منتدى علوم المنصورة
رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Ezlb9t10


منتدى علوم المنصورة
رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Ezlb9t10

منتدى علوم المنصورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى علوم المنصورةدخول

اهلا بك يا زائر لديك 16777214 مساهمة


رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
+3
hanod
mezobasha87
tootibella
7 مشترك

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :






بعدها ... جاء سامر يخبرني بأن سيف قد
حضر ...
كان سامر يبتسم ، و إن بدت من نظراته
علامات القلق ... خصوصا و هو يرى الوجوم الغريب على وجهي الذي كان مشرقا طوال
النهار
ذهبت معه إلى حيث كان سيف و والدي
يجلسان و يتبادلان الأحاديث ...
لابد أن الجميع قد لاحظ شرودي ... و
عدم إقبالي على الطعام ، على عكس وجبة الغذاء التي التهمت حصتي منها كاملة تقريبا

" ما بك لا
تأكل يا وليد ؟ كُلْ حتى تسترد الأرطال التي فقدتها من جسمك ! "

أجبت ببرود و بلادة :

" اكتفيت "

و بعد العشاء جلسنا في غرفة الضيوف
نشرب الشاي ، و كانوا هم الثلاثة ، أبي و سامر و سيف ، في قمة السعادة و يتبادلون
الأحاديث و الضحك ...
أما تفكيري أن فكان متوقفا و جامدا
عند اللحظة التي قال فيها آخي :

( نحن مخطوبان )

بعد ساعة ، استأذن سيف للانصراف و أخذ
يصافح الجميع و حين أقبل نحوي قلت :

" سأذهب معك "

أبي و سامر تبادلا النظرات ثم حدقا بي
، كما يفعل سيف ... و قالا سوية و باستغراب :

" ماذا ؟؟ "

و أنا لا أزال ممسكا بيد سيف و ناظرا
إليه أجبت :

" إذ لا سرير
لي هنا ... "

و توقفت قليلا ثم تابعت :

" و لا أريد
ترك صديقي وحيدا "

كان سيف يعتزم السفر بعد يوم آخر ،
لينال قسطا أوفر من الراحة بعد مشقة الرحلة الطويلة التي قطعناها ...
و انتهى الأمر بأن خرجت معه دون أن
أودع غير والدي ، و سامر ...

في السيارة بعد ذلك ، فتحت الخزانة
الأمامية و استخرجت علبة السجائر التي كنت قد دسستها بداخلها أثناء تجوالنا
و فتحت النافذة ، ثم أشعلت السيجارة و
التفت إلى سيف و قلت :

" أتسمح بأن
أدخن ؟؟ "

صديقي سيف لم يكن من المدخنين ، أومأ
برأسه إيجابا و فتح نافذته ، و انطلق بالسيارة ...

بقيت صامتا شاردا طوال المشوار ، و لم
يحاول سيف خلخلة صمتي بأي كلام
بعد فترة ، و نحن نقف عند الإشارة
الأخيرة قبل المبنى حيث نسكن ، و فيما أنا في شرودي و دهليز أفكاري اللانهائي ،
قال سيف :

" متى بدأت
تدخن ؟؟ "

لم أجبه مباشرة ، ليس لأنني لم أسمعه
أو أستوعب سؤاله ، بل لأن لساني لم يكن يدخر أي كلام ...

" السجن
يعلّم الكثير ... "

قلت ذلك و ابتسمت ابتسامة ساخرة باهتة
شعرت بأن سيف قد رآها رقم تركيزه على الطريق ...
تذكرت لحظتها تلك الأيام ...
و أولئك الزملاء في السجن ...
لماذا أشعر بهم الآن حولي ؟؟
كأني أشم راحة الزنزانة !
ربما أثارت رائحة السيجارة تلك
الذكريات السوداء !
و هل يمكن أن أنساها ؟
و هل يعقل أن تختفي و أنا لم أبتعد
عنها غير أيام فقط ...؟؟
ليتهم ...
ليتهم قتلوني معك يا نديم ...
ليتنا تبادلنا الأرواح ...
فمت ُّ أنا
و بقيت أنت ... و خرجت لتعود لأهلك و
بلدك و أحبابك ...
أنا ... لا أهل لي و لا بد ...
و لا أحباب ...

لمحت الإشارة تضيء اللون الأخضر و أنا
أسحق سيجارتي في ( المطفئة)
ثم انطلق وليد بالسيارة ...
أنوار كثيرة كانت تسبح في الظلام ...
مصابيح السيارات القادمة على الطريق
المعاكس
مصابيح المنازل
مصابيح الشارع ...
لافتات المحلات الضوئية
نور على نور على نور ...
كم هو أمر مزعج ... لم أعد أرغب في
رؤية شيء ...
أتمنى ألا تشرق الشمس يوم الغد ...
أتمنى ألا يعود الغد ...
أتمنى ... ألا أذكر رغد ...

كانت المرة الثانية في حياتي ، التي
تمنيت فيها لو أن رغد لم تخلق ...

عندما دخلنا الشقة، و هي مكونة من
غرفة نوم و صالة صغيرة و زاوية مطبخ و حمام واحد ... أسرعت الخطى نحو غرفة النوم و
دون أن أنير المصباح دخلت و ألقيت بجسدي المخدر أثر صدمة النبأ على أحد السريرين ...

ثوان ، و إذا بسيف يقبل و يشعل المصباح


" كلا ..
أرجو أطفئه "

قلت ذلك و أنا أرفع يدي ثم أضعها فوق
عيني المغمضتين لأحجب عنهما النور ...
سيف بادر بإطفاء المصباح و بقي واقفا
برهة ... ثم أقلق الباب و أحسست به يتقدم ... ثم يجلس فوق السرير الآخر و الموازي
لسريري ...

ساد السكون لبعض الوقت ، إلا من ضوضاء
تعشش في رأسي بسبب الأفكار التي تتعارك في داخله ...

" ماذا حدث
؟؟ "

سألني سيف بصوت هادئ منخفض ...
لم أجبه ... و مرت دقائق أخرى فاعتقدت
أنه حسبني قد دخلت عالم النيام ... لكنه عاد يقول :

" أخبرني ...
، إنك لست على ما يرام "

بعد ذلك أحسست بحركته على السرير
المجاور و بصوته يقترب أكثر ...

" وليد ؟؟ "

الآن فتحت عيني قليلا و لدهشتي رأيه
يقف عند رأسي و يحدق بي ...
الظلام كان يطلي الغرفة بسواد تام ،
إلا عن إضاءة بسيطة تتسلل بعناد من تحت الباب
و يبدو إنها كانت كافيه لتعكس بريق
الدموع التي أردت مواراتها في السواد .
لحظة من لحظات الضعف الشديد و
الانهيار التام .. توازي لحظة تراقُص الحزام في الهواء ... ثم سكونه النهائي على
الرمال ... إلى حيث لا مجال للعودة أو التراجع ... فقد قضي الأمر ...

جلست ، ليست قوتي الجسدية هي التي
ساعدتني على النهوض ، و لا رغبتي الميتة في الحراك ، بل الدموع التي تخللت تجويف
أنفي و ورّمت باطنه و سدت المعبر أمام أنفاسي البليدة البطيئة ... و كان لابد من
إزاحتها ...

تناولت منديلا من العلبة الموضوعة فوق
المنضدة الفاصلة بين السريرين و جعلت أعصف ما في جوفي و صدري و كياني ... خارجا

إلى الخارج ...
يا دموعي و آلامي
يا أحزاني و ذكرياتي الماضي
إلى الخارج يا حبي و مهجة قلبي
إلى الخارج يا بقايا الأمل
إلى الخارج يا روحي ...
و كل ما يختزن جسمي من ذرات الحياة ....
و إلى الخارج ...
يا اعترافات لم أكن أتوقع أنني سأبوح
بها ذات يوم ... لأي إنسان ...

" هل واجهت
مشكلة مع أهلك ؟؟ ... بالأمس كنت ... كنت َ ... "

و صمت ...

فتابعت أنا مباشرة :

" كنت ُ أملك
الأمل الأخير ... و قد ضاع و انتهى كل شيء ...
إنني لم أعد أرغب في العودة إليهم !
سأرحل معك يا سيف "

قلت ذلك و كانت فكرة وليدة اللحظة ،
ألا أنها كبرت فجأة في رأسي و احتلت عقلي برمته ، ففتحت عيني و حملقت في الفراغ
الذي خلقت منه هذه الفكرة ثم استدرت نحو سيف و قلت :

" أنا عائد
معك إلى مدينتنا ! "

طبعا سيف تفاجأ و لم يكن الظلام ليسمح
لي برؤية ظاهر ردود فعله أو سبر غورها

سمعته يقول :

" ماذا ؟ ! "

قلت مؤكدا :

" نعم !
سأذهب معك ... فلم يعد لي مكان أو داع هنا "

سيف صمت ، و لم يعلق بادئ الأمر ، ثم
قال :

" أما حدث
... كان سيئا لهذا الحد ؟؟ "

و كأن جملته كان شرارة فجرّت برميل
الوقود ...
ثرت بجنون ، قفزت من سريري مندفعا
هائجا صارخا :

" سيئ ٌ فقط
؟؟ بل أسوأ ما يمكن أن يحدث على الإطلاق ... إنها خيانة ! إنهما خائنان ... خائنان
... خائنان "

مشيت بتوتر و عصبية أتخبط في طريقي
... أبحث عن أي شيء أفرغ فيه غضبي بلكمة قوية من يدي لكنني لم أجد غير الجدار ...

و هل يشعر الجدار ؟؟

آلام شديدة شعرت أنا بها في قبضة يدي
أثر اللكمة المجنونة نحو الجدار ، و استدرت بانفعال نحو سيف الذي ظل جالسا على
السرير يراقبني بصمت ...

" لقد سرقوا
رغد مني ! "

لأن شيئا لم يتحرك في سيف استنتجت أنه
لم يفهم ما عنيته ... قلت :

" أعود بعد
ثمان سنوات من العذاب و الألم ... و الذل و الهوان الذي عشته في السجن بسبب قتلي
لذلك الحقير الذي أذاها ... ثمان سنوات من الجحيم ... و المرارة ... و الشوق ... فقدت فيها كل شيء سوى أملى بالعودة
إليها هي ... أعود
فأجدها ... "

و سكت ...
لأنني لم أقو على النطق بالكلمة
التالية ...
و درت حول نفسي بجنون ، ثم تابعت ، و
قد خرجت الكلمة من فمي ممزوجة بالآهة و الصرخة و الحسرة :

" أجدها
مخطوبة ؟؟ "

هنا وقف سيف ...
إلا أنني لم أكن قد انتهيت من إفراغ
ما لدي

قلت بصوت صارخ جاد مزمجر :

" و لمن ؟؟
لأخي ؟؟؟ أخي ؟؟؟ "

حتى لو كانت الغرفة منارة لم أكن
لأستطيع رؤية شيء وسط انفعالي الشديد ساعتها ...
لذا لا أعرف كيف كانت تعابير وجه سيف ...
و لكن بإمكاني رؤية خياله واقفا هناك ...
اندفعت كلماتي مقترنة بدموعي و زفيري
القوي و صوتي الأجش المجلل ... و أنا أقول :

" لو كان ...
لو كان شخصا آخر ... أي شخص ... لكنت قتلته و محوته من الوجود ... لكنه أخي ...
أخي يا سيف ... أخي ...
كيف تجرأ على سرقتها مني ؟؟
كيف فعلوا هذا بي ؟؟
أهذا ما أستحقه ؟؟
ليتني لم أخرج من السجن
ليتني مت هناك
ليتني أفقد الذاكرة و أنسى أنني
عرفتها يوما
الخائنة ...
الخائنة ...
الخائنة ... "

و انتهيت جاثيا على الأرض في بكاء
شديد كالأطفال ...

" لقد أطعمتك
ِ بيدي ... كيف تفعلين هذا بي يا رغد ؟؟ أنا قتلته انتقاما لك ِ أنت ِ ...
أيتها الخائنة ... أكان هذا حلمك ...؟
اذهبي بأحلامك إلى الجحيم ... "

و أدخلت يدي إلى جيبي ، و أخرجت منه
الصورتين اللتين رافقتاني و لازمتاني لثمان سنين ، لستين دقيقة من كل ساعة من كل
يوم ...
أخرجتهما و أخرجت معهما القصاصة التي
وجدتها تحت باب غرفتي ...
لم أكن أرى أيا مما أخرجت ، و لكن يدي
تحس ... و تدري أيها صورة رغد ... فلطالما أمسكت بالصورة و احتضنتها في يدي لساعات
و ساعات ...
الدموع بللت الصورتين و كذلك الورقة ...

" أيتها
الخائنة ... اذهبي و أحلامك إلى الجحيم ... "

و قبل أن أتردد أو أدع لعقلي المفقود
لحظة للتفكير ...
مزقت الورقة ... إربا إربا ...
و رميت بها في الهواء ...
و مزقت صورة رغد ... قطعة قطعة ... و
بعثرتها في الفراغ ... إلى حيث تبعثرت آخر آمالي و أحلامي ...
و انتهت آخر لحظات حبي الحالم ...
و تلاشت آخر ذرات غبار الماضي ...
و لم يبق لي ...
غير حطام قلب ٍ منفطر ...





descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
5ayaaaaal

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
a7ra2ha w matkameloooohaaash never Very Happy

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
طب هتنزلى حاجه النهاردة ولا خلاص بعد امتحان يوم السبت
علشان بس اعرف ومش كل شويه افتح الجهاز واخش على المنتدى علشان اشوفك نزلتى ولا لاه

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
ياريت تعرفينا هتنزلى اجزاء تانيه امتى النهاردة ولا بعد امتحان يوم السبت علشان مش كل شوه افتح الجهاز واخش على المنتدى واشوفك نزلتى جزء جديد ولا لاه وياريت الرد بسرعه
وشكرا

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
يبقي انا كده دمي اللي هيتحرق يرضيك كده وانا عندي امتحان السبت

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
ياريت تعرفينا هتنزلى اجزاء تانيه امتى النهاردة ولا بعد امتحان يوم السبت علشان مش كل شوه افتح الجهاز واخش على المنتدى واشوفك نزلتى جزء جديد ولا لاه وياريت الرد بسرعه
وشكرا

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
Very Happy hanazel goz2en kida bass beleel
w mesh 3wza 7ad dammo yet7re2 wala 7ad yed3y 3alia roo7o zakro 3shan ana kaman 3wza azaker

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
neseeeeeeeeeeeeeet a2oloko eni bokrra 0ff mesh hanazel 7aga yoom el sabt b2a isa b3d el exam

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
عمرنا ما نقدر ندعى عليكى
دا انتى اللى بتهونى علينا هم المذاكرة
نزلى نزلى هيه كدة كدة بايظه

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 26 ) الي ( 30 )

more_horiz



أكاد أطير من الفرح ... لأن وليد سيأتي اليوم ...

إنني منذ وقعت عيناي عليه يوم حضوره قبل شهر ، و أنا أحس
بشيء غريب يتحرك بداخلي !

أهي كريات الدم في عروقي ؟؟

أم شحنات الكهرباء في أعصابي ؟؟

أم تيارات الهواء في صدري ؟؟

بين الفينة و الأخرى ، أخرج إلى فناء المنزل ... و أترقب
حضوره

متى سيصل ؟؟

سامر أيضا سيعود هذه الليلة ، فمنذ سافر للمدينة الأخرى
قبل أسابيع من أجل العمل لم نره
...

استدرت للخلف ، فإذا بأمي واقفة عند المدخل الرئيسي ،
تنظر إلي !

" رغد ... ما ذا تفعلين ؟؟ "

اضطربت قليلا ، ثم قلت :

لا شيء
...

والدتي ابتسمت ، و قالت :

" لقد قال سامر إنه سيصل ليلا ! لا تُقلقي أعصابك ! "

شعرت بغصة في حلقي و كدت أختنق !

إنني لم أر سامر منذ أسابيع ... و أعلم أنه سيعود ليلا
... لكنني ... لكنني كنت أرتقب وليد
!

كان هذا يوم الأربعاء ... ، و في هذا المساء سيتم عقد
قران دانة ...

إنها مشغولة جدا هذا اليوم ، و كذلك هي أمي ... و
الاضطراب يسود الأجواء ...

" تعالي و ساعدينا ! "

ألقيت نظرة على الباب الخارجي للمنزل ، و مضيت مذعنة
لطلب أمي !

كانت دانة تجفف شعرها بمجفف الشعر الكهربائي المزعج ،
قلت :

" فيم أساعدك ؟؟ "

و يبدو أن صوته الطاغي منعها من سماعي ، فكررت بصوت عال :

" دانة فيم أساعدك ؟؟ "

انتبهت لي أخيرا ، و قالت :

" تعالي رغد و جففي هذا المتعب ! "

دانة كان لها شعر طويل و كثيف مع بعض التموج ، على العكس
من شعري القصير الأملس الناعم !

تناولت المجفف الساخن من يدها و بدأت العمل !

صوت هذا الجهاز قوي و أخشى أن يعيق أذني عن سماع صوت جرس
الباب !

مرت الدقائق و أنا أحاول الإسراع من أجل العودة للفناء !

" رغد ! جففي بأمانة ! "

قالت ذلك دانة و هي تنظر إلي عبر المرآة ... فابتسمت !

فستان دانة كان جميلا و أنيقا جدا ، و موضوعا على سريرها
بعناية
لدانة ذوق رائع جدا في اختيار الملابس و الحلي و أدوات
التجميل !


لدى عبور هذه الفكرة برأسي تذكرت طقم الحلي الذي رأيته
ليلة الأمس و أثار إعجابي الشديد و أردت اقتنائه ، غير أن نقودي لم تكن كافية
فأجلت الأمر لهذا اليوم

" يجب أن أذهب مع آبى لشراء ذلك الطقم قبل أن يحل
الظلام ! "

" حقا ستشترينه ؟ إنه باهظ الثمن ! "

" طبعا سأشتريه ! ماذا سأضع هذه الليلة إذن ؟؟ "

" لم لا تضعين العقد الذي أهدتك إياه والدتي قبل
أسابيع ؟؟ "

لم تعجبني الفكرة ، فلقد رأته لمياء ـ شقيقة نوّار ،
خطيب دانة ـ يوم حفلة تخرجي !

إنها أمور نكترث لها نحن الفتيات !

أو على الأقل ، معظمنا !

قلت :

" بل سأشتري شيئا جديدا ! يليق بقرانك ! "

و ضحكنا
!

لمحت والدتي مقبلة من ناحية الباب فأوقفت تشغيل الجهاز و
قلت بسرعة :

" هل حضر ؟ "

ثم أضفت بسرعة ، تغطية على الحقيقة :

" أقصد والدي ؟ أريد أن يصحبني لسوق المجوهرات ! "

قالت والدتي
:

" ماذا تودين من سوق المجوهرات ؟؟ "

" سأشتري عقدا جديدا أرتديه الليلة ! "

بدا على والدتي بعض الاستياء ... ثم قالت :

" أليس لديك ما يناسب ؟ سأعيرك مما عندي إن شئت "

عرفت من طريقة كلامها أنها لا تريد مني شراء المزيد .

أعدت تشغيل الجهاز و واصلت تجفيف شعر دانة الطويل حتى
انتهيت ... بصمت ...
بعدها خرجت من الغرفة قاصدة الذهاب إلى غرفتي ، إذ أن بي
شحنة استياء أريد إفراغها ...

و أنا أمر من والدتي قالت :

" رغد اذهبي للمطبخ و أتمي تحضير الكعك ، سأوافيك
بعد قليل "

أذعنت للأمر ... و قضيت قرابة الساعة في عمل المطبخ
الممل ، حتى أتت والدتي وتقاسمنا العمل
...

بعد فترة همت بالانصراف ، فبالي مشغول بانتظار وليد ، و
حين رأتني أمي سائرة نحو الباب
:

" إلى أين رغد ؟؟ "

" سأذهب للاستحمام ! "

" انتظري ! تعرفين ما من مساعد لي غيرك اليوم ... !
اغسلي الأطباق و الصواني و رتبي الأواني في أماكنها ، ثم تولي كي و طي الملابس !
العمل كثير هذا اليوم ! "

شعرت بالضيق ! لم أكن أحب العمل في المطبخ و كنت أتولى
أقل من ثلث العمل المقسم بيننا نحن الثلاث ، أمي و دانة و أنا ، لكنني اليوم مضطرة
للتضحية بنعومة يدي !

أثناء ترتيبي للأواني سمعت صوتا مقبلا من جهة مدخل
المنزل الرئيسي

ربما يكون وليد !

أسرعت بوضع الأواني على عجل فانزلق من يدي بعضها و تحطم
على الأرضية الملساء الصلبة !

" أوه رغد ! ماذا فعلت ! "

والدتي نظرت إلي بانزعاج ، فزاد ضيقي ..

" انزلقت من يدي ! "

و تركت كل شيء و هممت بالانصراف

" إلى أين ؟؟ "

" سأرى من عند الباب أمي ! "

و لم أكد أغادر ، إذ أن والدي قد وصل ، و دخل المطبخ
يحمل الكثير من الأغراض

عدت إلى الأواني المحطمة أرفعها عن الأرض و أنظف الأرضية
من شظايا الزجاج

ثم كان علي ترتيب الأغراض التي جلبها أبي في أماكنها
المخصصة ... و الكثير الكثير قمت به فيما دانة في غرفتها ، تسرح شعرها و تتزين !

حالما انتهيت من جزء من عمل المطبخ ، قلت لوالدي و الذي
كان يجلس على المقعد عند الطاولة يكتب بعض الملاحظات على ورقة صغيرة :

" أبي ... هل لا اصطحبتني إلى أحد محلات الحلي ؟ لي
حاجة سأشتريها و أعود "

أمي نظرت إلي و قالت مباشرة :

" عدنا لذلك ؟ خذي ما تشائين من حليي و لا داعي
لإضاعة المال و الوقت ! لدينا الكثير لنفعله الآن ! "

قلت :

" و لكن ... إنه جميل جدا و أريد أن أرتديه الليلة ! "

قالت
:

" هيا يا رغد ! عوضا عن ذلك رتبي الملابس أو غرفة
الضيوف و الصالة ... النهار يودعنا
"

لم أناقش أمي ، بل نظرت إلى أبي و هو منهمك في تدوين
كلمات على الورقة و قلت :

" أبي ... لن أتأخر ! سأشتريه و نعود فورا ! "

والدي قال دون أن يرفع عينيه عن الورقة :

" فيما بعد رغد ، لدي مهام أخرى أقوم بها الآن "

خرجت من المطبخ و أنا أشعر بالخيبة و الخذلان ... و ذهبت
إلى الغرفة الخاصة بالملابس ، أكويها و أطويها و أرتبها ، و دمعة تتسلل من بين
حدقتي من حين لآخر ...

كنت أكوي فستاني الجديد الذي سأرتديه الليلة بشرود و أسى ...

لماذا علي أن أعمل بهذا الشكل !؟

لماذا لا يجلب والدي خادمة للمنزل ؟؟

هنا سمعت صوت جرس الباب يقرع ...

لابد أنه وليد !

تركت كل شيء بإهمال و طرت نحو باب المخرج ، في نفس
اللحظة التي أقبل فيها والدي نحو الباب
...

قال :

" اذهبي و ارتدي الحجاب ، قد يكون وليد ! "

رجعت فورا إلى غرفة الملابس و سحبت حجابا لي من كومة
الملابس
( المجعدة ) و لبسته كيفما اتفق ، و هرعت نحو المدخل ...

فتحت باب المدخل لأطل على الفناء الخارجي ، و أرى أبي و
وليد متعانقين عند البوابة الخارجية
...

أقبلت أمي مسرعة و فتحت الباب و خرجت مهرولة إلى وليد ...

وقفت أنا عند الباب الداخلي أنظر و دموعي تفيض من عيني
رغما عنها ...

لقد كان وليد واقفا بطوله و عرضه و جسده العظيم ، يحجب
أشعة الغروب عن وداع ما غطاه ظله الكبير ، يضم والديه إلى صدره و ينهال برأسه
البارز على رأسيهما بالقبل ...

وقفت أراقب ... و أنتظر ...

لقد طال العناق و الترحيب ... و لم يلتفت أو لم ينتبه
إلي !
و فيما أنا كذلك ، و إذا بالباب يفتح ، و تنطلق منه دانة
مسرعة كالقذيفة الموجهة نحو وليد
!

تعانقا عناقا حميما جدا ، و دانة تقول بفرح :

" كنت واثقة من أنك ستحضر ! كنت واثقة من ذلك "

و وليد يضمها إلى صدره ثم يقبل جبينها و يقول :

" طبعا سآتي ! كم شقيقة لدي ؟؟ ... ألف مبروك
عزيزتي "

كل هذه الحرارة المنبعثة من اللقاء الحميم أمام عيني
جعلتني أنصهر !
و بدا أن دموعي على وشك التبخر من فرط حرارة خدي ّ
وليد
!
من أي طينة خلقت أنت ؟؟ و لماذا تنبعث منك حرارة حارقة
بهذا الشكل !
ألا تحس الأشجار أن الشمس قد ارتفعت بعد الغروب !؟
و أخيرا ، تحرك الثلاثة مقبلين نحوي ... نحو المدخل ...

أخيرا لامست نظراتي الجمرتين المتقدتين ، المتمركزتين
أعلى ذلك الرأس ... مفصولتين بمعقوف حاد ، يزيدهما شرارا ... و حدة ... و اشتعالا !

توهج وجهي احمرارا و تلعثم قلبي في نطق دقاته المتراكضة
... و شعرت بجريان الأشياء الغريبة في داخلي ...
الدماء
سيالات الأعصاب
و الأنفاس
!

و هو يخطو مقتربا ، و حجمه يزداد ... و رأسه يعلو ... و
عنقي يرتفع !

سقطت أنظاري فجأة أرضا و كأن عضلات عيني قد شلت ! لم
أستطع رفعهما للأعلى لحظتها ...


و جاء صوته أخيرا يدق طبلتي أذني ...

بل يكاد يمزقهما !

" كيف حالك صغيرتي ؟؟ "

و كلمة صغيرتي هذه تجعلني أحس أكثر و أكثر بصغر حجمي و ضآلتي
أمام هذا العملاق الحارق !

رفعت عيني أخيرا ببعض الجهد و أنا أضم شفتي مع بعضهما
البعض استعدادا للنطق !

" بخير
... "

و لكن ... حين وصلت عيناي إلى جمرتيه ، كانتا قد ابتعدتا ...

لم يكن وليد ينظر إلي ، و لا حتى ينتظر جوابي !

لقد ألقى سؤاله بشكل عابر و أشاح بوجهه عني قبل أن يسمع
حتى الإجابة ... و هاهي دانة تفتح الباب ... و هاهو يدخل من بعدها ... و يدخل
والداي من بعده ... و ينغلق الباب من بعدهم !

وقفت متحجرة في مكاني لا شيء بي يتحرك ... حتى عيناي
بقيتا معلقتين في النقطة التي ظنتا أنهما ستقابلان عيني وليد عندها ...

مرت برهة ... و أنا أحدق في الفراغ !

هل كان وليد هنا ؟؟

هل مر وليد من هنا ؟؟

هل رأته عيناي حقا ؟؟؟

لم أجد جوابا حقيقيا ...

بدا كل شيء كالوهم و الخيال !


أفقت من شرودي و استدرت ، و فتحت الباب فدخلت ... و
وصلتني أصوات أفراد أسرتي من غرفة المعيشة ...
حركت قدمي بإعياء شديد متجهة إلى حيث هم يجلسون ...
كان وليد يجلس على مقعد كبير ، و هم إلى جانبيه ... لا
أظن أن أحدا انتبه لوجودي ! وقفت عند مدخل الغرفة أراقبهم و جميعهم مسرورون و أنا
تعيسة !

بعد قليل ، أمي قالت فجأة :

" أتشمون رائحة شيء يحترق ؟؟ "

الشيء الذي قفز إلى رأسي هو المقعد الذي يجلسون عليه !
ربما احترق من حرارة وليد !

و بالفعل شممت الرائحة !

" إنها قادمة من هناك ! "

و أشارت والدتي نحوي ... طبعا كانت تقصد من خارج الغرفة
إلا أنني ألقيت نظرة سريعة على ملابسي لأتأكد من أنها لا تقصدني !

و قفت أمي و كذلك وقف الجميع ، و أقبلت هي مسرعة قاصدة
التوجه نحو المطبخ ...

لم تجد ما يحترق هناك ... ثم سمعت صوتها تنادي بقوة:

" رغد تعالي إلى هنا "

ذهبت إليها ، كانت في غرفة الملابس ... تفصل سلك المكواة
عن مقبس الكهرباء !

صحت :

" أوه ! يا إلهي ! "

و أسرعت إلى الفستان الذي نسيت المكواة فوقه و خرجت
مسرعة لاستقبال وليد !

" انظري ما فعلت ! سترتدينه الليلة محروقا بهذا
الشكل ! "

أخذت الفستان و جعلت أدقق النظر في البقعة المحروقة ، و
أعض شفتي أسفا و حسرة ...

" ماذا سأفعل الآن ؟؟ "

قلت بيأس ... فأجابت أمي بغضب :

" ترتدينه محروقا ! فنحن لم نشتره لنرميه "

عند هذا الحد ... و لم أتمالك نفسي ...

و انخرطت في بكاء شديد رغما عني ...

في نفس اللحظة التي كانت أمي تغادر فيها الغرفة كان
البقية مقبلين يتساءلون عما حدث و ما احترق ...

والدي قال
:

" ماذا حصل ؟؟ "

أمي أجابت باستياء :

" تركت فستانها يحترق ! و قبل قليل كسرت الأطباق !
لا أعرف متى ستكبر هذه الفتاة
"

كان الأمر سيغدو مختلفا لو أن وليد لم يكن موجودا يرى و
يسمع ...
كم شعرت بالحرج و الخجل ...
إنني لست طفلة و مثل هذه الأمور لم تكن لتحدث لو أنني لم
أكن مضطربة و مشتتة هذا اليوم ... كما و أن أمي لم تكن لتصرخ بوجهي هكذا لو لم تكن
هي الأخرى مضطربة و قلقة ، بسبب الليلة
...

رميت بالفستان جانبا و أسرعت الخطى قاصدة الهروب و
الاختفاء عن الأنظار ...

كان وليد يقف عند الباب و يسد معظمه ، و حين وصلت عنده
لم يتحرك ...

كنت أنظر إلى الأرض لا أجرؤ على رفع نظري إلى أي منهم ،
إلا أن بقاء وليد واقفا مكانه دون أن يتزحزح جعلني أرفع بصري إليه ....

الدموع كانت تغشي عيني عن الرؤية الواضحة ...

وليد نظر إلي نظرة عميقة دون أن يتحرك ...

" إذا سمحت ... "

قلت ذلك ، فتنحى هو جانبا ، و انطلقت أسير بسرعة نحو
غرفتي ...

في غرفتي ، أطلقت العنان لدموعي لتفيض بالقدر الذي تريد
كان يومي سيئا ! كم كنت سعيدة في البداية !
و الآن
...
حزينة ... محرجة ... مجروحة الخاطر ... مخذولة ...
بدموع جارية ... و قلب معصور ... و فستان محروق ! و بلا
حلي !


أكثر ما أثر بي ... هو الاستقبال البليد الذي استقبلني
به وليد ...
و أنا من كنت أحترق شوقا لرؤيته !

غمرت وسادتي البريئة من أي ذنب بالدموع الحارة المالحة
... و بقيت حبيسة الألم و الغرفة فترة طويلة ....

بعد مدة سمعت طرق الباب ... قمت بتململ و فتحته ، فرأيت
أمي ...

تحاشيت النظر إليها ، فأنا خجلة منها و لست مستعدة لتلقي
أي توبيخ هذه الساعة ...

أمي قالت
:

" رغد ! على الأقل ابدئي الاستعداد ! ألم تستحمي
بعد ؟؟ "

وجدت نفسي أقول بغضب و انفعال :

" لن استحم ، و لن أحضر معكم و سأنام حتى الغد "

أمي صمتت قليلا ثم قالت بنبرة عطوفة :

" يا عزيزتي لم أقصد توبيخك ، لكنك تتصرفين بشكل
غريب اليوم ! هيا ابدئي الاستعداد
... "

رفعت رأسي إليها و قلت :

" بم ؟ لا فستان و لا حلي ! "

تنهدت أمي و قالت :

" ارتدي أي شيء ! ما أكثر ما لديك "

لم اقتنع ، فأنا أريد أن أظهر جديدة في كل شيء الليلة !
أليست ليلة مميزة؟ إنه عقد قران أختي دانه !

قلت :

" لن أحضر دون فستان جديد و مجوهرات ! دعوني أبقى
في غرفتي فهذا أفضل و متى ما انتهيتم سأساعدكم في تنظيف المنزل "

و بكيت

بكيت بشدة ، و ليس سبب بكائي هو الفستان أو الأواني
المكسورة ! إنه قلبي الذي يعتصر ألما من تجاهل وليد لي بهذه الطريقة !

لماذا فعل ذلك ؟؟

ألم أعد مهمة لديه ؟؟

ألم يعد بألا يسمح لدموعي بالانهمار ؟؟

إنه الذي يفجرها من عيني بغزارة هذه اللحظة ...

أعرف أن أمي تحبني و تدللني ، مثل أبي ... و هذا ما
اعتدته منهما ... لذلك حين قالت
:

" حسنا ... اذهبي بسرعة مع أبيك لشراء شيء مناسب
على عجل "

لم أفاجأ ، بل مسحت دموعي مباشرة خصوصا و هي تنظر إلى
الساعة بقلق ...

أخرجت حقيبتي من أحد الأدراج ... و قلت :

" لا أملك مبلغا كافيا "

ذهبت أمي و عادت بعد قليل تحمل بعض الأوراق المالية ، و
قالت :

" سأخبر أبيك كي يشغل السيارة ، أسرعي رغد "

و ذهبت ، و ارتديت عباءتي و خرجت بعدها ...

و فيما أنا أجتاز الردهة ، إذا بها مقبلة نحوي تقول :

" لا فائدة يا رغد لقد خرج والدك ! "

كان والدي مشغولا طوال اليوم ، و ها قد غادر من جديد ...

أطلقت تنهيدة يأس مريرة و رميت بالحقيبة جانبا و قلت :

" قلت لك أنني لن احضر ... دعوني و شأني "

و أوشكت على البكاء

أمي قالت
:

" قد يعود بعد قليل ... "

لكنني كنت قد فقدت الأمل !

جلست على المقعد و أسندت خدي إلى يدي في أسى ...

" أيمكنني فعل شيء ؟؟ "

كان هذا صوتا رجاليا جعلني أسحب يدي فجأة من تحت خذي
فينحني رأسي للأسفل ثم يرتفع للأعلى
...

للأعلى
...

للأعلى
!

العملاق وليد
!

أمي و وليد تبادلا النظرات ، ثم قالت أمي :

" ننتظر أن يعود والدك ليصحبها إلى السوق ! "

قال :

" لدي سيارة ... إذا كان الأمر طارئا ... "

الأشياء الغريبة الثلاثة بدأت تجري في داخلي و تتسابق !

أمي قالت
:

" أنت ... قدمت لتوك ! اذهب و نم قليلا في غرفة
سامر ... "

" لست متعبا جدا "

" ... ثم أنك لا تعرف المنطقة ! "

قال و هو ينقل بصره بيني و بين أمي :

" لكنكما تعرفان ! "

أي نوع من الأفكار تعتقدون أنني رأيتها ؟؟

مجنونة
!

قالت أمي بتردد :

" إنني مشغولة في المطبخ "

فاستدار وليد إلي و قال :

" و أنت ِ ؟أ تحفظين الطريق ؟؟ "

ربما كان سؤاله عاديا

أو ربما استهانة بي ! فهل أنا طفلة صغيرة لا أعر ف الطرق
؟؟

قلت :

" نعم ! طبعا "

ثم نظرت إلى أمي أحاول قراءة رأيها من عينيها ...

أمي بدت مترددة ... لكنها قالت بعد ذلك موجهة كلامها لي
أنا:

" ما رأيك رغد ؟؟ "

أنا أقرر قبل أن أفكر في أحيان ليست بالقليلة ! قلت :

" حسنا
"

و وقفت و سحبت حقيبتي ...

التفتت أمي نحو وليد و قالت :

" انتبه لها "

وليد دخل إلى غرفة المعيشة و أحضر مفتاح سيارته ، و الذي
كان قد تركه على المنضدة ...

تقدمت نحو باب المنزل و وقفت في انتظاره ، حتى إذا ما
أقبل فتحت الباب و خرجت قبله !

خطواتي أنا قصيرة و بسيطة ، كيف لها أن تضاهي خطواته
الواسعة الشاسعة !؟

سبقني و خرج من البوابة الخارجية لفناء المنزل ... و
سمعت صوت باب سيارة ينفتح ...

ما إن خرجت من البوابة ، حتى وقعت عيناي على سيارة وليد
... نفس السيارة التي كان يقودها منذ سنين ...

المرة الأخيرة التي ركبت فيها هذه السيارة كانت في أسوأ
أيام حياتي ...

شعرت بقشعريرة شديدة تجتاحني و ثبت في مكاني و لم أجرؤ
على المضي خطوة للأمام ...

وليد شغل السيارة و انتظرني ... و طال انتظاره !

التفت نحو الباب فوجدي واقفة هناك بلا حراك

ضغط على بوق السيارة لاستدعائي لكنني لم أتحرك

الشيء الذي تحرك هو شريط الذكريات القديمة البالية ...
الموحشة البائسة ... التي طردتها من خيالي عنوة ...


وليد فتح الباب و خرج من السيارة و نظر باتجاهي و قال :

" ألن تذهبي ؟؟ "

تحركت قدماي دون إدراك مني و اقتربت من السيارة

مددت يدي فإذا بها تلقائيا تتوجه إلى الباب الأمامي ،
فأجبرتها على الانحراف نحو الباب الخلفي ، فتحته و جلست على المقعد الخلفي
فيما وليد يجلس في المقدمة و إلى اليسار مني ... يكاد
شعره الكثيف يلامس سقف السيارة
!

عندما كنا صغارا ، أنا و دانة ... كنا نتشاجر من أجل
الجلوس على المقعد الذي أجلس خلفه مباشرة الآن !

وليد انطلق بالسيارة نحو الشارع الرئيسي ثم سألني و هو
يراقب الطريق :

" أين نتجه ؟ "

سار وليد ببطء نسبيا يسألني عن الطرق و المنعطفات ، و
أرشده إليها حتى بلغنا المكان المطلوب
.

كان سوقا صغيرا مليئا بالناس ...

أوقف وليد السيارة ، ففتحت الباب و خرجت و تقدمت للأمام

وليد لم يخرج ، و سمعت صوته عبر نافذة الباب الأمامي
المفتوحة يقول :

" كم ستبقين ؟؟ "

تعجبت ، فقلت و أنا أقرب وجهي من النافذة بعض الشيء :

" ألن تأتي معي ؟؟ "

وليد صمت قليلا ، و ربما ارتبك ، ثم قال :

" و هل يجب أن آتي معك ؟؟ "

قلت :

" نعم
! "

قال :

" سأنتظرك هنا ... هذا أفضل "

بقيت واقفة في مكاني لحظة ، فعاد يقول :

" هل يجب أن أرافقك ؟؟ "

قلت :

" أو تعيدني للبيت "

و تراجعت للوراء و مددت يدي قاصدة فتح الباب الخلفي ...

وليد فتح بابه و نزل و دار حول السيارة نصف دورة حتى صار
إلى جانبي

قلت :

" من هنا "

و سرنا نحو بوابة المجمع الصغير ، هو مجمع اعتدنا أنا و
دانة و أمي شراء حاجياتنا منه

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الجزء 27

more_horiz

و سرنا نحو بوابة المجمع الصغير ، هو
مجمع اعتدنا أنا و دانة و أمي شراء حاجياتنا منه
حينما بلغنا المتجر المقصود ، و هو
متجر للملابس ، و كان يعج بالكثيرين، دخلته و توجهت نحو زاوية معينة ...

التفت إلى الخلف فوجدت وليد واقفا في
الخارج ينظر من خلال زجاج المتجر ...

عدت أدراجي إليه بسرعة ... ثم قلت :

" ألن تدخل
معي ؟؟ "

وليد بدا مترددا حائرا ... ربما هو
غير معتاد على ارتياد الأسواق !

لذا تحرك ببطء ...

لأنني قمت بزيارة المتجر يوم أمس فأنا
أعرف ما يوجد و ما يناسب ، لذا لم استغرق سوى دقائق حتى اشتريت فستانا مختلفا عن
فستاني المحروق !

إنه أجمل و أغلى !

حينما هممت بالمحاسبة أخرج وليد
محفظته ، و دفع الثمن !

كم أنا خجلة منه ! آمل ألا يفعل ذلك
في متجر المجوهرات !

لم يكن وليد يتحدث ، بل كان يسير على
مقربة مني بصمت و اضطراب ...

أنا أيضا كنت خرساء جدا !

أقبلنا نحو متجر المجوهرات ، و كان
الآخر مزدحما بالناس ، و معظمهم سيدات

دخلناه و أخذت عيناي تفتشان عن الطقم
الجميل الذي أغرمت به يوم أمس ... لم يكن موجودا في مكانه فخشيت أن تكون سيدة ما
قد سبقتني بشرائه !

جلت ببصري في المتجر حتى وجدت ضالتي ،
التفت للوراء فلم أجد وليد ...

تلفت يمنة و يسرة و لم أجده ...

أقبل صاحب المتجر يسألني :

" ماذا أعجبك
سيدتي ؟ "

أسرعت مهرولة نحو الباب و نظرت من
حولي فوجدت وليد واقفا يتأمل بعض التحف المعروضة في متجر مجاور ...

" وليد "

نادينه و أنا مقبلة إليه أحث الخطى ...

التفت إلي :

" هل انتهيت
؟ "

" لا "

تعجب ! و قال :

" إذن ؟؟ "

قلت :

" لا تبتعد
عني "

بقى متعجبا برهة ثم أقبل معي و عدنا
لذلك المتجر ...

اشتريت الطقم الباهظ الثمن و حين سمع
وليد بالسعر اضطرب قليلا

فتح محفظته ليلقي بنظرة على ما
بداخلها إلا أنني أسرعت بإخراج النقود من حقيبتي و دفعتها إليه

قبل أن نغادر المتجر قال وليد :

" أي شيء
يصلح هدية صغيرة لدانة ؟ فأنا لا أعرف ماذا تحب ! "

أما أنا فاعرف ماذا تحب !

اعتقد أن الرجال لا يحتارون كثيرا في
اختيار هدية لامرأة ! لأن المجوهرات موجودة دائما ... و تتجدد دائما ... و غالية
دائمة ... و نعشقها دائما !

اخترت شيئا جميلا و بسيطا ، و معتدل
السعر ، فاشتراه وليد دون تردد

خرجنا بعد ذلك من المتجر متجهين نحو
البوابة ، و أثناء ذلك عبرنا على أحد محلات الأحذية الرجالية فقال وليد :

" سألقي نظرة "

و سار خطى سريعة نحو المدخل ...

كان في المتجر عدد من الرجال و
الأطفال ...

و أنا أرى وليد يبتعد ... و يهم بدخول
المتجر ... و المسافة بيننا تزداد خطوة بعد خطوة ... و الناس يتحركون من حولي ...
ذهابا و إيابا ...
و رجال يدخلون ... و رجال يخرجون ...
و وليد يكاد يختفي بينهم ، ناديت بصوت عال :

" وليد "

و رغم الازدحام و الضوضاء الصادرة من
حركة الناس و كلامهم ، سمعني وليد فالتفت إلي ...


أنا أسرعت الخطى المضطربة باتجاهه ...
و هو اقترب خطوتين ... و حين أصبحت أمامه قلت :

" لا تتركني
وحدي "

وليد يعلوه الاستغراب ، قال مبررا :

" سألقي نظرة
سريعة فحسب ... لدقيقة لا أكثر "

عدت أقول :

" لا تتركني
وحدي "

عدل وليد عن فكرة إلقاء تلك النظرة ،
و قال :

" هل تريدين
شيئا آخر ؟؟ "

قلت :

" كلا "

قال :

" إذن ...
هيا بنا "


عندما عدنا إلى المنزل ، و قبل أن
يفتح لنا الباب بعد قرع الجرس ، التفت إليه و قلت :

" شكرا ...
وليد "

لكن أذهلني الوجوم المرسوم على وجهه !

كأنه مستاء أو أن مرافقتي قد أزعجته

إنني لم أطلب منه ذلك بل هو من عرض
المساعدة !

دخلنا إلى الداخل ، فتوجه هو تلقائيا
نحو المطبخ ، فسرت خلفه ...

والدتنا كانت لا تزال منهمكة في العمل
، حين رأتنا بادرت بسؤالي :

" هل وجدت ما
أردت ؟؟ "

و أخذت تنظر إلى الكيس الذي أحمله ...

" نعم "

و فتحت الكيس ، و أخرجت منه كيسا آخر
صغير يحتوي على علبة المجوهرات ...

ما أن رأتها أمي حتى هزت رأسها
اعتراضا و استنكارا ... فهي لم تكن تشجعني على شراء المزيد ، فقلت بسرعة مبررة :

" إنه طقم
رائع جدا ! انظري ... "

و قربته منها فتأملته و قالت :

" نعم رائع و
لكن ... "

لم تتم الجملة ، بل قالت :

" و لكنك
اشتريته على أية حال ! "

ابتسمت ابتسامة النصر !

و التفت نحو وليد الذي كان يتابع
حديثنا و قلت :

" أليس رائعا
؟ ما رأيك ؟؟ "

وليد بدا مضطربا بعض الشيء ، ثم قال :

" لا أفهم في
هذه الأمور ، لكن ... نعم رائع "

و توجه نحو أحد المقاعد و جلس
باسترخاء ...

أمي قالت :

" بني ...
اذهب و استرخ في غرفة سامر لبعض الوقت ! إنك مجهد "


الآن وليد ينظر باتجاه والدتي ، و لا
أقع أنا في مجال الرؤية لديه ... باستطاعتي أن ادقق النظر في أنفه المعقوف دون أن
يلاحظ !

ما حكاية هذا الأنف يا ترى !؟

أخذت أتخيل شكل وليد قبل أن يسافر ...
كم يبدو مختلفا الآن !

" رغد ألن
تستعدي ؟؟ "

انتبهت على صوت والدتي تكلمني ، أجبت
باضطراب و كلي خشية من أن تكون شاهدتني و أنا أتأمل ذلك الأنف !

" حاضر ، نعم
سأذهب "

و انطلقت نحو غرفتي ...

بعد أن غادرت رغد ، هممت بالذهاب إلى
غرفة أخي سامر و تأدية الصلاة ثم الاسترخاء لبعض الوقت ...

إنني متعب بعد مشوار الحضور الطويل

نظرت إلى فتحة الباب لأتأكد من أن رغد
قد ابتعدت ، ثم قلت :

" أمي ... لم
كانت رغد تبكي ؟؟ "

أمي كانت تزين قالب الكعك بطبقة من
الشيكولا ، و كانت الكعكة شهية المنظر !


قالت أمي :


" لأنها
أحرقت فستانها كما رأيت ! تصور ! لقد اشترته يوم الأمس بمبلغ محترم ... ! "


صمت برهة ثم قلت :

" و الآخر
أيضا غال الثمن ، و حتى هذا الطقم "

ابتسمت والدتي و قالت :

" إنها تبذر
النقود ، هذا أحد عيوبها ! "

أوه هكذا ؟ جيد ... !
لقد عرفت شيئا جديدا عن طفلتي ...
أصبحت مبذرة للمال أيضا ؟؟ و ماذا بعد ...؟؟


قلت بتردد :

" هل ... هل
... تحسنون معاملتها ؟؟ "

رفعت أمي بصرها عن الكعكة و نظرت نحوي
باستغراب ... ثم قالت :

" طبعا !
بالتأكيد ! بل إننا ... ندللها كثيرا ! "

تنهدت بارتياح نسبي ، و عدت أقول :

" إذن ...
لماذا كانت تبكي ؟؟ "

أمي تعجبت أكثر ، و قالت :

" قلت لك ...
بسبب الفستان ! "

قلت :

" لا أمي ...
أعني قبل ذلك "

" قبل ذلك ؟؟ "

" عندما خرجت
لاستقبالي فور وصولي ... "


في غرفة أخي سامر ، و الذي سيصل بعد
قليل قادما من المدينة الأخرى حيث يعمل ، اضطجعت على السرير و سبحت في محيط لا
نهائي من الأفكار ...

الشيء الذي أثار قلقي هو الطريقة التي
وبخت فيها والدتي رغد بعد وصولي بقليل ...

فهل حقا يحسن الجميع معاملتها و
يدللها ؟؟

لم أتحمل رؤيتها تبكي ...

عندما كنا في منزلنا القديم ، لم أكن
لأسمح لأحد بأن يحزنها بأي شكل من الأشكال ، مهما فعلت

كانت دانه دائما تتشاجر معها أو
تضربها ، و كنت دائما أقف في صف صغيرتي ضد أي كان ...
ترى ... هل تذكر هي ذلك ؟؟ أم أنني
أصبحت من الماضي المنسي ... و الأحلام الوهمية ... و الذكريات المهجورة ؟؟


حاولت النوم و لم استطع ، لذا عدت إلى
غرفة المعيشة فوجدت والديّ و رغد هناك ...

تبادلنا بعض الأحاديث عن عريس دانة ،
و هو لاعب كرة ذاع صيته و اشتهر في الآونة الأخيرة ...


قلت :


" و لكن ألا
تفكر في متابعة دراستها ؟ إنها لا تزال صغيرة على الزواج ! "

قال أبي :

" لا تريد
الدراسة ، و هو عريس جيد ! كما و أنها في سن مناسب ! فليوفقهما الله ! "

لحظات و إذا بسامر يحضر ، و يحظى
بترحيب لا يقل حرارة عن ترحيبهم بي ...

بدأ سامر بأكبرنا ، ثم حين جاء دوري ،
صافحني بحرارة و شوق كبيرين جدا ... و أطال عناقي الأخوي ...

أشعرني هذا بقربه مني ، بعدما فرقت
السنين بيننا ... و بأنني لازلت أملك عائلة تحبني و ترغب في وجودي في أحضانها ...

شيء رفع من معنوياتي المتدهورة

لكن ...

سرعان ما انحطت هذه المعنويات و
اندفنت في لب الأرض تحت آلاف الطبقات من الحجر و الحديد و الفولاذ ، حين أقبل إلى
رغد يصافحها و يضمها إلى صدره و يقبل جبينها بكل بساطة ...

لو كنت بركانا ... أو قنبلة ... أو
قذيفة نارية ، لكنت انفجرت لحظتها و دمرت كوكب الأرض بأسره و نسفته نسفا و حولته
إلى مسحوق غبار

لكنني كنت وليد

أو بالأصح ...

شبح وليد ...

ما الذي دعاني لتمالك نفسي ؟؟ لا أعرف ...

لقد كان باستطاعتي أن أحطم رأس أي
مخلوق يقف أمامي شر تحطيم

و لو ضربت الجدار بقبضتي هذه لسببت
زلزالا مدمرا و لهوى السقف و قضى علينا جميعا ...

لكنني اكتفيت بان أحفر أسناني من شدة
الضغط ، و أمزق أوتار يدي من قوة القبض ...



ليت أمي لم تلدك يا سامر

ليتك تتحول إلى أي رجل آخر في العالم
، لكنت استأصلت روحك من جسدك و مزقتك خلية خلية ...


" أين العروس
؟؟ "

سأل أخى و هو لا يزال ممسكا بيد رغد ...


" في غرفتها
! تتزين ! "

قالت رغد ، فقال :

" سأذهب
لرؤيتها "

و شد رغد يحثها على السير معه ... و
ذهب الاثنان و غابا عن ناظري ...

ليتني لم أعد

أي جنون هذا الذي جعلني أعود فاحترق
؟؟ إنني أكاد انفجر

هل يحس أحد بي ؟؟

سمعت أمي تقول :

" ما بك وليد
؟ أ أنت متعب بني ؟؟ "

متعب ؟؟

فقط متعب ؟؟

ابتعدوا عني و إلا فأنني سأحرقكم
جميعا !

رميت بجسدي المشتعل على المقعد و أخذت
أتنفس بعمق أنفاس متلاحقة عل الهواء يبرد شيئا مما في داخلي

مرت لحظة صامته إلا عن تيار الهواء
المتلاعب في صدري

أمي و أبي لا يزالان واقفين كما هما
... و أنا أشعر بحر شديد و أكاد أختنق ....

رفعت رأسي فإذا بهما يراقبانني ...
أظن أن وجهي كان شديد الاحمرار و يتصبب عرقا ...

القلق كان باد على وجهيهما

قلت :

" الجو حار ... "

أمي سارت نحو المكيف و زادت من قوة
دفعه للهواء ...

التفت إلى أبي و قلت :

" و هذان ؟؟
متى ارتبطا ؟؟ "

لم يجب أبي مباشرة ، ثم قال :

" عقدنا
قرانهما قبل ما يزيد عن السنوات الثلاث "

مزيد من الاختناق و الضيق ... كأن
الهواء قد سحب من الغرفة تماما ...

قلت :

" ألا ترى يا
والدي أنهما لا يزالان صغيرين ؟ على الأقل رغد ... صغيرة جدا "

أبي قال :

" إننا لن
نزوجهما قريبا على أية حال ، فرغد تود الالتحاق بالجامعة أولا و لا أدري إن كان
سامر سيفلح في إقناعها بغير ذلك "

أثارت الجملة اهتمامي ، قلت :

" غير ذلك ؟؟ "

قالت أمي :

" قد نزوج
الثلاثة في ليلة واحدة قريبا ! "

و ابتسمت ، ثم قالت :

" و يأتي
دورك ! "

وقفت مستاء ، و يممت وجهي شطر المطبخ
فأنا أحس بعطش شديد و بحاجة لنهر كامل ليرويني و يخمد نيراني ... و تركت والدي ّ
في حيرة من أمرهما ...

تم عقد القران و انتهت الليلة بسلام
أخيرا !

لقد بذلت جهودا مضاعفة في تنظيف
المنزل بعد مغادرة الضيوف !

أما دانه فكان القلم مرفوعا عنها هذا
اليوم !

طلبت من أمي أن تذهب للراحة و توليت
أنا ، مع سامر تنظيف الأطباق ...

أما الرجل الناري فلا علم لي بأي أرض
يحترق هذه الساعة !

كنت واقفة أمام صنبور الماء البارد
أغسل الأطباق ، و سامر إلى جانبي ...

سألته :

" كيف بدا
العريس ؟؟ "

أجاب :

" مهذبا و
خلوقا و بشوشا ! "

قلت :

" لا يعجبني ! "

ابتسم سامر و قال :

" و لكن لم
؟؟ "

أجبت :

" لا أعرف !
لكنني أجده ثقيل الظل ! إنه مغرور و يتحدث عن نفسه بزهو و خيلاء أمام الكاميرات !
كيف تتحمل دانه زوجا كهذا ؟؟ "


سامر ضحك ، فضحكت معه ...

قال :

" ليس المهم
رأيك أنت به ! المهم رأي العروس به ! "

ثم غير نبرة صوته حتى غدت أكثر لطفا و
رقة ، و قال :

" و رأيك بي
أنا ... "

ارتبكت .. و اضطربت تعبيرات وجهي ، و
أخفيت نظراتي في حوض الغسيل !

وصلنا هذه اللحظة صوت حركة عند الباب
، فالتفتنا للخلف فإذا به وليد ...

و صدقوني ، شعرت بماء الصنبور يحرقني !

تبادلنا النظرات ...

قال وليد :

" هل لي
بلحاف ؟ سأنام في غرفة الضيوف "

نظف سامر يده و استدار نحو وليد قائلا :

" أوه كلا يا
أخي ، بل ستنام في غرفتي و على سريري ، سأنام أنا على الأرض أو في غرفة الضيوف أو
أي مكان ! "

لم يظهر على وليد أنه يرحب بالفكرة أو
حتى سماعها !

قال :

" أريد لحافا
لو سمحت "

كان وجهه جامدا صارما ، و رغم أن سامر
كان يبتسم ، ألا أن وليد كان عابسا ...

قال سامر :

" أرجوك
استخدم غرفتي ! أنا سأسافر بعد الغد على أية حال "

قال وليد :

" و أنا كذلك
. هل لا أحضرت لحافا الآن ؟؟ "

وليد شخص غريب ... نعم غريب !

نحن لا نعرفه ! و لا نعرف كيف هي
طباعه و لا كيف كانت حياته في الخارج ... ربما كان صارما جدا ... قلما رأيته يبتسم
مذ عودته !

انتهى الأمر بأن نام وليد في غرفة
الضيوف ، على المقعد الكبير ، الذي نمت عليه ذلك اليوم ! أتذكرون ؟؟

توقعت أن أجد صعوبة في النوم ...
طالما تفكيري مستعمر من قبل وليد ... ألا أنني نمت بسرعة مدهشة !

في اليوم التالي ، اجتمعت العائلة في
غرفة الطعام لتناول الفطور الصباحي ، في ساعة متأخرة من الصباح !

أعددنا الأطباق في غرفة المائدة ، و
جاء الجميع ليتخذوا مقاعدهم ...

كالعادة جلس والداي على طرفي المائدة
، و دانة إلى يمين أبي ، و سامر إلى يساره ، و هممت بالجلوس على مقعدي المعتاد
يمين أمي ، لكنني انتظرت وليد ...

وليد حرك ذات المقعد و قال :

" مقعدك ... "

و تركه و ذهب للجهة المقابلة و جلس
إلى يسار أمي ...

جلست أنا على مقعدي المعتاد ، و صار
وليد مواجها لي ... وضع يسمح للأشعة المنبعثة من ناحيتة لاختراقي مباشرة !

فجأة ، وقف وليد ... و خاطب دانة
قائلا :

" هل لا
تبادلنا ؟؟ "

و تبادلا المعقدين ...

ربما رأى الجميع هذا التصرف عاديا ...
و فسروه بأن وليد يرغب بالجلوس قرب والده .... أو أي تفسير آخر ... ألا أنني فسرته
بأن وليد لا يرغب في الجلوس مقابلا لي ...

صار هذا الوضع هو الوضع الذي نجلس
عليه خلال الأيام التي قضاها وليد معنا ...

وليد كان يلتزم الصمت ، و أنا أريد أن
أسمع منه أخباره ، و لا أجرؤ على طرح الأسئلة عليه ...

بين لحظة و أخرى ، ألقي نظره باتجاهه
، لكن أعيننا لم تلتق مطلقا ...

بعد الفطور ، ذهب الجميع إلى غرفة
المعيشة ، والدي يطالع الصحف و سامر يقلب قنوات التلفاز ، و دانه شاردة الذهن ...
فيما وليد و أمي يتبادلان الحديث ، يشاركهما البقية بتعليق أو آخر من حين لآخر

تركت الجميع كما هم ، و ذهبت إلى غرفة
الضيوف لرفع اللحاف و ترتيب ما قد يكون مضطربا ...

دخلت الغرفة ، فوجدت اللحاف مطويا و
موضوعا على المقعد الكبير ، و على المنضدة المجاورة وجدت سلسة مفاتيح وليد ، و
محفظته ...

مشيت بخفة حتى صرت أمام المنضدة و
جعلت أحدق في المحفظة بفضول !

و انتقل فضولي من عيني إلى يدي ،
فمددتها و نظرت من حولي لأتأكد من أن أحدا لا يراقبني !

انفتحت المحفظة المثنية ، فظهرت بطاقة
وليد الشخصية و فيها صورة حديثة له !
بأنفه المعقوف !
و الآن ... ما هي الفكرة المجنونة
التي قفزت إلى رأسي ؟
سأرسمه !
لم أدع أي فرصة لعقلي ليفكر ، و أخذت
المحفظة و طرت مسرعة إلى غرفتي

و بدأت أرسم رسمة سريعة خفيفة لمعالم وجهه
و أنظر للساعة في وجس و خوف ...

ما أن انتهيت ، حتى أسرعت الخطى عائدة
بالمحفظة إلى غرفة الضيوف ... و توقفت فجأة و اصفر وجهي و ارتجفت أطرافي ... حين
رأيت وليد في الغرفة مقبلا نحو الباب ، يحمل في يده سلسلة المفاتيح ...

أول شيء وقعت عينا وليد عليه هو محفظته
التي تتربع بين أصابع يدي !

رفع وليد بصره عن المحفظة و نظر إلي ،
فأسرعت بدفن أنظاري تحت قدمي قال باستنكار :

" أظن أنها
... تشبه محفظتي المفقودة تماما ! "

ازدردت ريقي و تلعثمت الكلمات على
لساني من شدة الحرج و الخجل ...

قال وليد :

" خائنة ...
مبذرة ... و ماذا بعد ؟ هل تسرقين أيضا ؟؟ "


رفعت نظري إليه و فغرت فاهي بذهول ...
من هول ما سمعت !





descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
kida tamam ? Very Happy

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
بشكرك على الاجزاء دى
ومتتاخريش علينا

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
اروح اقرأ الجزء التانى

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
اخيرا خرج معاها تانى ياترى هيتكلم معاها ولا هيفضل ساكت وشايل فى قليه
اروح اشوف الجزء اللى بعدة بدل ما دماغى تنفجر من كتر التفكير

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
خاينه خاينه
والله الاتنين صعبانين عليا ومظلومين بس الكاتب عايز كدة
وشكرا على الجزءين دول وياريت بقى تخلصى بقيت الاجزاء فى الفترة بتاعت امتحان الكيمياء

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
Very Happy lissa badryyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyy da lessa fe a7dath cant be expected w lessa el sadness gay odam
bass 3ashaaan afar7ko abl el exams 5soosan en kabo kan 3yzni a7ra2 el rwaya el rwaya de nhayetha 7lwa w hate3gebko m2drsh a7ra2 aktar men kida 3ashan tfdalo tetab3ooha
w thnx 3ala motab3etko hannod w mezobasha

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz

دا احنا اللي لازم نشكرك جداجدا جدا

يا tootibella

علي الرواية الجامدة جدا دي

ومتتأخريش علينا كتير

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
ماتنطق ياعم ابو الهول انا عاوز انجح السنه دي والاخ ده ينجز الليله دي0وبعدين كده مش تمام كده حرق اعصاب ده اهم حاجه اللي جاي ده بس الواد ده قاسي عليها اوو بس انا عاذره اكيد جرحه كبير ثم ازاي ياست توتي في احداث اسود من كده ايه حد هيموت

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
ماتنطق ياعم ابو الهول انا عاوز انجح السنه دي والاخ ده ينجز الليله دي0وبعدين كده مش تمام كده حرق اعصاب ده اهم حاجه اللي جاي ده بس الواد ده قاسي عليها اوو بس انا عاذره اكيد جرحه كبير ثم ازاي ياست توتي في احداث اسود من كده ايه حد هيموت

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
شوقي اني اشوف اللي جاي اكتر من كتابتي لرأيي سلاموز

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
حد هيموت دا فى ناس هتجوز اظاهر وتطلق وناس هتتشل دا اللى هوة احنا طبعا القراءومش عايز احرق علشان افضل متابع

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
shaklko kida zh2to men el rwaya balash nkamelha?

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
لا طبعا انتي بتخرفي ولا ايه دي كتر شوق وحب استطلاع اوعي تقولي كده

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!!  الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 ) - صفحة 2 Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 21 ) الي ( 30 )

more_horiz
متكمليش ايه دا انا معرفشى اذاكر من غير ما اقرا فيها شويه شكلك مش عايزانا نتخرج من القسم ولا اييه
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد