السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فى وقت كثرت فيه الذنوب والمعاصى وانشغل فيه معظمنا بالامور الحياتيه وكيفيه جمع المال وكثرت فيه النفوذ غفل البعض عن واجباته تجاه ربه وكثرت ذنوبه وبات بعيدا عن دينه ولا يذكر ربه الا فى المحن والصعاب .. لذا ومن اجل التذكير اقدم لكم احبتى نسمات وهمسات دينيه لعل كل منا يذكر الله ويعلم ان الله ليس بغافل عما تعملون وانه غافر الذنب وقابل للتوبه .. فهيا بنا نستعرض معا تلك النسمات
(النسمة الأولى: " الذنوب جراحات وآلام " )
" كيف لا تكره ذنوباً كانت سبب سقوطك في عين الله وكراهية الناس لك , وحاجبة التوفيق عنك , ومانعة الإحسان إليك , وفاتحة الأحزان عليك ؟ . ومن كره شيئا هرب منه .. ".
هذه الرسالة لإيقاظ الملايين من أهل المعاصي , الغافلين من أصحاب الذنوب , حتى يهجروا الخطايا قبل حلول المنايا , ويبعثو الأمل قبل دنو الأجل .
هذه رسالة للمؤمنين من أهل التقوى .. والصالحين من إخوان الفلاح حتى يتجنبوا السقوط في مهاوي الذنوب .
عرضت فيها إلى آثار الذنوب القبيحة فاقرأوها بقلوبكم قبل عيونكم , ولا تنسونا من صالح دعائكم .
1- حرمان العلم والرزق
جلس الشافعي إلى الإمام مالك يوماً , فأعجب به مالك وقال له: (إن الله قد قذف في قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية) . لكن الشافعي خالف وصية مالك يوماً فنظر إلى كعب امرأة في طريق ذهابه إلى شيخه وكيع بن الجراح فنسي وتعثر حفظه ( كان الشافعي يحفظ طباعة بل كان يضع يده على الصفحة المقابلة حتى لا يختلط حفظه ) , فأكد وكيع نصيحة مالك أن ترك الذنوب دواء ناجعاً للحفظ .
شكوت إلى وكيع سوء حفظي .... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخــــبرني بأن العــــلم نور .... ونور الله لا يهدى لعاصــــي
عجيبة
وقد تسأل وتقول: كيف أصبح اليوم أهل الفسق والعصيان في المعالي , وكثير من أهل الحق والتمسك بالإسلام يعانون الفقر والضعف والذل ؟! ويرد عليك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويقول : "إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج " , ثم تلا: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكَّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ) الأنعام:44 " الحديث في ص ج ص (صحيح الجامع الصغير) رقم (561).
2- القلب المستوحش
فإن الذنوب تورث القلب وحشه وحزناً يلقيان ظلالهما على القلب فور اقتراف الذنب ومقارفة الخطيئة , ونحن نتحدث هنا عن من عَمَّرَ الإيمان قلبه , فمثل هذا لا تتم له لذة المعصية أبداً ولا يكمل بها فرحه , بل لا يباشرها إلا والحزن يخالط قلبه , ولكن سُكْر الشهوة يحجبه عن الشعور به , فمن خلا قلبه من هذا الحزن فليتهم إيمانه , ولْيَبْكِ على موت قلبه ... إنّا لله وإنّا إليه راجعون .
خراب الديار
قال مالك بن دينار: " إن القلب إذا لم يكن فيه حُزن خَرِب , كما أن البيت إذا لم يسكن خرب ".
ليس الحزن ضمانا لعدم خراب القلب فحسب , بل هو سبب من أسباب دخول الجنة عند الحسن البصري الذي قال: " إن المؤمن ليذنب الذنب فما يزال به كئيبا حتى يدخل الجنة ".
يا أخي ... يا مُدَّعي الحزن بالقول , وأفعالك تكذب لسانك , لو كان في قلبك حزن ... لبدا أثره على جسدك . لظهر ... بكاء من خشية الله , لظهر ... دفنا للنفس في أحضان الصالحين , لظهر ... هجرانا لأهل المعاصي , لظهر ... توبة صادقة وعبرة نادمة وعزماً حديداً .
3- وحشة مع الصالحين
قال أبو الدرداء: " ليحذر أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر , ثم قال أتدرون مِمَّ هذا ؟ قال: إن العبد ليخلو بمعاصي الله , فيلقى الله ببغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر " .
إذا وجدت من إخوانك جفاء فذلك لذنب أحدثته , فتب إلى الله سبحانه وتعالى وإذا وجدت منهم زيادة محبة فذلك لطاعة أحدثتها فاشكر الله سبحانه وتعالى .
4- تعسير الأمور
قال سبحانه وتعالى: ( وَمَا أَصَابَكُم مَّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيْديِكُمْ ) الشورى:30 .
وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " حسن كما في صحيح ابن ماجه رقم (3248) .
فالمؤمن الذي يقيس أموره بمقاييس الإيمان على يقين بأنه لا يقع بلاء إلا بذنب , ولا تنزل محنة إلا بإثم .
أما الماديون الغارقون في بحر الشهوات فيتبرمون ويضجرون إذا وقعوا في شدة , أو واجهتهم محنة .
قال سفيان الثوري: " إني لأعرف ذنبي في خلق امرأتي ودابتي وفأرة بيتي " .
وهذه معرفة لا ينالها إلا من نور الله له قلبه وأضاء بصيرته وهداه سواء السبيل , نسأل الله أن نكون منهم .
5- حرمان الطاعة
يقول سفيان: حُرِمْتُ قيام الليل أربعة أشهر بذنب وابي سيرين يُعَيًّر رجلا بالفقر فيحبس في دَيْنٍ , ومكحول يُعَيَّر آخر بالرياء في البكاء فيُحْرم البكاء من خشية الله سنة .
والحقيقة أن تعجيل هذه العقوبات هو من علامات حب الله للعبد فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يواقي به يوم القيامة " صحيح كما في ص ج ص رقم (308) .
فالمقرب عند الله هو المعاقب , والمطرود من رحمة الله هو المسكوت عنه في الدنيا ليدخر له العقاب في الآخرة .
.. لحظة من فضلك ..
قد يذنب العبد ولا يشعر أن الله عاقبه , ولا يحس أن نعم الله عليه تغيرت , فما تفسير ذلك ؟!
أقول: فقدان حلاوة الخشوع ولذة المناجاة حرمان , الزهد في الإزدياد من الطاعات حرمان , إغلاق باب القبول حرمان , قحط العين وعدم بكائها حرمان , قسوة القلب وعدم تأثره عند سماع الموعة حرمان , والمحرومون كثير ولكن لا يشعرون .
أخي العاصي ....
كم نظرت عينك إلى الحرام فقل بكاؤها , وكم غبت عن صلاة الفجر فانطمس نور وجهك , وكم مرة استمتعت بلذاذة الألحان فحُرمت تلاوة القرآن , وغزا حب الدنيا قلبك فخرجت الآخرة منه !!
* لطيفة *
قال ابراهيم بن أدهم: " كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب " .
6- المعاصي تزرع المعاصي
ومناط ذلك هو أن الرجل إذا عمل بمعصية الله ابتدره الشيطان وابتعد عنه الملك , فلا يدل الشيطان إلا على شر ومعصية وإثم ومهلكة , لذلك صدق سهل بن عاصم حين قال: " عقوبة الذنب الذنب " .
والطاعات مثل ذلك
إذا عمل العبد بطاعة الله ابتدره الملك وابتعد عنه الشيطان فلا يدله الملك إلا على طاعة وخير وتزكية وبر ولذلك قالوا:" الطاعة وَلُود , وثواب الطاعة ... الطاعة " .
7- شؤم على الخلق كلهم
ليت العاصي يضر نفسه فحسب , لكنه يضر كل من حوله .. الإنس والجن والحيوان والشجر والحجر , فذنبه متعدي الضرر وإن بدا في ظاهره أنه لم يؤذ غيره ولم يصب أحد بسوء .
صحح أبو هريرة هذا الفهم الخاطئ حين سمع رجلا يقول: إن الظالم لا يظلم إلا نفسه . قال أبو هريرة:" كَذَبْتَ , والذي نفسه بيدي إن الحبارى (نوع من الطيور) لتموت في وكرها من ظلم الظالم " .
وليس أبو هريرة وحده من يؤكد هذا , فهذا أنس بن مالك يقول:" كاد الضب يموت في جحره هزلا من ظلم بني آدم " .
* لطيفة *
قال فقيه العراق ابن شبرمة: " عجبت للناس يَحْتَمون من الطعام مخافة الداء , ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار " .
إيقاظة نبوية
ولا شيء يوقظ العقل من سكرته , وينبه من نومه مثل ذكر النار , لذا عمد النبي (صلى الله عليه وسلم) في حالات فساد العقل , وغياب الوعي إلى ذكر هذه الكلمة (النار) .
* ففي حالة التخلف عن صلاة الجماعة يقول (صلى الله عليه وسلم)" لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب , ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها , ثم آمر رجلا فيؤم الناس , ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم " صحيح كما في ص ج ص رقم (7072) .
* وفي حالة لبس الرجال الذهب يقول: " يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده " صحيح كما في ص ج ص رقم (8109) .
* وفي حالة أكل أموال الناس بالباطل يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إنكم تختصمون وإنما أنا بشر , ولعل بعضكم أن يكون أعلم بحجته من بعض فأقضي له بما أسمع منه , فأظنه صادقا فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فإنها قطعة من النار فليأخذها أو ليدعها " صحيح كما في ص ج ص رقم (2342) .
كل هذا لأنه (صلى الله عليه وسلم) بنا رؤوف رحيم يلفح وجوهنا بكلامه عن (النار) بدلا من أن تلفح وجوهنا غدا ألسنة النار .
فى وقت كثرت فيه الذنوب والمعاصى وانشغل فيه معظمنا بالامور الحياتيه وكيفيه جمع المال وكثرت فيه النفوذ غفل البعض عن واجباته تجاه ربه وكثرت ذنوبه وبات بعيدا عن دينه ولا يذكر ربه الا فى المحن والصعاب .. لذا ومن اجل التذكير اقدم لكم احبتى نسمات وهمسات دينيه لعل كل منا يذكر الله ويعلم ان الله ليس بغافل عما تعملون وانه غافر الذنب وقابل للتوبه .. فهيا بنا نستعرض معا تلك النسمات
(النسمة الأولى: " الذنوب جراحات وآلام " )
" كيف لا تكره ذنوباً كانت سبب سقوطك في عين الله وكراهية الناس لك , وحاجبة التوفيق عنك , ومانعة الإحسان إليك , وفاتحة الأحزان عليك ؟ . ومن كره شيئا هرب منه .. ".
هذه الرسالة لإيقاظ الملايين من أهل المعاصي , الغافلين من أصحاب الذنوب , حتى يهجروا الخطايا قبل حلول المنايا , ويبعثو الأمل قبل دنو الأجل .
هذه رسالة للمؤمنين من أهل التقوى .. والصالحين من إخوان الفلاح حتى يتجنبوا السقوط في مهاوي الذنوب .
عرضت فيها إلى آثار الذنوب القبيحة فاقرأوها بقلوبكم قبل عيونكم , ولا تنسونا من صالح دعائكم .
1- حرمان العلم والرزق
جلس الشافعي إلى الإمام مالك يوماً , فأعجب به مالك وقال له: (إن الله قد قذف في قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعصية) . لكن الشافعي خالف وصية مالك يوماً فنظر إلى كعب امرأة في طريق ذهابه إلى شيخه وكيع بن الجراح فنسي وتعثر حفظه ( كان الشافعي يحفظ طباعة بل كان يضع يده على الصفحة المقابلة حتى لا يختلط حفظه ) , فأكد وكيع نصيحة مالك أن ترك الذنوب دواء ناجعاً للحفظ .
شكوت إلى وكيع سوء حفظي .... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخــــبرني بأن العــــلم نور .... ونور الله لا يهدى لعاصــــي
عجيبة
وقد تسأل وتقول: كيف أصبح اليوم أهل الفسق والعصيان في المعالي , وكثير من أهل الحق والتمسك بالإسلام يعانون الفقر والضعف والذل ؟! ويرد عليك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويقول : "إذا رأيت الله يعطي العبد من الدنيا على معاصيه ما يحب فإنما هو استدراج " , ثم تلا: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكَّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ ) الأنعام:44 " الحديث في ص ج ص (صحيح الجامع الصغير) رقم (561).
2- القلب المستوحش
فإن الذنوب تورث القلب وحشه وحزناً يلقيان ظلالهما على القلب فور اقتراف الذنب ومقارفة الخطيئة , ونحن نتحدث هنا عن من عَمَّرَ الإيمان قلبه , فمثل هذا لا تتم له لذة المعصية أبداً ولا يكمل بها فرحه , بل لا يباشرها إلا والحزن يخالط قلبه , ولكن سُكْر الشهوة يحجبه عن الشعور به , فمن خلا قلبه من هذا الحزن فليتهم إيمانه , ولْيَبْكِ على موت قلبه ... إنّا لله وإنّا إليه راجعون .
خراب الديار
قال مالك بن دينار: " إن القلب إذا لم يكن فيه حُزن خَرِب , كما أن البيت إذا لم يسكن خرب ".
ليس الحزن ضمانا لعدم خراب القلب فحسب , بل هو سبب من أسباب دخول الجنة عند الحسن البصري الذي قال: " إن المؤمن ليذنب الذنب فما يزال به كئيبا حتى يدخل الجنة ".
يا أخي ... يا مُدَّعي الحزن بالقول , وأفعالك تكذب لسانك , لو كان في قلبك حزن ... لبدا أثره على جسدك . لظهر ... بكاء من خشية الله , لظهر ... دفنا للنفس في أحضان الصالحين , لظهر ... هجرانا لأهل المعاصي , لظهر ... توبة صادقة وعبرة نادمة وعزماً حديداً .
3- وحشة مع الصالحين
قال أبو الدرداء: " ليحذر أحدكم أن تلعنه قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر , ثم قال أتدرون مِمَّ هذا ؟ قال: إن العبد ليخلو بمعاصي الله , فيلقى الله ببغضه في قلوب المؤمنين من حيث لا يشعر " .
إذا وجدت من إخوانك جفاء فذلك لذنب أحدثته , فتب إلى الله سبحانه وتعالى وإذا وجدت منهم زيادة محبة فذلك لطاعة أحدثتها فاشكر الله سبحانه وتعالى .
4- تعسير الأمور
قال سبحانه وتعالى: ( وَمَا أَصَابَكُم مَّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيْديِكُمْ ) الشورى:30 .
وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه " حسن كما في صحيح ابن ماجه رقم (3248) .
فالمؤمن الذي يقيس أموره بمقاييس الإيمان على يقين بأنه لا يقع بلاء إلا بذنب , ولا تنزل محنة إلا بإثم .
أما الماديون الغارقون في بحر الشهوات فيتبرمون ويضجرون إذا وقعوا في شدة , أو واجهتهم محنة .
قال سفيان الثوري: " إني لأعرف ذنبي في خلق امرأتي ودابتي وفأرة بيتي " .
وهذه معرفة لا ينالها إلا من نور الله له قلبه وأضاء بصيرته وهداه سواء السبيل , نسأل الله أن نكون منهم .
5- حرمان الطاعة
يقول سفيان: حُرِمْتُ قيام الليل أربعة أشهر بذنب وابي سيرين يُعَيًّر رجلا بالفقر فيحبس في دَيْنٍ , ومكحول يُعَيَّر آخر بالرياء في البكاء فيُحْرم البكاء من خشية الله سنة .
والحقيقة أن تعجيل هذه العقوبات هو من علامات حب الله للعبد فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يواقي به يوم القيامة " صحيح كما في ص ج ص رقم (308) .
فالمقرب عند الله هو المعاقب , والمطرود من رحمة الله هو المسكوت عنه في الدنيا ليدخر له العقاب في الآخرة .
.. لحظة من فضلك ..
قد يذنب العبد ولا يشعر أن الله عاقبه , ولا يحس أن نعم الله عليه تغيرت , فما تفسير ذلك ؟!
أقول: فقدان حلاوة الخشوع ولذة المناجاة حرمان , الزهد في الإزدياد من الطاعات حرمان , إغلاق باب القبول حرمان , قحط العين وعدم بكائها حرمان , قسوة القلب وعدم تأثره عند سماع الموعة حرمان , والمحرومون كثير ولكن لا يشعرون .
أخي العاصي ....
كم نظرت عينك إلى الحرام فقل بكاؤها , وكم غبت عن صلاة الفجر فانطمس نور وجهك , وكم مرة استمتعت بلذاذة الألحان فحُرمت تلاوة القرآن , وغزا حب الدنيا قلبك فخرجت الآخرة منه !!
* لطيفة *
قال ابراهيم بن أدهم: " كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب " .
6- المعاصي تزرع المعاصي
ومناط ذلك هو أن الرجل إذا عمل بمعصية الله ابتدره الشيطان وابتعد عنه الملك , فلا يدل الشيطان إلا على شر ومعصية وإثم ومهلكة , لذلك صدق سهل بن عاصم حين قال: " عقوبة الذنب الذنب " .
والطاعات مثل ذلك
إذا عمل العبد بطاعة الله ابتدره الملك وابتعد عنه الشيطان فلا يدله الملك إلا على طاعة وخير وتزكية وبر ولذلك قالوا:" الطاعة وَلُود , وثواب الطاعة ... الطاعة " .
7- شؤم على الخلق كلهم
ليت العاصي يضر نفسه فحسب , لكنه يضر كل من حوله .. الإنس والجن والحيوان والشجر والحجر , فذنبه متعدي الضرر وإن بدا في ظاهره أنه لم يؤذ غيره ولم يصب أحد بسوء .
صحح أبو هريرة هذا الفهم الخاطئ حين سمع رجلا يقول: إن الظالم لا يظلم إلا نفسه . قال أبو هريرة:" كَذَبْتَ , والذي نفسه بيدي إن الحبارى (نوع من الطيور) لتموت في وكرها من ظلم الظالم " .
وليس أبو هريرة وحده من يؤكد هذا , فهذا أنس بن مالك يقول:" كاد الضب يموت في جحره هزلا من ظلم بني آدم " .
* لطيفة *
قال فقيه العراق ابن شبرمة: " عجبت للناس يَحْتَمون من الطعام مخافة الداء , ولا يحتمون من الذنوب مخافة النار " .
إيقاظة نبوية
ولا شيء يوقظ العقل من سكرته , وينبه من نومه مثل ذكر النار , لذا عمد النبي (صلى الله عليه وسلم) في حالات فساد العقل , وغياب الوعي إلى ذكر هذه الكلمة (النار) .
* ففي حالة التخلف عن صلاة الجماعة يقول (صلى الله عليه وسلم)" لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب , ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها , ثم آمر رجلا فيؤم الناس , ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم " صحيح كما في ص ج ص رقم (7072) .
* وفي حالة لبس الرجال الذهب يقول: " يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده " صحيح كما في ص ج ص رقم (8109) .
* وفي حالة أكل أموال الناس بالباطل يقول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إنكم تختصمون وإنما أنا بشر , ولعل بعضكم أن يكون أعلم بحجته من بعض فأقضي له بما أسمع منه , فأظنه صادقا فمن قضيت له بشيء من حق أخيه فإنها قطعة من النار فليأخذها أو ليدعها " صحيح كما في ص ج ص رقم (2342) .
كل هذا لأنه (صلى الله عليه وسلم) بنا رؤوف رحيم يلفح وجوهنا بكلامه عن (النار) بدلا من أن تلفح وجوهنا غدا ألسنة النار .
... يتبع إن شاء الله