عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت علي امرأة ومعها ابنتان لها تسأل فلم
تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة فأعطيتها إياها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل
منها, ثم قامت فخرجت.
فدخل النبي صلي الله عليه وسلم علينا فأخبرته فقال: من ابتلي من هذه البنات
بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار.( متفق عليه).يقول الدكتور أحمد
عمر هاشم أستاذ الحديث بجامعة الأزهر في موسوعته للأحاديث الصحيحة ــ إن
السيدة عائشة رضي الله عنها لم ترد السائلة ــ في هذا الحديث ـ خائبة
مادامت تملك شيئا ولو قليلا استجابة لقول الرسول صلي الله عليه وسلم لها:
لايرجع سائل من عندك ولو بشق تمرة فلما أخذت السائلة التمرة قسمتها بين
ابنتيها, ولم تأكل منها شيئا فآثرت ابنتيها علي نفسها, وذلك لما أودع
الله سبحانه في قلوب الآباء والأمهات من الشفقة والرحمة والحنان, خاصة في
قلب الأم ما لا يعادله شيء.
وأشار إلي أن النبي صلي الله عليه وسلم دخل بعد ذلك فأخبرته السيدة عائشة
رضي الله عنها ــ بعد خروج المرأة وابنتيها ــ بما حدث, فقال عليه الصلاة
والسلام: من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له سترا من النار
أي ابتلي وامتحن واختبر جريا علي ما كان الحال عليه وألفه الناس من كراهية
البنات وحب الأولاد الذكور, فقد كان معروفا في الجاهلية ذلك, فجاء
الاسلام ليرفع من شأن جنس المرأة لأنها البنت والأخت والأم والزوجة, وجعل
الاسلام لمن أحسن إلي تربية البنات ثوابا عظيما وهو الستر, أي الوقاية
من النار. وأكد أن في الحديث دعوة إلي الانفاق في وجوه الخير ولو
بالقليل, كما يوضح مكانة البنات في الاسلام ووجوب رعايتهن وصيانتهن
وإكرامهن.