[size=25]الاسلوب الصحيح للقراءة
التعلم والتثقيف يعتمد بشكل أساسي على الكتب او المقالات او المواضيع التي نختارها او تقع تحت ايدينا؛ لذا من أراد أن يتعلم ذاتياً فعليه أن يتقن مهارات القراءة الصحيحة، فالقراءة مهارة وفن لا يجيده كثير من الناس، فكم من القراء الذين يبذلون جهداً و أوقاتاً طويلة في القراءة، ومع ذلك فإن حصيلتهم قليلة جداً.
ولاشك أن الخلفية العلمية والثقافية للشخص , وكيفية القراءة التي يتبعها أثر كبير في عملية الاستيعاب،إلا إن طريقة القراءة وكيفية التعامل مع المقال (الكتاب,الموضوع...) تؤثر بدرجة عالية في مستوى الفهم والاستيعاب.
فالقراءة :
مهارة تكتسب وتتطور بالممارسة والتمرين، وبقدر ما تكون مهارتك عالية بقدر ما يكون استيعابك لما تقرأ عالياً. وعلى ذلك عليك ان تعرف المراحل الثلاثة للقراءة لتكون قاريء جيد .
قبل ما تقرأ
القراءة الفعالة تبدأ قبل عملية القراءة ذاتها، فالقارئ الجيد يحدد هدفه من القراءة،
فقبل ان نقول كيف تقرأ،
أسأل الأول:
لماذا أقرأ؟
ما الهدف من وراء قراءتي؟
وقد حدد الخبراء أهداف رئيسية للقراءة تتمركز في :
أـ فهم رسالة محددة...... ب ـ لإيجاد تفاصيل هامة...... جـ ـ الرد على سؤال محدد
د ـ تقييم ما تقرأ.......... هـ ـ تطبيق ما تقرأ............. و ـ التسلية والمتعة
ومعرفة الهدف ووضوحه في الذهن أمر أساسي وضروري لعلمية الاستيعاب والفهم. فحدد هدفك قبل القراءة، وفي قراءتك يجب أن يكون في نيتك مرضاة الله ـ عز وجل ـ ،
وبعدين حدد المكان اللي هتقرأ فيه على أن يكون خالياً من الملهيات التي تعيقك أو تقطع عليك تركيزك خلال القراءة. وكذلك لابد أن يكون المكان بعيداً عن الضوضاء والإزعاج فالقراءة نشاط فردي يتطلب هدوءاً لزيادة درجة الاستيعاب. فاختر المكان الهادئ، على أن تكون إضاءة المكان صحية.
وبعدين حدد طريقة قرأتك هل متقيدة بالزمن أم بالكمية، يعني ستقرأ مثلاً نصف ساعة يومياً ، أم أن قراءتك تهتم بالمقدار، فمثلاً تقرأ عشرين صفحة يومياً ـ مهما أخذت من وقت ـ فالاهتمام للكمية وليس للوقت. أم أنك ستقرأ خلال يومين أو ثلاثة قراءة مستمرة دون انقطاع.
وقبل ما تقرا , بص في فهرس المقال(الكتاب,الموضوع...) ومقدمته والخاتمة ومقتطفات سريعة ومختصرة من ثنايا ه فهذه القراءة تبين لك: هل المقال(الكتاب,الموضوع...) يحقق هدفك؟ وتبين لك أيضاً ـ من خلال هذه النظرة السريعة ـ جودة قلم الكاتب.
فإن المقال(الكتاب,الموضوع...) الجيد المتقن له أثر كبير على الارتقاء بالمستوى الفكري والبلاغي القارئ، بالإضافة ما يشكله من أثر عميق في ثبات أو تغير قناعات القارئ ، لهذا احرص دائماً باقتناء المقال(الكتاب,الموضوع...) الرصين في عباراته، المحكم في معانيه.
وقبل ما تقرا حدد جدول زمني ثابت للقراءة، وإن كان القارئ الجيد يقرأ في كل وقت؛ ولكن لوجود أعمال أخرى ضرورية في حياتنا فإننا بحاجة شديدة إلى تحديد وقت زمني يومي ثابت للقراءة. واجعل هذا الوقت المخصص للقراءة في الفترة التي تقل فيها المقاطعات ، على أن يعلم جميع أفراد أسرتك وأصدقائك بهذا الوقت المخصص للقراءة كي يعينوك في في الاستمرار.
وقبل ما تقرا. احرص دائماً أن تقرأ وأنت بشوق ومحبة للقراءة. فقراءة الراغب المحب ليست كقراءة المكره المضطر. اجعل عقلك ومشاعرك وعواطفك تدفعك إلى القراءة، انطلق إلى القراءة بكلك لا ببعضك لكي لا يتشتت ذهنك وتضيع وقتك. ، " فالقراءة نشاط ذهني يشترط فيها هدوء الذهن واستقراره كي يفهم ما يقرأ.
وقبل ما تقرا : لازم يكون ف ي ذهنك الاسئلة دي:
ماذا يبحث المقال(الكتاب,الموضوع...) بمجمله؟
ما مدى أهمية المعلومات التي طرحها؟
هل المقال(الكتاب,الموضوع...) شامل في تناوله للموضوع؟
كيف تناول المقال(الكتاب,الموضوع...) عرض أفكاره؟
، فهذه الأسئلة تجعلك أكثر فعالية وكلما كانت الأسئلة أكثر وأوضح كلما كانت القراءة أكثر قوة ونقداً.
وخلال قراءتك ابحث عن أجوبة لأسئلتك. .. ودي المرحلة الجاية طبعا...
و ... وانت بتقرأ
لا يكن همك من القراءة إنهاء صفحات المقال(الكتاب,الموضوع...)؛ بل اجعل الغاية هي فهم ما بين يديك،
: لا تسأل كم قرأت ولكن كم فهمت،
والقراءة الجيدة الإيجابية يجب أن يصاحبها التفكير والاستنتاج وأعمال الفكر في المقروء
فالهدف الأساسي من القراءة هو فهم ما تقرأه، ولا يتم الفهم إلا بالتفكير في المقروء، ووضع الأسئلة واكتشاف الأجوبة من خلال القراءة.
وخلال قراءتك ستجد أشياء لا تستطيع فهمها، فلا تتذمر أو تتضجر فهذا أمر طبيعي يحدث لكل واحد منا، ولفهم ما أشكل عليك حاول قراءة ما استعصي عليك مرة أخرى ولكن بطرقة مغايرة:
· اكتب في ورقة خارجية تلخيص ما قرأت
· اقرأ بصوت مسموع وببطء.
· حاول أن تتخلى عن استنتاجك السابق واقرأ بنظرة جديدة ومغايرة.
فاجعل دوماً قراءتك عملية بحث واكتشاف مستصحباً الصبر والجلد لكي تفهم وتستوعب ما تقرأه.
و... وانت بتقرا : أقرا بتركيز، فالتركيز هو لب القراءة وجوهرها الأساسي، وقراءة بدون تركيز ضياع للوقت والجهد، فمستوى نجاحك في القراءة يعتمد ـ بعد توفيق الله ـ على درجة تركيزك، .
ونحن قد نستطيع القراءة لفترة طويلة
ولكننا
قد لا نستطيع أن نملك المتابعة الذهنية والتركيز فيما نقرأ.
وعشان كده ابحث عن كل طريقة تبعث فيك الحماس والنشاط، فالأمر يتطلب تربية جادة للنفس حتى تكون قادر على التركيز والاستغراق فيما تقرأ.
فما تدركه العقول السليمة
أن الإنجاز والنجاح
يسبقه آلام ومصاعب تتطلب صبر وتحمل وهمّة عالية،
ومن أساسيات القراءة تدوين المذكرات، فبقدر ما تستطيع اكتب كل شيء تراه مفيداً وهاماً حتى وإن كنت صاحب ذاكرة قوية فذة . فأنت مطالب بكتابة المذكرات لتكون قارئ جيد، فكتابتك للمذكرات يعني استخدام أكثر من حاسة، والمذكرات تعتبر حجر الزاوية لنجاحك في هذا الطريق فهي تساعدك على التركيز، والفهم، والتذكر، وكذلك تحفزك للبحث أكثر في الموضوع، وتسد الثغرات العلمية لديك، مع إثارة لكثير من الأسئلة، بالإضافة إلى أن التحليل المنطقي للمذكرات يعتبر الخطة الأولى لإيجاد معلومات تفصيلية أدق في البحث فهي الخطوة الأولى لكتابة الأبحاث والأعمال الطويلة.
و...وانت بتقرا :ناقش بينك وبين نفسك ما تقرأ وحط الإشارات والعلامات يمثل أسلوب فعّال لعملية الاستيعاب وهي تدل على مقدار التفاعل مع ما تقرأ وإيجاد نوع من النقاش البناء .
إن موافقتك لما تقرأ او مخالفتك له , و علامات التعجب والاستفهام يجب أن تظهر واضحة فيما تقرأ وهناك وسائل كثيرة يمكن استخدامها لعلمية الحوار مع المقال(الكتاب,الموضوع...) وأشهر تلك الطرق وأكثرها استعمالاً هي وضع خطاً تحت أو فوق الجمل الرئيسة، أو وضع خطاً ً لعدة فقرات في هامش الفقرات المهمة، وكذلك وضع خطاً أحمراً تحت الجمل الهامة، أو وضع علامة استفهام لما استكشل عليك، ووضع نجمة بجانب الفقرات التي تحمل فكرة هامة وتتطلب دراسة أكثر، ووضع دائرة دلالة على أن هذه الفقرة لها علاقة بفقرات سابقة أو لاحقة، أو طوي أسفل الصفحة،
وبعد ما تقرأ
ودلوقتي لما تكون خلّصت قرأه , فلتثبيت المعلومات يتطلب الأمر مراجعة ما قرأت، ولكن قبل المراجعة يجب أن تجاوب على هذه الأسئلة:
· ما المواضيع التي احتاج إلى مراجعتها؟
· كم من الوقت احتاج لمراجعة كل موضوع؟
· ما أماكن القوة والضعف لدي؟
وخلال مراجعتك لابد أن تجاوب على جميع الأسئلة التي دونتها خلال قراءتك، فلا تعني المراجعة إعادة القراءة بشكل سريع على أمل أن تستعيد ذاكرتك كل المعلومات؛ بل هي أكثر من مجرد القراءة فهي تتطلب : التحدث، والنقاش، وتحليل الأفكار المتعلقة بالموضوع؛ بل أحياناً يتطلب الأمر إعادة قراءة فصول كاملة كي تفهم ما قرأت بشكل واضح.
والمراجعة أحياناً تتطلب وجود شخص يناقشك، فالمناقشة طريقة قوية لتحسين مستوى التعليم والتذكر، او ان لم تجد فناقش نفسك بنفسك
وعند انتهاءك من المراجعة لا يعني قطع الصلة بالمقال(الكتاب,الموضوع...)؛ بل لا بد من إعادة المراجعة بعد أسبوع تقريباً وقد يتطلب الأمر مراجعة المقال(الكتاب,الموضوع...) عدة مرات فيعتمد ذلك على مقدرة ذاكرتك وعلاقتك بالموضوع.
م-ن-ق-و-ل
[/size]