الصحة العقلية

الصحة العقلية mental health هو العلم الذي يبحث في تأمين الرعاية الصحية النفسية والوقاية من الإصابة بالاضطراب العقلي أو النفسي لدى البالغين والأطفال والشيوخ، وكذلك الوقاية من أمراض اضطراب الشخصية والسلوك، ومرض الإدمان والصرع والاضطرابات الجنسية ومعالجتها في حال الإصابة بها دوائياً ونفسياً بمختلف طرق المعالجة الدوائية والنفسية، وتأمين وصول خدمات هذه الرعاية لكل أفراد المجتمع في المدن والأرياف عن طريق مراكز الرعاية الصحية الأولية الجسمية primary health care المنتشرة في كل المناطق ليكون كل فرد مستقراً نفسياً وسعيداً ونافعاً لأسرته ومجتمعه.

تبين الإحصائيات العالمية أن 1 إلى 2% من السكان يعانون من مرض عقلي خطير، وأن 4 إلى 5% من السكان يعانون مرضاً نفسياً، مما تعد معه هذه الأمراض النفسية والعقلية من معوقات تقدم الفرد والمجتمع اقتصادياً واجتماعياً وحضارياً.

يمكن تصنيف الاضطرابات العقلية والنفسية كمايأتي:


1ـ الاضطرابات العقلية والنفسية الكبرى (الذهان psychosis) وتشمل مجموعتين:


ـ الذهانات العضوية organic psychosis:
ومنها الحادة مثل الهذيان الحاد وتحت الحاد، والمزمن مثل الخرف المبكر والخرف الشيخي.


ـ الذهانات الوظيفية أو غير العضوية functional psychosis:
ومنها الفصام والاكتئاب الذهاني والزور والهوس الدوري ومتلازمة الهوس الهمودي.



2ـ الاضطرابات العقلية والنفسية الصغرى (أو العصاب neurosis):
وتشمل عصاب القلق النفسي والاكتئاب النفسي التفاعلي أو البسيط والهستريا والوساوس القهرية والرهاب وغير ذلك من الأمراض النفسية.



3ـ الاضطرابات العقلية والنفسية عند الأطفال childhood mental disorders:
تؤدي هذه الأمراض إلى اضطراب الطفل وانحراف سلوكه وتشمل:
المخاوف الليلية واضطراب الكلام وسلس البول الليلي وبعض الأمراض الأخرى، والسبب الرئيس فيها هو الظروف الأسرية غير المواتية للطفل،
أو الضغوط الاجتماعية الأخرى والاستعداد الوراثي لدى العائلة.


4ـ أمراض نفسية وعقلية أخرى: وتشمل التخلف العقلي البسيط والشديد وأمراض اضطراب الشخصية ومرض الصرع وحالات الإدمان على الكحول والمخدرات والعقاقير النفسية والانحرافات الجنسية المختلفة.

لمحة عن أسباب الاضطرابات النفسية والمعالجة وطرقها

إن أسباب معظم الأمراض العقلية والنفسية هي على الأغلب الظروف غير المواتية والمشكلات الصحية والاجتماعية والتفاعلات البيئية، كالشدة (الكرب)
stress والاستعداد الوراثي والكوارث الاقتصادية والحروب والهجرة والنزوح والحرمان المادي والعاطفي، وتظهر أعراض هذه الأمراض في مرحلة الطفولة المبكرة أو المراهقة أو في سن العشرين أو الأربعين من العمر بشكل اضطراباً خفيفاً أو شديداً في مجال الإرادة والمزاج والتفكير والعاطفة أو في أحدها فقط. ويكون هذا الاضطراب شديداً في الأمراض العقلية مع تغير كبير في شخصية المريض وسلوكه وتفكيره، ويكون خفيفاً وبسيطاً في الأمراض النفسية وبدون تغير كبير في شخصية المريض.


تكون المعالجة في الاضطرابات النفسية والعقلية بأنواعها إما دوائية عن طريق العلاجات المركنة المضادة للهلاوس والتخيلات والهذيانات العقلية (المهدئات العقلية الكبرى مثل الهالوبيريدول haloperidol والكلور برومازين promazine ومضادات الاكتئاب بأنواعها القديمة والحديثة)، والعلاجات المهدئة والمسكنة بأنواعها (المهدئات النفسية الصغرى مثل مركبات الديازيبام diazepam واللورازيبام lorazepam وأشباهها) التي يصفها الطبيب المعالج النفسي، وقد يضاف إلى المعالجة الدوائية المعالجة الفيزيائية بالصدمات الكهربائية E.C.T، وهي مؤثرة جداً في معالجة مرض الفصام والاكتئاب الذهاني الشديد، أو تستعمل إحدى طرق المعالجة النفسية مثل المعالجة السلوكية behavior therapy والمعالجة البيئية الاجتماعية social therapy,occupational therapy، وكذلك هنالك طرق العلاج النفسي الفردي والجماعي إذا لزم الأمر. والهدف الأساسي لكل هذه المعالجات هو شفاء المريض النفسي وطمأنته وعودته إلى حياته الطبيعية وتأهيله ليكون فرداً سوياً منتجاً ونافعاً لأسرته ومجتمعه.

..............