اسعد يا قمر إني لم يعد لي قمر سواك
قد غاب قمري الذي كنت معه لا أراك
كان لي ضوءاً في الليل و النهار
فكان لك الحق يا قمر أن تغار
تنتظر شمساً تمن عليك بنورها
و كان لي شمساً تنير بذاتها
بنظرة من عينه ذابت هموم
و بعده لا أرى غير الغيوم
يا قمر سل كل النجوم
إن كان من حال يدوم
فاليوم بدر و غداً هلال و بك تمضي الشهور
فكما أنت فهاهو فارقني بدر البدور
و لا أقول ليته, فالأيام للوراء لا تدور
فالفرح بعده حزن و هكذا تجري الأمور
لكن قلبي له مرام, و جفن عيني لا ينام
خبرني يا قمر عن أمره و حاله مع الأيام
أذاكري أم قد جفا و نسي كل الأحلام؟
إن نسيني فلا تقلها و لا تخبرني, حرام
يكفيني يا قمر لوعتي و ما بقلبي من الآلام
فلا تتركني و تذهب وأبيت وحدي في الظلام
و اسعد يا قمر إني لم يعد لي قمر سواك
لن أسعى لغير ضوئك ها قد جلست بلا حراك
قد مضى عني الأحبة و انكسرت من الفراق
و بقيت هنا وحدي أبكي في هذا الزقاق
فاستأنست بك يا قمر فلا تغب عني بالصباح
فالشمس لا تحفظ سراً و لن ترحمني الرياح
وابقَ معي بجانبي في ليل قد سدل الجفون
و كن سنداً يا صاحبي كلما بكت العيون