إن أبعاد قضية الثقافة العلمية متعددة وآثارها متشبعة
إلا أننا آثرنا في هذه العجالة أن نقتصر على المؤشرات والعموميات في هذا المجال الحيوي ،
ولعل من بعض الأسئلة التي تجاوزها العالم المتقدم ولكنها ما زالت مطروحة
بشكل أو بآخر في المجتمعات النامية هي :
لماذا لا نترك العلوم والتقنية لأهلها من أصحاب الاختصاص يتولون رعايتها ومتابعتها وفهمها ؟
وهل من الضروري أن يكون هناك إلمام عام واهتمام متجدد لدى عامة الناس بقضايا وأطروحات الحركة العلمية ؟
أما الإجابة على هذين السؤالين فإنهما في شكل عام في طرح سنو الذي يقرر
( إن من الخطر أن يكون لدينا ثقافتان لا يمكنهما التواصل فيما بينهما في الوقت
الذي تقرر فيه العلوم الجزء الأكبر من مصيرنا )
وتتضح معالم هذه الخطورة عندما ندرك أن النشاط العلمي والتقني
هو نشاط بشري يحتاج إلى بيئة تحتضنه ومناخ يرعاه وقواعد تحمله
وهذا لا يتوفر إلا في ظل مجتمع متفهم لطبيعة العلوم ..
مدرك لشروطها .. واع لمتطلباتها .. متفاعل مع تطورها ،
لقد كان الخطأ الذي وقعت فيه كثير من الدول النامية أنها تصورت أن العلوم والتقنية
مجرد صناديق مغلقة ومصانع منعزلة وأجهزة متطورة
وأن شراءها واستيرادها ينقلها إلى مصاف الدول المتقدمة ،
وكانت الفاجعة عندما اكتشفت تلك الدول أنها استوردت واستمرت في الاستيراد
بينما اتسعت الفجوة بينها وبين الآخرين ، وبقيت مجتمعاتها قابعة حيث هي ،
فلا هي أنتجت .. ولا هي طورت .. ولا هي أبدعت وتنمو قائمة المشتريات وتتوالد
بينما تعيش تلك المجتمعات نمطاً استهلاكياً متنامياً بمنأى عن عمليات البحث والتطوير والإنتاج
إن الحقيقة التي أدركتها كثير من الدول بعد تجارب مريرة هي ما أدركه الفلاحون والمزارعون
منذ عصور سحيقة ن فأنت لا تستطيع أن تجني ثمار غرسة حرمت
من عناصرها الحيوية ومناخها الخاص وبيئتها المناسبة ،
وهذا يعني أن لعملية نقل التقنية وتوطينها شروطاً وضوابط وآليات ،
وعلى رأس قائمة الأولويات قاعدة بشرية واسعة تستشعر حماساً حقيقياً
بالدور الريادي والحاسم للحركة العلمية وتهتم بمؤازرة جهود أصحاب التخصصات العلمية وتتبنى ابتكاراتهم ،
وتحرص على تفهم ومواكبة المدلولات الفكرية والمعطيات الاقتصادية
والتغيرات الاجتماعية المترتبة على العلوم وتطبيقاتها
والمرتبطة بالتراكم المعرفي والنشاط البحثي ،
لقد اصبح معيار التقدم في المجتمعات الحديثة هو مدى استيعاب مواطني ذلك المجتمع للعلوم والتقنية
وكفاءاتهم في التفاعل معها بكل بساطة ..
إن ازدهار الاقتصاد وتطور المجتمع والقدرة على المنافسة في عصر العولمة
يعتمد على التفوق العلمي الذي يحتاج إلى تواصل ودعم ومشاركة المواطنين
بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم واهتماماتهم ولن يتأتى ذلك إلا إذا استطاعت
هذه الفئات أن تتكيف مع متطلبات الحركة العلمية .. وتستوعب حقائقها ..
وتفهم مضامينها .. وتتفاعل مع عمومياتها وتهضم مسلماتها ،
وهذا يقود بالضرورة إلى بوابة الثقافة العلمية .
إن ثقافة المواطن هي التي تحدد اهتماماته وممارساته وسلوكياته وأولوياته ،
وتبلور منطلقاته الفكرية وركائزه العلمية ودوافعه الذاتية ،
ولذا فإن الثقافة العلمية للمواطن تصبح أمراً لازماً لحركة التقدم والتنمية
ليكون الوعي العلمي أحد العناصر الرئيسة في الوعي العام
في التكوين الاجتماعي والمنظومة الثقافية ،
فنجاح الأنشطة العلمية والبحثية والتطور التقني مرهون بإرادة جماعية واعية
تدفع بها إلى الواجهة الاجتماعية والثقافية والفكرية ليصبح الإنتاج العلمي نمطاً بارزاً
ضمن أنماط الحياة اليومية ويكون التفكير العلمي معلماً ثابتاً في الممارسات والتعاملات .
سوف نتحدث في الموضوع القادم عن الثقافه العلميه في وطننا العربي
لكن ارجو من القارئ ان يلم بالموضوعات السابقه ويتدارسها جيدا قبل التعمق في القادم
وارجوا من الجميع مناقشه الاسئله المطروحه في هذا الموضوع في قسم المناقشات الحواريه والفلسفيه
لعل يكون لدينا افكار مختلفه واجوبه اخري
الي اللقاء فيما هو قادم
ان شاء المولي عز وجل
إلا أننا آثرنا في هذه العجالة أن نقتصر على المؤشرات والعموميات في هذا المجال الحيوي ،
ولعل من بعض الأسئلة التي تجاوزها العالم المتقدم ولكنها ما زالت مطروحة
بشكل أو بآخر في المجتمعات النامية هي :
لماذا لا نترك العلوم والتقنية لأهلها من أصحاب الاختصاص يتولون رعايتها ومتابعتها وفهمها ؟
وهل من الضروري أن يكون هناك إلمام عام واهتمام متجدد لدى عامة الناس بقضايا وأطروحات الحركة العلمية ؟
أما الإجابة على هذين السؤالين فإنهما في شكل عام في طرح سنو الذي يقرر
( إن من الخطر أن يكون لدينا ثقافتان لا يمكنهما التواصل فيما بينهما في الوقت
الذي تقرر فيه العلوم الجزء الأكبر من مصيرنا )
وتتضح معالم هذه الخطورة عندما ندرك أن النشاط العلمي والتقني
هو نشاط بشري يحتاج إلى بيئة تحتضنه ومناخ يرعاه وقواعد تحمله
وهذا لا يتوفر إلا في ظل مجتمع متفهم لطبيعة العلوم ..
مدرك لشروطها .. واع لمتطلباتها .. متفاعل مع تطورها ،
لقد كان الخطأ الذي وقعت فيه كثير من الدول النامية أنها تصورت أن العلوم والتقنية
مجرد صناديق مغلقة ومصانع منعزلة وأجهزة متطورة
وأن شراءها واستيرادها ينقلها إلى مصاف الدول المتقدمة ،
وكانت الفاجعة عندما اكتشفت تلك الدول أنها استوردت واستمرت في الاستيراد
بينما اتسعت الفجوة بينها وبين الآخرين ، وبقيت مجتمعاتها قابعة حيث هي ،
فلا هي أنتجت .. ولا هي طورت .. ولا هي أبدعت وتنمو قائمة المشتريات وتتوالد
بينما تعيش تلك المجتمعات نمطاً استهلاكياً متنامياً بمنأى عن عمليات البحث والتطوير والإنتاج
إن الحقيقة التي أدركتها كثير من الدول بعد تجارب مريرة هي ما أدركه الفلاحون والمزارعون
منذ عصور سحيقة ن فأنت لا تستطيع أن تجني ثمار غرسة حرمت
من عناصرها الحيوية ومناخها الخاص وبيئتها المناسبة ،
وهذا يعني أن لعملية نقل التقنية وتوطينها شروطاً وضوابط وآليات ،
وعلى رأس قائمة الأولويات قاعدة بشرية واسعة تستشعر حماساً حقيقياً
بالدور الريادي والحاسم للحركة العلمية وتهتم بمؤازرة جهود أصحاب التخصصات العلمية وتتبنى ابتكاراتهم ،
وتحرص على تفهم ومواكبة المدلولات الفكرية والمعطيات الاقتصادية
والتغيرات الاجتماعية المترتبة على العلوم وتطبيقاتها
والمرتبطة بالتراكم المعرفي والنشاط البحثي ،
لقد اصبح معيار التقدم في المجتمعات الحديثة هو مدى استيعاب مواطني ذلك المجتمع للعلوم والتقنية
وكفاءاتهم في التفاعل معها بكل بساطة ..
إن ازدهار الاقتصاد وتطور المجتمع والقدرة على المنافسة في عصر العولمة
يعتمد على التفوق العلمي الذي يحتاج إلى تواصل ودعم ومشاركة المواطنين
بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم واهتماماتهم ولن يتأتى ذلك إلا إذا استطاعت
هذه الفئات أن تتكيف مع متطلبات الحركة العلمية .. وتستوعب حقائقها ..
وتفهم مضامينها .. وتتفاعل مع عمومياتها وتهضم مسلماتها ،
وهذا يقود بالضرورة إلى بوابة الثقافة العلمية .
إن ثقافة المواطن هي التي تحدد اهتماماته وممارساته وسلوكياته وأولوياته ،
وتبلور منطلقاته الفكرية وركائزه العلمية ودوافعه الذاتية ،
ولذا فإن الثقافة العلمية للمواطن تصبح أمراً لازماً لحركة التقدم والتنمية
ليكون الوعي العلمي أحد العناصر الرئيسة في الوعي العام
في التكوين الاجتماعي والمنظومة الثقافية ،
فنجاح الأنشطة العلمية والبحثية والتطور التقني مرهون بإرادة جماعية واعية
تدفع بها إلى الواجهة الاجتماعية والثقافية والفكرية ليصبح الإنتاج العلمي نمطاً بارزاً
ضمن أنماط الحياة اليومية ويكون التفكير العلمي معلماً ثابتاً في الممارسات والتعاملات .
سوف نتحدث في الموضوع القادم عن الثقافه العلميه في وطننا العربي
لكن ارجو من القارئ ان يلم بالموضوعات السابقه ويتدارسها جيدا قبل التعمق في القادم
وارجوا من الجميع مناقشه الاسئله المطروحه في هذا الموضوع في قسم المناقشات الحواريه والفلسفيه
لعل يكون لدينا افكار مختلفه واجوبه اخري
الي اللقاء فيما هو قادم
ان شاء المولي عز وجل