومات
قلت
:

"
رائعة جدا
! أنت فنانة صغيرتي ! أهذا كل شيء ؟؟
"

رغد ابتسمت بخجل و قالت :

"
نعم ...
عدا اللوحة الأخيرة
"

و أخفت أنظارها تحت أظافر يديها !
لماذا قررت رغد رسمي أنا ؟ و أنا
بالذات !؟؟

إنها لم ترسم أحدا من أفراد عائلتي
... فهاهي الرسومات أمامي و لا وجود لسامر مثلا فيما بينها
!

قلت :

"
متى
تنهينها ؟
"

لا زالت تتأمل أظافرها و كأنها تراهم
للمرة الأولى
!

قالت :

"
غدا أو بعد
الغد
... "

قلت :

"
خسارة ! لن
أراها كاملة إذا
! "

رفعت رغد عينيها نحوي فجأة بقلق ، ثم
قالت
:

"
لماذا ؟ "

أجبت :

"
لأنني ...
سأرحل غدا باكرا ... كما تعلمين
! "

اختفى صوت الأخبار فجأة ، التفت إلى
التلفاز فإذا به موقف ، ثم إلى أبي ، و الذي كان يحمل جهاز التحكم في يده ، فرأيته
ينظر إلي بعمق ... و إلى أمي فوجدتها متسمرة في مكانها ، تحمل صينية فناجين و
إبريق الشاي
...

و كنت شبه متأكد ، من أنني لو نظرت
إلى الساعة لوجدتها هي الأخرى متوقفة عن الدوران
!

حملق الجميع بي ... فشعرت بالأسى
لأجلهم ... كانت نظرات الاعتراض الشديد تقدح من أعينهم


أول من تحدث كان أمي :

"
ماذا وليد
؟؟ و من قال أنك سترحل من جديد ؟؟
"

صمت قليلا ثم قلت :

"
قلت ذلك
منذ أتيت ... انتهت الزيارة و لابد لي من العودة
"

قال والدي مقاطعا :

"
ستبقى معنا
يا بني
"

هززت رأسي ، و قلت :

"
و العمل ؟؟
ماذا أفعل ببقائي هنا ؟؟
"

و دار نقاش طويل حول هذا الموضوع ، و
بدأت أمي بالبكاء ، و رغد كذلك
!

و حين وصلت دانة ـ و التي كانت لا
تزال تتناول العشاء مع خطيبها في غرفة الضيوف ، و جاءت تسأل أمي عن الشاي ، و رأت
الوجوم على أوجهنا ثم عرفت السبب ـ بكت هي الأخرى
!

أردت أن أختصر على نفسي و عليهم آلام
الوداع .. سرعان ما قلت
:

"
سأخلد
للنوم
"

و ذهبت إلى غرفة سامر
أخذت أقلب كراسة رغد مجددا ...
كم أثارت ذكريات الماضي ... كم كانت
شغوفة بالتلوين ! لقد كنت ألون معها ببساطة ! كم أتمنى لو ... تعود تلك الأيام
...

جمعت أشيائي في حقيبة سفري الصغيرة
التي جئت بها من مدينتي

ضبطت المنبه ليوقظني قبل أذان الفجر
بساعة
...

كنت أريد أن أخرج دون أن يحس أحد بذلك
، لئلا تبدأ سلسلة عذاب الفراق و ألم الوداع ... كالمرة السابقة
...
و حين نهضت في ذلك الوقت ، تسللت
بهدوء و حذر خارجا من المنزل
...

كان السكون يخيم على الأجواء ... و
الكون غارق في الظلام الموحش ... إلا عن إنارة خافتة منبعثة من المصباح المعلق فوق
الباب


خرجت إلى الفناء الخارجي ، و كان علي
أن أترك الباب غير موصد ... و سرت إلى البوابة الخارجية ... فإذا بي أسمع صوت
الباب يفتح من خلفي
..

استدرت إلى الوراء ... فإذا بي أرى
رغد تطل من فتحة الباب
!

صمدت في مكاني مندهشا !

رغد أخذت تنظر إلى و إلى الحقيبة التي
في يدي ... ثم تهز رأسها اعتراضا ... ثم تقبل إلي مسرعة
...

"
وليد ...
لا ... لا ترحل أرجوك
"

حرت و لم يسعفني لساني بكلمة تناسب
مقتضى الحال ... سألتها
:

"
لم ... أنت
مستيقظة الآن ؟؟
"

رغد حدقت بي مدة ، و بدأت الدموع
تنحدر من محجريها
...

"
أوه ...
كلا أرجوك
! "

قلت ذلك بضيق ، فأنا قد خرجت في هذا
الوقت خلسة هروبا من هذا المنظر
...

إلا أن رغد بدأت تبكي بحدة ...

"
لا تذهب
وليد أرجوك ... أرجوك ... ابق معنا
"

قلت :

"
لا أستطيع
ذلك ... أعني ... لدي عمل يجب أن أعود إليه
"

و في الحقيقة ، لدي واقع مر يقف أمامي
... علي أن أهرب منه
...

رغد تهز رأسها اعتراضا و استنكارا ...
ثم تقول
:

"
خذني معك "

ذهلت لهذه الجملة المجلجلة ! و اتسعت
حدقتا عيني دهشة
...

رغد قالت :

"
أريد أن
أعود إلى بيتنا
"

"
رغد !! "

دخلت رغد في نوبة بكاء متواصل ، خشيت
أن يخترق صوتها الجدران فيصل إلى البقية و يوقظهم ... و نبدأ دوامة جديدة من
الدموع
...

قلت :

"
رغد ...
أرجوك كفى
... "

رغد قالت بانفعال ، و صوتها أقرب
للنوح منه إلى الكلام
:

"
أنا ...
وفيت بوعدي ... و لم أخن اتفاقنا ... لكنك كذبت علي ... و لم تعد ... و الآن بعد
أن عدت ... تبادر بالرحيل ... و تنعتني أنا بالخائنة ؟ إنك أنت الخائن يا وليد ...
تتركني و ترحل من جديد
"

كالسم ... دخلت هذه الكلمات إلى قلبي
فقتلته ... و زلزلتني أيما زلزلة
...

قلت مندهشا غير مستوعب لما التقطت
أذناي من النبأ الصاعق
:

"
لم ... لم
... تخبري أحدا ... ؟؟
"

رغد هزت رأسها نفيا ...

قلت بذهول :

"
و لا ...
حتى ... سامر ؟؟
"

و استمرت تهز رأسها نفيا و بألم ...

فشعرت بالدنيا هي الأخرى تهتز و ترتجف
من هول المفاجأة ... تحت قدمي ّ


قالت :

"
كنت ُ
أنتظر أن تعود ... لكنهم أخبروني أنك لن تعود ... و لا تريد أن تعود ... و كلما
اتصلت بهاتفك ... وجدته مقفلا ... و لم تتصل لتسأل عني و لا مرة طوال هذه السنين
... لماذا يا وليد ؟؟
"

لحظتها تملكتني رغبة مجنونة بأن أضحك
... أو ... أو حتى أن أتقيأ من الصدمة
!
لكن ...
ما الجدوى الآن ...
كبتّ رغبتي في صدري و معدتي ، و رفعت
نظري إلى السماء ... أُشهد ملائكة الليل على حال ٍ ليس لها مثيل
...

و حسبي الله و نعم الوكيل ...

سمعت صوت تغريد عصفور شق سكون الجو
... و نبهني للوقت الذي يمضي
...

و الوقت الذي قد مضى ...

و الوقت القادم المجهول ...

كم سخرت الدنيا مني ... فهل من مزيد
؟؟؟


"
صغيرتي ...
أنا ذاهب
... "

رغد ظلت تنظر إلي و تبكي بغزارة ... و
لم يكن باستطاعتي أن أمسح دموعها
...

استدرت موليا إياها ظهري ... لكن
صورتها بقيت أمام عيني مطبوعة في مخيلتي
...

سرت خطى مبتعدا عنها ... نحو البوابة
الرئيسية للفناء ، و فتحتها
...

قلت :

"
اقفلي
الباب من بعدي
.. "

دون أن التفت نحوها ... فهو دوري
لأذرف الدموع ... التي لا أريد لأحد أن يراها و يسبر غورها
...

"
وليــــــــــد "

و كعصفور يطير بحرية ... بلا قيود و
لا حدود ... و لا اعتبار لأي شيء ... أقبلت نحوي
...

استدرت ... و تلقيت سهما اخترق صدري و
ثقب قلبي ... و بعثر دمائي و مشاعري في لحظة انطلقت فيها روحي تحلق مع الطيور
المرفرفة بأجنحتها ... احتفالا بمولد يوم جديد
...






منذ الساعة التي أجريت فيها المقابلة
الشخصية ، و طرح علي السؤال عن خبراتي و مؤهلاتي و عملي في السابق ، أدركت أن
الأمر لن يكون يسيرا
...
حصلت على الوظيفة رغم ذلك بتوصية حادة
من صديقي سيف ، الذي ما فتئ يشجعني و يحثني على السير قدما نحو الأمام


و خلال الأشهر التالية ، واجهت الكثير
من المصاعب ... مع الآخرين
.

بطريقة ما انتشر نبأ كوني خريج سجون
بين الموظفين ، و تعرضت للسخرية و المعاملة القاسية من قبل أكثرهم


كنت أعود كل يوم إلى المنزل مثقلا
بالهموم ، و عازما على عدم العودة للشركة مجددا ، إلا أن لقاءا قصيرا أو مكالمة
عابرة مع صديقي سيف تنسيني آلامي و تزيح عني تلك الهموم
...

أصبح صديقي سيف هو باختصار الدنيا التي
أعيشها
...

توالت الأشهر و أنا على هذه الحال ، و
كنت أتصل بأهلي مرتين أو ثلاث من كل شهر ... اطمئن على أحوالهم و أحيط علما بآخر
أخبارهم


علمت أن رغد التحقت بكلية الفنون و أن
دانه قد حددت موعدا لزفافها بعد بضعة أشهر .. و أن والديّ يعتزمان تأدية الحج هذا
العام
...

أما سامر ، فقليلا جدا ما كنت أتحدث
إليه ، حين أتصل و يكون صدفة متواجدا في المنزل ، إذ انه كان يعمل في مدينة أخرى
...

في الواقع ، أنا من كان يتعمد الاتصال
في أيام وسط الأسبوع أغلب الأوقات
.

لقد تمكنت بعد جهد طويل ، من طرد
الماضي بعيدا عن مخيلتي ، إلا أنني لازلت احتفظ بصورة رغد الممزقة موضوعة على
منضدتي قرب سريري ـ إلى جانب ساعتي القديمة ـ ألمها ثم أبعثرها كل ليلة
!

حالتي الاقتصادية تحسنت بعض الشيء ، و
اقتنيت هاتفا محمولا مؤخرا ، إلا إنني تركت هاتف المنزل مقطوعا عن الخدمة
.

أما أوضاع البلد فساءت عما كانت عليه
... و أكلت الحرب مدنا جديدة
...
و أصبح محظورا علينا العبور من بعض
المناطق أو دخول بعض المدن
...

في مرات ليست بالقليلة نتبادل أنا و
سيف الزيارة ، و نخرج سوية في نزهات قصيرة أو مشاوير طويلة ، هنا أو هناك
...

في إحدى المرات ، كنت مع صديقي سيف في
مشوار عمل ، و كنا نتأمل مشاهد الدمار من حولنا
...

الكثير الكثير من المباني المحطمة ...
و الشوارع الخربة
...

مررنا في طريقنا بأحد المصانع ، و لم
يكن من بين المباني التي لمستها يد الحرب ... فتذكرت مصنع والدي الذي تدمر
...

قلت :

"
سبحان الله
! نجا هذا من بين كل هذه المباني المدمرة ! ألا يزال الناس يعملون فيه ؟؟
"

أجاب سيف :

"
نعم ! إنه
أهم مصنع في المنطقة يا وليد ! ألا تعرفه ؟
"

"
كلا ! لا
أذكر أنني رأيته مسبقا
! "

ابتسم سيف و قال :

"
إنه مصنع
عاطف ... والد عمّار ... يرحمهما الله
! "

دهشت ! فهي المرة الأولى التي أرى
فيها هذا المبنى
... !

أخذت أتأمله بشرود ... ثم ، انتبهت
لكلمة علقت في أذني
...

"
ماذا ؟
رحمهما الله ؟؟
"

سألت سيف باستغراب ، معتقدا بأنه قد
أخطأ في الكلام ... قال سيف
:

"
نعم ...
فعاطف قد توفي العام الماضي ... رحمه الله
"





descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الجزء 30

more_horiz

بين يوم و آخر ، يحضر نوار لزيارة دانة أو الخروج معها
للعشاء في أحد المطاعم أو للتنزه ... أو شراء مستلزمات الزفاف و عش المستقبل !

" إلى أين ستذهبان اليوم ؟؟ "

سألتها ، و هي ترتدي عباءتها استعدادا للخروج ، قالت :

" إلى محلات التحف أولا ، ثم إلى الشاطئ ! سأعود
ليلا ! "

قلت :

" الشاطئ ؟ رائع ! كم أشتاق الذهاب إليه ! "

قالت بمكر:
" تعالي معنا ! "

نظرت إليها باستهتار ثم أشحت بوجهي عنها ... قلت :

" كنت سأفعل لو أن خطيبك لم يكن ليرافقنا !"

قالت بخبث:
" نذهب وحدنا ؟ أنا و أنت ؟؟ "

" نأخذ أبي و أمي ! ما رأيك دانة ؟؟ اصرفيه و دعينا
نذهب نحن الأربعة ! "

" لا تكوني سخيفة ! "

و انصرفت عني ترتب عباءتها أمام المرآة ...

قلت :
" في كل يوم تخرجين معه ! لم لا تتنازلين عن هذا
اليوم لنخرج معا ؟؟ إنني أشعر بالملل
قالت:
" غدا يعود سامر و اذهبي معه حيث تريدين ! "

و غدا هو موعد زيارة سامر ، الذي يأتي مرة أو مرتين من
كل شهر ... ليقضي عطلة نهاية الأسبوع معنا ...
لكن
...

لكنني لا أشعر بالحماس للذهاب معه ...

حين أقارن بين وضعي و وضع دانة أشعر بفارق كبير ... إنها
منذ لحظة ارتباطها تعيش سعادة و بهجة متواصلة ... و تستمتع بحياتها كل يوم

خطيبها رجل ثري و يغدق عليها الهدايا و الهبات !

كل يوم أذهب أنا للكلية ثم أعود و أقضي وقتا لا بأس به
في الواجبات و في الرسم ، بينما تستمتع دانه بالنزهات و الرحلات مع خطيبها المغرور ...
و في أحيان أخرى تقضي ساعات طويلة في التحدث معه عبر
الهاتف !
حين يتصل سامر فإن حديثنا لا يستغرق غير دقائق ...
فهل كل المخطوبين مثل دانه سواي أنا ؟؟

قلت أستفزها:
" و على كل ... فخطيبك شخص مغرور و بغيض ! لا أعرف
كيف تحتملين البقاء معه كل هذه الساعات
!
التفتت دانه نحوي و نظرت إلي بخيلاء و قالت :

" مغرور ؟ و حتى لو كان كذلك ! يحق له ... فهو أشهر
و أغنى لاعب في المنطقة ! أما بغيض ... فلا تعني شيئا ! فهو رأيك في جميع الرجال ! "

و صمتت لحظة ثم قالت :

" و ربما حتى سامر ! أنت خالية من الرومانسية يا
رغد ! و لا تعرفين كيف تحبين أو تدللين خطيبك ! "

و هنا سمعنا صوت جرس الباب ، فانطلقت دانه مسرعة تحثني
على الخروج من غرفتها ، ثم تقلق الباب ... و تغادر ...

ربما نسيت دانه ما قالت حتى قبل أن تغادر ، لكن كلماتها
ظلت تدق مسمارا مؤلما في قلبي لوقت طويل ...

أنا فعلا لا أشعر باللهفة للقاء سامر ! لكنه دائما يشتاق
إلي ... و في الآونة الأخيرة ، بعد أن انتقل إلى مدينة أخرى ، صار يعاملني بطريقة
أشد لطفا و حرارة كلما عاد

ذهبت إلى غرفتي و أنا متأثرة من جملة دانه الأخيرة هذه
... فهل أنا فعلا خالية من الرومانسية ؟؟
و هل بقية الفتيات يتصرفن مثل دانه ؟؟
أنا لم أحتك مباشرة بصديقة مخطوبة فأنا أول من خطبت من
بين صديقاتي رغم أنني أصغرهن سنا
!
أردت طرد هذه الأفكار عن رأسي ، فعمدت إلى كراساتي ... و
أقبلت على الرسم ...

شيء ما دعاني لأن أفتش بين لوحاتي المتراكمة فوق بعضها
البعض عن صورة وليد !

لا تزال الصورة كما هي ... منذ رحل ... لم أملك أي رغبة
في إتمام تلوينها ...
لست من النوع المتباهي بنفسه ، لكن هذه اللوحة بالذات
... رائعة جدا !

وليد ... له وجه عريض ... و جبين واسع ... و شعر كثيف
... و عينان عميقتا النظرات ... و فك عريض منتفخ العضلات ... و أنف معقوف حاد !

إنه أكثر وسامة من نوّار الذي تتباهى دانه به !

و من سامر المشوه طبعا ...

لم أكن لأرسم شيئا مشوها كوجه سامر ... إنه لا يصلح عملا
فنيا ...

في لقائي الأخير بوليد ..عند رحيله ليلا ... بكيت كثيرا
جدا ... ربما أكثر مما بكيت يوم علمت أنه سافر للدراسة دون وداعي قبل سنوات ...

أوصدت الباب و دخلت ، و العبرات منزلقة بانطلاق على خدي
الحزين

فوجئت برؤية والدتي تقف عند النافذة المشرفة على الفناء
، و التي تسمح للناظر من خلالها أن يرى البوابة ، و من يقف عند البوابة ، و ما
يحدث قرب البوابة !

لم أعرف لحظتها ما أفعل و ما أقول ... أصابني الهلع و
الخرس ... أمي اكتفت برشقي بنظرات مخيفة و حزينة في آن واحد ، ثم انصرفت ...

منذ ذلك الحين و هناك شيء ما يقف بيني وبينها ... لا
أعرف ما كينونته و لا أجله

في المساء ، زارتني ابنة خالتي نهلة ، و طبعا سارة معها
فهي تلازمها كالذيل ليلا و نهارا
!

كنت أرغب في التحدث مع نهلة عن أمور تشغل تفكيري و
تحيرني ... و أشياء لا أستطيع التحدث عنها لشخص آخر ... و لكن كيف لي أن أصرف هذه
الصغيرة المتطفلة ؟؟

" ساره ... هل تحبين الذهاب إلى غرفتي و التفرج على
رسوماتي ؟؟ يمكنك أيضا رسم ما تشائين
! "

" سأذهب حين تذهب أختي "

أوه ... كيف لي أن أصرفها ...؟؟

" إذن ... ما رأيك بمشاهدة فيلم هزلي جديد مدهش ...
أحضره أبي يوم أمس ؟ اذهبي لغرفة المعيشة و تفرجي مع أمي ! "

"سأبقى معكما "

نهلة نظرت إلي نظرة استنتاج ، ثم قالت لشقيقتها :

" عزيزتي ساره ... شاهدي الفيلم و نحن سنأتي بعد
قليل ! "

" سأذهب حين تذهبان "

يا لها من فتاة مزعجة ! ألا أستطيع أن أنفرد بصديقتي
لبعض الوقت ؟؟

قالت نهلة:
" لا بأس رغد ! فهي لا تكترث لما نقول ! ... أهناك
شيء ؟؟ "

ترددت ، و لكنني بعد ذلك أطلقت لساني لقول أمور لم أظن أن
سارة ستفهمها ... فهي إلى كونها لا تزال صغيرة ، و غبية لحد ما !

قلت :
" سامر سيأتي غدا ! "

قالت:
" و ...؟؟ "

قلت :

" سيفتح موضوع زواجنا من جديد ، كما في كل مرة !
إنه يريد أن نتزوج مع دانه ... و يبدو أن والدتي اقتنعت بالفكرة و صارت تشجعني
عليها ... "

قالت:
" و أنت ؟؟ "

تنهدت ثم قلت:
" تعرفين ... إنني أريد أن أنهي دراستي أولا ... و
... و ... أعرف رأي وليد "

نهلة ترفع حاجبا ، و تخفض آخر ... و تميل إحدى زاويتي
فمها بمكر !

" و أعرف رأي وليد ! و إذا قال وليد : الزواج ممنوع
!؟ "

قلت بسرعة:
" لن أتزوج ! "

قالت:
" و إن قال : الزواج واجب !؟ "

لم أرد ... نهلة تأملتني برهة ، ثم قالت :

" رغد ! و لماذا تنتظرين رأي وليد ؟؟ إنه ليس ولي
أمرك أو المسؤول عنك ! "

استأت من هذه الحقيقة الموجعة ...
فلطالما كان وليد مسؤولا عني منذ الصغر ... و لطالما قال
أنه لن يتخلى عني ... و لطالما اعتبرته أهم شخص في حياتي ... إلى أن غاب ...

قلت :

" لكنه ... لكنه ... أكبرنا ... و أنا أحترم رأيه
كثيرا ... و ... سأعمل بما يقول
"

نهلة قالت:
" ألا يزال كما كان في الماضي ؟ أذكر أنه كان طويلا
و قويا ! كان يلعب معك كثيرا سابقا
! "

ابتسمت ، و توسعت الشعيرات الدموية في وجهي ! و قلت بخجل :

" إنه كذلك ! لكن ... لا مزيد من اللعب فقد أصبح
رجلا كبيرا ! "

قالت:
" صحيح ! على فكرة هل تزوج ؟؟ "

الشعيرات التي كانت متفتحة قبل ثوان انقبضت و خنقت
الدماء في داخلها ...

أيقظت جملة سارة في نفسي شيئا كان نائما بسلام ... قلت
بارتباك أمحو السؤال و أطرده من الوجود
:

" لا ... لا "

قالت نهلة:
" إذن لابد أنه يفكر في الزواج الآن ! بعدما عاد
للوطن و استقر في العمل !
"

ثم أضافت مداعبة :

" هل تريدين عروسا له ؟؟ جميلة و جذابة و رائعة
مثلي !؟ "

قلت بحنق بدا معه جليا استيائي من الفكرة :

" لا تكوني سخيفة يا نهلة ! "

استغربت نهلة استيائي هذا ، ثم قالت :

" إنه كبير على أية حال ! و لا يناسب فتاة تصغره
بتسع سنين ! "

فكرة أخرى ـ أن يتزوج وليد ـ رافقت الفكرة الأولى ـ
خالية من الرومانسية ـ في اللعب بالمضرب و الكرة في رأسي طوال الساعات التالية !

قلت :

" إنه ... لا يفكر في الإقامة هنا ... أتمنى لو
نعود إلى بيتنا السابق ... معه
"

قالت
:

" ماذا عن خطيبك ؟؟ هل سيستقر هو الآخر في المدينة
الأخرى ؟؟ "

قلت :

" لا أعرف ... ! عمله هناك ... و لابد له من البقاء
هناك "

" و إن تزوجتما ؟؟؟ ستنتقلين للعيش معه حتما ! "

لم تعجبني الفكرة !
لا أريد أن أبتعد عن أهلي ... إنني لا أستغني عنهم ...
أريد البقاء في بيتهم ...

" سأنتظر رأي وليد "

تقوس حاجبا نهلة دهشة و قالت ببلاهة :

" رأي وليد ؟؟ في أن تقيمي مع زوجك أو مع والديك ؟؟ "

قلت بغضب
:

" حمقاء ! أعني في أن نؤجل موضوع الزواج لوقت لاحق
... فربما تتغير الأوضاع ...
"

" عليكم أن تقرروا بسرعة ! فموعد زواج دانه يقترب !
أين هي على فكرة ؟؟ "

" دانه ؟ خرجت كالعادة تتنزه مع خطيبها ! "

ابتسمت نهلة ... لكنني أزحت ابتسامتها جانبا بسؤالي :

" نهلة ...هل يشعر جميع المرتبطين بسعادة مميزة
عندما يتنزهون مع بعضهم البعض ... أو يتبادلون الهدايا ... أو المكالمات الهاتفية
؟؟ "

طبعا نهلة اندهشت ، و قالت :

" أكيد ! طبعا ! "

صمت لثوان ، ثم قلت :

" لكنني لا أشعر بشيء كهذا ! إنني أتحدث معه كما
أتحدث معك ! لا شيء مميز ... ليس كما تكون دانه حين تتحدث مع خطيبها أو تخرج معه ! غاية في
السرور ! "

فوجئت نهلة بكلماتي هذه ... ة قالت :

" أنت ِ ... لا تحبينه ؟؟ "

قلت بسرعة
:

" بالطبع ... أحبه ! "

نظرت نهله نحو سارة البليدة ... ثم قالت :

" كما تحب دانه خطيبها ؟؟ "

" لا ! كما تحبين أنت ِ حسام ! "

دانة عادت تسأل :

" ليس كما تحب امرأة ٌ رجلا ؟؟ "

توترت من سؤالها ... و بعثرت نظراتي فيما حولي ... و وقع
سهم منها على سارة ، و التي كانت تنظر إلينا ببلادة و غباء مزعجين !

قلت بعصبية
:

" و كيف يجب أن تحب امرأة رجلا ؟؟ "

قالت نهلة بأسى :

" أوه يا عزيزتي ! رغد ! إنك لا تزالين طفلة ! "
عادت دانه من سهرتها الخارجية عند العاشرة و النصف ...

كنت أشاهد الفيلم الذي أحضره والدي مؤخرا ، و حين دخلت
غرفة المعيشة رمت بحقيبة يدها على المقعد و تهالكت عليه بتنهد ...

" لم لم تنامي بعد رغد ! عادة ما تنامين باكرا جدا ! "

لم ألتفت إليها ، و أجبت :

" سأتابع الفيلم حتى النهاية "

صمتت لحظة ، ثم قالت :

" سأريك شيئا "

و سحبت حقيبتها ، و منها أخرجت علبة مجوهرات صغيرة ، و
فتحتها لتريني الخاتم الذهبي الرائع الذي بداخلها ...

" رائع ! كم ثمنه ؟؟ "

رفعت رأسها و نظرت إلي من طرف عينيها و قالت :

" كم ثمنه ؟؟ لا أعرف طبعا ، و لكن بالتأكيد باهظ
... أهداني إياه خطيبي الليلة ! كم هو رائع ! "

قلت و أنا أتأمل هذه التحفة المبهرة :

" نعم ! رائع هنيئا لك ! "

قالت دانة
:

" حقا ! هل غيرت رأيك فيه أخيرا ! "

قلت :

" الخاتم ؟؟ "

" بل خطيبي يا نبيهة ! "

حدقت بها قليلا ثم قلت :

" بغيض و مغرور ... "

ثم أشحت برأسي عنها ...

و إن كان بغيضا في عيني ، فهو في عينيها شيء رائع ... و
مميز !

لم تكترث دانة لقولي ، و أخذت تنقل الخاتم من إصبع لإصبع
بسرور و دلال !

" دانه
... "

" نعم ؟
"

كنت أريد أن أسألها ... و شعرت بالخجل ... و لزمت الصمت !

دانة نظرت إلي باستغراب :

" نعم رغد ؟؟ ماذا أردت القول ؟؟ "

ترددت قليلا ثم قلت بحياء و بصوت منخفض و نبرة متوترة :

" هل ... تحبين نوّار ؟ "

دهشت دانة من سؤالي ، لذا حملقت بي وهلة ، ثم قالت :

" ما هذا السؤال !؟ "

ندمت لأنني طرحته ! إنه موضوع حساس لم أجرؤ من قبل على
التحدث فيه مع أي كان ...
و لما لحظت دانة تراجعي الخجل ، قالت :

" نعم أحبه ! إنه شريك حياتي ... ! نصفي الآخر ! "

صمت قليلا ثم سألت :

" إذن ... كيف تشعرين حين يكون معك ؟؟ "

أنا بنفسي لاحظت ذلك ... رغم المساحيق التي تغطي وجهها
إلا أن اللون الأحمر المتوهج طلى وجهها و هي تجيب على سؤالي :

" أشعر ... ؟؟ ... بالحرارة ! "

و أشارت إلى قلبها بيديها كلتيهما ...

الحرارة ... في صدري و جسمي كله ، هي شعور لم أحس به في
حياتي ... إلا عندما اقتربت من شخص واحد فقط ...
هو وليد
... !

" وليد ! هل فقدت صوابك !!؟؟

قال سيف و هو فاغر فاه لأقصى حد من هول المفاجأة ...
لقد أخبرته بخبر فعلتي الجنونية الأخيرة ...

" نعم يا سيف ! استقلت و انتهى الأمر "

أخذ يهز رأسه و يضرب يدا بالأخرى من الغيظ و الأسف ...

" أرجوك يا سيف ... قضي الأمر ... لم أكن لأستطيع
الاستمرار و الجميع ينظر إلي و يعاملني بهذا الشكل ... يحتقرونني و يتحاشون
الاقتراب مني و كأنني وباء خطير
"

" و ما لك و لهم ؟ وليد ! لم يكن الحصول على هذه
الوظيفة بالأمر السهل ... لقد تسرعت
"

استدرت بغضب ، و قلا بانفعال :

" فليذهبوا بوظيفتهم للجحيم "

أعرف أن العثور على عمل هو من أكثر الأمور صعوبة في
الوقت الحالي ، لكنني ضقت ذرعا بالهمزات و اللمزات التي يرمي بها الآخرون علي بقسوة
، لكوني قاتل و خريج سجون ...

كما و أنني سمعت بعضهم يذكر صديقي سيف بالسوء بسبب
علاقته الوطيدة معي ...
بقائي في العمل بشركته صار يهدد سمعته هو ... و أنا لم
أكن لأرضى عليه بأي أذية ...
أليس هو الباقي لي من الدنيا ؟؟

تلا هذا صمت مغدق ...
سيف استاء كثيرا جدا من إقدامي على هذه الخطوة التي
وصفها بالتهور ... ألا أنني كنت أراها حلا لابد منه

قال :

" ما أنت فاعل الآن ؟؟ "

ابتسمت ابتسامة سخرية ...

" أفتش من جديد "

نعم ... عدنا للصفر !

لو أنني أتممت دراستي ، مثلك يا سيف ، لكنت الآن ...
رجلا محترما مهابا ... أتولى إدارة إحدى الشركات كما كنت أحلم منذ الصغر ...

و فشلي في تحقيق أي من أحلامي ، هو أمر لا يجب أن تتحمل
أنت مسؤولياته ، أو ينالك سوء بسبب علاقتك بي

سيف كان قلق ... أردت أن أغير الموضوع ، فقلت :

" اخبرني ... ما النبأ الجميل الذي تحمله ؟؟ "

و كان سيف قد أبلغني بأن لديه خبر جميل ، عندما وصل إلى
بيتي قبل دقائق !

سيف قال
:

" لقد ... عزمت على إتمام نصف الدين ! "

فاجأني الخبر ، و أسرني كثيرا ، فأمطرت صديقي بالتهاني
القلبية ! إنه أول خبر سعيد أسمعه منذ شهور ...

" أخيرا يا رجل ! فليبارك الله لك ! "

" شكرا أيها العزيز ... العقبة لك ! متى يحين دورك
؟؟ "

دوري أنا
!
إن مثل هذا الموضوع لم يكن ليخطر على بالي !
و هل يفكر في الزواج رجل خرج من السجن قبل شهور ، و
بالكاد بدأ يتنفس الهواء ... و كان و عاد عاطلا عن العمل ! ...
و فوق كل هذا ... ذو جرح لم يبرأ بعد ...

قلت :

" قد تمضي سنوات و سنوات قبل أن تعبر الفكرة على
رأسي مجرد العبور ! "

" لم يا رجل !؟ إننا في السابعة و العشرين ! وقت
مناسب جدا ! "

قلت :

" لأجد ما يعيلني أولا ! كيف لي أن أتحمل مسؤولية
زوجة و أطفال ! "

قال سيف
:

" إنك تحب الأطفال يا وليد ! ألست كذلك ؟ "

" بلى
! ... "

" ستكون أبا عطوفا جدا ! "

و ضحكنا
!

يمكنني أن أضحك بين حلقات سلسة همومي التي مذ بدأت لم
تنته ...
قضيت أسابيع أفتش عن عمل ... و فشلت
حتى أقاربي الذين لجأت إليهم طالبا الدعم ، خذلوني
لو كان سبب دخولي السجن شيء آخر ، لربما عاملني الناس
بطريقة أفضل ...
كرهت الدنيا و كرهت نفسي و كرهت كل شيء من حولي ...
و بدأت نقودي التي جمعتها خلال الأشهر الماضية تنفذ ...
و أعود للفقر من جديد ...
كنت جالسا في حديقة المنزل الميتة ... أدخن السيجارة تلو
الأخرى ... غارقا في التفكير و الهموم
...

كانت الأرض أمامي قاحلة ... لا زرع فيها و لا حياة ...
تماما مثل حياتي ...

تزوج صديقي سيف بعد بضعة أشهر خطوبة ... و ينعم الآن
بحياة جديدة ، و يتولى مسؤوليات أكبر ... و لم يعد متفرغا لي ...

حصلت على عمل بسيط جدا في أحد المحلات التجارية ... إلا
أنني لم استمر فيه بسبب المشاكل التي واجهتني ، لكوني موصوم بالإجرام و القتل ...

أصبحت بإحباط شديد ... و أنا افقد القليل الذي كنت قد
حصلت عليه ... و ضاقت بي الدنيا ... كما و داهمني الإعياء و المرض ... فقررت
الهروب من مدينتي إلى مكان ألقى فيه شيء من الاحترام و المودة
بعيدا عن السمعة المجروحة ... إلى حيث يوجد من يحبني و
يرغب بوجودي و يتقبلني على ما أنا عليه من عيوب و وصم عار ...
إلى أهلي
....


كانت شهور عشرة قد انقضت منذ رحلت عنهم ...
كلما اتصلوا بي أو اتصلت بهم ، أخبرتهم بأنني في أحسن
حال ، بينما أنا في أسوئه

انفث الدخان السام من صدري ... و أفكر ... أ أعود إليهم
؟؟ أم لمن ألجأ ؟؟
أتخيل نفسي بينهم من جديد ... فتظهر صورة رغد لتحتل
منطقة الخيال من رأسي ... فأبعدها و أبعد الفكرة ...

" لا ... لن أعود "

و أرمي بالسيجارة على الأرض ، و أدوسها بحذائي فتندفن
تحت الرمال ... إلى جانب شقيقاتها ... في قبور متجاورة و مزدحمة ...

لماذا لا أموت أنا مثلها ؟؟

إلى متى أستمر في تدخين هذه الأشياء القذرة ؟؟

ألا يكفي السجن أن لوث سمعتي و ضيع مستقبلي ؟

أ أترك دروسه و مخلفاته تلوث صدري و تفسد صحتي ؟؟

أتذكر قول نديم لي ... لا تدع السجن يفسدك يا وليد ...

هل أنا شخص فاسد الآن ؟؟

نديم
...

ليتك معي الآن ... ...
فجأة ... تذكرت شيئا غاب عن مذكرتي تماما !

يوم وفاته ، نديم أوصاني بشيء ...

طلب مني أن أزور عائلته و أطمئن عليهم !

وقفت منفعلا ... يا للأيام ! لم يخطر هذا الأمر ببالي من
ذي قبل ...

و كيف له أن يجد فرصة للظهور فيما يحتل تفكيري أمور أخرى ...


ربما وفاء ً لذكرى صديق عزيز لطالما كان يدعمني في أسوأ
أيام حياتي ...

أو ربما كان فراغا طويلا لم أجد معه ما أفعله

أو حتى هروبا من هذه المدينة و سمعتي المنحطة فيها

أيا كان الدافع ، فقد قررت يومها زيارة عائلة نديم !



descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
فعلا لماذا؟
يسبها لوحدها ليه كدة
شكرا على الاجزاء الجديدة

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
الجزء ده مؤثر قوى
وخصوصا حوار وليد مع رغد

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
يعنى طلع خوفها وان هيه عايزاه يبقى جنبها على طول مش حبيكا حبى وطلع مرض
الله فعلا دا اول الجديد اللى هنشوفه فى القصه وشكرا على الاجزاء الحلوة

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
بجد انا كنت بقف معاه كتير بس بعد الحولر بينه وبين رغد بدات ابقى معاها دا قلبه طلع اسى اوى

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
تصدقى كنت لسه هسال عن عائله نديم وانه مش ناوى يروح ليهم وينفذ وعده لصاحبه
حاسس انك بتقراى افكارى

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
كويس انه افتكر نديم بس ياترى هيحصل ايه بعد كدة
مضطرة للانتظار
شكرا

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
هو فعلا مرض بس ده كان بسبب القصه اياها وكمان بعد وليد عنها ده اقتراحي للقضيه يعني

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
اظن كده ان الفروق اللي كان بدأ يخليها بينه وبينها هتبدأ تتشال اظن بعد الحوارات الكتيره اللي جرت بيبهم

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
أظن اني سئلتك بعد ماطلع من السجن اذا كان هيفتكر وصيه نديم اصحاب زنزانه واحده ولا هينشغل بنفسه واهله بس انا كنت واثق ان شخصيته جدعه واصيل

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
بجد عمرى ما شفت صديق وفى زى سيف ابدا واخيرا الدنيا ابتدت تضحك لوليد

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
هقول ايه Question Question Question Question Question Question

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
budorz بس تصدقوا انا مبسوطه انه قلها كده مش عارفه ليه بالنسبه لصندوق الامانى اكيد اللى فيه هيعدل الموقف بينهم بعد كده
بجد روايه بتاخد العقل

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااة
اية الرواية دى دا انا عينى ورمت من كتر القراية بس بجد
رواية رومانسية اوى وحزينى اوى اوى
ربنا يكون فى عونك يا اللى كاتبها
بس هى بجد حلوة

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
يا رب ما يكونشى ليها اجزاء تانية والنبى 🇳🇴 scratch closetemagu0 cool

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 3 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
hahahahaha lessa badry ya basma
w ahlan beeki motab3a gdeeda lil rwaya giver
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد