منتدى علوم المنصورة
رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Ezlb9t10


منتدى علوم المنصورة
رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Ezlb9t10

منتدى علوم المنصورة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى علوم المنصورةدخول

اهلا بك يا زائر لديك 16777214 مساهمة


رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد
+4
bosy
hanod
mezobasha87
tootibella
8 مشترك

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz





نديم أخبرني بأنه يملك مزرعة في
المدينة الشمالية ، و هذه المدينة بعيدة عن مدينتي و هي أقرب إلى المدينة الصناعية
حيث يعيش أهلي ...


جمعت كل ما أحتاجه و ما قد أحتاجه ، و عزمت الرحيل ...


الهدف لم يكن زيارة عائلة نديم تنفيذا لوصيته التي ماتت
يوم وفاته ، بقدر ما كان الفرار من الفشل الذريع الذي أعيشه في هذه المدينة

الآن أدرك لم قرر والدي الرحيل ، و لم لا يفكر في العودة

لا بد أنه تعرض لمثل ما تعرضت له ... بسبب جريمتي
النكراء ...

ذهبت لزيارة سيف في مسكنه الجديد ، و أبلغته أنني راحل ...
كان وداعنا مؤلما إلا أنه قال :

" في أي وقت ... و كل وقت ... تشعر بأي حاجة لأي
شيء ، تذكر أنني موجود "

و دفع إلي مبلغا من المال قبلته على شرط أن أرده له في
أقرب فرصة ... و لا أعلم كم تبلغ المسافة بيني و بين هذه الفرصة !

أقفلت أبواب المنزل الكئيب ... و تركت الذكريات القديمة
سجينة ... تغط في سبات أبدي ...
بما فيها صندوق الأماني المخنوق ، و الملقى بلا اهتمام
عند إحدى زوايا الغرفة
إن كتب لي أن أعود يوما ... فسأفكر في فتحه !

انطلقت مستعينا بالله و متوكلا عليه ... متجها إلى
المدينة الشمالية ... لم أكن قد زرتها في حياتي من قبل ، إلا أنني أعرف أن الطريق
إلى المدينة الصناعية يؤدي إليها ، و أنها لا تبعد عن الأخيرة إلا قليلا

وصلت إلى المدينة الصناعية ... و شوقي سحبني نحو بيت
عائلتي سحبا ...
كيف لي أن أعبر من هنا ... ثم لا أمر لألقي و لو نظرة
عابرة على أهلي ..؟؟

كان الوقت عصرا ... أوقفت سيارتي إلى جانب سيارة أبي ، و
السيارة الأخرى التي تبدو جديدة و آخر طراز !







مؤخرا صار سامر يأتي إلينا مرة واحدة في الشهر ... أصبح
يعمل عملا مضاعفا و قلت حتى اتصالاته
!

و حين جاء البارحة ، طلبت منه أن يصطحبني إلى الشاطئ هذا
اليوم !

طبعا سامر فرح كثيرا بهذا الطلب ... و أنا كنت أريد أن
أرفه عن نفسي و أقلد دانة !
إنها دائما تشعرني بأنني لا أصلح امرأة !
الجميع من حولي يعاملونني على أنني لا أزال طفلة !
إنني الآن في الثامنة عشر من العمر ... و أحس بأنني خلال
الأشهر الماضية كبرت كثيرا !

لقد بدأت استخدم المساحيق بكثرة مثلها ، و أشتري الكثير
من الحلي و الملابس... بالرغم من أنني لا أجهز للزفاف مثلها !

فكرة الزواج الآن لم أقتنع بها ... و لسوف أنتظر حتى
أنهي دراستي و أكتسب صفات المرأة التي تعرف كيف تحب و تدلل شريك حياتها !

أليس هذا هو المطلوب ؟؟

" هيا رغد ! الوقت يمضي ! "

سامر يناديني ، و هو يقف خلف الباب ، ينتظر خروجي ...
أجبت و أنا ارتدي شرابي ثم حذائي الجديد ذا الكعب العالي
، على عجل :

" قادمة ... لحظة "

و في ثوان كنت أفتح الباب ...
حين صرت أمامه راح يحدق بي باستغراب ، ثم قاد بصره إلى
حذائي !

" رغد ! لقد طلت بسرعة ! لم تكوني هكذا البارحة ! "

ابتسمت و قلت و أنا أظهر حذائي الطويل من خلف عباءتي :

" إنها الموضة ! "

سامر ضحك و قال :

" و لكن يا عزيزتي هل ستسيرين بحذاء هكذا على
الشاطئ ؟؟ "

" لا يهم ! أنا أريد أن أظهر أطول قليلا حتى لا
يظنني الناس طفلة ! "

" كما تشائين ! هيا بنا "

و خرجنا ، و مررنا بالمطبخ حيث وضعت سلة صغيرة تحتوي بعض
الحاجيات فحملها سامر و هممنا بالانصراف ....

و إذا بدانة تقول :

" هل آتي معكما ؟؟ "

أنا و سامر تبادلنا النظرات ...

طماعة ! ألا يكفيها أنها تخرج مع خطيبها كل يوم فيما أنا
جالسة وحيدة في المنزل ؟؟

قلت :

" لا ! إنها رحلة خاصة ! "

سامر ابتسم بخجل ، و دانه نظرت إلي من طرف عينها مع
ابتسامة خبيثة أعرفها جيدا ... و أعرف ما تعنيه منها !

تجاهلتها و سرت مبتعدة ...

" انتبهي لئلا تنزلقي زرافتي ! "

و أخذت ْ تضحك !

قلت بحنق
:

" ليس من شأنك "

و خرجت مسرعة
....
دانه تتعمد التعليق على أي شيء يخصني ... و دائما
تعليقها عنه يوحي بعدم رضاها أو سخريتها منه !

إلا أنها تشعر بالغيرة من طولي الذي يسمح لي بارتداء
أحذية كهذه ، و هي محرومة منها
!

خرجنا على الفناء الخارجي و سامر يبتسم بسرور !

حتى و إن كانت نظارته السوداء الكبيرة تخفي عينيه ...
كنت أعرف أنه يحدق بي !

اعتقد أنه سعيد جدا ... السعادة المميزة ... التي لم أذق
لها أنا طعما حتى الآن ...

فيما نحن نقترب من الباب ، قرع الجرس !

تقدم سامر و فتحه ...

و توقفت الكرة الأرضية عن الدوران !

اعتقد أن شهابا قد ارتطم بها ... هنا خلف هذا الباب !

شعور مفاجئ ... و اصطدام مجلجل ... و حرارة محرقة شاوية
... و حمم ... و ضباب ... و اختناق ... و ارتجاف ... و عرق ... و ذهول ... كلها
مجتمعه انبثقت فجأة من عند الباب و اجتاحتني ...

هل أصدق عيني ! ؟

هل يقف أمامي المارد الناري الضخم المرعب ... متمثلا في
صورة ... وليد ؟؟؟

هتف سامر بذهول و بهجة عارمة :

" أخي وليد !! "

و تعانقا عناقا طويلا ...

يا لها من مفاجأة مذهلة !

اعتقد أنه كان علي الأخذ بنصيحة سامر و تغيير حذائي ...
إنني أوشك على الانزلاق ! لماذا فقدت توازني بهذا الشكل ؟؟

بعد لقائهما الحميم ... استدارا نحوي ...

حينما وقت عيناه على عيني ، طردهما بسرعة و غض بصره ...
و قال بهدوء لا يتناسب و الحمم و البركاين و الانفجار و النيران الذي تولدت لحظه
ظهوره من فتحة الباب :

" كيف حالك صغيرتي ؟ "

لقد حاولت أن أحرك لساني لقول أي شيء ... لكن بعد
احتراقها ، فإن كلماتي قد تبخرت و صعدت للسماء !

طأطأت رأسي للأرض خجلا ... حين عبرت ذكرى لقائنا الأخير
سريعة أمام عيني ! ...

الرجلان يقتربان ...

رفعت رأسي فإذا بعينيه تطيران من عيني إلى الشجرة
المزروعة قرب الباب الداخلي ...

سمعته يقول
:

" ألا يبدو أنها كبرت !؟ "

التفت إلى الشجرة ... صحيح ... لقد كبرت خلال الشهور
الطويلة التي غاب فيها وليد عنا
!

لكني سمعت سامر يضحك و يقول :

" إنه الكعب ! "

أدركت أنه كان يقصدني أنا ! كم أنا غبية !

قال وليد
:

" أ كنتما ... خارجين ؟؟ "

قال سامر
:

" أوه نعم ... لكن يمكننا تأجيل ذلك لما بعد ...
تعال للداخل ستطير أمي فرحا !
"

قال وليد
:

" أرجوكما امضيا إلى حيث كنتما ذاهبين ! إنني سأبقى
في ضيافتكم فترة من الزمن !
"

مدهش
!

عظيم !

ممتاز
!

و أقبلا نحو الباب الداخلي ، و دخلنا نحن الثلاثة ...

كانت مفاجأة مذهلة أحدثت في بيتنا بهجة لا توصف ...

عشر شهور مضت ... و هو بعيد ... لا يتصل إلا قليلا ... و
حين يتصل يتحدث مع الجميع سواي ... و إن تحدث معي صدفة ، ختم جمله المعدودة بسرعة ...

لكنه الآن موجود هنا !

أنا فرحة جدا
!

علمنا في وقت لاحق أنه مر منا قبل ذهابه إلى المدينة
الشمالية لأمر خاص ...

" كم ستظل هناك ؟؟ "

سألته أمي ، فأجاب :

" لا أعرف بالضبط ، ربما لبعض الوقت ... سأفتش عن
عمل هناك فقد أجد فرصة أفضل !
"

دانة قالت
:

" و ماذا عن عملك في المدينة ؟؟ "

وليد اضطربت تعبيرات وجهه ، و قال :

" تركته
"

ثم غير الموضوع لناحية أخرى ...

فجأة سألني
:

" كيف هي الكلية ؟؟ "

أنا تلفت من حولي بادئ الأمر ... كأنني أود التأكد من أن
وليد يتحدث إلي أنا !

بالطبع أنا
!

لا يوجد من يدرس بالكلية غيري الآن !

قلت بصوت خفيف خجل :

" الحمد لله ... تسير الأمور على ما يرام "

قال سامر
:

" أنها مجتهدة و نشيطة ! و مغرمة بالفن أكثر من أي
شيء آخر ! حتى مني ! "

الجميع أخذوا يضحكون ...

سواي أنا و وليد ...

أنا لم تعجبني هذه الجملة ... أما وليد ... فلا أعرف لم
اكفهر وجهه هكذا ... ؟؟

قالت دانة
:

" إذن فقد أفسدت رحلتك الخاصة أيتها الببغاء
الصغيرة ! "

و استمرت في الضحك ...

أنا استأت أكثر ...

وليد سأل دانة :

" أية رحلة ؟ "

أجابت
:

" كانا يودان الذهاب للشاطئ ! سامر لا يأتي غير مرة
في الشهر و خطيبته متلهفة لقضاء وقت ممتع و متميز معه ! إنها تغار مني ! "

و رفعت رأسها بتباهي ...

ربما كانت تقصد مداعبتي ، لكنني حملتها محمل الجد ... و
وقفت فجأة ، و استأذنت للانصراف
...

ذهبت إلى غرفتي مستاءة ... و غاضبة ...





~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~





قلت :


" يبدو أنها تضايقت ... "

فجميعنا لاحظ ذلك ... أما زالت دانه على ما كانت عليه
منذ الطفولة ؟؟

نظرت إلى شقيقتي باستياء ... و كذلك كان سامر ينظر إليها
...

قالت
:

" كنت أداعبها فقط ! "

سامر قال
:

" لكنها انزعجت منك ! سأذهب إليها "

و غادر من فوره ...

أنا طبعا لم أملك من الأمر من شيء ...

قلت لدانة
:

" أحقا كانا يودان الذهاب للشاطئ ؟ أنا آسف أن حضرت
و أفسدت مشروع نزهتهما ! "

" لا تكترث وليد ! فهي فكرت في الذهاب فقط لأنني
أوحيت لها بأن تذهب ! إنها لا تحب الخروج من المنزل خصوصا للأماكن العامة "

التزمت الصمت و لم أعلق على جملتها الأخيرة ...

قالت
:

" ما رأيكم أن نذهب جميعا غدا لنزهة عند الشاطئ !
كم سيكون ذلك رائعا ! "

نزهة عند الشاطئ ؟ يبدو حلما ! إنني لم أقم بكهذا نزهة
منذ سنين !

و يبدو أن الفكرة قد راقت للجميع ...

سألت
:

" و ماذا عن نوّار ؟؟ "

قالت
:

" في البلدة المجاورة ! إنها مباريات حاسمة ! ألا
تتابع الأخبار ؟؟ "

في الواقع ، أخبار كرة القدم ليست من أولويات اهتماماتي !

تحدثنا عن أمور عدة ... و شعرت براحة كبيرة ... هنا حيث
أحظى باهتمام أناس يحبونني و يعزونني
...

أنا أرغب في العيش مع أهلي فقد سئمت الوحدة ... ألا يكفي
أنني حرمت منهم كل هذه السنين ؟؟

خرجت من كنفهم و أنا فتى مراهق ... مليء بالحماس و
الحيوية و مقبل على الحياة ... طموح و ماض في طريق تحقيق أحلامه ...

و عدت إليهم ... و أنا رجل كئيب محبط مثقل بالهموم ...
فاقد الاهتمام بأي شيء ... صقلني الزمن و شكلتني الأقدار ...

لكنهم لا زالوا يحترمونني ...

بعد مدة ، عاد سامر لينضم إلينا ... لم تكن رغد معه

كنت أريد أن أسأله عنها ، و لم أجرؤ !

إنها لم تعد طفلتي ... لم يعد لي الحق في الإهتمام بها ...

" إذن فتلك السيارة الرائعة في الخارج هي لك يا
سامر ! "

سألته ، فأجاب :

" نعم ! اشتريتها مؤخرا ... ما رأيك بها ؟؟ "

" مظهرها رائع ! "

" و مزاياها كذلك ! كلفتني الكثير ! "


مقارنة بسيارتي القديمة فإن أي شيء في سيارة سامر سيبدو
مدهشا !
إذن ... فأحوال أخي المادية جيدة ...
كم أبدو شيئا صغيرا أمامه ... كم خذلت والدي ّ الذين
كانا في الماضي ... يعظمان من شأني و يتوقعان لي مستقبلا مشرفا ...

شعور جديد تولد هذا اليوم ، يزيدني رغبة فوق رغبة في
الرحيل العاجل ...

ففي الوقت الذي يتمتع فيه سامر بعمل جيد و دخل وفير و
مستقبل مضمون ... افتقر أنا لكل شيء
...

حتى رغد
...

أصبحت له
...





ألم شديد شعرت به في
معدتي هذه اللحظة ، كان يتكرر علي في الآونة الأخيرة و لكنني لم أزر أي طبيب ...

استمر معي الألم فترة طويلة و لم أشعر معه بأي رغبة
لتناول الطعام المعد على مائدة العشاء
...

لذا ، ذهبت إلى غرفة شقيقي ناشدا الراحة و الاسترخاء

في صباح اليوم التالي أردت الذهاب إلى المطبخ حيث يجلس
الجميع ...

قبل دخولي تنحنحت و أصدرت أصواتا من حنجرتي حتى أثير
انتباههم لوصولي ، اقصد انتباه رغد لوصولي ...

" تفضل بني "

قالت أمي ... فدخلت و أنا حذر في نظراتي ... لم أكن أريد
أن أراها ... لكنني رأيتها !

" صباح الخير جميعا "

ردوا تحية الصباح و طلبوا مني الجلوس إلى مائدة المطبخ
الصغيرة التي يجتمعون حولها

" تعال وليد ! إننا نخطط لرحلة اليوم ! هل تحتمل
الرحلة أم أنك لا تزال متعبا ؟؟
"

التفت إلى دانة التي طرحت السؤال ، و لم يكن بإمكاني منع
عيني من رؤية رغد التي تجلس إلى جوارها

" أحقا قررتم ذلك ؟ سيكون ذلك رائعا ! "

أمي قالت و هي تشير إلى المعقد الشاغر :

" تعال عزيزي ... أعددت ُ فطورا مميزا من أجلك ! "

نظرت باتجاههم ، لقد كانوا جميعا ينظرون إلي ، بلا
استثناء ...

قلت :

" سـ ... أذهب إلى غرفة المعيشة "

و انسحبت من المطبخ ...

وافتني أمي بعد قليل إلى غرفة المعيشة تحمل أطباق الفطور ...

" شكرا
... "

ابتسمت أمي ، و بدأت أنا في تناول وجبتي بهدوء ، بينما
هي تراقبني !

" أمي ... أهناك شيء ؟؟ "

سألتها بحرج ، قالت بابتسامة :

" لا عزيزي ... فقط أروي ناظري برؤيتك ... "

شعرت بالطعام يقف في بلعومي ...

برؤية من تودين يا والدتي الارتواء ؟؟

برؤية الخذلان و الفشل ؟؟ الحطام و البقايا ؟؟

برؤية رجل موصوم بالجريمة ؟؟

كم خذلتك ! كم كنت فخورة بي في السابق ! إنني الآن شيء
يثير النفور و الازدراء في أعين الجميع
...

" الحمد لله "

حمدت ربي ، و وضعت الملعقة على الطبق ...

" لم توقفت ! ألم يعجبك ؟؟ "

" بلى أماه ... لكني اكتفيت "

" عزيزي سأخرج إن أزعجك وجودي ... أرجوك أتم وجبتك "

" لا يا أمي ، لقد اكتفيت و الحمد لله "


أمي بعد ذلك ، عادت بالأطباق إلى المطبخ ، ثم أقبل
الجميع إلى غرفة المعيشة و حاصروني بنظراتهم ... و أسئلتهم حول أموري ...

أنا كنت اكتفي بإجابات مختصرة ... فلا شيء فيما لدي
يستحق الذكر و الاهتمام ...

و كالبقية كانت رغد تتابعني بعينيها و أذنيها ، في صمت ...

" ما رأيك بتجربة سيارتي يا وليد ! لنقم بجولة
قصيرة ! "

بدت فكرة ممتازة و منقذة ، فوافقت فورا و نهضت مع سامر ،
و خرجنا ...




descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الجزء 32

more_horiz






" هل غضبت مني أمس حقا ! أنا آسفة يا رغد ! كنت
أمازحك ! "


نظرت إلى السقف و قلت :

" حسنا ، انتهى الأمر الآن "

ثم إليها و قلت :

" و لكن لا تنعتيني بالببغاء ثانية ... خصوصا أمام
وليد "

قالت دانة باستغراب :

" وليد ؟؟ "

فاضطربت
...

قالت
:

" تعنين سامر !؟ "

قلت :

" وليد أو سامر أوأي كان ... أمام أي كان ! "

و أشحت بوجهي بعيدا عنها

فعادت تبرد أظافرها بالمبرد و تغني !

كنا نجلس في المطبخ ، و للمطبخ نافذة مطلة على ساحة
خارجية خلفية تنتهي بالمرآب
مرآب منزلنا مفتوح من ثلاث جهات ، و يسد جهته الخارجية
بوابة كهربائية ...

أقبلت أمي تحمل سلة الملابس المغسولة و دفعت بها إلي :

" رغد ... انشريها على الحبال "

أوه ... يا لعمل المنزل الذي لا ينتهي !

أردت أن أعترض و أوكل المهمة إلى دانة ، التي تجلس أمامي
تبرد أظافرها بنعومة !

" انشريها أنت يا دانة ! "

هزت رأسها اعتراضا ، فهممت أن أتذمر !

لكني لمحت من خلال النافذة بوابة المرآب تنفتح ، و أدركت
أنهما قد عادا !
و بسرعة ابتلعت جملة التذمر قبل أن أتفوه بها و قل
متظاهرة بالاستسلام :

" حسنا ... لن أؤذي أظافرك ! سأنشرها أنا ! "

و حملت السلة ، و خرجت للفناء الخلفي ...

وليد ركن السيارة في المرآب ثم خرج منها هو و سامر ...

و هاهما الآن يقبلان باتجاهي ...

سامر نزع نظارته السوداء ...

و سارا متوازيين جنبا إلى جنب يسبقهما ظلاهما ... و
يدوسان عليهما ...

وليد ... بطوله و عرضه و بنية جسده الضخم ... و الذي
اكتسب عدة أرطال مذ لقائي الأخير به قبل شهور ... زادت وجهه امتلاء و جسده عظمة
... و كتفيه ارتفاعا ... و صار يشغل حيزا محترما من هذا الكون و يفرض وجوده فيه !
يخطو خطا أكاد أسمع صوت الأرض تتألم منها !

سامر ... بجسمه النحيل ... و قوامه الهزيل... و وجهه
الطويل ... المشوه ...
و خطاه الهادئة البسيطة ... و أنظاره الخجلة التي غالبا
ما تكون مدفونة تحت الأرض ...

شيء ما أحدث في نفسي توترا و انزعاجا ...

إنهما مختلفان ...

لماذا تنجرف أنظاري لا إراديا نحو وليد ؟؟؟

لماذا يشدني التيار إليه هو ؟؟

حين صارا أمامي مباشرة ، توقف سامر و قال :

" أ أساعدك ؟؟ "

بينما تابع وليد طريقه مرورا بي ... ثم ابتعد دون أن
ينظر إلي ...

لكني كنت أراقبه ...

توقف برهة و استدار مادا يده نحو سامر قائلا :

" المفتاح "

مفتاح السيارة كان يسبح في كفه كسمكة في البحر !

تناول سامر المفتاح منه ، ثم أخذ يساعدني في نشر الملابس
على الحبال ... في الحقيقة قام هو بالعمل ... فأنا كنت شاردة و سارحة أفكر ...

هل هذا هو شريك حياتي حقا ؟؟

لماذا علي أنا أن أتزوج رجلا مشوها ؟؟

لقد شغلت الفكرة رأسي حتى ما عدت بقادرة على التركيز في
شيء آخر ...

هل حقا سأتزوج سامر ؟؟
كم كانا مختلفين ... و يهما يسيران جنبا إلى جنب ...

في وقت الغذاء ، لم أساهم في إعداد المائدة و وافيت
البقية متأخرة بضع دقائق ...
أتدرون ماذا حدث عندما دخلت غرفة المائدة و جلست على
مقعدي المعهود ؟؟

قام وليد ... و غادر الغرفة !

تلوت معدتي ألما حين رأيته يذهب ... إنه لا يريد أن يجلس
معي حول مائدة واحدة!

الجميع تبادلوا النظرات و حملقوا بي ...

أمي تبعته ، ثم عادت بعد أقل من دقيقة و قالت :

" رغد ... خذي أطباقك إلى المطبخ "

صدمت و اهتز وجداني ... و شعرت بالإهانة ... و بأنني
أصبحت شيئا
لا يرغب وليد في وجوده ... شيئا يزعجه ... و يتحاشى
اللقاء به ...

نعم فأنا ابنة عمه التي كبرت و أصبحت ... شيئا محظورا ..

رفعت أطباقي و ذهبت إلى المطبخ و انخرطت في بكاء مرير ...

بعد قليل أتتني دانة تحمل أطباقها هي الأخرى :

" رغد ! و لم هذه الدموع أيتها الحمقاء ! "

لم أعرها أذنا صاغية ، فقالت :

" إنه يشعر بالحرج و الخجل ! تعرفين كيف هو الأمر !
هذا من حسن الأدب ! "

قلت :

" لكنني كنت معكم العام الماضي "

قالت
:

" ربما لم يكن قد اعتاد فكرة أنك ... كبرت ! "

ليتني لم أكبر !

تركت أطباقي غير ملموسة و خرجت من المطبخ متوجهة إلى
غرفتي ،
و دانة تشيعني بنظراتها ...

في الغرفة ... تأملت صورة وليد التي رسمتها قبل شهور ...
و انحدرت دموعي ...

أخذت أتخيله ... و هو واقف إلى جوار سامر ... يفوقه في
كل شيء يعجبني ...

ثم
...
ثم
...
أتزوج سامر ! ! ؟؟


لماذا أقارن بينهما هكذا ؟؟


وفي العصر ، أتتني دانة ..

" الم تستعدي بعد ؟ سننطلق الآن ! "

" إلى أين ؟؟ "

" أوه رغد هل نسيت ! إلى الشاطئ كما اتفقنا ! "


بالفعل كنت قد نسيت الفكرة ... و بالرغم من أنني كنت
مسرورة جدا بها مسبقا ألا أنها الآن ... لا تعجبني !


" لا أريد الذهاب "


حملقت دانة بي و قالت :

" عفوا ! ألم تكوني أنت المشجعة الأولى ! هل ستبقين
في البيت وحدك ؟؟ "


قلت :

" هل سيذهب الجميع ؟؟ "

" بالطبع ! إنهم في انتظارنا فهيا أسرعي ! "


و ذهبت إلى غرفتها تستبدل ملابسها ...

أن أبقى وحدي في البيت هي فكرة غير واردة ... لم يكن
أمامي إلا الذهاب معهم ...


توزعنا على سيارتي أبي و سامر ...

جلس وليد على المقعد المجاور لسامر ، و أنا خلفه ، و
دانه إلى جانبي ، و تركنا والدي ّ معا في السيارة الأخرى ...

وليد و سامر كانا يتبادلان الأحاديث المختلفة تشاركهما
دانة ، أما أنا فبقيت صامتة ... أراقب و استمع ... و أشعر بالألم ...

لم تفتني أي كلمة تفوه بها وليد ... او أي ضحكة أطلقها

كنت أضغي إليه باهتمام بالغ ! حتى كدت أحفظ و أردد ما يقول !

عندما وصلنا ، فرشنا بساطا كبيرا و وضعنا أشياءنا و
جلسنا عليه ، إلا أن وليد ظل واقفا ... ثم ابتعد ... و سار نحو البحر ...

إنه لا يرد الجلوس حيث أجلس ...

لماذا يا وليد ؟؟



هل تعرفون كم دقيقة في الساعة ؟؟

ستون طبعا
!

و هل تعرفون كم مرة في الساعة فكرت به ؟

ستون أيضا
!

و هل تعرفون كم ساعة بقينا هناك ؟؟

ست ساعات
!

هل أحصيتم كم وليد جال برأسي خلال الرحلة ؟؟





الثلاثة ، أبي و وليد و سامر ذهبوا للسباحة ، أمي تصف
قطع اللحم في الأسياخ و دانة تساعدها
...

و أنا ، معدتي تئن !

" رغد ! لم لا تبتلعين أي شيء ريثما يجهز العشاء ؟؟
لم تضرم النار بعد و سنستغرق وقتا طويلا ! "

نظرت إلى دانة و قلت :

" لم لا تسرعان ؟ "

" لا يزال الوقت مبكرا ! أنت من فوّت وجبة الغداء ! "


لقد كنت جائعة بالفعل ! و فتشت في السلات فلم أجد شيئا
يستحق التهامه حتى يجهز طعام العشاء المشوي !

نظرت من حولي فرأيت مقصفا صغيرا على مقربة منا ...

" أريد الذهاب إلى هناك ! "

قالت دانة
:

" اذهبي
! "

قلت :

" تعالا معي ! "

ابتسمت دانة ابتسامتها الساخرة التي تعرفون و قالت :

" نعامتي الصغيرة ... تخشى من الظلام ...
و ترجف خوفا ... من فئران نيام ! "


و هو مطلع أغنية للأطفال !

غضبت منها فاسترسلت في الضحك ...

تجاهلتها و خاطبت والدتي :

" تعالي معي ... "

أمي مدت يديها الملطختين بعصارة اللحم ، تريني إياهما و
قالت :

" فيما بعد رغد "

نظرت نحو الشاطئ فوجدت وليد يجلس على أحد المقاعد ... و
والدي و سامر لا يزالان يسبحان
...

التفت إلى دانة و قلت :

" دعينا نقترب من الشاطئ ... أريد أن أبلل قدمي ! "

دانة قالت
:

" أنا لا أريد ! اذهبي أنت ِ "

" لا أريد الذهاب وحدي "

و عادت تغني
:

" نعامتي الصغيرة ... تخشى من الظلام !! "

أصبحت لا تطاق ... !

و أمي منهمكة في إعداد أسياخ اللحم ...

" اذهبي رغد ... إنهم هناك ! اذهبي عزيزتي ... "

قالت أمي مشجعة إياي ...

لم يكن هناك الكثيرون على مقربة منا ... و لكنني ترددت
كثيرا ...


في النهاية أقنعت نفسي بأنهم قريبون من الساحل ، كما و
إن وليد يجلس هناك ... و لا داعي لأي خوف ...

سرت نحوه و أنا أحس بنظرات أمي تتبعني ... فهي تريد لي
التخلص من خوفي المبالغ به ... من أماكن لا تستوجب أي خوف أو حذر ...

كانت أمواج البحر تتلاطم بحرية ... و نسمات الهواء باردة
منعشة تغزو صدري الضائق منذ ساعات ... فتفتح شعبه و توسعه ...

اقتربت من وليد ... و لم يشعر بي

تجاوزته نحو الماء ... فلم أحس بحركة منه .. التفت
فرأيته مغمض العينين ، و ربما نائم
!

سمحت للماء البارد بتبليل قدمي ... و شعرت بانتعاش !

لوّح سامر لي ... فشعرت بأمان أكثر و تجرأت على خطو
خطوتين يمينا و يسارا ... إلا أنني لم ابتعد أكثر من ذلك ... لم أخرج عن الحيز الذي يحيط
بوليد و يشعرني بالطمأنينة ...

و الآن تجرأت على خطوة أكبر ... و جلست على الرمال
المبللة و مددت يدي لألامس الأمواج
...

كان شعورا رائعا !

أقبل مجموعة من الأطفال بألعابهم و أطواق نجاتهم ، و
بدؤوا يلعبون بمرح ... كنت أراقبهم بسرور !

ليتني أعود صغيرة لألهو معهم !

التفت للوراء ... إلى وليد ... استعيد ذكريات ظلت عالقة
في ذاكرتي ...

كان وليد يلاعبني كثيرا حينما كنت صغيرة ! و في المرات
التي نقوم فيها برحلة إلى الشاطئ ... كان يبقى حارسا لي و لدانة !

عدت بنظري للأطفال ... أتحسر !

يبدو أن أصواتهم قد أيقظت وليد من النوم ... سمعت صوته
يتنحنح ثم يتحرك ، استدرت للخلف فوجدته يقف و ينظر إلى ما حوله ...

وليد تحرك مقتربا من البحر ... فنهضت بسرعة و قلت :

" إلى أين تذهب ؟؟ "

وليد توقف ، ثم ... قال :

" لأسبح
... "

قلت :

" انتظر ... سأعود لأمي ... "

في نفس اللحظة أقبل سامر يخرج من الماء نحو اليابسة ...

" وليد ... تعال يا رجل ! يكفيك نوما ! "

قال سامر ، فرد وليد :

" أنا قادم ... لكن ألا يجب أن نشعل الجمر الآن ؟؟ "

" لا يزال الوقت مبكرا ! "

و التفت سامر إلي و قال :

" رغد أخبري أمي بأننا سنقضي ساعات أكثر في السباحة ! "

قلت :

" حسنا
! "

بينما تصرخ معدتي : كلا !

سامر خرج من الماء ، و صار واقفا إلى جوار وليد ... و
قام ببعض التمارين الخفيفة ...

التفت إلى ناحية البساط الذي نفترشه ، و خطوت متجهة إليه ...

مجموعة من الناس كانوا يلاحقون كرة قدم ... فيضربها هذا
و يركلها ذاك ... يتحركون في طريقي
...

وقفت في منتصف الطريق لا أجرؤ على المضي قدما ...

التفت إلى الوراء فوجدت الاثنان يراقباني ...

و إلى حيث تجلس أمي و أختي ... فإذا بهما أيضا تراقباني ...

الآن ... تدحرجت الكرة نحوي و اقتربت من قدمي ... و أقبل
اللاعبون يركضون نحوها ...

وصل إلي أحدهم و قال :

" معذرة يا آنسة "

أصبت بالذعر ... فجأة ...

خطوة للوراء
...

ثم خطوة أخرى
...

ثم أطلقت ساقي للريح راكضة باضطراب و فزع ...

إلى حيث جرفني التيار ...

نحو وليد
!


descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
ياجدعان والله بيحبوا بعض
بس زى ماقلتلك حاسس ان القصه دى لسه فيها اجزاء اكتر من اللى نزلت

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
دا فعلا الخوف من الاماكن العامه طلع مرض
بس يا سلام تجرى تروح تمسك ايد حبيبها مش خطيبها
هوة ده الحب

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
اروح اقرأ الجزء الباقى

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
انا عايزة اعرف ايه الى هيحصل بعد كدة
متتاخريش علينا لانى بدخل المنتدى كل يوم عشان الروايه
وبشكرك للمرة الالف

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
u r welcome hannod 7ader ha7awel anazelko kol yoom
m3 en kan el naas byn 3aleeha bd2et tzh2 Very Happy

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
صدقينا احنا مش زهقنا دا لهفه للروايه

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
hanod كتب:
اروح اقرأ الجزء الباقى

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
hanod كتب:
انا عايزة اعرف ايه الى هيحصل بعد كدة
متتاخريش علينا لانى بدخل المنتدى كل يوم عشان الروايه
وبشكرك للمرة الالف

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الجزء 33

more_horiz




أفقت من غفوتي القصيرة ...

كنت أجلس على أريكة بمحاذاة الشاطئ ، تتدلى قدماي في
مياه البحر و تعانقان أمواجه الراقصة
...

الهواء كان منعشا جدا و البحر غاية في الجمال ... منظر
لم تره عيناي منذ سنين
إنها المرة الأولى منذ تسع سنين ، التي يبتهج فيها صدري
و أنا بين أهلي و أحبابي ...

أصوات مجموعة من الأطفال تغلغلت في أعماق أذني و أيقظتني
من راحتي النادرة

ما إن فتحت عينيّ الناعستين حتى تلقتا منظرا جعلني أقف
منتصبا فورا !

كانت رغد ... صغيرتي الحبيبة ... خطيبة أخي الوحيد ...
تجلس على الرمال المبللة تعبث بالماء ... إلى جواري تماما !

نهضت و قد أصابني الروع !

و سرعان ما هبت هي الأخرى واقفة ، تنظر إلي ...

وجّهتُ سهام بصري إلى البحر ... ليبتلع أي شعور يفكر في
الاستيقاظ في داخل قلبي ... و خطوت مبتعدا عنها

استوقفتني ، فأخبرتها بأنني ماض للسباحة فقالت بسرعة :

" انتظر ! سأعود لأمي ... "

لم أعرف ما إذا كانت تقصد مني مرافقتها أو مراقبتها
تحديدا ، إلا أنها حين سارت مبتعدة بقينا أنا و سامر ـ و الذي خرج من الماء للتو و
وقف إلى يساري لا يفصلني عنه غير شبرين ـ نراقبها و هي تبتعد ...

و حين ظهر فتى في طريقها يريد أخذ كرة القدم التي تدحرجت
منه نحوها ، اضطربت صغيرتي ... و استدارت نحونا ... و أقبلت مسرعة و أمسكت بذراعي
اليمنى و اختبأت خلفها !

أنا طبعا وقفت كالجدار لا أحس بشيء مما حولي و لا أعرف
ماذا يحدث و ماذا علي أن أفعل !

أردت أن أسحب ذراعي لكنها غرست أظافرها بي و آلمتني ...

الفتى ذاك كان يحمل الكرة و ينظر بتعجب نحونا

و أمي و دانه أيضا تنظران بتعجب

أما النظرات التي لم أعرف ما طبيعتها هي نظرات أخي سامر ...

" صغيرتي ... صغيرتي ... لا بأس عليك ... اهدئي
أرجوك "

رغد الآن تنظر إلى و قد اغرورقت عيناها بالدموع ، و قالت
بانفعال و اضطراب :

" لماذا لم تأتِ معي ؟ لماذا تركتني وحدي ؟ هل تريد
أن يؤذيني أحد بعد ؟ "

كلمتها هذه جعلت عضلاتي تنقبض جميعها فجأة ، و لا شعوريا
مسكت أنا بيديها و شددت عليهما بقوة
...

لحظة جحيم الذكرى ... و أعيينا تحدق ببعضها البعض بحدة
... من عيني يقدح الشرر الحارق ... و من عينها تنسكب الدموع المجروحة ... و في
بؤبؤيها أرى عرضا للشريط المشؤوم اللعين ... و صورة لعمّار يبتسم ... و الحزام
يتراقص ...

" لكنت ُ قتلته "

نطقت بهذه الجملة لا إراديا و أنا أحدق بها في نظرات
ملؤها الشر ... و القهر ...

لقد شعرت بأشياء تتمزق بداخلي ... و أشياء تعتصر ... و
أشياء تتوجع و تصرخ ...

كيف لي أن أتحمل موقفا كهذا ؟؟

لو ظل سامر صامتا ، ربما بقيت شهورا واقفا عند نفس
النقطة ، إلا أن صوته قطع الحبال المشدودة و أرخى العضلات المنقبضة

" رغد
... "

أطلقنا نظراتنا المقيدة ببعضها البعض و سمحنا لها
بالانتقال إلى عيني سامر ...

لا يخفى عليكم الذهول و الحيرة و الدهشة التي كانت تغلف
وجه سامر الواقف ينظر إلينا ...

قال :

" رغد ... عزيزتي ... "

و لم ينطق بعدها بجملة واضحة تفسر التعبيرات الغامضة
المرسومة على وجهه الحائر ...

رغد الآن بدأت تمسح دموعها و قد هدأت نوعا ما ...

الآن ... تصل أمي و أختي ... و تستدير رغد إليهما ، و
تنطق بمرارة :

" قلت لك لا أستطيع ... لا أريد المجيء ... لا
أستطيع ... لا تتركوني وحدي
"

و انخرطت في مزيد من البكاء المؤلم

أمي أحاطتها بذراعيها و أخذت تتمتم بكلمات لم استطع
استيعابها من هول ما أنا فيه
...

ثم رأيتهن هن الثلاث ، رغد و أمي و دانة ، يبتعدن عائدات
من حيث أتين ...

سامر ظل واقفا لثوان أخرى ، ثم هم باللحاق بهن ... و
حانت منه التفاتة إلي ... فرآني و أنا أنهار على الرمال و أضغط بيدي على معدتي و أتأوه
ألما ...

لقد شعرت بأشياء تتمزق و تعصر في أحشائي ... و دوار
داهمني دون إنذار مسبق ... و خور و وهن مفاجئ في بدني ... فهويت أرضا ...

كنت أعرف أن قلبي ينزف من الداخل ، كما تنزف أنسجة جسدي
كله من شدة الموقف و قسوته ... و شعرت بالدماء تجري بكل الاتجاهات في جسمي ... و
أحسست بها تصعد من جوفي ... و تملأ فمي ... ثم تخرج و تنسكب على الرمال ملونة
إياها هي و يدي المرتكزة عليها باللون الأحمر ...
الآن ... تستطيع عيناي رؤيتها بوضوح ... تماما كما ترى
النور ...

دماء حقيقية خرجت من جوفي ممزوجة بعصارة معدتي المتلوية
ألما ...

" وليد
! "

رفعت رأسي ، فإذا بي أرى سامر ينظر إلى موضع الدماء بذعر ...

" ما هذا ؟؟ "

ما هذا ؟ أظن أنها دماء ! و هي المرة الأولى التي تخرج
فيها دمائي من جوفي ... و أنا أشعر بألم حاد جدا في معدتي ...

ما هذا ؟

أظن أن هذا عرضٌ لمرض ٍ ما ...



بعد فترة ... كنا نجلس قرب موقد الجمر ، نستنشق الأدخنة
المتصاعدة من المشويات ... و نتلذذ برائحتها الشهية ...

كان والدي يقلب الأسياخ و يهف الجمر ... و كلما نضج
اللحم في أحد الأسياخ دفعه إلى واحد منا ، فيلتهمه بشهية كبيرة ...

و الآن جاء دوري ...

" تفضل يا وليد "

كنت أود مشاركتهم هذه الوجبة اللذيذة التي لم أذق لها
مثيلا منذ سنين ... لكن الآلام الحادة في معدتي حالت دون إقبالي على الطعام ...

" شكرا أبتاه ... لا أستطيع التهامها فمعدتي مضطربة
جدا "

قال سامر
:

" لقد تقيأ دما قبل قليل "

الجميع ينظر إلى الآن بقلق ...

ابتسمت و قلت
:

" ربما أكلت شيئا لم تتقبله ! لا تكترثوا "

أمي قالت بقلق :

" بني ... عساه خيرا ؟؟ "

" لا تقلقي أماه ... ستهدأ بالصيام لبعض الوقت "


ثم حاولت تغيير مجرى الحديث ...

أبي مد سيخ اللحم المشوي نحو الشخص التالي قائلا :

" نصيبك يا رغد "

رغد كانت تجلس على مؤخرة البساط ، بعيدة عن موقد الجمر
الذي نجتمع قربه ...

رغد نهضت ، و أقبلت نحونا و مدت يدها و أخذت السيخ ، ثم
همت بالعودة إلى المؤخرة ...

نهضت أنا و قلت :

" تفضلي هنا ... أنا سأتمشى قليلا "

و ابتعدت كي أدع لها المجال لتجلس مكاني ، قرب الجميع
... و تستمتع معهم بوجبة الشواء الشهية
...

ذهبت أولا نحو سيارة أخي ، و استخرجت علبة السجائر التي
كنت أضعها في جيب بنطالي الذي استبدلته بملابس السباحة ... ثم انطلقت إلى البحر
... و جلست على الرمال ... أدخن بشرود

صوت أبي الجهور كان يصلني خافتا ضاحكا ... إذن فالجميع
يستمتعون بوقتهم ... كم أتمنى لو أعود للحياة الدائمة معهم ... ليتني أستطيع ذلك ...

ليتني أستطيع رمي الماضي في قلب البحر ... و نسيانه ...

بعد قرابة النصف ساعة جاءتني دانة

ابتسمت عند رؤيتي لها ، فابتسمت هي الأخرى إلا أنها
سرعان ما حملقت بي بتعجب ...

" أنت تدخّن ؟؟ "

مرّغت السيجارة التي كانت في يدي في الرمل المبلل ، إلى
جوار أختها السابقة ... و ابتسمت ابتسامة واهنة تنم عن الاستسلام و القنوط ...

" عادة سيئة ... لا خلاص منها ! "

دانه جلست إلى جانبي و أخذت تراقب الأمواج المتلاطمة ...
ثم قالت :

" لم أكن أعلم بذلك ! لو كان نوّار يدخن لرفضت
الارتباط به ! لا أطيق رائحة هذه المحروقة السامة ! "

قلت ببعض الخجل :

" معذرة
"

ثم أضافت مداعبة :

" و على فكرة ... فإن جميع الفتيات مثلي أيضا ! و
إن استمررتم في التدخين فسوف تسببون أزمة عزّاب و عوانس ! "

أطلقتُ ضحكة عفوية على تعليقها خرجت من أعماق صدري
ممزوجة ببقايا الدخان!

قلتُ بعد ذلك
:

" إذن ... هل استعديتما للزفاف ؟؟ "

بشيء من الخجل قالت :

" تقريبا ... إنه يريد أن نتزوج بعد عودة والديّ من
الحج مباشرة ! أبي يود تأجيل ذلك شهرين أو ثلاثة ... أما والدتي فتراه موعدا
مناسبا جدا ، و تريد أن يتزوج سامر و رغد معنا دفعة واحدة ! "

و هذا خبر ليس فقط يحبس الأنفاس في صدري و يعصر معدتي ،
بل و يستل روحي من جسدي ... و لن أعجب إن رأيتها تنسكب على الرمال أمامي كما
انسكبت دمائي قبل قليل !

في هذه اللحظة أقبل سامر و رغد ... لينضموا إلينا

قال سامر
:

" هل لنا بالانضمام إليكما ؟ تركنا الوالدين يشويان
السمك ! "

قالت دانة ضاحكة :

" أوه أمي ! من سيلتهم المزيد ؟ أخبرتها ألا تحضر
السمك و لكنها مولعة به كثيرا !
"

و استدارت نحوي :

" وليد كيف معدتك الآن ؟ ألا تحب أن تتناول بعض
السمك المشوي ؟؟ "

" كلا ، لا طاقة لي بالطعام هذه الليلة "

و جلس سامر إلى جانبي الآخر ، و رغد إلى جانب دانة ...

قال :

" فيم كنتما تتحدثان ؟؟ "

قالت دانة
:

" فيكما أنت و رغد ! كنت أخبر وليد أنكما حتى الآن
لم تتخذا قرارا نهائياحاسما بشأن موعد الزفاف ! "

سامر ابتسم و قال :

" أنا جاهر و في انتظار أوامر العروس ! "

العروس هي رغد ! و رغد هي صغيرتي الحبيبة ... التي كنت
أحلم بالزواج منها ذات يوم ... ثم فقدتها للأبد ... فهل لكم أن تتخيلوا حالي هذه
اللحظة ؟؟

قالت دانة
:

" هيا يا رغد ! قولي نعم و دعينا نحتفل سوية ! "

ثم غيرت النبرة و قالت مداعبة :

" و لكن كوني واثقة من أنني سأكون الأجمل بالتأكيد ! "

أذناي طارتا نحوها ، حتى كادتا تلتصقان بشفتيها أو حتى
تخترقان أفكارها لأعلم ما ستقوله قبل أن تقوله ... تكلمي رغد ؟؟

رغد ظلت صامتة ... و أنا أذناي تترقبان بصبر نافذ ...
هيا يا رغد قولي أي شيء ... ارمني بسهام الموت واحدا بعد الآخر ...

اطعنيني بخناجر الغدر و حطمي قفصي الصدري و مزقي الخافق
الذي ما فتئ يحبك مذ ضمك إليه طفلة يتيمة وحيدة ... توهم أنها خلقت من أجله فجاءت
قذائفك تدمر قلعة الوهم التي بنيتها و عشت بداخلها 15 عاما ... أو يزيد ...

و أقسم ... أقسم أنك لو تزوجت مع شقيقتي في نفس الليلة ،
فإني سأتخلى عنها و أخذلها و أدفن نفسي بعمق آلاف الأميال تحت الأرض ، لئلا أحضر
أو أشارك أو أبارك ليلة تزفين فيها إلى غيري ... مهما كان ...

بعد كل هذه المشاعر التي تصارعت في داخلي في ارتقاب
كلمتها التالية ... و أذاني تصغيان باهتمام و تركيز شديدين أكاد معهما أسمع دبيب
النمل ...

بعد كل هذا ... جاءني السهم المباغت التالي :

" وليد ... ما رأيك ؟؟ "

أنى لي أن أصف ما أود وصفه و أنا بحال كهذه ؟؟

تسألينني أنا عن رأيي ؟؟ رأيي في ماذا ؟؟

في أن تتزوجي شقيقي اليوم أو غدا أو بعد قرن ؟؟

في أن تذبحيني اليوم أو غدا ... أو بعد قرن ؟؟

أتشهد أيها البحر ؟؟

ألا يا ليتك تبتلعني هذه اللحظة ... فأمواجك العاتية
ستكون أكثر لطفا و رحمة بحال رجل تسأله حبيبة قلبه : ما رأيك بموعد زفافي !

تحركت يداي إلى علبة السجائر الموضوعة على الأريكة
الجالسة خلفي ، و تناولت واحدة و أشعلتها في محاولة مستميتة للفرار من جملة رغد ،
التي كنت قبل ثواني أتوق لسماعها و أرسل أذنيّ نحو لسانها لالتقاط الجملة بسرعة
فور خروجها ...

بدت اللحظة التالية كالساعة بل كالقرن في طولها ..

سحبت نفسا عابقا بالدخان المنبعث من السيجارة المضغوطة
بين شفتي ...

و أطلقت زفرة قوية ... حسبت معها أن روحي قد انطلقت ، و
الدخان قد لوث الكرة الأرضية بكاملها
...

قلت ... بعدما عثر لساني على بضع كلمات مرمية على جانبية :

" الأمر عائد إليكما "

و وقفت
...

و قلت
:

" معذرة ... سأدخن في مكان آخر "

و انصرفت عنهم ...

سرت ُ مبتعدا ، و وقفت موليا إياهم ظهري ... انفث السموم
من و إلى صدري و أقاوم آلام قلبي و معدتي ... و أحترق .

بعد فترة ، انتهت رحلتنا و آن أوان العودة إلى البيت ...

لم أكن أريد أن أركب سيارة سامر ... فقربه و قربها مني
يعني مزيدا من الألم و الاحتراق ، لكنني حين رأيت دانة تركب سيارة والدي ، و رغد
تقف عند سيارة سامر ... توجهت تلقائيا و جلست على المقعد الأمامي ، لأمنعها من
الجلوس عليه !

مشوار العودة كان طويلا مملا ... فقد التزمنا الصمت ...
و رغد نامت !

" وصلنا عزيزتي ! "

قال سامر ذلك و هو يلتفت إلى الوراء ، ليوقظ رغد ...

كنا قد وصلنا قبل الآخرين ...

فتحت أنا الباب و هبطت من السيارة ، و رأيت رغد تستفيق ...

ذهبت إلى مؤخرة السيارة أفرغ حقيبتها من حاجيات الرحلة ،
ثم أحملها إلى داخل المنزل ...

و أقبل سامر يساعدني ، و حين وصلت إلى الباب ، جاءت رغد
بمفتاح سامر و فتحته لي ... و انطلقت مسرعة نحو الباب الداخلي تفتحه على مصراعيه
لأدخل بما تحمل يداي ، و أتجه نحو المطبخ ...

وضعت الأشياء في المطبخ و استدرت راغبا في العودة لجلب
البقية ... رغد واقفة عند باب المطبخ تراقبني ...

حين مررت منها ...

" وليد
"

وقفت ... و عاودني الشعور بالألم في معدتي فجأة ... يكفي
أن أسمعها تنطق باسمي حتى تتهيج كل أوجاعي ...

لم أرد ، و لكنني توقفت عن السير منتظرا سماع ما تود
قوله ...

" وليد
"

عادت تناديني ... تعصرني ...

" نعم ؟؟ "

قالت
:

" ألم يعد يهمك أمري ؟؟ "

فوجئت بسؤالها هذا فالفت إليها مندهشا ...

كانت عيناها حمراوين ربما من أثر النوم ... و لكن القلق
باد عليهما ...

" لم تقولين ذلك !؟ "

قالت
:

" لم لم تبد ِ رأيك بشأن زواجي ؟؟ "

تصاعدت الدماء المحترقة إلى شرايين وجهي و ربما إلى حلقي
لكنني ابتلعتها عنوة

قلت :

" إنه أمر يخصكما وحدكما ... و لا شأن لي به "

رغد هزت رأسها اعتراضا ثم قالت :

" لكن وليد ... أنا ... "

و لم تتم الجملة ، إذ أن أخي سامر أقبل يحمل بعض الأغراض
، فسرت أنا خارجا لجلب المتبقي منها
...

فيما بعد ، و سامر يحمل بطانية و وسادة قاصدا الذهاب
للنوم في غرفة الضيوف و تركي أنام في غرفته ، كما أصر ... و قبل أن يخرج من الغرفة
توقف و قال :

" وليد ... هل لي بسؤال ؟ "

" تفضل ؟؟ "

تأملني لحظة ثم قال :

"وليد ... لماذا ... قتلت عمّار ؟؟ "






~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~






ذهبت مباشرة إلى غرفتي ، قبل أن تحضر أمي و دانه ثم
تطلبان مني مساعدتهما في الغسل و التنظيف ...

فأعمال المنزل هي آخر آخر شيء أفكر بالقيام به في هذه
الساعة ، و هذه الحال

يكاد قلبي ينفطر أسى ... لحقيقة مرة أتجرعها رغما عني

وليد لم يعد يهتم لأمري ... و لم أعد أعني له ما كنت و
أنا طفلة صغيرة ...

ربما ظن الجميع أنني أويت لفراشي و نمت ... فعادتي أن
أنام مبكرة ، إلا أنني قضيت ساعات طويلة في التفكير و الحزن ... و الألم و الدموع
أيضا

لماذا يعاملني وليد بكل هذا الجفاء و يبتعد كلما اقتربت
؟؟

و دليل آخر ... تكرر صباح اليوم التالي ...

فقد نهضت متأخرة ... و وجدت الجميع مجتمعين في غرفة
المعيشة يتناقشون حول أمور شتى
...

دخلت الغرفة فتوقف الجميع عن الحديث ، و ألقيت تحية
الصباح ... ثم خطوت باتجاه أحد المقاعد راغبة في مشاركتهم أحاديثهم ...

و الذي حدث هو أن وليد نهض ، و هم بالمغادرة ...

شعرت ُ بألم حاد في صدري ...

قلت :

" كلا ... ابق حيث أنت ... أنا عائدة إلى غرفتي ...
اعتذر على إزعاجكم "

و استدرت بسرعة مماثلة للسرعة التي بها انهمرت دموعي ...
و غادرت المكان ...


ذهبت إلى غرفتي و سبحت في بحر دموعي ...

وافتني أمي بعد قليل و رأتني على هذه الحال

" رغد يا عزيزتي ... لا تأخذي الأمر بهذه الحساسية
! إنه لا يقصد شيئا ... لكنه الحياء
! "

انفجرت و تفوهت بجمل لم أفكر فيها إلا بعد خروجها ، من
شدة تأثري ...

قلت :

" إذا كان وجودي في هذا البيت يزعجه فأنا سأرحل إلى
بيت خالتي ... ليأخذ حريته التامة في التجول حيثما يريد "

أمي صدمت بما قلت ، و حملقت بي باندهاش ...

" رغد ! كيف تقولين ذلك ؟؟ "

" إنه يتعمد تجاهلي و تحاشي ّ ... كأنني فتاة غريبة
و موبوءة ... أ لهذا الحد لم يعد يطيقني ؟ ألم أعد أعني له شيئا ؟؟ ألم يكن يعني
لي كل شيء في الماضي ؟؟ "

و سكت ّ ُ ، التقط بعض الأنفاس و أمسح الدموع بكومة من
المناديل متكدسة في يدي ... كنت أبكي بانفعال ...

والدتي قالت فجأة :

" و الآن ؟؟ "

نقلت بصري من كومة المناديل المبللة في يدي ، إلى عيني
أمي و نظراتها المقلقة ...

و الآن ؟؟

أعتقد أن أمي كانت تلمح إلى شيء ، لم تجرؤ على التصريح
به ... و إن قرأت بعض معالمه في عينيها
...

إنها نفس النظرة التي رمقتني بها تلك الليلة ، ليلة رحيل
وليد السابق ، قبل أذان الفجر
...

و خفت ... من الحقيقة التي لا أريد أن أكتشفها أو
يكتشفها أي كان ... حقيقة الشعور بالحرارة التي تتأجج داخلي كلما كان وليد على
مقربة ..



في ذات اليوم ، أصررت على الذهاب إلى بيت خالتي و تناول
الغذاء مع عائلتها

كنت أريد أن أبتعد مسافة تسمح لي بالهدوء ، فنبضاتي لا
يمكن أن تهدأ و وليد في مكان قريب
...

هناك فوجئت بأمر آخر !

خالتي انفردت بي لبعض الوقت في إحدى الغرف و بدون أية
مقدمات سألتني :

" هل صحيح أنك ... أنك لا ترغبين في الزواج من ابن
عمك سامر ؟؟ "

دهشت و هالني ما سمعت ... قلت بذهول :

" أنا ؟ من ... قال ذلك ؟؟ "

خالتي كانت تحدثني بجدية و قلق واضحين ...

قالت
:

" لقد سمعَتْك سارة تخبرين نهلة بهذا ذات مرة ... و
ذكرت الأمر على مسمع مني و من حسام ... و من حينها و هو و أنا معه في جنون ! "

لم أع ِ الأمر بالسرعة المفروضة ، بل بقيت أحملق بدهشة و
بلاهة في عيني خالتي ... و ربما هي فسرت صمتي موافقة على ما تقول ...

" رغد ... أخبريني بكل شيء ... فإن لم تكوني ترغبين
في الزواج من ذلك المشوه فثقي بأنني لن أسمح لهذا الزواج بأن يتم أبدا "








فيما بعد ، كنت أجلس مع نهلة في غرفتها دون وجود سارة ـ
لوحدنا أخيرا !

قلت :

" و تقولين أنها لا تعي شيئا ؟ إنها أخطر مما ظننت
! يا لجرأتها ... كيف تخبر خالتي و حسام بأمر كهذا !؟ هل أنا قلت ذلك ؟؟ "

نهلة تنهدت و قالت :

" هذا ما ترجمه دماغها الصغير ! لقد قلت أنك لا
تريدين الزواج الآن ! أخضعتني أمي لاستجواب مكثف ، و أخي حقق معي مطولا بسبب هذا
الأمر ! "

" يا إلهي ! "

ابتسمت نهلة ابتسامة سخرية ماكرة ، ثم وقفت فجأة و نفخت
صدرها هواء ً ، و رفعت كتفيها عاليا ، و قطبت حاجبيها و عبست بشكل غريب مرعب و
قالت بنبرة خشنة ـ تقلد حسام :

" أمي يجب أن تتأكدي من الأمر لأنني إن اكتشفت أنهم
أرغموها على هذا الزواج أو استقلوا كونها يتيمة و صغيرة و ضعيفة ، فأقسم بأنني
سأشوه النصف الآخر من وجه ذلك اللئيم الماكر "

قفزت أنا واقفة بغضب ...

" نهلة
! "

ألا أنها تابعت تمثيل المشهد :

" قلت لك يا أمي ... تدخلي و امنعي هذا الارتباط
منذ البداية ... أترين أن فتاة في الرابعة عشر هي مدركة بالقدر الكافي لتحديد
مصيرها في أمر كهذا ؟؟ كيف تجرءوا على فعل هذا كيف ؟؟ كيف ؟؟ ويل لذاك المشوه مني "

" يكفي نهلة ... "

قلت ُ بعصبية ، فعادت نهلة إلى شخصيتها الطبيعية ، و
قالت :

" هذا ما كان يحصل كل يوم ! تعرفين أن حسام يبغض
خطيبك من ذلك الحين ! "

قلت :

" لا أقبل أن ينعته أحد بالمشوه ... و تشوه وجهه
ليس شيئا يستحق أن يعير عليه"

نهلة جلست على السرير ، و قالت :

" ليس بسبب التشوه هو ناقم منه ! تعرفين ! إنه
بسببك أنت ! لازال مولعا بك !
"

انزعجت من هذا ... فقد كنت أظن أن الأمر قد انتهى ... لكن ...

" أرجوك نهلة لنغير الموضوع ... لقد أكدتُ لوالدتك
أن سارة فهمت خطأ ... و إن بدا عليها عدم الاقتناع ... لكن لندع الأمر ينتهي الآن ... "

و أتيت و جلست قربها ... ثم اضطجعتُ مسترخية على السرير ...

" إذن ... ماذا قررت ؟ مع دانة أم بعدها ؟؟ "

تنهدت بانزعاج من الموضوع برمته ... قلت :

" لم أقرر يا نهلة ... لماذا يطاردني الجميع بهذا
السؤال ؟؟ "



descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الجزء 34

more_horiz

" لم أقرر يا
نهلة ... لماذا يطاردني الجميع بهذا السؤال ؟؟ "

نهلة أمسكت بيدي اليمنى و أخذت تحرك
خاتم الخطوبة حول إصبعي البنصر و تقول :

" لأن هذا
الخاتم سئم البقاء حول هذا الإصبع ! إنها أربع سنوات يا رغد ! "

قلت :

" لكنني لا
أزال صغيرة ! ألا ترين ذلك ؟؟ أريد أن أتخرج من الجامعة أولا.. و أريد أن ... تتغير علاقتي بسامر فأنا لا أشعر بشيء مميز
تجاهه "

كنت أنظر إلى السقف ، و لكن رأس ابنة
خالتي ظهر أمامي فجأة ... و أجبرني على النظر إلى عينيها ...

قالت :

" تقصدين لا
تحبينه ... "

و كان تقريرا إجباريا لا سؤالا ...

التفت يمينا فأمسكت هي بوجهي و أعادته
حيث كان و أجبرتني على النظر إلى عينيها الناطقتين بالحق ...

" لا تهربي
رغد ! أنت ِ لا تحبينه ! "

استسلمت ... و غضضت بصري ... أتحاشى
تلك النظرة الثاقبة الفاهمة ...

نهلة هي أكثر شخص يفهمني و أبوح إليه
بأسراري و كل ما يختلج مشاعري ...

نهلة مسحت على رأسي بعطف و قالت :

" رغد ... لا
تتزوجيه إذا لم تكوني ترغبين في ذلك ... إنه كالأخ بالنسبة إليك ! أبقيه أخا فأنت
بحاجة إليه كأخ لا كزوج ! "

" نهلة ! ... "

و ضربت أنفي بإصبعها ضربة خفيفة و هي
تقول :

" أليس كذلك
؟؟ "

عدت أحدق بها ... في حيرة من أمري ...

قلت :

" من أتزوج
إذن ؟؟ "

هي ابتسمت و قالت بمكر :

" أخي حسام ! "

رفعت رأسي و صدمت جبينها بجبيني عمدا
ثم جلست و أخذت هي تمثل دور المتألمة !

" آه ...
رأسي ! كسر في الجمجمة ! انجدوني ! "

قلت بنفاذ صبر :

" قلت لك ِ !
لا تتوبين !"

قالت و قد بدت عليها الجدية الآن :

" صدقيني يا
رغد ... إنه مهووس بك ! "

قلت :

" و الآخر
كذلك ! لم تظنينه يلح علي بالزواج ؟ إما أن نتزوج أو يفتش عن وظيفة أخرى تبقيه
قربي ! "

قالت ، تنظر إلي بعين شبه مغمضة و
حاجبيها مرفوعين أقصاهما :

" من مثلك !
عاشقان في وقت واحد ! يا للحظ ! كم أنا مسكينة ! "

" قلت لك لا
تتوبين ! أوه نهلة ! لسوف أطلب من خالتي التفتيش عن عريس لك حتى أتخلص منك كما
تخلصت من دانة ! "

ضحكت نهلة و قالت :

" سأتزوج من
شقيق زوجك حتى آتي للعيش معك ! لن تتخلصي مني ! "

و استمرت في الضحك ...

الجملة أثارتني كثيرا ... غضبت و قلت
بانفعال لا يتناسب و دعابتها العفوية :

" قلت لك دعي
وليد و شأنه ... لا تأتي بذكر هذا ثانية أ فهمت ِ ؟؟ "

نهلة ابتلعت ضحكتها و نظرت إلي بشيء
من التعجب و الحيرة ...

" ما الأمر
رغد ! كنت أمزح ... لم انفعلت هكذا ؟؟ "

خجلت من نفسي فأنا لا أعرف لم انفعلت
بهذا الشكل بينما هي تمزح ليس إلا ...

بل ، و حتى لو كان كلامها غير مزاح
... لم علي الانفعال هكذا ؟؟

اعتقد أن وجهي تورد ... فنظرات نهلة
توحي بأنها تلحظ شيئا غريبا على وجهي ...

التفت نحو اليسار أخفي شيئا مما قد
يكون ظاهرا على وجهي دون أن أملك القدرة على مواراته لكن توتري كان أوضح و أفصح من
أن يغيب عن ذهن نهلة ... التي
تعرفني عز المعرفة ...

" رغد ...
ماذا دهاك ؟؟ "

" أنا ؟ لا
شيء ... لا شيء "

و الآن استدرت كليا ، و أوليتها ظهري
... بل و سرت نحو المجلة الموضوعة على المنضدة قرب سرير نهلة ... متظاهرة بالبرود ...

قالت تحاصرني :

" وليد غائب
الآن ؟؟ "

قلت :

" لا ... عاد
إلينا منذ يوم أمس الأول ... "

و أمسكت بالمجلة ، و جلست على السرير
، و أخذت أقلب صفحاتها و ألْهي نفسي بالتفرج على الأزياء و المساحيق و العطور ...
و حتى الأخبار السياسية و الرياضية ... و صور اللاعبين !

" أوف ! "

أغلقت المجلة بسرعة ، بعد أن وقعت
عيناي على صورة نوّار يبتسم !

يا إلهي ! كم أنفر من هذا الشخص ! رغم
أنه محبوب من قبل الكثيرين و الكثيرات !

" ماذا دهاك
؟؟ "

" إنه ذلك
المغرور ! من أمنيات حياتي ... أن أتصفح مجلة ذات يوم ثم لا أجد صورة له فيها ! يا
له من شخص بغيض ! أتساءل ما الذي يجذب هؤلاء البشر إليه ؟؟ دانة المسكينة ! "

" و لم
مسكينة ..؟ ألست تقولين أنها تحبه ؟؟ "

" كثيرا !
إنه سيعود الليلة من رحلته و ستقيم الدنيا و تقعدها من أجله ! لابد أنها الآن تعد أطباق العشاء و الكعك من أجله ! الحمد لله
إنني لست معها في المطبخ هذه الساعة ! "

و ضحكنا بمرح ...

ثم قالت :

" و خطيبك
سيرحل اليوم ؟ "

" نعم ...
خلال ساعتين "

" إذا ...
ألا يجدر بك أن تكوني معه الآن ؟؟ "

وقفت ... و سرت في الغرفة بضع خطوات
حائرة ... فقد خرجت من منزلي منذ الصباح ، و هاهي الساعة تتجاوز الثالثة ظهرا ...
و لابد أن سامر ينتظر عودتي الآن ...

قلت :

" إنه مع
وليد ... الكل محتفٍ بعودته و مشغول به ! من سيذكرني هذه اللحظة ؟؟ "

قالت :

" هل سيرحل
وليد عاجلا ؟ "

" لا .. على
ما أظن و أتمنى "

" تتمنين ؟؟ "


وقعت ُ في شركي ! قلت محاولة التصحيح
و التعديل :

" أقصد نتمنى
جميعا ... فلا أحد يود رحيله و والداي سيحزنان كثيرا جدا كالمرة السابقة و التي
سبقتها إن رحل ... أتمنى أن يستقر هنا و يريح الجميع "


ربما كان الحمرة تعلو وجهي هذه المرة
أيضا ...

و الآن ... إي شيء أشغل يدي به تغطية
على اضطرابي هذا ؟ ألا يوجد في الغرفة مجلة أخرى ...؟؟

وقع بصري على مجموعة زجاجات العطر
أمام مرآة الغرفة ، فذهبت أليها أشمها واحدة تلو الأخرى ...

أقبلت نهلة و وقفت إلى جانبي ...

قالت :

" ربما لديه
ارتباطات هامة هناك ! عمل ... منزل ... عائلة ... زوجة ! "


استدرت إليها و قد اكفهر وجهي ... و
قلت بسرعة :

" إنه غير
متزوج "

" أحقا ؟؟ "


كانت نظراتها تشكيكية مخيفة ! قلت :

" طبعا ! و
هل تظنين أنه سيتزوج دون إبلاغنا ! مستحيل ! ما يبقيه هناك هو العمل ... ليته يجد
فرصة للعمل هنا و يستقر معنا ... "


قالت :

" لتضمنوا
عدم رحيله ... زوجوه ! "


و أضافت و هي تبتسم بمكر :

" أنتم
الثلاثة في ليلة واحدة ! و نتخلص منكم ! "


رفعتُ إحدى زجاجات العطر أمام وجهها
بغتة و تأهبتُ لرش العطرعلى عينيها !


" أوه لا لا
رغد كنت أمزح ! "


و فرّت و صرت أطاردها حتى جلسنا على
السرير نضحك بشدة !


بعد قليل ... قلت :

" علي العودة
للبيت ! سامر ينتظر اتصالي ! "

و قمت ، متوجهة إلى الهاتف الموضوع
على مكتب نهلة ...

و اتصلت بالمنزل ... و إذا بالدماء
تتصاعد من جديد و بغزارة إلى وجهي ... و نهلة تقترب مني و تراقبني ...


" وليد ؟
إنها أنا "

" ( مرحبا ...
رغد ) "

" إمم .. أود
التحدث إلى سامر "

" ( سامر ...
أظنه يستحم الآن ! هل تريدين شيئا ؟ ) "

" أأأ ...
أريد أن يأتي إلي ّ ... هل لا أبلغته بأنني أنتظره ؟ "

" ( حسنا ) "

" شكرا "

" العفو ...
صغيرتي "
و أغلقت السماعة بصعوبة ... فقد كانت
يدي ترتجف !

و بدأت أتنفس بعمق و أشعر بالحر ... و
أيضا ... أتصبب عرقا !

نهلة وقفت أمامي مباشرة تشاهد
الاضطراب الذي اعتراني فجأة ... بحيرة و فضول


" رغد ... "

" نعم ؟؟ "

" لماذا
تنفعلين كلما جيء بذكر وليد !؟ "

" أنا ؟؟ من
قال ذلك !؟ "

و مدت نهلة يدها و تحسست جبيني
براحتها ...

" إنك تغلين
! وجهك أحمر ناضج و جبينك مبلل بالعرق ! "


أربكتني كثيرا كلمات نهلة ... و حاولت
التملص من نظراتها لكنها حاصرتني ...

ابتعدت عنها و ذهبت إلى حيث أضع
عباءتي لأرتديها استعدادا للمغادرة !


" و لكن
خطيبك لم يحضر بعد ! "

" سأستعد ... "


كنت أريد أن أنشغل بشيء بعيدا عن
نظرات نهلة التي تخترق أعماقي ...

كنت أضبط حجابي مولية إياها ظهري ...

قالت :

" خطيبك شاب
جيد يستحق فتاة رائعة مثلك ! "

تابعت ترتيب حجابي دون أن أعير جملتها
هذه اهتماما ...

قالت :

" و أخي شاب
جيد و يستحق فتاة رائعة مثلك ! "

و لم ألتفت إليها ! حتى لا أدع لها
مجالا لفتح الموضوع مجددا !

و تابعت ارتداء عباءتي ...

" و وليد شاب
جيد و يستحق فتاة رائعة مثلي ! "


استدرت فجأة نحو نهلة ... باضطراب و
توتر و انزعاج جلي شديد ! ...

اصطدمت نظراتنا الحادة العميقة ... و
بقينا لبضع ثوان نحملق في بعضنا البعض ...

نهلة أوقعت بي ...

إنها خبيثة !

كنظراتها التي ترشقني بها الآن ...

أتت نحوي ... و رفعت يدها و أمسكت
بعباءتي و سحبتها ...

" رغد يا
ابنة خالتي العزيزة ... لن تخرجي من هنا حتى أعرف ما حكايتك مع وليد ! "

بعد عشر دقائق كنت أجلس في السيارة
إلى جانب سامر ...

" هل تحبين
أن نتجول قليلا قبل العودة ؟؟ "

" كما تشاء "

قضينا قرابة الساعة نجول في شوارع
المدينة ... و نتبادل الأحاديث ...

سامر ... و الذي لم يجد الفرصة
السانحة قبل الآن لفتح الموضوع ، سرعان ما تطرق إليه ...

" الوقت يمضي
يا رغد ... لقد بدأت أضيق ذرعا بالوحدة هناك ... لا أريد أن أخسر وظيفة ممتازة
كهذه ، لكنني لا أريد أن أبقى بعيدا أطول من ذلك... "


حرت و لم أجد تعقيبا ملائما ... و ربما
صمتي أحبط سامر ... ففقد حماسه للمتابعة بعد بضع جمل ...

حينما وصلنا إلى المنزل ، وجدنا والدي ّ و
وليد يجلسون في الفناء الخارجي ، حول الطاولة الصغيرة القريبة من الشجرة الطويلة ،
بجانب الباب الداخلي ...

كان الجو جميلا ... و العصافير تغرد بحماس
على أغصان الشجرة ... و الدخان يتصاعد من أقداح الشاي الموزعة على الطاولة ...

سامر كان يمسك بيدي ، ثم أطلقها و سار
نحوهم بسرعة ...

" شاي أم وليد ! أين
نصيبي ؟؟ "

و انضم إليهم ...

ألقيت نظرة على وليد فرأيته ينظر نحوي و
لكن سرعان ما بدد نظراته نحو الفراغ ... لم يكن يريد النظر إلي ...

علي أن أنصرف قبل أن ينهض مغادرا ظانا
بأنني سأنضم إليهم ...

توجهت نحو الباب و دخلت إلى الداخل ...

كنت بالفعل أتمنى أن أشاركهم ! و لكن لو
فعلت ... فبالتأكيد سيغادر وليد ...

ما أن دخلت حتى وصلتني رائحة الكعك الشهية
! و سرت إلى المطبخ !


" دانه ! رائحة كعكتك
زكية جدا ! دعيني أتذوقها ! "

" عدت ِ أخيرا ! لا يا
عزيزتي ! هذه لنوّار و نوّار فقط ! "

" و هل سيأكل الكعكة
كاملة ! مسكين ! كيف سيلعب إذا انفجرت معدته ؟ "


نظرت إلي ّ بانزعاج و صرخت :


" رغد ... انصرفي فورا ! "


ضحكت و خرجت ، متوجهة إلى غرفتي حيث وضعت
حقيبتي و عباءتي ، و وقفت أمام المرآة أتأمل وجهي ...

لم يكن الإفلات من محاصرة نهلة سهلا ... أي
حكاية لي مع وليد ؟؟؟ ما أكثر الحكايات !

أريد أن أنضم إليهم !

على الأقل ... سأراقبهم من النافذة !

و بسرعة خرجت من غرفتي قاصدة الذهاب إلى
النافذة المشرفة على الفناء الأمامي ... حيث هم يجلسون ...

من تتوقعون صادفت في طريقي ؟؟

نعم وليد !

دخل للتو ... و حينما رآني توقف برهة ...
ثم سار مغيرا طريقه ...

ربما كان يود القدوم من ناحيتي إلا أنه غير
مساره و انعطف ناحية المطبخ ...

أ لهذا الحد لا يريد أن يراني أو حتى يمر
من ممر أقف أنا فيه ؟؟

" وليد "
ناديته بألم ... إذ أن تصرفه هذا جرحني ...
لم يلتف إلي ، و رد ببرود :

" نعم ؟ "

تحشرج صوتي في حنجرتي ... و بصعوبة نطقت ،
فجاء صوتي خفيفا ضعيفا لم أتوقع أنه سمعه ... لكنه سمعه !

" أريد أن أتحدث إليك "

" خيرا ؟ "

كل هذا و هو مدير ظهره إلي ... أمر ضايقني
كثيرا ...

" وليد ... أنا أحدثك !
أنظر نحوي ! "

استدار وليد بتردد ، و نظر إلى عيني نظرة
سريعة ثم طارت أنظاره بعيدا عني ...

كم آلمني ذلك ...

قلت :

" لماذا لا تود التحدث
معي ؟؟ "

بدا مضطربا ثم قال :

" تفضلي ... قولي ما
عندك "

و تنهد بضيق ...

قلت بمرارة :

" إذا كنت لا تود
الاستماع إلي ... و لم يعد يهمك أمري ... فلا داعي لقول شيء "

وليد التزم الصمت ...

ثم و بعد أن طال الصمت بنا ، استدار راغبا
في الانصراف ...

أنا جن جنوني من إهماله لي بهذا الشكل ...
و أسرعت نحوه و قبضت على يده و قلت بحدة و مرارة :
" انتظر ... "

وليد سحب يده و استدار نحوي بغضب ... و
رأيت النار تشتعل في عينيه ... كان مرعبا جدا ...

الدموع تغلبت علي الجفون ... و تحررت من قيودها
و شقت طريقها بإصرار و شموخ على الخدين ...

وليد توتّر ... و تلفت يمنة و يسرة ... ثم
قال :

" لماذا تبكين الآن ؟؟ "

قلت بعدما أغمضت عيني أعصر دموعها ... ثم
فتحتهما :

" لماذا لم تعد تهتم بي
؟ لماذا تتحاشاني ؟ لماذا تعاملني بهذه الطريقة القاسية و كأنني لا أعني لك شيئا
؟؟ "

الرعب ... و الذعر و الهلع ... أمور
أثارتها نظراته الحادة المخيفة التي رماني بها بقسوة ... قبل أن يضربني بكلماته
التالية :
" يا ابنة عمي ... لقد
كبرت ِ و لم تعودي الطفلة المدللة التي كنتُ أرعاها ... أنت ِ الآن امرأة بالغة ... و على وشك الزواج ... لدي حدود معك ِ لا
يجوز تخطيها ... و لديك سامر ... ليهتم بأمرك من الآن فصاعدا "
و تركني ... و سار مبتعدا إلى الناحية التي
كان يريد سلكها قبل ظهوري أمامه ...

اختفى وليد ... و اختفت معه آمال واهية
كانت تراودني ... وليد الذي تركني قبل تسع سنين ، لم يعد حتى الآن ..

مسحت بقايا دموعي و آثارها ... و خرجت إلى
حيث كان والدي ّ و سامر يجلسون حول الطاولة ...

أقبلت نحوهم فوقف سامر مبتسما يزيح الكرسي
المجاور له إلى الوراء ليفسح المجال لي للجلوس ...

سامر ... كان دائما يعاملني بلطف و اهتمام
بالغ ، و يسعى لإرضائي و إسعادي بشتى الوسائل ...

اقتربت من سامر و نقلت بصري منه ، و إلى
والديّ ، ثم إلى أكواب الشاي و الدخان الصاعد من بعضها ... ثم إلى الخاتم المطوق
لإصبعي منذ سنين ... ثم إلى عيني سامر اللتين تراقباني بمحبة و اهتمام ... ثم قلت :


" سامر ... لقد اقتنعت
... سنحتفل مع دانه
"

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الجزء 35

more_horiz



كنت قد دخلت إلى داخل المنزل لإحضار سيجارة ...

فكلما شعرت بالضيق ، عكفت على التدخين بشراهة ...
و رؤية رغد و سامر يقبلان نحونا ... و أصابعهما متشابكة
جعلت شعبي الهوائية تنقبض و تنسد
...

سامر جلس معنا ، و ذهبت رغد إلى الداخل ...

بعد قليل دخلت ُ قاصدا الذهاب إلى غرفة سامر و إحضار
السجائر ، فرأيتها أمامي ...

الغضب الذي كان يسد شعبي مع ذلك الهواء خرج فجأة باندفاع
مصبوبا عليها ... فتحدثت معها بقسوة رافضا الإصغاء إلى ما كانت تود إخباري به ...

الآن أنا في الغرفة أشعر بالندم ...

لماذا أصبحت أعاملها بهذه الطريقة ؟؟

أليست هذه هي رغد ... طفلتي الحبيبة المدللة ؟؟

رغد
...

أتسمعون ؟؟

أتدركون ؟؟

إنها رغد ! رغد !

حملت سجائري و ذهبت في طريقي إلى الخارج ...

عند عبوري الممر قرب المطبخ لمحت أختي دانه ، و كانت
ترتدي مريلة خاصة بالمطبخ و توشك على المسير نحو الباب ...


" وليد ! ... أوه سجائر ! "


ثم مسكت أنفها بإصبعيها كمن يمنع رائحة كريهة من اقتحام
أنفه !


" لن أدخن هنا ! "

قالت
:

" أنا أيضا ذاهبة لوداع سامر ! رغد الكسولة تركتني
أعمل وحدي ! "


و خرجنا سوية
...

رغد كانت تجلس قرب سامر ... الذي يبدو على وجهه الانفعال
و السرور !

قالت دانة
:


" آسفة سامر سأودعك الآن و أعود للمطبخ ! "


و وجهت كلامها إلى رغد :


" فالكسالى يجلسون هنا ! و لكن بعد أن أتزوج ستقع
على رؤوسهم أعمال المنزل رغما عنهم
! "


سامر ضحك ، و كذلك والدي ... أما رغد فألقت نظرة لا
مبالية على دانة ثم أخذت تشرب الشاي
...

والدتي قالت
:


" بل على رأسي أنا ! فأنتما ستخرجان من هنا في ليلة
واحدة ! "


أنا صعقت ... و اكفهر وجهي ... و حملقت في رغد ... أما
دانة فقالت :

" ماذا ... أمي ؟؟ هل ...؟؟ "


سامر قال
:

" قررنا أخيرا !! "


دانة سارت نحو رغد ببهجة فوقفت الأخرى و تعانقتا ...

" أيتها الخبيثة ! هل تريدين سرقة الأضواء مني ؟؟ "


و ضحكتا بمرح
...
ثم عانقت دانة سامر و تمتمت ببعض الكلمات ، ثم ودعته و
عادت إلى الداخل ...


" يجب أن أغادر الآن ! "


قال ذلك سامر ... فوقف والداي ، فاحتضنهما و قبل رأسيهما ...
ثم أمسك بيدي رغد ، و ضمها إليه في عناق طويل ...

كل هذا و أنا واقف كالشجرة التي إلى جانبي ... أشعر
بالصواعق تضربني من كل جانب ، و أعجز عن فعل شيء ...

و الآن ... يقبل الخائن نحوي أنا ... يريد توديعي ...

ابتعد يا سامر فأنا أشعر برغبة جنونية في ضربك ! و لا
أعرف أي قوية امتلكت لحظها و منعت يدي من أن تحطم وجهه ...

صافحته و عانقته عناقا باردا خال من أية مشاعر ... و
تركته يذهب ...

بعدما خرج ، تجاوزت الطاولة و من يجلس حولها ، و وقفت
بعيدا لئلا أزعج أحدا بدخان سجائري
...

كنت أسمع أصوات الثلاثة ، أبي و أمي و الخائنة يتحدثون
عن أمور الحفلة و الإعداد لها
...

و كنت أشعر بأن طبقة سميكة من الإسمنت قد صبت على صدري و
يبست و كتمت أنفاسه ...

أمي ذهبت بعد ذلك للمطبخ لتساعد دانة ، و بقي والدي مع
رغد ...

كنت أختلس نظرة ناحيتهما من حين لآخر ... والدي كان يجلس
موليا ظهره إلي أما الخائنة فكانت تواجهني

و لم يحدث أن التفت ُّ إلا و اصطدمت نظراتنا ، فزادت
الإسمنت على صدري طبقة بعد طبقة
...

والدي تلقى مكالمة عبر هاتفة المحمول ، ثم انصرف إلى
الداخل ...

و بقيت صغيرتي وحدها تشرب الشاي ... توقفت عن الالتفات
إلى الوراء ... و شردت في اللاشيء الذي لا أراه أمامي ...

و الآن شعرت بحركة خلفي ... و بقيت كما أنا أرتقب ... و
ظهر ظل أمامي يكبر و يكبر ... و الفتاة الواقفة خلفي تقترب و تقترب ... و الآن
توقفت ...

لثوان معدودة ... ظلت رغد واقفة خلفي و أنا لا أملك من
الشجاعة و القوة ما يمكنني من الاستدارة إليها ... و لكني أرى ظلها أمامي ... و
أرى يدها تتحرك نحوي ... ثم تتراجع ... ثم تستدير ... ثم تنسحب ...

عندما ابتعدت استدرت أنا للخلف و رأيتها و هي تسير
مبتعدة و يدها تمسح ما قد يكون دموعا منسكبة على وجهها ...

مددت يدي ... أريد أن أمسك بها ... أمسك بظلها ... أمسك
بطيفها ... أمسك بدمعها ... أمسك بذرات الهواء التي لامستها ... و اختفت رغد ... و
عادت يدي فارغة لم تجني غير الحسرة و الألم ...

عندها ، تلوّت معدتي أيما تلوي ... و عصرت كما تعصر
الملابس المبللة باليدين ...

في تلك الليلة ، حضر نوّار خطيب شقيقتي و قد جالسته لبعض
الوقت ...

و رغم أنه دمث الخلق ، إلا أن نفسه لا تخلو من الغرور و
التعالي ... و قد أحرجني لدى سؤاله لي عن دراستي المزعومة و أعمالي و خبراتي
المعدومة !

و كنت أختصر الإجابات ببعض جمل غامضة ، و سرعان ما
انسحبت تاركا الخطيبين يستمتعان بعشائهما ...

و لشدة الآلام ـ الجسدية منها و النفسية ـ فإنني اكتفيت
بقدر يسير من الطعام ... و ذهبت إلى غرفة سامر متحججا بالنعاس ...

رغد لم تكن قد شاركتنا الوجبة ، فلا أظنها تفكر في فعل
ذلك بعد الطريقة الفظة التي عاملتها بها ...

الندم يقرصني و يوخز جميع أعصابي الحسية ... إضافة إلى
آلام المعدة الحادة ...

و مرة أخرى خرجت الدماء من جوفي و زادت قلقي ... لابد
أنني مصاب بمرض ... و لابد لي من مراجعة الطبيب ...

على السرير تلويت كثيرا حتى قلبت المفارش و البطانيات و
الوسائد رأسا على عقب ...

أفكاري كانت تدور حول رغد ... كيف لي أن أهدأ لحظة واحدة
... و موعد زفافها قد تحدد !

لو كان باستطاعتي تأجيله قرنا بعد ... فقط قرن واحد ...
أضمن فيه أنها تبقى معزولة عن أي رجل ... و تموت دون أن يصل إليها أحد ...

أخرجت صورة رغد الممزقة و جعلت ألملم أجزاءها ، و
أتاملها ، ثم أبعثرها من جديد
و أعود لتجميعها كالمجنون ...

نعم مجنون ... لأن تصرف كهذا لا يمكن أن يصدر من كائن
عاقل ...

تركتها ملمومة على المنضدة التي بجواري ... و قمت أذرع
الغرفة ذهابا و جيئة كبندول الساعة
!

اقتربت الساعة من الواحدة ليلا ... و أنا ما بين آلم
معدتي الحارق و ألم قلبي المحترق ... حتى رغبت في تناول أي شيء من شأنه أن يهدئ
الحريق المشتعل بداخلي ...
و تنفُّس أي شيء يطرد الضيق من صدري ...

أخذت علبة سجائري ... و خرجت من الغرفة ... تاركا الباب
مفتوحا ...

ذهبت أولا إلى المطبخ و حملت علبة حليب بارد معي فقد
لاحظت تأثيره المهدئ على معدتي ، و خرجت إلى الفناء ... و بدأت بشربه و التدخين
معا ...





~ ~ ~ ~ ~ ~






لا أستطيع أن أنام و أنا أفكر ... و أفكر و أفكر ...
فيما قاله وليد لي ... و الصداع يشتد لحظة بعد أخرى ...

كم آلمني ... أن أكتشف أنه لم يعد يهتم بي أو يرغب في
رعايتي كالسابق ...

لقد تغير وليد ... و أصبح قاسيا و مخيفا ... و غريبا ...

كنت أبكي حسرة و مرارة ... فأنا فقدت شيئا كان يشغل حيزا
كبيرا من حياتي ...
و منذ ظهوره ، و أنا في صراع داخلي ...

بقيت فترة طويلة أتأمل صورته التي رسمتها قبل شهور ... و
لم أتمها ...

و إذا بي أرى نفسي ألّون بياض عينيه باللون الأحمر
الدموي ... ! غضبا و حسرة ...

صار مخيفا ... مرعبا ...

دانه كانت تمضي وقتا غاية في السعادة و المتعة مع خطيبها
الذي تحبه ... و هذا يجعلني أتألم أكثر ... لأنني لا أحظى بالسعادة التي تحظى بها
... و لا أشعر بالمشاعر التي تشعر هي بها تجاه خطيبها ...

غدا هو يوم دراسة ، و يجب أن أنام الآن و إلا فإنني
سأنام في القاعة وسط الزميلات !


خرجت من غرفتي و في نيتي ابتلاع قرص مسكن من الأقراص
الموجودة في الثلاجة ، و فيما أنا أعبر الردهة لاحظتُ باب غرفة سامر مفتوحا ...

تملكني الفضول !
سرت بحذر و هدوء نحو الغرفة !
وقفت على مقربة و أصغيت جيدا ... لم أسمع شيئا ...

اقتربت أكثر خطوة بعد خطوة ، حتى صرت عند فتحة الباب ، و
أطللت برأسي إلى الداخل بتهور ... لكني لم أجد أحدا !

عندها فتحت الباب على مصراعيه بسرعة ... و بذعر و هلع
صحت :


" وليد
! "


قفزت و أنا أركض كالمجنونة ... أجول في أنحاء المنزل و
في رأسي الاعتقاد الصاعق بأن وليد قد فعلها و رحل خلسة ...

الدموع تسللت من عيني من شدة ما أنا فيه ، و شعرت برجلي
ّ تعجزان عن حملي فصرت أترنح في مشيتي مخطوفة الفؤاد ... منزوعة الروح ...

و انتهى بي الأمر إلى باب المدخل ...

وقفت عنده و مسكت قبضته و ركّزت كل ثقلي عليها لتدعمني
لئلا أقع ... فإن انفتح الباب ... فلا شك أن وليد قد غادر و تركه مفتوحا ...

و انفتح الباب و انهرت أنا مع انفتاحه ...

لقد فعلها و فر خلسة دون وداعي ... خارت قواي و أخذت
أبكي و أنحب بصوت عال ...

" لماذا ؟ لماذا يا وليد لماذا ؟؟ "

فجأة ... ظهر شيء أمامي !

كنت أجلس عند الباب بلا حول و لا قوة ... و شعرت بشيء
يتحرك فأصابني الذعر الشديد ... فإذا به وليد يظهر في المرأى ...


" رغد !!؟ "


لم أصدّق عيني ... هل هذا شبح ؟؟ أم حقيقة ؟؟

جسم كبير ... طويل عريض ... متخف في الظلام ... يتقدم
نحوي ... لا يُرى شيءٌ منه بوضوح غير لهيب السيجارة التي بين إصبعيه ...


" رغد ... ما ... ماذا تفعلين هنا ...؟؟ "


و كدمية كهربائية قد فُصِل سلكها عن المكبس ، شللت ُ عن
الحركة ...

حتى رأسي الذي كان ينظر إلى الأعلى ... الأعلى .. حيث
موضع عيني وليد ، هوى إلى الأسفل ... متدليا على صدري سامحا للدموع بأن تبلل الأرض ...

لم أجد في بدني أي مقدار من القوة لتحريك حتى جفوني ...

وليد وقف مندهشا متوجسا برهة ... ثم جلس القرفصاء أمامي
... و قال بصوت حنون جدا ...

" صغيرتي ... ؟؟"


الآن ... كسبت من الطاقة ما مكنني من رفع رأسي للأعلى و
النظر إليه ...

و بقيت أنظر إلى عينيه و تحجبني الدموع عن قراءة ما
فيهما ...


" ما الذي تفعلينه هنا ؟؟ "

" هل تريد الرحيل دون وداعي ؟؟ "


لم تخرج الكلمات كالكلمات ... بل خرجت كالبكاء الأجش ...


" الرحيل ؟؟ من قال ذلك ؟؟ "

" ألست ... ألست تريد الرحيل ؟؟ "

" لا ... خرجتُ أدخّن ! ... لكن ... ما الذي
تفعلينه أنت هنا في هذا الوقت ؟؟
"


أخذت نفسا عميقا و أطلقت الكلمات التالية باندفاع و بكاء :


" ظننت أنك رحلت ... دون علمي و وداعي ... كما فعلت
قبل سنين ...
تركتني وحيدة ... في أبشع أيام حياتي ... "


مد وليد يده فجأة و بانفعال نحوي ، ثم أوقفها في منتصف
الطريق ، و سحبها ثانية ...

قلت :

" حتى لو لم أعد أعني لك شيئا ... لا ترحل دون علمي
يا وليد ... أرجوك لا تفعل ... عدني بذلك ... "


وليد ظل صامتا لا يجرؤ على شيء سوى الإصغاء إلي ...

قلت :

" عدني بذلك وليد أرجوك ... "

هز رأسه إيجابا و قال :

" أعدك
.. "


نظرت إليه بتشكك ... كيف لي أن أثق بوعوده ... ؟؟ ...

قلت :

" اقسم
"

وليد تردد قليلا ثم قال :

" أُقسِم ... لن أرحل دون علمك ... صغيرتي ... "


شعرت بالراحة لقسمه ... و سحبت نفسا عميقا ليهدئ من روعي ...

وليد حملق بي قليلا ثم وقف ... و رفع سيجارته إلى فمه و
سحب بدوره نفسا عميقا ...

وقفت أنا ، و سمحت للباب الذي كنت أستند عليه و أحول دون
انغلاقه أن ينغلق

نفث هو الدخان للأعلى ، ثم قال و هو لا يزال ينظر عاليا :


" لم استيقظت الآن ؟؟ "

قلت ، و أنا أراقب الدخان يعلو و ينتشر ...

" لم أنم بعد "

قال :

" لم ؟ ألن تذهبي غدا إلى الكلية ؟ "
قلت :

" بلى ... لكن ... لدي أرق "


و صمت
...

ثم سألته
:

" و أنت ؟ "

قال :

" كذلك ، لذا خرجتُ أدخن ... في ساعة كهذه "

قلت :

" هل ... يريحك التدخين ؟؟ "

وليد لم يجب مباشرة ، ثم قال :

" نعم ... إلى حد ما ... يرخي الأعصاب ... "

قلت :

" دعني أجرب ! "

وليد التفت إلي بدهشة و نظر باستغراب !

" ماذا ؟؟ "

" أريد أن أجرب ! "

اعتقد أنها ابتسامة تلك التي ظهرت على إحدى زاويتي فمه !


قال :

" هل تعنين ما تقولين ؟؟ "

" نعم ... أتسمح ؟؟ "

وليد هز رأسه اعتراضا و قال :

" لا ... لا أسمح "

" لم ؟
"

" لا أسمح لشيء كهذا بدخول صدرك ... "

" لكنه يدخل صدرك ! "

قال :

" أنا صدري اعتاد على حمل السموم و الهموم ... "

ثم رمى بالسيجارة أرضا و سحقها تحت حذائه ...

و علت وجهه علامات التألم ، و ضغط بيده على بطنه و قال :

" لندخل
"


و حينما دخلنا ، قال :

" تصبحين على خير "

و اتجه نحو المطبخ ...

أنا تبعته إلى هناك فرأيته يخرج علبة حليب بارد و يجلس
عند الطاولة و يرشف منها ...
و بعد رشفة أو رشفتين سمعته يتأوه ... و يسند رأسه إلى
الطاولة في وضع يوحي للناظر إليه بأنه يتألم ...

دخلت المطبخ ... فأحس بوجودي ... فرفع رأسه و نظر إلي ...


" ألن تخلدي للنوم ؟ الوقت متأخر "


شعرت بقلق شديد عليه ... قلت :

" ما بك ؟؟ "

أبعد نظره عني و قال :

" لا شيء "

لكني كنت أرى الألم باد على وجهه ... و عاد يشرب الحليب
جرعة بعد جرعة ...

" وليد ... هل أنت مريض ؟؟ "

تنهد بنفاذ صبر و شرب بقية الحليب دفعة واحدة ، ثم نهض
... و خطا نحوي ...

" تصبحين على خير "


و تجاوزني ، و ذهب إلى غرفة سامر ... و أغلق الباب

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 36 ) الي ( 40 )

more_horiz






صحوت من النوم على صوت والدتي توقظني
من أجل تأدية صلاة الفجر
...

كنت قد نمت قبل ساعة و نصف ، و أشعر
بإعياء شديد
...

أفقت من النوم فوجدتها واقفة قربي ...
نهضت و ذهبت للتوضؤ ، و عندما عدت وجدتها لا تزال واقفة عند نفس المكان تنظر إلى
المنضدة
...


ما إن أحست بوجودي حتى استدارت نحوي
بسرعة ، و قالت
:

"
والدك
ينتظرك
... "

ثم خرجت من الغرفة ....


ألقيت نظرة على المنضدة التي كانت أمي
تراقبها قبل مجيئي ... فإذا بي أرى صورة رغد الممزقة ... التي نسيتُ إعادتها إلى
محفظتي ليلا
...

شعرت بالقلق ... لابد أن أمي رأت
الصورة واضحة ... و لابد أن شكوكا قد راودتها

إلا إذا كان احتفاظ رجل بصورة ممزقة
لطفلة كان متعلقا بها بجنون ... هو أمر مألوف و مشهد تراه كل يوم
... !

أدينا الصلاة في مسجد قريب و عدت إلى
السرير و نمت بسرعة قياسية
...

عندما نهضت ، كان ذلك قبيل الظهر و لم
يكن في البيت غير والدتي ، فوالدي في مكتبه ، و رغد في الكلية ، و دانه مدعوة
للغداء في مطعم ، مع خطيبها
...

أمي لم تشر إلى أي شيء بحيال تلك الصورة
... لذا ، تجاهلت الأمر ... و أقنعت نفسي بأنها نسيت أمرها
...

لم أرَ صغيرتي ذلك النهار ، إذ يبدو
أنها عادت من الكلية عصرا و ذهبت للنوم مباشرة في وقت كنت أنا فيها مشغول بشيء أو
بآخر
....

و في الليل ... و قبل ذهابي إلى غرفة
المائدة لتناول العشاء ، مررت بالمطبخ فرأيت صغيرتي تأكل وجبتها منفردة هناك
...

عندما رأتني توقفت عن الأكل و انخفضت
بعينيها إلى مستوى الأطباق ... في انتظار مغادرتي
...

آلمني أن أراها وحيدة هكذا فيما نحن
مجتمعون معا ... قلت
:

"
تعالي و
انضمي إلينا
"


رغد حملقت بي قليلا متشككة ثم سألت :

"
ألا يزعجك
ذلك ؟؟
"

قلت :

"
لا ...
صغيرتي
"



و سرعان ما حملت أطباقها و طارت إلى
غرفة المائدة ... بمنتهى البساطة
!

فيما نحن نتحدث عن أمور شتى ، قال
والدي
:

"
أيمكنك يا
وليد اصطحاب رغد من و إلى الجامعة يوميا ؟؟ إن تفعل تزيح عن عاتقي مشوارا مربكا
"

و لأنه لم يكن لدي ما أقوم به ، لم
أجد حجة تمنعني من الموافقة ... لكن بعض الاستياء ظهر على وجه والدتي ... أنساني
إياه البهجة التي ظهرت على وجه رغد ... أو ربما توهمت أنها ظهرت على وجه رغد
!

في اليوم التالي كان علي أن أنهض
باكرا من أجل هذه المهمة ، و رافقتنا والدتي هذه المرة
....

المشوار كان يستغرق قرابة العشرين
دقيقة
.

رغد كانت تركب المعقد الخلفي لي ،
ذهابا و إيابا ... و كانت تلتزم الصمت معظم المشوار إلا عن تعليقات بسيطة عابرة
...

في المساء ، كنا نقضي أوقاتا ممتعة في
مشاهدة أحد الأفلام ، أو مزعجة في متابعة الأخبار و ما آلت إليه الأوضاع الأخيرة ،
أو محرقة في الحديث عن الزفاف المرتقب
...

أتناول وجباتي معها ... آخذها إلى
الجامعة أو أي مكان تود ... أتبادل بعض الأحاديث معها بشأن دراستها و ما إلى ذلك
... أتفرج على لوحاتها الجديدة
...
أرافقها هي و دانة و أمي إلى الأسواق
... أنصت باهتمام كلما تحدثت و أراقبها دون أن أشعر كلما تحركت
...

كل هذا ... قد أثار جنوني ... و
ذكريات الماضي ... فصرت أشعر بأنها عادت لي ... طفلتي الحبيبة التي أعشقها و أعشق
رعايتها
...

أخذني جنوني إلى التفكير بعدم الرحيل ...

كيف لي أن أبتعد عنها و أنا متعلق بها
بجنون
...

كيف لي أن أسمح للمسافات و الزمن
بتفريقنا ؟؟؟

إنني سأبقى حيث تكون رغد ... لأنه لا
شيء في هذه الدنيا يهمني أكثر منها هي
...
سأبحث عن عمل ، و استقر هنا إلى جانبك ...

سأبقى قربك يا رغد ... نعم قربك يا
صغيرتي الحبيبة
...

ثم ... و باتصال هاتفي واحد من سامر
... يتحطم كل شيء ، و أسقط من برج الأوهام الطرية ، إلى أرض الواقع القاسية الصلبة
... و يتدمر كل شيء
...

لم تكن صغيرتي تملك هاتفا في غرفتها ،
لذلك فإن مكالماتها تكون على مرأى و مسمع من الجميع ... و كلما تحدثت إلى سامر غمرتني
رغبة في تقطيع أسلاك الهاتف و الكهرباء ... في المنزل برمته
!

في أحد الأيام ، كنت ذاهبا لإحضارها
من الجامعة ، و صادف أن الشارع كان مزحوما و شبه مسدود بسبب حادث مروري
...

طال بي المشوار و أنا أسير ببطء شديد
بسبب الحادث ... و عوضا عن الوصول خلال 20 دقيقة وصلت بعد 40 دقيقة على الأقل
...

عادة ما تكون صغيرتي تنتظرني عند
الموقف حيث تقف الطالبات ، إلا أنني الآن لم أجدها
...

انتظرت بضع دقائق ، لكنها لم تخرج ...
وقفت في مكاني حائرا


ثم اتجهت إلى الحارس و أخبرته بأنني
أنتظر قريبتي و لم أرها ، فطلب اسمها ثم اتصل برقم ما ، و بعدها بدقيقتين رأيت رغد
تخرج من البوابة ... مع بعض الفتيات
...

كنت لا أزال واقفا قرب الحارس ، نظرت
هي باتجاهي و ظلت واقفة حيث هي ... و تتحدث إلى زميلاتها
...

شكرت الحارس ثم تقدمت ُ إليها فودعتهن
و أتت نحوي
...

"
أنا آسف
... تأخرت ُ بعض الشيء
"

"
بل كثيرا "

قالت بغضب ... ثم سارت نحو السيارة ...

بعدما اتخذنا مقعدينا ، و قبل أن
ننطلق عدت ُ أقول
:

"
آسف صغيرتي ... "

و لكنها لم تجب ، و فتحت نافذة
السيارة لأقصى حد ... يبدو أنها مستاءة و غاضبة
!

و نحن نسير بالسيارة مررت من حارس
الأمن ذاته فألقيت التحية عبر النافذة و انطلقت
...

"
كيف تلقي
تحية على شخص بغيض و غير مهذب كهذا ؟؟
"


تعجّبت من سؤالها ! قلت :

"
لم تقولين
عنه ذلك ؟؟
"

"
كلما خرجت
ُ لأرى ما إذا كنت َ قد وصلت َ أم لا ، وجدته ينظر باتجاه المدخل ... كان أجدر بك
أن تصفعه ... لقد كنت أخرج فأجد والدي في انتظاري هنا كل يوم ... إياك و أن تتأخر
ثانية
"


يا له من أسلوب !

قلت :

"
حاضر ...
أنا آسف
"


صمتت برهة ثم قالت :

"
و كذلك ابق
هاتفك المحمول مشغلا ، كلما اتصلت وجدته مغلقا
"

و أخرجت هاتفي من جيبي فاكتشفت أنه
كان مغلقا سهوا
...

"
حسنا ...
لم انتبه له
"

و أيضا صمتت برهة ثم عادت تقول :

"
و لا تخرج
من السيارة ... ابق حيث أنت و أنا سآتي إليك
"

عجبا لأمر هذه الفتاة ! قلت :

"
و لم ؟؟ "

قالت بعصبية :

"
افعل ذلك
فقط ... مفهوم ؟؟
"


قلت باستسلام :

"
مفهوم ...
سيدتي
!! "

لحظتها اجتاحتني رغبة بالضحك ، كتمتها
عنوة
!

و توقفت عن الكلام ...

و طوال الوقت ظلت صامتة بشكل لم يرحني
... لابد أنها لا تزال غاضبة لأنني تأخرت
...

حينما شارفنا على بلوغ المنزل ...
راودتني فكرة استحسنها قلبي و استسخفها عقلي ... لكنني قبل أن أقع في دوامة التردد
طرحت السؤال التالي
:


"
هل ... هل
ترغبين ببعض البوضا ؟؟
"

طبعا السؤال كان غاية في السخف و
الحماقة ... لكنني كنت أسيرا للذكريات
... ففي تلك الأيام ... كنت أغدق العطاء بالبوضا و غيرها على
صغيرتي كلما غضبت لإرضائها
!

شعرت بالندم لأنني تفوهت بهذه الجملة
الغبية ... و كنت على وشك الاعتذار إلا أن رغد قالت بمرح و على غير ما توقعت
:

"
نعم ...
بالتأكيد
! "

أوقفت السيارة عند محل لبيع البوضا ،
قريب من المنزل ... و سألتها
:

"
أي نوع
تفضلين ؟؟
"

قالت :

"
هل ستتركني
وحدي ؟؟ سآتي معك
"


و فتحت الباب هامة بالنزول

دخلنا المحل ، و كان يحوي عددا من
الناس ، ما جعل رغد تسير شبه ملتصقة بي
...

بعد ذلك ... انتهى بنا المطاف إلى
المنزل ، و لو تركت الساحة لأحلامي لأخذتني مع صغيرتي في نزهة ... كما في السابق
...

إلا أنني طردتها بعيدا و عدت بالصغيرة
إلى المنزل ... و أنا مسرور و مرتاح ... فرائحة الماضي أنعشت رئتي
...

ليت الأقدار لم تفرقني عنك يا رغد ...

ليتك تعودين إلي !

ليتنا نتناول البوضا أو البطاطا
المقلية سوية ... كل يوم
...

ما أجملها من لحظات ...

و نحن نحمل البوضا اللذيذة برضا و
سرور دخلنا إلى داخل المنزل ، ثم إلى غرفة المعيشة ... حيث فوجئت بالنار تصهر ما
بيدي ... و ما بصدري ... و ما بجوفي و داخلي
...

هناك كان سامر يجلس مع والدي ّ و دانة ...

حضر على غير توقع و دون سابق إبلاغ ...

حينما رآنا نهض بسرور و جاء يرحب بنا ...

نصيبي من الترحيب كان محدودا ...
مقابل نصيب الفتاة التي تقف إلى جواري ... تحمل البوضا في يد ، و الحقيبة في اليد
الأخرى
...

السعادة المؤقتة التي أوهمت نفسي بها
تلاشت نهائيا ... و أنا أرى سامر يطوقها بذراعيه
...

"
اشتقت إليك
عروسي
! "

البوضا وقعت و لوثت الأرض ...

بل قلبي هو من وقع أرضا و لوثت دماؤه
الكرة الأرضية بأكملها
...

انثنيت نحو البوضا المنصهرة أود
التقاطها
...

"
دعها بني ،
أنا سأرفعها
"

و أقبلت أمي لتنظف ما تلوث ...


"
ملابسك
تلوثت وليد
"

"
حقا ؟
سأذهب لتغييرها
"


أهي ملابسي من تأذت ؟؟

و انصرفت مسرعا ... لا يحركني شيء غير
الغضب و الغيرة المشتعلة في صدري
... و رغبة مجنونة في أن أوسع سامر ضربا ... إن بقيت انظر إليه
دقيقة أخرى بعد
...

محال أن أبقى في هذا المنزل ليلة أخرى
... و الليلة بالذات ... سأرحل و بلا عودة
.





~ ~ ~ ~ ~ ~






بدأت أشعر بأن وليد يهتم بي ... إلى
حد ما ... و هو شعور جعلني أحلق في السماء
...

و اليوم ، تأخر عن موعد حضوره للجامعة
عصرا ، و بعدما وصل خرجت أنا و بعض زميلاتي كل واحدة في طريقها لسيارتها
...

وليد كان يقف قرب حارس البوابة ... و
هو شخص غير محترم ... نبغضه جميعنا
..

رأتني إحدى زميلاتي أنظر ناحية وليد
فسألتني
:


"
إلى من
تنظرين !؟
"

قلت باستياء :

"
من تظنين ؟
الحارس ؟ طبعا إلى ابن عمّي
"

قالت و هي تنظر إليه :

"
تعنين هذا
الرجل ؟؟
"

"
نعم "

قالت :

"
واو ! كل
هذا ابن عمك !؟ حجم عائلي
! "

و ضحكت هي و فتيات أخريات ضحكات خفيفة !

و قالت أخرى :

"
ما شاء
الله ! مع أنك صغيرة الحجم ! أنت و ثلاث أخريات معك مطلوبات من أجل التوازن
! "

و ضحكن كلهن !

قلت بغضب :

"
مهلا فليس
هذا هو خطيبي
"

ثم ودعتهن على عجل و سرت نحوه ...

عندما عدنا إلى البيت و نحن نأكل
البوضا باستمتاع ، وجدت سامر هناك فدهشت
...

لم يكن قد أبلغنا بأنه قادم ، كما و
أنه غير معتاد على الحضور نهاية أسبوعين متتاليين
!

أخبرني في وقت لاحق بأنه اشتاق إلي ..
و يريد أن نتحدث عن الزفاف المرتقب ، و الذي لم يسعه الوقت للحديث حوله في المرة
الماضية
...

قضينا أمسية عائلية هادئة لم يشاركنا
فيها وليد معللا بآلام معدته المزعجة
...

أظن أن السبب هو التدخين !

في اليوم التالي ، أيقظتني أمي لتأدية
صلاة الفجر
...

عندما رأيتُ عينيها حمراوين متورمتي
الجفون ، سألت بقلق
:

"
أمي ..
ماذا هناك ؟؟
"


أمي مسحت براحتها على رأسي و قالت
بحزن
:


"
رحل وليد "



جن جنوني ...

و قفزت ... و ركضت خارجة من غرفتي ...
إلى غرفة سامر ... فوجدتها خالية
... و جلت بأنحاء المنزل غير مصدقة و غير مقتنعة ... لا يمكن أن
يكون قد رحل
!

لقد وعد بألاّ يرحل دون وداعي ...

أقسم على ذلك ...

تدفقت دموعي كمياه السد المتهدم ...
تجري بعنف و تدمر كل أمل تصادفه في طريقها ... باب المنزل كان موصدا... والدي و
سامر قد ذهبا للمسجد ... فتحت الباب ... و خرجت للفناء مندفعة ... ثم إلى البوابة
الخارجية ... فتحت منها القدر الذي يكفي لأن أرى الموقف خال ٍ من أي سيارات ...
استدرت ... و هرولت أقصد المرآب ... والدتي أوقفتني ... و أمسكت بكتفي
...


"
لا داعي يا
رغد ... لقد ودعنا قبل قليل
... "


لا !

لا يمكن أن يفعل ذلك !

لا يمكن أن يختفي من جديد ...


صعقت ... و انفضت أطرافي ... و صحت :


"
لماذا لم
يودعني ؟؟
"


أمي هزت رأسها بأسى ...

صرخت :


"
لماذا يفعل
بي هذا ؟؟ لماذا ؟؟ لماذا ؟؟
"


و مسكت بعضدي أمي بقوة و انفعال ... و
زمجرت بقوة و عصبية و بكاء أجش
:

"
لماذا
يعاملني بهذا الشكل ؟؟؟ لقد وعد بألا يرحل دون وداعي ... إنه كاذب
... كاذب ... كان يسخر مني ... كان
يستغفنلي و يهديني البوضا ! ... كما فعل سابقا

أنا أكرهه يا أمي ... أكرهه ... أكرهه
... أكرهه
... "





descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
enjoyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyyy giver giver
ma7adsh yes2alnii lissa kam goz22222222

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
lol!

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
يارب قرب البعيد قبل مايقرب من رغد لازم يقرب من اخوه سامر

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
كده سامر بيشك وامه بتشك وخالتها عرفت يبقي اظن ان الانفصال بين سامر ورغد هيجي عن طريق سامر لانه هيحس انها اتخطبت له شفقه مش حب

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
يلا خليها تولع

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
رغد تكره وليد ازاى
دة هو ده الحب
بشكرك لانك نزلتى الاجزاء دى بسرعه
استمرى بقى

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
نفسى سامر يعرف الحقيقة ويحس بقى وهى كمان تحس بحبه ليها

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
ليه كدة بس هيعندوا مع بعض

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
وليد صعبان عليه قوى
بس هى هتعمل ايه لازم يحسسها بحبه
شكرا tootibella

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
انا عايز اعرف صندوق الامانى غين

descriptionرواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من  ( 31 ) ال ( 40 ) Emptyرد: رواية رومانسية اخر حاجة(أنت لي)!!!! الاجزاء من ( 31 ) ال ( 40 )

more_horiz
araya7ak men sandoooo2 el amani da 5alis lessa odamo shoyaaaaaaaaaaa Very Happy Very Happy
mtesta3gelsh 7adrtak
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد