منتدى علوم المنصورة
سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Ezlb9t10


منتدى علوم المنصورة
سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Ezlb9t10

منتدى علوم المنصورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى علوم المنصورةدخول

اهلا بك يا زائر لديك 16777214 مساهمة


descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz
سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق


مخلوقات كانت رجالاً (1)




لا يوجد ثقاب يا حضرات.. هذه هي الحقيقة المريعة التي أدركتها بعد البحث في عشرة أماكن، والسبب كما قال لي البقال هو أن سعره سيرتفع ليصير جنيهين إلا الربع للقاروصة بعد ما كان جنيهًا.[/size]


[size=16] كما تعرف تكفي أي إشاعة في مصر عن ارتفاع سعر شيء ما كي يختفي من علي ظهر البسيطة. قال لي البقال هامسًا: «هل تصدق أن المشابك الخشب اختفت كذلك ؟»!




لا أعرف أهمية المشابك الخشب ولست مستعدًا للغضب من أجل اختفائها.الثقاب شيء تافه، وهذه الزيادة لعب أطفال بالنسبة لما حدث للزيوت والمكرونة واللحم والبنزين، لكن هذه كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لي فرحت أردد:

«ربنا ياخدهم أو ياخدنا !!»




والبقال ينظر لي في دهشة من ذلك الطبيب الذي فقد أعصابه لأن سعر الثقاب ازداد خمسة وسبعين قرشًا. لابد أنه تساءل عن مدي شُح هؤلاء الأفندية.


لكن الثقاب ليس كل شيء بل هو آخر قائمة مرهقة من الأعباء التي تتضاعف يومًا بعد يوم وبسرعة لا تصدق بعد العلاوة إياها، حتي إن ذات البقال قال لي ذات يوم ساخرًا:
«سعر الزيت النهارده كذا.. أصل أسعارنا بتتغير كل يوم زي الصاغة !»




ربنا ياخدهم أو ياخدنا.. هذا حل عادل بالنسبة لي، والثقاب مهم لنا إذا أردنا أن نحرق أنفسنا فلماذا يختفي ؟..


ماذا يريد هؤلاء القوم منا ولماذا لا يتركوننا نحيا ؟... لماذا يصحون كل يوم من نومهم ليجعلوا الحياة أعقد ويتأكدوا من أننا نزلنا طبقة في السلم الاجتماعي ؟..


لماذا لا يكتفون ويرحلون بما سرقوه منا إلي جزر الكاريبي ليعيشوا كالملوك، ويتركوننا نحيا بما تبقي في هذا البلد ؟ .. وما الفارق بين أن تكون ثروة الواحد منه 20 ملياراً أو أن تكون 21 مليارًا ؟.


هم فقط يريدون أن يعتصروا الليمونة حتي آخر قطرة .. لن يركبوا الطائرات المتجهة إلي سويسرا قبل أن يتأكدوا من أن آخر موظف قد صار حافيًا وآخر طفل قد مات بسوء التغذية وآخر سنتيمتر مكعب من الغاز الطبيعي تم ضخه لإسرائيل، عندها فقط يسافرون وينسون كل شيء عن مصر. .. ربما يظهر واحد منهم في التليفزيون السويسري ليتنهد ويقول: مصر أم الدنيا. .. واحشاني قوي...!




منذ أيام جاءني ذلك الشاب المصرفي المتأنق الذي أفرزه عصر الانفتاح بكثرة في مجتمعنا .. قميص قصير الكمين وربطة عنق ومن حزامه تتدلي عشرات الأجهزة المبهمة التي توحي بالأهمية، وكما يصف صنع الله إبراهيم هذا النمط فهو يستعمل طيلة الوقت لمحات من ثقافة غربية سطحية، وغالبًا يبيع الهواء. لابد من استعمال لفظة
CEO وSale وShare
في كل جملة تقريبًا. جاءني يقنعني بأن.أدفع ألف جنيه شهريًا لمدة ثلاثين عامًا وسوف أظفر في النهاية بمبلغ كذا !!

..نظرت له وابتسمت .. هل أنت واثق من أن مصرفك سيكون موجودًا بعد ثلاثين عامًا ؟... هل سأكون أنا موجودًا ؟ .. هل مصر نفسها ستكون موجودة إذا استمرينا بهذا المعدل ؟ لم يرد .. ضحك في عصبية وقال: «دي حاجة بتاعة ربنا بقي.. هيء هيء هيء..!»




المشكلة هي أنك قد تكون ميسور الحال نسبيًا، لكنك لا تضمن أي شيء من أي نوع. عرفت جراحين زملاء لا يكفون عن العمل والكسب، برغم هذا يشعرون بقلق مريع من الغد، ومن اليوم الذي قد يصيرون فيه عاجزين عن العمل، فالجراح مثل أي شخص آخر (شغال علي دراعه). مهما ادخروا في المصرف فمن الوارد أن يفيقوا ليكتشفوا أن ما ادخروه صار يساوي 31 جنيهًا لا أكثر، أو أن المصرف ذاته لم يعد له وجود البورصة ؟.. هذا مكان مناسب كي تفلس فيه، وسوف تدرك وقتها أنه ليس مكانًا للاعبين الصغار بل هو مكان لعب العمالقة الذين يخصصون مبلغًا لا بأس به للخسارة ..


من اشتروا عقارات صاروا عاجزين عن التصرف فيها بسبب الافتقار إلي السيولة.. أعرف أشخاصًا يملكون أراضي وشققًا لكنهم عاجزون عن بيعها رغم ارتفاع سعرها كل يوم.. من الممكن أن يجدوا من يدفع علي أقساط لكنك تعرف جيدًا أنه لن يدفع سوي قسط واحد ويكون عليك أن تلجأ للتقاضي وأن تقضي باقي حياتك في المحكمة ..


وماذا عن افتتاح مشاريع صغيرة ؟.. في شارعنا تجد في كل يوم مكبرات صوت ودي جي وتصوير فيديو وحلوي توزع، وقبلات علي الخدين وخيلاً ترقص مع افتتاح محل جديد.


ثم تجلس في المحل فتاة شاحبة سيئة التغذية بالشبشب الزنوبة تنتظر أي زبون.. بعد شهرين يُغلق هذا المحل بسبب الكساد وتبدأ الدورة من جديد. الدورة التي لم يستفد منها سوي مصور الفيديو والدي جي..




أتكلم هنا بالطبع عن الأشخاص الذين يكسبون نسبيًا، ولديهم رأسمال صغير يريدون. أن يضعوه في شيء مضمون، فماذا عن
الذين يعيشون من اليد إلي الفم وهم يتزايدون كل يوم ؟




كنت أمر جوار طابور من طوابير الخبز، عندما رأيت ذلك الرجل الأصلع ممزق الجلباب ذا الستين عامًا يخرج من الطابور بولادة عسرة حقيقية .. فمه مفتوح في لهفة والعرق يبلل جبينه وهو يحتضن كومة من أرغفة الخبز في حنان ووله حقيقيين.. صورة مجسدة للخلاص والفرحة والظفر ..


رأيته يتوقف إلي جوار الرصيف لحظة ليتأمل جيدًا في روعة ما حققه، وفي اللحظة التالية رأيت علي دراجة ذلك الصبي. الذي تشي ثيابه بأنه حرفي، ينقض علي الرجل ليخطف بضعة أرغفة من الكومة وينطلق مبتعدًا بسرعة البرق. في ثوان تحول وجه الرجل إلي الحسرة المجسمة ودموع الغيظ احتشدت في عينيه لكنه صار عاجزًا عن الغضب أو السباب .. شيء ما في عينيه يشي بأنه فقد إنسانيته فلم تبق لديه من عاطفة إلا الجوع والظمأ...
قلت لنفسي: الحمد لله أنني لست المسئول المباشر عن هذا الرجل ولا الفتي السارق.

برغم هذا كل واحد فينا مسئول .. يجب أن تتذكر هذا وأنت تدخل فراشك ليلاً..


خطر في ذهني عمنا «مكسيم جوركي» وما كان سيكتبه لو رأي هذا المشهد. بطبيعة الحال كان أقدر علي رؤية هذه التفاصيل، وقد قرأت له منذ زمن سحيق مجموعة قصصية رائعة اسمها (مخلوقات كانت رجالاً.) ترجمة (سعد توفيق) تحكي عن مجموعة من النماذج البشرية التي (أكل عليها الدهر وشرب وقضي حاجته)- علي رأي بلال فضل الذي أفتقده كثيرًا- وهذه النماذج تعيش كلها في مسكن رخيص الثمن شديد القذارة أقام فيه الكاتب لفترة ما من فترات شبابه الصاخبة. بالفعل هي مخلوقات كانت رجالاً وكان يمكن أن تحصل منها علي نفع أكبر بكثير من الوقوف ساعات في طوابير الخبز أو سرقته.



قررت أن أكتب في الأسابيع القادمة عن هذه المخلوقات التي كانت رجالاً في عالمنا هذا، والتي أفقدها الفقر الكثير من إنسانيتها.. أكتب عنها لأنني لا أملك أن أقدم لها شيئًا آخر...


وللحديث بقية.

descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz
الفارق بين أن تكون ثروة الواحد منه 20 ملياراً أو أن تكون 21 مليارًا

البحر بيحب الزياده

كلام خطير جدا يا بوسى

بس بجد طريقة العرض جميله

انا متابع معاكى ان شاء الله

see you

descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz
الجمله دى عجبتنى اوى

[quote]هم فقط يريدون أن يعتصروا الليمونة حتي آخر قطرة

وكمان موضوع العيش ده يا بوسى
بنشوفه كل يوم
احنا بنسمع كتير عن ناس بتموت فعلا فى طابور العيش
بسبب خناقه او زحمه وخلافه
انا شوفت منظر للطابور ده قبل كده ومش عاوزه اوصفلكم ايه اللى حصل بعد كده

الموضوع بقى لا يحتمل
بجد انتى اثرتى قضيه خطيره جدا
ومستنيه منك بقيت المقالات

descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz
مشكورررررررررررة
بجد موضوع مهم وكويس اوى
تسلم ايدكى يا بوسى
تقبلى مرورى

descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

طبعا دكتور احمد كاتب متميز جدا ومقالاته لها طابع خاص جدا

والمقال كله بصراحة ممتاز جدا ولكن زى ما شفنا كتير من المخلوقات تجردوا من الرجولة بسبب عوامل التعرية المتوفرة بكثرة هنا والحمد لله نظرا لان مصر بلد ساحلية من الطراز الاول يحدها الطمع شرقا والجشع شمالا ودائما ما تتعرض لرياح خيانة شمالية تقوم بعملية تفريغ متتالى لشحنة "يالا نفسى وبس" الكهروستاتيكية , كما تسقط أمطار المؤامرات الحامضية على امتداد دلتا النيل وشمال غربى القنال .

انا مش مستغرب من الحال المنتشر حاليا لان ما ينفعش نوفر العوامل والظروف المناسبة لتعرية الرجال من رجولتهم وبعد كدا نطلب منهم ان يظلوا رجالا ... البيئة الصالحة لنمو الفيروسات لا يمكننا ان نتوقع منها انتاج المصل المضاد ابدا

انا رايي انه لما نعمل الاول مظلة كبيرة على

(((ديننا وأخلاقنا وقيمنا ومبادئنا وكل ما يمكن الحفاظ عليه فى الزمن دا)))

فهيبقى من السهل جدا رجوع الرجولة الى مخلوقاتها الضالة عنها

شكرا دكتورة بوسى على المقال الممتاز واسف على الاطالة

descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz

بجد موضوع هاااااايل بوسى
فعلا موضوع يستحق النقاش
كل الموضوع هايل
بس اكثر عباره استوقفتنى
(مخلوقات كانت ...................جالا)
بجد عنوان صعب جدا
لانى اعتقد ان الرجوله دى ليست سمه لمن يتسم بها
ولكنها عضو من اعضاء الرجال
ولكنه ليست اى عضو
انها عضو هام جدا
ولذلك انا قولت انها جمله صعبه جدا
لالا اعتقد انه مهما حدث لايمكن تعريه الرجل من رجولته
بس على شرط انه يملك هذه الرجوله اصلا
ها نقول ما يمر به البشر الان من فقر ذى ما الموضوع وضح
اوجهل او عوامل اقتصاديه تعجل الرجل يفقد رجولته لا اعتقد ذلك
لان معنى كلمه رجوله ده كبير
معناها قوه تحمل تصبر جلد
فاذا صبر الشخص على كل ذلك فعلا تظهر رجولته
فالرجل خلق رجل لكى يتحمل كل هذا ولا يتاثر باى حال من الاحوال بعوامل التعريه
لذلك انا مش متفقه مع مانو فى عبارته
انا مش مستغرب من الحال المنتشر حاليا لان ما ينفعش نوفر العوامل والظروف المناسبة لتعرية الرجال من رجولتهم وبعد كدا نطلب منهم ان يظلوا رجالا ... البيئة الصالحة لنمو الفيروسات لا يمكننا ان نتوقع منها انتاج المصل المضاد ابدا

وكثير من الناس ايضا بتعلق ده على القدر

وتقول(انا قدرى كده اعمل ايه يعنى)ودى فعلا مصيبه
بس على فكره التصارع مع الاقدار مسأله حامله اوجه
فعندما نختار اقدرنا فاما ان نسعى الى برج سعدنا وام ان نهوى الى حفره حدفنا
وعندما تختارنا اقدرنا فاما ان تهواى بنا فى شرنقه الابتلاء والاختبار
واما ان تدفعنا الى فضاءات رحبه من نشوه الفوز والانتصار
ولكن فى النهايه نحن نختار ما نعلم ونجبر على ما لا نعلم

فالحزن قدر والفرحه اختيار
هذا قانون يلخص حياة البشر
وانا اتذكر مقوله للدكتور احمد زويل
الحظ لا ياتى الا لمن يستحقه
وده فعلا حقيقى
وولكن صدقونى اى مشكله نحن فيها الان سببها البعد عن الدين فى المقام الاول
لو رجعنا لاى مشكله نجد سببها البعد عن الدين
وبعتذر على التطويل
وان شاء الله هنكمل معاكى يا بوسى

descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz
شكرا لمداخلتك يا هبة

لكن انا فعلا مش بقول اننا نرمى المشكلة على القدر

لا انا بقول الاول ننظف البيئة وننظف الجو اللى الناس عايشين فيه وبعد كدا اللى مش راجل فيهم يتم التصرف معاه

لكن مش يبقى التكسير جاى من كل ناحية ونقول يا خسارة مفيش رجالة

وبعدين الرجل يبان معدنه فى المحنة دا شئ مضبوط جدا

لكن لما كل مرة نبين معادن الرجال وكل مرة نطلب منهم يمشوا كاشفيين معادنهم للدنيا الصدأ هيملاهم فعلا ودا شئ لا يختلف عليه من مر بظروف قاسية

لان فعلا اللى ايده فى الماء مش زى اللى ايده فى النار ومهما اتكلمنا هنا فاول واحد من المطحونين هيدخل الموضوع هيبتسم ويقول بالنص : " عجبى ... طيب تعالوا عيشوا معايا وشوفوا انا عايش ازاى وورونى الرجولة فى العيش كدا تكون ازاى"

الظروف فعلا هيا اللى بتقوى الانسان وتصنع الرجال

لكنها فى نفس الوقت هيا اللى بتكسر نفس الانسان وتهدم نفس الرجال لو فضلت مستمرة

الصخر مفيش اقوى منه لكن لما الامطار بتفضل تنزل عليه بتفتته لاجزاء ودى شئ واقعى ما عليهوش خلاف

يمكن انا بلمح للتعامل مع مشكلة زى دى فى توقيعى من زمان وهو ان مهما الظروف اشتدت فلازم ما تكسرناش ... لكن لو كسرتنا ( ودا الغالب ) فلازم نجمع نفسنا من جديد ونقف تانى على ارض ثابتة ... بس يارب نلاقيها

شكرا ليكى يا هبة واتمنى يكون قصدى وضح دلوقتى

descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz




السلام عليكم ..
شكرا ليكي د.بوسي على عرض هذه المقالات الرائعه المثيره لقضايا مهمه في هذا البلد ..
انا اتفق جدا مع هبه في رايها واختلف مع مانو في هذه المقوله ..
اصل ازاي نقول ان احنا نوفرعوامل وظروف مناسبة لتعرية الرجال من رجولتهم وبعدين نطلب منه مايتخلوش عنها..
لان كل واحد هو بيعمل نفسه راجل اص مش معنى ان احنا عايزين رجاله يبقى مش عايزنهم عشان توفير المال والماده فقط لا احنا عايزين رجاله
معاك ان ظروف المعيشه والحياه صعبة جدا في البلد لكن ده عمره ماكان مبرر بل بالعكس ده ممكن يزيد الرجوله والصبر

الصبر على الحياه وماتعبها الصعبة اللي ممكن تكسر النفس وتتعب الانسان لكن
ماتخليناش نستغني عن اسمى وابسط سمات الرجوله
اصل الرجوله دي كلمه مش سهله ابدا ومش محصوره في معنى واحد بس ..

وبعدين انا بشوف ان الظروف الصعبه جدا مش بس هي السبب في التخلي عن الرجوله وانا شفت ده بنفسي

في بلاد اخرى سبب التخلي مش زي عندنا لا عندهم
بسبب العيشه المرفه والبازخه بكل معنى الكلمه يعني العكس تماما ..
واهم حاجه ان احنا بجد جعلنا الدين هامش في حايتنا نتذكره فقط في العبادات وده مفهوم خاطئ لأن الدين المعامله والمفروض
الدين معانا في كل وقت في العباده والمعامله ..وده اهم حاجه ..
وببساطه الموضوع كبير واكبر مما نتخيل ولكن برضو لازم نحط في دماغنا ان في كتييير زينا واصعب مننا مسلمين وعرب ..

بجد موضوع شيق ونقاش اكثر تشويق ..
واسفه على الإطاله ..


descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz

بسم الله الرحمن الررحيم
بجد انا بكون سعيده جدا لما بتناقش معاكم احنا فعلا بنختلف بس بحس باستفاده كبيره
بجد موضوع مشوق بالنسبه لمانو اظن انى فهمت وجهه نظرك بس ليا اعليق بسيط
انت بتقول
لكن لما كل مرة نبين معادن الرجال وكل مرة نطلب منهم يمشوا كاشفيين معادنهم للدنيا الصدأ هيملاهم فعلا ودا شئ لا يختلف عليه من مر بظروف قاسية
كلامك ده حسب المعدن فمثلا لو المعدن قابل للصدا

مش هيستنى عوامل لكن هيصدأ بمجرد سقوط قطرات الماء عليه
وفى رجال كده فعلا ولكن معنى الرجوله الى بنكلم عنه
يكمن فى معدن اسمى مثلا مفيش دهب بيصدا ابدا
ممكن فقط لونه يتغير بس بتلميع بسيط بيرجع اجمل من الاول
بالنسبه فعلا المعادن بتبان فى الظروف الصعبه القاسيه
ممكن فعلا الانسان يتعب من كتر مر بمتاعب بس صدقنى
بتكون فتره وجيزه بيسترجع فيها قدره على التحمل
بعد كده يرجع يلمع زى الاول واكتر
الكلام فى الموضوع ده بيذكرنى بشعر انا شخصيا بحبه جدا
جثم الحزن على كل البيوت........
وتدلى من خيوط العنكبوت وجه انسان.....
يغشيه ارتعاشات ورعب وابتهال.........
وبعينيه سؤال .......
جاحظ يهتز فى يأس صموت........
ما الذى الوى باعناق الرجال؟؟؟؟؟؟؟
واحال الالق الكامن فى العيون.......
سحبا تمطر احزانا وتثواى فى الرمال؟؟؟؟؟؟؟

فعلا دلوقتى فى زمن مش مفروض نكلم عن المعادن الى تعرضت للصدأ
الى غطها تماما المفروض نكلم عن ازاى نزيل طبقه الصدأ دى
لازم نسأل نفسنا ما الذى ألوى باعناق الرجال؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ايه الى خلانا نقول مخلقوقات كانت رجالا
فعلا سؤال صعب واجابه اصعب
ده لاننا فى ظروف صعبه فقر ...حرمان..
صدمات ...ضربات..عواصف ....
هل كانوا زمان كده؟؟؟؟؟؟
اظن ان التكنولوجيا الان تعدت كل شىء
ولكن كانوا زمان بساط
كان فى حب وموده وقالفه
دلوقتى الكل بيقول يالا نفسى
انا وبعدى الطوفان
الكل بيتصنع الذهد لا يتسموا به فعلا
فهم ليس الا مجرد عاجزين
مثل الاسد العجوز الذى ينتظر ان تقع الفريسه فى فمه ليسترجع فقط ذاكره الافتراس
لكن انا على ثقه ان من شىء
الى عايز حاجه بجد بيعملها والى ليه هدف بيوصله ويبحطم الجبال
وفى نفس الوقت لا يستغنى عن مبادئه واخلاقه وقيمه
ويتغلغل ببطء واصرار مثل نقطه الماء الصغيره التى تنزل على الصخر برتابه وانتظام حتى تكسره وتقهره

بالنسبه لجمله
عجبى ... طيب تعالوا عيشوا معايا وشوفوا انا عايش ازاى وورونى الرجولة فى العيش كدا تكون ازاى"

الله اعلم بكل انسان معتقدش ان فى حد فينا حياته تخلى من المشاكل

معتقدش اننا كلنا عايشين فى نعيم وفرح دائم
وربما المشاكل تكون ضخمه ورغم كده عايشين

على فكره ده مش اعتراض على كلامك خالص
دى مجرد مناقشه فى بعض الجزئيات

بالنسبه لاحلى دنيا
انا معاكى فعلا فى الكلام ده
في بلاد اخرى سبب التخلي مش زي عندنا لا عندهم
بسبب العيشه المرفه والبازخه بكل معنى الكلمه يعني العكس تماما

سبحان الله
فعلا عندك حق
انا مش عايزه اطول اكتر من كده بس اعذرونى
الموضوع ده عايز صفح وومش ها يخلص برده
وبجد انا بستمتع بالمناقشه
ويارب كلنا نفيد بعض

descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz
شكرا لوجودكم جميعا
بلا شك ان مروركم جميعا أضاف للموضوع

عجبني النقاش ...رغم الاختلاف

عجبني ردك يا مانو
فعلا مينفعش نجرد الناس دول من انسانيتهم ....ونرجع نلومهم علي ده بعد كده


الفقر والاحتياج والمرض افقدهم انسانيتهم
بمعني انهم فقدوا اي مشاعر انسانية من اي نوع الا مشاعر الجوع والظمأ
فقدوا الاحساس بالحب او الكره او حتي الألم


اصبح همهم في الدنيا دي هو توفير لقمة العيش باي شكل وباي تمن
حياتهم بين الميلاد والموت عبارة عن رحلة شاقة للبحث عن قوت يومهم
وشكرا علي كده.....اي حاجة غير كده بالنسبة لهم تعتبر ترف لا يستحقوه

الجهل والفقر والمرض ..ثلاثية الظلام اللي انغمسوا فيها للابد

والمحصلة انهم اصبحوا طاقات بشرية مهدورة بلا قيمة ولا ادني استفادة منها
ولكن اكيد مش ذنبهم

المقالات اللي جاية هتدخلنا اكتر جوة مأساتهم
وهتورينا نماذج بنشوفعها في كل حتة دلوقتي


نماذج لمخلوقات كانت أناسا ....كانت بشرا ....كانت رجالا في يوم من الايام
وكان من الممكن ان تكون موارد بشرية نافعة ولكن اهدرت للأسف

descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz
مخلوقات كانت رجالاً «2»

القصة واقعية تمامًا، لكن لو كانت قصة بوليسية ولو كان كاتبها أحد أساطين القصص البوليسية من وزن «أجاثا كريستي» أو «إيلري كوين»، لكان اسمها «قضية سرقة الحقنة الشرجية»، ولبدأت كما يلي:



أشعل المفتش «أرشيبالد مكالستر» من سكوتلانديارد غليونه وجلس في مقعده الذي كان مقعد طبيب القسم منذ دقائق، وقال للطبيب مفكرًا:
ـ«ما زلت لا أفهم القيمة المادية لهذه الحقنة الشرجية حتي يقوم أحد بسرقتها».

قال الطبيب: «لا قيمة لها علي الإطلاق.. عامة هي مجرد كوز صديء من الصفيح يتصل بخرطوم، ولدينا واحدة فقط في قسم الرجال وواحدة في قسم الحريم.
نحن لا نستطيع الاستغناء عنها لأننا ننظف قولون مرضي الغيبوبة الكبدية بانتظام، وعامل القسم هو الذي يجري هذه العملية.
منذ أسبوعين تبرع أحد فاعلي الخير للقسم بحقنة شرجية أنيقة «زي العروسة» لونها أزرق جميل..
هكذا صار لدينا ثلاث حقن شرجية، لكن مشكلة الروتين والبيروقراطية بالنسبة لهذه الهبات هي أنها لا تدخل دفاتر العهدة إلا بعد إجراءات معقدة .. وهذا يعني أنه لا صاحب لها .. كلما ابتعنا شيئًا بالجهود الذاتية وقعنا في ذات المشكلة، وسرعان ما يُتلف أو يسرق»

ـ«من الممكن أن يحتفظ بها الطبيب في خزانته».
ـ«هذا يعقد الأمور أكثر .. لأنها مطلوبة طيلة الوقت تقريبًا»
فكر المفتش قليلاً ثم طلب استدعاء عامل القسم ..

دخل العامل متوترًا وقبل أن يوجه له أحد أي اتهام راح يقسم أغلظ الإيمان أنه لا يعرف أي شيء عن مصير الحقنة .
فقط هو كان يضعها في الحمام.. يعلقها فوق ماسورة الماء الصدئة وقد استعملها عشر مرات في يوم الجريمة.

ـ«في العاشرة مساء أمس دخلت الحمام مع عم «شحاتة» لأجري له الحقنة لأن ابنه غير موجود، هنا فوجئت بأن الحقنة ليست في مكانها .. لقد جن جنوني وفتشت كل مكان في القسم .. هكذا اضطررت أن أستعمل الحقنة القديمة»

سأله المفتش «مكالستر» وهو يعيد إشعال غليونه: «هل لاحظت أن هناك من يهتم بها بين مرضي القسم ؟»
قال العامل: «كلهم .. منذ ظهرت بلونها الأزرق الجميل والكل
ينظر لها بإعجاب واشتهاء.. حتي إنني أنذرت حكيمة العهدة من أنني أخشي أن تُسرق ..
قالت لي إن هذه ليست مسئوليتها».
بالنسبة للمفتش كان العامل بعيدًا عن دائرة الاشتباه لأنه يتعرض لإغراءات كثيرة مع أجهزة أغلي ثمنًا ومنذ أعوام طويلة.
يجب أن تنحصر دائرة الشك في الوجوه الغريبة عن القسم ..

راح يفكر بحيرة وهو يتأمل سحب الدخان:
ـ«هذه سرقة محيرة .. ما الذي يمكن أن يفعله المرء بحقنة شرجية قذرة استعملها العشرات قبله ؟.. إن بيعها صعب جدًا علي ما أظن».
يمكن أن يسرقها المرء لو أراد أن يفتتح مستشفي خاصًا لكن هذا يعقد الأمور لأنه قد يؤدي لاتهام الأطباء كذلك.
وفجأة بدا أنه وجد طرف الخيط .. طلب من الطبيب قائمة بأسماء المرضي الذين تقرر خروجهم اليوم. .. كان هناك ثلاثة مرضي. .. مريض منهم اسمه «بيومي أبو سمك» يتلقي حقنًا شرجية بانتظام.

طلب المفتش أن يري عم «بيومي» هذا، وكان المريض العجوز يجلس فوق فراشه الذي فرش عليه جريدة، وفوق الجريدة انتثر خليط من الأرز والفول والخضار وبقايا الدجاج والجبن القديم .. طعام المستشفي مع الطعام الذي يرسله أهله.. إنه يجلس القرفصاء حتي أنك لتحسب قدمه الغليظة الحافية صنفًا من أصناف الطعام الذي يأكله. . جوار الرجل كانت حاجياته التي حزمها بانتظار قدوم أسرته ليعيدوه لقريته...

ـ«بسم الله».
قالها عم «بيومي» لمفتش سكوتلانديارد لكن هذا لم يرد المجاملة، ومد يده يعبث في حاجيات الرجل ثم بحركة درامية مد يده إلي لفافة صغيرة وفتحها، وأمام عيون الجميع ظهرت الحقنة الشرجية الزرقاء.
صاح الجميع في ذهول غير مصدقين أن هذا العجوز الطيب يمكن أن يسرق شيئًا ثمينًا كهذا، ودمعت عينا عامل القسم وهو يدرك أن العجوز خدعه. لو كان الأمر بيده لشنقه هنا والآن .

قال المفتش وهو يشعل غليونه في رضا: «الأمر منطقي وبديهي يا عزيزي «واطسون».. الحقنة الشرجية لن تُباع ..
. .. إذن من سرق الحقنة سرقها لاستعماله الشخصي فقط .. كي ينظف قولونه في بيته.
هكذا ضيقت دائرة الاشتباه.. شخص يوشك علي مغادرة المستشفي ويشعر بالذعر لأنه لا يملك ثمن حقنة شرجية يعالج بها نفسه في بيته.
هكذا اختمرت فكرة الجريمة في ذهنه وأحسن التنفيذ وكاد يفلت بفعلته لولا أن المفتش مكالستر هنا».

كان العجوز يبكي بحرقة، عندما تدخل الطبيب المقيم ملاحظًا: «أنا كتبت لك الخروج صباح اليوم فمن أين جئت بهذه الوجبة ؟»
بصوت خفيض اعترف العجوز بأنه سرق صينية من الفتاة التي توزع الوجبات لأنه كان جائعًا ، وقد أضاف للصينية بقايا طعام أمس
..
عمت السعادة الجميع بينما قال المفتش في رضا وهو يلبس معطفه:
ـ «كانت من أعقد القضايا التي قابلتها في حياتي المهنية، لكن خلايا عقلي الرمادية لم يعجزها أن تحل قضية الحقنة الشرجية»

كما قلت لك : القصة واقعية تمامًا لو أنك حذفت المفتش لأن التحقيق قام به الطبيب المقيم نفسه، وهي تثير أسئلة كثيرة عن مريض فقير وعامل فقير وممرضة فقيرة وطبيب شاب فقير في واقع يزداد قسوة كل يوم.
عم «بيومي» الذي سرق حقنة شرجية باعتبارها نوعًا من الرفاهية يستحق مكانه بلا شك ضمن المخلوقات التي كانت رجالاً.

من ضمن هذه المخلوقات - وما دمنا في عالم المستشفيات - ذلك الفتي الذي كان مصابًا منذ أعوام بمرض مزمن نادر يجعله يبقي في المستشفي فترات طويلة جدًا، وقد لوحظ أنه يختفي من فراشه والمستشفي كثيرًا، ويعود محملاً بأعذار لا تنتهي تدفع الطبيب المقيم إلي شطب عبارة «خروج هروب» التي كان قد كتبها في كراسة العلاج. لكن أشياء كهذه لا تظل سرًا .. وقد انكشف الأمر.
عندما لاحظ أحد الأطباء شابًا يتسول بقرب مسجد «السيد البدوي» علي كرسي متحرك، ولاحظ أن الكرسي المتحرك قد كتب علي ظهره بحروف واضحة «باطنة رجال».
الفتي لم يكن يفر من المستشفي فقط بل كان يفر بالمقعد المتحرك كذلك ليستخدمه أداة للتسول !. بالطبع سببت هذه القصة مشاكل لا حصر لها لعمال القسم ورجال الأمن الذين لم يستطيعوا فهم الطريقة التي كان الفتي يخرج بها كل مرة.
حدث هذا منذ أعوام طويلة فلا أعرف إن كان الفتي ما زال حيًا أم توفي لكني أعرف أنه كان مدمنًا للبرشام كذلك. عندما تكون فقيرًا ومدمنًا فلا مفر من أن تتحول إلي لص أو متسول أو تاجر مخدرات.. هكذا تصير الأمور ....
ولنا لقاء آخر مع مزيد من المخلوقات التي كانت رجالاً في الأسبوع القادم


descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz


مخلوقات كانت رجالاً ( 3

هل تراها ؟.. بالتأكيد يمكنك ذلك.. من مكانك في الشرفة وكوب الشاي في يدك، تراها وهي تمشي في الشارع صباحًا وتمارس عملها اليومي ...

ما
هو عملها اليومي ؟... التنقيب في أكياس الزبالة طبعًا .. الأكياس السوداء عدو البيئة إياها، والتي يضعها سكان كل بناية أمام بنايتهم بانتظار قدوم الجرار، وهذه الأكياس هي هدف هذه المرأة التي لا اسم لها ولا وجه لها... إن وجهها مغطي بطرحة سوداء، وهي تجد السير في حذر وقد تعلمت الكثير من طباع القطط الضالة وشراستها وحذرها وتوجسها الدائم.. قط أسود كبير يفتح الأكياس ويبحث فيها عن شيء يؤكل .. شيء يلبس.. فردة حذاء قديمة هنا وكيس من الخبز الذي انتهت صلاحيته هناك. ..

تعرف أنه لو رآها أحد السكان لشتمها أو ضربها، لذا تختار هذه الساعة المبكرة من النهار حيث لا أحد سواها والقطط الضالة ، ومن خلفها يمتد أثرها .. أكياس فرغت من محتواها وقد اتسخ مدخل كل بيت من هذه البيوت .. لكنها كما قلنا تعلمت طباع القطط فلا يمكن أن يضبطها أحد أبدًا. ...



من أين جاءت؟.. أين تبيت ليلتها ؟.. الجواب سهل .. لقد جاءت من حيث يأتي هؤلاء. .. تلك المخلوقات التي كانت رجالاً والتي تجدها في كل صوب وكل ركن. ...



عندما تتواري هذه المرأة - القط تظهر أم «آية». التي تقوم بعدة أعمال في وقت واحد،
فهي تنظف السيارات الواقفة .. في الواقع هي تزيدها قذارة، لكنها ترفع المساحتين علامة لا شك فيها علي أنها أنجزت عملها.
تبيع الشاي لبائعي الخضر وعمال البناء في كل مكان ..
تبتاع الخبز لربات البيوت - عندما كان هناك خبز - وتبتاع الخضر من السوق،
وأحيانًا تجلس علي الرصيف تقطف الملوخية أو تقور الكوسة لواحدة من ربات البيوت المشغولات.
لا يتم تنظيف أي شقة في الحي كله إلا ووجدت أم «آية» تقف في الشرفة وهي توسع المراتب ضربًا .. أحيانًا تقوم بالصويت علي من يموت من السادة كذلك وتشارك في غسل نسائهم.

بما أن الفقر والمرض والإدمان هي عجلات دراجة ثلاثية، فإن أم آية لها ابنة مصابة بعيب خلقي في الصمام الأورطي وأختها مصابة بسرطان القولون، وهي نفسها مصابة بسقوط رحمي يجعلها تبول علي نفسها باستمرار . لكنها لا تملك ترف الاعتراف بالمرض، لأنها ترتجف من اليوم الذي لا تقدر فيه علي العمل.

قالت لي ذلك في اليوم الذي رأيتها فيه متورمة العين مع هالات سوداء كأنها حيوان «الراكون» الذي نراه في الموسوعات المصورة. قالت لي إن زوجها أوسعها ضربًا، لأنها لم تعطه المال الذي كسبته :

ـ«كل مرة يصرف القرشين علي الطينة والمية..»
بسذاجة بدا لي تصرف هذا الرجل شاعريًا.. إنه مولع بالزراعة إذن وهو اهتمام راق، لكنها ضحكت كاشفة عن فم لم تبق فيه سوي سن واحدة وأخبرتني في صبر أن الميه هي «البوظة» والطينة هي «الحشيش».
هكذا رزقت هذه المرأة بالذات بزوج ينفق كل مليم تكسبه علي الكيف، ولا يعمل علي الإطلاق، لتصدق عليه مقولة
«سوفوكليس» في مسرحية «أوديب» عن رجال مصر التي أثارت غيظي عندما قرأتها يومًا ما..
ولهذا فهمت سر سعادتها البالغة يوم رأيتها تمارس عملها برغم أن وجهها كله كان متورمًا. قالت لي في مرح، خفيفة
كالعصفور:


ـ«بالك إيه ؟.. مش أبو آية طلقني !!»
أبو آية يمكن الخلاص منه، لكن كيف يمكن الخلاص من الفقر ؟.. وكيف تعيش اليوم وحصار الحياة يزداد ضيقًا يومًا بعد يوم ؟.. الله أعلم.
لكنك تراها بسهولة وهي تحوم حول محل الجزار القريب من دارنا .. تقف علي بعد خطوات وتنظر للحم في اشتهاء، وتكرر من دون مناسبة

ـ«كل سنة وانتو طيبين ..»
فتجهد ذهنك محاولاً تذكر أية مناسبة هذه .. لا توجد أية مناسبة دينية أو وطنية .. ربما هو عيد ميلاد الجزار ؟.. تكرر «كل سنة وانتوا طيبين» مائة مرة وتحوم من جديد، حتي تأتي اللحظة المصيرية التي يمد فيها الجزار يده إلي قطعة لحم تزن خمسة جرامات ولا تقبل أن تأكلها قطة محترمة، فيلفها في كيس ويناولها لها في اشمئزاز.
تنطلق في منتهي السعادة عالمة أنها لن تذوق ذرة من هذا اللحم، لكن أولادها سيفعلون ... لقد شفّت هذه المرأة حتي لم تعد تريد أي شيء لنفسها، بل لهؤلاء التعساء الذين جاءت بهم للعالم.
في وقفتها عند الجزار شيء يذكرني بالقطط الضالة... القطط التي تقف حول المحل مهمومة قلقة بدورها .. هكذا الفقر
عندما يذيب الحدود لا بين الطبقات بل بين الأنواع ذاتها، حتي توشك أن تسمع ذلك القط الأجرب يقول لذلك القط الأعور: «الأخ ملقاط والا هجام ؟» وتوشك أم آية أن تموء.

تنصرف أم «آية» فقط ليحتل مكانها أمام الجزار أبو «عماد» أو أبو «صلاح» .. معدل التقاطر قد صار عاليًا جدًا.. متسول كل ثلاث دقائق ...

من نهاية الشارع تري «رضا» الصغير ذا الست أعوام قادمًا والمكوة تحت إبطه علي قطعة خشب كانت مسند مقعد، وهو يرفع ذراعه عاليًا بشماعة عليها سروال مكوي..
بمعجزة ما يتمكن ألا يتسخ طرف السروال بالغبار برغم قامته القصيرة، وهو يدق جرس الباب ثم يستفيد من وقته بأن يشوط قطعة طوب صغيرة إلي أن ينفتح الباب. «رضا» يتمني أن يلعب طيلة اليوم، لكن أباه يريد فعلاً المبلغ البسيط الذي عليه من هذا العمل، دعك من أن الأسطي «بيومي» ليس سيئًا ولا يضربه كثيرًا. تفتح له الباب ربة البيت
وتسأله عن الثمن، لكنه مهتم أولاً بأن يسترد الشماعة .. هذا
أهم ما في الموضوع والسبب الأول لتلقيه الضربات. صوت البام بام طاخ طوخ يلفت نظره بشدة فيطل من فرجة الباب ليري طفلين بثياب حسنة يلعبان «بلاي ستيشن»، فينسي نفسه ويزحف بضع خطوات ويندمج تمامًا مع الشاشة حيث دراجة بخارية تطارد سيارة وتطلق عليها النار
.
يتمني أن تتأخر ربة البيت قليلاً لكنها تعود سريعًا وتعطيه المال وتفاحة فاسدة وجدت أنه من الأفضل أن تعطيها له
بدلاً من رميها! .. بهذا تجمع بين الإحسان والتخلص من التفاح الفاسد. وينصرف رضا الصغير .. لا يعنيه أنه صغير السن جداً .. لا تعنيه الأسئلة الكثيرة عن الغد وكيف يتعلم ويتزوج ويسكن. ..
لا تعنيه حقيقة أن هذه الأسرة التي تبدو ثرية قد بدأت تئن بدورها من الغلاء... كل هذا لا يعنيه. ما يعنيه هو أنه سيعرج علي الحارة القريبة ليلعب الكرة الشراب لمدة عشر دقائق مع الواد بطاطة
، وسوف يزعم للأسطي أن صاحبة البيت هي التي أخرته.
. إن المستقبل رائع .. رائع لدرجة لا توصف. ....

descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz
قصدت اني انزل مقالين متتاليين لاني لقيت اني بكده
الصورة هتبقي اوضح
ورؤية الكاتب هتبدأ في الظهور

وهيبان بالظبط ايه هيه الشريحة المقصودة و من هم المخلوقات التي كانت رجالا
وهيبان بالظبط النماذج اللي بينطبق عليها الوصف ده

لان أكيد زي ما انتوا اتكلمتوا فوق ونقاشتوا العنوان وسجلتوا اعتراضكم ان كلمة رجولة كلمة اكبر من اي معني
وان فقدانها مش بالسهولة دي
وان الفقر مش دايما بيقضي علي الرجولة

وأكيد كلامكم بصفة عامة صحيح مفيش كلام

ولكن انا بس عايزة انبهكم ان الكاتب بيقصد شريحة بعينها
واعتقد النماذج وضحت هما مين
وشرحت كيف فقدوا انسانيتهم وسط الجهل والفقر والمرض
واستنوا النماذج اللي جاية هتوضحلكم اكتر واكتر

descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz
بجد يا بوسى مش عارفه اقول ايه
ولا اتكلم عن مين
عن سارق الحقنه الشرجيه
طيب لو جيينا نبص هنلاقى فى امثله كتير اوى زى دى
ويمكن اكتر من كده كمان
ربنا يستر علينا
طيب لو جيت ابص لام ايه
واولادها المرضى
ولحالتها الصحيه الماسويه
وكمان حالتها الماديه المعدومه
دى حياه غيرادميه بالمره
مش عارفه اقول ايه بصراحه
ولا اوجه نظرى لمين بالظبط
لان مصر مليانه
ومتعرفيش تقررى مين اللى يستحق دمعه تبكيها على حاله
مش عارفه اعبر عن احساسى دلوقتى بجد قلبى انفطر من اللموضوع
لانى فكرت فى حال الناس فى الشارع
كلهم عاملين ازاى
مش الشخصيات اللى انتى جايباها دى
بجد حاجه تحزن الواحد

مستنيه الشخصيات الجايه اللى انتى هتتكلمى عنهم تانى
وبجد انتى انسانه رااااااااااااااااااااااااااااائعه
وجزاكى الله خيرا

descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz
طبعا انا مقدر كل الأراء السابقة

ولكنى شايف ان كلامكم يا بنات بيعتمد على مفهوم حسن النية ... حسن النية فى الرجال ... حسن النية فى الرجولة ... حسن النية فى المحافظة على الأخلاق

لكن دا شئ صعب ... صعب اننا نتوقع من الجميع المحافظة على رجولتهم ونفترض فيهم حسن النية فى التصرف فى الازمات

وفى نفس الوقت يمكن دكتورة بوسى موافقانى لانها أكيد برضه شافت نماذج انسانية كتير لا تمت للانسانية بصلة

فعلا الفقر والجهل والمرض يكسروا اى نفس متماسكة

وام أية القط دى منظر بيتكرر كتير قدام البارون عند بوابة هندسة ناحية رصيف نادى التجديف

انتم بنفسكم قلتم ان بره اسباب الانحراف هو الترف

ودا مش يعارض كلامى بالعكس يؤيده

الظروف الكتير تكسر الانسان سواء كانت ظروف موجبة او سالبة

لو الحال زاد عن حده وبقى فى ترف كتير هنلاقى نوع من الميل للعودة إلى البهيمية فى التعامل زى الخارج

ولو الحال قل عن حده وبقى فى فقر مدقع هنلاقى نوع من الميل للعيش حياة الأثرياء ويبدأ الانسان يبيع واحدة واحدة من اخلاقه علشان يكسب باى شكل

شكرا ليكى دكتورة بوسى وفى انتظار باقى الحلقات

descriptionسلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!!  د. أحمد خالد توفيق Emptyرد: سلسلة مقالات: مخلوقات كانت رجالا !!!!!!! د. أحمد خالد توفيق

more_horiz
* شكراً جزيلا بوسى ... شكرا على القضية ... شكرا على فتح باب جديد للحوار و النقاش و الاختلاف الجميل المثمر ... شكرا على مقالات د.أحمد خالد توفيق التى دائما و أبدا تمس مشاعرنا و تضع الأيد على الجروح ... شكرا على موضوع رائع

* مخلوقات كانت رجالا ... يا له من عنوان ... حدث نقاش جميل بينكم ... لكن مهم نعرف كيف يصنع الرجال ... او بمعنى ادق كيف نكون رجال ؟؟ يقول الله تعالى : " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. " صدق رب السموات و الارض .... هكذا الرجال ... حين نصدق الله عهده نكون رجالا بمعنى الكلمة .. هبة قالت الرجولة تصنع بايدينا و هناك كثير من الرجال .. و مانو قال ان رجالنا اصابها الصدا بعد ان عبروا عن معادنهم فى ظروف تسمح للصدا ... ما قلته يا مانو صحيح فهذا واقع و ما قالته هبة الحل الذى لابد ان نتمسك به ... هبة قالت كمان ليست كل المعادن تصدأ ... يا الله على هذا المعنى .. فعلا هذا المعدن هو ما اخبرنا عنه ربنا رب العزة ... انهم هؤلاء الذين صدقوا الله عهده ... غاب عن الكثير منا معنى الرجولة و لكن الطريق موجود لنعيد لامة رجولة تاهت و لكنها لم تضيع

* الحقنة الشرجية ما هى الا رمز لاشياء حقيرة يسرقها البعض ليس لنه ينظر لها انها شىء عظيم و انما الحاجة ... الحاجة التى جعلت من الناس حرامية و تجار مخدرات و غشاشون فى البيع و ......... و انظروا الى عمر بن الخطاب رضى الله عنه و هو يمنع حد السرقة فى عام المجاعة .... ليس هذا مبرر للسارقين ان يسرقوا و لا هو تلوين للباطل او دعوة لان نمنع حد السرقة .. و انما ابحثوا عن الاسباب فها هى واضحة امام اعيننا

* ام آية و صفايح الزبالة ... مشهد متكرر يدمى القلب .. أناس يرمون الطعام و أناس يجمعونه من الزبالة و لا حول و لا قوة الا بالله ... لقد اصبحنا بين تلك الصورتين صورة لاناس فى قصور و ناس فى اكواخ ... و هنا أكثر من نقطة ... الفوارق الاجتماعية و المادية المهولة و البشعة ... و اهمال قدر النعمة فى ادينا ... اقراؤا هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت : { دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت فرأى كسرة ملقاة فأخذها فمسحها ، ثم أكلها ، وقال : يا عائشة أحسني جوار نعم الله ، فإنها ما نفرت عن قوم فعادت إليهم }

* عارف انى طولت بس الموضوع قوى جدا و شدنى انى ارد
* مستنى المزيد
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد