المكان ......
فضاء واسع بليل مظلم إلا من أنارات خفية لقمر مشع ..
الزمـــــان .....
لو عد زمان حدثنا زماناً فما نقول بالأزمنة الأخرى ...
الحدث ......
و ماذا ينبغى وصفه
..... نفس بشرية ....
فقط ...
.
.
لحظـــــــــــــــــــــــــــــــة
.
.
تجلس هذه النفس مستنده بجدار معتق بزجاج ملون ..
و على رائحة ملكة الليل ....
أصوات ..
و تحركات صغيرة لمخلوقات الليل ..
و منها أفكار هذه النفس ..
تمد النفس يدها لكتاب أمامها ..
تتصفح بعشوائية ما كتب ..
أيـــعقل .. أيــعقل .. أيعـــقل ..
.
.
في يوم من الأيام أخذت هذه النفس تتمرد على حالها ..
فما تجده من حولها من مظاهر الفرح ما هو إلا قليل على الطموح ..
أرادت المزيد ..
بل حاربت ..
فما ضمته هذه النفس ..
زرعت فكرة وحيده .. متفرده .. لا تملكه نفس غيرها ..
لا يكفيني ما لــدي ..
أطمــــح للكثير ..
للكثـير ..
فسلكت النفس دروباً
واثقة الخطى و الأمكانيات ..
ليكون العقبة الأصعب ..
برفض نجاحها ..
.
.
قتل الطموح
بل ضاعت الأحـــلام
فأخذت فكرة أن لا مكان بينها بين الناجحين تكبر و تترسخ في الأذهان
أحبطـــــت النفس
فأغرقت نفسها بدوامـــة التفكير
فتوقف سعيــها
و منها أنفاس أحلامـــها
.
.
و دار زمن تلاه أزمان
ما حال النفس القوية .. تطال الردى
ما خطبها .. و قد زرع الشك بها أسطورة
فحكاية لا تروى .. إلا بآخر الليل المنجم
.
.
دعــــــــوات
بليل
و النفس تخاطب ربها
آلـــهي
لقد بلغت ضعفاً
لما يريدون تحطيم نجاحي
لما يوقفوا درب بطولتــي
.
.
إلا أن جاء يوم
و النفس بأعلى رايات أحباطها
جاءت النفس الأخرى لتحكي لأولــى
حكايـــــــــة واقعية 100%
.
.
تقول النفس الأخرى و بريق بعينيها أفتقدته الأولــى
ولدت هكذا .. بإعاقة .. و بمرض عيى الأطباء عن مداواته
فتوقف نموي .. بل أصبح الجسد هالكاً .. ليكن فقط
لحماً و عظاماً .. دموع والدي .. دعوات والدتي .. و حالي و أنا أرى أقراني
يشبون حولــي .. يدرسون .. يعملون .. يبنون حياتهم الخاصة .. بلا خوف
من مرض .. أو من ليلة بين أجهزة و حقن .. لم أشتك و حمدت الله على نعمته .. أتعلمين أيتها النفس .. أنني أملــي بالله كبير .. فوكلت إليه أموري .. و أنا راضية أن ما بي أختبار من رب العالمين .. طموحي .. أن أكبر و أمشي و أعمل .. طموحي بأن أواجهه مرضي بلا خوف ..
لحظـــــــــــــــــــــــــــة
ما بين النفسين
فالأخرى مبتسمة
و الأولــى شاحبة .. غارقة في ندم لا يعلمه إلا رب العباد ..
أنها تملك مالا تملكه الأخرى .. فهي قادرة على ما تطمح به الأخرى ..
إلا أنها بأول مواجهه ضعفت .. فإستسلمت .. فغرقت ببحر اليأس و الخيبة ..
.
.
و ها هي النفس تحيا من جديد .. بأمل جديد .. بأنها ستواجهه الدنيا
بل ستحيا من أجل أن تحقق أحلامها .. و ترضــي ربها .. و تعلى من رفعة وطنها ..
رســــــــــــــــــاله لكل من قرأ هذه السطور ..
قد حبكت الأحداث بطريقة أتمنى أن تكن الفكرة قد وصلت إليكم
نرى في أيامنا الحالية أن الكثيرون أستغل وقته فيما لا ينفع
و أن مر بتجربة أو قدم لأمتحان أو حتى أفتقد بعض ما أمتلكه الغير
يأس .. فأحبط .. و من ثم أستسلم ..
فما عساني أن أقول بفئة .. هم بيننا .. تحدوا الأعاقة .. تحدوا المرض
فرغم عجز بعضهم .. و معرفة آخرون منهم دنوا أجلهم ..
ما زالوا يسعون بالخير .. بل يواصلون العمل من أجل تحقيق جزء و لو يسير من أحلامهم ..
و بعض البشر .. ممن يملكون من الصحة و العافية الكثير .. معترضون على حالهم ..
.
لحظة .. فلنفكر بها .. و نتمعن و نتخيل أننا بيوم بوضعهم .. هل سنواجه الدنيا مثل إرادتهم ..
القرار لكم