[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

هي حمّى القشّ وتسمى في أحيان أخرى حمّى الكلأ، وهي نوع من الحساسية الشديدة تصيب الأنف والعينين، وذلك لدى التعرّض لحبوب لقاح بعض النباتات في فترات الربيع أو الصيف أو الخريف. وتتميز حمّى القشّ بحدوث إفرازات سائلة من الأنف مع هرش في العينين. سُمِّي المرض بحمّى القشّ لأن معظم الحالات تحدث في أثناء موسم تجميع القشّ، وعادة ما تكون أكبر فترة تحدث فيها الإصابة بين أواخر مايو وأواخر يونيو، إلا أنه يمكن للمريض أن يعاني من حمى القش على مدار السنة.
الغريب أن اسم هذا المرض بريء تماماً من اسمه، فالمرض لا يسبب حمى، كما أن التعرض للقش لا يسبب للمريض الحساسية!

حمى القش: ما الذي يحدث؟
بعض الأشخاص تولّد لديهم حبوب اللقاح تفاعل حساسيّة شديداً. والذي يحدث أن جهاز الجسم المناعيّ يخطئ باعتبار شيء غير ضار وعادي كحبوب اللقاح شيئاً ضاراً، ثم يبدأ جهاز المناعة في مهاجمته، ويطلق مجموعة من الأجسام المضادّة لمحاصرة وقتل هذا الشيء. هذه الأجسام المضادة هي التي تسبّب أعراض الحساسيّة الشديدة في الجسم. ويتذكّر الجهاز المناعي هذه الأجسام التي يهاجمها في ذاكرته، فإذا تعرض لها الجسم مرة أخرى أعاد إفراز نفس الأجسام المضادّة، وحدثت الحساسيّة مرة أخرى.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


الأعراض
• احتقان في الأنف وإفرازات أنفيّة سائلة
• هرش في العينين ودموع
• كحّة
• إحساس بالحرقان في الأنف وسقف الحلق والحلق
• انتفاخ تحت العينين يميل لونه إلى الأزرق
• أحياناً يكون هناك إحساس بالألم في منطقة الوجه
• تأثر حاستيّ الشمّ والتذوق
ويؤدّي كل هذا إلى التأثير على حياة المريض اليوميّة، حيث يكون مرهقاً وعصبيّاً، كما أنه يجد صعوبة في النوم بسبب انسداد أنفه.

وتزيد الحالة سوءاً في أوقات معيّنة من العام بالتعرض لحبوب لقاح الأشجار أو الحشائش (الكلأ). إذا كان المريض مصاباً بحساسيّة ضد مثيرات الحساسيّة المنزليّة مثل التراب المنزليّ ومخلفات الصراصير والعثّة وخلايا جلد ولعاب الحيوانات المنزليّة، وجراثيم الفطريّات، فإن الحالة يمكن أن تستمر على مدار السّنة.

يمكن للمرض أن يحدث في أي عمر، إلا أنه غالباً ما يبدأ المرض في فترة الطفولة أو المراهقة، وتقل حدّته بتقدمّ العمر ومرور السنوات.

برد أم حمى قش؟
وتختلط أعراض حمّى القشّ مع أعراض نزلة البرد، إلا أن هناك فروقاً بين الاثنين، ففي حمى القشّ لا يحدث ارتفاع في درجة الحرارة، كما أن حدوث الأعراض يكون فوريّاً بمجرد التعرّض للمادّة مسببة الحساسيّة، بينما في نزلة الربد تظهر الأعراض في فترة تتراوح من يوم إلى ثلاثة أيام من التعرّض لفيروس البرد. في حالة حمّى القشّ تظلّ الأعراض مستمرّة طالما هناك تَعرّض لمسبّب الحساسيّة، بينما في حالة البرد تستمر الأعراض لفترة تتراوح بين 5 و7 أيام.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


مَنْ المُعرَّض للإصابة؟
كعادة الكثير من الأمراض الأخرى، فإن حمّى القشّ تصيب بعض الأشخاص أكثر من غيرهم، فمعظم المصابين بها من الذكور، كما أن لها علاقة بالجينات الوراثيّة، فتصيب بعض العائلات أكثر من غيرها، وهي أيضاً تركّز على الأشخاص الذين ولدوا في الموسم الذي تنطلق فيه حبوب اللقاح، والأطفال الذين تعرّضوا لدخّان السجائر في خلال سنتهم الأولى، والغريب أنها تصيب الابن الأول في الأسرة أكثر من باقي الأبناء!

المضاعفات
إذا كانت الحالة شديدة، فإنها قد تتطوّر إلى مجموعة من الأمراض الأخرى، حيث يمكن أن يصاب المريض بأزمة ربويّة مصحوبة بصعوبة في التنفس وضيق في الصدر، أيضاً قد يحدث التهاب شديد في الجيوب الأنفية، أو إكزيما في الجلد وأحياناً تحدث إصابات بكتيرية في الأذن خاصة في الأطفال.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


العلاج
الأدوية المضادّة للحساسيّة هي البطل هنا. أحياناً يحتاج المريض إلى استخدام عدة أنواع من أدوية الحساسيّة معاً، إضافة إلى بخاخات الأنف ونقط العين. أحياناً يحتاج المريض إلى الكورتيزون إذا كانت الحساسية شديدة ولا تؤثر فيها الأدوية التقليديّة.
وكل ما سبق هو مجرد علاج للأعراض. أما العلاج الحقيقي فهو العلاج المناعي، الذي يتم بإعطاء المريض مجموعة من الحقن على فترات طويلة تحتوي على محاليل من المادة المسببة للحساسية، بغرض إفقاد الجسم الحساسية ضد هذه المادة. وينجح هذا النوع من العلاج في بعض الأحيان، ويفشل في أحيان أخرى.
أما عن الوقاية، فللأسف لا توجد طريقة فعالة يحمي بها المرء نفسه من حبوب اللقاح التي يحملها الهواء وتستطيع السفر معه لآلاف الكيلومترات، لكن هناك بعض الإجراءات البسيطة التي يمكن أن تقلل من تعرض الإنسان لها، ففي موسم حبوب اللقاح يمكن إغلاق الأبواب والنوافذ ما أمكن، والاعتماد على أجهزة التكييف لتنقية الهواء. تجنّب أيضاً نشر الغسيل في الهواء الطلق حتى لا تلتصق به حبوب اللقاح، وغيّر ملاءات السرير على فترات متقاربة. تجنّب الخروج في الهواء الطلق خاصّة في الأماكن الزراعية كلما أمكن، وارتدِ قناعاً واقياً من التراب عند الخروج، قد يبدو شكلك مثيراً للسخرية عندئذ، لكن السخرية على أية حال لن تسبب كل هذه الأعراض المزعجة!

منقول