[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قليلة هي الممارسات اليومية التي تستطيع أن تنافس فنجان قهوة جيد في قدرته على منحنا المتعة الحسية الكاملة. ويمكن لعبير القهوة الساخنة الفتان التي تم إعدادها من حَبٍّ حديث التحميص، أن ينتزع النائمين من أسرَّتهم وأن يغري المارة بدخول المقاهي لاحتسائها. إن ملايين البشر في سائر أنحاء المعمورة يجدون صعوبة في بدء يومهم بدون دفقة الصفاء الذهني التي تمنحها إياهم مادة الكافئين في القهوة. وعلى الرغم من البساطة البادية لهذا المشروب المألوف، فإنه ينطوي على تعقيد كيميائي كبير. ففي غياب الفهم العميق للتأثير الفائق لاختلاف أساليب إنتاج حبوب القهوة وتحميصها وتحضيرها على مئات المركبات التي تحدد نكهة القهوة ورائحتها وقوامها، يصبح فنجان القهوة الممتاز مجرد مصادفة قليلة الحدوث.
ويتفق الذواقة connoisseurs على أن سيدة القهوة هي الإسپريسو espresso: وهو الفنجان الصغير الحجم المصنوع من الخزف الصيني الثقيل، الذي يُملأ نصفه بشراب أسمر داكن يعلوه زبد كثيف ناعم ذو لون بني ضارب للحمرة يسمى كريما crema. وباعتبار هذه الكريما تتألف من فقاعات غازية دقيقة مغلفة بأغشية رقيقة، فإنها تحتفظ بشكل مدهش بنكهات القهوة وعطرها المميز، وكذلك بالكثير من حرارتها. ويتم إعداد الإسپريسو (التي هي كلمة تشير إلى وجبة من طعام أو شراب أُعدت خصيصا لمناسبة معينة) بواسطة التخلل percolation السريع لكمية صغيرة من الماء الساخن المضغوط عبر كمية متراصة من القهوة المحمصة المطحونة. ولا يحتوي الشراب الناتج من ذلك على مواد صلبة ذائبة فحسب، بل يحتوي كذلك على تشكيلة متنوعة من مواد عطرية في مستحلب منتشر dispersed يتكون من قطيرات زيتية دقيقة تمنح مجتمعة الإسپريسو طعمها الغني ورائحتها ومذاقها الفريد.
ويعتبر محبو القهوة أن الإسپريسو المعدة جيدا تمثل القمة بين أنواع القهوة، لأن طريقة تحضيرها الخاصة تُعظِّم وتُظهر المزايا المتأصلة في حبوب البن. وتوضح الإسپريسو ما نرمي إليه هنا من حيث كونها في الحقيقة خلاصة لجميع التقنيات
المتعددة المستخدمة في تحضير القهوة، بما في ذلك الطريقة التركية ومختلف عمليات النقع والترشيح
إن القهوة العالية الجودة هي نتاج المحافظة على التحكم الوثيق في عدد كبير من العوامل في الحقل والنبتة والفنجان؛ إذ تستلزم زراعة البن مراقبة عدد كبير من المتغيرات وتنظيمها. فمتى أُنتجت حبة البن، لا يمكن إضافة شيء أو إزالة شيء؛ فالجودة يجب أن تكون موجودة سلفا. إن تحضير فنجان واحد من الإسپريسو يحتاج إلى ما يتراوح بين 50 و 55 حبة بن مُحمصة، ووجود حبة واحدة معطوبة بينها سينعكس على المجموع بشكل تسهل ملاحظته. ويعود ذلك إلى أن حاستي الشم والتذوق عند الإنسان نشأتا كآليات دفاع تولت حماية أجدادنا من تناول الأغذية العفنة الضارة بالصحة. وباستخدام التقانة الحديثة فقط يستطيع المرء أن يتعرف، بشكل اقتصادي ومستديم، 50 حبة بُن سليمة تقريبا
عدل سابقا من قبل mohamed sewalim في الخميس سبتمبر 04, 2008 10:19 pm عدل 1 مرات
قليلة هي الممارسات اليومية التي تستطيع أن تنافس فنجان قهوة جيد في قدرته على منحنا المتعة الحسية الكاملة. ويمكن لعبير القهوة الساخنة الفتان التي تم إعدادها من حَبٍّ حديث التحميص، أن ينتزع النائمين من أسرَّتهم وأن يغري المارة بدخول المقاهي لاحتسائها. إن ملايين البشر في سائر أنحاء المعمورة يجدون صعوبة في بدء يومهم بدون دفقة الصفاء الذهني التي تمنحها إياهم مادة الكافئين في القهوة. وعلى الرغم من البساطة البادية لهذا المشروب المألوف، فإنه ينطوي على تعقيد كيميائي كبير. ففي غياب الفهم العميق للتأثير الفائق لاختلاف أساليب إنتاج حبوب القهوة وتحميصها وتحضيرها على مئات المركبات التي تحدد نكهة القهوة ورائحتها وقوامها، يصبح فنجان القهوة الممتاز مجرد مصادفة قليلة الحدوث.
ويتفق الذواقة connoisseurs على أن سيدة القهوة هي الإسپريسو espresso: وهو الفنجان الصغير الحجم المصنوع من الخزف الصيني الثقيل، الذي يُملأ نصفه بشراب أسمر داكن يعلوه زبد كثيف ناعم ذو لون بني ضارب للحمرة يسمى كريما crema. وباعتبار هذه الكريما تتألف من فقاعات غازية دقيقة مغلفة بأغشية رقيقة، فإنها تحتفظ بشكل مدهش بنكهات القهوة وعطرها المميز، وكذلك بالكثير من حرارتها. ويتم إعداد الإسپريسو (التي هي كلمة تشير إلى وجبة من طعام أو شراب أُعدت خصيصا لمناسبة معينة) بواسطة التخلل percolation السريع لكمية صغيرة من الماء الساخن المضغوط عبر كمية متراصة من القهوة المحمصة المطحونة. ولا يحتوي الشراب الناتج من ذلك على مواد صلبة ذائبة فحسب، بل يحتوي كذلك على تشكيلة متنوعة من مواد عطرية في مستحلب منتشر dispersed يتكون من قطيرات زيتية دقيقة تمنح مجتمعة الإسپريسو طعمها الغني ورائحتها ومذاقها الفريد.
ويعتبر محبو القهوة أن الإسپريسو المعدة جيدا تمثل القمة بين أنواع القهوة، لأن طريقة تحضيرها الخاصة تُعظِّم وتُظهر المزايا المتأصلة في حبوب البن. وتوضح الإسپريسو ما نرمي إليه هنا من حيث كونها في الحقيقة خلاصة لجميع التقنيات
المتعددة المستخدمة في تحضير القهوة، بما في ذلك الطريقة التركية ومختلف عمليات النقع والترشيح
إن القهوة العالية الجودة هي نتاج المحافظة على التحكم الوثيق في عدد كبير من العوامل في الحقل والنبتة والفنجان؛ إذ تستلزم زراعة البن مراقبة عدد كبير من المتغيرات وتنظيمها. فمتى أُنتجت حبة البن، لا يمكن إضافة شيء أو إزالة شيء؛ فالجودة يجب أن تكون موجودة سلفا. إن تحضير فنجان واحد من الإسپريسو يحتاج إلى ما يتراوح بين 50 و 55 حبة بن مُحمصة، ووجود حبة واحدة معطوبة بينها سينعكس على المجموع بشكل تسهل ملاحظته. ويعود ذلك إلى أن حاستي الشم والتذوق عند الإنسان نشأتا كآليات دفاع تولت حماية أجدادنا من تناول الأغذية العفنة الضارة بالصحة. وباستخدام التقانة الحديثة فقط يستطيع المرء أن يتعرف، بشكل اقتصادي ومستديم، 50 حبة بُن سليمة تقريبا
عدل سابقا من قبل mohamed sewalim في الخميس سبتمبر 04, 2008 10:19 pm عدل 1 مرات