[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
خُلق اليوم اسمه الحلم والرفق واللين وكظم الغيظ. كل واحدة من تلك الكلمات لها عند العلماء معنى ولكننا سنتكلم عنها اليوم وكأنها بمعنى واحد ورد في حديث الرسول الكريم: "لا تغضب".. والحقيقة أن هذا الخلق يحتاج من الإنسان إلى جهاد كبير ونفس عالية الهمة مع الله؛ لأنه صعب المنال إلا على الأنفس التي أراد الله لها الهدى والاطمئنان به سبحانه.
والإنسان بطبعه مخلوق اجتماعي، فقد خلقنا الله، وجعلنا شعوبا وقبائل كما قال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ". أي أعلانا منزلة عند الله سبحانه الذين يتقون الله في معرفتهم بخلق الله.. فيصبرون على الأذى ويتحملون السوء ليس خوفا من أحد أو حرصا على صداقة أحد ولكن يتحملونه في سبيل الله الذي يريد للإنسان أن يرتفع عن طبيعته البشرية المتسرعة ويترفع عن غضبه وثورته ليكون عبدا خالصا صافيا مؤهلا لتلقي رضاء الله.
ولنأخذ العبرة من الله فما أكثر الناس الذين يستحقون أن ينتقم الله منهم ولكن الله يتركهم لعلهم يرجعون، وكم في حياة النبي من أمثلة عظيمة ومواقف كانت تدعو أعتى الجبال لأن تغضب لكنه صلى الله عليه وسلم كان يؤثر الحلم على الغضب والرحمة على الانتقام.. حتى حينما صعد أعلى الجبل بالطائف يشكو إلى الله ضغفه وهوانه على الناس الذين سبوه وآذوه وألقوا عليه بالحجارة.. وجاء ملك الجبال يطلب منه الإذن أن يطبق عليهم الجبلين قال: "دعهم لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً".. حتى يقول جبريل عليه السلام: "صدق من سمّاك رؤوف رحيم".
ونحن في مرحلة زادت فيها الضغوط المادية والعصبية وأصبح كل شيء حولنا يدعونا للغضب والثورة.. إذ ضاقت الصدور وبلغت القلوب الحناجر، وأصبحنا نجد أخبارا عن قتلى وجرحى من بين الأهل والأصدقاء لأسباب تافهة في لحظة غضب عمي فيها البصر وفقد الإنسان البصيرة، فما أتعس الغضب ومن يغضبون وما أعظم الحلم ومن يحلمون أو يصبرون.
وسأذكركم بموقف واحد لأعرابي كان حديث عهد بالإسلام حارب مع النبي وعندما وجد نصيبه من الغنائم قليل قال لرسولنا الكريم: يا محمد هذه قسمة ما أريد بها وجه الله"!! تخيلوا يرمي الرسول بين صحابته بالظلم! فقام عليه الصحابة لينهروه لكن النبي صبر على قوله وقال: "ومن يعدل إن لم أعدل"؟! ثم قال: "يرحم الله أخى موسى أوذي بأكثر من هذا فصبر"..
ولأن الأمثلة على ذلك كثيرة، دعونا نتكلم عن كيف لا نغضب أو كيف نسيطر على الغضب، ويعيننا على ذلك أن نفهم طبيعة الغضب وأن نفهم حقيقة ما يغضبنا.
يقول بن القيم: "دخل الناس النار من ثلاث أبواب باب شبهة أورثت شكاً في الله، وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته، وباب غضبٍ أورث العدوان على خلقه".. إذن فالغضب بالإضافة لما قد يحدثه من أثر سيئ في الحياة الدنيا من قطع العلاقات وبث الكراهية وعداوة الخلق وهدم البيوت وإحراق الخير بناره، فإنه يوم القيامة من أوسع أبواب جهنم، فلنحذر.
ويعيننا على ألا نغضب أن نرى أن الأشياء من فعل الله تعالى، يقول تعالى: "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ".. وأفعال العباد مخلوقة فإياك أن تغضب على أقدار الله. وإنما أراد الله أن يمنحك أجرا في الصبر على الأذى والحلم مع الخلق فيرفعك درجات أو يحط عنك خطايا لولا أن يخلصها منك في الدنيا لكنت من الهالكين يوم القيامة: "وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ"..
ومما يعيننا على عدم الغضب ما أمرنا به صلى الله عليه وسلم من ضرورة أن نعفو عمَّن ظلمنا ونصل مَن قطعنا ونُعطي من حرمنا، ولنعلم أننا إن عفونا عمّن ظلمنا عفا الله عنا يوم القيامة، بل وأنه تعالى يتحدث إلى من صبر ولم يغضب وهو مظلوم ويقول له: "يا عبدي كنت خير العباد في الدنيا لم تشفِ صدرك ممن أغضبك وأنا اليوم أشفي صدور المؤمنين"..
فإذا ظلمت في عملك، في بيتك، مع أهلك، مع أصدقائك، إذا ظُلِمت ممن تعرف أو لا تعرف قل "حسبي الله". وإذا رأيت ما يغضبك فابتعد قدر ما تستطيع عن المكان الذي أنت فيه، وكما علمنا النبي أن الغضب نار وعلينا أن نستعين على إطفاء النار بماء الوضوء. فترك المكان حل، الوضوء حل، الصمت حتى يتيسر لنا القول الجميل حل، واعلم أنك حتى لو بدوت في أعين الناس ضعيفا أو مهزوما فسينصرك الله ولو بعد حين.
وإليكم بعض أقوال وردت في الأثر لعلها تعيننا على الصبر وعدم الغضب:
قال "أيوب" عليه السلام: حلم ساعة يدفع شرا كثيرا.. وإن أفضل الأعمال الحلم عند الغضب والصبر عند الجزع.. وإذا سمعت ما لا يسرك فاعمل بالنصيحة وتذكر قول الله سبحانه وتعالى: "خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ".
وَقَالَ عُمَرُ بْن الخطاب: "مَنْ خاف الله لم يشفِ غيظه، ومَنْ اتَّقى الله لم يصنع ما يرِيد، ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون".
وورد رجل من رجال آل البيت الأجلاء قوله لأحد صحابته وأتباعه: "دع من يشتمك مُهانا، ترضي الرحمن، وتسخط الشيطان، وتعاقب عدوك، فوالذي فلق الحبة وبرأ النَسمة، ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه".
وأختتم هذه الأقوال الجميلة بحديث ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من جُرعَةٍ أعظم أجرًا عند الله من جرعةِ غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله".
خُلق اليوم اسمه الحلم والرفق واللين وكظم الغيظ. كل واحدة من تلك الكلمات لها عند العلماء معنى ولكننا سنتكلم عنها اليوم وكأنها بمعنى واحد ورد في حديث الرسول الكريم: "لا تغضب".. والحقيقة أن هذا الخلق يحتاج من الإنسان إلى جهاد كبير ونفس عالية الهمة مع الله؛ لأنه صعب المنال إلا على الأنفس التي أراد الله لها الهدى والاطمئنان به سبحانه.
والإنسان بطبعه مخلوق اجتماعي، فقد خلقنا الله، وجعلنا شعوبا وقبائل كما قال: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ". أي أعلانا منزلة عند الله سبحانه الذين يتقون الله في معرفتهم بخلق الله.. فيصبرون على الأذى ويتحملون السوء ليس خوفا من أحد أو حرصا على صداقة أحد ولكن يتحملونه في سبيل الله الذي يريد للإنسان أن يرتفع عن طبيعته البشرية المتسرعة ويترفع عن غضبه وثورته ليكون عبدا خالصا صافيا مؤهلا لتلقي رضاء الله.
ولنأخذ العبرة من الله فما أكثر الناس الذين يستحقون أن ينتقم الله منهم ولكن الله يتركهم لعلهم يرجعون، وكم في حياة النبي من أمثلة عظيمة ومواقف كانت تدعو أعتى الجبال لأن تغضب لكنه صلى الله عليه وسلم كان يؤثر الحلم على الغضب والرحمة على الانتقام.. حتى حينما صعد أعلى الجبل بالطائف يشكو إلى الله ضغفه وهوانه على الناس الذين سبوه وآذوه وألقوا عليه بالحجارة.. وجاء ملك الجبال يطلب منه الإذن أن يطبق عليهم الجبلين قال: "دعهم لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئاً".. حتى يقول جبريل عليه السلام: "صدق من سمّاك رؤوف رحيم".
ونحن في مرحلة زادت فيها الضغوط المادية والعصبية وأصبح كل شيء حولنا يدعونا للغضب والثورة.. إذ ضاقت الصدور وبلغت القلوب الحناجر، وأصبحنا نجد أخبارا عن قتلى وجرحى من بين الأهل والأصدقاء لأسباب تافهة في لحظة غضب عمي فيها البصر وفقد الإنسان البصيرة، فما أتعس الغضب ومن يغضبون وما أعظم الحلم ومن يحلمون أو يصبرون.
وسأذكركم بموقف واحد لأعرابي كان حديث عهد بالإسلام حارب مع النبي وعندما وجد نصيبه من الغنائم قليل قال لرسولنا الكريم: يا محمد هذه قسمة ما أريد بها وجه الله"!! تخيلوا يرمي الرسول بين صحابته بالظلم! فقام عليه الصحابة لينهروه لكن النبي صبر على قوله وقال: "ومن يعدل إن لم أعدل"؟! ثم قال: "يرحم الله أخى موسى أوذي بأكثر من هذا فصبر"..
ولأن الأمثلة على ذلك كثيرة، دعونا نتكلم عن كيف لا نغضب أو كيف نسيطر على الغضب، ويعيننا على ذلك أن نفهم طبيعة الغضب وأن نفهم حقيقة ما يغضبنا.
يقول بن القيم: "دخل الناس النار من ثلاث أبواب باب شبهة أورثت شكاً في الله، وباب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعته، وباب غضبٍ أورث العدوان على خلقه".. إذن فالغضب بالإضافة لما قد يحدثه من أثر سيئ في الحياة الدنيا من قطع العلاقات وبث الكراهية وعداوة الخلق وهدم البيوت وإحراق الخير بناره، فإنه يوم القيامة من أوسع أبواب جهنم، فلنحذر.
ويعيننا على ألا نغضب أن نرى أن الأشياء من فعل الله تعالى، يقول تعالى: "وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ".. وأفعال العباد مخلوقة فإياك أن تغضب على أقدار الله. وإنما أراد الله أن يمنحك أجرا في الصبر على الأذى والحلم مع الخلق فيرفعك درجات أو يحط عنك خطايا لولا أن يخلصها منك في الدنيا لكنت من الهالكين يوم القيامة: "وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ"..
ومما يعيننا على عدم الغضب ما أمرنا به صلى الله عليه وسلم من ضرورة أن نعفو عمَّن ظلمنا ونصل مَن قطعنا ونُعطي من حرمنا، ولنعلم أننا إن عفونا عمّن ظلمنا عفا الله عنا يوم القيامة، بل وأنه تعالى يتحدث إلى من صبر ولم يغضب وهو مظلوم ويقول له: "يا عبدي كنت خير العباد في الدنيا لم تشفِ صدرك ممن أغضبك وأنا اليوم أشفي صدور المؤمنين"..
فإذا ظلمت في عملك، في بيتك، مع أهلك، مع أصدقائك، إذا ظُلِمت ممن تعرف أو لا تعرف قل "حسبي الله". وإذا رأيت ما يغضبك فابتعد قدر ما تستطيع عن المكان الذي أنت فيه، وكما علمنا النبي أن الغضب نار وعلينا أن نستعين على إطفاء النار بماء الوضوء. فترك المكان حل، الوضوء حل، الصمت حتى يتيسر لنا القول الجميل حل، واعلم أنك حتى لو بدوت في أعين الناس ضعيفا أو مهزوما فسينصرك الله ولو بعد حين.
وإليكم بعض أقوال وردت في الأثر لعلها تعيننا على الصبر وعدم الغضب:
قال "أيوب" عليه السلام: حلم ساعة يدفع شرا كثيرا.. وإن أفضل الأعمال الحلم عند الغضب والصبر عند الجزع.. وإذا سمعت ما لا يسرك فاعمل بالنصيحة وتذكر قول الله سبحانه وتعالى: "خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ".
وَقَالَ عُمَرُ بْن الخطاب: "مَنْ خاف الله لم يشفِ غيظه، ومَنْ اتَّقى الله لم يصنع ما يرِيد، ولولا يوم القيامة لكان غير ما ترون".
وورد رجل من رجال آل البيت الأجلاء قوله لأحد صحابته وأتباعه: "دع من يشتمك مُهانا، ترضي الرحمن، وتسخط الشيطان، وتعاقب عدوك، فوالذي فلق الحبة وبرأ النَسمة، ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم، ولا أسخط الشيطان بمثل الصمت، ولا عوقب الأحمق بمثل السكوت عنه".
وأختتم هذه الأقوال الجميلة بحديث ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من جُرعَةٍ أعظم أجرًا عند الله من جرعةِ غيظ كظمها عبدٌ ابتغاء وجه الله".