هذه الفقرة اقتطفتها من مسرحية أو رواية (الملك أوديب) لسوفوكليس ,بنسختها العربيه التي قام بها توفيق الحكيم ,وهي تجسد قمة الألم والمأساة في المشاهد الأخيرة من القصة أرجو أن تنال اعجابكم
الخادم :يأهل طيبة !...لقد ماتت الملكة جوكاستا!
الجوقة:ماتت
كريون:أختاه!...(يهرع داخل القصر)
الخادم: ميتة ارتعدت من حولهاالفرائص...واليكم ما حدث...ان كان يعنيكم ما تعلموا
الجوقة :تكلم...تكلم...قص علينا ما حدث!
الخادم :لم نر شيئا في أول الأمر ...ولكنا سمعنا(أنتجونه)تصيح قائلةأين أبي؟...أين أبي؟...)
فلمل سألناها عما بها قالت:ان أمها نهضت من فراشها ,وقبلتها وقبلت اخوتها ...وزعمت لهم أن التعب قد نال منها ,وأنها تريد
نوما..وجذبتهم الىخارج حجرتها..ثم دخلتها وأوصدت الباب عليها من الداخل ,وقد شعت عيناها ببريق يثير الخوف,ويبعث على القلق!
بعدئذ لم يسمع الصغار من من خصاص الباب ,الا صيحات مكتومة وزفرات مخنوقة!
ثم كان سكون مطبق رهيب ...وانطلقت (انتجونة)خارجة اليكم كما رأيتم ,تخبر أباها!...فبادر (أوديب)في اثرها الى الحجرة
الموصدة يطرقها كالمجنون:ولا من مجيب...فجأر كالوحش المخوف ,وحمل على الباب بكتفيه حتى أسقطه..وهنا رأينا مشهدا
جمدت له في عروقنا الدماء!
الملكة (جوكاستا) معلقة من عنقها بحبل تدلى في الهواء...وكل شئ من حولها ساكن سكون القبر...
فما كاد (أوديب) يراها على هذه الحالة حتى اندفع الى الحبل فجذبه...واذا جثة الملكة تهوي باردة على الأرض!
عند ذلك أبصرت عيوننا أبشع منظر وقعت عليه عين بشر !...فقد جن حنون (أوديب), وانحنى على جثمان (جوكاستا) يمرغ خديه
بخديها, ويمسح رأسه بقدميها...ويصيح:الي بسيف...سيف!...اني ما احتملت هذه الحياة الشقية الا من أجلك!...
(زوجي وأمي!...)فلما جمدنا في مكاننا وذهلنا عن ندائه ,زأر كالأسد الجريح..وصاح:
(يبطئون علي بأداة الموت أيضا!...لا حاجة بي الى السيف ...هاكم ما هو أفظع من الموت وأشد وأوجع!..) وامتدت يده كمخلب
الباشق,الى صدر الثوب الملكي,الذي ترتديه(جوكاستا),فانتزع منه مشابكه الذهبية , وطعن بها عينيه طعنا عنيفا متصلا!!..وهو
يقول:
(لن أبكيك الا بدموع من دم!..)ومضى يخرق بالمشابك أجفانه ويمزق أهدابه...والدماء تسيل من عينيه مدرارا ...صابغة بلونها
القاتم,صفحة خده..كأنها أسطر سوداء لحكم قدر صارم!...
الجوفةومن بينها أصوات نساء) كفى...كفى!
الخادم :يأهل طيبة !...لقد ماتت الملكة جوكاستا!
الجوقة:ماتت
كريون:أختاه!...(يهرع داخل القصر)
الخادم: ميتة ارتعدت من حولهاالفرائص...واليكم ما حدث...ان كان يعنيكم ما تعلموا
الجوقة :تكلم...تكلم...قص علينا ما حدث!
الخادم :لم نر شيئا في أول الأمر ...ولكنا سمعنا(أنتجونه)تصيح قائلةأين أبي؟...أين أبي؟...)
فلمل سألناها عما بها قالت:ان أمها نهضت من فراشها ,وقبلتها وقبلت اخوتها ...وزعمت لهم أن التعب قد نال منها ,وأنها تريد
نوما..وجذبتهم الىخارج حجرتها..ثم دخلتها وأوصدت الباب عليها من الداخل ,وقد شعت عيناها ببريق يثير الخوف,ويبعث على القلق!
بعدئذ لم يسمع الصغار من من خصاص الباب ,الا صيحات مكتومة وزفرات مخنوقة!
ثم كان سكون مطبق رهيب ...وانطلقت (انتجونة)خارجة اليكم كما رأيتم ,تخبر أباها!...فبادر (أوديب)في اثرها الى الحجرة
الموصدة يطرقها كالمجنون:ولا من مجيب...فجأر كالوحش المخوف ,وحمل على الباب بكتفيه حتى أسقطه..وهنا رأينا مشهدا
جمدت له في عروقنا الدماء!
الملكة (جوكاستا) معلقة من عنقها بحبل تدلى في الهواء...وكل شئ من حولها ساكن سكون القبر...
فما كاد (أوديب) يراها على هذه الحالة حتى اندفع الى الحبل فجذبه...واذا جثة الملكة تهوي باردة على الأرض!
عند ذلك أبصرت عيوننا أبشع منظر وقعت عليه عين بشر !...فقد جن حنون (أوديب), وانحنى على جثمان (جوكاستا) يمرغ خديه
بخديها, ويمسح رأسه بقدميها...ويصيح:الي بسيف...سيف!...اني ما احتملت هذه الحياة الشقية الا من أجلك!...
(زوجي وأمي!...)فلما جمدنا في مكاننا وذهلنا عن ندائه ,زأر كالأسد الجريح..وصاح:
(يبطئون علي بأداة الموت أيضا!...لا حاجة بي الى السيف ...هاكم ما هو أفظع من الموت وأشد وأوجع!..) وامتدت يده كمخلب
الباشق,الى صدر الثوب الملكي,الذي ترتديه(جوكاستا),فانتزع منه مشابكه الذهبية , وطعن بها عينيه طعنا عنيفا متصلا!!..وهو
يقول:
(لن أبكيك الا بدموع من دم!..)ومضى يخرق بالمشابك أجفانه ويمزق أهدابه...والدماء تسيل من عينيه مدرارا ...صابغة بلونها
القاتم,صفحة خده..كأنها أسطر سوداء لحكم قدر صارم!...
الجوفةومن بينها أصوات نساء) كفى...كفى!